وربّما لو أخذ التاريخ مجراه الطبيعي كما تستوجبه الضرورات الحضارية ( وصاية الإمامة وقيادتها الفكرية ) لَتَغيّر وجهه تماماً.
لذلك كانت فترة ثالثة في مرحلة النبوة الخاتمة : فترة الغيبة.
هذه الفترة تستهدف استكمال الشرائط الموضوعية الكاملة لقيام المجتمع العالمي وولوج التاريخ المرحلة الخامسة والأخيرة : مرحلة المجتمع العادل.
هذه المرحلة فيها ثلاث حقبات أو عصور :
|
ـ عصر الظهور. ـ عصر الأولياء الصالحين. ـ عصر المجتمع المعصوم. |
لن يتحقّق ظهور الإمام إلا بتوافر شرائط قيام هذا المجتمع العالمي العادل ( سنفصّلها في البحوث القادمة ).
ويدخل المجتمع في عصر ازدهار ورخاء وعدل وتطوّر لم تعرف البشرية له مثيلاً، وفي الأصل الرابع من هذا الفصل سنشرح أكثر مظاهر هذا المستقبل السعيد زمن الظهور.
وبغضّ النظر عن المدّة التاريخية التي تمتدّ فيها هذه الحقبة ( عصر الظهور ) ، فبعض الروايات تقول : سبع سنين ، وبعضها الآخر : تسع أو سبعة عشر ، وحتّى أربعين سنة ، ولكن في كلّ الأحوال بعد المهدي يدخل التاريخ حقبة جديدة : عصر المهديين أو كما يسمّيه السيد الشهيد محمّد صادق الصدر ـ الأولياء الصالحين ـ ، فبعد المهدي يسير المجتمع العالمي بقيادة معيّنة : المهديون ، ونستفيد هذا المعنى من بعض النصوص نذكر منها:
أوّلاً : حديث ـ يا علي سيكون بعدي اثنا عشر إماماً ، ومن بعدهم اثنا عشر مهدياً فأنت يا عليّ أوّل الاثني عشر الإمام ـ (١).
ثانياً : ما جاء في الدعاء : ـ اللّهم صلّ على ولاة عهده والأئمة من بعده ، وبلّغهم آمالهم ، وزد في آجالهم ، وأعزّ نصرهم ، وأتمّ ما أسندت إليهم من أمرك لهم ، وثبّت دعائمهم ، واجعلنا لهم أعواناً وعلى دينك أنصاراً ـ (٢).
__________________
١ ـ المجلسي ، بحار الأنوار ، ج ٣٦ ، ص ٢٦١.
٢ ـ المصدر نفسه ، ج ٩٢ ، ص ٣٣٢.