خلاصة وأفق
هكذا تقود القراءة المتفحّصة والمتأمّلة للفصول السبعة إلى رؤية شاملة للتاريخ البشري وحركة المسيرة الإنسانية في مبدأها ، وغايتها ، ومراحلها الكبرى ، في قوانينها وسننها ، ومنتهاها ، وما بعد نهايتها.
لقد حاولت هذه الدراسة أن تقرّب ما أمكن النظرية المهدوية في فلسفة التاريخ.
ومهّدنا ببحثين مفهوميين أساسيين :
في الفصل الأوّل : حول فلسفة التاريخ حيث أدرجنا هذا الفرع المعرفي في موضعه الطبيعي ، وحدّدنا تعريفه ، وموضوعه ، وغايته ، وبينّا أهمّيّة فلسفة التاريخ كحاجة عقائدية وضرورة حضارية ، ومقدّمة لبناء الإنسان والمجتمع.
في الفصل الثاني : أثبتنا أصالة فكرة المهدي والمخلّص عامّة في روافد التراث الإنساني : الدين ، الفلسفة ، التاريخ السياسي ، في النظريات الوضعية.
رجّحنا في هذا الفصل أن يكون اطّراد الفكرة في جميع الحضارات والأديان منشأه الوحي الإلهي وإرث الأنبياء بين الناس.
هذا الإرث انعكس في تصوّرات مختلفة ، وربّما مضطربة عند كثير من الأديان والمجتمعات والفلسفات.
ومع الإسلام خاتم الديانات تبلورت فكرة المخلّص بشكلها النهائي ، وبلغت معه أرقى صور نضجها.
الفصل الثالث : خصّصناه لفلسفة التاريخ من منظور إسلامي عام ، فاستعرضنا الخصائص العامّة لهذه النظرية ، وعالجنا الأصول الخمسة للنظرية الإسلامية في تفسير التاريخ : ١ ) الغاية ، ٢ ) محرّكات التاريخ ، ٣ ) قوانين التاريخ وسننه ، ٤ ) مراحل التاريخ ، ٥ ) المستقبل البشري ونهاية التاريخ.
قدّمنا أطروحة مفصّلة حول هذه الأصول الخمسة.
في الفصل الرابع : توسّعنا في شرح هذه الأسس في ضوء معطيات العقيدة المهدوية