والتاريخ : جملة الأحوال والأحداث التي يمرّ بها كائن ، ويصدق على الفرد والمجتمع ، كما يصدق على الظواهر الطبيعية والإنسانية (١).
أمّا اصطلاحاً : التاريخ : علم يبحث في الوقائع والحوادث الماضية.
يقول ابن خلدون : ـ اعلم أنّ فنّ التاريخ غزير المذهب ، جسيم الفوائد ، شريف الغاية ، إذ هو يوقفنا على أحوال الماضين من الأمم في أخلاقهم ، والأنبياء في سيرهم ، والملوك في دولهم وسياستهم ، حتّى تتمّ فائدة الاقتداء في ذلك لمن يرومه في أحوال الدين والدنيا ـ (٢).
ولكن علوم التاريخ لم تنحصر في حدود تدوين الوقائع والحوادث الماضية بل تطوّرت وتنوّعت ، ويمكن أن نرصد ثلاثة أقسام أساسية للبحوث التاريخية :
ما أشرنا إليه في التعريف السابق يسمّى بالتاريخ النقلي ، ويستهدف تدوين مجموع حوادث وشؤون الناس ، والعالم ، والدول ، .....
وخصوصية هذا القسم أنّه يسجِّل كينونة الأشياء ، والإنسان ، والحوادث ، ويوصِّف الأوضاع القائمة دون لحاظ أمرٍ آخر.
وتعجّ المكتبة العربية بعناوين تنتمي إلى هذا القسم ، منها : ـ تاريخ اليعقوبي ـ ( ت٢٩٢ هـ ) ، ـ تاريخ الرسل والملوك ـ للطبري ( ت٣١٠ هـ ) ، ـ مروج الذهب ومعادن الجواهر ـ للمسعودي ( ت٣٤٦ هـ ) ، ـ الكامل في التاريخ ـ لابن الأثير ( ت٦٣٠ هـ ) ....
وفي هذا النوع من الدراسات ينصبّ تركيز واهتمام الباحث على الماضي والحوادث السالفة ، وهو يدرس هذه الجزئيات والوقائع في الماضي دون محاولة البحث عن القواعد العامة والضوابط الكلية.
ويغلب على هذا القسم المنهج النقلي الذي يعتمد على الوثائق وما ينقله المؤرّخون من روايات ، ومشاهدات ، ومسموعات ....
__________________
١ ـ المصدر نفسه.
٢ ـ عبد الرحمن بن خلدون ، المقدمة ، ص ٩.