اليونانية من العبرية ، وذلك بنقل الكلمة من عبارة PE ـ ICLYTO ـ بريكليطوس التي تعني محمّد بالعربية إلى عبارة باركليطوس PA ـ CLYTO ـ التي تعني المعزي.
وقد حاول بعض الباحثين أن يفسّر هذه البشارة وغيرها بأنّها تتعلّق بالإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه ، ولكنّ صاحب ـ بشائر الأسفار ـ يناقش هذه المحاولة ، ويؤكّد أنّ البشارات منصرفة إلى الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآله ، وما يدعم ما ذهب إليه صاحب ـ بشائر الأسفار ـ من كون المعزي هو الرسول محمّد أنّ إنجيل برنابا الذي لا تعترف به الكنيسة قد نصّ على اسم النبي محمّد صلىاللهعليهوآله صراحة : ـ أجاب يسوع إنّ اسم مسيا عجيب؛ لأنّ الله نفسه سمّاه لما خلق نفسه ووضعها في بهاء سماوي قال الله أصبر يا محمّد لأنّي لأجلك أريد أن أخلق العالم ، وجمعاً غفيراً من الخلائق التي أهبها لك حتّى إنّ من يباركك يكون مبارك ، ومن يلعنك يكون ملعوناً ، ومتى أرسلك إلى العالم أجعلك رسولي للخلاص ، وتكون كلمتك صادقة حتّى إنّ السماء والأرض تهنان ، ولكن إيمانك لا يهن أبداً ، وإنّ اسمه المبارك محمّد حينئذٍ رفع الجمهور أصواتهم قائلين يا الله أرسل لنا رسولك يا محمّد تعال سريعاً لخلاص العالم ـ (١).
نظر بعض الفلاسفة للحياة نظرة سوداوية قاتمة فوصموها بالشقاء والعنت ، بل اعتبرها بعضهم عبثاً زائداً ورحلة جبرنا عليها دون إرادة مسبقة ولا غاية واضحة ، وبلغ الأمر عند بعضهم أن دعوا للانتحار واعتبروه سبيلاً للخلاص من هذه المتاهة التي وقعنا فيها دون جدوى ، هذا الشذوذ الفكري لم يمنع من ظهور فلاسفة متفائلين عبر التاريخ آمنوا بإمكان قيام مجتمع سعيد يسوده العدل وتحكمه نظم تقود الإنسان إلى فردوس أرضي وأنّ الشرور والمآسي التي تئن تحت وطأتها الأرض يمكن تجاوزها بتأسيس نظام مؤنسن يسود ويضع حداً للفقر والجوع ويحقّق طموح الناس إلى العدل والحرية والسعادة.
__________________
١ ـ إنجيل برنابا ، الفصل ٩٨ / ١٤ ـ ١٨ ، ترجمة : خليل سعادة.