يقلّدوه ـ ، فولاية الفقيه تمثّل حلقة من حلقات
خطّ الشهادة ـ كما يسمّيه الشهيد الصدر رحمهالله
ـ في التاريخ بعد الأنبياء والأئمة عليهمالسلام.
إنّها تمثّل القيادة الشرعية داخل المجتمع وتحمي مسيرته من الحيرة والضياع في غياب
الإمام فـ ـ من أصبح من هذه الأُمّة لا إمام له من الله عزّ وجلّ أصبح تائهاً
متحيّراً ضالاً ـ كما هو المروي عن الإمام الباقر عليهالسلام
.
يقول الإمام الخميني قدسسره : ـ فالفقهاء اليوم
هم الحجّة على الناس كما كان الرسول٩ حجّة الله عليهم ، وكلّ ما كان يناط بالنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فقد أناطه
الأئمة عليهمالسلام
بالفقهاء من بعدهم ، فهم المرجع في جميع المشكلات والمعضلات ، وإليهم قد فوّضت
الحكومة وولاية الناس وسياساتهم والجباية والإنفاق ، وكلّ من يتخلّف عن طاعتهم؛
فإنّ الله يؤاخذه ويحاسبه على ذلك ـ .
فحركة الانتظار تنطلق وتمتدّ في ظلّ
القيادة الشرعية ، إذ لا معنى لانتظار المهديf إذا كنّا نتحرّك
في دوائر خارج القيادة النائبة التي نصّ الإمام عليها بنفسه كخطّ عام ، وأوكل
للأُمّة مهمّة التشخيص : إمّا بالرجوع إليه والالتفاف حوله والتحرّك في إطار قيادة
هذا الفقيه ، أو من خلال المؤسّسات الدستورية للدولة الإسلامية ، كما هو الحال في
الجمهورية الإسلامية في إيران حيث يتصدّى مجلس الخبراء لانتخاب الولي الفقيه ،
وهذا المجلس بدوره يُنتخب أعضاؤه من طرف الجماهير.
والولي الفقيه يقود الجماهير نحو حاكمية
الإسلام في مختلف المستويات ، وإقامة دولته العادلة وتوطيد أركانها ، ـ ينبغي
للفقهاء أن يعملوا فرادى أو مجتمعين من أجل إقامة حكومة شرعية تعمل على إقامة
الحدود ، وحفظ الثغور ، وإقرار النظام ، وإن كانت الأهلية لذلك منحصرة في فرد كان
ذلك عليه واجباً عينياً وإلا فالواجب كفائي ـ .
فالنضال من أجل قيام الدولة الإسلامية
وتوطيد أركانها بعد النجاح في قيامها وتقوية إشعاعها على جميع أنحاء العالم ، أحد
السبل العملية الأساسية في التوطيد لقيام
__________________