«لا يذهب الدنيا حتى يخرج رجل منّي ، يحكم بحكومة آل داود؛ لا يسأل عن بيّنة ، يعطى كل نفس حكمها» (١).
وفي الحديث الآخر :
«وانما سمي المهدي مهديّاً لأنّه يهدي إلى أمر خفيّ.
ويستخرج التوراة وسائر كتب اللّه عزَّ وجلَّ من غار بأنطاكية (٢).
ويحكم بين أهل التوراة بالتوراة وبين أهل الانجيل بالانجيل وبين أهل الزَّبور بالزَّبور وبين أهل القرآن بالقرآن.
وتجمع إليه أموال الدُّنيا من بطن الأرض وظهرها.
فيقول للنّاس : تعالوا إلى ماقطعتم فيه الأرحام ، وسفكتم فيه الدِّماء الحرام ، وركبتم فيه ما حرَّم اللّه عزَّ وجلَّ.
فيعطي شيئاً لم يعطه أحدٌ كان قبله ، ويملأ الأرض عدلاً وقسطاً ونوراً ، كما ملئت ظلماً وجوراً وشراً (٣).
وفي الحديث الآخر : «اذا قام القائم ، بعث في أقاليم الأرض ، في كل إقليم رجلاً يقول : عهدك في كفّك ، فاذا ورد عليك أمر لا تفهمه ولا تعرف القضاء فيه ، فانظر الى كفّك واعمل بما فيها» (٤).
ولا يخفى أنه لا تخالف بين هذا القضاء وبين قضاء الاسلام ، لأنه من القضاء بالعلم الذي هو من صميم الدين ومن الحكم بالحق.
قال تعالى : (يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس
__________________
(١) البحار : ج ٥٢ ص ٣٢٠ ب ٢٧ ح ٢٢.
(٢) في بعض النسخ : «اخوانك المسلمين».
(٣) الغيبة (للنعماني) : ص ٢٣٧ ح ٢٦.
(٤) الغيبة (للنعماني) : ص ٣١٩ ح ٨.