السيد عبدالحسين شرف الدين الموسوي
المحقق: محمود البدري
الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: مؤسسة المعارف الإسلاميّة
المطبعة: عترت
الطبعة: ١
ISBN: 964-6289-85-1
الصفحات: ٣٨٢
شرّفني بقتلهم ، وأرجو من ربّي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته. (١)
ذكرت من حال هذه المرأة ، الصالحة ، حال اُمّ وهب بن حباب (٢) الكلبي يوم عاشوراء حين برز إلى ثلاثين ألفاً فأحسن في الجلاد ، وبالغ في الجهاد ، وكانت معه امرأته ووالدته فرجع إليهما وقال :
يا اُمّاه أرضيت أم لا؟
فقالت : يا بني ما رضيت حتى تقتل بين يدي الحسين عليهالسلام.
وقالت امرأته : بالله عليك لا تفجعني بنفسك.
فقالت له اُمّه : يا بني أعزب عن قولها ، وارجع فقاتل بين يدي ابن بنت نبيّك تنل شفاعة جدّه يوم القيامة.
فرجع ولم يزل يقاتل حتى قطعت يداه في سبيل الله تعالى ، فأخذت امرأته عموداً وأقبلت نحوه وهي تقول : قاتل فداك أبي واُمّي يا وهب دون الطيّبين من حرم رسول الله صلىاللهعليهوآله.
فقال لها : كيف كنت تنهيني عن القتال ، والآن تأمرينني به؟
__________________
١ ـ الاصابة ٤ : ٢٨٦.
٢ ـ هي بنت عبد ، وزوجة عبد الله بن عمير الكلبي من قبيلة بني عليم ، لمّا عزم زوجها على الخروج من الكوفة لنصرة الحسين ، تعلقت به ليصطحبها معه ، والتحقوا ليلاً بأنصار الحسين في كربلاء ، وفي يوم الطف حينما برز زوجها للقتال ، تناولت هي عموداً وبرزت إلى القتال ، إلا أن الإمام الحسين ردّها وقال : ليس على النساء جهاد ، وبعد مقتل زوجها سارت إليه حتى جلست عند رأسه تمسح التراب عنه وتقول : هنيئاً لك الجنّة ، أسأل الله الذي رزقك الجنّة أن يصحبني معك ، فقال شمر لغلامه رُستم : إضرب رأسها بالعمود ، فضرب رأسها فشدخه ، فماتت مكانها. انظر : تاريخ الطبري ٣ : ٣٢٣ ـ ٣٢٦ ، الارشاد ٢ : ١٠١.
قالت : لا تلمني يا وهب ، فانّي سمعت من سيّدي ومولاي الحسين كلمة كسرت قلبي ، سمعته يقول : أما من ناصر فينصرنا؟ أما من موحّد يخاف الله فينا؟ أما من ذابّ يذبّ عن حرم رسول الله؟
فأقبل كي يردّها إلى النساء ، فأخذت بجانب ثوبه ، وقالت : لن أعود حتى أموت معك.
فقال الحسين عليهالسلام : جزيتم عن أهل بيتي خيراً ، ارجعي إلى النساء رحمك الله ، فانصرفت إليهنّ ، ولم يزل يقاتل حتى قتل رحمهالله تعالى.
رجال تواصوا حيث طابت اُصولهم |
|
وأنفسهم بالصبر حتى قضوا صبرا |
حمـاة حمـوا خدراً أبـى الله هتكه |
|
فعظّمه شـأنـاً وشـرّفـه قـدر |
الفصل الثالث
في سيرة أمير المؤمنين عليهالسلام
ومواعظه وارشاداته
[ المجلس الخامس والعشرون ]
ومن كلام لأمير المؤمنين وسيد الوصيين صلوات الله وسلامه عليه :
ألا وانّ لكلّ مأموم إماماً يقتدي به ، ويستضيء بنور علمه ، ألا وإن إمامكم قد اكتفى من دُنياه بطمريه (١) ، ومن طُعمه (٢) بقُرصيه (٣) ، ألا وإنكم لا تقَدِرون على ذلك ، ولكن أعينوني بورع واجتهاد ، [ وعِفّة وسَداد ؛ ] والله مـا كنـزت من دنياكـم تبراً (٤) ، ولا ادّخرت من غنائمها وفراً (٥) ، ولا أعددت لبالي ثوبي طمراً ، ولا حُزت من أرضها شبراً ، ولا أخذت منه إلا كقوت أتانٍ دبرةٍ (٦) ، ولَهي في عيني أوهى [ وأهونُ ] من عفصة مَقرةٍ (٧) ، بلى! كانت في أيدينا فدك (٨) مِن كلّ ما أظلّته
__________________
١ ـ الطِمر ـ بالكسر ـ : الثوب الخلق البالي.
٢ ـ طُعمه ـ بضم الطاء ـ : ما يطعمه ويفطر عليه.
٣ ـ قُرصيه : تثنية قرص ، وهو الرغيف.
٤ ـ التبر ـ بكسر فسكون ـ : فُتات الذهب والفضة قبل أن يصاغ.
٥ ـ الوفر : المال.
٦ ـ أتان دبرة : هي التي عُقر ظهرها فقلّ أكلها.
٧ ـ مقرة : مرّة.
٨ ـ فدك : هي قرية بالحجاز ، بينها وبين المدينة يومان ، وقيل ثلاثة ، أفاءها الله تعالى على رسوله صلىاللهعليهوآله صلحاً ، فيها عين فوّارة ونخل ، وقد كانت ملكاً لرسول الله صلىاللهعليهوآله خالصة ، لأنها لم يوجب عليها بخيل ولا ركاب ، وقد أعطاها ابنته الزهراء عليهاالسلام فكانت بيدها في عهده صلىاللهعليهوآله ، وروي إنّه صلىاللهعليهوآله قال لفاطمة عليهاالسلام: قد كان لأمّك خديجة على أبيك محمد صلىاللهعليهوآله مهراً ، وأنّ أباك قد جعلها لك بذلك ، وانحلتكها تكون لك ولولدك بعدك ، وكتب كتاب النحلة علي عليهالسلام في أديم ، وشهد عليهالسلام على ذلك وأمّ أيمن ومولى لرسول
..........................................................
__________________
الله صلىاللهعليهوآله.
وجاء في الأخبار كما في رواية الشيخ عبد الله بن حمّاد الأنصاري ـ أن واردها ـ أربعة وعشرون ألف دينار في كلّ سنة ، وفي رواية غيره سبعون ألف دينار.
راجع : معجم البلدان للحموي : ج ٤ ص ٢٣٨ ، بحار الأنوار : ج ١٧ ص ٣٧٨ وج ٢١ ص ٢٣ وج٣٣ ص ٤٧٤ ، سفينة البحار للقمّي : ج ٢ ص ٣٥١.
وروي عن حمّاد بن عثمان ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : لما بويع أبو بكر واستقام له الأمر على جميع المهاجرين والأنصار بعث إلى فدك من أخرج وكيل فاطمة عليهاالسلامبنت رسول الله صلىاللهعليهوآله منها.
فجاءت فاطمة الزهراء عليهاالسلامإلى أبي بكر ثم قالت : لِمَ تمنعني ميراثي من أبي رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وأخرجت وكيلي من فدك ، وقد جعلها لي رسول الله صلىاللهعليهوآله بأمر الله تعالى؟
فقال : هاني على ذلك بشهود ، فجاءت بأمّ أيمن ، فقالت له اُمّ أيمن : لا أشهد يا أبا بكر حتى احتج عليك بما قال رسول الله صلىاللهعليهوآله ، أنشدك بالله ألست تعلم أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : « اُمّ أيمن امرأة من أهل الجنة ».
فقال : بلى.
قالت : « فاشهد : أنّ الله عز وجل أوحى إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله : « فآت ذا القربى حقّه » « الروم : ٣٨ » فجعل فدكاً لها طعمة بأمر الله.
فجاء علي عليهالسلام فشهد بمثل ذلك ، فكتب لها كتاباً ودفعه إليها ، فدخل عمر فقال : ما هذا الكتاب؟ فقال : إنّ فاطمة عليهاالسلامادعت في فدك ، وشهدت لها أم أيمن وعلي عليهالسلام ، فكتبته لها ، فأخذ عمر الكتاب من فاطمة فتفل فيه ومزّقه ، فخرجت فاطمة عليهاالسلامتبكي.
فلما كان بعد ذلك جاء علي عليهالسلام إلى أبو بكر وهو في المسجد وحوله المهاجرون والأنصار فقال : يا أبا بكر لِمَ منعت فاطمة ميراثها من رسول الله صلىاللهعليهوآله؟ وقد ملكته في حياة رسول الله صلىاللهعليهوآله.
فقال أبو بكر : هذا فيء للمسلمين ، فإن أقامت شهوداً أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله جعله لها وإلا فلا حقّ لها فيه.
فقال أمير المؤمنين عليهالسلام : يا أبا بكر تحكم فينا بخلاف حكم الله في المسلمين.
...........................................................................
__________________
قال : لا.
قال : فإن كان في يد المسلمين شيء يملكونه ، ثم ادعيت أنا فيه من تسأل البينة؟
قال : إياك أسأل البينة.
قال : فما بال فاطمة سألتها البينة على ما في يديها؟ وقد ملكته في حياة رسول الله صلىاللهعليهوآله وبعده ، ولم تسأل المسلمين بينة على ما ادعوها شهوداً ، كما سألتني على ما ادعيت عليهم؟
فسكت أبو بكر فقال عمر : يا علي دعنا من كلامك ، فإنا لا نقوى على حجتك ، فإن أتيت بشهود عدول ، وإلا فهو فيء للمسلمين ، لا حق لك ولا لفاطمة عليهاالسلامفيه.
فقال أمير المؤمنين عليهالسلام : يا أبا بكر تقرأ كتاب الله؟
قال : نعم.
قال : أخبرني عن قول الله عز وجل : « إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً » « الأحزاب : ٣٣ » فيمن نزلت؟ فينا أم في غيرنا؟
قال : بل فيكم.
قال : فلو أنّ شهوداً شهدوا على فاطمة عليهاالسلامبنت رسول الله صلىاللهعليهوآله بفاحشة ما كنت صانعاً؟
قال : كنت أُقيم عليها الحد ، كما أُقيمه على نساء العالمين.
قال : إذن كنت عند الله من الكافرين.
قال : ولِمَ؟
قال : لأنّك كنت رددت شهادة الله به الطهارة. وقبلت شهادة الناس عليها ، كما رددت حكم الله وحكم رسوله ، أن جعل لها فدكاً قد قبضته في حياته ، ثم قبلت شهادة اعرابي بائل على عقبيه ، عليها ، وأخذت منها فدكاً ، وزعمت أنّه فيء للمسلمين ، وقد قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : « البينة على المدّعي ، واليمين على المدّعي عليه » فرددت قول رسول الله صلىاللهعليهوآله : البينة على من ادعى ، واليمين على من ادعى عليه!
قال : فدمدم الناس وأنكروا ، ونظر بعضهم إلى بعض ، وقالوا : صدق والله عليّ بن أبي طالب عليهالسلام! ورجع إلى منزله.
قال : ثمّ دخلت فاطمة المسجد وطافت بقبر أبيها وهي تقول :
قد كان بعدك أنباء وهنبثة |
|
لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب |
السماء ، فشحّت عليها نفوس قومٍ ، [ وسَخت عنها نفوس قوم آخرين ] ، ونِعم الحَكمُ الله ، وما أصنع بفدكٍ وغير فدك ، والنفس مظانّها (١) في غدٍ جَدث (٢) ، تنقطع في ظلمته آثارها ، وتغيب أخبارها ، [ وحفرة لو زيدَ في فُسحتها ، وأوسعت يدا حافرها ، لاضغطها الحجر والمدر (٣) ، وسدّ فُرَجَها (٤) التراب المتراكم ، وإنّما هي نفسي اُروضها بالتقوى لتأتي آمنة يوم الخوف الأكبر ، وتثبت على جوانب المزلقِ (٥) ، ] ولو شئت لاهتديت الطريق ، إلى مُصفّى هذا العسل ، ولباب هذا القمح ، ونسائج هذا القزّ ، و [ لكن ] هيهات أن يغلبني هواي ، ويقودني جشعي إلى تخيّر الأطعمة ـ ولعلّ بالحجاز أو اليمامة من لا طمع له في القرص ، ولا عهد له بالشبع ـ أو أبيت مِبطاناً وحولي بُطون غرثى (٦) ، وأكباد حرّى (٧) ، أو أكون كما قال القائل :
__________________
إنّا قد فقدناك فقـد الأرض وابلها |
|
واختلّ قومك فاشهدهم ولا تغب |
قد كان جبـريل بالآيـات يؤنسنا |
|
فغاب عنا فكـلّ الخير محتجب |
وكنت بـدراً ونـوراً يُستضاء به |
|
عليك ينزل من ذي العزّة الكتب |
تجهّمتنا رجـال واستخـف بنـا |
|
إذ غبت عنا فنحن اليوم نغتصب |
فسوف نبكيك ما عشنا وما بقيت |
|
منا العيون بتهمال لهـا سكـب |
انظر : الاحتجاج للطبرسي : ج ١ ص ٩٠ ـ ٩٣ ، علل الشرائع للصدوق : ج ١ ص ١٩٢ ، ب ١٥١ ح ١ ، تفسير القمّي : ج ٢ ص ١٥٥ ـ ١٥٧.
١ ـ المظان : جمع مظنة ، وهو المكان الذي يظنّ فيه وجود الشيء.
٢ ـ جدث ـ بالتحريك ـ : قبر.
٣ ـ المدر : جمع مدرة ، مثل قصب وقصبة وهو التراب المتلبد ، أو قطع الطين.
٤ ـ فُرجَها : جمع فُرجة ، مثال غُرف وغُرفة : كل منفرج بين شيئين.
٥ ـ المزلق : موضع الزلل ، وهو المكان الذي يخشى فيه أن تزل القدمان ، والمراد هنا الصراط.
٦ ـ غرثى : جائعة.
٧ ـ حرّى ـ مؤنث حرّان ـ : أي عطشان.
وحسبك عاراً (١) أن تبيت ببطنةٍ (٢) |
|
وحولك أكباد تحنّ إلى القِدّ (٣) |
أأطمع (٤) أن يقال أمير المؤمنين ، ولا اُشاركهم في مكاره الدهر ، وأكون أسوةً لهم في خشونة (٥) العيش! فما خُلقت ليشغلني أكل الطيّبات ، كالبهيمة المربوطة ، همُّها علفها ، أو المرسلة شُغُلُها تَقمُّمها (٦) ، تكترش (٧) من أعلافها ، وتلهو عمّا يراد بها! وكأنّي بقائلكم يقول : « إذا كان هذا قوت ابن أبي طالب فقد قعد به الضعف عن قتال الأقران ، ومنازلة الشجعان » ، ألا وإنّ الشجرة البرّية (٨) أصلب عوداً ، والرواتع الخضرة (٩) أرقّ جلوداً ، والنابتات العِذية (١٠) أقوى وقوداً ، [ وأبطأ خُموداً ، ] وأنا من رسول الله صلىاللهعليهوآله كالصنو من الصنو (١١) ، والذراع من العَضُد ، والله لو تظاهرت العرب على قتالي لما ولّيت عنها. (١٢)
بأبي أنت وامي كم تظاهرت العرب على قتالك ، فظهرت عليها « وردّ الله
__________________
١ ـ كذا في الأصل ، وفي المصدر : داء.
٢ ـ البطنة ـ بكسر الباء ـ : البطر والأشر.
٣ ـ القِد ـ بالكسر ـ : سير من جلد غير مدبوغ.
٤ ـ كذا في الأصل ، وفي المصدر : أأقنع من نفسي بأن يقال : هذا.
٥ ـ كذا في الأصل ، وفي المصدر : جشوبة.
٦ ـ تقمّمها : التقاطها للقمامة ، أي الكناسة.
٧ ـ تكترش : تملأ كرشها.
٨ ـ الشجرة البرّية : التي تنبت في البر الذي لا ماء فيه.
٩ ـ الرواتع الخضرة : الأشجار والأعشاب الغضّة الناعمة التي تنبت في الأرض الندية.
١٠ ـ النابتات العذبة : التي تنبت عذباً ، والعذي ـ بسكون الذال ـ الزرع الذي لا يسقيه إلا ماء المطر.
١١ ـ كذا في الأصل ، وفي المصدر : كالضوء من الضوء.
١٢ ـ نهج البلاغة ( شرح الدكتور صبحي الصالح ) : ٤١٦ ـ ٤٢٠ ، كتاب رقم ( ٤٥ ) ، كتاب أمير المؤمنين عليهالسلام إلى عثمان بن حنيف عامله على البصرة.
الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيراً وكفى الله المؤمنين القتال » (١) بعلي أمير المؤمنين وسيد المجاهدين.
وهل الجهاد لأحد من الناس إلا له؟ وهل قامت دعائم الدين ، أو رست قواعد الشرع ، أو علت كلمة التوحيد إلا بجهاده؟
وهل شهد التنزيل لغيره بأنّه شرى نفسه ابتغاء مرضاة الله؟
وهل باهى الله عز وجل ملائكة السماء ليلة المبيت على فراش النبي صلىاللهعليهوآله بغيره؟
وهل تولى خدمة النبي وجميع بني هاشم أيّام حصرهم في الشعب غيره؟ وهل قاسى الخطر ولاقى الأهوال في إيصال القوت إليهم يومئذ سواه؟
وهل نصر الله نبيّه في جميع المواطن إلا به؟ وهل قتل عمراً ومرحباً ، وجندل عتبة وشيبة والوليد وغيره؟
وهل أفنى بني عبد الدار وقتل بني سفيان بن عوف الأربعة يوم اُحد سواه؟
وهل أذلّ عتاة الشرك وجبابرة الكفرة إلا صارم سطوته؟
وهل فتح حصون خيبر ودحا بابها ، وقلع الصخرة عن فم القليب ، وسلب العزّة من جبابرة اليمن ومهّد أمرها إلا ماضي عزمه؟
وهل قاتل الناكثين والمارقين والقاسطين غيره؟
وهل باهل باسم غيره جبرائيل :
لا سيف إلا ذو الفقار |
|
ولا فتى إلا علي |
ولقد ورث منه هذه الشجاعة شبله أبو الأئمّة ، وشفيع الامّة أبو عبد الله
__________________
١ ـ الأحزاب : ٢٥.
الحسين عليهالسلام حتى قال بعض الرواة :
والله ما رأيت مكثوراً قط قتل ولده ، وأهل بيته وأنصاره أربط جأشاً من الحسين عليهالسلام ، وان كانت الرجال لتشدّ عليه فيشدّ عليها فتنكشف عنه انكشاف المعزى إذا شدّ فيها الذئب ، ولقد كان يحمل فيهم وقد تكمّلوا ثلاثين ألفاً فينهزمون بين يديه كأنّهم الجراد المنتشر ، ثم يرجع إلى مركزه وهو يقول : لا حول ولا قوّة إلا بالله العلي العظيم ، حتى قتل منها الفاً وتسعمائة عدا المجروحين ، فناداهم ابن سعد لعنه الله :
الويل لكم يا أهل الكوفة أتدرون لمن تقاتلون؟ هذا ابن الأنزع البطين ، هذا ابن قتّال العرب ، فاحملوا عليه من كلّ جانب ، وكانت الرماة أربعة آلاف فرموه بالسهام ، حتى حالوا بينه وبين رحله ، فصاح بهم :
ويلكم يا شيعة آل أبي سفيان ، إن لم يكن لكم دين ، وكنتم لا تخافون المعاد ، فكونوا أحراراً في دنياكم ، وارجعوا إلى أحسابكم إن كنتم عرباً كما تزعمون.
فناداه شمر لعنه الله : ما تقول يا بن فاطمة؟
قال عليهالسلام : أنا اُقاتلكم وتقاتلوني والنساء ليس عليهنّ جناح ، فامنعوا عتاتكم وجهّالكم عن التعرّض لحرمي ما دمت حياً.
فقال الشمر لعنه الله : لك ذلك يا بن فاطمة ، ثم صاح : إليكم عن حرم الرجل واقصدوه بنفسه فلعمري انّه كفؤ كريم.
فقصد القوم بالقتال وهو مع ذلك يطلب شربة من الماء ، وكلّما حمل بفرسه على الفرات حملوا عليه حتى أجلوه عنه فنادى :
هل من مغيث فيغيثنا؟
هل من ناصر فينصرنا؟
ووقف على جثث أهل بيته وأصحابه فناداهم بأسمائهم ، فاضطربت أجسامهم اضطراب السمكة في الماء :
فناداهم : قـوموا عجالاً فما العرى |
|
بدار ولا هذا المقام مقام |
فماجت على وجه الصعيد جسومهم |
|
ولو أذن الله القيام لقاموا |
[ المجلس السادس والعشرون ]
ومن كلام له عليهالسلام :
والله لَأَن أبيتَ على حَسَك السعدان (١) مُسهّداً (٢) ، أو اُجَرّ في الأغلال مُصفّداً ، أحبّ إليَّ مِن أن ألقى الله ورسوله يوم القيامة ظالماً لبعض العباد ، وغاصِباً لشيء من الحُطام ، وكيف أظلم أحداً لنفسٍ يُسرع إلى البِلى قفولها (٣) ، ويطول في الثرى حلولها.
والله لقد رأيت عقيلاً (٤) وقد أملق حتى أستماحني (٥) مِن بُرّكم هذا صاعاً. ورأيت صبيانه شُعث الشعور (٦) ، غُبر الألوان من فقرهم (٧) كأنّما سُوّدَت وجوههم بالعِظلِم (٨) ، وعاودني مؤكداً ، وكرّر عليَّ القول مردّداً ، فأصغيت إليه سمعي ، فظنّ أنّي أبيعه ديني ، وأتّبع قياده مُفارقاً طريقتي ، فأحميتُ له حديدة ثم أدنيتها من
__________________
١ ـ كأنّه يريد من « الحسك » الشوك. والسعدان : نبت ترعاه الابل له شوك تشبه به حلمة الثدي.
٢ ـ المسهّد ـ من سهّد ـ : إذا أسهره ، والمصفّد : المقيد.
٣ ـ قفولها : رجوعها.
٤ ـ عقيل بن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمي القرشي ، أبو يزيد ، أعلم قريش بأيامها ومآثرها ومثالبها وأنسابها ، صحابي فصيح اللسان شديد الجواب ، وهو أخو علي وجعفر لأبيهما ، وكان أسنّ منهما ، هاجر إلى المدينة سنة ٨ هـ ، عمي في أواخر أيّامه ، توفي أوّل أيام يزيد ؛ وقيل : في خلافة معاوية.
انظر : الاصابة ترجمة رقم ٥٦٣٠ ، البيان والتبيين ١ : ١٧٤ ، الطبقات الكبرى ٤ : ٢٨.
٥ ـ قال رحمهالله : أملق : افتقر اشدّ الفقر ، واستماحني : استعطاني.
٦ ـ قال رحمهالله : الشعث : جمع أشعث ، وهو من الشعر المتلبّد بالوسخ.
٧ ـ قال رحمهالله : الغبر : جمع أغبر ، وهو متغيّر اللون شاحبة.
٨ ـ قال رحمهالله : العظلم ـ كزبرج ـ سواد يصيغ به ؛ قيل : وهو النيلج.
جسمه ليعبتر بها ، فضجّ ضجيج ذي دنف (١) مِن ألمها ، وكاد أن يحترق من ميسمها (٢) ، فقلت له : ثكلتك الثواكل يا عقيل! أتئنّ من حديدة أحماها انسانها للعبه ، وتجرّني إلى نار سجّرها جبّارها لغضبه؟ أتئنّ من الأذى ولا أئنّ من لُظى؟! وأعجب من ذلك طارق طرقنا بملفوفة (٣) في وعائها ، ومعجونة شَنِئتها (٤) كأنّما عجنت بريق حيّةٍ أو قيئها ، فقلت : أصلةٌ ، أم زكاةٌ ، أم صدقة؟ فكلّ ذلك (٥) محرّم علينا أهل البيت! (٦)
بأبي أنت وامي يا أمير المؤمنين كيف بك لو رأيت أطفالك وأيتام ولدك أبي عبد الله وهم في أشر الذلّة ووثاق السبي ، يساقون عطاشى جياعاً مربطين بالحبال ، وأهل الكوفة يتصدّقون عليهم وهم في المحامل مقرّنين بالأصفاد ، فجعلت صبيتكم لشدّة جوعهم يتناولون بعض الخبز والتمر والجوز ، فصاحت خفرتك وعقيلتك امّ كلثوم :
ويلكم يا أهل الكوفة ، إنّ الصدقة علينا حرام ، وجعلت تأخذ ذلك من أيدي الأطفال وترمي به إلى الأرض ، والناس يبكون على ما أصابهم ، فأطلعت رأسها من المحمل وقالت لهم :
مه يا أهل الكوفة ، تقتلنا رجالكم وتبكينا نساؤكم؟ فالحكم بيننا وبينكم الله يوم فصل القضاء.
__________________
١ ـ الدنف ـ بالتحريك ـ المرض.
٢ ـ الميسم ـ بكسر الميم وفتح السين ـ : المكواة.
٣ ـ الملفوفة : نوع من الحلواء أهداها الأشعث بن قيس إلى علي عليهالسلام.
٤ ـ شنئتها : كرهتها.
٥ ـ كذا في الأصل ، وفي المصدر : فذلك.
٦ ـ نهج البلاغة ( شرح الدكتور صبحي الصالح ) : ٣٤٦ رقم ( ٢٢٤ ).
فبينا هي تخاطبهم إذا بضجّة قد ارتفعت ، وإذا هم بالرؤوس قد جاؤوا بها على الرماح ، يقدمهم رأس الحسين عليهالسلام ، وهو رأس زهري قمري ، أشبه الناس برسول الله صلىاللهعليهوآله ، ولحيته كسواد السبج ، قد نصل منها الخضاب ، ووجهه دائرة قمر طالع ، والريح تلعب بكريمته الشريفة يميناً وشمالاً ، فالتفتت زينب فرأت رأس أخيها فنطحت جبينها بمقدم المحمل حتى سال الدم من تحت قناعها ، وأومأت إليه بحرقة.
يا هلالاً لمّا استتـمّ كمـالاً |
|
غاله خسفه فأبدى غروبا |
ما توهّمت يا شقيق فؤادي |
|
كان هذا مقـدّراً مكتـوبا |
[ المجلس السابع والعشرون ]
روي المنذر بن الجارودي (١) فيما حدّث به أبو حنيفة الفضل بن الحباب الجمحي ، عن ابن عائشة ، عن معن بن عيسى ، عن المنذر بن الجارود قال :
لمّا قدم علي رضي الله عن البصرة دخل ممّا يلي الطف فأتى الزاوية فخرجت انظر إليه ، فورد موكب نحو ألف فارس يقدمهم فارس على فرس أشهب ، عليه قلنسوة وثياب بيض ، متقلّداً سيفاً ، معه راية وإذا تيجان القوم الأغلب عليها البياض والصفرة ، مدجّجين في الحديد والسلاح ، فقلت : من هذا؟
فقيل : أبو أيّوب الأنصاري صاحب رسول الله صلىاللهعليهوآله وهؤلاء الأنصار وغيرهم ، ثم تلاهم فارس آخر عليه عمامة صفراء وثياب بيض متقلّداً سيفاً ، متنكّب قوساً معه راية على فرس أشقر في نحو ألف فارس ، فقلت : من هذا؟
فقيل : هذا خزيمة بن ثابت الأنصاري (٢) ذو الشهادتين.
__________________
١ ـ المنذر بن الجارود بن عمرو بن خنيس العبدي ، ولد في عهد النبي وشهد الجمل مع علي عليهالسلام ، وولاه علي إمرة اصطخَر ، ثمّ بلغه عنه ما ساءه فكتب إليه كتاباً وعزله ، ولاه عبيد الله بن زياد ثغر الهند سنة ٦١ هـ ، فمات فيها آخر سنة ٦١ هـ.
انظر : الإصابة ترجمة رقم ٨٣٣٦ ، جمهرة الأنساب : ٢٧٩ ، الأغاني ١١ : ١١٧.
٢ ـ خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين : من السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين عليهالسلام ، وشهد بدراً وما بعدها ، جعل رسول الله صلىاللهعليهوآله شهادته شهادة رجلين ، شهد الجمل وصفين واستشهد فيها وهو القائل يومئذ :
ثمّ مرّ بنا فارس آخر على فرس كميت معتم بعمامة صفراء من تحتها قلنسوة بيضاء ، وعليه قباء أبيض مصقول متقلّد سيفاً ، متنكّب قوساً في نحو ألف فارس من الناس ومعه راية فقلت : من هذا؟
فقيل لي : أبو قتادة بن ربعي (١).
ثم مر بنا فارس آخر على فرس أشهب عليه ثياب بيض وعمامة سوداء وقد سدلها بين يديه ومن خلفه ، شديد الأدمة ، عليه سكينة ووقار ، رافع صوته بقراءة القرآن متقلّد سيفاً ، متنكّب قوساً معه راية بيضاء في ألف فارس من الناس مختلفي التيجان ، وحوله مشيخة وكهول وشباب ، كأنّ قد اوقفوا للحساب أثر السجود قد أثّر في جباههم ، فقلت : من هذا؟
فقيل : عمّار بن ياسر (٢) في عدّة من الصحابة من المهاجرين والأنصار وأبنائهم.
ثم مر فارس على فرس أشقر عليه ثياب بيض وقلنسوة بيضاء وعمامة صفراء ، متنكّب قوساً متقلّد سيفاً ، تخطّ رجلاه في الأرض في ألف فارس من الناس الغالب على تيجانهم الصفرة والبياض معه رايات صفراء قلت : من هذا؟
__________________
إذا نحـن بايعنا علياً فحسبنا |
|
أبو حسـن ممّا نخـاف من الفتن |
وفيه الذي فيه من الخير كلّه |
|
وما فيهم بعض الذي فيه من حسن |
انظر ترجمته في أسد الغابة ٢ : ١٣٣ ، الاصابة ١ : ٤٢٥ ـ ٤٢٦.
١ ـ أبو قتادة الحارث بن ربعي بن بلدة ( بلدمة ) الخزرجي الأنصاري ، من الموالين لأمير المؤمنين عليهالسلام ، وشهد معه مشاهده كلّها توفي سنة أربعين وكان بدرياً.
انظر : أسد الغابة ٦ : ٢٥٠ ، الاصابة ٤ : ١٥٨.
٢ ـ أبو اليقظان عمار بن ياسر ، أحد الأركان ، وهو جلدة ما بين عين وأنف رسول الله كما ورد في الحديث
انظر ترجمته في : الاصابة ٢ : ٥١٢ ، أسد الغابة ٤ : ١٣٠ ـ ١٣٥.
قيل : هذا قيس بن سعد بن عبادة (١) في الأنصار وأبناؤهم وغيرهم من قحطان.
ثم مر بنا فارس على فرس أشهل ما رأينا أحسن منه عليه ثياب بيض وعمامة سوداء قد سدلها بين يديه بلواء ، قلت : من هذا؟
قيل : هو عبد الله بن العباس في عدّة من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآله.
ثم تلا موكب آخر فيه فارس أشبه الناس بالأوّلين ، قلت : من هذا؟
قيل : قثم بن العباس (٢) ، أو سعيد بن العاص (٣).
ثم أقبلت المواكب والرايات يقدم بعضها بعضاً واشتبكت الرماح.
ثم ورد موكب فيه خلق من الناس عليهم السلاح والحديد مختلفوا الرايات ، في أوّله راية كبيرة يقدمهم رجل كأنّما كسر وجبر.
__________________
١ ـ قيس بن سعد بن عبادة بن دليم بن حارثة الأنصاري الخزرجي : عظيم من العظماء من كرام أصحاب رسول الله ، ومن كرماء العرب وأحد الدهاة ، من الموالين لعلي عليهالسلام ، واستمر بعد استشهاد أمير المؤمنين في ولائه للامام الحسن ولم يبايع معاوية إلى أن قال له الحسن عليهالسلام : أنت في حلّ من بيعتي.
انظر : أسد الغابة ٤ : ٤٢٥ ، الاصابة ٣ : ٢٤٩ ، الاستيعاب ٣ : ٢٢٤ ـ ٢٣١.
٢ ـ قثم بن العباس بن عبد المطلب : استعمله أمير المؤمنين عليهالسلام على مكة.
أخرج الحاكم في المستدرك ( ٢ : ١٣٦ ح ٤٦٣٣ ) بسنده الصحيح عن أبي إسحاق قال : سألت قثم ابن العباس : كيف ورث عليَّ رسول الله صلىاللهعليهوآله دونكم؟ قال : لأنّه كان أولنا به لحوقاً ، وأشدّنا به لزوقاً. انظر : أسد الغابة ٤ : ٣٩٢.
٣ ـ هو سعيد بن العاص بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم المخزومي.
انظر : الاصابة ٣ : ٩٣ ترجمة رقم « ٣٢٧٩ ».
ـ قال ابن عائشة : وهذه صفة رجل شديد الساعدين نظره إلى الأرض أكثر من نظره إلى فوق كذلك تخبر العرب في وصفها إذا اخبرت عن الرجل : أنّه كسر وجبر ـ كأنّما على رؤوسهم الطير ، وعن ميسرتهم شاب حسن الوجه قلت : من هؤلاء؟
قيل : هذا علي بن أبي طالب عليهالسلام ، وهذان الحسن والحسين عن يمينه وشماله ، وهذا محمد بن الحنفية بين يديه معه الراية العظمى ، وهذا الذي خلفه عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ، وهؤلاء ولد عقيل وغيرهم من فتيان بني هاشم ، وهؤلاء المشايخ أهل بدر من المهاجرين والأنصار ، فساروا حتى نزلوا الموضع المعروف بالزاوية ، فصلّى أربع ركعات ، وعفّر خدّيه على التربة وقد خالط ذلك دموعه ثم رفع يديه يدعو : اللهم رب السماوات وما أظلّت ، والأرضين وما أقلّت ، وربّ العرش العظيم.
هذه البصرة اسألك خيرها ، وأعوذ بك من شرّها. اللهم انزلنا فيها خير منزل وأنت خير المنزلين.
اللهم هؤلاء القوم قد خلعوا طاعتي وبغوا عليَّ ، ونكثوا بيعتي. اللهم احقن دماء المسلمين.
وبعث إليهم من يناشدهم الله في الدماء ، وقال : على مَ تقاتلونني؟
فأبوا إلا الحرب.
فبعث رجلاً من أصحابه يقال له : مسلم ، معه مصحف يدعو إلى الله فرموه بسهم فقتلوه فحمل إلى علي ، وقالت اُمّه :
يا ربّ إنّ مسلمـاً أتاهم |
|
يتلو كتاب الله لا يخشاهم |
فخضبوا من دمه لحاهم |
|
واُمّه قـائمـة تـراهـم |
وأمر علي عليهالسلام أن يصافّوهم ولا يبدءوهم بقتال ، ولا يرموهم بسهم ، ولا يضربوهم ، ولا يطعنوهم برمح ، حتى جاء عبد الله بن بديل بن ورقاء من الميمنة بأخ له مقتول ، وجاء قوم من الميسرة برجل قد رمي بسهم فقتل.
فقال علي عليهالسلام : اللهم اشهد.
تواتر عليه الرمي فقام عمّار بن ياسر فقال : ماذا تنظر يا أمير المؤمنين؟
فقام علي عليهالسلام فقال :
أيها الناس ، إذا هزمتموهم فلا تجهزوا على جريح ، ولا تقتلوا أسيراً ، ولا تتّبعوا مولّياً ، ولا تهتكوا ستراً ، ولا تمثّلوا بقتيل ، ولا تقربوا من أموالهم إلا ما تجدونه في عسكرهم من سلاح أو كراع. (١)
ولقد يعزّ عليك يا أمير المؤمنين بما فعل القوم الظالمون يوم عاشوراء من تسابقهم على نهب بيوت آل الرسول ، وقرّة عين الزهراء البتول ، يسلبونهنّ وينتزعون الملاحف عن ظهورهنّ ثم يضرمون النار في خيامهنّ ، فخرجن حواسر معوّلات ، حافيات باكيات ، ينادين : وا محمداه وا علياه ، بناتك سبايا ، وذرّيتك مقتّلة ، تسفى عليهم ريح الصبا ، هذا حسينك محزوز الرأس من القفا ، مسلوب العمامة والردا ، بأبي العطشان حتى مضى ، بأبي من جدّه المصطفى ، بأبي من أبوه علي المرتضى.
اعزيك فيهم انّهم وردوا الردى |
|
بأفئـدة مـا بـلّ غلّتهـا قطـر |
وثاوين في حرّ الهجيرة بالعرى |
|
عليهم سوافي الريح بالترب تنجر |
__________________
١ ـ مروج الذهب ٢ : ٢٤٢.