قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الحياة السياسية للإمام الرضا عليه السلام

الحياة السياسية للإمام الرضا عليه السلام

الحياة السياسية للإمام الرضا عليه السلام

تحمیل

الحياة السياسية للإمام الرضا عليه السلام

322/512
*

آبائه الطاهرين (ع) في أعظم مسألة دينية ، تفرقت لاجلها الفرق في الاسلام ، وسلت من أجلها السيوف. بل لقد قال الشهرستاني :

« .. واعظم خلاف بين الامة خلاف الامامة ؛ إذ ما سل سيف في الاسلام على قاعدة دينية مثلما سل على الامامة في كل زمان .. » (١).

وبعد كل ما قدمناه .. لا يبقى مجال للقول : إن قوله هذا : « وأنا .. » لا ينسجم مع ما عرف عنه (ع) من التواضع البالغ ، وخفض الجناح ؛ إذ ليس ثمة من شك في أن للتواضع وخفض الجناح موضع آخر. وأنه كان لا بد للامام في ذلك المقام ، من بيان الحق الذي يصلح به الناس أولا وآخرا ، ويفتح عيونهم وقلوبهم على كل ما فيه الخير والمصلحة لهم ، إن حاضرا ، وإن مستقبلا ، وإن جزع من ذلك قوم ، وحنق آخرون ..

تعقيب هام وضروري :

ومما هو جدير بالملاحظة هنا ، هو أن أئمة الهدى عليهم‌السلام كانوا يستعملون التقية في كل شيء إلا في مسألة أنهم عليهم‌السلام الأحق بقيادة

__________________

(١) الملل والنحل ، ج ١ ص ٢٤. وقال الخضري في محاضراته ج ١ ص ١٦٧ : « .. والخلاصة : أن مسألة الخلافة الاسلامية والاستخلاف ، لم تسر مع الزمن في طريق يؤمن فيه العثار. بل كان تركها على ما هي عليه ، من غير حل محدد ترضاه الامة ، وتدفع عنه سببا لاكثر الحوادث التي أصابت المسلمين ، وأوجدت ما سيرد عليكم من أنواع الشقاق والحروب المتواصلة ، التي قلما يخلو منها زمن ، سواء كان ذلك بين بيتين ، أو بين شخصين .. » انتهى.

وأقول : إذن .. كيف جاز للنبي (ص) أن يترك الامة هكذا هملا ، ثم لا يضع حلا لأعظم مشكلة تواجهها ، مع أن شريعته كاملة وشاملة ، وقد بين فيها كل ما تحتاجه الامة ، حتى أرش الخدش.