قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الحياة السياسية للإمام الرضا عليه السلام

الحياة السياسية للإمام الرضا عليه السلام

الحياة السياسية للإمام الرضا عليه السلام

تحمیل

الحياة السياسية للإمام الرضا عليه السلام

178/512
*

أن تقيم بخراسان ، حتى تسكن قلوب الناس على هذا ، ويتناسوا ما كان من أمر أخيك .. » (١).

المأمون في الحكم :

وإذا ما أردنا أن نعطف نظرنا على ناحية أخرى في سياسة النظام المأموني ؛ فإننا سوف نرى أنه لم يكن موفقا في سياسته مع الناس ، سواء في ذلك العرب أو الإيرانيون ، بالأخص أهل خراسان ؛ حيث لم يحاول أن يتجنب سياسة الظلم والعسف والاضطهاد ، التي كان يمارسها أسلافه مع الرعية .. بل لعله زاد عليهم ، وسبقهم أشواطا بعيدة في ذلك.

أما سياسته مع العرب :

فالمأمون ، وان استطاع أن يصل الى الحكم إلا أنه فشل في مهمة الفوز بثقة العرب ، خصوصا إذا لاحظنا بالاضافة إلى ما قدمناه تحت عنوان « كيف يثق العرب بالمأمون ». ما نالهم منه ، ومن عماله ، من صنوف العسف والظلم ـ عدا عما فعلته فيهم تلك الحروب الطاحنة ، التي شنها ضد أخيه الأمين ـ فان ذلك يفوق كل وصف ، ويتجاوز كل تقدير ؛

__________________

(١) البحار ج ٤٩ ص ١٦٦ ، ومسند الامام الرضا ج ١ ص ٨٥ ، وأعيان الشيعة ج ٤ قسم ٢ ص ١٣٨ ، وعيون أخبار الرضا ج ٢ ص ١٦٠.

هذا .. وتجدر الاشارة هنا : إلى أن بعض المحققين يرى : أن قتل الأخ في سبيل الملك ، لم يكن من الامور التي يهتم لها الناس كثيرا في تلك الفترة ، ولا سيما إذا كان المقتول هو المعتدي اولا ، والأمين هنا هو المعتدي على المأمون ، بخلعه أولا ، ثم بارساله جيشا إلى إيران لمحاربته ، والذي هزم على يد طاهر بن الحسين.

ولكننا مع ذلك .. لا نزال نصر على رأينا في هذا المجال ؛ سيما وأننا نرى في النصوص التاريخية ما يدعم هذا الرأي ويقويه ..