إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ٥

بهجت عبدالواحد الشيخلي

إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ٥

المؤلف:

بهجت عبدالواحد الشيخلي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٩٩

(إِلَّا تَخْوِيفاً) : أداة حصر لا عمل لها. تخويفا : مفعول لأجله منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. ويجوز أن يكون حالا من «الآيات» بمعنى : إلّا تخويفا وإنذارا بعذاب الآخرة.

(وَإِذْ قُلْنا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحاطَ بِالنَّاسِ وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَما يَزِيدُهُمْ إِلاَّ طُغْياناً كَبِيراً) (٦٠)

(وَإِذْ قُلْنا لَكَ) : الواو استئنافية. إذ : اسم مبني على السكون في محل نصب مفعول به بفعل مضمر أو محذوف تقديره : اذكر. قلنا : الجملة الفعلية في محل جر بالإضافة لوقوعها بعد الظرف «إذ» وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل بمعنى : أوحينا. لك : جار ومجرور متعلق بقلنا. والجملة بعدها من «إنّ» مع اسمها وخبرها في محل نصب مفعول به.

(إِنَّ رَبَّكَ أَحاطَ بِالنَّاسِ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. ربك : اسم «إنّ» منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر بالإضافة. أحاط : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «إنّ» وهي فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. بالناس : جار ومجرور متعلق بأحاط.

(وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا) : الواو عاطفة. ما : نافية لا عمل لها. جعلنا : تعرب إعراب «قلنا». الرؤيا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على الألف للتعذر.

(الَّتِي أَرَيْناكَ) : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب صفة ـ نعت ـ للرؤيا. أرينا : تعرب إعراب «قلنا» والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل نصب مفعول به أول والجملة الفعلية «أريناك» صلة الموصول لا محل لها من الإعراب والعائد إلى الموصول ضمير محذوف خطا واختصارا منصوب محلا لأنه مفعول به. التقدير : أريناكها وهو مفعول «أرى» الثاني.

٥٤١

(إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ) : أداة حصر لا عمل لها. فتنة : مفعول «جعلنا» الثالث منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. للناس : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «فتنة» بمعنى : إلّا اختبارا.

(وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ) : معطوفة بالواو على «الرؤيا» وتعرب مثلها وعلامة نصبها الفتحة الظاهرة. الملعونة : صفة ـ نعت ـ للشجرة منصوبة مثلها وعلامة نصبها الفتحة.

(فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ) : جار ومجرور متعلق باسم المفعول «الملعونة» بتأويل فعله. الواو استئنافية. نخوّف : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن. و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به بمعنى : ونخوّفهم بمخاوف الدنيا والآخرة.

(فَما يَزِيدُهُمْ) : الفاء استئنافية. ما : نافية لا عمل لها. يزيد : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو أي التخويف أو إرسال الآيات و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به.

(إِلَّا طُغْياناً كَبِيراً) : أداة حصر لا عمل لها. طغيانا : مفعول به منصوب بيزيد وعلامة نصبه الفتحة المنونة. كبيرا : صفة ـ نعت ـ للموصوف «طغيانا» منصوب مثله وعلامة نصبه الفتحة المنونة.

** (وَقُلْ لِعِبادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة الثالثة والخمسين .. المعنى : قل لعبادي المؤمنين : قولوا للمشركين الكلمة الطيبة التي هي أحسن الطرق أو الكلمات أو ألين من غيرها. فحذف الموصوف «الكلمة» وحلّت الصفة «التي» محلّها. ومثله قوله تعالى في سورة «النحل» : «وجادلهم بالتي هي أحسن» أي بالمجادلة أو الطريقة التي هي أحسن. وقد ورد هذا الحذف في كثير من آيات القرآن الكريم اختصارا ولأنه معلوم. وحذف الموصوف في قول الشاعر :

وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى

وفارق ولكن بالتي هي أحسن

وقبله ورد البيتان :

لسانك لا تذكر به عورة امرئ

فكلّك عورات وللناس ألسن

وعينك إن أبدت إليك معايبا

فصنها وقل يا عين للناس أعين

٥٤٢

وقال «عورات» بتسكين الواو وهي جمع «عورة» مثل «ثورة ـ ثورات». ولا يجوز لفظها بفتح الواو على قاعدة ـ فعلة ـ فعلات ـ لأننا نقول : أزمة ـ أزمات. فكلّ «فعلة» تجمع على «فعلات» على أن يكون عين المفرد حرفا صحيحا أما إذا كان معتلا مثل «ثورة .. ليرة» فيكون جمعه بتسكين العين وعلى أن لا يكون صفة نحو «ضخمة» لأنه يجمع على ضخمات» أيضا.

** (إِنَّ الشَّيْطانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ) : أي يدخل بينهم فيهيّج فيهم الشرّ ويفسد بينهم .. والفعل من باب «نفع» و «نزغ الشيطان» هو إفساده وإغراؤه أي الدخول في الأمر لإفساده وبين القوم لإغرائهم.

** (وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) : هذا القول الكريم ورد في مستهل الآية الكريمة الخامسة والخمسين أي وربّك أعلم بحال أو بأحوال جميع الموجودين في السموات والأرض فحذف المضاف «أحوال» وحلّ المضاف إليه محله.

** (وَلَقَدْ فَضَّلْنا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلى بَعْضٍ) : التقدير على «بعضهم» وبعد حذف المضاف إليه «هم» نوّن آخر المضاف «بعض» المعنى : فضّلنا بعضهم على بعض بمزايا كاتخاذ إبراهيم خليلا وموسى كليما وجعل عيسى كلمة الله وروحه وسليمان ذا ملك عظيم وتخصيص محمّد بالإسراء والمعراج وجعله خاتم الأنبياء.

** (وَآتَيْنا داوُدَ زَبُوراً) : أي آتيناه كتابا وهو فعول بمعنى «مفعول» من «زبر ـ يزبر ـ زبرا» بمعنى كتب .. وهو من باب «ضرب ونصر» و «الزبر» بكسر الزاي هو الكتاب أيضا وجمعه : زبور ـ بضمّ الزاي ومنه قرأ بعضهم الآية الكريمة المذكورة «وآتينا داود زبورا» بضم الزاي ..

** سبب نزول الآية : قال ابن مسعود : كان ناس من الإنس يعبدون ناسا من الجنّ فأسلم الجنيّون واستمسك الآخرون بعبادتهم .. فنزلت هذه الآية الكريمة السادسة والخمسون.

** (كانَ ذلِكَ فِي الْكِتابِ مَسْطُوراً) : هذا القول الكريم هو آخر الآية الكريمة الثامنة والخمسين .. المعنى : كان ذلك الإهلاك في الكتاب مسطورا أي مدوّنا ومكتوبا في اللوح المحفوظ فحذف النعت أو البدل «الإهلاك».

** (وَآتَيْنا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِها) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة التاسعة والخمسين .. المعنى والتقدير : وآتينا بني ثمود .. فظلموا أنفسهم بسببها. أو بالكفر بها. فحذف المفعول المضاف «بني» وأقيم المضاف إليه «ثمود» مقامه ودليل حذف «بني» قوله : ظلموا .. لأن «ثمود» اسم قبيلة يصرف إذا أريد به الجد أو الأب ولا يصرف أي لا ينوّن إذا أريد به القرية وهو لم يصرف في الآية الكريمة لأنه أريد به القرية وذكّر فعلها «ظلموا» لأن التذكير عائد على «بني ثمود» وحذف مفعول «ظلموا» وهو أنفسهم.

** (إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ) : في هذا القول الكريم يكون التقدير والمعنى : إلّا اختبارا لإيمان الناس .. فحذف المضاف «إيمان» وحلّ المضاف إليه «الناس» محلّه.

** (وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ) : أي وما جعلنا شجرة الزقوم الملعون أكلها التي تنبت في أصل الجحيم دون احتراق إلّا اختبارا لأهل مكة. وشجرة الزقوم لعنت حيث لعن طاعموها من الكفرة والظلمة لأن الشجرة لا ذنب لها حتى تلعن على الحقيقة وإنّما وصفت بلعن أصحابها على المجاز وقيل : وصفها الله باللّعن لأنّ اللّعن : هو الإبعاد عن الرحمة. و «الملعون» اسم مفعول. وقال الزمخشريّ : والشجرة الملعونة هي كلّ من ذاقها كرهها ولعنها .. وقال الواحديّ : والعرب تقول لكلّ ضار من الطعام : ملعون. ويقال : لعنه ـ يلعنه ـ لعنا : أي طرده وأبعده أو سبّه وهو من باب «نفع» و «اللعين» هو الملعون ـ صيغة مبالغة .. فعيل بمعنى مفعول بمعنى مطرود.

٥٤٣

** سبب نزول الآية : أصبح الرسول الكريم محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ يوما مهموما فقيل له : ما لك يا رسول الله؟ لا تهتم فإنّها رؤيا تنالهم. فأنزل الله تعالى : «وما جعلنا الرؤيا» وقال أبو جهل وغيره زعم صاحبكم ـ يقصد محمدا ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أنّ نار جهنم تحرق الحجر ثم يقول : ينبت فيها الشجر .. وزعم أنّ شجرة الزقوم : هي طعام الثريد باللبن .. فنزل قوله تعالى : «والشجرة الملعونة ..».

(وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ قالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً) (٦١)

(وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ) : الواو عاطفة. إذ : ظرف زمان مبني على السكون في محل نصب متعلق بمضمر تقديره : اذكر أو هو اسم في محل نصب مفعول به بفعل محذوف تقديره : اذكر أيها النبي. قلنا : الجملة الفعلية في محل جر بالإضافة لوقوعها بعد الظرف وهي فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. للملائكة : جار ومجرور متعلق بقلنا.

(اسْجُدُوا لِآدَمَ) : الجملة الفعلية في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ وهي فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. لآدم : جار ومجرور متعلق باسجدوا وعلامة جر الاسم الفتحة بدلا من الكسرة المنونة لأنه ممنوع من الصرف.

(فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ) : الفاء استئنافية للتسبيب. سجدوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. إلّا : أداة استثناء. إبليس : مستثنى بإلّا وعلامة نصبه الفتحة ولم ينون آخره لأنه ممنوع من الصرف للعجمة وهذا الاستثناء هو استثناء منفصل أي غير متصل لأنه أثير جدل حول جنس «إبليس» لعنه الله هل هو من جنس الملائكة أم لا. وإذا استثني من هذا الجنس فهو استثناء متصل بمعنى ولكن إبليس.

(قالَ أَأَسْجُدُ) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو والجملة الفعلية بعده : في محل نصب مفعول به ـ مقول

٥٤٤

القول ـ الهمزة همزة إنكار بلفظ استفهام. أسجد : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا.

(لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً) : اللام حرف جر. من : اسم موصول مبني على السكون في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بأسجد. خلقت : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك والتاء ضمير متصل مبني على الفتح في محل رفع فاعل. والعائد إلى الموصول ضمير محذوف خطا واختصارا منصوب محلا لأنه مفعول به. التقدير : خلقته. طينا : حال من الاسم الموصول «من» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. التقدير : من طين. أي خلقته حال كونه من الطين بمعنى للمخلوق من الطين. أي لمن كان أصله طينا .. بمعنى لمن كان في وقت خلقه طينا وأنا خلقتني من نار.

(قالَ أَرَأَيْتَكَ هذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلاَّ قَلِيلاً) (٦٢)

(قالَ أَرَأَيْتَكَ) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. والجملة بعده في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ أرأيتك : بمعنى : أخبرني. الهمزة همزة تعجب بلفظ استفهام رأيت : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك والتاء ضمير متصل ـ مبني على الفتح في محل رفع فاعل والكاف ضمير متصل لا محل له ولو جعل له محل لكان المعنى : أرأيت نفسك وهو خلف من القول.

(هذَا الَّذِي) : اسم إشارة مبني على السكون في محل نصب مفعول به. الذي : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب صفة لهذا.

(كَرَّمْتَ عَلَيَّ) : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك والتاء ضمير متصل مبني على الفتح في محل رفع فاعل. عليّ : جار ومجرور متعلق بكرّمت. والعائد إلى الموصول ضمير محذوف خطا واختصارا منصوب محلا لأنه مفعول به. التقدير : كرّمته عليّ بمعنى فضّلته عليّ. وفي الكلام حذف من باب الاختصار اي لم كرّمته عليّ وأنا خير منه.

٥٤٥

(لَئِنْ أَخَّرْتَنِ) : اللام موطئة للقسم ـ اللام المؤذنة ـ إن : حرف شرط جازم. أخّرت : يعرب إعراب «كرّمت» والفعل «أخرّ» فعل الشرط في محل جزم بإن. النون نون الوقاية والياء المحذوفة خطا واختصارا ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به وبقيت الكسرة دالة على الياء المحذوفة. المعنى : إن أمهلتني والجملة الشرطية «إن أخّرتني» اعتراضية بين القسم المحذوف لا محل لها.

(إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ) : جار ومجرور متعلق بأخّرت. القيامة : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة.

(لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ) : الجملة جواب القسم لا محل لها وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم أو يكون جواب القسم قد سدّ مسدّ الجوابين. اللام واقعة في جواب القسم المقدر. أحتنكنّ : أي أستأصلنّ : فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا. ونون التوكيد لا محل لها. ذريّته : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة والهاء ضمير متصل مبني على الضم ـ ضمير الغائب ـ في محل جر بالإضافة. ويجوز أن يعرب اسم الإشارة «هذا» في محل جر بحرف جر محذوف على المعنى .. التقدير والمعنى : قال إبليس أخبرني يا ربّ عن هذا الذي فضّلته عليّ أي لم فضلته عليّ.

(إِلَّا قَلِيلاً) : أداة استثناء. قليلا : مستثنى بإلّا ـ وهو استثناء متصل ـ منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.

(قالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزاؤُكُمْ جَزاءً مَوْفُوراً) (٦٣)

(قالَ اذْهَبْ) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو أي قال الله تعالى له .. والجملة الفعلية «اذهب» في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ وهي فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت بمعنى : امض لحالك أو لشأنك.

٥٤٦

(فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ) : الفاء استئنافية. من : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. تبعك : فعل ماض مبني على الفتح فعل الشرط في محل جزم بمن والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل نصب مفعول به والجملة الفعلية «تبعك منهم» صلة الموصول «من» لا محل لها لأن «من» هي الموصولة نفسها. من : حرف جر بياني و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر بمن والجار والمجرور متعلق بحال محذوفة من الموصول «من» التقدير : حال كونه منهم وجملتا فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر المبتدأ «من».

(فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزاؤُكُمْ) : الجملة جواب شرط جازم مسبوقة بإنّ مقترنة بالفاء في محل جزم. الفاء واقعة في جواب الشرط. إنّ : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. جهنم : اسم «إنّ» منصوب وعلامة نصبه الفتحة ولم ينون آخر الكلمة لأنها اسم ممنوع من الصرف للتأنيث والمعرفة. جزاؤكم : خبر «إنّ» مرفوع بالضمة. الكاف : ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر بالإضافة والميم علامة جمع الذكور بمعنى : فهي جزاؤهم وجزاؤك. فغلّب المخاطب على الغائب.

(جَزاءً مَوْفُوراً) : حال منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة لأنّ الجزاء موصوف أو مفعول مطلق ـ مصدر ـ منصوب بفعل مقدر من جنسه أي تجاوزت جزاء. موفورا : صفة ـ نعت ـ لجزاء منصوب مثله بالفتحة المنونة.

(وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَما يَعِدُهُمُ الشَّيْطانُ إِلاَّ غُرُوراً) (٦٤)

(وَاسْتَفْزِزْ مَنِ) : الواو عاطفة. استفزز : فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. بمعنى : وهيّج. من : اسم موصول مبني على السكون حرك بالكسر لالتقاء الساكنين في محل نصب مفعول به.

٥٤٧

(اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ) : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك والتاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل رفع فاعل بمعنى «شئت». من : حرف جر بيانيّ ـ من .. البيانية ـ و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر بمن والجار والمجرور متعلق بحال محذوفة من الاسم الموصول «من» التقدير : حال كونه منهم أي من أتباعك يا إبليس.

(بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ) : جار ومجرور متعلق باستفزز والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر بالإضافة. وأجلب : معطوفة على «استفزز» وتعرب مثلها بمعنى : وصح وهي من «الجلبة» أي الصياح.

(عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ) : جار ومجرور متعلق بأجلب و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر بعلى. بخيلك : جار ومجرور متعلق بأجلب. الكاف ضمير متصل ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر بالإضافة ورجلك : معطوف بالواو على «خيلك» ويعرب مثله أي مستعينا بأعوانك من راكب وراجل أي بفرسانك ورجالتك.

(وَشارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ) : معطوفة بالواو على «استفزز» وتعرب مثلها و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به. في الأموال : جار ومجرور متعلق بشارك.

(وَالْأَوْلادِ وَعِدْهُمْ) : معطوف بالواو على «في الأموال» ويعرب إعرابه. وعدهم : تعرب إعراب «وشاركهم».

(وَما يَعِدُهُمُ الشَّيْطانُ) : الواو استئنافية. ما : نافية لا عمل لها. يعد : فعل مضارع مرفوع بالضمة و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون حرك بالضم للوصل ـ التقاء الساكنين ـ في محل نصب مفعول به مقدم. الشيطان : فاعل مرفوع بالضمة.

(إِلَّا غُرُوراً) : أداة حصر لا عمل لها. غرورا : صفة ـ نعت ـ نائبة عن مصدر محذوف أي إلّا وعدا غرورا أي باطلا.

٥٤٨

(إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ وَكَفى بِرَبِّكَ وَكِيلاً) (٦٥)

(إِنَّ عِبادِي) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. عبادي : اسم «إنّ» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على ما قبل الياء منع. من ظهورها الحركة المأتيّ بها من أجل الياء والياء ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة.

(لَيْسَ لَكَ) : الجملة الفعلية مع اسم «ليس» في محل رفع خبر «إنّ». ليس : فعل ماض ناقص من أخوات «كان» مبني على الفتح. لك : جار ومجرور في محل نصب متعلق بخبر «ليس» المقدم.

(عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ) : حرف جر و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر بعلى والجار والمجرور متعلق بسلطان أي تسلط بتأويل فعله أو في محل نصب حال من «سلطان» لأنه متعلق بصفة له قدمت عليه. سلطان : اسم «ليس» المؤخر مرفوع بالضمة المنونة.

(وَكَفى بِرَبِّكَ وَكِيلاً) : الواو استئنافية. كفى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر. الباء : حرف جر زائد. ربك : اسم مجرور لفظا بالباء مرفوع محلا لأنه فاعل «كفى» والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر الإضافة. وكيلا : تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة أو حال.

(رَبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ كانَ بِكُمْ رَحِيماً) (٦٦)

(رَبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي) : مبتدأ مرفوع بالضمة. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر بالإضافة. والميم علامة جمع الذكور حرك بالضم للوصل ـ التقاء الساكنين ـ الذي : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع خبر مبتدأ محذوف تقديره : هو. والجملة الاسمية «هو الذي» في محل رفع خبر المبتدأ الأول «ربكم». يزجي : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة

٥٤٩

المقدرة على الياء للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو بمعنى : يجري أي ربكم الله وحده الذي يجري لكم ..

(لَكُمُ الْفُلْكَ) : جار ومجرور متعلق بيزجي والميم علامة جمع الذكور حرك بالضم للوصل ـ التقاء الساكنين ـ الفلك : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة أي السفن وهذه اللفظة تكون مفردة وجمعا.

(فِي الْبَحْرِ لِتَبْتَغُوا) : جار ومجرور متعلق بيزجي. اللام لام التعليل وهي حرف جر. تبتغوا : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة بمعنى : لتطلبوا والجملة الفعلية «تبتغوا» صلة حرف مصدري لا محل لها و «أن» المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بيزجي.

(مِنْ فَضْلِهِ) : جار ومجرور متعلق بتبتغوا والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر بالإضافة بمعنى لتطلبوا الربح من فضله.

(إِنَّهُ كانَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب اسم «إنّ». كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو.

(بِكُمْ رَحِيماً) : جار ومجرور متعلق بكان أو بخبرها «رحيما» والميم علامة جمع الذكور. رحيما : خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة والجملة الفعلية «كان بكم رحيما» في محل رفع خبر «إنّ».

(وَإِذا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلاَّ إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكانَ الْإِنْسانُ كَفُوراً) (٦٧)

(وَإِذا مَسَّكُمُ الضُّرُّ) : الواو استئنافية. إذا : ظرف لما يستقبل من الزمان خافض لشرطة منصوب بجوابه متضمن معنى الشرط. مسّكم : فعل ماض مبني على الفتح والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به مقدم والميم علامة جمع الذكور حرك

٥٥٠

بالضم للوصل ـ التقاء الساكنين والجملة الفعلية «مسّكم الضر» في محل جر بالإضافة لوقوعها بعد الظرف. الضرّ : فاعل مرفوع بالضمة.

(فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ) : جار ومجرور متعلق بمسّكم. ضلّ : فعل ماض مبني على الفتح. من : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع فاعل والجملة الفعلية «ضلّ من تدعون» جواب شرط غير جازم لا محل لها.

(تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ) : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. إلّا : أداة استثناء. إيّاه : أي الله سبحانه وهو مستثنى بإلّا ـ استثناء منقطعا ـ أي أنّ الله وحده هو الذي ترجونه ولم يبق أمامكم إلّا الله في شدتكم. والعائد إلى الموصول ضمير محذوف خطا واختصارا منصوب محلا لأنه مفعول به التقدير : من تدعونها بمعنى : إذا مسّكم خوف الغرق ضاع من فكركم من تعبدونها من الآلهة عن إغاثتكم.

(فَلَمَّا نَجَّاكُمْ) : الفاء استئنافية. لما : اسم شرط غير جازم مبني على السكون في محل نصب على الظرفية الزمانية بمعنى «حين» متعلقة بالجواب. نجاكم : الجملة الفعلية في محل جر بالإضافة وهي فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور.

(إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ) : جار ومجرور متعلق بنجاكم. أعرضتم : الجملة الفعلية جواب شرط غير جازم لا محل لها وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل رفع فاعل والميم علامة جمع الذكور بمعنى : صددتم وعدتم إلى ما كنتم عليه.

(وَكانَ الْإِنْسانُ كَفُوراً) : الواو استئنافية. كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح. الإنسان : اسم «كان» مرفوع بالضمة. كفورا : خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة وهو من صيغ المبالغة أي كثير الكفر.

٥٥١

(أَفَأَمِنْتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جانِبَ الْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حاصِباً ثُمَّ لا تَجِدُوا لَكُمْ وَكِيلاً) (٦٨)

(أَفَأَمِنْتُمْ أَنْ يَخْسِفَ) : الهمزة همزة إنكار بلفظ استفهام. الفاء عاطفة. أمنتم : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل رفع فاعل والميم علامة جمع الذكور والجملة الفعلية «أمنتم» معطوفة على جملة محذوفة تقديرها : أنجوتم من الغرق فأمنتم .. فحملكم ذلك على الإعراض. أن : حرف مصدري ناصب. يخسف : الجملة الفعلية صلة حرف مصدري لا محل لها وهي فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. و «أن» وما تلاها بتأويل مصدر «خسف» في محل نصب مفعول «أمنتم».

(بِكُمْ جانِبَ الْبَرِّ) : جار ومجرور متعلق بيخسف والميم علامة جمع الذكور. جانب : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف. ويجوز أن يتعلق الجار والمجرور بحال من ضمير «أمنتم» التقدير : أن يقلب عالي الأرض سافلها وأنتم عليها. البرّ : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة الجر الكسرة.

(أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حاصِباً) : الجملة الفعلية معطوفة بحرف العطف «أو» للتخيير على جملة «أن يخسف بكم جانب البر» وتعرب إعرابها. و «الحاصب» هو الريح التي ترمي بالحجارة أو الحصباء : أي الحصى والحجارة الصغيرة.

(ثُمَّ لا تَجِدُوا) : حرف عطف. لا : نافية لا عمل لها. تجدوا : فعل مضارع معطوف على منصوب وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.

(لَكُمْ وَكِيلاً) : جار ومجرور متعلق بتجدوا والميم علامة جمع الذكور. وكيلا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.

(أَمْ أَمِنْتُمْ أَنْ يُعِيدَكُمْ فِيهِ تارَةً أُخْرى فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قاصِفاً مِنَ الرِّيحِ فَيُغْرِقَكُمْ بِما كَفَرْتُمْ ثُمَّ لا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنا بِهِ تَبِيعاً) (٦٩)

٥٥٢

(أَمْ أَمِنْتُمْ أَنْ يُعِيدَكُمْ) : أعرب في الآية الكريمة السابقة و «أم» حرف عطف وتسمّى «أم» المتصلة لأنها مسبوقة باستفهام. الكاف في «يعيدكم» ضمير المخاطبين مبني على الضم في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور.

(فِيهِ تارَةً أُخْرى) : جار ومجرور متعلق بيعيدكم. تارة : ظرف زمان متعلق بيعيدكم منصوب على الظرفية الزمانية وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى «حينا» أو «مرّة» وأصله : تأرة .. حذفت الهمزة لكثرة الاستعمال. أخرى : صفة ـ نعت ـ لتارة منصوب مثله وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على الألف المقصورة للتعذر.

(فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قاصِفاً مِنَ الرِّيحِ) : أعرب في الآية الكريمة السابقة. من الريح : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «قاصفا».

(فَيُغْرِقَكُمْ بِما كَفَرْتُمْ) : معطوفة بالفاء على «يرسل» وتعرب إعرابها. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور. الباء حرف جر. ما : مصدرية. كفرتم : الجملة الفعلية صلة حرف مصدري لا محل لها وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك والتاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل رفع فاعل والميم علامة جمع الذكور. و «ما» وما بعدها في تأويل مصدر في محل جر بالباء والجار والمجرور متعلق بيغرقكم. التقدير : بكفرانكم النعمة أو بسبب كفركم.

(ثُمَّ لا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنا) : أعرب في الآية الكريمة السابقة. علينا : جار ومجرور متعلق بحال من «تبيعا» لأنه صفة قدّم عليه.

(بِهِ تَبِيعاً) : جار ومجرور متعلق بتجدوا أي بذلك. تبيعا : أي تابعا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.

(وَلَقَدْ كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْناهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ وَفَضَّلْناهُمْ عَلى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنا تَفْضِيلاً) (٧٠)

٥٥٣

(وَلَقَدْ كَرَّمْنا) : الواو استئنافية. اللام للابتداء والتوكيد. قد : حرف تحقيق. كرّم : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.

(بَنِي آدَمَ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم وحذفت نونه ـ أصله : بنين ـ للإضافة. آدم : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الفتحة بدلا من الكسرة المنونة لأنه ممنوع من الصرف.

(وَحَمَلْناهُمْ فِي الْبَرِّ) : معطوفة بالواو على «كرّمنا» وتعرب إعرابها و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به. في البر : جار ومجرور متعلق بحملنا.

(وَالْبَحْرِ وَرَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ وَفَضَّلْناهُمْ عَلى كَثِيرٍ) : هذا القول الكريم يعرب إعراب «وحملناهم في البرّ» و «البحر» معطوف على «البرّ» ويعرب مثله.

(مِمَّنْ خَلَقْنا تَفْضِيلاً) : مكونة من «من» حرف جر و «من» اسم موصول مبني على السكون في محل جر بمن والجار والمجرور متعلق بصفة محذوفة من «كثير» خلقنا : تعرب إعراب «كرّمنا» تفضيلا : مفعول مطلق ـ مصدر ـ منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. والجملة الفعلية «خلقنا» صلة الموصول لا محل لها والعائد إلى الموصول ضمير محذوف خطا واختصارا منصوب محلا لأنه مفعول به. التقدير : ممّن خلقناهم والمراد جنس بني آدم.

(يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولئِكَ يَقْرَؤُنَ كِتابَهُمْ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً) (٧١)

(يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ) : مفعول به بفعل محذوف تقديره : اذكر منصوب وعلامة نصبه الفتحة. ندعو : الجملة الفعلية وما بعدها في محل جر بالإضافة وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الواو للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن. كلّ : مفعول به منصوب بندعو وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف.

٥٥٤

(أُناسٍ بِإِمامِهِمْ) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة. بإمام : جار ومجرور متعلق بندعو و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل جر مضاف إليه.

(فَمَنْ أُوتِيَ) : الفاء استئنافية. من : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ وجملتا فعل الشرط وجوابه : في محل رفع خبر «من» أوتي : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. والفعل «أوتي» فعل الشرط في محل جزم بمن والجملة الفعلية «أوتي» صلة الموصول لا محل لها.

(كِتابَهُ بِيَمِينِهِ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل جر بالإضافة. بيمينه : جار ومجرور متعلق بأوتي والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الكسر في محل جر بالإضافة بمعنى : فمن أعطي من هؤلاء المدعوين كتابه بيمينه.

(فَأُولئِكَ يَقْرَؤُنَ كِتابَهُمْ) : الجملة الاسمية جواب شرط جازم مقترن بالفاء في محل جزم. الفاء واقعة في جواب الشرط. أولاء : اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ والكاف حرف خطاب. يقرءون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. كتاب : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة والجملة الفعلية «يقرءون كتابهم» في محل رفع خبر «أولئك».

(وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً) : الواو عاطفة. لا : نافية لا عمل لها. يظلمون : فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل. فتيلا : نائب عن المصدر منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : ولا يظلمون أقل شيء أي ولا ينقصون في ثوابهم أدنى شيء.

٥٥٥

(وَمَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى وَأَضَلُّ سَبِيلاً) (٧٢)

(وَمَنْ كانَ) : الواو عاطفة. من : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ وجملتا فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر «من». كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح في محل جزم بمن لأنه فعل الشرط واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. والجملة الفعلية «كان في هذه أعمى» صلة الموصول لا محل لها.

(فِي هذِهِ أَعْمى) : حرف جر. هذه : اسم إشارة مبني على الكسر في محل جر بفي والجار والمجرور متعلق بكان أو بخبرها «أعمى» على تأويل الفعل. أعمى : خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر.

(فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى) : الجملة الاسمية جواب شرط جازم مقترن بالفاء في محل جزم. الفاء رابطة لجواب الشرط. هو : ضمير منفصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. في الآخرة : جار ومجرور متعلق بأعمى. أعمى : خبر «هو» مرفوع بالضمة المقدرة على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر.

(وَأَضَلُّ سَبِيلاً) : معطوف بالواو على «أعمى» الثاني مرفوع مثله وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره ولم ينوّن آخره لأنه ممنوع من الصرف على وزن ـ أفعل ـ صيغة تفضيل وبوزن الفعل. سبيلا : تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى وأضل إلى طريق النجاة من الأعمى وهو من عمى القلب.

(وَإِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنا غَيْرَهُ وَإِذاً لاتَّخَذُوكَ خَلِيلاً) (٧٣)

(وَإِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ) : الواو استئنافية. إن : مخففة من «إن» الثقيلة وهي حرف مشبه بالفعل واسمها ضمير الشأن في محل نصب. كادوا : فعل ماض ناقص من أخوات «كان» مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة.

٥٥٦

الواو ضمير متصل في محل رفع اسم «كاد» والألف فارقة. اللام فارقة وهي نفسها اللام المزحلقة سمّيت فارقة لأنها تفرق وتميز «إن» المخففة من «إن» النافية. يفتنوك : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل نصب مفعول به والجملة الفعلية «كادوا ليفتنوك» في محل رفع خبر «إنّ» والجملة الفعلية «ليفتنوك» في محل نصب خبر «كاد» بمعنى : إن الشأن أوشكوا أو قاربوا أن يخدعوك فاتنين لتنصرف عن الذي. أو ليوقعونك في بلية.

(عَنِ الَّذِي) : حرف جر. الذي : اسم موصول مبني على السكون في محل جر بعن. والجار والمجرور متعلق بتنصرف وحرك آخر «عن» بالكسر لالتقاء الساكنين. والجملة الفعلية «أوحينا إليك» صلة الموصول لا محل لها.

(أَوْحَيْنا إِلَيْكَ) : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. إليك : جار ومجرور متعلق بأوحينا. والعائد إلى الموصول ضمير محذوف خطا واختصارا منصوب محلا لأنه مفعول به. التقدير : وأوحيناه إليك من أمرنا ونواهينا.

(لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنا غَيْرَهُ) : اللام حرف جر للتعليل. تفتري : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. بمعنى : لتتقول أو لتختلق. على : حرف جر و «نا» ضمير الواحد المطاع مبني على السكون في محل جر بعلى. والجار والمجرور متعلق بتفتري. غيره : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة. والجملة الفعلية «تفتري علينا غيره» صلة حرف مصدري لا محل لها و «أن» المضمرة وما بعدها : بتأويل مصدر ـ للافتراء ـ في محل جر بلام التعليل والجار والمجرور متعلق بيفتنون.

(وَإِذاً لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلاً) : الواو استئنافية. إذا : حرف مكافأة وجواب لا عمل لها. اللام واقعة في جواب «لو» الشرطية المقدرة .. أي ولو اتّبعت

٥٥٧

مرادهم لاتخذوك صديقا. اتخذوك : الجملة الفعلية جواب شرط غير جازم لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل نصب مفعول به أول. خليلا : مفعول به ثان منصوب باتخذوا المتعدي إلى مفعولين وعلامة نصبه الفتحة المنونة.

(وَلَوْ لا أَنْ ثَبَّتْناكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً) (٧٤)

(وَلَوْ لا أَنْ ثَبَّتْناكَ) : الواو عاطفة. لو لا : حرف شرط غير جازم. أن : حرف مصدري. ثبّتناك : الجملة الفعلية صلة حرف مصدري لا محل لها وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل نصب مفعول به و «أن» وما تلاها بتأويل مصدر ـ تثبيتنا لك ـ في محل رفع مبتدأ وخبره محذوف وجوبا تقديره : كائن أو موجود بمعنى : تثبيتنا لك على الحق بعصمتنا إياك.

(لَقَدْ كِدْتَ) : اللام لام الابتداء أو التوكيد وقعت جوابا للحرف «لو لا» قد : حرف تحقيق. كدت : فعل ماض ناقص من أخوات «كان» مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك والتاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل رفع اسم «كاد» بمعنى : لقد قاربت.

(تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ) : الجملة الفعلية في محل نصب خبر «كاد» بمعنى : أن تميل إلى خدعهم ومكرهم وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. إلى : حرف جر و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر بإلى. والجار والمجرور متعلق بتركن. والجملة الفعلية «لقد كدت تركن إليهم» جواب شرط غير جازم لا محل لها من الإعراب.

(شَيْئاً قَلِيلاً) : مفعول مطلق في موضع المصدر منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : ركونا أي ميلا شيئا إليهم. قليلا : صفة ـ نعت ـ للمصدر «شيئا» منصوب مثله بالفتحة المنونة.

٥٥٨

(إِذاً لَأَذَقْناكَ ضِعْفَ الْحَياةِ وَضِعْفَ الْمَماتِ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنا نَصِيراً) (٧٥)

(إِذاً لَأَذَقْناكَ) : حرف مكافأة وجواب لا عمل له. اللام واقعة في جواب «لو» المقدرة .. أي لو قاربت الركون ـ الميل ـ إليهم لأذقناك. أذاق : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل نصب مفعول به أول. والجملة الفعلية جواب شرط غير جازم لا محل لها.

(ضِعْفَ الْحَياةِ) : مفعول به ثان منصوب بأذاق المتعدي إلى مفعولين وعلامة نصبه الفتحة. الحياة : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة.

وضعف الممات : معطوف بالواو على «ضعف الحياة» ويعرب إعرابه.

(ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ) : حرف عطف. لا : نافية لا عمل لها. تجد : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. لك : جار ومجرور متعلق بتجد.

(عَلَيْنا نَصِيراً) : جار ومجرور متعلق بحال من «نصيرا» لأنه متعلق بصفة له قدّمت عليه و «نا» ضمير الواحد المطاع مبني على السكون في محل جر بعلى. نصيرا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.

(وَإِنْ كادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْها وَإِذاً لا يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلاَّ قَلِيلاً) (٧٦)

(وَإِنْ كادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ) : أعرب في الآية الكريمة الثالثة والسبعين. من الأرض : جار ومجرور متعلق بيستفزّون.

(لِيُخْرِجُوكَ مِنْها) : اللام حرف جر للتعليل. يخرجوك : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل نصب مفعول به. منها : جار ومجرور متعلق بيخرجوك بمعنى من الأرض أي من أرض مكة. والجملة

٥٥٩

الفعلية «يخرجوك منها» صلة حرف مصدري لا محل لها و «أن» المضمرة وما تلاها بتأويل مصدر ـ لإخراجك ـ في محل جر بلام التعليل والجار والمجرور متعلق بيستفزون.

(وَإِذاً لا يَلْبَثُونَ) : الواو عاطفة. إذا : حرف جواب لا عمل له. لا : نافية لا عمل لها. يلبثون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. التقدير : ولو أخرجوك أي وإذا فعلوا ذلك فلا يبقون بعدك. وعلى هذا التقدير تكون جملة «لا يلبثون» جواب شرط غير جازم لا محل لها.

(خِلافَكَ إِلَّا قَلِيلاً) : ظرف زمان متعلق بيلبثون منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر بالإضافة. إلّا : أداة استثناء. قليلا : مستثنى بإلّا منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة أو هو نائب أو صفة للمصدر المستثنى. التقدير والمعنى : لا يبقون بعدك إلّا وقتا أو زمانا قليلا ثم يهلكهم الله.

** (وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ) : هذا القول الكريم هو مستهل الآية الكريمة الحادية والستين .. والمراد بالسجود هنا : سجود تحية وتكريم بالانحناء .. يقال : سجد المؤمن يسجد سجودا : أي وضع جبهته بالأرض وبمعنى : خضع .. وهو من باب «دخل» و «السجود» لله تعالى في الشرع عبارة عن هيئة مخصوصة. والاسم من الفعل «السجدة» بكسر السين. ويقال سجدت سجدة ـ بفتح السين ـ اسم المرة ـ العدد ـ وبكسر السين يدلّ على النوع.

** (وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الرابعة والستين. يقال : جلب الشيء ـ يجلبه ـ جلبا .. من بابي «ضرب» و «قتل» وهو ما يجلب من بلد إلى بلد و «الجلب» بفتح الجيم واللام بمعنى ـ مفعول .. أي مجلوب ـ وجلب على فرسه .. من باب «قتل» بمعنى : استحثّه للعدو بوكز أو صياح أو نحوه والفعل الرباعي «أجلب» مثله. و «الجلب» بفتح الجيم واللام و «الجلبة» أيضا بمعنى : الأصوات أي الصياح. و «الخيل» اسم جمع لا مفرد له. وقيل : واحده ـ مفرده ـ : خائل ـ اسم فاعل ـ لأنه يختال. وقيل : جمع «خيل» هو خيول. وكلمة «خيل» تطلق على الفرسان والجياد ـ جمع جواد ـ أما «الخيال» فهو الفارس وصاحب «الخيل» وجمعه : خيّالة. ويقال : إنّ أول من ركب الخيل هو اسماعيل ـ عليه‌السلام ـ وكانت قبل ذلك وحوشا لا تركب فروّضها ـ عليه‌السلام ـ وتعلّم بنوه رياضتها منه فصارت فيهم فيما بعد .. ولذلك كان العرب أعرف الناس بالخيل. وهو أول من ميّز بين الخيل العتاق ـ جمع عتيق ـ أي الكريم الأصيل ـ والهجن ـ بضم الهاء والجيم وهي جمع هجين – في سهام أصحابها فسبقت العتاق الهجن.

٥٦٠