إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ٥

بهجت عبدالواحد الشيخلي

إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ٥

المؤلف:

بهجت عبدالواحد الشيخلي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٩٩

١

٢

٣
٤

سورة يوسف

معنى السورة : لفظة «يوس ف» تلفظ بضم السين وفتحها وكسرها. وحكي فيه همزة الواو فإذا همز الواو «يؤسف» مع فتح السين يكون فعلا ماضيا مبنيا للمجهول للفعل «أسف ـ يؤسف» يقال : أسف الرجل ـ يأسف ـ أسفا على الشيء : بمعنى : حزن وتلهف .. وهو من باب «طرب» أو «تعب» والاسم «الأسف» : وهو أشدّ الحزن .. واسم الفاعل من الفعل هو أسف ـ بفتح الهمزة وكسر السين مثل تعب .. ولا يقال : آسف .. بمدّ الهمزة وكسر السين .. وإنما يقال كذلك أي آسف ـ بمدّ الهمزة وفتح السين .. إذا أريد مضارع الفعل «أسف» للمتكلم. ويأتي الفعل «أسف» بمعنى «غضب» وزنا ومعنى. ويتعدى بمد الهمزة .. آسفه : أي أغضبه وأحزنه و «يوسف» من السور المكية التي نزلت بعد سورة «هود» بعد عام الحزن بموت أبي طالب وخديجة ـ سنديّ الرسول الكريم محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ في فترة حرجة مرّت بالمسلمين في مكة قبل الهجرة .. وقيل : كان فضل يوسف على الناس كفضل القمر ليلة البدر على نجوم السماء وقيل : كان يوسف إذا سار فى أزقة مصر يرى تلألؤ وجهه على الجدران كما يرى نور الشمس من الماء عليها .. وقيل أيضا : ما كان أحد يستطيع وصف يوسف ولقب بيوسف الحسن.

تسمية السورة : سمّى الله تعالى سورة «يوسف» أحسن القصص وآيات للسائلين وعبرة لأولي الألباب وتصديق الكتب السماوية وجاء ذكره في القرآن الكريم وسميّت إحدى سور القرآن الكريم باسمه .. وهو ابن يعقوب وراحيل وأبو منسى وأفرايم على ما جاء في التوراة قال يوسف في سجنه لمن سأله : من أنت؟ : «أنا يوسف ابن صفيّ الله يعقوب ابن ذبيح الله إسحاق ابن خليل الله إبراهيم» وسبب نزول السورة : أنّ كفار مكة لقي بعضهم اليهود وتباحثوا في شأن محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فقال لهم اليهود : سلوه لم انتقل آل يعقوب من الشام إلى مصر وعن قصة يوسف فنزلت هذه السورة

٥

الشريفة .. وسميّت هذه السورة الشريفة أحسن القصص لما فيها من العبر والعظات .. وسيرة الأنبياء والصالحين والملائكة والملوك والمماليك والتجار والرجال والنساء ولأن كلّ من ذكر فيها كان من السعداء. و «يوسف» لقب أو عرف بيوسف الحسن. لقد عانى «يوسف» من محن كثيرة .. منها : كيد إخوته وكيد امرأة العزيز والنسوة .. ومحنة الرق والفتنة والسجن حيث باعه إخوته حسدا إلى تجار اسماعيليين .. إلى أن انتهت محنه بمحنة الرخاء والنعيم وهو يتحكم في أقوات الناس ورقابهم بعد خروجه من السجن وتولّيه خزائن الأرض دون أن يغريه ذلك كلّه بعد توزّره لفرعون مصر وتولّي شئون الإعاشة أيام المجاعة.

فضل قراءة السورة : قال سيد الخلق محمّد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : علّموا أرقاءكم سورة «يوسف» فإنّه أيّما مسلم تلاها وعلّمها أهله وما ملكت يمينه هوّن الله عليه سكرات الموت وأعطاه القوة أن لا يحسد مسلما «صدق رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وعن النبيّ الكريم ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «مررت بيوسف الليلة التي عرج بي إلى السماء فقلت لجبريل : من هذا؟ قال : يوسف. فقيل : يا رسول الله كيف رأيته؟ قال : كالقمر ليلة البدر» وعنه ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «إذا قيل من الكريم؟ فقولوا : الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم».

إعراب آياتها

(الر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ) (١)

(الر تِلْكَ) : هذه الأحرف .. ألف لام راء قيل عنها : إنها أسرار علوية .. وقيل : هي لابتداء كلام وانتهاء كلام .. وقيل : هي أسماء للسور .. كما قيل : هي بمنزلة التهجّي. وقال التفسير الوجيز : هذه الأحرف هي إشارة لإعجاز القرآن وتحدي العرب بمعارضته ما دام مكونا من حروف اللغة العربية التي لهم فيها أفانين البيان وسحر الفصاحة والبلاغة و «الأفانين»

٦

بمعنى : الأساليب وهي أجناس الكلام وطرقه .. وقال عن هذه الأحرف وأمثالها في القرآن الكريم الواردة في أوائل سوره الشريفة : لقد جيء بها بيانا لإعجاز القرآن وإثبات كونه كلام الله بتحدي العرب للإتيان بمثله أو بمثل أقصر سورة منه .. وبيان عجزهم عن مجاراته علما بأنه مركب من الحروف العربية التي ينطقون بها وينظمون بها كلامهم وهم فرسان البلاغة والفصاحة وتدل هذه الأحرف أيضا على إعجاز القرآن للإنس والجنّ وهي مادة كالخطابة والكتابة والشعر وهي لغة العرب وقال أيضا : إنّ هذه الأحرف الواردة في أوائل سور القرآن الكريم هي لتنبيه السامع والقارئ وحثّهما على الإقبال على تلاوة القرآن العظيم الذي نزل بلغة العرب التي يتفاخرون بأنهم أساطين اللغة وبيانها وبلاغتها وفنونها وبإعجازهم عن الإتيان بمثله أو بمثل سورة أو آية منه دليل على أنه صادر من الله جلّت قدرته فيكون عجزهم عن ذلك أبلغ حجة عليهم. وتنطق هذه الأحرف ساكنة .. وثمّة رأي أجاز إعرابها فوضعها في محل نصب بمعنى : اقرأ الر .. أو في محل رفع بمعنى : هذا الر. ويقول الفراء في معانيه : إنّها بمعنى : هذا تلك آيات. فيكون : خبر «هذا» ويكون بمعنى : الر تلك. أي حروف المعجم تلك آيات ويكون «الر» بمعنى «هذا» في محل رفع مبتدأ و «آيات» خبرا له. أما الكوفيون فيقولون «تلك» اسم إشارة مبني على الفتح عطف بيان. التقدير : هذا تلك على الابتداء والخبر.

آيات الكتب المبين : بدل من اسم الإشارة «تلك» مرفوع بالضمة. الكتاب : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة. المبين : صفة ـ نعت ـ للكتاب مجرور مثله وعلامة جره : الكسرة.

(إِنَّا أَنْزَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) (٢)

(إِنَّا أَنْزَلْناهُ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «نا» ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ مبني على السكون في محل نصب اسم «إنّ». أنزلناه : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «إنّ» وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على

٧

السكون في محل رفع فاعل والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به. أي الكتاب المبين وهو القرآن الكريم.

(قُرْآناً عَرَبِيًّا) : حال من الضمير «الهاء» في «أنزلناه» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. عربيا : صفة ـ نعت ـ للموصوف «قرآنا» منصوب مثله بالفتحة المنونة. بمعنى : أنزلنا هذا الكتاب في حال كونه قرآنا عربيا أو بمعنى : أنزلناه مجموعا.

(لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) : حرف مشبه بالفعل من أخوات «إنّ» يفيد توقع الممكن وقد تحذف اللام الأولى من لعلّ لأنها زائدة وللتوكيد أي «علّ» الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب اسم «لعلّ» والميم علامة جمع الذكور. تعقلون : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «لعلّ» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.

(نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِما أَوْحَيْنا إِلَيْكَ هذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغافِلِينَ) (٣)

(نَحْنُ نَقُصُّ) : ضمير منفصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ مبني على الضم في محل رفع مبتدأ. نقص : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «نحن» وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن.

(عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ) : جار ومجرور متعلق بنقص. أحسن : نائب مفعول مطلق ـ تسمية المفعول بالمصدر ـ منصوب وعلامة نصبه الفتحة. القصص : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة بمعنى : نقص عليك قصصا أحسن القصص.

(بِما أَوْحَيْنا إِلَيْكَ) : الباء حرف جر ما : مصدرية أوحى : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. إليك : جار ومجرور متعلق بأوحينا والجملة الفعلية «أوحينا» صلة حرف مصدري لا محل لها و «ما» وما بعدها بتأويل

٨

مصدر في محل جر بالباء والجار والمجرور متعلق بنقص. التقدير : بإيحائنا إليك.

(هذَا الْقُرْآنَ) : الهاء للتنبيه. ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل نصب مفعول به بأوحينا. ويجوز أن يكون منصوبا بنقصّ. التقدير : نقص عليك أحسن القصص هذا القرآن بإيحائنا إليك. القرآن : بدل من اسم الإشارة منصوب وعلامة نصبه الفتحة.

(وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ) : الواو اعتراضية والجملة بعدها اعتراضية لا محل لها. إن : مخففة من «إنّ» الثقيلة الحرف المشبه بالفعل واسمه : ضمير الشأن في محل نصب بتقدير : وإنه. كنت : فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير متصل مبني على الفتح في محل رفع اسم «كان» والجملة الفعلية من «كان» مع اسمها وخبرها في محل رفع خبر «إن». من قبله : جار ومجرور متعلق بخبر «إن» والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر بالإضافة.

(لَمِنَ الْغافِلِينَ) : اللام فارقة وهي نفسها لام التوكيد المزحلقة وسميت فارقة لأنها تفرق وتميز «إن» المخففة من «إن» النافية. من الغافلين : جار ومجرور في محل نصب متعلق بخبر «كان» وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن التنوين والحركة في الاسم المفرد.

(إِذْ قالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي ساجِدِينَ) (٤)

(إِذْ قالَ) : ظرف زمان بمعنى «حين» مبني على السكون في محل نصب مفعول به بفعل محذوف تقديره : اذكر أو يكون اسما في محل نصب بدلا من «أحسن القصص» وهو ـ بدل اشتمال ـ لأن الوقت مشتمل على القصص وهو اسم مفعول ـ المقصوص ـ قال : فعل ماض مبني على الفتح.

(يُوسُفُ لِأَبِيهِ) : فاعل مرفوع بالضمة ولم ينون للعجمة والعلمية. لأبيه : جار ومجرور متعلق بقال والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر

٩

بالإضافة وعلامة جر الاسم الياء لأنه من الأسماء الخمسة. والجملة الفعلية «قال يوسف لأبيه» في محل جر بالإضافة لوقوعها بعد إذ.

(يا أَبَتِ) : أداة نداء. أبت : منادى مضاف منصوب وعلامة نصبه الفتحة والتاء منقلبة عن ياء المتكلم في محل جر بالإضافة. وقد قيل عن التاء : إنها تاء التأنيث وقعت عوضا عن ياء المتكلم ـ ياء الإضافة ـ والدليل على ذلك قلبها هاء في الوقف وقد ألحقت تاء التأنيث بالمذكر جوازا كما جاز إلحاقها في «حمامة» وهو مذكر. والكسرة في آخره هي التي كانت قبل الياء في قولك : يا أبي وقد زحلقت إلى التاء لاقتضاء تاء التأنيث أن يكون ما قبلها مفتوحا وهناك من قرأها بفتح التاء وضمها وبتقديرات سليمة والذي يهم هو الكسرة كما رسمت في المصحف الكريم .. ولا يقال : يا أبتي لأن التاء بدل من الياء فلا يجمع بينهما. وتبدل أيضا ياء المتكلم تاء في نداء الأب أو الأم.

(إِنِّي رَأَيْتُ) : الجملة وما بعدها في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ إنّي : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على السكون في محل نصب اسم «إنّ». رأيت : الجملة الفعلية وما بعدها في محل رفع خبر «إنّ» وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل والمنادى هو يعقوب ـ عليه‌السلام ـ

(أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً) : عدد مركب مبني على فتح الجزأين في محل نصب مفعول به. كوكبا : تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.

والشّمس والقمر : الكلمتان معطوفتان على الكواكب منصوبتان أيضا على المفعولية وعلامة نصبهما الفتحة.

(رَأَيْتُهُمْ لِي ساجِدِينَ) : تكرار الرؤية للتوكيد أو هي كلام مستأنف على تقدير سؤال وقع جوابا له كأن يقول يعقوب ـ عليه‌السلام ـ قال له : كيف رأيتها؟ سائلا عن حال رؤيتها. رأيت : أعربت و «هم» ضمير متصل ـ

١٠

ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به. لي : جار ومجرور متعلق باسم الفاعلين ـ ساجدين ـ على تأويل الفعل. ساجدين : حال من ضمير الغائبين «هم» منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته. وقد تكررت جملة «رأيتهم» إضافة للتأكيد بسبب إطالة الكلام بين الفعل والحال. وعدّي الفعل «رأى» إلى مفعول واحد لأنه «رأى» البصرية و «رأى» الحلمية تحمل على معنى «علم» فتتعدى إلى مفعولين.

(قالَ يا بُنَيَّ لا تَقْصُصْ رُؤْياكَ عَلى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً إِنَّ الشَّيْطانَ لِلْإِنْسانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ) : (٥)

(قالَ يا بُنَيَّ) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. يا : أداة نداء. بنيّ : منادى مضاف منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهي تصغير «ابن» والياء ضمير متصل مبني على السكون الذي حرك بالفتح لالتقاء الساكنين في محل جر بالإضافة.

(لا تَقْصُصْ رُؤْياكَ) : الجملة الفعلية في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ لا : ناهية جازمة. تقصص : فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. رؤياك : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على الألف للتعذر والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه.

(عَلى إِخْوَتِكَ) : جار ومجرور متعلق بتقصص والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر بالإضافة.

(فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً) : الفاء واقعة في جواب النهي ـ الطلب ـ التقدير : إن قصصتها عليهم كادوك. يكيدوا : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد الفاء وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والالف فارقة. لك : جار ومجرور متعلق بيكيدوا. كيدا : مفعول مطلق ـ مصدر ـ منصوب وعلامة نصبه الفتحة

١١

المنوّنة. وقد تعدّى الفعل باللام ليفيد معنى فعل الكيد مع إفادة معنى الفعل المضمن فهو آكد وأبلغ في التخويف والفاء سببية بمعنى «لكيلا» و «أن» المضمرة بعد الفاء وما بعدها بتأويل مصدر معطوف على مصدر منتزع من الكلام السابق. التقدير : ليكن منك عدم قص الرؤيا فعدم الكيد لك وجملة «يكيدوا» صلة حرف مصدري لا محل لها.

(إِنَّ الشَّيْطانَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الشيطان : اسم «إنّ» منصوب وعلامة نصبه الفتحة.

(لِلْإِنْسانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ) : جار ومجرور متعلق بعدو. عدو : خبر «إنّ» مرفوع بالضمة المنونة. مبين : صفة ـ نعت ـ للموصوف «عدو» مرفوع مثله وعلامة رفعه الضمة المنونة.

(وَكَذلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلى آلِ يَعْقُوبَ كَما أَتَمَّها عَلى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (٦)

(وَكَذلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ) : الواو استئنافية الكاف : اسم بمعنى «مثل» مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ وخبره الجملة الفعلية «يجتبيك ربّك» في محل رفع. التقدير : ومثل ذلك الاجتباء ـ أي الاختيار والاصطفاء ـ يجتبيك ربك بمعنى : يختارك ويصطفيك أو تكون الكاف في محل نصب ـ صفة ـ أو نائبة عن مفعول مطلق ـ مصدر ـ محذوف. التقدير : يجتبيك ربك اجتباء مثل ذلك الاجتباء. ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بالإضافة. اللام للبعد والكاف حرف خطاب. يجتبيك فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل نصب مفعول به مقدم. ربك : فاعل مرفوع بالضمة والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر بالإضافة.

(وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ) : الواو استئنافية لأن الكلام مستأنف غير داخل في حكم التشبيه بتقدير وهو يعلمك .. يعلمك : تعرب إعراب

١٢

«يجتبيك» وعلامة رفع الفعل الضمة الظاهرة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو والجملة الفعلية «يعلمك» في محل رفع خبر للمبتدإ المقدر «هو». من تأويل : جار ومجرور متعلق بيعلمك. أو تكون «من» تبعيضية ومفعول «يعلّم» محذوفا دلت عليه «من» التبعيضية. الأحاديث : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة.

(وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ) : معطوفة بالواو على «يعلم» وتعرب مثلها. نعمته : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. عليك : جار ومجرور متعلق بيتم بمعنى ويتم نعمته عليك بالنبوّة والهاء في نعمته» ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة.

(وَعَلى آلِ يَعْقُوبَ) : الواو عاطفة. على آل : جار ومجرور متعلق بيتم. يعقوب : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الفتحة بدلا من الكسرة المنونة لأنه اسم ممنوع من الصرف للعجمة والعلمية بمعنى على أهل يعقوب بالتقوى.

(كَما أَتَمَّها) : الكاف حرف جر للتشبيه. ما : مصدرية. أتمّ : الجملة الفعلية صلة حرف مصدري لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به. و «ما» المصدرية وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بالكاف والجار والمجرور متعلق بمفعول مطلق ـ مصدر ـ محذوف. التقدير : ويتم نعمته عليك وعلى آل يعقوب إتماما كإتمامها على أبويك أو تكون الكاف اسما بمعنى «مثل» مبنيا على الفتح في محل نصب نائبا عن المصدر المحذوف.

(عَلى أَبَوَيْكَ) : جار ومجرور متعلق باتم. وعلامة جر الاسم الياء لأنه مثنى وحذفت النون ـ أصله أبوين ـ للإضافة والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر بالإضافة.

(مِنْ قَبْلُ) : حرف جر. قبل : اسم مبني على الضم لانقطاعه عن الإضافة في محل جر بمن والجار والمجرور متعلق بأتم.

١٣

(إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ) : عطف بيان من «أبويك مجرور أيضا وعلامة جره الفتحة بدلا من الكسرة المنونة لأنه ممنوع من الصرف على العجمة والتنوين وإسحاق : معطوف بالواو على «إبراهيم» ويعرب إعرابه.

(إِنَّ رَبَّكَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. ربك : اسم «إنّ» منصوب وعلامة نصبه الفتحة. والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر بالإضافة.

(عَلِيمٌ حَكِيمٌ) : خبرا «إنّ» مرفوعان وعلامة رفعهما الضمة المنونة أي عليم بالمستأهلين لفضله حكيم بما يفعل.

(لَقَدْ كانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آياتٌ لِلسَّائِلِينَ) (٧)

(لَقَدْ كانَ) : اللام للابتداء والتوكيد. قد : حرف تحقيق. كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح.

(فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ) : جار ومجرور في محل نصب متعلق بخبر «كان» المقدم. وعلامة جر الاسم الفتحة بدلا من الكسرة المنونة لأنه ممنوع من الصرف للعجمة والعلمية. وإخوته : معطوف بالواو على «يوسف» مجرور أيضا بحرف الجر وعلامة جره الكسرة والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الكسر في محل جر بالإضافة.

(آياتٌ لِلسَّائِلِينَ) : اسم «كان» المؤخر مرفوع بالضمة المنونة. للسائلين : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «آيات» وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته.

(إِذْ قالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلى أَبِينا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبانا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ) (٨)

(إِذْ قالُوا) : اسم مبني على السكون بمعنى «حين» في محل نصب مفعول به بفعل محذوف تقديره : اذكر. قالوا : الجملة الفعلية في محل جر بالإضافة لوقوعها بعد «إذ» وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو

١٤

الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. والجملة الاسمية بعده في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ.

(لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ) : اللام للابتداء وفيها تأكيد وتحقيق لمضمون الجملة. يوسف : اسم مرفوع على الابتداء ـ مبتدأ ـ وعلامة رفعه الضمة. وأخوه : معطوف على «يوسف» بواو العطف مرفوع مثله وعلامة رفعه الواو لأنه من الأسماء الخمسة وهو مضاف والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل جر بالإضافة.

(أَحَبُّ إِلى أَبِينا مِنَّا) : خبر المبتدأ مرفوع بالضمة ولم ينون آخره لأنه ممنوع من الصرف على وزن ـ أفعل ـ صيغة التفضيل وبوزن الفعل. إلى أبينا : جار ومجرور متعلق بأحبّ وعلامة جر الاسم الياء لأنه من الاسماء الخمسة. و «نا» ضمير متصل ـ ضمير المتكلمين ـ مبني على السكون في محل جر بإلى. منّا : جار ومجرور متعلق بأحبّ أيضا. و «أحبّ» لا يثنّى ولا يجمع أي لا يفرق فيه بين الواحد وما فوقه والمذكر والمؤنث.

(وَنَحْنُ عُصْبَةٌ) : الواو حالية والجملة الاسمية في محل نصب حال. نحن : ضمير منفصل ـ ضمير المتكلمين ـ مبني على الضم في محل رفع مبتدأ. عصبة : خبر «نحن» مرفوع وعلامة رفعه الضمة المنونة أو تكون اللام في «ليوسف» واقعة في جواب قسم محذوف .. التقدير : قسما ليوسف وأخوه بنيامين ـ شقيقه من أمه ـ.

(إِنَّ أَبانا) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. أبا : اسم «إنّ» منصوب وعلامة نصبه الألف لأنه من الأسماء الخمسة وهو مضاف و «نا» ضمير متصل ـ ضمير المتكلمين ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة.

(لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ) : اللام لام التوكيد المزحلقة. في ضلال : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر «إنّ». مبين : صفة ـ نعت ـ لضلال مجرور مثله وعلامة جرهما ـ الصفة والموصوف ـ الكسرة المنونة.

١٥

(اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضاً يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْماً صالِحِينَ) (٩)

(اقْتُلُوا يُوسُفَ) : فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. يوسف : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة ولم ينون آخره لأنه ممنوع من الصرف.

(أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضاً) : حرف عطف للتخيير كسر آخره لالتقاء الساكنين. اطرحوه : الجملة الفعلية معطوفة على «اقتلوا» وتعرب إعرابها والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به. أرضا : ظرف مكان منصوب على الظرفية المكانية وعلامة نصبه الفتحة المنونة متعلق باطرحوه وقيل : هي نكرة ومبهمة ومجهولة لأنها بعيدة من العمران وهناك من ينصبها على «في» ويعتبرها غير مبهمة بل هي مفعول به ثان متعدّ بحرف جر محذوف وجملة «اقتلوا يوسف» في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ.

(يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ) : فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الطلب ـ الأمر ـ وعلامة جزمه حذف آخره ـ الواو ـ حرف العلة. لكم : جار ومجرور متعلق بيخل والميم علامة جمع الذكور. وجه : فاعل مرفوع بالضمة. أبيكم : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الياء لأنه من الأسماء الخمسة. والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين مبني على الضم في محل جر بالإضافة والميم علامة جمع الذكور.

(وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ) : الواو حرف عطف. تكونوا : فعل مضارع ناقص مجزوم لانه معطوف على مجزوم «يخل» وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع اسم «تكون» والألف فارقة والجار والمجرور «بعده» متعلق بتكونوا والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الكسر في محل جر مضاف إليه يعود إلى «يوسف» أو يرجع إلى مصدر «اقتلوا» أو «اطرحوا».

١٦

(قَوْماً صالِحِينَ) : خبر «تكون» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. صالحين : صفة ـ نعت ـ للموصوف «قوما» منصوب مثله وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته.

(قالَ قائِلٌ مِنْهُمْ لا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيابَتِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِنْ كُنْتُمْ فاعِلِينَ) (١٠)

(قالَ قائِلٌ مِنْهُمْ) : فعل ماض مبني على الفتح. قائل : فاعل مرفوع بالضمة المنونة. من : حرف جر بياني. و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر بمن والجار والمجرور متعلق بصفة محذوفة من «قائل».

(لا تَقْتُلُوا يُوسُفَ) : الجملة الفعلية في محل نصب مفعول به ـ مقول القول لا : ناهية جازم. تقتلوا : فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. يوسف : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة ولم ينون لأنه ممنوع من الصرف.

(وَأَلْقُوهُ فِي غَيابَتِ الْجُبِّ) : الواو عاطفة بمعنى «بل». ألقوه : فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به. في غيابة : جار ومجرور متعلق بألقوه. الجب : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة.

(يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ) : فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الطلب ـ الأمر ـ مجزوم بتسكين آخره والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به مقدم. بعض : فاعل مرفوع بالضمة. السيارة : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة جمع «سيّار» بمعنى بعض الأقوام السائرين في الطريق.

(إِنْ كُنْتُمْ فاعِلِينَ) : حرف شرط جازم. كنتم : فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك فعل الشرط في محل جزم بإن.

١٧

التاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع اسم «كان» والميم علامة جمع الذكور. فاعلين : خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم. والنون عوض عن التنوين والحركة في الاسم المفرد وجواب الشرط محذوف لتقدم معناه. التقدير إن كنتم فاعلين به شيئا فألقوه في غيابة الجب.

(قالُوا يا أَبانا ما لَكَ لا تَأْمَنَّا عَلى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَناصِحُونَ) (١١)

(قالُوا يا أَبانا) : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. يا : أداة نداء. أبا : منادى مضاف منصوب وعلامة نصبه الألف لأنه من الأسماء الخمسة و «نا» ضمير متصل ـ ضمير المتكلمين ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة.

(ما لَكَ لا تَأْمَنَّا) : الجملة في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ ما : اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. لك : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر المبتدأ. لا : نافية لا عمل لها. تأمن : فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة على النون المدغمة بضمير المتكلمين والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به. والجملة الفعلية «لا تأمنّا» في محل نصب حال من ضمير المخاطب في «مالك» أو تكون في محل رفع خبرا لمبتدإ محذوف تقديره : أنت لا تأمنّا فتكون الجملة الاسمية المقدرة «وأنت لا تأمنا» في محل نصب حالا. المعنى : لم تخافنا عليه.

(عَلى يُوسُفَ) : جار ومجرور متعلق بتأمن وعلامة جر الاسم الفتحة بدلا من الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للعجمة والعلمية.

(وَإِنَّا لَهُ لَناصِحُونَ) : الواو حالية والجملة في محل نصب حال. إن : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «نا» ضمير متصل ـ ضمير المتكلمين ـ المدغم بإنّ مبني على السكون في محل نصب اسم «إنّ». له : جار ومجرور متعلق بخبر «إنّ». اللام لام التوكيد ـ المزحلقة ـ ناصحون : خبر «إنّ» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن التنوين والحركة في الاسم المفرد.

١٨

(أَرْسِلْهُ مَعَنا غَداً يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ) (١٢)

(أَرْسِلْهُ مَعَنا غَداً) : فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره : أنت. والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به. مع : ظرف مكان يدل على المصاحبة متعلق بأرسله وهو مضاف و «نا» ضمير متصل ـ ضمير المتكلمين ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة. غدا : ظرف زمان منصوب على الظرفية الزمانية متعلق بأرسله وعلامة نصبه الفتحة المنونة.

(يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ) : فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الطلب ـ الأمر ـ وعلامة جزمه سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. ويلعب : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «يرتع» وتعرب مثلها.

(وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ) : يعرب إعراب «وإنّا له لناصحون» الوارد في الآية الكريمة السابقة.

(قالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غافِلُونَ) (١٣)

(قالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. إنّ : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم مبني على السكون في محل نصب اسم «إنّ» و «إنّ» مع اسمها وخبرها في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ اللام لام الابتداء ـ المزحلقة. يحزن : فعل مضارع مرفوع بالضمة. النون نون الوقاية لا محل لها والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم. والجملة الفعلية «يحزنني» مع الفاعل في محل رفع خبر «إنّ».

(أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ) : حرف مصدري ناصب. تذهبوا : الجملة الفعلية صلة حرف مصدري لا محل لها وهي فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع

١٩

فاعل والألف فارقة. به : جار ومجرور متعلق بتذهبوا و «أن» وما تلاها بتأويل مصدر في محل رفع فاعل التقدير ذهابكم.

(وَأَخافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ) : الواو عاطفة. أخاف : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا. أن : حرف مصدري ونصب. يأكله : فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به مقدم. الذئب : فاعل مرفوع بالضمة والجملة الفعلية «يأكله الذئب» صلة حرف مصدري لا محل لها و «أن» المصدرية وما بعدها بتأويل مصدر في محل نصب مفعول به للفعل «أخاف».

(وَأَنْتُمْ عَنْهُ غافِلُونَ) : الواو حالية والجملة الاسمية في محل نصب حال. أنتم : ضمير منفصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. عنه : جار ومجرور متعلق بالخبر. غافلون : خبر «أنتم» مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن التنوين والحركة في الاسم المفرد.

(قالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذاً لَخاسِرُونَ) (١٤)

(قالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ) : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. اللام موطئة للقسم ـ اللام المؤذنة ـ إن : حرف شرط جازم. أكله : فعل ماض مبني على الفتح فعل الشرط في محل جزم بإن والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به مقدم.

(الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ) : فاعل مرفوع بالضمة. الواو حالية والجملة الاسمية في محل نصب حال. نحن : ضمير منفصل ـ ضمير المتكلمين ـ مبني على الضم في محل رفع مبتدأ. عصبة : خبر «نحن» مرفوع وعلامة رفعه الضمة المنونة.

٢٠