إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ٥

بهجت عبدالواحد الشيخلي

إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ٥

المؤلف:

بهجت عبدالواحد الشيخلي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٩٩

(فَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ حَلالاً طَيِّباً وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ) (١١٤)

(فَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ) : الفاء استئنافية. كلوا : فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. ممّا : أصلها : من : حرف جر أدغمت بالاسم الموصول «ما» المبني على السكون في محل جر بمن والجار والمجرور متعلق بكلوا أو تكون «من» للتبعيض وحذف مفعول «كلوا» لأنّ «من» التبعيضية تدل عليه. رزقكم : الجملة الفعلية مع الفاعل صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الفتح والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به مقدم والميم علامة جمع الذكور حرك بالضم للوصل ـ التقاء الساكنين ـ الله لفظ الجلالة : فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة.

(حَلالاً طَيِّباً) : حال من المرزوق منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة أو يكون صفة لمصدر محذوف تقديره : «كلوا أكلا حلالا». طيبا : صفة ـ نعت ـ للمصدر «حلالا» أو صفة ثانية للمصدر «أكلا».

(وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ) : معطوفة بالواو على «كلوا» وتعرب مثلها. نعمة : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. الله لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور للتعظيم بالإضافة وعلامة الجر الكسرة أي نعمة الله عليكم.

(إِنْ كُنْتُمْ) : حرف شرط جازم. كنتم : فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك فعل الشرط في محل جزم بإن. التاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل رفع اسم «كان» والميم علامة جمع الذكور.

(إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ) : ضمير منفصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم والهاء لا محل له وقيل أنّ كلمة «إيّاه» كلّها هي شيء واحد من غير إضافة لأنها بيان عن المقصود بالخطاب ويجوز أن تكون الكلمة «إيّاه»

٤٦١

مبنية على السكون ومضافة إلى الهاء. تعبدون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. والجملة الفعلية «تعبدون» في محل نصب خبر «كان» وجواب الشرط محذوف لتقدم معناه. التقدير : إن كنتم إيّاه تعبدون فاشكروا نعمة الله أو فكلوا ..

(إِنَّما حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَما أُهِلَّ لِغَيْرِ اللهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (١١٥)

(إِنَّما حَرَّمَ عَلَيْكُمُ) : كافة ومكفوفة أو أداة حصر لا عمل لها. حرّم : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو أي الله سبحانه. عليكم : جار ومجرور متعلق بحرّم والميم علامة جمع الذكور.

(الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. والدم : معطوف بالواو على «الميتة» ويعرب مثلها.

(وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ) : يعرب إعراب «والدم» الخنزير : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة أي أكل الميتة ولحم الخنزير.

(وَما أُهِلَّ) : الواو عاطفة. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب معطوفة على «الميتة» أهلّ : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو.

(لِغَيْرِ اللهِ بِهِ) : جار ومجرور متعلق بأهلّ. الله لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور للتعظيم بالإضافة وعلامة الجر الكسرة. به : جار ومجرور متعلق بأهل والجملة الفعلية «أهلّ لغير الله به» صلة الموصول لا محل لها بمعنى وما لم يذكر اسم الله عليه عند ذبحه أو ما ذكر اسم غير الله عند ذبحه.

(فَمَنِ اضْطُرَّ) : الفاء استئنافية. من : اسم شرط جازم مبني على السكون حرك بالكسر لالتقاء الساكنين في محل رفع مبتدأ. اضطرّ : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح فعل الشرط في محل جزم بمن ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. وجملتا فعل الشرط وجوابه ـ جزائه ـ

٤٦٢

في محل رفع خبر «من» والجملة الفعلية «اضطرّ» صلة الموصول «من» لا محل لها.

(غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ) : حال من ضمير «اضطرّ» منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف. باغ : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المقدرة على الياء المحذوفة لأنه اسم منقوص نكرة وبقيت الكسرة المنونة دالة على الياء المحذوفة ويجوز أن يكون «غير» صفة لمصدر ـ مفعول مطلق ـ محذوف تقديره : اضطرّ لتناول شيء من هذه المحرمات اضطرارا غير باغ أي غير ظالم. الواو عاطفة. لا : زائدة لتأكيد المعنى. عاد : معطوف على «باغ» ويعرب مثله بمعنى : ولا معتد.

(فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) : الجملة جواب شرط جازم مقترن بالفاء في محل جزم. الفاء واقعة في جواب الشرط. إنّ : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الله لفظ الجلالة : اسم «إنّ» منصوب للتعظيم وعلامة النصب الفتحة. غفور رحيم : خبرا «إنّ» بالتتابع ـ خبر بعد خبر ـ مرفوعان بالضمة المنونة.

(وَلا تَقُولُوا لِما تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هذا حَلالٌ وَهذا حَرامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ) (١١٦)

(وَلا تَقُولُوا لِما) : الواو عاطفة. لا : ناهية جازمة. تقولوا : فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. اللام حرف جر و «ما» اسم موصول مبني على السكون في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بتقولوا.

(تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ) : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة. ألسنتكم : فاعل مرفوع بالضمة. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر بالإضافة والميم علامة جمع الذكور. الكذب : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة والعائد إلى الموصول ضمير محذوف خطا واختصارا منصوب محلا لأنه مفعول به. التقدير : لما تصفه ألسنتكم.

٤٦٣

(هذا حَلالٌ وَهذا حَرامٌ) : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. حلال : خبر «هذا» مرفوع بالضمة المنونة. وهذا حرام : الجملة الاسمية معطوفة بالواو على جملة «هذا حلال» وتعرب إعرابها. والجملة الاسمية «هذا حلال» في محل نصب لأنها بدل من «الكذب» ويجوز أن تكون في محل نصب أيضا على إرادة القول متعلقة بتصف أي ولا تقولوا الكذب لما تصفه ألسنتكم فتقول هذا حلال وهذا حرام وفي حالة إعراب «ما» مصدرية تكون الجملة الاسمية «هذا حلال وهذا حرام» متعلقة بلا تقولوا أي ولا تقولوا هذا حلال وهذا حرام لوصف ألسنتكم الكذب بمعنى : لا تحلّلوا وتحرّموا لأجل قول تنطق به ألسنتكم ويجول في أفواهكم.

(لِتَفْتَرُوا عَلَى اللهِ الْكَذِبَ) : اللام للتعليل الذي لا يتضمن معنى الغرض. تفتروا : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة بمعنى لتنسبوا إلى الله الكذب. على الله : جار ومجرور للتعظيم متعلق بتفتروا. الكذب : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.

(إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الّذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب اسم «إنّ». يفترون : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.

(عَلَى اللهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ) : أعرب. لا : نافية لا عمل لها. يفلحون : تعرب إعراب «يفترون» والجملة الفعلية «لا يفلحون» في محل رفع خبر إنّ.

(مَتاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) (١١٧)

(مَتاعٌ قَلِيلٌ) : خبر لمبتدإ محذوف تقديره : منفعتهم أو تمتعهم في الدنيا متاع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المنونة. أو يكون «متاع» مبتدأ مؤخرا وخبره جارا ومجرورا محذوفا مقدّما. التقدير : لهم متاع .. وعلى الوجه الأولى يكون المعنى : منفعتهم فيما هم عليه من أفعال الجاهلية منفعة

٤٦٤

قليلة. قليل : صفة ـ نعت ـ للموصوف ـ المنعوت ـ متاع مرفوع مثله بالضمة المنونة.

(وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) : الواو عاطفة. اللام حرف جر و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر باللام والجار والمجرور في محل رفع متعلق بخبر مقدم. عذاب : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة المنونة. أليم : صفة ـ نعت ـ لعذاب مرفوع مثله بالضمة المنونة بمعنى : ولهم يوم القيامة عذاب مؤلم أو وعقاب منفعتهم عظيم.

** (أُولئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللهُ) : هذا القول الكريم هو مستهل الآية الكريمة الثامنة بعد المائة التقدير والمعنى : أولئك الكافرون هم الذين ختم الله على قلوبهم .. المراد إغلاقها .. ومنعها عن الفهم والإدراك فحذف النعت أو البدل المشار إليه «الكافرون» لأن ما قبله في الآية الكريمة السابقة يدل عليه. يقال : طبع الله على قلبه ـ يطبع ـ طبعا .. أي ختم عليه والفعل من باب «نفع» ومنه القول : طبعت الكتاب وعلى الكتاب بمعنى : ختمته. والطابع : بفتح الباء وكسرها : هو ما يطبع عليه أو به أما «الطبع» بسكون الباء فهي الجبلّة التي خلق الإنسان عليها.

** (يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجادِلُ عَنْ نَفْسِها) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة الحادية عشرة بعد المائة. المعنى : يوم يأتي كل إنسان يجادل عن ذاته لا يهمّه شأن غيره كل يقول : نفسي نفسي. النفس الأولى : الاسم. والثانية : بمعنى : عينها وذاتها لأنه يقال لعين الشيء وذاته : نفسه. وفي نقيضه يقال : غيره بمعنى واذكر أيها النبيّ يوم أي حين يأتي كل إنسان. بدليل قوله تعالى : وهم لا يظلمون .. لأن المراد بالإنسان : الجنس ولهذا جيء بصيغة الجمع لا يظلمون.

** (وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ) : أي جزاء ما عملت بمعنى : ويعطى كل امرئ جزاء ما عمل. فحذف مفعول «توفّى» وهو «جزاء» المضاف وأقيم المضاف إليه الاسم الموصول «ما» مقامه.

** (يَأْتِيها رِزْقُها رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكانٍ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الثانية عشرة بعد المائة .. بمعنى يأتيها موسعا أو واسعا .. يقال : عيش رغيد : أي واسع ويقال : أرغد القوم : بمعنى : صاروا في رغد من العيش. ويقال : رغد العيش ـ بضم الغين ـ من باب «ظرف» رغادة : أي اتسع ولان. فهو رغد ورغيد. ورغد ـ يرغد ـ رغدا ـ من باب «تعب أو طرب» فهو راغد ـ اسم فاعل ـ وهو في رغد العيش : اي في رزق واسع.

** (فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللهِ فَأَذاقَهَا اللهُ لِباسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِما كانُوا يَصْنَعُونَ) : أنّث الفعل «كفرت» وفي «أذاقها» يعود «ها» على القرية فأنّث الفعل والضمير على لفظ «قرية» وذكّر الفعل وجمع في «كانوا يصنعون» لأنه عائد على «الأهل» لأن المراد بالقرية أهل القرية وفي القول الكريم «أذاقها لباس الجوع والخوف» يكون المعنى : أذاقها ألم الجوع والخوف وفيه استعارة أي استعار سبحانه الذوق لإدراك أثر الضرر أو اللباس لما غطّاهم واشتمل عليهم من الجوع والخوف. وقال الزمخشري : لم يقل سبحانه : فكساها بدلا من «أذاقها» لأن الترشيح «أي الاستعارة الملائمة» وإن كان أبلغ لكن الإدراك بالذوق يستلزم الإدراك

٤٦٥

باللمس من غير عكس .. فكان في الإذاقة إشعار بشدة الإصابة بخلاف الكسوة وإنّما لم يقل طعم الجوع لأنه وإن واءم الإذاقة فهو مفوّت لما يفيده لفظ اللباس من بيان أن الجوع والخوف عمّ أثرهما جميع البدن عموم الملابس واعلم أنّه إن قرن اللفظ بما يلائم المستعار له فتسمّى الاستعارة ـ كما يقول الزمخشريّ ـ مجردة كما في الآية الكريمة.

** (وَلا تَقُولُوا لِما تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ) : ورد هذا القول الكريم في بداية الآية الكريمة السادسة عشرة بعد المائة وفيه وصف سبحانه ألسنتهم بالكذب مبالغة في وصف كلامهم بالكذب. و «ألسنة» جمع «لسان» إذا أريد باللسان التذكير .. أمّا إذا أريد به التأنيث فيجمع على «ألسن».

** سبب نزول الآية : نزلت الآية الكريمة العاشرة بعد المائة في جماعة من المستضعفين وهم : عمار وصهيب وأبو فكيهة وبلال وعامر بن فهيرة وقوم من المسلمين عذّبهم أهل مكة حتى صاروا لا يدرون ما يفعلون.

(وَعَلَى الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا ما قَصَصْنا عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَما ظَلَمْناهُمْ وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) (١١٨)

(وَعَلَى الَّذِينَ هادُوا) : الواو عاطفة. على : حرف جر. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل جر بعلى والجار والمجرور متعلق بحرّمنا. هادوا : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.

(حَرَّمْنا ما قَصَصْنا) : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. قصصنا : تعرب إعراب «حرمنا».

(عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ) : جار ومجرور متعلق بقصصنا والجملة الفعلية «قصصنا عليك» صلة الموصول لا محل لها. من : حرف جر و «قبل» اسم مبني على الضم لانقطاعه عن الإضافة في محل جر بمن والجار والمجرور متعلق بقصصنا والعائد إلى الموصول ضمير محذوف منصوب المحل لأنه مفعول به. التقدير : ما قصصناه أي ما ذكرناه لك من قبل أي في سورة «الأنعام».

(وَما ظَلَمْناهُمْ) : الواو عاطفة. ما : نافية لا عمل لها. ظلمنا : تعرب إعراب «حرّمنا» و «هم» ضمير الغائبين المتصل في محل نصب مفعول به.

(وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) : أعرب في الآية الكريمة الثالثة والثلاثين.

٤٦٦

(ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ بِجَهالَةٍ ثُمَّ تابُوا مِنْ بَعْدِ ذلِكَ وَأَصْلَحُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِها لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) (١١٩)

(ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ) : حرف عطف. إنّ : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. ربك : اسم «إنّ» منصوب وعلامة نصبه الفتحة الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه.

(لِلَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ) : اللام حرف جر. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بغفور. عملوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة والجملة الفعلية «عملوا» صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. السوء : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.

(بِجَهالَةٍ ثُمَّ تابُوا) : جار ومجرور متعلق بحال من ضمير «عملوا» بتقدير : جاهلين غير عارفين بالله وعقابه بمعنى : ارتكبوا الآثام ثم : حرف عطف. تابوا : معطوفة على جملة «عملوا» وتعرب إعرابها.

(مِنْ بَعْدِ ذلِكَ) : جار ومجرور متعلق بتابوا. ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بالإضافة. اللام للبعد والكاف للخطاب.

(وَأَصْلَحُوا) : الواو حرف عطف. أصلحوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل والألف فارقة بمعنى : وأصلحوا أعمالهم السيئة.

(إِنَّ رَبَّكَ) : بدل من «إنّ» ربك» الأولى وتعرب إعرابها والمخاطب هو الرسول الكريم محمّد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ

(مِنْ بَعْدِها) : جار ومجرور متعلق بغفور و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة أي من بعد التوبة.

(لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) : اللام لام الابتداء ـ المزحلقة ـ للتوكيد. غفور رحيم : خبرا «إنّ» خبر بعد خبر ـ على التتابع ـ مرفوعان وعلامة رفعهما الضمة المنونة

٤٦٧

وهما من صيغ المبالغة ـ فعول .. فعيل .. بمعنى فاعل ـ بمعنى كثير المغفرة واسع الرحمة. أي كثير المغفرة للتائبين من ذنوبهم كثير الرحمة بهم.

(إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (١٢٠)

(إِنَّ إِبْراهِيمَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. إبراهيم : اسم «إنّ» منصوب وعلامة نصبه الفتحة ولم ينوّن لأنه ممنوع من الصرف للعجمة والعلمية.

(كانَ أُمَّةً) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «إنّ». كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. أمة : خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى كان مأموما.

(قانِتاً لِلَّهِ) : صفة ـ نعت ـ لأمة أو خبر ثان لكان منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. لله : جار ومجرور للتعظيم متعلق باسم الفاعل «قانتا» بمعنى : مطيعا قائما بأوامر الله تعالى.

(حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ) : يعرب إعراب «قانتا» بمعنى : مستقيما .. من «الحنف» وهو الاستقامة. الواو عاطفة. لم : حرف نفي وجزم وقلب. يك : فعل مضارع ناقص مجزوم بلم وعلامة جزمه سكون آخره ـ النون ـ أصله : يكون .. حذفت الواو تخفيفا ولالتقاء الساكنين وهو حذف واجب وحذفت النون تخفيفا وهذا الحذف جاء جوازا واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو.

(مِنَ الْمُشْرِكِينَ) : جار ومجرور متعلق بخبر «يكن» المحذوف وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد.

(شاكِراً لِأَنْعُمِهِ اجْتَباهُ وَهَداهُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) (١٢١)

(شاكِراً لِأَنْعُمِهِ) : يعرب إعراب «قانتا» في الآية الكريمة السابقة. لأنعمه : جار ومجرور متعلق باسم الفاعل «شاكرا» على تأويل فعله والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر بالإضافة أي كان شاكرا لنعمه.

(اجْتَباهُ وَهَداهُ) : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على الله سبحانه والهاء

٤٦٨

ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به بمعنى : اختاره لرسالته. وهداه : معطوف بالواو على «اجتباه» ويعرب إعرابه.

(إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) : جار ومجرور متعلق بهداه وقد عدّي الفعل بحرف الجر «إلى» على معنى : ارشده. مستقيم : صفة ـ نعت ـ لصراط وعلامة جر الصفة والموصوف الكسرة المنونة.

(وَآتَيْناهُ فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ) (١٢٢)

(وَآتَيْناهُ فِي الدُّنْيا حَسَنَةً) : الواو استئنافية. آتي : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به بمعنى : وأعطيناه. في الدنيا : جار ومجرور متعلق بآتينا وعلامة جر الاسم الكسرة المقدرة على الألف للتعذر. حسنة : مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.

(وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ) : الواو استئنافية. إنّه : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل نصبه اسم «إنّ» في الآخرة : جار ومجرور متعلق بالصالحين.

(لَمِنَ الصَّالِحِينَ) : اللام لام الابتداء ـ المزحلقة ـ للتوكيد. من الصالحين : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر «إنّ» وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته.

(ثُمَّ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً وَما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (١٢٣)

(ثُمَّ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ أَنِ) : الجملة الفعلية معطوفة بثمّ على جملة «آتينا» في الآية الكريمة السابقة وتعرب إعرابها. إليك : جار ومجرور متعلق بأوحينا. أن : حرف مصدري ناصب كسر آخره لالتقاء الساكنين.

(اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً) : فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. ملّة : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة

٤٦٩

والجملة الفعلية «اتّبع ملّة ..» صلة حرف مصدري لا محل لها و «أن» وما بعدها : بتأويل مصدر في محل جر بحرف جر محذوف بتقدير : باتّباع والجار والمجرور متعلق بأوحينا. إبراهيم : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الفتحة بدلا من الكسرة المنونة لأنه اسم ممنوع من الصرف للعجمة والعلمية. حنيفا : حال من «إبراهيم» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.

(وَما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) : الواو عاطفة. ما : نافية لا عمل لها. كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح واسمها ضمير مستتر جوازا تقديره : هو. من المشركين : جار ومجرور في محل نصب متعلق بخبر «كان» وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم .. والنون عوض عن التنوين والحركة في الاسم المفرد.

(إِنَّما جُعِلَ السَّبْتُ عَلَى الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) (١٢٤)

(إِنَّما جُعِلَ السَّبْتُ) : كافة ومكفوفة أو حرف حصر لا عمل له. جعل : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح بمعنى فرض أو جعل وبال السبت. السبت : نائب فاعل مرفوع بالضمة.

(عَلَى الَّذِينَ) : حرف جر. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل جر بعلى والجار والمجرور متعلق بجعل.

(اخْتَلَفُوا فِيهِ) : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. فيه : جار ومجرور متعلق باختلفوا.

(وَإِنَّ رَبَّكَ) : الواو استئنافية. إنّ : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. ربك : اسم «إنّ» منصوب وعلامة نصبه الفتحة والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر بالإضافة.

(لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «إنّ» اللام للتأكيد. يحكم : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا

٤٧٠

تقديره : هو. بين : ظرف زمان متعلق بيحكم منصوب على الظرفية وهو مضاف و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة.

(يَوْمَ الْقِيامَةِ) : مفعول فيه ـ ظرف زمان ـ منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق بيحكم وهو مضاف. القيامة : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة.

(فِيما كانُوا) : جار ومجرور متعلق بيحكم و «ما» اسم موصول مبني على السكون في محل جر بفي. كانوا : فعل ماض ناقص مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع اسم «كان» والألف فارقة. والجملة الفعلية «كانوا فيه يختلفون» صلة الموصول لا محل لها.

(فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) : جار ومجرور متعلق بيختلفون. والجملة الفعلية «فيه يختلفون» في محل نصب خبر «كان» يختلفون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.

(ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) (١٢٥)

(ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ) : فعل أمر مبني على حذف آخره ـ حرف العلة ـ الواو والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. إلى سبيل : جار ومجرور متعلق بادع. ربّك : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر بالإضافة.

(بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ) : جار ومجرور متعلق بادع. والموعظة : معطوفة بالواو على «الحكمة» وتعرب إعرابها. الحسنة : صفة ـ نعت ـ للموعظة. مجرورة مثلها وعلامة جرها الكسرة.

(وَجادِلْهُمْ بِالَّتِي) : معطوفة بالواو على «ادع» وتعرب إعرابها وعلامة جزم الفعل السكون و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على

٤٧١

السكون في محل نصب مفعول به. بالّتي : جار ومجرور متعلق بجادل و «الّتي» اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالباء.

(هِيَ أَحْسَنُ) : الجملة الاسمية صلة الموصول لا محل لها. هي : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. أحسن : خبر «هي» مرفوع بالضمة ولم ينون آخره لأنه اسم ممنوع من الصرف على وزن أفعل ـ صيغة تفضيل ـ وبوزن الفعل.

(إِنَّ رَبَّكَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. ربّك : اسم «إنّ» منصوب وعلامة نصبه الفتحة. والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر بالإضافة.

(هُوَ أَعْلَمُ) : الجملة الاسمية في محل رفع خبر «إنّ» والجملة الاسمية «هو أعلم» تعرب إعراب «هي أحسن».

(بِمَنْ ضَلَّ) : جار ومجرور متعلق بأعلم و «من» اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالباء. ضلّ : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو.

(عَنْ سَبِيلِهِ) : جار ومجرور متعلق بضلّ والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر بالإضافة.

(وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) : الجملة الاسمية معطوفة بالواو على جملة «هو أعلم بمن ضلّ» وتعرب إعرابها. بالمهتدين : جار ومجرور متعلق بأعلم وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته.

** (ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ بِجَهالَةٍ) : هذا القول الكريم هو مستهل الآية الكريمة التاسعة عشر بعد المائة .. أي عملوه جاهلين. يقال : جهل ـ يجهل الشيء من باب «فهم .. وسلم». خلاف علمه .. وتجاهل : أي أرى من نفسه ذلك وليس به. وجهل الحقّ : أي أضاعه فهو جاهل وجهول ـ فعول بمعنى فاعل ـ قال ابن المعتزّ في منثور الحكم : العالم يعرف الجاهل لأنه كان جاهلا والجاهل لا يعرف العالم لأنه لم يكن عالما. وجاء في الحديث الشريف : ما يزال المرء عالما ما طلب العلم فإذا ظنّ أنّه علم فقد جهل. وقال الإمام عليّ ـ عليه‌السلام ـ : الناس أعداء ما جهلوا.

٤٧٢

** (ثُمَّ تابُوا مِنْ بَعْدِ ذلِكَ وَأَصْلَحُوا) : أي من بعد ذلك العمل السيئ وأصلحوا ما أفسدوه بجهالتهم أو أصلحوا أعمالهم الفاسدة ونيّاتهم الخبيثة .. فحذفت الصفة أو البدل المشار إليه وهو «العمل السيئ» وحذف مفعول «أصلحوا» اختصارا لأنه معلوم وهو «ما أفسدوه».

** (إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً) : هذا القول الكريم ورد في الآية الكريمة العشرين بعد المائة .. المعنى : كان إبراهيم أمة وحده أي أمّة الأمم لكماله في جميع صفات الخير أو يكون بمعنى : كان مأموما : أي يؤمّه الناس ليأخذوا منه الخير أو بمعنى : مؤتمّ به. يقال : أمّه يؤمّه ـ أمّا : أي قصده .. والفعل من باب «ردّ» ومثله : أمّ القوم في الصلاة إمامة وأتمّ به : أي اقتدى به. ومنه «الإمام» وهو الذي يقتدى به. أمّا «حنيفا» فمعناه : مستقيما من الحنف وهو الاستقامة. و «الحنيف» هو المسلم. وتحنّف الرجل : أي اعتزل الأصنام وتعبّد وهو الناسك أيضا لأنه مائل إلى الدين المستقيم .. وحنف .. من باب «تعب» و «قانتا» بمعنى : مطيعا ـ من القنوت وأصله : الطاعة .. ثم سمّي القيام في الصلاة قنوتا وباب الفعل «دخل».

** (ثُمَّ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة الثالثة والعشرين بعد المائة وفيه عطفت الجملة على جملة «آتيناه» قال الزمخشريّ : ثمّ : في أصل وصفها تفيد ذلك التراخي المعطوف عليه في الزمان ثم استعملت في تراخيه عنه في علو المنزلة بحيث يكون المعطوف أعلى رتبة وأشمخ مما عطف عليه محلا.

** (إِنَّما جُعِلَ السَّبْتُ) : هذا القول الكريم هو مستهل الآية الكريمة الرابعة والعشرين بعد المائة. أي إنّما فرض تعظيم السبت .. فحذف المضاف الأول «يوم» وحلّ المضاف إليه الثاني «السبت» محلّه. إذ أمرهم موسى بالتضرع للعبادة يوم الجمعة فأطاع بعضهم وطلب بعضهم السبت فشدّد عليهم فيه.

** (ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الخامسة والعشرين بعد المائة ـ وفيه حذف مفعول «ادع» اختصارا أي ادع الناس. كما حذف الموصوف في «وجادلهم» أي وحاورهم في الطريقة التي هي أحسن الطرق. والمحذوف هو «الطريقة».

** (وَإِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ) : أي وإن عاقبتم قوما على تعدّ فحذف مفعول «عاقبتم» وقد سمّي الفعل الأول باسم الثاني للمزاوجة. أمّا الجملة الاسمية «لهو خير للصابرين» فالتقدير : لصبركم خير لكم .. فوضع كلمة «الصابرين» أي وضع الظاهر موضوع موضع المضمر «هو» ثناء من الله سبحانه عليهم.

(وَإِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ) (١٢٦)

(وَإِنْ عاقَبْتُمْ) : الواو استئنافية. إن : حرف شرط جازم. عاقبتم : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك فعل الشرط في محل جزم بإن. التاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل والميم علامة جمع الذكور.

٤٧٣

(فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما) : الجملة الفعلية جواب شرط جازم مقترن بالفاء في محل جزم. الفاء رابطة لجواب الشرط. عاقبوا : فعل أمر مبني على حذف النون لأنّ مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. بمثل : جار ومجرور متعلق بعاقبوا. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالإضافة.

(عُوقِبْتُمْ بِهِ) : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني للمجهول مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل رفع نائب فاعل والميم علامة جمع الذكور. به : جار ومجرور متعلق بعوقبتم.

(وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ) : الواو عاطفة. اللام موطئة للقسم ـ اللام المؤذنة ـ إن : حرف شرط جازم. صبرتم : تعرب إعراب «عاقبتم» وجملة «إن صبرتم» اعتراضية بين القسم المحذوف وجوابه لا محل لها وحذف جواب الشرط لأن جواب القسم سدّ مسدّه أو يكون جواب القسم سادا مسدّ الجوابين.

(لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ) : اللام واقعة في جواب القسم المقدر والجملة الاسمية جواب القسم لا محل لها. هو : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ وهو راجع إلى صبرهم وهو مصدر «صبرتم». خير : خبر «هو» مرفوع بالضمة المنونة. للصابرين : جار ومجرور متعلق بخير وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته.

(وَاصْبِرْ وَما صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللهِ وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ) (١٢٧)

(وَاصْبِرْ) : الواو عاطفة. اصبر : فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت.

(وَما صَبْرُكَ) : الواو استئنافية. ما : نافية لا عمل لها. صبرك : مبتدأ مرفوع بالضمة وهو مضاف والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر بالإضافة أي واصبر يا محمد على أذى المشركين.

٤٧٤

(إِلَّا بِاللهِ) : أداة حصر لا عمل لها. بالله : جار ومجرور للتعظيم في محل رفع متعلق بخبر المبتدأ أي إلّا بتوفيق الله.

(وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ) : الواو عاطفة. لا : ناهية جازمة. تحزن : فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. على : حرف جر «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر بعلى والجار والمجرور متعلق بتحزن. أي ولا تحزن على الكافرين أو على المؤمنين وما فعل بهم الكافرون.

(وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ) : الواو عاطفة. لا : ناهية جازمة. تك : فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه سكون آخره ـ أصله : تكون ـ وحذفت النون جوازا للتخفيف والواو : محذوفة وجوبا لالتقاء الساكنين وبقيت الضمة دالة عليها واسم «تكن» ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. في ضيق : جار ومجرور متعلق بخبر «تكن».

(مِمَّا يَمْكُرُونَ) : أصله : من : حرف جر و «ما» اسم موصول مبني على السكون في محل جر بمن والجار والمجرور متعلق بضيق أو بفعله. (يَمْكُرُونَ) : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة. والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل ويجوز أن تكون «ما» مصدرية فتكون «ما» وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بمن. التقدير : من مكرهم أي مكر الكفار. وجملة «يمكرون» صلة حرف مصدرى لا محل لها؟

(إِنَّ اللهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ) (١٢٨)

(إِنَّ اللهَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الله لفظ الجلالة : اسم «إنّ» منصوب للتعظيم وعلامة النصب الفتحة.

(مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا) : ظرف مكان متعلق بخبر «إنّ» وقيل : هو اسم لحركة آخره مع تحرك ما قبله وقيل : هو حرف لعدم دخول حرف الجر عليه هنا.

٤٧٥

(الَّذِينَ) : اسم موصول مبني على الفتح في محل جر بالإضافة. اتّقوا : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الفتح المقدر للتعذر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين ولاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة وبقيت الفتحة على القاف دالة على الألف المحذوفة وهي ألف مقصورة .. الفعل هو «اتّقى» بمعنى إن الله وليّ الذين اجتنبوا المعاصي.

(وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ) : معطوف على «الذين» الأول ويعرب إعرابه. هم : ضمير منفصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. محسنون : خبر «هم» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته. والجملة الاسمية «هم محسنون» صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.

** (إِنَّ اللهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا) : أي مع الذين اجتنبوا المعاصي. فحذف مفعول «اتقوا» أي المعاصي.

** سبب نزول الآية : نزلت الآية الكريمة السادسة والعشرون بعد المائة حين استشهد حمزة في أحد ومثّل به فقال النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ لأمثلنّ بسبعين منهم مكانك فكفّر النبي عن يمينه .. ولم ينتقم.

***

٤٧٦

سورة الإسراء

معنى السورة : الإسراء : مصدر الفعل «أسرى» والساري : اسم فاعل للفعل .. «سرى ـ يسري» نحو : سرى الرجل الليل وبه : أي قطعه سيرا .. ويتعدى الفعل بنفسه وبالحرف. والفعل الرباعي «أسرى ـ إسراء» هو لغة حجازية. وجاء القرآن الكريم بالفعلين الرباعيّ «أسرى بعبده» والثلاثي : «والليل إذا يسر» وهنا حذفت الياء من الفعل «يسري» خطا واختصارا ومراعاة لرءوس الآي ـ فواصل الآيات ـ وإن كان السرى لا يكون إلا بالليل فقد جاء تأكيدا للإسراء. ومثله القول : سار أمس نهارا والبارحة ليلا. وقال أبو زيد : السرى : أول الليل وأوسطه وآخره. أمّا الفعل «مشى» فمعناه : نقل قدمه من مكان إلى آخر بإرادته .. أي استعمل رجليه سريعا كان أو بطيئا ومصدره : مشيا. واسم الفاعل «ماش» مثل «سائر» قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «سرعة المشي تذهب بهاء المؤمن». وأمّا قول عائشة في عمر ـ رضي الله عنهما ـ : كان يمشي أو كان إذا مشى أسرع. فإنّما أرادت السرعة المرتفعة عن دبيب المتماوت. ويحكى أنّ عائشة رأت رجلا متماوتا فقالت : ما هذا؟ قالوا : زاهد. فقالت : كان عمر بن الخطاب زاهدا وكان إذا قال أسمع وإذا مشى أسرع وإذا ضرب في ذات الله أوجع.

تسمية السورة : لقد ذكر رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ لقريش الإسراء به فكذّبوه فأنزل الله تعالى تصديقا له ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ الآية الكريمة الأولى : (سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) : صدق الله العظيم. وسمّيت إحدى سور القرآن الكريم بهذه التسمية «الإسراء» تشريفا للرسول الكريم ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وتكريما وإيثارا وفي مقام الوحي بالعبودية حيث اجتمع بالأنبياء وعرج ـ صعد ـ إلى السماء. جاء في المصحف المفسّر : إنّ الإسراء برسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ من مكة ـ من الكعبة ـ إلى المسجد الأقصى وهو بيت المقدس جسدا وروحا أو روحا

٤٧٧

فقط في اليقظة أم في المنام أمر مختلف فيه. وقد شهدت إحدى زوجاته أنّه لم ينتقل تلك الليلة من فراشه. ولكن ذهب أكثر العلماء أنه أسري به ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ جسدا وروحا وفي اليقظة وهو أمر ليس بالمستحيل من طريق الإعجاز والعلوم الروحية بأوربا تقرّب ذلك إلى العقل. والاسراء : هو نقل الرسول الكريم ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ليلا في لمحة من الوقت أي في برهة لنحو مسيرة شهر من الزمان. وقال التفسير الوجيز : سار بعبده محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ بالجسد والروح في جزء من الليل قبل الهجرة بسنة من دار أم هانئ. بجوار المسجد الحرام ـ يطلق المسجد الحرام على مكة أو الحرم المكي ـ إلى مسجد بيت المقدس الذي جعله الله تعالى مهبط الملائكة الأطهار ومقر الأنبياء ـ صلوات الله عليهم وسلامه ـ.

فضل قراءة السورة : عن خاتم النبيّين ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : من قرأ سورة بني إسرائيل «الإسراء» فرّق قلبه عند ذكر الوالدين كان له قنطار في الجنة «صدق رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ و «القنطار» هو ألف أوقية ومائتا أوقية. رزقنا الله بفضله العميم وإحسانه الجسيم وأخرج أحمد والترمذيّ والنسائيّ وغيرهم عن عائشة ـ رضيّ الله عنها ـ أن النبيّ ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ كان يقرأ كل ليلة بني إسرائيل والزمر». وتسمّى سورة «الإسراء» سورة بني إسرائيل وهي من المتقدمات في النزول في مكة المكرمة.

إعراب آياتها

(سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) (١)

(سُبْحانَ الَّذِي) : مفعول مطلق منصوب بفعل محذوف ـ مضمر ـ تقديره : أسبّح سبحان ثم نزل سبحان منزلة الفعل فسدّ مسدّه ودلّ على التنزيه البليغ من جميع القبائح التي يضيفها أعداء الله. أي تنزيها لله. وقيل : يجوز نصبه على النداء بياء محذوفة أي بحرف النداء «يا» التقدير : يا سبحان. الذي : اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالإضافة.

٤٧٨

(أَسْرى بِعَبْدِهِ) : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الفتح المقدر على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. بعبده : جار ومجرور متعلق بأسرى والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الكسر في محل جر بالإضافة.

(لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ) : مفعول فيه ـ ظرف زمان ـ منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق بأسرى والجار والمجرور «من المسجد» متعلق بأسرى. الحرام : صفة ـ نعت ـ للمسجد مجرور مثله وعلامة جره الكسرة.

(إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى) : يعرب إعراب «من المسجد الحرام» وعلامة جر «الأقصى» الكسرة المقدرة على الألف المقصورة للتعذر.

(الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ) : اسم موصول مبني على السكون في محل جر صفة ثانية للمسجد. باركنا : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. حوله : ظرف مكان متعلق بباركنا منصوب على الظرفية الزمانية وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة.

(لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا) : اللام حرف جر للتعليل بمعنى «لكي» نريه : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به. من آيات : جار ومجرور متعلق بنري و «نا» ضمير الواحد المطاع مبني على السكون في محل جر بالإضافة وحذف مفعول «نري» الثاني لأن «من» التبعيضية تدل عليه. أي لنريه بعض آياتنا. والجملة الفعلية «نريه من آياتنا» صلة حرف مصدري لا محل لها. و «أن» المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بلام التعليل والجار والمجرور متعلق بأسرى.

(إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب اسم «إنّ». هو : ضمير منفصل

٤٧٩

مبني على الفتح في محل نصب توكيد للضمير الهاء في «إنّه». السميع البصير : خبرا «إنّ» مرفوعان وعلامة رفعهما الضمة. ويجوز أن يكون «هو» في محل رفع مبتدأ و «السميع البصير» خبري «هو» والجملة الاسمية «هو السميع البصير» في محل رفع خبر «إنّ».

(وَآتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَجَعَلْناهُ هُدىً لِبَنِي إِسْرائِيلَ أَلاَّ تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلاً) (٢)

(وَآتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ) : الواو حرف عطف. آتى : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. موسى : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على الألف للتعذر. الكتاب : مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره.

(وَجَعَلْناهُ هُدىً) : معطوف على «آتينا موسى الكتاب» ويعرب إعرابه. والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به أول لأن المعنى : وصيّرناه. هدى : مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدر على الألف المحذوفة قبل التنوين وقد نون الاسم لأنه اسم مقصور ثلاثي نكرة.

(لِبَنِي إِسْرائِيلَ) : جار ومجرور متعلق بهدى بمعنى : هاديا لبني إسرائيل على تأويل فعله أي يهديهم أو يكون متعلقا بصفة محذوفة من «هدى» وعلامة جر الاسم الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم وحذفت النون ـ أصله : بنين ـ للإضافة وهو مضاف. إسرائيل : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الفتحة بدلا من الكسرة المنونة لأنه اسم ممنوع من الصرف للعجمة والعلمية.

(أَلَّا تَتَّخِذُوا) : مكونة من «أن» حرف التفسير بمعنى : أي. و «لا» الناهية الجازمة. تتخذوا : فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف

٤٨٠