إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ٥

بهجت عبدالواحد الشيخلي

إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ٥

المؤلف:

بهجت عبدالواحد الشيخلي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٩٩

(وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ) : الواو اعتراضية والجملة اعتراضية لا محل لها. لو : حرف للتمني لا عمل له. حرصت : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. والتاء ضمير متصل مبني على الفتح في محل رفع فاعل الباء حرف جر زائد لتأكيد معنى النفي. مؤمنين : اسم مجرور لفظا وعلامة جره الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته منصوب محلا على أنه خبر «ما» أو مرفوع محلا على أنه خبر «أكثر».

(وَما تَسْئَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ) (١٠٤)

(وَما تَسْئَلُهُمْ عَلَيْهِ) : الواو عاطفة. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. تسأل : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به. عليه : جار ومجرور متعلق بتسأل بمعنى : وما تطلب إليهم على نشر الدين والقرآن أجرا تأخذه.

(مِنْ أَجْرٍ) : جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من الاسم الموصول «ما» التقدير : حال كونه من أجر و «من» حرف جر بياني.

(إِنْ هُوَ إِلَّا) : مهملة لأنها مخففة بمعنى «ما» النافية. هو : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. إلّا : أداة حصر لا عمل لها.

(ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ) : خبر «هو» مرفوع بالضمة المنونة. للعالمين : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من ذكر وعلامة جر الاسم الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم والنون عوض عن التنوين والحركة في الاسم المفرد والجملة الاسمية من المبتدأ والخبر «إن هو إلّا ذكر للعالمين» في محل رفع خبر «ما».

(وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْها وَهُمْ عَنْها مُعْرِضُونَ) (١٠٥)

(وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ) : الواو استئنافية. كأيّن : كناية عن عدد مبنية على السكون في محل رفع مبتدأ .. وهي اسم مفرد بمعنى «كم» الخبرية يقصد

١٤١

بها التكثير. وقيل : أصلها : «أيّ» دخلت عليها كاف التشبيه فأدمجت بكأيّ وصارت بمعنى «كم». من آية : جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من «كأيّن» لأن «من» حرف جر بياني ـ من .. البيانية ـ بمعنى : كثير من العلامات الباهرة والدلالات النيّرة يمرّون عليها.

(فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «آية». والأرض : معطوفة بالواو على «السموات» وتعرب مثلها.

(يَمُرُّونَ عَلَيْها) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ «كأيّن» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. عليها : جار ومجرور متعلق بيمرون بمعنى : يمشون عليها.

(وَهُمْ عَنْها مُعْرِضُونَ) : الواو حالية والجملة الاسمية في محل نصب حال من ضمير «يمرّون». هم : ضمير منفصل مبني على السكون ـ ضمير الغائبين ـ في محل رفع مبتدأ. عنها : جار ومجرور متعلق بخبر «هم» معرضون بمعنى صادون لا يعيرونها التفاتا ولا يتفكرون بها. معرضون : خبر «هم» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته أو يكون معنى «يمرّون عليها» يشاهدونها.

(وَما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إِلاَّ وَهُمْ مُشْرِكُونَ) (١٠٦)

(وَما يُؤْمِنُ) : الواو استئنافية. ما : نافية لا عمل لها. يؤمن : فعل مضارع مرفوع بالضمة.

(أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إِلَّا) : فاعل مرفوع بالضمة و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر بالإضافة. بالله : جار ومجرور للتعظيم متعلق بيؤمن. إلّا : أداة حصر لا عمل لها.

(وَهُمْ مُشْرِكُونَ) : الواو حالية والجملة الاسمية في محل نصب حال. هم : ضمير الغائبين المنفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. مشركون : خبر «هم» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته أي مشركون به سبحانه.

١٤٢

(أَفَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ غاشِيَةٌ مِنْ عَذابِ اللهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) (١٠٧)

(أَفَأَمِنُوا أَنْ) : الألف ألف تقرير بلفظ استفهام. الفاء زائدة ـ تزيينية ـ أمنوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. أن : حرف مصدري ناصب.

(تَأْتِيَهُمْ غاشِيَةٌ) : الجملة الفعلية صلة حرف مصدري لا محل لها وهي فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم. غاشية : فاعل مرفوع بالضمة المنونة و «أن» المصدرية وما تلاها بتأويل مصدر في محل نصب مفعول «أمنوا».

(مِنْ عَذابِ اللهِ أَوْ) : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «غاشية» الله لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور للتعظيم بالإضافة وعلامة الجر : الكسرة. أو : حرف عطف للتخيير.

(تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ) : الجملة الفعلية معطوفة على «تأتيهم غاشية» وتعرب إعرابها وحركت الميم بالضم للوصل ـ التقاء الساكنين ـ.

(بَغْتَةً وَهُمْ) : مصدر في موضع الحال .. والأصل : تباغتهم القيامة بغتة أي تفاجئهم منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. الواو حالية. هم : ضمير منفصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.

(لا يَشْعُرُونَ) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «هم». لا : نافية لا عمل لها. يشعرون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والجملة الاسمية «هم لا يشعرون» في محل نصب حال من ضمير الغائبين «هم» في «تأتيهم الساعة».

(قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحانَ اللهِ وَما أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (١٠٨)

١٤٣

(قُلْ هذِهِ سَبِيلِي) : فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. وأصله : قول. حذفت الواو تخفيفا ولالتقاء الساكنين. هذه : اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ. سبيلي : خبر «هذه» مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الياء المناسبة والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة. والجملة الاسمية «هذه سبيلي» في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ بمعنى : هذه طريقتي والسبيل والطريق يذكران ويؤنّثان.

(أَدْعُوا إِلَى اللهِ) : الجملة التفسيرية للسبيل لا محل لها. أدعوا : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الواو للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا. إلى الله : جار ومجرور للتعظيم متعلق بأدعو.

(عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا) : جار ومجرور متعلق بأدعو. أنا : ضمير منفصل ـ ضمير المتكلم مبني على السكون في محل رفع تأكيد للضمير المستتر ـ المضمر ـ في جملة «أدعو».

(وَمَنِ اتَّبَعَنِي) : الواو عاطفة. من : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع معطوف على الضمير المضمر في «أدعو» وحرّك آخره بالكسر لالتقاء الساكنين أي أدعو إلى دينه أنا ويدعو إليه من اتبعني. ويجوز أن يكون «أنا» مبتدا مؤخرا ويكون شبه الجملة «على بصيرة» في محل رفع خبرا مقدما والجملة الاسمية «من اتبعني» في محل رفع عطفا على «أنا» المبتدأ إخبارا بأنّه ومن اتبعه على حجة وبرهان. ويجوز أن تكون «على بصيرة» حالا من «أدعو» عاملة الرفع في «أنا» ومن اتبعني. اتبعني : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. النون للوقاية والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به.

(وَسُبْحانَ اللهِ) : الواو عاطفة. سبحان : مفعول مطلق منصوب بفعل محذوف تقديره : أسبّح وهو مضاف. الله لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة الجر الكسرة.

١٤٤

(وَما أَنَا) : الواو عاطفة. ما : نافية تعمل عمل «ليس» وهي «ما» الحجازية ونافية لا عمل لها عند بني تميم. أنا : ضمير منفصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على السكون في محل رفع اسم «ما» أو مبتدأ.

(مِنَ الْمُشْرِكِينَ) : جار ومجرور في محل نصب متعلق بخبر «ما» أو في محل متعلق بخبر «أنا» وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته.

(وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ إِلاَّ رِجالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرى أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَدارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا أَفَلا تَعْقِلُونَ) (١٠٩)

(وَما أَرْسَلْنا) : الواو استئنافية. ما : نافية لا عمل لها. أرسل : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.

(مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجالاً) : جار ومجرور متعلق بأرسلنا أو يكون في محل نصب حال من «رجالا» لأنه متعلق بصفة من «رجالا» قدمت عليه. إلّا : أداة حصر لا عمل لها. والكاف في «قبلك» ضمير المخاطب مبني على الفتح في محل جر بالإضافة. رجالا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.

(نُوحِي إِلَيْهِمْ) : الجملة الفعلية في محل نصب صفة ـ نعت ـ للموصوف «رجالا» وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن. إلى : حرف جر و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر بإلى. والجار والمجرور متعلق بنوحي.

(مِنْ أَهْلِ الْقُرى) : جار ومجرور متعلق بصفة ثانية محذوفة من «رجالا» لأن «من» حرف جر بياني القرى : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المقدرة على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر.

١٤٥

(أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ) : الألف ألف تعجيب بلفظ استفهام. الفاء زائدة ـ تزيينية ـ لم : حرف نفي وجزم وقلب. يسيروا : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. في الأرض : جار ومجرور متعلق بيسيروا.

(فَيَنْظُرُوا كَيْفَ) : معطوفة بالفاء على «يسيروا» وتعرب إعرابها. كيف : اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب خبر «كان» مقدّم.

(كانَ عاقِبَةُ) : فعل ماض ناقص. عاقبة : اسم «كان» المؤخر مرفوع بالضمة وهو مضاف والجملة الفعلية «كيف كان عاقبة ..» في محل نصب مفعول به بينظروا.

(الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) : اسم موصول مبني على الفتح في محل جر بالإضافة. من قبل : جار ومجرور متعلق بفعل محذوف تقديره : مضوا من قبلهم. و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر بالإضافة والجملة الفعلية «مضوا من قبلهم» صلة الموصول لا محل لها من الإعراب أو يكون الفعل المقدر هو كذبوا من قبلهم.

(وَلَدارُ الْآخِرَةِ) : الواو استئنافية. اللام لام الابتداء للتوكيد. دار : مبتدأ مرفوع بالضمة وهو مضاف. الآخرة : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة.

(خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا) : خبر المبتدأ مرفوع بالضمة المنونة بعد حذف ألفه لان أصله : أخير وهذه اللفظة من صيغ التفضيل وبوزن الفعل ممنوعة من الصرف وحذف الألف أفصح. اللام حرف جر. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بخير. اتقوا : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الفتح المقدر للتعذر على آخره ـ الألف المقصورة ـ المحذوفة لالتقاء الساكنين ولاتصال الفعل بواو الجماعة. وبقيت الفتحة دالة على الألف المحذوفة. والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.

١٤٦

(أَفَلا تَعْقِلُونَ) : الألف ألف توبيخ بلفظ استفهام. الفاء زائدة ـ تزيينية ـ لا : نافية لا عمل لها. تعقلون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.

(حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جاءَهُمْ نَصْرُنا فَنُجِّيَ مَنْ نَشاءُ وَلا يُرَدُّ بَأْسُنا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ) (١١٠)

(حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ) : حرف غاية للابتداء وهي متعلقة بمحذوف دلّ عليه الكلام بتقدير : وما أرسلنا من قبلك إلّا رجالا فتراخى نصرهم حتى إذا استيأسوا عن النصر. إذا : ظرف لما يستقبل من الزمان خافض لشرطه منصوب بجوابه أداة شرط غير جازمة. استيأس : فعل ماض مبني على الفتح. الرسل : فاعل مرفوع بالضمة والجملة الفعلية «استيأس الرسل» في محل جر بالإضافة بمعنى يئسوا.

(وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا) : الواو عاطفة. ظنوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة والجملة الفعلية في محل جر بالإضافة لأنها معطوفة على «استيأس الرسل» و «أنّ» مع اسمها وخبرها بتأويل مصدر سدّ مسدّ مفعولي «ظنوا». أنّ : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب اسم «أنّ». قد : حرف تحقيق. كذبوا : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل والالف فارقة. والجملة الفعلية «قد كذبوا» في محل رفع خبر «أنّ».

(جاءَهُمْ نَصْرُنا) : الجملة الفعلية جواب شرط غير جازم لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الفتح و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم. نصر : فاعل مرفوع بالضمة و «نا» ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع مبني على السكون في محل جر بالإضافة.

١٤٧

(فَنُجِّيَ مَنْ نَشاءُ) : الفاء استئنافية للتسبيب. نجّي : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح. من : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع نائب فاعل. نشاء : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن. المراد : نجّي المؤمنون.

(وَلا يُرَدُّ بَأْسُنا) : الواو عاطفة. لا : نافية لا عمل لها. يردّ : فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة الظاهرة في آخره. بأس : نائب فاعل مرفوع بالضمة و «نا» ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة بمعنى : لا يردّ عذابنا.

(عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ) : جار ومجرور متعلق بيردّ .. وكسر نون «عن» لالتقاء الساكنين. المجرمين : صفة ـ نعت ـ للقوم مجرور مثله وعلامة جره الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته.

(لَقَدْ كانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبابِ ما كانَ حَدِيثاً يُفْتَرى وَلكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) (١١١)

(لَقَدْ كانَ فِي قَصَصِهِمْ) : اللام لام الابتداء والتوكيد. قد : حرف تحقيق. كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح والجار والمجرور «في قصص» متعلق بخبر «كان» المقدم و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر بالإضافة.

(عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبابِ) : اسم «كان» المؤخر مرفوع بالضمة المنونة. لأولي : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «عبرة» وعلامة جر الاسم الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم. الألباب : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة بمعنى لقد كان في قصصهم موعظة لأصحاب العقول. والمراد «بقصصهم» قصص الأنبياء. و «أولي» تكتب بواو ولا تلفظ وهي بمعنى «ذوي» لا واحد لها وقيل : هي اسم جمع مفرده : ذو .. بمعنى : صاحب. و «الألباب» جمع «لب» وهو العقل.

١٤٨

(ما كانَ حَدِيثاً يُفْتَرى) : نافية لا عمل لها. كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. أي ما كان هذا القرآن. حديثا : خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. يفترى : الجملة الفعلية في محل نصب صفة ـ نعت ـ للموصوف «حديثا» وهي فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة المقدرة على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو.

(وَلكِنْ تَصْدِيقَ) : الواو حرف زائد. لكن : مخففة لا عمل لها وهي حرف استدراك. تصديق : خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الفتحة بمعنى : ولكن كان ـ أي القرآن ـ تصديق ـ وهو مضاف.

(الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ) : اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالإضافة. بين : ظرف مكان منصوب على الظرفية متعلق بفعل محذوف تقديره : استقر .. أو وجد أو هو مستقر. والجملة الفعلية «استقر بين يديه» صلة الموصول لا محل لها. و «بين» مضاف. يديه : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الياء لانه مثنى وحذفت النون للإضافة ـ أصله : يدين ـ وهو مضاف والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر مضاف إليه ثان بمعنى : ولكن فيه تصديق الكتب التي تقدمته أو ولكنه أي القرآن الكريم جاء مصدقا للكتب التي سبقته أو تقدمته.

(وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً) : الأسماء معطوفة بواوات العطف على «تصديق» منصوبة مثله وتعرب إعرابه. كلّ : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف و «شيء» مضاف إليه ثان مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة. ونوّن آخر «رحمة» لانقطاعه عن الإضافة وعلامة نصب «هدى» الفتحة المقدرة على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر قبل تنوينها ونوّنت الكلمة لأنها اسم مقصور نكرة ثلاثي.

١٤٩

(لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «رحمة» يؤمنون : الجملة الفعلية في محل جر صفة ـ نعت ـ للموصوف «قوم» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.

** (أَفَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ غاشِيَةٌ مِنْ عَذابِ اللهِ) : هذا القول الكريم ورد في الآية الكريمة السابعة بعد المائة .. بمعنى : أفأمنوا أن تحلّ بهم نائبة من عذاب الله وأصل «الغاشية» : كلّ ما يغطّي الشيء .. وجمعها غواش. يقال : غشيه .. يغشاه ـ غشيا الشيء .. بمعنى : ستره .. وغطاه وهو من باب «تعب» ومثله غشّيته : أي غطّيته. والغشاوة والغشاء : هو الغطاء وزنا ومعنى.

** (أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) : أي أو تأتيهم القيامة فجأة وهم لا يشعرون بإتيانها. يقال : بغته ـ يبغته ـ بغتا : أي فجئه أو فاجأه. من باب «نفع» وجاء بغتة بمعنى : فجأة على غرّة ومثله باغته كذلك. و «الغزّة» بكسر الغين : الغفلة والغرّة بضمّ الغين : بمعنى : الأول ومنه «غرّة الشهر : أي أوّله ويقال هذا فرس أغرّ وهذه مهرة غرّاء : أي صبيح أو سيد في قومه أما الفرس الأغر فمعناه : في جبهته بياض .. ومنه القول : صباح أغرّ. ويقال : غرّته الدنيا : أي خدعته والفعل من باب قعد.

** (قُلْ هذِهِ سَبِيلِي) : هذا القول الكريم هو مطلع الآية الكريمة الثامنة بعد المائة .. أي قل يا محمّد هذه الدعوة أو الطريقة أو السنة هي طريقتي فحذف النعت أو البدل المشار إليه وهو الطريقة.

** (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) : هذا القول الكريم جاء في الآية الكريمة التاسعة بعد المائة .. المعنى : ألم يسح أو يسافر المشركون في أقطار الأرض أو في أرض الله فحذف المضاف «أقطار» وحلّ المضاف إليه «الأرض» محله. وذكّر الفعل «كان» مع اسمه المؤنث «عاقبة» وذلك لأن تأنيث «عاقبة» تأنيث غير حقيقي أو لأنه أي الفعل ذكر على معنى : كيف كان مصير الذين .. فنظر إلى معنى «عاقبة لا لفظها.

** (وَلَدارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا) : في هذا القول الكريم حذف مفعول «اتّقوا» اختصارا لأنه معلوم .. المعنى : ولدار الآخرة خير من الدنيا الفانية للذين خافوا ربّهم. وقبله قال تعالى : «وما أرسلنا من قبلك إلّا رجالا نوحي إليهم من أهل القرى» وهو ردّ لقولهم : «لو شاء الله لأنزل ملائكة» وعن ابن عباس : يريد ليست فيهم امرأة. وقيل في «سجاح» المتنبّئة : ولم تزل أنبياء الله ذكرانا ـ أي جمع «ذكر» وهو عجز بيت قيس بن عاصم :

فما سمعت بأنثى قط أرسلها

ولم تزل أنبياء الله ذكرانا

وبعده البيت التالي :

فلعنة الله والأقوام كلّهم

على سجاح ومن بالإفك أغرانا

وقصة «سجاح» مع مسليمة مشهورة .. و «سجاح» امرأة أشعلت الثورة بين بني تميم ضد الإسلام مدّعية النبوّة بعد وفاة الرسول الكريم محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ بزعم أنها عقدت حلفا مع مسيلمة فتزوّجها وبعد قتله أسلمت وهاجرت إلى البصرة وفيها توفيت. أمّا «مسيلمة» فهو

١٥٠

رجل من بني حنيفة في اليمامة ادّعى النبوّة .. هزم الجيش الإسلامي بقيادة عكرمة انتصر عليه المسلمون في معركة عقرباء التي عرفت بحديقة الموت. وقد قيل عن سجاح :

أمّت سجاح ووافاها مسيلمة

كذّابة من بني الدنيا وكذّاب

ومن أحسن ما قيل في تشبيه من يخلف الوعد بمسيلمة قول بعضهم :

ووعدتني وعدا حسبتك صادقا

فبقيت من طمعي أجيء وأذهب

فإذا جلست أنا وأنت بمجلس

قالوا مسيلمة وهذا أشعب

و «أشعب» أحد الظرفاء من أهل المدينة نشأ في صحبة أولاد الخلفاء الأول وعمّر طويلا كان حسن الصوت شديد الطمع ـ ضرب به المثل فقيل : أطمع من شعيب. أخباره كثيرة في كتب الأدب. وعلى ذكر الدعيّة «سجاح» وعلى النقيض منها شهد التاريخ العربي الإسلامي نساء فضليات مجاهدات ماجدات كاملات ـ فعن النبيّ ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلّا أربع : آسية بنت مزاحم «امرأة فرعون» ومريم ابنة عمران .. وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد. وفضل عائشة على النساء كفضل الثّريد على سائر الطعام» وقوله تعالى : «ولدار الآخرة خير ..» زعم الفراء أنّ الدار هي الآخرة .. أي أضيف الشيء إلى نفسه .. واحتجّ الكسائيّ بالقول : صلاة الأولى .. واحتجّ الأخفش بقولهم : مسجد الجامع. ولكنّ أبا جعفر النحاس قال : إضافة الشيء إلى نفسه محال لأنه إنّما يضاف الشيء إلى غيره ليعرف به. والأصوب القول : الصلاة الأولى لأنّها أول ما صلّي حين فرضت الصلاة .. والتقدير : ولدار الآخرة ـ أما القول : المسجد الجامع فيكون الجامع صفة للمسجد. وقيل : يجوز القول : مسجد الجامع وهو مثل قولنا : حق اليقين والحق اليقين بمعنى : مسجد اليوم الجامع وحق الشيء اليقين بحذف الموصوف «المضاف إليه» وإقامة الصفة مقامه .. لأن إضافة الشيء إلى نفسه لا تجوز إلّا على هذا التقدير .. أمّا رأي الفراء فإنّه جوّز إضافة الشيء إلى نفسه لاختلاف اللفظين.

***

١٥١

سورة الرعد

معنى السورة : الرعد : هو الصوت الذي يسمع من السحاب عند ما ترعد السماء وتبرق .. وانتقاله أبطأ من البرق بكثير .. إذ إنّه يستغرق نحو خمس ثوان كي يقطع ميلا واحدا في حين أنّ سرعة ومضة البرق هي كسرعة الضوء .. لأنها هي نفسها ومضة كهربائية ضوئية وسرعة الضوء فائقة وهي مائة وستة وثمانون ألف ميل في الثانية الواحدة .. ثم إنّ سماع الشخص للرعد بعد رؤيته ومضة البرق معناه أنّه قد نجا بكل تأكيد من خطر تلك الومضة الكهربائية .. وتتوقف مدة الزمن الذي ينقضي بين البرق والرعد على بعد المكان الذي يحدث فيه البرق الذي هو عبارة عن شرارة كهربائية كبيرة قد تنتقل من سحابة إلى سحابة فلا يترتب عليها أيّ ضرر ولكنها قد تنتقل من إحدى السحب إلى الأرض فتحدث أضرارا بالغة.

تسمية السورة : وردت لفظة «الرعد» مرتين في القرآن الكريم .. مرة في في سورة «البقرة» ومرة في سورة سميت باسمه وهي سورة الرعد. وعن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أنّ اليهود سألوا النبيّ الكريم محمدا ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ عن الرعد ما هو؟ فقال : «ملك من الملائكة موكل بالسحاب معه مخازيق من نار يسوق بها السحاب» والمخازيق : جمع «مخزقة» وهي الحربة.

ومن بدعهم قولهم : الرعد : صعقات الملائكة .. والبرق : زفرات أفئدتهم .. والمطر : بكاؤهم .. وفي سورة «البقرة» تضمّنت إحدى آياتها ألفاظ «برق ورعد وصواعق».

فضل قراءة السورة : قال هادي البشرية إلى عبادة الله الواحد الأحد الرسول الكريم محمد «صلى‌الله‌عليه‌وسلم» : «من قرأ سورة «الرعد» أعطي من الأجر عشر حسنات بوزن كلّ سحاب مضى وكلّ سحاب يكون إلى يوم القيامة وبعث يوم القيامة من الموفّين بعهد الله» صدق رسول الله.

١٥٢

وعن النبي محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أنّه كان يقول : «سبحان من يسبح الرعد بحمده. وإذا اشتدّ الرعد قال : اللهمّ لا تقتلنا بفضلك ولا تهلكنا بعذابك وعافنا قبل ذلك».

إعراب آياتها

(المر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ) (١)

(المر) : هذه الأحرف ومثيلاتها شرحت وأعربت تفصيلا في سورة «يوسف».

(تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ) : تي : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. اللام للبعد والكاف للخطاب. آيات : خبر «تلك» مرفوع بالضمة أو تكون «آيات» خبر مبتدأ محذوف تقديره : هي. والجملة الاسمية «هي آيات» في محل رفع خبر المبتدأ «تلك». الكتاب : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة ويجوز أن تكون «تلك» في محل رفع خبرا للأحرف «الم» بمعنى : هذه الآيات التي تتلى في هذه السورة أو هذا الذي أنزل إليك تلك ويجوز أن تكون «تلك» في محل رفع على الابتداء و «آيات الكتاب» بدلا من «تلك» وخبر «تلك» هو «الحق».

(وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ) : الواو عاطفة. الذي : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع معطوف على «الآيات». أنزل : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على «الذي». إليك : جار ومجرور متعلق بأنزل.

(مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ) : جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من الاسم الموصول «الذي» التقدير : حال كونه من ربك و «من» حرف جر بياني. والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر بالإضافة. الحق : خبر مبتدأ محذوف تقديره : هو. والجملة الاسمية «هو الحق» في

١٥٣

محل رفع خبر «تلك» أو تكون الواو في «والذي» استئنافية فيكون الاسم الموصول «الذي» في محل رفع مبتدأ والجملة الاسمية «هو الحق» في محل رفع خبر المبتدأ الأول «الذي» ويجوز أن يكون «الذي» في محل جر معطوفا على الكتاب.

(وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ) : الواو استدراكية أو زائدة. لكنّ : حرف مشبه بالفعل من أخوات «إنّ». أكثر : اسم «لكنّ» منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف. الناس : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة.

(لا يُؤْمِنُونَ) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «لكنّ». لا : نافية لا عمل لها. يؤمنون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.

(اللهُ الَّذِي رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ) (٢)

(اللهُ الَّذِي) : لفظ الجلالة : مبتدأ مرفوع للتعظيم بالضمة. الذي : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع خبر المبتدأ أو يكون في محل رفع خبر مبتدأ محذوف تقديره : هو والجملة الاسمية «هو الذي» في محل رفع خبر المبتدأ.

(رَفَعَ السَّماواتِ) : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. السموات : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم.

(بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها) : جار ومجرور متعلق برفع أو متعلق بحال محذوفة من «السموات» بمعنى : رفعها قائمات أو مرئيّة بغير عمد ـ أي بغير أعمدة .. وهي جمع عامود ـ عمد : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة. ترونها : الجملة الفعلية في محل جر ـ خفض ـ صفة ـ نعت ـ لعمد ويجوز أن تكون في محل نصب حالا من «السموات» بتقدير : رفع السموات مرئية بغير عمد أو تكون كلاما مستأنفا استشهادا برؤيتهم لها

١٥٤

كذلك. فتكون في محل رفع خبر مبتدأ محذوف تقديره : أنتم ترونها. وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به.

(ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ) : حرف عطف. استوى : الجملة الفعلية معطوفة على «رفع» وتعرب إعرابها وعلامة بناء الفعل الفتحة المقدرة على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر. على العرش : جار ومجرور متعلق باستوى.

(وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ) : الجملة الفعلية معطوفة على جملة «رفع السموات» وتعرب إعرابها. و «الشمس» مفعول سخّر منصوب بالفتحة الظاهرة في آخره. والقمر : معطوف بواو العطف على «الشمس» ويعرب مثلها.

(كُلٌّ يَجْرِي) : مبتدأ مرفوع بالضمة المنونة لانقطاعه عن الإضافة. يجري : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «كل» وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو.

(لِأَجَلٍ مُسَمًّى) : جار ومجرور متعلق بيجري واللام حرف جر لانتهاء الغاية. مسمّى : صفة ـ نعت ـ للموصوف «أجل» مجرور مثله وعلامة جره الكسرة المنونة المقدرة للتعذر على آخره ـ الألف المقصورة ـ قبل تنوينها .. ونوّنت الألف لأنها أي كلمة «مسمّى» اسم مقصور مذكر نكرة بمعنى : كل يجري في مداره لأمد مقدر. وجاز الابتداء بالنكرة «كلّ» لأنه في حكم المعرفة لأن التقدير : كلّه يجري ..

(يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآياتِ) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ «لفظ الجلالة» في حالة إعراب الاسم الموصول «الذي» صفة للفظ الجلالة. وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل : ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. الأمر مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة والجملة الفعلية يفصل الآيات» تعرب إعراب «يدبر الأمر» وهي أيضا في محل رفع خبر ثان للمبتدإ على التقدير الأول المذكور وعلامة نصب «الآيات» الكسرة بدلا من

١٥٥

الفتحة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم. ويجوز أن تعرب الجملة الفعلية «يدبر الأمر» في محل رفع خبرا لمبتدإ محذوف تقديره : هو.

(لَعَلَّكُمْ بِلِقاءِ) : حرف مشبه بالفعل من أخوات «إنّ» الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب اسم «لعلّ» والميم علامة جمع الذكور. بلقاء : جار ومجرور متعلق بتوقنون.

(رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر مضاف إليه ثان والميم علامة جمع الذكور. توقنون : الجملة الفعلية في محل خبر «لعلّ» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.

(وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيها رَواسِيَ وَأَنْهاراً وَمِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ جَعَلَ فِيها زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (٣)

(وَهُوَ الَّذِي) : الواو عاطفة. هو : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. الذي : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع خبر هو.

(مَدَّ الْأَرْضَ) : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. الأرض : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.

(وَجَعَلَ فِيها رَواسِيَ وَأَنْهاراً) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «مدّ الأرض» وتعرب إعرابها. فيها : جار ومجرور متعلق بجعل. وأنهارا معطوفة على «رواسي» وتعرب مثلها وعلامة نصبها الفتحة المنونة.

(وَمِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ) : الواو عاطفة. من كل : جار ومجرور متعلق بحال مقدمة من «زوجين» الثمرات : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة بمعنى : وأجرى فيها أنهارا وخلق فيها من كل الثمرات.

(جَعَلَ فِيها) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. فيها : جار ومجرور متعلق بجعل أي خلق.

١٥٦

(زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه مثنى والنون عوض عن التنوين والحركة في الاسم المفرد. اثنين : توكيد للمؤكد «زوجين» يعرب إعرابه بمعنى : ذكرا وأنثى.

(يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر ثان للمبتدإ «هو» أو تكون داخلة ضمن صلة الموصول «الذين» لا محل لها التقدير : هو الذي يغشي الليل النهار. وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. الليل النهار :

مفعولا «يغشي» منصوبان وعلامة نصبهما الفتحة بمعنى : يلبس الليل النهار أي يغطيهما بظلمة الليل وضوء النهار.

(إِنَّ فِي ذلِكَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. في : حرف جر. ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بفي. اللام للبعد والكاف للخطاب. والجار والمجرور في محل رفع متعلق بخبر «إنّ» المقدم.

(لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) : اللام لام التوكيد ـ المزحلقة ـ آيات : اسم «إنّ» المؤخر منصوب وعلامة نصبه الكسرة المنونة بدلا من الفتحة المنونة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم. لقوم : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «آيات». يتفكرون : الجملة في محل جر صفة ـ نعت ـ للموصوف «قوم» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.

(وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجاوِراتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوانٌ وَغَيْرُ صِنْوانٍ يُسْقى بِماءٍ واحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَها عَلى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) (٤)

(وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجاوِراتٌ) : الواو استئنافية. في الأرض : جار ومجرور في محل رفع خبر مقدم. قطع : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة المنونة. متجاورات : صفة ـ نعت ـ لقطع ـ مرفوعة مثلها بالضمة المنونة.

١٥٧

(وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنابٍ) : معطوفة على «قطع» مرفوعة مثلها بالضمة المنونة. من أعناب : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «جنات» و «من» حرف جر بياني.

(وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ) : الاسمان معطوفان على «جنات» مرفوعان مثلها بالضمة المنونة.

(صِنْوانٌ وَغَيْرُ صِنْوانٍ) : صفة ـ نعت ـ لنخيل أو لجنّات مرفوع بالضمة المنونة ويجوز أن يكون صفة لزرع لأن كلمة «صنوان» جمع «صنو» وهو الفرع الخارج عن أصل الشجرة ومعنى «جنّات» هو بساتين. بمعنى : خارجات من أصل واحد وغير خارجات من أصل واحد. وغير : معطوف بالواو على «صنوان» مرفوع مثله بالضمة. صنوان : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة.

(يُسْقى بِماءٍ واحِدٍ) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر مبتدأ محذوف تقديره : كل من الزروع والأشجار يسقى ـ وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة وهو فعل مبني للمجهول وقدرت الضمة على آخره ـ الألف المقصورة ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. بماء : جار ومجرور متعلق بيسقى. واحد : صفة ـ نعت ـ لماء مجرور مثله وعلامة جرهما ـ الصفة والموصوف ـ الكسرة المنونة ويجوز أن تكون الجملة الفعلية «يسقى بماء واحد» في محل رفع صفة لزرع ونخيل.

(وَنُفَضِّلُ بَعْضَها) : الواو استئنافية. نفضل : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن. بعض : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة.

(عَلى بَعْضٍ) : جار ومجرور متعلق بنفضل بمعنى : ونميّز بعضها على بعض أو بعضها الآخر.

١٥٨

(فِي الْأُكُلِ إِنَّ) : جار ومجرور متعلق بنفضل .. أي في الثمرات. إنّ : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل.

(فِي ذلِكَ لَآياتٍ) : حرف جر. ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بفي. اللام للبعد والكاف حرف خطاب. والجار والمجرور في محل رفع خبر «إنّ» المقدم. اللام لام التوكيد ـ المزحلقة ـ آيات : اسم «إنّ» المؤخر منصوب وعلامة نصبه الكسرة المنونة بدلا من الفتحة المنونة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم وهو جمع «آية» بمعنى لدلالات على قدرته سبحانه.

(لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «آيات». يعقلون : الجملة الفعلية في محل جر صفة ـ نعت ـ للموصوف «قوم» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.

(وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَإِذا كُنَّا تُراباً أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ أُولئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ وَأُولئِكَ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ وَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ) (٥)

(وَإِنْ تَعْجَبْ) : الواو استئنافية. إن : حرف شرط جازم. تعجب : فعل مضارع فعل الشرط مجزوم بإن وعلامة جزمه سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت بمعنى وإن تعجب ـ يا محمد من إنكارهم البعث.

(فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ) : الجملة الاسمية جواب شرط جازم مقترن بالفاء في محل جزم. الفاء واقعة في جواب الشرط. عجب : خبر مقدم مرفوع بالضمة المنونة. قول : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر بالإضافة بمعنى : فقولهم عجيب جدير بأن يتعجب منه.

(أَإِذا كُنَّا تُراباً) : الجملة في محل رفع بدل من «قولهم» أو في محل نصب مفعول به بالمصدر «قولهم» أي مقول القول. الهمزة همزة تهكم بلفظ استفهام. والعامل في «إذا» مضمر أو ما دلّ عليه قولهم : أإنّا لفي خلق جديد بمعنى : إذا متنا وصرنا ترابا أإنّا لمعادون خلقا جديدا ويجوز أن

١٥٩

يكون التقدير : أنبعث إذا. إذا : ظرف زمان مبني على السكون في محل نصب خافض لشرطه منصوب بجوابه متضمن معنى الشرط. كنّا : فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير المتكلمين و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع اسم «كان». ترابا : خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة والجملة الفعلية «كنا ترابا» في محل جر بالإضافة لوقوعها بعد الظرف. وجواب الشرط محذوف لتقدم معناه التقدير : إذا كنا ترابا أنبعث؟

(أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ) : الهمزة همزة تهكم بلفظ استفهام. إنّ : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «نا» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل نصب اسم «إنّ» اللام لام التوكيد ـ المزحلقة ـ في خلق : جار ومجرور في محل رفع خبر «إنّ». جديد : صفة ـ نعت ـ لخلق مجرور مثله وعلامة جرهما الكسرة المنونة.

(أُولئِكَ الَّذِينَ) : اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ. والكاف حرف خطاب. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع خبر مبتدأ محذوف تقديره : هم. والجملة الاسمية «هم الذين» في محل رفع خبر «أولئك».

(كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ) : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. برب : جار ومجرور متعلق بكفروا و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة. ولفي خلق جديد : بمعنى : معادون خلقا جديدا.

(وَأُولئِكَ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ) : معطوفة بالواو على «أولئك» الأول ويعرب مثله. الأغلال : مبتدأ ثان مرفوع بالضمة. في أعناق : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر «الأغلال» و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر بالإضافة. والجملة الاسمية «الأغلال في أعناقهم» في محل رفع خبر «أولئك».

١٦٠