إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ٥

بهجت عبدالواحد الشيخلي

إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ٥

المؤلف:

بهجت عبدالواحد الشيخلي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٩٩

أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به أول وحذف المفعول به الثاني للفعل المتعدي إلى مفعولين. التقدير : سمّوهم له من هم أو يكون الفعل متعديا إلى المفعول الثاني بحرف جر بمعنى : سمّوهم ونبّئوه بأسمائهم أي قل لهم يا محمد سمّوهم ..

(أَمْ تُنَبِّئُونَهُ) : حرف عطف بمعنى «بل» وهي «أم» المنقطعة. تنبّئونه : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به.

(بِما لا يَعْلَمُ فِي الْأَرْضِ) : الباء حرف جر و «ما» اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالباء والجار والمجرور متعلق بتنبّئون. لا : نافية لا عمل لها. يعلم : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. في الأرض : جار ومجرور متعلق بلا يعلم. والجملة الفعلية «لا يعلم» صلة الموصول لا محل لها بمعنى : أتخبرون الله بشركاء لا يعلمهم وحذف العائد إلى الموصول وهو ضمير الغائبين «هم» خطا واختصارا والمنصوب محلا وهو سبحانه عالم بما في السموات والأرض.

(أَمْ بِظاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ) : أعرب. بظاهر : جار ومجرور متعلق بمحذوف يفسّره ما قبله ـ أي أم تسمّونها شركاء بظاهر بمعنى : بل أتصفونهم بالشركاء بقول ظاهري فقط وهو قول باطل لا حقيقة له. من القول : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «ظاهر».

(بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا) : حرف إضراب للاستئناف. زيّن : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح. اللام حرف جر. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بزيّن. كفروا : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.

٢٠١

(مَكْرُهُمْ وَصُدُّوا) : نائب فاعل مرفوع بالضمة و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر بالإضافة. الواو حرف عطف. صدّوا : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل والألف فارقة.

(عَنِ السَّبِيلِ وَمَنْ) : جار ومجرور متعلق بصدّوا. الواو استئنافية. من : اسم موصول وهو اسم شرط جازم أيضا مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم لأن الفعل بعده لم يستوف مفعوله.

(يُضْلِلِ اللهُ) : فعل مضارع فعل الشرط مجزوم بمن وعلامة جزمه سكون آخره الذي حرك بالكسر لالتقاء الساكنين. الله لفظ الجلالة : فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة بمعنى : ومن يضلله الله والجملة صلة الموصول.

(فَما لَهُ مِنْ هادٍ) : الجملة جواب شرط جازم مقترن بالفاء في محل جزم. الفاء واقعة في جواب الشرط. ما : نافية لا عمل لها. له : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر مقدم. من : حرف جر زائد لتأكيد معنى النفي. هاد : اسم مجرور لفظا بمن مرفوع محلا لأنه مبتدأ مؤخر وقد حذفت ياؤه لأنه اسم منقوص نكرة.

(لَهُمْ عَذابٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَشَقُّ وَما لَهُمْ مِنَ اللهِ مِنْ واقٍ) (٣٤)

(لَهُمْ عَذابٌ) : اللام حرف جر و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر باللام والجار والمجرور في محل رفع متعلق بخبر مقدم. عذاب : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة المنونة.

(فِي الْحَياةِ الدُّنْيا) : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «عذاب». الدنيا : صفة ـ نعت ـ للحياة مجرورة مثلها وعلامة جرها الكسرة المقدرة على آخر الاسم ـ الألف الممدودة ـ للتعذر.

(وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَشَقُّ) : الواو استئنافية اللام لام الابتداء للتوكيد. عذاب مبتدأ مرفوع بالضمة. الآخرة : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره

٢٠٢

الكسرة. أشق : خبر المبتدأ مرفوع بالضمة ولم ينوّن آخره لأنه ممنوع من الصرف على وزن ـ أفعل ـ الفعل بمعنى : أشدّ منه.

(وَما لَهُمْ مِنَ اللهِ) : الواو عاطفة. ما : نافية لا عمل لها. لهم : يعرب إعراب «لهم» الأول. من الله : جار ومجرور للتعظيم متعلق بحال من «واق» لأنه صفة له قدمت عليه.

(مِنْ واقٍ) : حرف جر زائد لتأكيد معنى النفي. واق : اسم مجرور لفظا بمن. مرفوع محلا لأنه مبتدأ مؤخر وحذفت ياؤه لأنه اسم منقوص نكرة. بمعنى : حافظ أو عاصم أو مانع.

(مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ أُكُلُها دائِمٌ وَظِلُّها تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوْا وَعُقْبَى الْكافِرِينَ النَّارُ) (٣٥)

(مَثَلُ الْجَنَّةِ) : مبتدأ مرفوع بالضمة وهو مضاف. الجنة : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة.

(الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ) : اسم موصول مبني على السكون في محل جر صفة ـ نعت ـ للجنة. وعد : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح. المتقون : نائب فاعل مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته. والجملة الفعلية «وعد المتقون» صلة الموصول لا محل لها وحذفت الصلة اختصارا أي وعد بها .. وخبر المبتدأ «مثل» محذوف برأي سيبويه والتقدير : فيما قصصناه عليكم مثل الجنّة. وقال الفراء : الخبر هو الجملة الفعلية «تجري من تحتها الأنهار.» كما تقول : صفة زيد أسمر .. وقيل التقدير صفة الجنة التي وعد بها المتقون : أنها تجري من تحتها الأنهار. وقال الزجاج : معناه : مثل الجنّة ـ جنّة ـ تجري من تحتها الأنهار على حذف الموصوف «جنّة» تمثيلا لما غاب عنّا بما نشاهد.

(تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل. من تحت : جار ومجرور متعلق بتجري أو بحال محذوفة من

٢٠٣

الأنهار .. التقدير : كائنة تحتها و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة. الأنهار : فاعل مرفوع بالضمة.

(أُكُلُها دائِمٌ وَظِلُّها) : الجملة الاسمية في محل رفع خبر ثان للمبتدإ «مثل الجنة» أكل : مبتدأ مرفوع بالضمة و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة. دائم : خبر «أكلها» مرفوع بالضمة المنونة بمعنى ثمرها دائم لا ينقطع. وظلّها : معطوف بالواو على الجملة الاسمية أكلها دائم» ويعرب إعرابها أي وظلها دائم كذلك أي وظلها دائم أيضا لا يزول فحذف خبر المبتدأ «ظلّها» وهو «دائم» اختصارا لأن ما قبله يدل عليه واكتفاء بذكره أول مرّة ، أو تكون الجملة الاسمية «أكلها دائم» في محل نصب حالا من «الجنة».

(تِلْكَ عُقْبَى) : اسم إشارة مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ أو يكون اسم الإشارة «تي» مبنيا على السكون في محل رفع مبتدأ. اللام للبعد والكاف للخطاب. عقبى : خبر «تلك» مرفوع بالضمة المقدرة على الألف المقصورة للتعذر.

(الَّذِينَ اتَّقَوْا) : اسم موصول مبني على الفتح في محل جر بالإضافة بمعنى ذلك مآل المتقين. اتقوا : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الفتح المقدر للتعذر على آخره ـ الألف المقصورة ـ المحذوفة لالتقاء الساكنين ولاتصال الفعل بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.

(وَعُقْبَى الْكافِرِينَ النَّارُ) : الواو عاطفة. عقبى : مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر بمعنى : وعاقبة. الكافرين : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته. النار : خبر المبتدأ «عقبى» مرفوع بالضمة.

(وَالَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَفْرَحُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمِنَ الْأَحْزابِ مَنْ يُنْكِرُ بَعْضَهُ قُلْ إِنَّما أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللهَ وَلا أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُوا وَإِلَيْهِ مَآبِ) (٣٦)

٢٠٤

(وَالَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ) : الواو استئنافية. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. آتى : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به وحرك الميم بالضم للوصل ـ التقاء الساكنين. الكتاب : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مفعول به ثان للفعل «آتى» المتعدي إلى مفعولين. والجملة الفعلية «آتيناهم الكتاب» أي القرآن صلة الموصول لا محل لها.

(يَفْرَحُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «الذين» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. الباء حرف جر و «ما» اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالباء والجار والمجرور متعلق بيفرحون. أنزل : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. إليك : جار ومجرور متعلق بأنزل.

(وَمِنَ الْأَحْزابِ) : الواو عاطفة. من الأحزاب : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر مقدم أي من كفرتهم المتحزبين عليك.

(مَنْ يُنْكِرُ بَعْضَهُ) : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ مؤخر. ينكر : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة. والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. بعضه : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة.

(قُلْ إِنَّما أُمِرْتُ) : فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. وأصله : قول .. حذفت الواو تخفيفا ولالتقاء الساكنين. والجملة الفعلية بعده في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ

٢٠٥

إنّما : كافة ومكفوفة. أمرت : فعل ماض مبني للمجهول مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع نائب فاعل.

(أَنْ أَعْبُدَ اللهَ) : حرف مصدرية ونصب. أعبد : الجملة الفعلية ومفعولها صلة حرف مصدري لا محل لها وهي فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا. الله لفظ الجلالة : مفعول به منصوب للتعظيم وعلامة النصب الفتحة. و «أن» المصدرية وما بعدها في تأويل مصدر في محل جر بحرف جر مضمر .. التقدير والمعنى : إنّما أمرت فيما أنزل إليّ بأن أعبد الله .. أي بعبادة الله والجار والمجرور متعلق بأمرت.

(وَلا أُشْرِكَ بِهِ) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «أن عبد» وتعرب إعرابها. به : جار ومجرور متعلق بلا أشرك. و «لا» نافية لا محل لها ويجوز أن تكون الواو حالية والجملة في محل نصب حالا التقدير : غير مشرك به شيئا.

(إِلَيْهِ أَدْعُوا) : جار ومجرور متعلق بأدعو. أدعو : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الواو للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا.

(وَإِلَيْهِ مَآبِ) : الواو استئنافية. إليه : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر مقدم. مآب : أي مرجعي .. مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل الياء المحذوفة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الياء المناسبة والياء المحذوفة خطا واختصارا أو لأنها رأس آية ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة وبقيت الكسرة دالة على الياء المحذوفة بمعنى : إليه سبحانه لا إلى غيره مرجعي.

(وَكَذلِكَ أَنْزَلْناهُ حُكْماً عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ بَعْدَ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ما لَكَ مِنَ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا واقٍ) (٣٧)

٢٠٦

(وَكَذلِكَ أَنْزَلْناهُ) : الواو استئنافية. الكاف اسم بمعنى «مثل» مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بالإضافة. اللام للبعد والكاف حرف خطاب. أنزلناه : الجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ. التقدير : ومثل ذلك الإنزال أنزلناه أو يكون الكاف في محل نصب صفة أو نائبا عن مصدر ـ مفعول مطلق ـ محذوف بتقدير : وأنزلنا القرآن على أصول الشريعة إنزالا مثل هذا الإنزال المشتمل على أصول الدين : أنزل : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به.

(حُكْماً عَرَبِيًّا) : حال من ضمير «الهاء» في «أنزلناه» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. عربيا : صفة ـ نعت ـ للموصوف «حكما» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى حكمة عربية بلسان العرب.

(وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ) : الواو استئنافية. اللام موطئة للقسم ـ اللام المؤذنة ـ إن : حرف شرط جازم كسر آخره لالتقاء الساكنين. اتبعت : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك فعل الشرط في محل جزم بإن والتاء ضمير متصل مبني على الفتح في محل رفع فاعل. أهواء :

مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر بالإضافة وجملة «إن اتبعت أهواءهم» اعتراضية بين القسم المحذوف وجوابه لا محل لها. وجواب الشرط محذوف دل عليه جواب القسم.

(بَعْدَ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ) : ظرف زمان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق باتبعت وهو مضاف. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالإضافة. جاءك : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل نصب مفعول به. من العلم : جار ومجرور متعلق

٢٠٧

بحال محذوفة من الاسم الموصول «ما» التقدير : حال كونه من العلم و «من» حرف جر بياني. والجملة الفعلية «جاءك من العلم» صلة الموصول لا محل لها من الإعراب بمعنى : من بعد ما منحك الله يا محمد من العلم.

(ما لَكَ مِنَ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ) : الجملة جواب القسم لا محل لها أو يكون جواب القسم سدّ مسدّ جواب الشرط وجواب القسم. ما : نافية لا عمل لها. لك : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر مقدم. من الله : جار ومجرور للتعظيم متعلق بحال مقدمة من «وليّ» من : حرف جر زائد لتأكيد معنى النفي. وليّ : اسم مجرور لفظا مرفوع محلا على أنه مبتدأ مؤخر.

(وَلا واقٍ) : الواو عاطفة. لا : زائدة لتأكيد النفي. واق : معطوف على «وليّ» ويعرب إعرابه وحذفت ياؤه ـ أصله واقي ـ تخلصا من التقاء الساكنين ولكونه منقوصا نكرة أي حافظ.

(وَلَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنا لَهُمْ أَزْواجاً وَذُرِّيَّةً وَما كانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتابٌ) (٣٨)

(وَلَقَدْ أَرْسَلْنا) : الواو عاطفة. اللام لام الابتداء للتوكيد أو واقعة في جواب قسم مقدر. قد : حرف تحقيق : أرسل : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.

(رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. من قبلك : جار ومجرور متعلق بأرسلنا أو بصفة محذوفة من «رسلا» والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر بالإضافة.

(وَجَعَلْنا لَهُمْ أَزْواجاً وَذُرِّيَّةً) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «أرسلنا رسلا» وتعرب إعرابها. اللام حرف جر و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بجعلنا أو بحال مقدمة من «أزواجا» وذريّة : معطوفة بالواو على «أزواجا» وتعرب مثلها.

٢٠٨

(وَما كانَ لِرَسُولٍ) : الواو استئنافية. ما : نافية لا عمل لها. كان : فعل ماض تام مبني على الفتح بمعنى : وما صحّ أو وما كان ينبغي. لرسول : جار ومجرور متعلق بكان.

(أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ) : حرف مصدري ناصب. يأتي : الجملة الفعلية صلة حرف مصدري لا محل لها وهي فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة. والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. بآية : جار ومجرور متعلق بيأتي و «أن» وما بعدها بتأويل مصدر في محل رفع فاعل «كان».

(إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ) : أداة استثناء ملغاة لا عمل لها تفيد النفي أو حرف تحقيق بعد النفي. بإذن : جار ومجرور متعلق بيأتي وهو مضاف. الله لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور للتعظيم بالإضافة وعلامة الجر الكسرة أي بأمره.

(لِكُلِّ أَجَلٍ كِتابٌ) : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر مقدم. أجل : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة. كتاب : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة المنونة بمعنى : لكلّ وقت حكم.

(يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ) (٣٩)

(يَمْحُوا اللهُ) : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الواو للثقل. الله لفظ الجلالة : فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة.

(ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ) : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. يشاء : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود إليه سبحانه. ويثبت : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «يشاء» وتعرب إعرابها.

(وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ) : الواو استئنافية. عنده : ظرف مكان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق بخبر مقدم وهو مضاف والهاء ضمير

٢٠٩

متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة. أمّ : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة وهو مضاف. الكتاب : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة بمعنى اللوح المحفوظ أي أصل كلّ كتاب.

(وَإِنْ ما نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسابُ) (٤٠)

(وَإِنْ ما نُرِيَنَّكَ) : الواو استئنافية. إن : حرف شرط جازم. ما : زائدة. نرينّك : فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة فعل الشرط في محل جزم بإن والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن. ونون التوكيد الثقيلة لا محل لها والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل نصب مفعول به.

(بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ) : مفعول به ثان منصوب بنري المتعدي إلى مفعولين وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف. الذي : اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالإضافة. نعد : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به بمعنى : نعدهم به من العذاب.

(أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ) : حرف عطف للتخيير. نتوفينّك : الجملة الفعلية معطوفة على جملة «نرينّك» وتعرب إعرابها.

(فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ) : الجملة جواب شرط جازم مقترن بالفاء في محل جزم. الفاء رابطة للشرط. إنّما : كافة ومكفوفة. عليك : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر مقدم. البلاغ : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة.

(وَعَلَيْنَا الْحِسابُ) : معطوفة على «عليك البلاغ» والجملة الاسمية «علينا الحساب» تعرب إعراب جملة «عليك البلاغ» و «نا» ضمير الواحد المطاع مبني على السكون في محل جر بعلى. المعنى : فما يجب عليك أيها النبيّ إلّا تبليغ الرسالة وعلينا لا عليك حسابهم وجزاؤهم على أعمالهم.

٢١٠

(أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها وَاللهُ يَحْكُمُ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسابِ) (٤١)

(أَوَلَمْ يَرَوْا) : الهمزة همزة استفهام بمعنى الإنكار. الواو زائدة. لم : حرف نفي وجزم وقلب. يروا : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.

(أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «نا» ضمير الواحد المطاع مبني على السكون في محل نصب اسم «أنّ» وقد أدغم بالنون. نأتي : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «أنّ» وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن. الأرض : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. أي أرضهم ـ أرض الكفار ـ و «أنّ» مع اسمها وخبرها بتأويل مصدر سد مسد مفعولي يروا.

(نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها) : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به أي ننقصها كل يوم والجملة الفعلية في محل رفع خبر ثان لأنّ ويجوز أن تكون في محل نصب حالا من ضمير «نأتي» أو من «الأرض». من أطراف : جار ومجرور متعلق بننقص و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في حل جر بالإضافة بمعنى من علمائها بما نفتحه منها أي من الأرض للمسلمين.

(وَاللهُ يَحْكُمُ) : الواو استئنافية. الله لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع للتعظيم بالضمة. يحكم : الجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو.

(لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ) : نافية للجنس تعمل عمل «إنّ». معقب : أي رادّ : اسم «لا» مبني على الفتح في محل نصب وخبر «لا» محذوف وجوبا

٢١١

تقديره : موجود أو كائن. لحكمه : جار ومجرور متعلق بخبر «لا» المحذوف والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر بالإضافة. والجملة من «لا» وما بعدها في محل نصب حال من لفظ الجلالة. التقدير : والله يحكم نافذا حكمه.

(وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسابِ) : الواو عاطفة. هو : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. سريع : خبر «هو» مرفوع بالضمة وهو مضاف. الحساب : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة.

(وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلِلَّهِ الْمَكْرُ جَمِيعاً يَعْلَمُ ما تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ) (٤٢)

(وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ) : الواو استئنافية. قد : حرف تحقيق. مكر : فعل ماض مبني على الفتح. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع فاعل.

(مِنْ قَبْلِهِمْ) : جار ومجرور متعلق بفعل محذوف تقديره : وجدوا و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر بالإضافة والجملة الفعلية «وجدوا من قبلهم» صلة الموصول لا محل لها بمعنى مكر الذين سبقوهم بأنبيائهم.

(فَلِلَّهِ الْمَكْرُ جَمِيعاً) : الفاء استئنافية. لله : جار ومجرور للتعظيم في محل رفع متعلق بخبر مقدم. المكر : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة. جميعا : حال من «المكر» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.

(يَعْلَمُ ما تَكْسِبُ) : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. تكسب : فعل مضارع مرفوع بالضمة بمعنى : ما تذنب.

(كُلُّ نَفْسٍ) : فاعل مرفوع بالضمة وهو مضاف. نفس : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة. والجملة الفعلية «تكسب كلّ نفس» صلة الموصول لا محل لها.

٢١٢

(وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ) : الواو استئنافية. السين حرف تسويف ـ استقبال ـ يعلم : فعل مضارع مرفوع بالضمة. الكفار : فاعل مرفوع بالضمة بمعنى : وسيعلم الكفار يوم القيامة. والجملة الاسمية بعدها في محل نصب مفعول يعلم.

(لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ) : اللام حرف جر. من : اسم استفهام مبني على السكون في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بخبر مقدم. عقبى : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة المقدرة على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر. الدار : مضاف إليه مجرور بالكسرة.

(وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) (٤٣)

(وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا) : الواو استئنافية. يقول : فعل مضارع مرفوع بالضمة. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع فاعل. كفروا : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.

(لَسْتَ مُرْسَلاً) : الجملة الفعلية في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ وهي فعل ماض ناقص من أخوات «كان» مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير متصل مبني على الفتح في محل رفع اسم «ليس» مرسلا : خبر «ليس» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة أي يقول الكافرون لك إنك فقير فلست مرسلا من قبل الله إلينا.

(قُلْ كَفى) : فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. وحذفت واوه ـ أصله قول ـ تخفيفا ولالتقاء الساكنين. أي فقل لهم. كفى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف المقصورة للتعذر.

(بِاللهِ شَهِيداً) : الباء حرف جر زائد. الله لفظ الجلالة : اسم مجرور للتعظيم لفظا مرفوع للتعظيم محلا لأنه فاعل «كفى». شهيدا : حال من

٢١٣

لفظ الجلالة منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : شاهدا أو يكون تمييزا بمعنى : يكفي أن يشهد لي الله بذل الوحي وبتأييدي. والجملة الفعلية «كفى بالله شهيدا» في محل نصب مفعول به.

(بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ) : ظرف مكان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على ما قبل الياء منع من ظهورها الحركة المأتيّ بها من أجل الياء متعلق باسم الفاعل «شهيدا» على تأويل فعله أي يشهد وهو مضاف والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة. وبينكم : معطوف بالواو على «بيني» ويعرب مثله. الكاف ضمير المخاطبين مبني على الضم في محل جر بالإضافة والميم علامة جمع الذكور.

(وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) : الواو عاطفة. من : اسم موصول مبني على السكون في محل جر لأنه معطوف على «بالله» أي في محل جر ـ خفض ـ على لفظ الجلالة وفي محل رفع على موضع لفظ الجلالة أي يكفي أن يشهد لي الله ومن عنده علم الكتاب بمعنى الذي عنده علم القرآن وعلم الكتب السابقة أو يكون المعنى : ويشهد «من». عنده : ظرف مكان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف والظرف متعلق بفعل محذوف تقديره : وجد. والجملة الفعلية «وجد عنده علم الكتاب» صلة الموصول لا محل لها والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة. علم : نائب فاعل مرفوع بالضمة بالمقدر على الظرف «وجد» أو يكون الفعل المقدر «استقر» فيكون «علم» فاعل «استقر» لأن الظرف يشبه الفعل فعمل عمله و «الكتاب» مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة. ويجوز أن يعرب شبه الجملة «عنده» في محل رفع خبرا مقدما إذا لم تقدّر صلة الموصول و «علم» مبتدأ مؤخرا فتكون الجملة الاسمية «عنده علم الكتاب» صلة الموصول «من» لا محل لها من الإعراب.

٢١٤

** (وَما لَهُمْ مِنَ اللهِ مِنْ واقٍ) : هذا القول الكريم ورد في نهاية الآية الكريمة الرابعة والثلاثين .. التقدير والمعنى : وما لهم من عذاب الله من عاصم .. فحذف المضاف «عذاب» وحلّ المضاف إليه لفظ الجلالة للتعظيم محلّه .. يقال : وقاه الله السوء ـ يقيه ـ وقاية .. بمعنى حفظه بكسر واو «وقاية» وروى أبو عبيد عن الكسائي .. فتح الواو في «الوقاية» والوقاء أيضا. ويقال : اتّقيت الله اتّقاء والتّقية والتقوى اسم منه. والتاء مبدلة من واو. والأصل : وقوى .. من وقيت .. لكنه أبدل ولزمت التاء في تصاريف الكلمة والتقاة مثله وجمعها : تقىّ .. فوقاه الله السوء ومن السوء بمعنى : أصلحه. والتقوى : هي مخافة الله والعمل بطاعته.

** (تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوْا) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الخامسة والثلاثين .. التقدير والمعنى : تلك الجنّة عاقبة المتقين الله ـ الذين اتقوا الله ـ ولم يذكر اسم لفظ الجلالة المفعول به للتعظيم اختصارا لأنه معلوم كما حذفت الصفة أو البدل المشار إليه «الجنة» لأن ما قبلها يدل عليها.

** (وَلا أُشْرِكَ بِهِ) : في هذا القول الكريم الوارد في الآية الكريمة السادسة والثلاثين حذف مفعول «أشرك» اختصارا. التقدير : ولا أشرك به أحدا غيره في عبادته كما حذف مفعول «أدعو» في قوله «إليه أدعو» أي إليه أدعو الناس لا إلى غيره سبحانه.

** (يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ) : هذا القول الكريم هو مستهل الآية الكريمة التاسعة والثلاثين .. المعنى : ينسخ الله سبحانه ما يستصوب نسخه ويرى ضرورة لذلك ويثبت أي ويبقي غيره من يشاء من الأحكام فحذف مفعول «يثبت» اختصارا وهو «غيره» لأن ما قبله وهو «يمحو الله ما يشاء» يدلّ عليه .. أي يثبت ما لا بدّ من إثباته. يقال : ثبت الشيء ـ يثبت ـ ثبوتا وثباتا .. من باب «دخل» بمعنى : دام واستقرّ واسم الفاعل «ثابت» وبه سمّي ومنه حسّان بن ثابت. وثبت الرجل ـ بضم الباء ـ معناه كان ثبيتا شجاعا.

** (فَلِلَّهِ الْمَكْرُ جَمِيعاً) : هذا القول الكريم جاء في الآية الكريمة الثانية والأربعين .. ومعناه : فلله التدبير المطلق لأن «المكر» وهو التدبير الخفيّ محال ـ مستحيل ـ على الله جلّت قدرته لأنه يقال : مكر الرجل يمكر ـ مكرا .. من باب «قتل» بمعنى : خدع .. احتال فهو ماكر ـ اسم فاعل وأمكر لغة في «مكر» ومكر الله وأمكر : بمعنى : جازى على المكر وسمّي الجزاء مكرا كما سمّي جزاء السيئة سيئة مجازا على سبيل مقابلة اللفظ باللفظ.

** (لَسْتَ مُرْسَلاً) : المعنى : لست رسولا مرسلا من الله إلى الناس. وهو قول الكافرين للرسول الكريم محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فحذف الموصوف «رسول» وأقيمت الصفة «مرسل» مقامه.

***

٢١٥

سورة إبراهيم

معنى السورة : إبراهيم : هو إبراهيم الخليل وهو خليل الله وأبو المؤمنين .. تلقّى الوحي الإلهي في أور الكلدانيين جنوبيّ العراق .. وهو أبو إسحاق وإسماعيل. والرؤيا التي رآها إبراهيم ـ عليه‌السلام ـ تتعلق بابنه إسماعيل .. فهو الملقب بالذبيح ـ فعيل بمعنى مفعول ـ من صيغ المبالغة. وقال بعضهم : بل الرؤيا تتعلق بابنه إسحاق .. والقول الأول : هو الأرجح .. وعليه جمهور المسلمين.

و «إبراهيم» اسم ممنوع من الصرف ـ أي من التنوين ـ للعجمة والعلمية وفيه لغات ذكرها الجوهريّ ابراهام وابراهم ـ بفتح الهاء وكسرها ـ أي بحذف الياء من «إبراهيم» وتصغيره : أبيره ـ عند المبرّد ـ وبريهم ـ عند سيبويه. وهو حسن. والقياس : هو الأول.

تسمية السورة : قال الرسول الكريم محمّد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : أوحى الله إلى إبراهيم : يا إبراهيم إنّي عليم أحبّ كلّ عليم.

ورد اسم «إبراهيم» تسعا وستين مرة في القرآن الكريم .. منها مرة واحدة في سورة سمّيت باسمه ـ سورة إبراهيم ـ جاء فيها قوله تعالى : (وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ) (٣٥) صدق الله العظيم.

فضل قراءة السورة : قال سيد الكائنات الرسول المجتبى محمّد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «من قرأ سورة «إبراهيم» أعطي من الأجر عشر حسنات بعدد كلّ من عبد الأصنام وعدد من لم يعبد» صدق رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ.

عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : كان النبيّ ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ يعوّذ الحسن والحسين ويقول : إنّ أباكما ـ أي جدّكما الأعلى ـ إبراهيم ـ عليه‌السلام ـ كان يعوّذ إسماعيل وإسحاق ـ بقوله : أعوذ بكلمات الله التامّة من كل شيطان وهامّة ومن كل عين لامّة» أي من عين تصيب بسوء.

٢١٦

قال ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ لهما : جدّكما الأعلى .. لأنّ إبراهيم ـ عليه‌السلام ـ هو أبو الأنبياء.

إعراب آياتها

(الر كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلى صِراطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) (١)

(الر كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ) : هذه الأحرف ومثيلاتها شرحت في سورة «يوسف». كتاب : خبر مبتدأ محذوف تقديره : هذا كتاب مرفوع بالضمة المنونة أو هو كتاب يعني السورة الكريمة أو يكون خبر «الر» على هذا التقدير والتفسير. أنزلناه : الجملة الفعلية في محل رفع صفة لكتاب وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به. إليك : جار ومجرور متعلق بأنزلنا.

(لِتُخْرِجَ النَّاسَ) : اللام حرف جر للتعليل. تخرج : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. الناس : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة والجملة الفعلية «تخرج الناس» صلة حرف مصدري لا محل لها. و «أن» المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر باللام ـ لام التعليل ـ والجار والمجرور متعلق بأنزلنا.

(مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ) : أسماء مجرورة بأحرف الجر المتعلقة بتخرج.

(رَبِّهِمْ إِلى صِراطِ) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة الجر الكسرة و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر بالإضافة. إلى صراط : جار ومجرور متعلق بتخرج أو بدل من «إلى النور» وهو بيان له.

(الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة. الحميد : صفة ـ نعت ـ للعزيز مجرور مثله وعلامة جره الكسرة والجار

٢١٧

والمجرور «إلى صراط العزيز الحميد» بدل من قوله تعالى : إلى النور بتكرير العامل ويجوز أن يكون استئنافا جوابا لسؤال بتقدير : إلى أيّ نور؟ فقيل : إلى صراط العزيز الحميد بمعنى : المحمود لأن «الحميد» من صيغ المبالغة ـ فعيل بمعنى مفعول ـ.

(اللهِ الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَوَيْلٌ لِلْكافِرِينَ مِنْ عَذابٍ شَدِيدٍ) (٢)

(اللهِ الَّذِي) : لفظ الجلالة بدل أو عطف بيان من «العزيز الحميد» لأن لفظتي «العزيز الحميد» جرتا مجرى الأسماء الأعلام لغلبتهما واختصاصهما بالمعبود. مجرور للتعظيم بالكسرة. الذي : اسم موصول مبني على السكون في محل جر صفة ـ نعت ـ للفظ الجلالة.

(لَهُ ما فِي السَّماواتِ) : الجملة الاسمية صلة الموصول «الذي» لا محل لها. له : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر مقدم. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ مؤخر. في السموات : جار ومجرور متعلق بفعل محذوف تقديره : وجد .. أو هو مستقر .. والجملة الفعلية «وجد في السموات» صلة الموصول «ما» لا محل لها.

(وَما فِي الْأَرْضِ) : معطوف بواو العطف على «له ما في السموات» ويعرب إعرابه.

(وَوَيْلٌ لِلْكافِرِينَ) : الواو استئنافية. ويل : مبتدأ مرفوع بالضمة المنونة. للكافرين : جار ومجرور متعلق بخبر «ويل» المحذوف. ووقع «ويل» مبتدأ وهو نكرة لأن أصله مصدر سدّ مسدّ فعله ولكنه عدل به إلى الرفع للدلالة على معنى ثبات الهلاك ودوامه للمدعو عليه. و «الويل» في الأصل : مصدر لا فعل له معناه : تحسر وهلاك .. وقيل : هو واد في جهنم وهو نقيض «الوأل» بمعنى : النجاة. وعلامة جر «الكافرين» الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته.

٢١٨

(مِنْ عَذابٍ شَدِيدٍ) : جار ومجرور متعلق بويل. شديد : صفة ـ نعت ـ لعذاب مجرور مثله وعلامة جرّهما الكسرة المنونة.

(الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَياةَ الدُّنْيا عَلَى الْآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَيَبْغُونَها عِوَجاً أُولئِكَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ) (٣)

(الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ) : اسم موصول مبني على الفتح في محل جر صفة ـ نعت ـ للكافرين ـ في الآية الكريمة السابقة ويجوز أن يكون في محل رفع مبتدأ وخبره : الجملة الاسمية «أولئك في ضلال بعيد» أو في محل رفع خبرا لمبتدإ محذوف تقديره : هم الذين. يستحبون : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.

(الْحَياةَ الدُّنْيا) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. الدنيا : صفة ـ نعت ـ للحياة. منصوبة مثلها .. وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على آخرهما ـ الألف الممدودة ـ للتعذر.

(عَلَى الْآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ) : جار ومجرور متعلق بيستحبون. ويصدون : الجملة الفعلية معطوفة على جملة «يستحبون» وتعرب إعرابها.

(عَنْ سَبِيلِ اللهِ) : جار ومجرور متعلق بيصدون. الله : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره للتعظيم الكسرة.

(وَيَبْغُونَها عِوَجاً) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «يصدون» وتعرب مثلها و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به. عوجا : حال من سبيل الله منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة ويجوز أن يكون مفعولا به ثانيا لأن الأصل : ويبغون لها فحذف الجار وأوصل الفعل أي تعدّى إلى المفعول الثاني بحرف جر.

(أُولئِكَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ) : اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ والكاف حرف خطاب. في ضلال : جار ومجرور في محل رفع متعلق

٢١٩

بخبر «أولئك» بعيد : صفة ـ نعت ـ لضلال مجرور مثله وعلامة جرهما الكسرة المنونة.

(وَما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ بِلِسانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللهُ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (٤)

(وَما أَرْسَلْنا) : الواو استئنافية. ما : نافية لا عمل لها. أرسل : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.

(مِنْ رَسُولٍ) : جار ومجرور متعلق بأرسلنا أو تكون «من» حرف جر زائدا للتأكيد و «رسول» اسما مجرورا لفظا بمن وعلامة جره الكسرة المنونة منصوب محلا لأنه مفعول به لأرسلنا أي رسولا قبلك.

(إِلَّا بِلِسانِ قَوْمِهِ) : أداة حصر لا عمل لها. بلسان : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «رسول» على اللفظ بتقدير : متحدث .. متكلم بلسان قومه وفي محل نصب على موضع «رسول» بتقدير : إلّا متكلما أو متحدثا .. قومه : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الكسر في محل جر مضاف إليه ثان.

(لِيُبَيِّنَ لَهُمْ) : اللام حرف جر للتعليل. يبيّن : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام ـ بمعنى لكي ـ وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. والجملة الفعلية «يبيّن لهم» صلة حرف مصدري لا محل لها. اللام حرف جر و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بيبيّن. و «أن» المضمرة وما تلاها بتأويل مصدر في محل جر بلام التعليل والجار والمجرور متعلق بأرسلنا .. التقدير والمعنى : أرسلناه إلى قومه لتبيين حقوقهم وواجباتهم لهم.

(فَيُضِلُّ اللهُ) : الفاء استئنافية. يضل : فعل مضارع مرفوع بالضمة. الله لفظ الجلالة : فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة.

٢٢٠