إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ٥

بهجت عبدالواحد الشيخلي

إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ٥

المؤلف:

بهجت عبدالواحد الشيخلي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٩٩

مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي والعائد إلى الموصول ضمير محذوف خطا واختصارا منصوب محلا لأنه مفعول به. التقدير : ما كسبته أي ما أذنبت في الدنيا من خير أو شرّ ويجوز أن تكون «ما» مصدرية فتكون «ما» وما بعدها بتأويل مصدر في محل نصب مفعولا به. التقدير : كسبها.

(إِنَّ اللهَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الله لفظ الجلالة : اسم «إنّ» منصوب للتعظيم وعلامة النصب الفتحة.

(سَرِيعُ الْحِسابِ) : خبر «إنّ» مرفوع بالضمة. الحساب : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة.

(هذا بَلاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ) (٥٢)

(هذا بَلاغٌ لِلنَّاسِ) : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. بلاغ : خبر «هذا» مرفوع بالضمة المنونة. للناس : جار ومجرور متعلق ببلاغ أو بصفة محذوفة من «بلاغ».

(وَلِيُنْذَرُوا بِهِ) : الجملة معطوفة بالواو على محذوف .. التقدير : لينصحوا ولينذروا. اللام حرف جر للتعليل بمعنى «لكي». ينذروا : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل والألف فارقة. به : جار ومجرور متعلق بينذر والجملة الفعلية «ينذروا» صلة حرف مصدري لا محل لها وفعلها مبني للمجهول و «أن» المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق ببلاغ.

(وَلِيَعْلَمُوا أَنَّما هُوَ) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «لينذروا» وتعرب إعرابها والفعل مبني للمعلوم والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. أنّما : كافة ومكفوفة. هو : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ.

٢٨١

(إِلهٌ واحِدٌ) : خبر «هو» مرفوع بالضمة المنونة. واحد : صفة أو توكيد لإله مرفوع مثله بالضمة المنونة والجملة الاسمية «أنّما هو إله واحد» سدّت مسدّ مفعولي «يعلموا».

(وَلِيَذَّكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ) : الواو عاطفة. اللام لام التعليل وهي حرف جر. يذكر : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه الفتحة. أولو : فاعل مرفوع بالواو لأنه ملحق بجمع المذكر السالم. الألباب : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة والجملة الفعلية «يذكّر أولو الألباب» صلة حرف مصدري لا محل لها و «أن» المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بلام التعليل والجار والمجرور متعلق ببلاغ. وأصله : يتذكر فحذفت التاء تخفيفا فشدّد الذال أو أدغمت بالذال و «أولو» تكتب بواو لا تلفظ بمعنى أصحاب العقول.

***

٢٨٢

سورة الحجر

معنى السورة : الحجر : هو حجر الكعبة المشرّفة .. وهو ما حواه الحطم المدار بالبيت الحرام .. ويسمّى «الحجر» أيضا : العقل .. لأنه يحجر أيضا : العقل .. لأنه يحجر عن التهافت فيما مضى أو فيما لا ينبغي كما سمّي عقلا ونهية لأنه يعقل وينهى. و «الحجر» كذلك : هو واد بين المدينة والشام وجاء بمعنى «العقل» في قوله تعالى في سورة «الفجر» : (هَلْ فِي ذلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ) : وجاءت «ذي» مجرورة على الإضافة وعلامة جرها الياء لأنها من الأسماء الخمسة. وقال الفراء : ويقال : إنّه لذو حجر «بكسر الحاء أيضا» : إذا كان قاهرا لنفسه ضابطا لها. وجاءت «ذو» هنا في حالة الرفع ـ من الأسماء الخمسة ـ يرفع بالواو وسبب رفعه كونه خبر إنّ.

تسمية السورة : وردت هذه اللفظة في الآية الكريمة الثمانين في سورة سميت بها .. قال تعالى : (وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ) (٨٠) أي كذّب الرسل أصحاب الحجر وهم ثمود .. والتكذيب لصالح ـ عليه‌السلام ـ والتعبير بالرسل عن الرسول ؛ لأن تكذيب رسول هو تكذيب لباقي الرسل. وأصحاب الحجر : هم قوم صالح وهي منازل ثمود ناحية الشام عند وادي القرى كانوا ينحتون من الجبال بيوتا آمنين فيها فأهلكتهم الصيحة فما نفعهم ما كانوا يكسبون. وأكّدت لفظة «حجر» بلفظة «محجور» في سورة «الفرقان» في قوله تعالى : (وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هذا عَذْبٌ فُراتٌ وَهذا مِلْحٌ أُجاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُما بَرْزَخاً وَحِجْراً مَحْجُوراً) (٥٣) صدق الله العظيم. وقوله «حجرا محجورا» واقع على سبيل المجاز كأنّ كلّ واحد من البحرين يتعوّذ من صاحبه ويقول له : حجرا محجورا .. وهو من أحسن الاستعارات. و «حجرا محجورا» ذكره سيبويه في باب المصادر غير المنصرفة المنصوبة بأفعال متروك إظهارها .. نحو : معاذ الله .. وقعدك الله .. وعمرك الله .. وهذه كلمة كانوا يتكلمون بها عند لقاء عدو موتور ـ أي لم يأخذ ثأرا ـ أو هجوم نازلة أو نحو ذلك يضعونها موضع الاستعاذة. قال سيبويه : ويقول الرجل للرجل : أتفعل كذا وكذا فيقول : حجرا أي سأل الله أن يمنعه منعا.

٢٨٣

فضل قراءة السورة : قال حبيب الله الرسول الكريم محمّد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «من قرأ سورة الحجر» كان له من الأجر عشر حسنات بعدد المهاجرين والأنصار والمستهزئين بمحمّد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ».

إعراب آياتها

(الر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ) (١)

(الر تِلْكَ آياتُ) : هذه الأحرف وأمثالها شرحت بصورة مفصلة في سورة «يوسف» تي : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. اللام للبعد والكاف حرف خطاب. آيات : خبر «تلك» مرفوع بالضمة أو يكون اسم الإشارة «تلك» في محل رفع خبرا لمبتدإ محذوف تقديره : هذا تلك أو خبرا لما تضمنته «الر» من اسم للسورة أي الإشارة إلى ما تضمنته السورة من الآيات وفي هذا التقدير تكون «آيات» بدلا من اسم الإشارة «تلك» المعنى : تلك آيات الكتاب الجامع لكونه كتابا.

(الْكِتابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة. وقرآن : معطوف بالواو على «الكتاب» مجرور مثله وعلامة جره الكسرة المنونة. التقدير : والقرآن المبين. وقد نكّر «القرآن» للتفخيم. مبين : صفة ـ نعت ـ لقرآن مجرور مثله وعلامة جره الكسرة المنونة وقد جمع سبحانه بين الاسمين «الكتاب» والقرآن.

(رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ) (٢)

(رُبَما يَوَدُّ) : قرئت بتخفيف الباء وهي لغة أهل الحجاز وبالتثقيل في لغة بني تميم وهي كافّة ومكفوفة وتفيد التقليل واستعملت هنا للتكثير بمعنى : كثيرا ما يتمنّى الكافرون في الآخرة وهناك رأي يقول : يجوز أن تكون «ما» في محل جر على أنها نكرة أضيف إليها حرف «رب» وهو مضاف : حرف شبيه بالزائد بتقدير : رب شيء فيكون «ما» اسما مجرورا لفظا برب مرفوعا محلا على أنه مبتدأ أو مفعولا به إذا لم يستوف الفعل بعده مفعوله. إلّا أن

٢٨٤

الكلمة «ربما» لا محل لها عند أكثر النحاة أي كافة ومكفوفة. يودّ : فعل مضارع مرفوع بالضمة بمعنى : يتمنّى.

(الَّذِينَ كَفَرُوا) : اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع فاعل. كفروا : صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.

(لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ) : حرف للتمني لا عمل له والأوجه : أن يكون حرفا مصدريا. كانوا : فعل ماض مبني ناقص مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع اسم «كان» والألف فارقة. مسلمين : خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن التنوين والحركة في الاسم المفرد. والجملة الفعلية «كانوا مسلمين» صلة حرف مصدري لا محل لها و «لو» وما بعدها بتأويل مصدر في محل نصب مفعول به للفعل «يود» التقدير : يودّ الكافرون كونهم مسلمين. وهنا جاءت «لو» مصدرية على اعتبار الفعل «يود» هو بصيغة الماضي «ودّ» لأنها تأتي غالبا بعد «ودّ» مصدرية لأن التقدير : ربما ودّ الذين كفروا .. لأن المترقب في إخبار الله تعالى بمنزلة الماضي المقطوع به في تحقيقه.

(ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) (٣)

(ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا) : فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به. يأكلوا : فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الطلب ـ الأمر ـ وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. بمعنى : دعهم أو اتركهم يأكلوا.

(وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ) : الجملتان الفعليتان معطوفتان بواوي العطف على جملة «يأكلوا» وتعربان إعرابها وعلامة جزم «يلهي» حذف آخره ـ حرف العلة الياء ـ وبقيت الكسرة دالة عليها و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم. وحرك الميم

٢٨٥

بالضم للوصل ـ التقاء الساكنين ـ الأمل : فاعل مرفوع بالضمة بمعنى : ويتمتعوا بدنياهم ويلههم الأمل بطول العمر عن الإيمان.

(فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) : الفاء استئنافية. سوف : حرف تسويف ـ استقبال ـ يعلمون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.

(وَما أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ إِلاَّ وَلَها كِتابٌ مَعْلُومٌ) (٤)

(وَما أَهْلَكْنا) : الواو استئنافية. ما : نافية لا عمل لها. أهلك : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.

(مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا) : حرف جر زائد لتأكيد النفي. قرية : أي أمة : اسم مجرور لفظا وعلامة جره الكسرة المنونة منصوب محلا لأنه مفعول به. إلّا : حرف تحقيق بعد النفي لا عمل لها.

(وَلَها كِتابٌ مَعْلُومٌ) : الواو حالية والجملة الاسمية في محل نصب حال. لها : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر مقدم. كتاب : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة المنونة. معلوم : صفة ـ نعت ـ لكتاب مرفوع مثله بالضمة المنونة ويجوز أن تكون الجملة الاسمية من دون الواو على القياس في محل جر أو نصب صفة ـ نعتا ـ لقرية وقد توسطت الواو لتأكيد لصوق الصفة بالموصوف بمعنى ولها أجل مقدر في اللوح المحفوظ.

(ما تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَها وَما يَسْتَأْخِرُونَ) (٥)

(ما تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ) : نافية لا عمل لها. تسبق : فعل مضارع مرفوع بالضمة. من : حرف جر زائد لتأكيد معنى النفي. أمة : اسم مجرور لفظا وعلامة جره الكسرة المنونة مرفوع محلا لأنه فاعل.

(أَجَلَها وَما يَسْتَأْخِرُونَ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة هو مضاف و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة. الواو عاطفة.

٢٨٦

ما : نافية لا عمل لها. يستأخرون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.

(وَقالُوا يا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ) (٦)

(وَقالُوا يا أَيُّهَا) : الواو استئنافية. قالوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. يا : أداة نداء. أيّ : منادى مبني على الضم في محل نصب و «ها» حرف زائد.

(الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ) : اسم موصول مبني على السكون بدل من «أيّ». نزل : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح. عليه : جار ومجرور متعلق بنزل. الذكر : نائب فاعل مرفوع بالضمة والجملة الفعلية «نزّل عليه الذكر» صلة الموصول لا محل لها.

(إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ) : الجملة في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ إنّ : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل نصب اسم «إنّ» اللام المزحلقة ابتدائية للتوكيد. مجنون : خبر «إنّ» مرفوع بالضمة المنونة أي إنك لمجنون لقولك إنّ الله قد أوحاه إليك وهو قول الكافرين لمحمّد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ.

(لَوْ ما تَأْتِينا بِالْمَلائِكَةِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ) (٧)

(لَوْ ما تَأْتِينا بِالْمَلائِكَةِ) : حرف تحضيض ـ حضّ لا عمل له بمعنى «هلّا» تأتي : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. و «نا» ضمير متصل ـ ضمير المتكلمين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به. بالملائكة : جار ومجرور متعلق بتأتي.

(إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ) : حرف شرط جازم. كنت : فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك والتاء ضمير متصل مبني على الفتح في محل رفع اسم «كان» والفعل في محل جزم بإن لأنه فعل الشرط. والجار والمجرور «من الصادقين» في محل نصب متعلق بخبر

٢٨٧

«كان» وعلامة نصب الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته. وجواب الشرط ـ جزاؤه ـ محذوف لتقدم معناه.

(ما نُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَما كانُوا إِذاً مُنْظَرِينَ) (٨)

(ما نُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ) : نافية لا عمل لها. ننزّل : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن. الملائكة : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.

(إِلَّا بِالْحَقِّ) : أداة استثناء والمستثنى محذوف. التقدير : إلّا تنزلا. بالحقّ : جار ومجرور متعلق بصفة للمستثنى المحذوف التقدير والمعنى : إلّا تنزّلا متلبسا بالحق .. أي بالحكمة أو يكون الجار والمجرور «بالحق» في محل نصب حالا من «الملائكة» أي ومعها الحق.

(وَما كانُوا إِذاً مُنْظَرِينَ) : الواو عاطفة. ما : نافية لا عمل لها. إذا : حرف جواب لا عمل له ووقع هنا جوابا وجزاء لأنه جواب لهم والشرط محذوف هنا تقديره : ولو نزلنا الملائكة ما كانوا منظرين وما أخر عذابهم. كانوا : فعل ماض ناقص مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع اسم «كان» والألف فارقة. منظرين : خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته.

(إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ) (٩)

(إِنَّا نَحْنُ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «نا» ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ مبني على السكون في محل نصب اسم «إنّ» وأدغم الضمير «نا» في نون «إنّ». نحن : ضمير منفصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ مبني على الضم في محل نصب توكيد للضمير «نا» وفي هذا القول الكريم ردّ لإنكارهم في قولهم : يا أيها الذي نزّل عليه الذكر .. وفيه تأكيد بأنّه سبحانه هو المنزّل وهو الذي بعث جبريل إلى محمّد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ.

(نَزَّلْنَا الذِّكْرَ) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «إنّ» ويجوز أن يكون «نحن» في محل رفع مبتدأ وجملة «نزّلنا الذكر» في محل رفع خبره والجملة

٢٨٨

الاسمية «نحن نزّلنا الذكر» في محل رفع خبر «إنّ». نزّل : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. الذكر : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. أي إنّا نحن الله الذي أوحينا بالقرآن ..

(وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ) : معطوف بالواو على «إنّا» ويعرب مثله. له : جار ومجرور متعلق باسم الفاعل «حافظون» اللام لام التوكيد ـ المزحلقة ـ حافظون : خبر «إنّ» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته بمعنى : لحافظون للقرآن من التحريف.

(وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ) (١٠)

(وَلَقَدْ أَرْسَلْنا) : الواو استئنافية. اللام للابتداء والتوكيد. قد : حرف تحقيق. أرسل : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.

(مِنْ قَبْلِكَ) : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من مفعول «أرسلنا» المحذوف والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ وهو الرسول الكريم محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه.

(فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ) : يعرب إعراب «من قبل». الأولين : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته.

(وَما يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ) (١١)

(وَما يَأْتِيهِمْ) : الواو حالية والجملة حكاية حال ماضية بمعنى : وما كان يأتيهم. ما : نافية لا عمل لها. يأتي : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل. و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم.

(مِنْ رَسُولٍ) : حرف جر زائد لتأكيد النفي. رسول : اسم مجرور لفظا بمن وعلامة جره الكسرة المنونة. مرفوع محلا لأنه فاعل.

٢٨٩

(إِلَّا كانُوا) : أداة حصر أو حرف تحقيق بعد النفي لا عمل لها. كانوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة وهو فعل ناقص. الواو ضمير متصل في محل رفع اسم «كان» والألف فارقة.

(بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ) : جار ومجرور متعلق بخبر «كان». يستهزءون : الجملة الفعلية في محل نصب خبر «كان» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.

(كَذلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ) (١٢)

(كَذلِكَ نَسْلُكُهُ) : الكاف اسم بمعنى مثل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. اللام للبعد والكاف حرف خطاب بمعنى مثل ذلك السلك أي مثل إدخالنا التكذيب والكفر في قلوب أولئك الأولين ندخله في قلوب المشركين والجملة الفعلية في محل رفع خبر «كذلك» أو تكون الكاف في محل نصب صفة لمصدر مضمر تقديره : نسلك سلكا مثل ذلك. أمّا «ذا» فهو اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بالإضافة. نسلكه : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن. والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به.

(فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ) : جار ومجرور متعلق بنسلك. المجرمين : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته بمعنى : ندخل الاستهزاء أي نولده في قلوبهم.

(لا يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ) (١٣)

(لا يُؤْمِنُونَ بِهِ) : الجملة الفعلية في محل نصب حال بتقدير : غير مؤمنين به. لا : نافية لا عمل لها. يؤمنون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. به : جار ومجرور متعلق بيؤمنون. ويجوز أن تكون الجملة الفعلية بيانية لقوله تعالى «كذلك نسلكه» أي لا يؤمنون بالقرآن.

٢٩٠

(وَقَدْ خَلَتْ) : الواو استئنافية. قد : حرف تحقيق. خلت : فعل ماض مبني على الفتح المقدر للتعذر على الألف المحذوفة لالتقائها ساكنة مع تاء التأنيث وتاء التأنيث الساكنة لا محل لها.

(سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ) : فاعل مرفوع بالضمة. الأولين : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة الجر الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته.

(وَلَوْ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ باباً مِنَ السَّماءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ) (١٤)

(وَلَوْ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ) : الواو استئنافية. لو : حرف شرط غير جازم وجواب «لو» هو مستهل الآية الكريمة التالية. فتح : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. على : حرف جر و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر بعلى والجار والمجرور متعلق بفتحنا.

(باباً مِنَ السَّماءِ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. من السماء : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من بابا.

(فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ) : الفاء استئنافية. ظلوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. فيه : جار ومجرور متعلق بيعرجون. يعرجون : الجملة الفعلية في محل نصب خبر «ظل» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل بمعنى فأخذوا فيه يصعدون والضمير للملائكة أي لو أريناهم الملائكة يصعدون في السماء عيانا لقالوا ذلك. ويجوز أن يكون فاء «فظلوا» عاطفة ويكون ما بعدها معطوفا على مقدر هو «فأدخلناهم» فظلّوا .. بمعنى : أنّ الضمير يعود على الكفار بتقدير : ولو فتحنا على هؤلاء الكفرة المعاندين بابا من السماء فأدخلناهم فيه ليصعدوا لقالوا ذلك.

٢٩١

(لَقالُوا إِنَّما سُكِّرَتْ أَبْصارُنا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ) (١٥)

(لَقالُوا إِنَّما) : الجملة الفعلية وما بعدها جواب شرط غير جازم لا محل لها. اللام واقعة في جواب «لو» في الآية الكريمة السابقة. قالوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل .. والألف فارقة. إنّما : كافة ومكفوفة أو أداة حصر حرف مبني على السكون لا محل له.

(سُكِّرَتْ أَبْصارُنا) : الجملة الفعلية في محل نصب مفعول به ـ مقول القول وهي فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها. أبصار : نائب فاعل مرفوع بالضمة وهو مضاف و «نا» ضمير متصل ـ ضمير المتكلمين ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة بمعنى : سدّت أبصارنا.

(بَلْ نَحْنُ) : حرف إضراب للاستئناف لا عمل له. نحن : ضمير منفصل ـ ضمير المتكلمين ـ مبني على الضم في محل رفع مبتدأ.

(قَوْمٌ مَسْحُورُونَ) : خبر «نحن» مرفوع بالضمة المنونة. مسحورون : صفة ـ نعت ـ لقوم مرفوع مثله .. وعلامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته.

(وَلَقَدْ جَعَلْنا فِي السَّماءِ بُرُوجاً وَزَيَّنَّاها لِلنَّاظِرِينَ) (١٦)

(وَلَقَدْ جَعَلْنا) : الواو استئنافية. اللام للابتداء والتوكيد. قد : حرف تحقيق. جعل : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.

(فِي السَّماءِ بُرُوجاً) : جار ومجرور متعلق بجعلنا أو في محل نصب حال من «بروجا» لأنه متعلق بصفة منها قدمت عليها. بروجا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.

(وَزَيَّنَّاها لِلنَّاظِرِينَ) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «جعلنا» وتعرب إعرابها و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب

٢٩٢

مفعول به. للناظرين : جار ومجرور متعلق بزيّنا وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته.

(وَحَفِظْناها مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ رَجِيمٍ) (١٧)

(وَحَفِظْناها مِنْ كُلِّ) : يعرب إعراب «وزيّناها» الوارد في الآية الكريمة السابقة. من كل : جار ومجرور متعلق بحفظنا.

(شَيْطانٍ رَجِيمٍ) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة. رجيم : صفة ـ نعت ـ لشيطان مجرور مثله وعلامة جره الكسرة المنونة بمعنى : مرجوم ـ فعيل بمعنى مفعول ـ.

(إِلاَّ مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهابٌ مُبِينٌ) (١٨)

(إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ) : أداة استثناء. من : اسم موصول مبني على السكون حرك بالكسر لالتقاء الساكنين في محل نصب مستثنى بإلّا. استرق : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. والجملة الفعلية «استرق السمع» صلة الموصول لا محل لها أو تكون «إلّا» هنا بمعنى «لكن» وتكون «من» اسم شرط جازما والجملة الفعلية «فأتبعه شهاب مبين» جواب شرط جازم مقترن بالفاء في محل جزم .. المعنى والتقدير : من استمع مستخفيا أي اختلس السمع فإن الشهب النارية تلحقه أو تحرقه. السمع : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.

(فَأَتْبَعَهُ شِهابٌ مُبِينٌ) : الفاء استئنافية أو واقعة في جواب الشرط. أتبعه : فعل ماض مبني على الفتح والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به مقدم. شهاب : فاعل مرفوع بالضمة المنونة. مبين : صفة ـ نعت ـ لشهاب مرفوع مثله وعلامة رفعه الضمة المنونة.

(وَالْأَرْضَ مَدَدْناها وَأَلْقَيْنا فِيها رَواسِيَ وَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ) (١٩)

(وَالْأَرْضَ مَدَدْناها) : الواو عاطفة. الأرض : مفعول به منصوب بفعل مضمر يفسره المذكور بعده وعلامة نصبه الفتحة. مدد : فعل ماض مبني

٢٩٣

على السكون لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به.

(وَأَلْقَيْنا فِيها) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «مددنا» وتعرب إعرابها. فيها : جار ومجرور متعلق بألقينا.

(رَواسِيَ وَأَنْبَتْنا فِيها) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة ولم ينون آخره لأنه ممنوع من الصرف ـ التنوين ـ بمعنى : جبالا ثوابت لحفظ توازنها. وأنبتنا فيها : تعرب إعراب «وألقينا فيها».

(مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ) : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من مفعول «أنبت» المحذوف. شيء : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة. موزون : صفة ـ نعت ـ لشيء مجرور مثله بالكسرة المنونة.

(وَجَعَلْنا لَكُمْ فِيها مَعايِشَ وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرازِقِينَ) (٢٠)

(وَجَعَلْنا لَكُمْ) : الواو عاطفة. جعل : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. لكم : جار ومجرور متعلق بجعل أو بمفعولها الثاني والميم علامة جمع الذكور.

(فِيها مَعايِشَ) : جار ومجرور متعلق بجعلنا أو في محل نصب حال من «معايش» لأنه متعلق بصفة قدّمت عليه. معايش : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة ولم ينوّن لأنه ممنوع من الصرف على وزن مفاعل.

(وَمَنْ لَسْتُمْ) : الواو عاطفة. من : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب معطوف على «معايش» بمعنى : وخلقنا لكم فيها معايش وجعلنا لكم من لستم له برازقين أي لمن لا ترزقونهم. لستم : فعل ماض ناقص من أخوات «كان» مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع اسم «ليس» والميم علامة جمع الذكور أو يكون «من» معطوفا على محل «لكم» بتقدير

٢٩٤

أو بمعنى : ومن لستم لهم برازقين من العيال وغيرهم وإن ظننتم ظنا كاذبا أنكم ترزقونهم. فالحقيقة أنّ الله هو رازقهم.

(لَهُ بِرازِقِينَ) : جار ومجرور متعلق برازقين. الباء حرف جر زائد. رازقين : اسم مجرور لفظا بالباء وعلامة جره الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض تنوين المفرد وحركته منصوب محلا لأنه خبر «ليس» والجملة الفعلية «لستم له برازقين» صلة الموصول لا محل لها.

(وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ عِنْدَنا خَزائِنُهُ وَما نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ) (٢١)

(وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا) : الواو استئنافية. إن : نافية بمعنى «ما» من : حرف جر زائد. شيء : اسم مجرور لفظا بمن وعلامة جره الكسرة المنونة مرفوع محلا على أنه مبتدأ. إلّا : أداة حصر لا عمل لها.

(عِنْدَنا خَزائِنُهُ) : ظرف مكان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة في محل رفع متعلق بخبر مقدم و «نا» ضمير الواحد المطاع مبني على السكون في محل جر بالإضافة. خزائنه : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة والجملة الاسمية في محل رفع خبر المبتدأ «شيء».

(وَما نُنَزِّلُهُ) : الواو عاطفة. ما : نافية لا عمل لها. ننزّله : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن. والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به.

(إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ) : أداة حصر لا عمل لها. بقدر : جار ومجرور متعلق بننزّل. معلوم : صفة ـ نعت ـ لقدر مجرور مثله وعلامة جرهما ـ الصفة والموصوف ـ الكسرة المنونة.

(وَأَرْسَلْنَا الرِّياحَ لَواقِحَ فَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَسْقَيْناكُمُوهُ وَما أَنْتُمْ لَهُ بِخازِنِينَ) (٢٢)

(وَأَرْسَلْنَا الرِّياحَ لَواقِحَ) : الواو عاطفة. أرسل : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على

٢٩٥

السكون في محل رفع فاعل. الرياح : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. لواقح : حال من «الرياح» منصوب وعلامة نصبه الفتحة ولم ينون آخره لأنه اسم ممنوع من الصرف.

(فَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً) : الجملة الفعلية معطوفة بالفاء على جملة «أرسلنا الرياح» وتعرب مثلها. من السماء : جار ومجرور متعلق بأنزلنا.

(فَأَسْقَيْناكُمُوهُ) : الجملة الفعلية معطوفة بالفاء على جملة «أنزلنا» وتعرب مثلها. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به. الميم علامة جمع الذكور الواو لإشباع الميم والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به ثان بمعنى : فجعلناكم سقيا ـ وقد جيء بضمير المفعولين متصلين.

(وَما أَنْتُمْ لَهُ بِخازِنِينَ) : الواو استئنافية. ما : نافية تعمل عمل «ليس» وهي «ما» الحجازية ونافية لا عمل لها عند بني تميم. أنتم : ضمير منفصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على السكون في محل رفع اسم «ما» أو مبتدأ. له : جار ومجرور متعلق بخازنين. الباء حرف جر زائد لتأكيد النفي. خازنين : اسم مجرور لفظا بالباء منصوب محلا على أنه خبر «ما» أو مرفوع محلا على أنه خبر «أنتم» وعلامة الجر والنصب الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد.

(وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوارِثُونَ) (٢٣)

(وَإِنَّا لَنَحْنُ) : الواو استئنافية. إنّ : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «نا» ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ مبني على السكون في محل نصب اسم «إنّ» وأدغم بنون «إنّ» اللام المزحلقة ـ ابتدائية للتوكيد ـ نحن : ضمير منفصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ للتعظيم والتفخيم مبني على الضم في محل رفع مبتدأ.

(نُحْيِي وَنُمِيتُ) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «نحن» وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه

٢٩٦

وجوبا تقديره : نحن. والجملة الاسمية «نحن نحيي ونميت» في محل رفع خبر «إنّ». ونميت : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على «نحيي» وتعرب إعرابها وعلامة رفع الفعل الضمة الظاهرة.

(وَنَحْنُ الْوارِثُونَ) : معطوف بالواو على «نحن» الأول ويعرب مثله. الوارثون : خبر «نحن» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن الحركة والتنوين في الاسم المفرد.

(وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ) (٢٤)

(وَلَقَدْ عَلِمْنَا) : الواو استئنافية. اللام للابتداء والتوكيد. قد : حرف تحقيق. علم : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.

(الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته. منكم : جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من المستقدمين و «من» حرف جر بياني. والميم علامة جمع الذكور .. التقدير : حال كونهم منكم.

(وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ) : معطوف بالواو على ما قبله ويعرب مثلها وحذفت صلة «المستأخرين» أي فيكم.

(وَإِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَحْشُرُهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ) (٢٥)

(وَإِنَّ رَبَّكَ) : الواو استئنافية. إنّ : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. ربك : اسم «إنّ» منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف. والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر بالإضافة.

(هُوَ يَحْشُرُهُمْ) : الجملة الاسمية في محل رفع خبر «إنّ». هو : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. يحشر : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «هو» وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في

٢٩٧

محل نصب مفعول به. ويجوز أن يكون الضمير «هو» ضمير فصل أو عمادا لا محل له فتكون الجملة الفعلية «يحشرهم» في محل رفع خبر «إنّ».

(إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب اسم «إنّ». حكيم : خبر «إنّ» مرفوع بالضمة المنونة. عليم : خبر ثان لإنّ ـ خبران بالتتابع ـ مرفوع أيضا بالضمة المنونة.

(وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ صَلْصالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ) (٢٦)

(وَلَقَدْ خَلَقْنَا) : الواو عاطفة. اللام للابتداء والتوكيد. قد : حرف تحقيق. خلق : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.

(الْإِنْسانَ مِنْ صَلْصالٍ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. من صلصال : جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من «الإنسان» التقدير والمعنى : خلقناه في حالة كونه من طين يابس يصلصل ـ يصلّ ـ بمعنى : يصوّت من يبسه. والمراد بالإنسان هنا : هو آدم ـ الإنسان الأول ـ.

(مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ) : جار ومجرور يعرب إعراب «من صلصال» مسنون : صفة لحمإ مجرور مثله وعلامة جرّهما ـ الصفة والموصوف ـ الكسرة المنونة بمعنى من طين أسود ويجوز أن يكون الجار والمجرور «من حمأ مسنون» أي من طين أسود متعلقا بصفة محذوفة من «صلصال» أي اتخذناه أو من صلصال كائن من حمأ. ومن صلصال .. تعني أيضا يظهر صوتا إذا نقر عليه أو حرّك. أو بمعنى : من صلصال متخذ من طين مصبوب.

** (فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) : في هذا القول الكريم الوارد في نهاية الآية الكريمة الثالثة حذف مفعول «يعلمون» اختصارا .. المعنى : فسوف يعلمون عاقبة أمرهم وسوء صنيعهم. وفيه تهديد لهم.

** (ما تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَها وَما يَسْتَأْخِرُونَ) : هذا القول الكريم هو نصّ الآية الكريمة الخامسة المعنى والتقدير : لا يتقدم هلاك أمة قبل مجيء أجلها ولا يتأخر عنه وقد أنثت «أمة» أولا في الفعل «تسبق» ثم ذكّرت آخرا في «يستأخرون» العائد على «أمة» أي جماعة حملا على اللفظ والمعنى .. أي أنّث الفعل «تسبق» على اللفظ وذكّر الفعل «يستأخرون» على المعنى .. أي بتقدير : أهل أمة. فأمّة في اللفظ مفرد وفي المعنى جمع.

٢٩٨

** (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ) : هذا القول الكريم هو نصّ الآية الكريمة التاسعة و «الذكر» هو اسم من أسماء «القرآن» مثل .. المصحف .. الكتاب .. ويأتي «الذكر» بمعنى : الطائفة النازلة من القرآن كما في قوله تعالى في سورة «الأنبياء» : (ما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ) و «محدث» بمعنى : جديد. و «المصحف» أيضا من أسماء القرآن ويلفظ بضم الميم وكسرها. والأصل : ضم الميم لأنه اسم مفعول به من «أصحف» بمعنى : جمعت فيه الصحف .. صحف إبراهيم وموسى .. أي الكتب الأولى التي جاءت خلاصة لها في القرآن الكريم. وقيل : إنّ أول من سمّى المصحف مصحفا هو أبو بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ حين أراد جمع القرآن. وعن النبيّ ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «من تعلّم القرآن وعلّمه وعلّق مصحفا لم يتعاهده ـ أي لم يأته ولم يتردّد عليه ـ ولم ينظر فيه جاء يوم القيامة متعلقا به يقول : يا ربّ العالمين عبدك هذا اتّخذني مهجورا اقض بيني وبينه» صدق رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ.

** (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ) : هذا القول الكريم هو نصّ الآية الكريمة العاشرة وفيه حذف مفعول «أرسلنا» رسلا من قبلك في فرق الأقوام الأولين .. فحذفت كلمة «الأقوام» اختصارا وهي الموصوف وبقيت الصفة «الأولين» وقد حلّت محلها. و «شيع» جمع : شيعة : أي فرقة.

** (إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهابٌ مُبِينٌ) : هذا القول الكريم هو نصّ الآية الكريمة الثامنة عشرة .. المعنى : إلّا من استمع مستخفيا وهو فعل مزيد ـ والفعل المجرّد «سرق» من باب «ضرب» يقال : سرقه مالا وسرق منه مالا .. يتعدى الفعل إلى مفعوله بنفسه ويتعدى بالحرف على الزيادة ومصدره : «سرق» بفتح السين والراء. والاسم : السرق .. بكسر الراء و «السرقة» مثله وتخفف مثل «كلمة» أي بتسكين الراء. ويسمّى المسروق ـ وهو اسم مفعول ـ سرقة .. تسمية بالمصدر .. ويقال : سرق السمع واسترقه وهو تعبير مجازي بمعنى : مستخفيا. ويقال : هو يسارق النظر إليه : إذا اغتنم أو انتهز غفلته لينظر إليه. أمّا «شهاب» فهو شعلة نار ساطعة .. جمعه : شهب.

** (وَالْأَرْضَ مَدَدْناها وَأَلْقَيْنا فِيها رَواسِيَ) : هذا القول الكريم هو مستهل الآية الكريمة التاسعة عشرة بمعنى : والأرض بسطناها وألقينا بمعنى : وجعلنا فيها جبالا ثابتة رواسخ لئلّا تتحرك بأهلها فحذف الموصوف «جبالا» وأقيمت الصفة «رواسي» مقامها. وقال المصحف المفسر : والقول «مددناها» بمعنى : بسطناها .. لا ينافي كروية الأرض ـ في الحقيقة ـ فإنّها مبسوطة فيما ترى العين.

** (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنا خَزائِنُهُ) : هذا القول الكريم ورد في بداية الآية الكريمة الحادية والعشرين بمعنى : وما من شيء من الأرزاق إلّا عندنا خزائن رزقه .. فحذف المضاف إليه «رزق» وأضيف المضاف «خزائن» إلى المضاف إليه الثاني «الهاء» فصار : خزائنه.

** (فَأَسْقَيْناكُمُوهُ) : هذا القول الكريم ذكر في الآية الكريمة الثانية والعشرين .. وفيه جيء بضميري المفعولين متصلين جميعا .. وحكي عن أبي عمرو إسكان الميم ووجهه أنّ الحركة لم تكن إلّا خلسة خفيفة فظنّها الراوي سكونا. والإسكان الصريح لحن عند الخليل وسيبويه حذّاق ـ جمع حاذق .. أي ماهر ـ البصريين لأن الحركة الإعرابية لا يسوغ طرحها إلّا في ضرورة الشعر.

** (وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوارِثُونَ) : هذا القول الكريم هو نصّ الآية الكريمة الثالثة والعشرين وقد حذف مفعولا الفعلين المتعدّيين «نحيي» و «نميت» اختصارا .. التقدير : نحيي الخلائق ونميتها ..

٢٩٩

(وَالْجَانَّ خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نارِ السَّمُومِ) (٢٧)

(وَالْجَانَّ خَلَقْناهُ) : الواو عاطفة. الجان : مفعول به منصوب بفعل مضمر يفسره المذكور بعده وعلامة نصبه الفتحة. خلق : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به.

(مِنْ قَبْلُ) : حرف جر. قبل : اسم مبني على الضم لانقطاعه عن الإضافة في محل جر بمن والجار والمجرور متعلق بخلق.

(مِنْ نارِ السَّمُومِ) : جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من «الجانّ» و «من» حرف جر بياني. السموم : مضاف إليه مجرور بالكسرة.

(وَإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خالِقٌ بَشَراً مِنْ صَلْصالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ) (٢٨)

(وَإِذْ قالَ) : الواو استئنافية. إذ : اسم مبني على السكون في محل نصب مفعول به بفعل محذوف تقديره : اذكر والجملة الفعلية بعده «قال ربك ..» في محل جر بالإضافة لوقوعها بعد إذ. قال : فعل ماض مبني على الفتح.

(رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ) : فاعل مرفوع بالضمة والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر بالإضافة. للملائكة : جار ومجرور متعلق بقال. أي واذكر وقت قوله. والجملة بعده في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ.

(إِنِّي خالِقٌ بَشَراً) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والياء ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب اسم «إنّ». خالق : خبر «إنّ» مرفوع بالضمة المنونة. بشرا : مفعول به منصوب باسم الفاعل «خالق» وعلامة نصبه الفتحة المنونة.

(مِنْ صَلْصالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ) : هذا القول الكريم أعرب وشرح في الآية الكريمة السادسة والعشرين.

٣٠٠