إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ٥

بهجت عبدالواحد الشيخلي

إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ٥

المؤلف:

بهجت عبدالواحد الشيخلي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٩٩

عشواء. أمّا «يبكون» فماضية : بكى .. وهو فعل لازم ويتعدّى إلى المفعول بالهمزة فيقال : أبكيت الرجل : بمعنى : هيّجته للبكاء ويتعدّى بالتشديد أيضا فيقال : بكّيت الرجل : أي أبكيته والفعل اللازم يتعدّى بحرف جر فيقال : بكيت له وبكيت عليه. وقولهم : بكت السماء أو السحابة معناه : أمطرت واسم الفاعل «باك» وجمعه : بكاة والمرأة باكية وهنّ باكيات ويأتي اسم الفاعل للمبالغة «فعّال» بمعنى : فاعل. فيقال : هذا رجل بكّاء : أي كثير البكاء. أما الفعل «تباكى» فمعناه : تكلّف البكاء. و «البكاء» بالمدّ ـ الألف الممدودة ـ هو الصوت و «البكى» بالقصر ـ بالألف المقصورة ـ هو الدموع وخروجها و «البكاء» مثل «النحيب» وهو رفع الصوت بالبكاء عن عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال : قال النبيّ ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : ليس منّا من لطم الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية «أي بقوله : وا مصيبتاه! وا جملاه!» و «منّا» أي من أهل سنّتنا. وقال أبو موسى : «إنّ رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ بريء من الصالقة والحالقة والشاقّة» والصالقة : هي الرافعة صوتها في المصيبة .. و «الحالقة» : هي التي تحلق شعرها. أمّا : الشاقّة فهي التي تشقّ ثوبها يروى أنّ رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ بكى على ولده إبراهيم. وقال : القلب يجزع والعين تدمع ولا نقول ما يسخط الربّ .. وإنّا عليك يا إبراهيم لمحزونون. وإنمّا الجزع المذموم ما يقع من الجهلة من الصياح والنياحة ولطم الخدود والوجوه وتمزيق الثياب. وعن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أنّه بكى على ولد بعض بناته وهو يجود بنفسه .. فقيل : يا رسول الله تبكي وقد نهيتنا عن البكاء؟ فقال ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : ما نهيتكم عن البكاء وإنّما نهيتكم عن صوتين أحمقين : صوت عند الفرح وصوت عند الترح ـ و «الترح» : هو الحزن والهمّ أي هو ضد الفرح. وقد مدح الشاعر حسّان بن ثابت الكلمتين ـ المصدرين .. البكاء .. والبكى في هذا البيت من الشعر :

بكت عيني وحقّ لها بكاها

وما يغني البكاء ولا العويل

** (قالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً) : هذا القول الكريم ورد في الآية الكريمة الثامنة عشرة ومعناه : قال بل سهّلت لكم أنفسكم ارتكاب أمر عظيم .. وبعد حذف مفعول «سوّلت» وهو «ارتكاب» حل المضاف إليه «أمر» محلّه وانتصب انتصابه على المفعولية. و «سولت» مشتق من لفظة «السول» وهو الاسترخاء. ويقال : سوّلت له الشيء : بمعنى : زيّنته أيضا وهوّنته وسوّل له الشيطان : أغواه.

** (وَاللهُ الْمُسْتَعانُ عَلى ما تَصِفُونَ) : المعنى والتقدير : والله المعين على احتمال ما تقولون .. وبعد حذف المضاف «احتمال» اختصارا حلّ المضاف إليه» ما» محلّه.

** (وَجاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وارِدَهُمْ) : هذا القول الكريم هو مستهل الآية الكريمة التاسعة عشرة .. وجاء قوم مسافرون من الشام إلى مصر و «سيارة» جمع «سيّار» وأنّث الفعل «جاءت» على لفظ فاعله «سيارة» بمعنى «جماعة» وليس على معناه الحقيقي وهو جمع لمفرد مذكّر ولهذا ذكّر الفعل وجمع في «أرسلوا» و «واردهم» على المعنى وهو «قوم مسافرون» فالتأنيث على معنى «القافلة» والتذكير على معنى «القوم الذين يسيرون» وهو الأصل.

** (قالَ يا بُشْرى) : بمعنى : حين أدلى الوارد دلوه تعلّق يوسف بالحبل فلمّا رآه الوارد قال : يا بشراي أو يا أيتها البشرى .. وهذه اللفظة تقال عند السرور بمعنى : يا فرحتا .. أي يا فرحتي ويقابلها : يا حسرتا ـ تقال عند الجزع ـ أي يا حسرتي ..

** (وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة العشرين .. ومعناه : وباعوه .. لأن الفعلين «شرى» و «باع» يؤدي كلّ منهما معنى الآخر ومصدر الفعل هو

٤١

«شرى .. وشراء ..» أي أخذ الشيء بثمن أو إعطاؤه بثمن. و «الشراء» هو «الشرى» يكتب بألف ممدودة أو مقصورة ويروى أنّ القصر «أي شرى» أشهر. ويحكى أن الخليفة الرشيد سأل اليزيديّ والكسائيّ عن قصر «الشراء» ومدّه. فقال الكسائي : إنّه مقصور لا غير. وقال اليزيديّ : يقصر ويمدّ! فقال له الكسائيّ : من أين لك؟ فقال اليزيديّ : من المثل السائر «لا يغترّ بالحرّة عام هدائها ولا بالأمة عام شرائها» فقال الكسائي : ما ظننت أنّ أحدا يجهل مثل هذا. فقال اليزيديّ : ما ظننت أنّ أحدا يفتري بين يدي أمير المؤمنين!

** (دَراهِمَ مَعْدُودَةٍ) : جمع «درهم» بكسر الدال وفتح الهاء في اللغة المشهورة وقد تكسر هاؤه حملا على الأوزان الغالبة. وقد وردت لفظة «دراهم» في قول ربيعة بن ثابت الأنصاريّ : وهو يهجو يزيد بن أسيد السّلميّ ويمدح يزيد بن حاتم المهلّبيّ الأزديّ في هذين البيتين :

لشتّان ما بين اليزيدين في النّدى

يزيد سليم والأغرّ ابن حاتم

فهمّ الفتى الأزدي إتلاف ماله

وهمّ الفتى القيسيّ جمع الدراهم

** (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ) : هذا القول الكريم هو مستهل الآية الكريمة الثانية والعشرين بمعنى : فحين بلغ قوته أي إدراكه وبلوغه وهو ما بين الثماني عشرة سنة إلى الثلاثين من العمر. واللفظة جمع لا واحد ـ لا مفرد ـ له أو هو واحد ـ مفرد ـ جاء على بناء الجمع .. أمّا القول : الحرب قائمة على أشدّها ـ بضم الشين ـ أيضا فمعناه : على قوتها ولا نقول : على أشدّها ـ بفتح الشين لأن هذه اللفظة لها معان أخرى غير هذا المعنى .. من بيتها أنّه فعل رباعيّ ويأتي اسم تفضيل .. نحو : هذا أشدّ منك قوة ..

** (وَراوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِها عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوابَ وَقالَتْ هَيْتَ لَكَ) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة الثالثة والعشرين .. بمعنى : وطلبت إليه امرأة العزيز «زليخا» وقالت له : بادر .. وهلمّ وأقبل تهيأت لك .. وامرأة العزيز أي عزيز مصر ـ قطفير ـ و «هيت» فيه قراءات متعددة .. منها : ب فتح الهاء وكسرها مع فتح التاء وبنائه كبناء أين وحيث. وقرئت : هيئت لك .. وقيل : هي بفتح التاء لأنها صوت لا يعرب. وقيل : أصلها : يهيئ كجاء يجيء .. إذا تهيأ .. وهيئت. ويقال : هيّت فلان بفلان : بمعنى : صاح به ودعاه.

** (وَأَلْفَيا سَيِّدَها لَدَى الْبابِ) : هذا القول الكريم ورد في الآية الكريمة الخامسة والعشرين .. المعنى : ووجدا بعلها ـ زوجها ـ عند الباب. يقال : ساد الرجل يسود سيادة بمعنى : شرف ومجد وساد الرجل قومه : بمعنى صار سيدهم ومتسلّطا عليهم ويسمّى زوج المرأة : سيدها .. وسيد القوم هو رئيسهم وأكرمهم وجمع «سيد» هو سادة وتأتي أيضا بمعنى المالك أمّا السودد بالواو غير المهموزة فدالها مفتوحة وفي الدال المهموزة «السؤدد» يجب ضم الدال وهو المجد والشرف.

** (وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ أَهْلِها) : هذا القول الكريم ورد في الآية الكريمة السادسة والعشرين ومعناه : وقال شاهد وهو طفل في المهد من أقاربها ـ ابن عمها وقيل : ابن خالها ـ وكان صبيا في المهد أنطقه الله معجزة له كما جاء في الحديث الصحيح عن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ في ذكر من تكلم بالمهد ومنهم شاهد يوسف.

** (إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ) : بمعنى : من حيلتكنّ .. يقال : كاده ـ يكيده ـ كيدا : أي احتال عليه حتى أوقعه.

٤٢

(يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هذا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخاطِئِينَ) (٢٩)

(يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هذا) : منادى مفرد علم مبني على الضم في محل نصب حذفت منه أداة النداء لأنه منادى قريب .. وفي هذا النداء تقريب له وتلطيف لمحله .. وأصله : يا يوسف. وقيل : حذف حرف النداء اكتفاء بالمنادى لتضمنه معنى الخطاب. أعرض : فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. عن : حرف جر. هذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بعن والجار والمجرور متعلق بأعرض.

(وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ) : الواو استئنافية. استغفري : فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة والياء ضمير متصل ـ ضمير المخاطبة ـ مبني على السكون في محل رفع فاعل. لذنبك : جار ومجرور متعلق باستغفري والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبة المؤنثة ـ مبني على الكسر في محل جر بالإضافة.

(إِنَّكِ كُنْتِ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبة ـ مبني على الكسر في محل نصب اسم «إنّ». كنت : فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك والتاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل رفع اسم «كان» والجملة الفعلية «كنت من الخاطئين» في محل رفع خبر «إنّ».

(مِنَ الْخاطِئِينَ) : جار ومجرور في محل نصب خبر «كان» وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته وجاء بلفظ التذكير تغليبا للذكور على الإناث لأن التقدير : كنت من جملة القوم المتعمدين للذنب.

(وَقالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُراوِدُ فَتاها عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَها حُبًّا إِنَّا لَنَراها فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) (٣٠)

(وَقالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ) : الواو استئنافية. قال : فعل ماض مبني على الفتح. نسوة : فاعل مرفوع بالضمة المنونة. في المدينة : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «نساء».

٤٣

(امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُراوِدُ) : الجملة الاسمية في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ امرأة : مبتدأ مرفوع بالضمة. العزيز : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة. تراود : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي.

(فَتاها عَنْ نَفْسِهِ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على الألف للتعذر و «ها» ضمير متصل ـ ضمير الغائبة مبني على السكون في محل جر بالإضافة. عن نفسه : جار ومجرور متعلق بتراود والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الكسر في محل جر بالإضافة. والجملة الفعلية «تراود فتاها عن نفسه» في محل رفع خبر المبتدأ.

(قَدْ شَغَفَها حُبًّا) : الجملة الفعلية في محل نصب حال من «الفتى» قد : حرف تحقيق. شغف : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو و «ها» ضمير متصل ـ ضمير الغائبة ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به. حبا : تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : تركها مشغوفة أي شق شغاف قلبها.

(إِنَّا لَنَراها) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «نا» المدغمة بإنّ ضمير متصل ـ ضمير المتكلمات ـ مبني على السكون في محل نصب اسم «إنّ» اللام لام التوكيد ـ المزحلقة ـ نراها : الجملة الفعلية وما بعدها : في محل رفع خبر «إنّ» وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن. و «ها» ضمير متصل «ضمير الغائبة» مبني على السكون في محل نصب مفعول به.

(فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) : شبه الجملة ـ الجار والمجرور ـ في محل نصب مفعول به ثان إذا أريد بالفعل «نرى» الظنّ والعلم أمّا إذا أريد به الرؤية البصرية فهو في محل نصب حال من ضمير الغائبة «ها» في «نراها» أمّا «مبين» فهو صفة ـ نعت ـ لضلال مجرور مثله وعلامة جرهما «الموصوف والصفة» الكسرة المنونة.

٤٤

(فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ واحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّيناً وَقالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حاشَ لِلَّهِ ما هذا بَشَراً إِنْ هذا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ) (٣١)

(فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ) : الفاء استئنافية. لمّا : اسم شرط غير جازم بمعنى «حين» مبني على السكون في محل نصب على الظرفية الزمانية متعلق بالجواب. سمعت : الجملة الفعلية في محل جر بالإضافة لوقوعها بعد «لمّا» وهي فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها. بمكر : جار ومجرور متعلق بسمعت و «هن» ضمير الغائبات مبني على الفتح في محل جر بالإضافة.

(أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ) : الجملة الفعلية جواب شرط غير جازم لا محل لها. أرسلت : تعرب إعراب «سمعت» إليهنّ : جار ومجرور متعلق بأرسلت. و «هنّ» ضمير الغائبات مبني على الفتح في محل جر بإلى بمعنى دعتهنّ إلى مجلس.

(وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على «أرسلت إليهنّ» وتعرب مثلها. متكأ : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : أعدّت لهن ما يتكأ عليه من الوسائد وقيل أعدّت لهنّ مجلسا أو طعاما.

(وَآتَتْ كُلَّ واحِدَةٍ) : الواو عاطفة. آتت : فعل ماض مبني على الفتح المقدر للتعذر على آخره ـ الألف المقصورة ـ المحذوفة لالتقائها ساكنة مع تاء التأنيث والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي. كل : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. واحدة : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة.

(مِنْهُنَّ سِكِّيناً) : حرف جر بياني. هنّ : ضمير الغائبات مبني على الفتح في محل جر بمن والجار والمجرور متعلق بصفة من «كلّ» ويجوز أن يكون متعلقا بحال محذوفة من «كلّ» لأنّها أضيفت إلى «واحدة» أي إلى نكرة فاكتسبت شيئا من التعريف. التقدير : حال كونها منهنّ أي من النساء الماكرات. سكينا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة وهو مفعول به ثان للفعل «آتى» المتعدي إلى مفعولين.

٤٥

(وَقالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «آتت» وتعرب مثلها بمعنى وأعطت كلّ واحدة منهنّ سكينا وقالت ليوسف .. وعلامة بناء الفعل «قالت» الفتحة الظاهرة .. وكسرت تاء التأنيث في «قالت» لالتقاء الساكنين. اخرج : الجملة الفعلية : في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ وهي فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. على : حرف جر و «هنّ» ضمير الغائبات مبني على الفتح في محل جر بعلى. والجار والمجرور متعلق بأخرج.

(فَلَمَّا رَأَيْنَهُ) : أعرب. رأينه : الجملة الفعلية في محل جر بالإضافة لوقوعها بعد «لما» وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة والنون ضمير متصل ـ ضمير الإناث الغائبات ـ مبني على الفتح في محل رفع فاعل والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به.

(أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ) : الجملة الفعلية جواب شرط غير جازم لا محل لها. أكبرن : تعرب إعراب «رأين» وقطّعن : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على «أكبرن» وتعرب إعرابها بمعنى : وأكبرن حسنه.

(أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. و «هنّ» ضمير الغائبات مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه. وقلن : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على «أكبرن» وتعرب إعرابها.

(حاشَ لِلَّهِ) : الجملة في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ بمعنى : تنزيها لله من صفات الهجر. لله : جار ومجرور للتعظيم متعلق بحاش. وأصل «حاش» هو «حاشا» فحذفت الألف الأخيرة تخفيفا وهي حرف يفيد معنى التنزيه في باب الاستثناء فوضع موضع التنزيه. وقيل : معناها : معاذ الله وقيل في «حاش» إنّها فعل. وفي حذف ألف «حاشا» جعل اللام بعدها عوضا منها. وفيها لغات وقراءات عديدة وإعرابها : اسم مبني على الفتح في محل نصب مفعول مطلق. التقدير : براءة أو تنزيها لله.

٤٦

(ما هذا بَشَراً) : نافية تعمل عمل «ليس» هذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع اسم «ما» بشرا : خبر «ما» منصوب بالفتحة المنونة.

(إِنْ هذا) : حرف نفي بمعنى «ما» لا عمل له. هذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.

(إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ) : أداة حصر لا عمل لها. ملك : خبر «هذا» مرفوع بالضمة المنونة. كريم : صفة ـ نعت ـ لملك مرفوع بالضمة المنونة.

(قالَتْ فَذلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ راوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ ما آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُوناً مِنَ الصَّاغِرِينَ) (٣٢)

(قالَتْ) : فعل ماض مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي.

(فَذلِكُنَّ الَّذِي) : الجملة في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ الفاء قد تكون واقعة في جواب شرط محذوف تقديره : إن كنتنّ عتبتنّي فيه فهذا الذي لمتننّي فيه. ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. اللام للبعد والكاف حرف خطاب. النون : للمبالغة. الذي : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع خبر لمبتدإ محذوف تقديره : هو. والجملة الاسمية «هو الذي» في محل رفع خبر «ذلكنّ» ولم تقل : فهذا .. وهو حاضر أمامها رفعا لمنزلته في الحسن واستحقاقه بالمحبة والافتتان به.

(لُمْتُنَّنِي فِيهِ) : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطبات ـ مبني على الضم في محل رفع فاعل. النون الأولى : علامة جمع الإناث. والنون الثانية نون الوقاية لا محل لها والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلمة ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به. فيه : جار ومجرور متعلق بلمتنّني. و «في» حرف جر للتعليل بمعنى : بسببه.

(وَلَقَدْ راوَدْتُهُ) : الواو استئنافية. اللام لام الابتداء والتوكيد. قد : حرف تحقيق. راودته : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع

٤٧

المتحرك. التاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به.

(عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ) : جار ومجرور متعلق براودت والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الكسر في محل جر بالإضافة. الفاء استئنافية. استعصم : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو.

(وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ) : الواو استئنافية. اللام موطئة للقسم ـ اللام المؤذنة ـ إن : حرف شرط جازم. لم : حرف نفي وجزم وقلب. يفعل : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. والجملة الفعلية «يفعل» في محل جزم بإن ـ فعل الشرط ـ والجملة الفعلية «لم يفعل» اعتراضية بين القسم المحذوف وجوابه لا محل لها من الإعراب.

(ما آمُرُهُ) : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. آمره : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا. والهاء ضمير متصل وهنا ليس ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به يعود إلى «ما» وليس إلى «يوسف» لأن المعنى أو التقدير : ما آمره به فحذف الجار ويجوز أن تكون «ما» مصدرية فيرجع ضمير «آمره» إلى يوسف بمعنى : وإن لم يفعل أمري إيّاه .. أي موجب أمري.

(لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُوناً) : الجملة الفعلية : جواب القسم لا محل لها وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم أو يكون جواب القسم قد سدّ مسدّ الجوابين. اللام واقعة في جواب القسم المقدر. يسجننّ : فعل مضارع مبني للمجهول مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. ونون التوكيد لا محل لها. والواو عاطفة. يكونن : فعل مضارع ناقص مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة واسمها ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو وكتبت النون في المصحف ألفا على حكم الوقف.

٤٨

(مِنَ الصَّاغِرِينَ) : جار ومجرور في محل نصب خبر «يكون» وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن التنوين والحركة في الاسم المفرد.

(قالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجاهِلِينَ) (٣٣)

(قالَ رَبِّ) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو أي يوسف. ربّ : منادى بأداة نداء محذوفة وهو مضاف منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بالكسرة التي هي الحركة الدالة على ياء المتكلم والياء المحذوفة خطا واختصارا ضمير متصل ـ ضمير المتكلم مبني على السكون في محل جر بالإضافة والجملة الاسمية «السجن أحب» في محل نصب مفعول به بقال.

(السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ) : مبتدأ مرفوع بالضمة. أحبّ : خبر المبتدأ مرفوع بالضمة ولم ينون لأنه على وزن ـ أفعل ـ صيغة التفضيل وبوزن الفعل بمعنى أحبّ عندي. إليّ : جار ومجرور متعلق بأحبّ.

(مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ) : مكونة من «من» حرف جر و «ما» اسم موصول مبني على السكون في محل جر بمن والجار والمجرور متعلق بأحبّ. يدعونني : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. النون نون الوقاية لا محل لها والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به. إليه : جار ومجرور متعلق بيدعون.

(وَإِلَّا تَصْرِفْ) : الواو استئنافية. إلّا : مركبة من «إن» حرف شرط جازم و «لا» نافية لا عمل لها. تصرف : فعل مضارع مجزوم بإن وعلامة جزمه سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت.

٤٩

(عَنِّي كَيْدَهُنَّ) : جار ومجرور متعلق بتصرف. كيد : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف و «هنّ» ضمير متصل ـ ضمير الغائبات ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة.

(أَصْبُ إِلَيْهِنَّ) : الجملة الفعلية جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء لا محل لها. أصب : فعل مضارع جواب الشرط وجزاؤه مجزوم بإن وعلامة جزمه حذف آخره ـ حرف العلة ـ الواو ـ وبقيت الضمة دالة عليها. والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا. إليهنّ : جار ومجرور متعلق بأصب بمعنى : أمل إليهنّ.

(وَأَكُنْ مِنَ الْجاهِلِينَ) : الواو عاطفة. أكن : فعل مضارع مجزوم لأنه معطوف على مجزوم «أصب» وعلامة جزمه سكون آخره وحذفت الواو ـ أصله : أكون ـ تخلصا من التقاء الساكنين وهو فعل ناقص واسمه ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا. من الجاهلين : جار ومجرور في محل نصب متعلق بخبر «أكن» وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن التنوين والحركة في الاسم المفرد.

(فَاسْتَجابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (٣٤)

(فَاسْتَجابَ لَهُ رَبُّهُ) : الفاء استئنافية. استجاب : فعل ماض مبني على الفتح. له : جار ومجرور متعلق باستجاب. ربّه : فاعل مرفوع بالضمة والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل جر بالإضافة.

(فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ) : معطوف بالفاء على «استجاب له» ويعرب إعرابه والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو أي الرب سبحانه. والجار والمجرور «عنه» متعلق بصرف. كيد : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة و «هنّ» ضمير متصل ـ ضمير الغائبات ـ مبني على الفتح في محل جر بالإضافة.

(إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب اسم «إنّ». هو : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. السميع : خبر «هو» مرفوع بالضمة.

٥٠

(الْعَلِيمُ) : خبر ثان للمبتدإ «هو» مرفوع بالضمة. والجملة الاسمية «هو السميع العليم» في محل رفع خبر «إنّ» ويجوز أن يكون «هو» ضمير الفصل أو حرف عماد لا محل لها فيكون «السميع العليم» خبري «إنّ» أي السميع للدعاء العليم بحال الملتجئين إليه الداعين له سبحانه.

(ثُمَّ بَدا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ ما رَأَوُا الْآياتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ) (٣٥)

(ثُمَّ بَدا لَهُمْ) : حرف عطف : بدا : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر. اللام حرف جر و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق ببدا.

(مِنْ بَعْدِ ما رَأَوُا) : جار ومجرور متعلق ببدا. ما : مصدرية. رأوا : الجملة الفعلية صلة حرف مصدري لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الفتح المقدر على آخره ـ الألف المقصورة ـ المحذوفة لالتقاء الساكنين واتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة و «ما» وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بالإضافة التقدير : من بعد رؤيتهم الآيات أي العلامات الدالة على براءة يوسف وفاعل «بدا» مضمر لدلالة ما يفسره بعده وهو «ليسجننّه» والمعنى : بدا لهم بداء أي ظهر لهم رأي ليسجننّه والضمير في «لهم» يعود إلى العزيز وأهله فحذف الفاعل لدلالة الفعل «بدا» عليه.

(الْآياتِ لَيَسْجُنُنَّهُ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة بدلا من الفتحة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم اللام لام التوكيد. يسجننّه : فعل مضارع مبني على حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة وسبب بنائه على حذف النون اتصاله بنون التوكيد الثقيلة وواو الجماعة المحذوفة لالتقائها ساكنة مع نون التوكيد الثقيلة في محل رفع فاعل ونون التوكيد لا محل لها. والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب مبني على الضم في محل نصب مفعول به.

(حَتَّى حِينٍ) : جار ومجرور متعلق بيسجننّ بمعنى أن يسجنوه مدة ليحسب أنه مذنب.

٥١

(وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيانِ قالَ أَحَدُهُما إِنِّي أَرانِي أَعْصِرُ خَمْراً وَقالَ الْآخَرُ إِنِّي أَرانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاً تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَراكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) (٣٦)

(وَدَخَلَ مَعَهُ) : الواو استئنافية. دخل : فعل ماض مبني على الفتح. معه : ظرف مكان متعلق بدخل يدل على الاجتماع والمصاحبة ـ الصحبة ـ وهو مضاف والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل جر بالإضافة.

(السِّجْنَ فَتَيانِ) : مفعول به مقدم منصوب وعلامة نصبه الفتحة. فتيان : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الألف لأنه مثنّى والنون عوض عن تنوين المفرد.

(قالَ أَحَدُهُما) : فعل ماض مبني على الفتح. أحد : فاعل مرفوع بالضمة. والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة و «ما» علامة التثنية ـ تثنية الغائب.

(إِنِّي أَرانِي) : الجملة من «إنّ» مع اسمها وخبرها في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ وهي حكاية حال ماضية بمعنى : إنّي رأيت في المنام. إنّ : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على السكون في محل نصب اسم «إنّ». أراني : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «إنّ» وهي من «الرؤيا» فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا. النون نون الوقاية لا محل لها والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به.

(أَعْصِرُ خَمْراً) : الجملة الفعلية في محل نصب مفعول به ثان للفعل «رأى» الحلمية بمعنى الحلم ومصدره الرؤيا وتحمل على معنى «علم» أو تكون في محل نصب حالا إذا كانت بمعنى «رأى» البصرية والجملة على هيئة. وهنا محلها النصب على المفعولية لأنها «رأى» الحلمية كما يدل المعنى. أعصر : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا. خمرا : مفعول به منصوب بالفتحة المنونة.

٥٢

(وَقالَ الْآخَرُ إِنِّي أَرانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاً) : هذا القول الكريم معطوف بواو العطف على ما قبله ويعرب إعرابه و «فوق» ظرف مكان منصوب على الظرفية المكانية متعلق بأحمل وهو مضاف. رأسي : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على السكون في محل جر مضاف إليه ثان. والجملة الفعلية بعده «تأكل الطير منه» في محل نصب صفة ـ نعت ـ للموصوف «خبزا».

تأكل الطّير منه : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة. الطير : فاعل مرفوع بالضمة. منه : جار ومجرور متعلق بتأكل.

نبئنا بتأويله : فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. و «نا» ضمير متصل ـ ضمير المتكلمين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به. بتأويله : جار ومجرور متعلق بنبئ والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر بالإضافة بمعنى : خبّرنا بتأويل رؤيانا.

(إِنَّا نَراكَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «نا» المدغمة بإنّ ضمير متصل ـ ضمير المتكلمين ـ مبني على السكون في محل نصب اسم «إنّ». نراك : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «إنّ» وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن. والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل نصب مفعول به أول.

(مِنَ الْمُحْسِنِينَ) : جار ومجرور في محل نصب مفعول به ثان لأن الفعل هنا بمعنى الظن والعلم بمعنى محسنا من المحسنين وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن التنوين والحركة في المفرد.

(قالَ لا يَأْتِيكُما طَعامٌ تُرْزَقانِهِ إِلاَّ نَبَّأْتُكُما بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُما ذلِكُما مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كافِرُونَ) (٣٧)

(قالَ لا يَأْتِيكُما) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. لا : نافية لا عمل لها. يأتي : فعل مضارع مرفوع

٥٣

وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء للثقل. الكاف ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به مقدم. الميم حرف عماد والألف حرف دال على تثنية المخاطب.

(طَعامٌ تُرْزَقانِهِ) : فاعل مرفوع بالضمة المنونة والجملة الفعلية «لا يأتيكما طعام» في محل نصب مفعول به بقال أي ـ مقول القول ـ ترزقانه : الجملة الفعلية في محل رفع صفة ـ نعت ـ لطعام وهي فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة وهي فعل مبني للمجهول والألف ضمير متصل ـ ضمير الاثنين المخاطبين مبني على السكون في محل رفع نائب فاعل والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به.

(إِلَّا نَبَّأْتُكُما) : أداة تحقيق بعد النفي. نبأت : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل. «كما» أعربت في «يأتيكما».

(بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ) : جار ومجرور متعلق بنبأت والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر بالإضافة. قبل : ظرف زمان منصوب على الظرفية الزمانية وعلامة نصبه الفتحة متعلق بنبأت وهو مضاف.

(أَنْ يَأْتِيَكُما) : حرف مصدري ناصب. يأتي : الجملة الفعلية صلة حرف مصدري لا محل لها .. وهي فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هو. و «كما» أعرب و «أن» المصدرية وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بالإضافة.

(ذلِكُما مِمَّا) : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. اللام للبعد الكاف للخطاب. الميم علامة جمع الذكور والألف علامة التثنية. ممّا : مكونة من «من» حرف جر و «ما» مصدرية.

(عَلَّمَنِي رَبِّي) : الجملة الفعلية صلة حرف مصدري لا محل لها .. وهي فعل ماض مبني على الفتح. النون نون الوقاية لا محل لها والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به

٥٤

مقدم. ربّي : فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم والياء ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة. و «ما» وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بمن والجار والمجرور في محل رفع خبر المبتدأ «ذلك» والعائد إلى الموصول ضمير محذوف خطا واختصارا منصوب محلا لأنه مفعول به ثان لعلّم التقدير : علّمنيه ربّي.

(إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ) : الجملة ابتدائية ويجوز أن تكون تعليلا لما قبلها. إنّي : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على السكون في محل نصب اسم «إنّ». تركت : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «إنّ» وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل. ملة : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. قوم : مضاف إليه مجرور بالكسرة المنونة.

(لا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ) : الجملة الفعلية في محل نصب صفة ـ نعت ـ لملّة أو في محل جر صفة ـ نعت ـ لقوم. لا : نافية لا عمل لها. يؤمنون : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. بالله : جار ومجرور للتعظيم متعلق بلا يؤمنون.

(وَهُمْ بِالْآخِرَةِ) : الواو استئنافية. هم : ضمير رفع منفصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل رفع مبتدأ والجار والمجرور «بالآخرة» متعلق بالخبر «كافرون» على تأويل اسم الفاعلين.

(هُمْ كافِرُونَ) : الضمير مكرر للتوكيد وهو توكيد لفظي. كافرون : خبر «هم» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن الحركة والتنوين في الاسم المفرد.

(وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبائِي إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ ما كانَ لَنا أَنْ نُشْرِكَ بِاللهِ مِنْ شَيْءٍ ذلِكَ مِنْ فَضْلِ اللهِ عَلَيْنا وَعَلَى النَّاسِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ) (٣٨)

(وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبائِي) : الواو عاطفة. اتبعت : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل. ملّة : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو

٥٥

مضاف. آبائي : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على السكون في محل جر مضاف إليه ثان بمعنى : دين آبائي.

(إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ) : الأسماء الثلاثة معطوفة على «آبائي» عطف بيان ـ مجرورة بالإضافة مثل المعطوف عليه «آبائي» أو بدل منه وعلامة جرها الفتحة بدلا من الكسرة المنونة لأنها أسماء ممنوعة من الصرف ـ أي من التنوين ـ للعجمة والعلمية.

(ما كانَ لَنا أَنْ نُشْرِكَ) : نافية لا عمل لها. كان : فعل ماض تام وليس ناقصا لأن معناه : ما صحّ لنا ـ معشر الأنبياء ـ أو لا ينبغي لنا ونحن أهل بيت النبوّة. اللام حرف جر و «نا» ضمير المتكلم ـ للتفخيم أو له ولهم مبني على السكون في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بكان. أن : حرف مصدري ونصب. نشرك : الجملة الفعلية صلة حرف مصدري لا محل لها وهي فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن. و «أن» المصدرية وما بعدها بتأويل مصدر في محل رفع فاعل «كان».

(بِاللهِ مِنْ شَيْءٍ) : جار ومجرور للتعظيم متعلق بنشرك. من : حرف جر زائد لتأكيد النفي. شيء : اسم مجرور لفظا بمن وعلامة جره الكسرة المنونة لأنه اسم نكرة منصوب محلا لأنه مفعول مطلق في موضع المصدر التقدير : أن نشرك بالله شركا شيئا.

(ذلِكَ مِنْ فَضْلِ اللهِ) : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. اللام للبعد والكاف حرف خطاب. من فضل : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر «ذلك». الله لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور للتعظيم بالإضافة وعلامة الجر الكسرة.

(عَلَيْنا وَعَلَى النَّاسِ) : حرف جر و «نا» ضمير متصل ـ ضمير المتكلم للتفخيم مبني على السكون في محل جر بعلى والجار والمجرور متعلق بفضل. وعلى الناس : جار ومجرور متعلق بفضل لأنه معطوف على «علينا».

٥٦

(وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ) : الواو استدراكية. لكنّ : حرف مشبه بالفعل من أخوات «إنّ» أكثر : اسم «لكن» منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف. الناس : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة.

(لا يَشْكُرُونَ) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «لكنّ». لا : نافية لا عمل لها. يشكرون : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.

** (يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هذا) : هذا هو بداية الآية الكريمة التاسعة والعشرين. المعنى والتقدير : أعرض عن هذا الأمر واكتمه ولا تذكره ولا تتحدث به فحذف النعت أو البدل المشار إليه «الأمر» والتقدير : يا يوسف .. حذف حرف النداء وهو قريب منه ففيه تقريب له وتلطيف له.

** (وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخاطِئِينَ) : المعنى والتقدير : إنك كنت من جملة القوم المتعمدين للذنب .. والمخاطبة هي راعيل .. أو زليخا زوجة العزيز ـ وهو لقب وزير ملك مصر ـ وجاء بلفظ التذكير أي لم يقل من الخاطئات .. وذلك تغليبا للذكور على الإناث الخاطئين .. جمع «خاطئ» وهو اسم فاعل وفعله : خطئ ـ يخطأ ـ خطأ ـ وهو من باب ـ علم ـ قال الفيّوميّ : الخطأ : ضد الصواب .. يقصر ويمدّ ـ أي خطئ .. أخطأ وهو أي الخطأ اسم من «أخطأ» فهو مخطئ قال أبو عبيدة : خطئ وأخطأ بمعنى واحد لمن يذنب. وقال غيره : خطئ في الدين وأخطأ في كل شيء عامدا كان أو غير عامد في حين قال أبو عبيدة الفعلان بمعنى واحد لمن يذنب على غير عمد. وقيل : خطئ : إذا تعمد ما نهي عنه فهو خاطئ وأخطأ : إذا أراد الصواب فصار إلى غيره فإن أراد غير الصواب وفعله قيل قصده أو تعمده. والخطء : هو الذنب تسمية بالمصدر والاسم من «خطئ» هو الخطيئة وجمعها : خطايا.

** (وَقالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ) : هذا القول الكريم هو مستهل الآية الكريمة الثلاثين .. وذكّر الفعل «قال» مع فاعله «نسوة» وهو لفظة مؤنثة لأنه على معنى جماعة من النسوة ولم تلحق الفعل تاء التأنيث لأن تأنيث «نسوة» غير حقيقي. والنسوة : اسم مفرد لجمع المرأة وقيل هو جمع قلة ونساء : جمع كثرة.

** (قَدْ شَغَفَها حُبًّا) : أي قد شق شغاف قلبها حبا حتى وصل إلى فؤادها وشغاف القلب هو حجابه وقيل : الشغاف : هو غلاف القلب وهو جلدة دونه كالحجاب يقال لها : لسان القلب إذا دخله الحبّ لم يخرج. وأمّا «حبة القلب» فهي مهجته نحو : أصابت حبّة قلبه بمعنى شغف قلبه حبّها. وفي معناه قال الشاعر :

يعلم الله أنّ حبّك منّي

في سواء السّواد وسط الشغاف

وقال ابن الفارض :

أنت في أسود الفؤاد ولكن

أسود العين يشتهي أن يراكا

يقال : مشغوف بها : بمعنى : شديد الحبّ لها .. بدلا من القول هو شغوف بها. وعلى ذكر القلب فقد دعا النبيّ ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فقال : اللهمّ إنّي أعوذ بك من علم لا ينفع وقلب لا يخشع وعين لا تدمع ونفس لا تشبع.

٥٧

** (وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ واحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّيناً) : هذا القول الكريم ورد في الآية الكريمة الحادية والثلاثين .. المعنى : وأعدّت لهنّ ما يتّكئن عليه من الوسائد ويعني أيضا : وأعدّت لهنّ طعاما لأنه يقال : اتكأنا عند فلان : بمعنى : طعمنا ـ على سبيل الكناية ـ لأن من دعوته ليطعم عندك اتّخذت له تكأة يتّكئ عليها. و «أعتدت» بمعنى «وأعدت» وأعتدنا : أصله : أعددنا. فقلبت الدال الأولى تاء. وقال ابن عباس : المتكأ : هو فاكهة الاترنج. ويؤيد هذا القول ذكر السكين و «السكين» تذكّر وتؤنّث وتلفظ بكسر السين وليس بفتحها عكس «الخنجر» وهو سكين كبير فالصحيح لفظه بفتح الخاء ـ كما يلفظه العامّة وليس بكسر الخاء. والغالب على لفظ «السكين» هو التذكير وقيل : سمّي بذلك أو كذلك لأنه يسكن الروح أو يسكن حركة المذبوح. وثار خلاف بين علماء اللغة حول تذكير اللفظة وتأنيثها فهي عند ابن الأنباريّ مذكّرة ومؤنّثة وأنكر تأنيثها أبو زيد الأنصاريّ والأصمعيّ .. وربّما أنّت في شعر على معنى «الشفرة».

** (ما هذا بَشَراً إِنْ هذا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ) : أي ما هذا الفتى بشرا .. فحذف النعت أو البدل «الفتى» اختصارا .. قلن ذلك لأن جماله الفائق لم يعهد في البشر. و «ما» من ملحقات «ليس» ومثلها : لا .. لات .. إن. فإذا دخل «ما» على جملة فعلية فهو حرف نفي لا عمل له أمّا إذا دخل على جملة اسمية ولم يتقدم خبرها على اسمها ولم ينتقض ـ أي يبطل ـ نفيها بإلّا فهو حرف نفي يعمل عمل «ليس» كما في الآية الكريمة المذكورة آنفا ومثله الحرف «إنّ» إلّا أنه إذا دخل على جملة اسمية جاز له أن يعمل فيها عمل «ليس» وفي الآية الكريمة ورد الحرفان «ما» و «إن» فالحرف «ما» عمل عمل «ليس» في حين أن الحرف «إن» وهو بمعناه لم يعمل عمل «ليس» لأن النفي بطل بأداة الحصر إلّا.

** (وَلَيَكُوناً مِنَ الصَّاغِرِينَ) : ورد في الآية الكريمة الثانية والثلاثين. و «الصاغرين» جمع «صاغر» وهو اسم فاعل بمعنى : ذليل .. مهان. وفعله : صغر ـ صغرا ـ من باب «تعب» بمعنى : ذلّ وهان .. سمّي بذلك لأنه يصغر الإنسان إلى نفسه.

** (قالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ) : هذا القول الكريم ورد في مستهل الآية الكريمة الثالثة والثلاثين .. المعنى والتقدير : دخول السجن أرغب إليّ ممّا يطلبنه منّي. وقد أسند الدعوة إليهنّ جميعا لأنّهنّ تنصحنّ له وزينّ له مطاوعتها وبعد حذف المضاف المبتدأ «دخول» أقيم المضاف إليه «السجن» مقامه وارتفع ارتفاعه على الابتداء. و «السجن» بكسر السين يعني المكان .. أمّا بفتح السين فيعني الحكم. نحو : حكم عليه بالسجن ـ بفتح السين ـ فمعناه الحكم والمدة.

** (وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ) : المعنى : احتيالهنّ .. فالكيد : ضرب ـ نوع ـ من الاحتيال وقد يكون محمودا ومذموما وهو في المذموم أكثر .. يقال : كاد ـ يكيد ـ كيدا : بمعنى : احتال وخدع ومكر .. من باب «باع».

** (فَاسْتَجابَ لَهُ رَبُّهُ) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة الرابعة والثلاثين .. التقدير : فاستجاب له ربّه دعاءه فلطف به فحذف المفعول به «دعاءه» اختصارا.

** (ذلِكُما مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي) : في هذا القول الكريم الوارد في الآية الكريمة السابعة والثلاثين حذف المشار إليه اختصارا لأن ما قبله دال عليه .. التقدير : ذلكما التأويل والإخبار بالغيبيات.

٥٨

** (وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبائِي) : هذا القول الكريم ورد في بداية الآية الكريمة الثامنة والثلاثين .. المعنى : واتّبعت دين آبائي .. أي أجدادي .. سماهم آباءه لترغيب صاحبي السجن غلامي الملك الساقي والخباز في الإيمان.

** (ذلِكَ مِنْ فَضْلِ اللهِ عَلَيْنا وَعَلَى النَّاسِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ) : أي ذلك التوحيد والإيمان من فضل الله ولكن أكثر الناس لا يشكرون الله على هذه النعم والأفضال فحذف النعت أو البدل المشار إليه «التوحيد» وحذف مفعول «يشكرون».

(يا صاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللهُ الْواحِدُ الْقَهَّارُ) (٣٩)

(يا صاحِبَيِ السِّجْنِ) : أداة نداء. صاحبيّ : منادى مضاف منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه مثنّى وحذفت النون ـ أصله : صاحبين ـ للإضافة أي بتسكين الياء وكسرت لالتقاء الساكنين. السجن : مضاف إليه مجرور بالكسرة.

(أَأَرْبابٌ مُتَفَرِّقُونَ) : الهمزة همزة استفهام لا محل لها ولا عمل لها. أرباب : مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة المنونة وجاز الابتداء بالنكرة هنا لأنها موصوفة. متفرقون : صفة ـ نعت ـ للموصوف «أرباب» وعلامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن التنوين والحركة في الاسم المفرد.

(خَيْرٌ أَمِ اللهُ) : خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة المنونة بعد حذف ألفه ـ أصله : أخير وهذه اللفظة ممنوعة من الصرف لأنها على وزن ـ أفعل ـ صيغة تفضيل وبوزن الفعل وحذف الألف من «أخير» و «أشرّ» أفصح. أم : حرف عطف بمعنى «بل» وهي منقطعة وكسرت الميم لالتقاء الساكنين ولفظ الجلالة «الله» مرفوع للتعظيم بالضمة لأنه معطوف على مرفوع وهو «خير».

(الْواحِدُ الْقَهَّارُ) : صفتان ـ نعتان ـ للفظ الجلالة مرفوعان وعلامة رفعهما الضمة.

(ما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلاَّ أَسْماءً سَمَّيْتُمُوها أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ ما أَنْزَلَ اللهُ بِها مِنْ سُلْطانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (٤٠)

(ما تَعْبُدُونَ) : نافية لا عمل لها. تعبدون : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.

٥٩

(مِنْ دُونِهِ) : جار ومجرور متعلق بحال مقدمة من «أسماء» والهاء ضمير متصل ـ مبني على الكسر في محل جر بالإضافة يعود إلى الله.

(إِلَّا أَسْماءً سَمَّيْتُمُوها) : أداة حصر لا عمل لها. أسماء : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. سمّيتموها : الجملة الفعلية في محل نصب صفة ـ نعت ـ لأسماء بمعنى : سمّيتم بها وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل. والميم علامة جمع الذكور والواو لاشباع الميم و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به.

(أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ) : ضمير منفصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على السكون في محل رفع توكيد لضمير الجماعة المتصل في «سمّيتم». وآباؤكم : معطوف على ضمير «سميتم» التاء .. ضمير المخاطبين مرفوع بالضمة وهو مضاف. والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر بالإضافة والميم علامة جمع الذكور.

(ما أَنْزَلَ اللهُ) : الجملة وما بعدها في محل نصب صفة ثانية لأسماء. ما : نافية لا عمل لها. أنزل : فعل ماض مبني على الفتح. الله لفظ الجلالة : فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة.

(بِها مِنْ سُلْطانٍ) : جار ومجرور متعلق بأنزل أي ما أنزل الله ذلك في الكتاب. من سلطان : جار ومجرور متعلق بأنزل ويجوز أن تكون «من» حرف جر زائدا و «سلطان» مجرورا لفظا وعلامة جره الكسرة المنونة منصوب محلا على أنه مفعول «أنزل».

(إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ) : مخففة مهملة بمعنى «ما» النافية لا عمل لها وكسر آخرها لالتقاء الساكنين. الحكم : مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة. إلّا : أداة حصر لا عمل لها. لله : جار ومجرور للتعظيم في محل رفع متعلق بخبر المبتدأ.

(أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا) : الجملة الفعلية في محل نصب حال وهي فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. ألّا : مركبة

٦٠