إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ٥

بهجت عبدالواحد الشيخلي

إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ٥

المؤلف:

بهجت عبدالواحد الشيخلي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٩٩

(وَلا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللهِ ثَمَناً قَلِيلاً إِنَّما عِنْدَ اللهِ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (٩٥)

(وَلا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ) : تعرب إعراب «ولا تتخذوا» الواردة في الآية الكريمة السابقة. بعهد : جار ومجرور متعلق بتشتروا.

(اللهِ ثَمَناً قَلِيلاً) : مضاف إليه مجرور للتعظيم بالإضافة وعلامة الجر الكسرة. ثمنا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. قليلا : صفة ـ نعت ـ للموصوف «ثمنا» منصوب مثله بالفتحة المنونة. ويجوز أن تكون كلمة «ثمنا» مفعولا مطلقا منصوبا بفعل مضمر تقديره : ولا تثمنوا بعهد الله ثمنا قليلا لأن القول «أثمنت الشيء» معناه : بعته بثمن .. وبما أنّ «لا تشتروا» معناها : لا تبيعوا فيكون التقدير المذكور : ولا تثمنوا بعهد الله ثمنا قليلا.

(إِنَّما عِنْدَ اللهِ) : أي إنّ الذي عند الله .. إنّ : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب اسم «إنّ». عند : ظرف مكان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق بصلة الموصول المحذوفة وهو مضاف وهو هنا يستعمل بمعنى : الملك والسلطان على الشيء. الله لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور للتعظيم بالإضافة وعلامة الجر الكسرة أي وجد عند الله.

(هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ) : الجملة الاسمية في محل رفع خبر «إنّ». هو : ضمير فصل أو حرف عماد لا محل له. أو ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. خير : خبر «هو» مرفوع بالضمة المنونة وفي حالة إعراب «هو» ضمير فصل .. تكون كلمة «خير» خبر «إنّ». لكم : جار ومجرور متعلق بخير. والميم علامة جمع الذكور والأفصح أن يكون «هو» ضميرا منفصلا في محل رفع مبتدأ لأنّ ما سبقه معرفة وليس نكرة.

(إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) : حرف شرط جازم. كنتم : فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك فعل الشرط في محل جزم بإن والتاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في

٤٤١

محل رفع اسم «كان» والميم علامة جمع الذكور. تعلمون : الجملة الفعلية في محل نصب خبر «كان» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل وجواب الشرط محذوف لتقدم معناه.

(ما عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَما عِنْدَ اللهِ باقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ ما كانُوا يَعْمَلُونَ) (٩٦)

(ما عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ) : اسم موصول بمعنى «الذي» مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. عندكم : ظرف مكان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق بفعل محذوف تقديره : وجد أو استقر والجملة الفعلية «وجد عندكم» صلة الموصول لا محل لها وهو مضاف. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر بالإضافة والميم علامة جمع الذكور. ينفد : الجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ «ما» وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو بمعنى يفنى.

(وَما عِنْدَ اللهِ باقٍ) : الواو عاطفة. ما عند : أعرب. الله لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور للتعظيم بالإضافة وعلامة الجر الكسرة. باق : خبر «ما» مرفوع بالضمة المقدرة على الياء المحذوفة لأنه اسم منقوص نكرة.

(وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا) : الواو استئنافية. اللام للتوكيد. نجزينّ : فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن. ونون التوكيد لا محل لها. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب مفعول به بمعنى لنثيبنّ الصابرين. صبروا : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.

(أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ) : مفعول به ثان منصوب بنجزي المتعدي إلى مفعولين وعلامة نصبه الفتحة. و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على

٤٤٢

السكون في محل جر بالإضافة. بأحسن : جار ومجرور متعلق بنجزي وحرّك بالكسر لإضافته.

(ما كانُوا يَعْمَلُونَ) : اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالإضافة. كانوا : فعل ماض ناقص مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع اسم «كان» والألف فارقة. يعملون : الجملة الفعلية في محل نصب خبر «كان» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. والجملة الفعلية «كانوا يعملون» صلة الموصول لا محل لها والعائد إلى الموصول ضمير محذوف خطا واختصارا منصوب محلا لأنه مفعول به. التقدير : ما كانوا يعملونه أو تكون «ما» مصدرية فتكون «ما» وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بالإضافة. التقدير : بأحسن أعمالهم.

(مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ ما كانُوا يَعْمَلُونَ) (٩٧)

(مَنْ عَمِلَ صالِحاً) : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ وجملتا فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر المبتدأ «من» عمل : فعل ماض مبني على الفتح فعل الشرط في محل جزم بإن والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. صالحا مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.

(مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى) : جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من الاسم الموصول «من» التقدير : حال كونه من ذكر و «من» حرف جر بيانيّ. أو أنثى : معطوف بأو على «ذكر» ويعرب مثله وعلامة جر الاسم الكسرة المقدرة على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر ولم ينون آخره لأنه اسم مقصور مؤنث رباعي.

(وَهُوَ مُؤْمِنٌ) : الواو حالية والجملة الاسمية في محل نصب حال من ضمير «عمل» هو : ضمير منفصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. مؤمن : خبر «هو» مرفوع بالضمة المنونة.

٤٤٣

(فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً) : الجملة جواب شرط جازم مقترن بالفاء في محل جزم. الفاء رابطة لجواب الشرط. اللام لام التوكيد. نحيينّه : فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن. ونون التوكيد لا محل لها والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به. حياة : مفعول مطلق ـ مصدر ـ منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. طيبة : صفة ـ نعت ـ لحياة منصوبة مثلها وعلامة نصبها الفتحة المنونة بمعنى يجعله يحيا حياة طيبة.

(وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ) : معطوفة بالواو على «لنحيينّه» وتعرب إعرابها والميم علامة جمع الذكور بمعنى : ولنوفّينّهم.

(أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ ما كانُوا يَعْمَلُونَ) : هذا القول الكريم أعرب في الآية الكريمة السابقة أي ثوابهم في الآخرة ..

(فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ) (٩٨)

(فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ) : الفاء استئنافية. إذا : ظرف لما يستقبل من الزمان خافض لشرطه منصوب بجوابه .. متضمن معنى الشرط. قرأت : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك والتاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل رفع فاعل. القرآن : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة .. والجملة الفعلية «قرأت القرآن» في محل جر بالإضافة لوقوعها بعد الظرف «إذا».

(فَاسْتَعِذْ بِاللهِ) : الجملة جواب شرط غير جازم لا محل لها. الفاء واقعة في جواب الشرط استعذ : فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. بالله : جار ومجرور متعلق باستعذ.

(مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ) : جار ومجرور متعلق باستعذ. الرجيم : صفة ـ نعت ـ للشيطان مجرورة مثله وعلامة جره الكسرة بمعنى : فقل ألتجئ إلى الله من وسوسة الشيطان الرجيم.

٤٤٤

(إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) (٩٩)

(إِنَّهُ لَيْسَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب اسم «إنّ» والجملة الفعلية بعده «ليس له سلطان» في محل رفع خبر «إنّ». ليس : فعل ماض ناقص من أخوات «كان» مبني على الفتح.

(لَهُ سُلْطانٌ) : جار ومجرور في محل نصب متعلق بخبر «ليس» المقدم. سلطان : اسم «ليس» المؤخر مرفوع بالضمة المنونة.

(عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا) : حرف جر. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل جر بعلى والجار والمجرور متعلق بسلطان أي تسلط ـ بتأويل فعله ـ آمنوا : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والالف فارقة أي على المؤمنين بالله.

(وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) : الواو عاطفة. على ربّ : جار ومجرور متعلق بيتوكلون و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر بالإضافة. يتوكلون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. والجملة الفعلية «يتوكلون على ربهم» صلة الموصول لا محل لها أي ولا على المتوكلين ..

(إِنَّما سُلْطانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ) (١٠٠)

(إِنَّما سُلْطانُهُ) : كافة ومكفوفة. سلطانه : مبتدأ مرفوع بالضمة والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل جر بالإضافة.

(عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ) : حرف جر. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل جر بعلى. والجار والمجرور في محل رفع متعلق بخبر المبتدأ «سلطانه» يتولّونه : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل

٤٤٥

في محل رفع فاعل والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به بمعنى : إنّما تسلط الشيطان على الذين يتخذونه وليا لأمورهم.

(وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ) : معطوف بواو العطف على «الذين» الأول ويعرب إعرابه. هم : ضمير منفصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. به : جار ومجرور متعلق بخبر «هم» مشركون : أي بسببه بمعنى من أجل الشيطان. مشركون : خبر «هم» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته. والجملة الاسمية «هم به مشركون» صلة الموصول لا محل لها أي بسببه مشركون بالله.

(وَإِذا بَدَّلْنا آيَةً مَكانَ آيَةٍ وَاللهُ أَعْلَمُ بِما يُنَزِّلُ قالُوا إِنَّما أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ) (١٠١)

(وَإِذا بَدَّلْنا) : الواو استئنافية. إذا : ظرف لما يستقبل من الزمان خافض لشرطه منصوب بجوابه وهو أداة شرط غير جازمة. بدّلنا : الجملة الفعلية مع مفعولها في محل جر بالإضافة لوقوعها بعد الظرف «إذا» وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.

(آيَةً مَكانَ آيَةٍ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. مكان : مفعول به ثان منصوب ببدّل المتعدي إلى مفعولين وعلامة نصبه الفتحة لأن الفعل «بدّل» بمعنى «جعل .. صيّر» آية : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة بمعنى : وإذا أزلنا آية أي إذا نسخنا آية نزلت أول الأمر لتبدل الأحوال التي دعت إليها.

(وَاللهُ أَعْلَمُ) : الواو اعتراضية والجملة الاسمية اعتراضية لا محل لها. أو تكون الواو حالية والجملة في محل نصب حالا من ضمير الواحد المطاع في «بدّلنا» الله لفظ الجلالة : مبتدأ مرفوع للتعظيم بالضمة. أعلم : خبر المبتدأ مرفوع بالضمة ولم ينون آخره لأنه ممنوع من الصرف ـ صيغة تفضيل وبوزن الفعل ـ.

٤٤٦

(بِما يُنَزِّلُ) : الباء حرف جر. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالباء والجار والمجرور متعلق بأعلم. ينزل : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. والعائد إلى الموصول ضمير محذوف خطا واختصارا منصوب محلا لأنه مفعول به. التقدير : بما أنزله.

(قالُوا) : الجملة الفعلية جواب شرط غير جازم لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة والجملة الاسمية بعدها في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ.

(إِنَّما أَنْتَ مُفْتَرٍ) : كافة ومكفوفة. أنت : ضمير منفصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. مفتر : خبر «أنت» مرفوع بالضمة المقدرة على الياء المحذوفة لأنه اسم منقوص نكرة بمعنى كاذب .. مختلق.

(بَلْ أَكْثَرُهُمْ) : حرف اضراب للاستئناف. أكثر : مبتدأ مرفوع بالضمة و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر بالإضافة.

(لا يَعْلَمُونَ) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ. لا : نافية لا عمل لها. يعلمون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.

(قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدىً وَبُشْرى لِلْمُسْلِمِينَ) (١٠٢)

(قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ) : فعل أمر مبني على السكون وحذفت واوه ـ أصله : قول ـ تخفيفا ولالتقاء الساكنين والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. والجملة الفعلية بعده «نزّله روح القدس» في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ نزّله : فعل ماض مبني على الفتح والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به مقدم. روح : فاعل مرفوع بالضمة

٤٤٧

(الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة بمعنى : نزّل هذا القرآن جبريل. من ربك : جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من ضمير «نزّله» والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر بالإضافة.

(بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ) : جار ومجرور متعلق بحال ثانية بتقدير : نزّله ملتبسا بالحق أو ومعه الحق أو يكون صفة ـ متعلقا بصفة لمصدر محذوف ـ أي نزّله تنزيلا متلبسا بالحق بمعنى ملازما للحق. اللام حرف جر للتعليل. يثبّت : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. والجملة الفعلية «يثبّت الذين» صلة حرف مصدري لا محل لها و «أن» المضمرة بعد اللام وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بلام التعليل والجار والمجرور متعلق بنزّله أي تثبيتا.

(الَّذِينَ آمَنُوا) : اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب مفعول به. آمنوا : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.

(وَهُدىً وَبُشْرى لِلْمُسْلِمِينَ) : الاسمان مفعول لهما معطوفان بواوي العطف على محل «ليثبت» أي المصدر .. التقدير تثبيتا لهم وهدى ـ أي وإرشادا ـ وبشرى ـ أي وبشارة ـ منصوبان وعلامة نصب «هدى» الفتحة المقدرة للتعذر على آخره ـ الألف المقصورة ـ قبل تنوينها وقد نون آخرها لأنها اسم مقصور نكرة ثلاثي وعلامة نصب «بشرى» الفتحة المقدرة للتعذر على الألف المقصورة ولم ينون آخر «بشرى» لأنها اسم مقصور مؤنث رباعيّ على وزن «فعلى» للمسلمين : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «بشرى» وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته.

(وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهذا لِسانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ) (١٠٣)

٤٤٨

(وَلَقَدْ نَعْلَمُ) : الواو استئنافية. اللام للابتداء والتوكيد. قد : حرف تحقيق لوروده بعد لام التأكيد. نعلم : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن.

(أَنَّهُمْ يَقُولُونَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل نصب اسم «أنّ». يقولون : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «أنّ» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل و «أنّ» مع اسمها وخبرها بتأويل مصدر سدّ مسدّ مفعولي نعلم.

(إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ) : كافة ومكفوفة أو أداة حصر لا عمل لها. يعلّمه : فعل مضارع مرفوع بالضمة والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به مقدم. بشر : فاعل مرفوع بالضمة المنونة ويجوز أن تكون «إنّما» مكونة من «إنّ» الحرف المشبه بالفعل و «ما» الاسم الموصول المبني على السكون في محل نصب اسم «إنّ» أي إنّ الذي. والجملة الفعلية من «يعلّمه» مع فاعلها الضمير المستتر جوازا صلة الموصول لا محل لها و «بشر» خبر «إنّ» والإعراب الاول أوجه وأصوب.

(لِسانُ الَّذِي) : الجملة استئنافية لا محل لها وهي جواب لقولهم «إنّما يعلّمه بشر» فاتهم أن لسان الذي يميلون إليه أعجميّ لا يحسن التعبير أي لغته أعجمية غير واضحة. لسان : مبتدأ مرفوع بالضمة. الذي : اسم موصول لا محل لها.

(يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ) : تعرب إعراب «يقولون» إليه : جار ومجرور متعلق بيلحدون. أعجميّ : خبر المبتدأ مرفوع بالضمة المنونة.

(وَهذا لِسانٌ) : الواو عاطفة. الهاء للتنبيه. ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. لسان : خبر «هذا» مرفوع بالضمة المنونة.

(عَرَبِيٌّ مُبِينٌ) : صفتان ـ نعتان ـ للسان مرفوعان مثله وعلامة رفعهما الضمة المنونة أي ذو بيان وفصاحة.

٤٤٩

(إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآياتِ اللهِ لا يَهْدِيهِمُ اللهُ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) (١٠٤)

(إِنَّ الَّذِينَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب اسم «إنّ».

(لا يُؤْمِنُونَ بِآياتِ اللهِ) : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها. لا : نافية لا عمل لها. يؤمنون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. بآيات : جار ومجرور متعلق بلا يؤمنون. الله لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور للتعظيم بالإضافة وعلامة الجر الكسرة.

(لا يَهْدِيهِمُ اللهُ) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «إنّ». لا : نافية لا عمل لها. يهدي : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم وحرك الميم بالضم للوصل ـ التقاء الساكنين. الله لفظ الجلالة : فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة ومعنى لا يهديهم أي لا يرشدهم إلى سبيل النجاة.

(وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) : الواو استئنافية. اللام حرف جر و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر باللام والجار والمجرور في محل رفع متعلق بخبر مقدم. عذاب : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة المنونة. أليم : صفة ـ نعت ـ لعذاب مرفوع مثله بالضمة المنونة.

(إِنَّما يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآياتِ اللهِ وَأُولئِكَ هُمُ الْكاذِبُونَ) (١٠٥)

(إِنَّما يَفْتَرِي الْكَذِبَ) : كافة ومكفوفة. يفتري : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل. الكذب : مفعول به مقدم منصوب وعلامة نصبه الفتحة بمعنى : يختلق الكذب.

(الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ) : اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع فاعل. لا يؤمنون : أعربت في الآية الكريمة السابقة.

٤٥٠

(بِآياتِ اللهِ وَأُولئِكَ) : أعرب في الآية الكريمة السابقة. الواو استئنافية. أولاء : اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ والكاف للخطاب.

(هُمُ الْكاذِبُونَ) : الجملة الاسمية في محل رفع خبر «أولئك» هم : ضمير منفصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون الذي حرك بالضم للوصل ـ التقاء الساكنين ـ في محل رفع مبتدأ و «الكاذبون» خبر «هم» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن التنوين والحركة في الاسم المفرد.

(مَنْ كَفَرَ بِاللهِ مِنْ بَعْدِ إِيمانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ وَلكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللهِ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ) (١٠٦)

(مَنْ كَفَرَ بِاللهِ) : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع لأنه بدل من «الكاذبون» أو من «الذين لا يؤمنون بآيات الله» الوارد في الآية الكريمة السابقة فتجعل جملة «أولئك هم الكاذبون» جملة اعتراضية لا محل لها اعترضت بين البدل والمبدل منه .. المعنى والتقدير : إنّما يفتري الكذب من كفر بالله. كفر : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. بالله : جار ومجرور للتعظيم متعلق بكفر. والجملة الفعلية «كفر بالله» صلة الموصول لا محل لها.

(مِنْ بَعْدِ إِيمانِهِ) : جار ومجرور متعلق بكفر. إيمانه : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر مضاف إليه ثان.

(إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ) : أداة استثناء من : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مستثنى بإلّا. أكره : أي أجبر : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. والجملة الفعلية «أكره» صلة الموصول لا محل لها بمعنى : إلّا من أجبر على الكفر ويجوز أن يكون «من» في «من كفر» اسم شرط جازما في محل رفع مبتدأ وجواب الشرط محذوفا لأن جواب «من شرح» دالّ عليه بتقدير : من كفر

٤٥١

بالله فعليهم غضب إلّا من أكره ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله.

(وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ) : الواو حالية والجملة الاسمية في محل نصب حال بمعنى : فقال كلمة الكفر بلسانه وقلبه مطمئن بالإيمان. قلبه : مبتدأ مرفوع بالضمة والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة و «مطمئن» خبر المبتدأ مرفوع بالضمة المنونة. بالإيمان : جار ومجرور متعلق بمطمئن.

(وَلكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً) : الواو للاستدراك. لكن : حرف مخفف من «لكنّ» مهمل لا محل له ولا عمل له. من : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ والجملة الشرطية من فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر «من». شرح : فعل ماض مبني على الفتح فعل الشرط في محل جزم بمن والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو بمعنى ولكن من اتّسع صدره للكفر فقبله وطاب به نفسا. والجملة الفعلية «شرح ..» صلة الموصول «من» لا محل لها. بالكفر : جار ومجرور متعلق بشرح. صدرا : تمييز منصوب بالفتحة المنونة.

(فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللهِ) : الجملة الاسمية جواب شرط جازم مقترن بالفاء في محل جزم. الفاء رابطة لجواب الشرط. على : حرف جر و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر بعلى والجار والمجرور في محل رفع متعلق بخبر مقدم. غضب : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة المنونة. من الله : جار ومجرور للتعظيم متعلق بصفة محذوفة من غضب.

(وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ) : معطوف بالواو على «عليهم غضب» ويعرب مثله. عظيم : صفة ـ نعت ـ لعذاب مرفوع بالضمة المنونة.

(ذلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَياةَ الدُّنْيا عَلَى الْآخِرَةِ وَأَنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ) (١٠٧)

(ذلِكَ بِأَنَّهُمُ) : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. اللام للبعد والكاف حرف خطاب. الباء حرف جر و «هم» ضمير الغائبين

٤٥٢

مبني على السكون في محل جر بالباء والجار والمجرور في محل رفع متعلق بخبر المبتدأ التقدير والمعنى : ذلك الغضب والعذاب وقعا عليهم بسبب أنهم استحبوا .. وحركت ميم «أنّهم» بالضم للوصل ـ التقاء الساكنين. و «أنّ» وما بعدها من اسمها وخبرها بتأويل مصدر في محل جر بالباء التقدير : بسبب استحبابهم الدنيا على الآخرة واستحقاقهم خذلان الله بكفرهم.

(اسْتَحَبُّوا الْحَياةَ) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «أنّ» وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. الحياة : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.

(الدُّنْيا عَلَى الْآخِرَةِ) : صفة ـ نعت ـ للحياة منصوبة مثلها وعلامة نصبها الفتحة المقدرة على الألف للتعذر والجار والمجرور «على الآخرة» متعلق باستحبّوا أو بفعل محذوف تقديره : وفضّلوها على الآخرة.

(وَأَنَّ اللهَ) : الواو عاطفة. أنّ : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الله لفظ الجلالة : اسم «أنّ» منصوب للتعظيم بالفتحة.

(لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «أنّ». لا : نافية لا عمل لها. يهدي : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. القوم : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. الكافرين : صفة ـ نعت ـ للقوم منصوب مثله وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته.

** (وَلكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ) : في هذا القول الكريم الوارد في الآية الكريمة الثالثة والتسعين حذف مفعولا الفعلين «يشاء» التقدير : يضلّ من يشاء إضلاله ويهدي من يشاء هدايته.

** (فَتَزِلَّ قَدَمٌ) : هذا القول الكريم ذكر في الآية الكريمة الرابعة والتسعين ومعناه : فتسقط قدم يقال : زلّت قدمه ـ تزلّ ـ زللا .. بمعنى : سقطت وزلقت .. من باب «تعب» والاسم من زلّ في طين أو في منطق : هو «الزلّة» بفتح الزاي وبفتحها اسم المرّة و «زلّ ـ يزلّ ـ زلّة» من باب «ضرب» في منطقه أو فعله وعن الحق أو الصواب : أي انحرف.

** (بِما صَدَدْتُمْ) : أي بما منعتم .. التقدير : بصدكم أي بمنعكم الناس .. فحذف المفعول به أي الناس.

٤٥٣

** (وَلا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللهِ ثَمَناً قَلِيلاً) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة الخامسة والتسعين المعنى : ولا تبيعوا عهد الله بثمن قليل أو ولا تستبدلوا بعهد الله. وهنا حلّت الكلمتان «عهد» و «ثمنا» كلّ منهما محل الأخرى من حيث الإعراب. كما أنّ الفعلين «اشترى» و «باع» يستعمل أحدهما مكان الآخر بمعنى واحد.

** (إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) : أي إن كنتم تعلمون ذلك. فحذف مفعول «تعلمون» اختصارا وهو «ذلك».

** (ما عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ) : هذا القول الكريم هو مستهل الآية الكريمة السادسة والتسعين بمعنى : يفنى وينقطع والفعل من باب «تعب» ومصدره «نفادا» بفتح النون.

** (بِأَحْسَنِ ما كانُوا يَعْمَلُونَ) : أي بثواب أو بجزاء أحسن من أعمالهم فحذف الموصوف «جزاء» وحلّت صفته «أحسن» محلّه. و «أحسن» ممنوع من الصرف وصرف هنا لإضافته إلى «ما».

** (مَنْ عَمِلَ صالِحاً) : هذا القول الكريم ورد في بداية الآية الكريمة السابعة والتسعين. التقدير : من عمل عملا صالحا فحذف الموصوف «عملا» وأقيمت الصفة «صالحا» مقامه.

** (فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ) : أفرد الضمير «الهاء» العائد إلى «من» على لفظه وجمع في «نجزينهم أجرهم» على معناه لأن «من» مفردة لفظا مجموع معنى.

** (فَاسْتَعِذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ) : هذا القول الكريم هو آخر الآية الكريمة الثامنة والتسعين المعنى والتقدير : فقل ألتجئ إلى الله من وسوسة الشيطان الرجيم فحذف المضاف «وسوسة» وحلّ المضاف إليه «الشيطان» محلّه. و «رجيم» من صيغ المبالغة ـ فعيل بمعنى : مفعول ـ أي مطرود من رحمة الله .. يقال : رجمه ـ يرجمه ـ رجما. من باب «قتل» بمعنى ضربه بالرجم أي بالحجارة ورجمته بالقول : أي رميته بالفحش.

** (بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ) : أي لا يعلمون أنّ الأحكام تتبدل بتبدل الأزمان أو لا يعلمون حكمة النسخ والتبديل.

** (قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ) : هذا القول الكريم هو مستهل الآية الكريمة الثانية بعد المائة. أي نزّله ـ أي القرآن ـ جبريل ـ عليه‌السلام ـ أضيف إلى «القدس» وهو الطهر والمراد الروح القدس.

** (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة الثالثة بعد المائة. المعنى : ولقد نعلم أنّهم يدّعون إنّما يلقّن محمدا رجل من البشر .. اتّهموا بذلك جبرا ويسارا ـ كما جاء في التفسير ـ وكانا من صناع السيوف بمكة .. كانا يقرآن التوراة والإنجيل وكان يمرّ بهما رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ يستمع إليهما واتّهموا عائشا غلام حويطب بن عبد العزى .. وقيل سلمان الفارسيّ وقد غفلوا عن أنّ لسان الذي يلحدون إليه أعجمي لا يحسن التعبير وهذا القرآن عربيّ مبين. وقيل : إنّ المشركين يقولون : إنّما يعلّم محمدا بشر من بني آدم وهو غلام الفاكه بن المغيرة واسمه جبر .. وكان نصرانيا روميا من صقلية يصنع السيوف فأسلم فردّ الله عليهم : لغة الذي يميلون وينسبون أو يشيرون إليه أعجمية وهذا القرآن بلغة عربية ذات بيان وفصاحة فكيف تزعمون أنّ عربيا يعلّمه أعجميّ غير عربيّ.

** (وَهذا لِسانٌ عَرَبِيٌّ) : الإشارة إلى القرآن الكريم أي وهذا القرآن لسان عربي واضح فحذف النعت أو البدل «القرآن» اختصارا لأنه معلوم. قال ابن السّكّيت : يقال : أفصح الأعجمي : بمعنى تكلم بالعربية فلم يلحن. وهو بمعنى : رجل فصيح اللسان .. أي فصيح اللّغة لأنّ

٤٥٤

من معاني «اللسان» اللغة. واللسان عضو النطق لدي الإنسان يذكّر ويؤنّث. فمن ذكّره جمعه على «ألسنة» ومن أنّثه جمعه على «ألسن» قال أبو حاتم : التذكير أكثر وهو في القرآن الكريم كلّه مذكّر و «اللسان» هو اللغة فيؤنّث على هذا المعنى. وقد يذكّر باعتبار أنّه لفظ .. فيقال : هذا رجل لسانه فصيحة : أي لغته فصيحة. ولسانه فصيح : أي نطقه فصيح وتأكيدا لما ذهب إليه أبو حاتم من أنّ «اللسان» ورد مذكّرا فقط في القرآن الكريم هو أنّ لفظة «ألسنة» وهي جمع «لسان» في حالة جعله مذكّرا ورد عشر مرات في القرآن الكريم في حين أنّ الجمع الثاني للسان في حالة جعله مؤنثا وهو «ألسن» لم يرد له ذكر في كتاب الله الكريم.

** (مَنْ كَفَرَ بِاللهِ مِنْ بَعْدِ إِيمانِهِ) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة السادسة بعد المائة وفيه أفرد الفعل «كفر» والضمير «الهاء» في «إيمانه» وهو عائد على «من» والمراد به لفظ «من» وجمع الضمير العائد على «من» في «عليهم غضب .. ولهم عذاب ..» لأن المراد معنى «من» لا لفظها.

** (وَلكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً) : المعنى : ولكن من اتّسع صدره للكفر فقبله وطاب نفسا .. يقال : شرح ـ يشرح ـ الله صدره للإسلام .. بمعنى : وسّعه لقبول الحق فانشرح صدره .. وهو من باب «قطع» ويقال : شرح الشيء الغامض : أي فسّره وبيّنه واوضح معناه. قال الفيّوميّ : وتصغير المصدر هو شريح .. وبه سمّي القاضي شريح وبه كني أيضا ومنه «أبو شريح» واسمه : خويلد بن عمر الكعبيّ العدويّ.

** (ذلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا) : أي ذلك الكفر بعد الإيمان أو ذلك الوعيد بسبب أي واقع عليهم بسبب إيثارهم الدنيا على الآخرة .. فحذفت الصفة أو البدل المشار إليه اختصارا وهو «الوعيد».

** سبب نزول الآية : نزلت الآية الكريمة السادسة بعد المائة في شأن عمار بن ياسر الذي عذّبه المشركون وأجبروه على سبّ النبيّ ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وذكر آلهتهم بخير .. ثم أقرّ أمام النبيّ ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ بأنّه مطمئنّ بالإيمان.

(أُولئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصارِهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ) (١٠٨)

(أُولئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ) : اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ والكاف حرف خطاب. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع خبر مبتدأ محذوف تقديره : هم. والجملة الاسمية «هم الذين» في محل رفع خبر المبتدأ الأول «أولئك». طبع : فعل ماض مبني على الفتح. والجملة الفعلية «طبع الله على قلوبهم» صلة الموصول لا محل لها.

(اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ) : فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة. على قلوب : جار ومجرور متعلق بطبع و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر بالإضافة أي ختم على قلوبهم بمعنى : أغلق قلوبهم ومنعهم عن الفهم.

٤٥٥

(وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصارِهِمْ) : معطوفان بواوي العطف على «قلوبهم» ويعربان مثله.

(وَأُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ) : الجملة الاسمية معطوفة بالواو على جملة «أولئك هم الذين» وتعرب إعرابها وحرك ميم «هم» بالضم للوصل ـ التقاء الساكنين و «الغافلون» خبر «هم» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته.

(لا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْخاسِرُونَ) (١٠٩)

(لا جَرَمَ) : بمعنى : حقا .. قال الفراء : هي في الأصل بمعنى «لا بد» ولا محالة ثم كثرت فحوّلت إلى معنى القسم وصارت بمعنى حقا.

(أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل نصب اسم «أنّ». في الآخرة : جار ومجرور متعلق باسم الفاعلين «الخاسرين» على تأويل فعله.

(هُمُ الْخاسِرُونَ) : الجملة الاسمية في محل رفع خبر «أنّ». هم : ضمير منفصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون الذي حرك بالضم للوصل ـ التقاء الساكنين ـ في محل رفع مبتدأ. الخاسرون : خبر «هم» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته.

(ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هاجَرُوا مِنْ بَعْدِ ما فُتِنُوا ثُمَّ جاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِها لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) (١١٠)

(ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ) : حرف عطف. إنّ : حرف نصب مشبه بالفعل. ربّك : اسم «إنّ» منصوب بالفتحة والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر بالإضافة.

(لِلَّذِينَ هاجَرُوا) : حرف جر. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بغفور. هاجروا : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو

٤٥٦

الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة أي هاجروا من مكة إلى المدينة وفي هذا القول تباعد حال هؤلاء من حال أولئك.

(مِنْ بَعْدِ ما فُتِنُوا) : جار ومجرور متعلق بهاجروا. ما : مصدرية. فتنوا : الجملة الفعلية صلة حرف مصدري لا محل لها وهي فعل ماض مبني للمجهول مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل والألف فارقة. و «ما» وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بالإضافة التقدير والمعنى : من بعد فتنتهم أي من بعد ما امتحنوا وابتلوا بالعذاب والإكراه على الكفر.

(ثُمَّ جاهَدُوا وَصَبَرُوا) : الجملتان الفعليتان معطوفتان بحرفي العطف على جملة «هاجروا» وتعربان إعرابها.

(إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِها) : بدل من «إن ربك» في بداية الآية الكريمة ويعرب إعرابه وكرّر للتأكيد. من بعد : جار ومجرور متعلق بغفور و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة أي من بعد هذه الأفعال وهي الهجرة والجهاد والصبر.

(لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) : اللام لام الابتداء ـ المزحلقة ـ للتوكيد. غفور رحيم : خبرا «إنّ» مرفوعان بالضمة المنونة.

(يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجادِلُ عَنْ نَفْسِها وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) (١١١)

(يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ) : مفعول به منصوب بفعل مضمر تقديره : اذكر وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف. تأتي : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل. كلّ : فاعل مرفوع بالضمة ويجوز أن يكون «يوم» مفعولا فيه ظرف زمان منصوبا وعلامة نصبه الفتحة والعامل فيه «رحيم» والجملة الفعلية «تأتي كلّ ..» في محل جر بالإضافة.

(نَفْسٍ تُجادِلُ عَنْ نَفْسِها) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة. تجادل : الجملة الفعلية في محل جر صفة ـ نعت ـ لنفس وهي

٤٥٧

فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي. عن نفس : جار ومجرور متعلق بتجادل و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة.

(وَتُوَفَّى كُلُّ) : الواو عاطفة. توفّى : فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة المقدرة على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر. كلّ : نائب فاعل مرفوع بالضمة بمعنى : وإذ ذاك تعطى كلّ نفس جزاء ما عملت.

(نَفْسٍ ما عَمِلَتْ) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. عملت : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي والعائد إلى الموصول ضمير محذوف خطا واختصارا منصوب محلا لأنه مفعول به. التقدير : ما عملته أي جزاء ما عملته بحذف المضاف «جزاء» مفعول «عملت» وإحلال الاسم الموصول «ما» المضاف إليه محله. ويجوز أن تكون «ما» مصدرية فتكون «ما» وما بعدها بتأويل مصدر في محل نصب مفعول به التقدير : توفّى عملها أي جزاء عملها. وجملة «عملت» صلة حرف مصدري لا محل لها.

(وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) : الواو حالية. والجملة الاسمية في محل نصب حال. هم : ضمير منفصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. لا : نافية لا عمل لها. يظلمون : فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل. والجملة الفعلية «لا يظلمون» في محل رفع خبر «هم».

(وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً قَرْيَةً كانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيها رِزْقُها رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللهِ فَأَذاقَهَا اللهُ لِباسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِما كانُوا يَصْنَعُونَ) (١١٢)

(وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً قَرْيَةً كانَتْ آمِنَةً) : أعربت في الآية الكريمة الخامسة والسبعين. كانت : فعل ماض ناقص مبني على الفتح واسمها ضمير مستتر

٤٥٨

جوازا تقديره : هي والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها. آمنة : خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة والجملة الفعلية «كانت آمنة» في محل نصب صفة ـ نعت ـ لقرية.

(مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيها رِزْقُها) : صفة لآمنة منصوبة مثلها وعلامة نصبها الفتحة المنونة أو يكون خبرا ثانيا لكانت. يأتي : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم. رزق : فاعل مرفوع بالضمة و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة والجملة الفعلية «يأتيها رزقها» في محل نصب صفة ثانية لقرية.

(رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكانٍ) : حال من «الرزق» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. من كلّ : جار ومجرور متعلق بيأتي. مكان : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة بمعنى : واسعا أو موسعا.

(فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللهِ) : الفاء استئنافية. كفرت : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها. بأنعم : جار ومجرور متعلق بكفرت. الله لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور للتعظيم بالإضافة وعلامة الجر الكسرة أي بنعم الله عليها.

(فَأَذاقَهَا اللهُ) : الفاء استئنافية للتسبيب. أذاق : فعل ماض مبني على الفتح و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم. الله لفظ الجلالة : فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة.

(لِباسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف. الجوع : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة. والخوف : معطوف بالواو على «الجوع» مجرور مثله وعلامة جره الكسرة.

(بِما كانُوا يَصْنَعُونَ) : فعل ماض ناقص مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع اسم «كان» والألف فارقة. يصنعون : الجملة الفعلية في محل نصب خبر «كان» وهي فعل مضارع

٤٥٩

مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل بمعنى : يعملون. والجملة الفعلية «كانوا يصنعون» صلة الموصول لا محل لها والعائد إلى الموصول ضمير محذوف خطا واختصارا منصوب محلا لأنه مفعول به. التقدير : بما كانوا يصنعونه. ويجوز أن تكون «ما» مصدرية فتكون «ما» وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بالباء. التقدير : بكينونة صنعهم وجملة «كانوا يصنعون» صلة حرف مصدري لا محل لها من الإعراب. والباء في «بما» حرف جر و «ما» اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالباء والجار والمجرور متعلق بأذاق.

(وَلَقَدْ جاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْهُمْ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمُ الْعَذابُ وَهُمْ ظالِمُونَ) (١١٣)

(وَلَقَدْ جاءَهُمْ) : الواو استئنافية. اللام لام للابتداء والتوكيد. قد : حرف تحقيق. جاء : فعل ماض مبني على الفتح و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم.

(رَسُولٌ مِنْهُمْ) : فاعل مرفوع بالضمة المنونة. من : حرف جر بياني و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر بمن والجار والمجرور متعلق بصفة محذوفة من «رسول» بمعنى : من جنسهم.

(فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمُ الْعَذابُ) : الفاء استئنافية. كذّبوه : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به. الفاء استئنافية. أخذ : فعل ماض مبني على الفتح و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم وحرك الميم بالضم للوصل ـ التقاء الساكنين ـ العذاب : فاعل مرفوع بالضمة.

(وَهُمْ ظالِمُونَ) : الواو حالية والجملة الاسمية في محل نصب حال. هم : ضمير منفصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. ظالمون : خبر «هم» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته.

٤٦٠