إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ٥

بهجت عبدالواحد الشيخلي

إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ٥

المؤلف:

بهجت عبدالواحد الشيخلي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٩٩

التقدير : وفيما يقصّ عليكم مثل الكافرين. ويجوز أن يكون خبر «مثل» الجملة الاسمية «أعمالهم كرماد» في محل رفع بتقدير : صفة الذين كفروا أعمالهم كرماد كقولنا : صفة فلان ماله وفير. ويجوز أن تعرب «أعمالهم» بدلا من «مثل الذين كفروا» ويكون الجار والمجرور «كرماد» في محل رفع خبرا للمبتدإ «مثل» بتقدير : مثل أعمالهم.

(كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ) : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. برب : جار ومجرور متعلق بكفروا و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالإضافة.

(أَعْمالُهُمْ كَرَمادٍ) : مبتدأ مرفوع بالضمة و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر بالإضافة. الكاف حرف جر للتشبيه. رماد : اسم مجرور بالكاف وعلامة جره الكسرة المنونة والجار والمجرور في محل رفع خبر «أعمالهم» والجملة الاسمية استئنافية. لا محل لها وقعت جوابا لسؤال مقدر .. أي كيف مثلهم؟ فقيل : أعمالهم كرماد .. أي كمثل رماد. والجملة الفعلية بعده «اشتدّت به الريح» في محل جر صفة ـ نعت ـ لرماد.

(اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ) : فعل ماض مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها. به : جار ومجرور متعلق باشتدت. الريح : فاعل مرفوع بالضمة بمعنى : هبّت عليه ريح عاصفة.

(فِي يَوْمٍ عاصِفٍ) : جار ومجرور متعلق بحال من «الريح» عاصف : صفة ـ نعت ـ ليوم مجرور وعلامة جرهما : الكسرة المنونة.

(لا يَقْدِرُونَ مِمَّا) : نافية لا عمل لها. يقدرون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. ممّا : مكونة من «من» حرف جر و «ما» اسم موصول مبني على السكون في محل جر بمن والجار والمجرور متعلق بحال من «شيء» لأنه متعلق بصفة من شيء قدّم عليه.

٢٤١

(كَسَبُوا عَلى شَيْءٍ) : تعرب إعراب «كفروا». على شيء : جار ومجرور متعلق بيقدرون بمعنى لا يرون له أثرا أمامهم يوم القيامة.

(ذلِكَ هُوَ) : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. اللام للبعد والكاف للخطاب. هو : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ ثان والجملة الاسمية هو «الضلال البعيد» في محل رفع خبر «ذلك».

(الضَّلالُ الْبَعِيدُ) : خبر «هو» مرفوع بالضمة. البعيد : صفة ـ نعت ـ للضلال مرفوع مثله بالضمة.

(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ) (١٩)

(أَلَمْ تَرَ) : الهمزة همزة تقرير بلفظ استفهام. لم : حرف نفي وجزم وقلب. تر : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف آخره ـ حرف العلة. الألف المقصورة ـ وبقيت الفتحة دالة عليها. والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. ويجوز أن يخاطب به من لم ير ولم يسمع لأن هذا الكلام جرى مجرى المثل في التعجيب .. المعنى : ألم تعلم أيها المخاطب. والمستقبل في «ألم تر» بمعنى الماضي.

(أَنَّ اللهَ خَلَقَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الله لفظ الجلالة : اسم «أنّ» منصوب للتعظيم وعلامة النصب الفتحة. خلق : الجملة الفعلية مع مفعولها في محل رفع خبر «أنّ» وهي فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. و «أنّ» وما بعدها من اسمها وخبرها بتأويل مصدر سدّ مسدّ مفعولي «ترى».

(السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة بدلا من الفتحة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم. والأرض : معطوفة بالواو على «السموات» منصوبة مثلها وعلامة نصبها الفتحة. بالحق : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من مصدر الفعل التقدير : خلقا متلبسا بالحق.

٢٤٢

(إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ) : حرف شرط جازم. يشأ : فعل مضارع فعل الشرط مجزوم بإن وعلامة جزمه سكون آخره وحذفت الألف ـ أصله : يشاء ـ تخفيفا ولالتقاء الساكنين ـ والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. يذهبكم : جواب الشرط ـ جزاؤه ـ وهو فعل مضارع مجزوم بإن وعلامة جزمه سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور والجملة الفعلية جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء لا محل لها من الإعراب.

(وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ) : الواو عاطفة. يأت : فعل مضارع مجزوم لأنه معطوف على «يذهب» وعلامة جزمه حذف آخره ـ حرف العلة ـ الياء ـ وبقيت الكسرة دالة عليها. والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. بخلق : جار ومجرور متعلق بيأت. جديد : صفة ـ نعت ـ لخلق مجرور مثله وعلامة جرهما الكسرة المنونة.

(وَما ذلِكَ عَلَى اللهِ بِعَزِيزٍ) (٢٠)

(وَما ذلِكَ) : الواو استئنافية. ما : نافية بمنزلة «ليس» وهي «ما» الحجازية تعمل عمل «ليس» ولا عمل لها ـ حرف نفي ـ عند بني تميم. ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع اسم «ما» أو مبتدأ على اللغتين. اللام للبعد والكاف حرف خطاب.

(عَلَى اللهِ بِعَزِيزٍ) : جار ومجرور للتعظيم متعلق بعزيز. الباء حرف زائد لتأكيد معنى النفي. عزيز : اسم مجرور لفظا بالباء وعلامة جره الكسرة المنونة مرفوع محلا على أنه خبر «ذلك» على اللغة الثانية أو منصوب محلا على أنه خبر «ما» على اللغة الأولى.

(وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعاً فَقالَ الضُّعَفاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذابِ اللهِ مِنْ شَيْءٍ قالُوا لَوْ هَدانَا اللهُ لَهَدَيْناكُمْ سَواءٌ عَلَيْنا أَجَزِعْنا أَمْ صَبَرْنا ما لَنا مِنْ مَحِيصٍ) (٢١)

٢٤٣

(وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعاً) : الواو استئنافية. برزوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. لله : جار ومجرور للتعظيم متعلق ببرزوا. جميعا : حال من واو الجماعة منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.

(فَقالَ الضُّعَفاءُ) : الفاء عاطفة. قال : فعل ماض مبني على الفتح. الضعفاء : فاعل مرفوع بالضمة أي الضعفاء منهم.

(لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا) : اللام حرف جر. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بقال. استكبروا : تعرب إعراب «برزوا» والجملة الفعلية «استكبروا» صلة الموصول لا محل لها أي استكبروا في الدنيا.

(إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً) : الجملة في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ إنّ : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «نا» المدغمة بإنّ ضمير متصل ـ ضمير المتكلمين ـ مبني على السكون في محل نصب اسم «إنّ» كنّا : فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير المتكلمين و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع اسم «كان». لكم : جار ومجرور في محل نصب حال من «تبعا» والميم علامة جمع الذكور. تبعا : خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة والجملة الفعلية «كنّا لكم تبعا» في محل رفع خبر «إنّ».

(فَهَلْ أَنْتُمْ) : الفاء استئنافية. هل : حرف استفهام لا محل له. أنتم : ضمير منفصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.

(مُغْنُونَ عَنَّا) : خبر «أنتم» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته. عن : حرف جر و «نا» ضمير متصل ـ ضمير المتكلمين ـ مبني على السكون في محل جر بعن. والجار والمجرور متعلق باسم الفاعل «مغنون».

٢٤٤

(مِنْ عَذابِ اللهِ) : جار ومجرور في محل نصب حال من «شيء» لأنه صفة له قدّم عليه. وهو مضاف. الله لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور للتعظيم وعلامة الجر الكسرة بمعنى : فهل أنتم دافعون عنّا من عذاب الله.

(مِنْ شَيْءٍ) : حرف جر للتبعيض و «من» قبلها : حرف جر للتبيين بمعنى : الذي هو عذاب الله. شيء : اسم مجرور بمن وعلامة جره الكسرة المنونة. أو يكون في محل نصب مفعول «مغنون» بتأويل فعله ويجوز أن يكون الجار والمجرور «من شيء» للتبعيض معا أي شيئا من عذاب الله؟ أو بمعنى «بعض الشيء» هو بعض عذاب الله .. أي بعض بعض عذاب الله أي بعض الشيء أو كلّه.

(قالُوا) : تعرب إعراب «برزوا» بمعنى : فأجابوهم قائلين والجملة بعدها في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ.

(لَوْ هَدانَا اللهُ لَهَدَيْناكُمْ) : حرف شرط غير جازم. هدى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر و «نا» ضمير متصل ـ ضمير المتكلمين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم. الله لفظ الجلالة : فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة. اللام واقعة في جواب «لو». هدى : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير المتكلمين. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المتكلمين ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور والجملة الفعلية «لهديناكم» جواب شرط غير جازم لا محل لها بمعنى : لو هدانا الله في الدنيا لهديناكم.

(سَواءٌ عَلَيْنا) : خبر مقدم مرفوع بالضمة المنونة. على : حرف جر و «نا» ضمير المتكلمين مبني على السكون في محل جر بعلى والجار والمجرور متعلق بسواء بمعنى : يستوي علينا الآن الجزع أو الصبر.

(أَجَزِعْنا أَمْ صَبَرْنا) : الهمزة همزة التسوية. جزعنا : تعرب إعراب «هدينا» أم : حرف عطف. صبرنا : معطوفة على «جزعنا» وتعرب إعرابها. والجملة

٢٤٥

الفعلية «جزعنا» بتأويل مصدر في محل رفع مبتدأ مؤخر بتقدير : جزعنا ومثلها في التأويل جملة «صبرنا» التقدير : جزعنا أم صبرنا سواء علينا.

ما لنا من محيص : نافية لا عمل لها. اللام حرف جر و «نا» ضمير المتكلمين مبني على السكون في محل جر باللام والجار والمجرور في محل رفع متعلق بخبر مقدم. من : حرف جر زائد. محيص : اسم مجرور لفظا بمن وعلامة جره الكسرة المنونة مرفوع محلا على أنه مبتدأ مؤخر بمعنى : لا منجى لنا أو مهرب.

(وَقالَ الشَّيْطانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَما كانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطانٍ إِلاَّ أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ ما أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَما أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِما أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) (٢٢)

(وَقالَ الشَّيْطانُ) : الواو عاطفة. قال : فعل ماض مبني على الفتح. الشيطان : فاعل مرفوع بالضمة.

(لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ) : اسم شرط غير جازم بمعنى «حين» مبني على السكون في محل نصب على الظرفية الزمانية خافض لشرطه متعلق بالجواب. وجواب «لما» محذوف لتقدم معناه. قضي : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح. الأمر : نائب فاعل مرفوع بالضمة. والجملة الفعلية «قضي الأمر» في محل جر بالإضافة. لوقوعها بعد «لمّا» بمعنى : لمّا قطع الأمر وفرغ منه أي من أمر هؤلاء الكفرة.

(إِنَّ اللهَ وَعَدَكُمْ) : الجملة في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ إنّ : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الله لفظ الجلالة : اسم «إنّ» منصوب للتعظيم وعلامة النصب : الفتحة. وعدكم : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «إنّ» وهي فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به. والميم علامة جمع الذكور.

٢٤٦

(وَعْدَ الْحَقِّ) : مفعول مطلق ـ مصدر ـ منصوب بوعد وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف. الحق : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة بمعنى : وعدكم الله وعدا حقا لا مناصّ من إنجازه وهو البعث والجزاء على الأعمال فوفّى لكم بما وعدكم ووعدتكم وعدا باطلا أي خلاف ذلك.

(وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ) : الواو عاطفة. وعدتكم : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك التاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور. فأخلفتكم : الجملة الفعلية معطوفة بالفاء على «وعدتكم» وتعرب مثلها.

(وَما كانَ لِي) : الواو استئنافية. ما : نافية لا عمل لها. كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح. لي : جار ومجرور في محل نصب متعلق بخبر «كان» المقدم.

(عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطانٍ) : جار ومجرور متعلق بحال من «سلطان» لأنه صفة له قدمت عليه. والميم علامة جمع الذكور. من : حرف جر زائد لتأكيد معنى النفي. سلطان : اسم مجرور لفظا بمن وعلامة جره الكسرة المنونة مرفوع محلا على أنه اسم «كان» المؤخر بمعنى تسلّط.

(إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ) : أداة استثناء بمعنى : غير. أن : مصدرية. دعوتكم : تعرب إعراب «وعدتكم» والجملة الفعلية «دعوتكم» صلة حرف مصدري لا محل لها و «أن» المصدرية وما بعدها بتأويل مصدر في محل نصب مستثنى بإلّا. التقدير : إلّا دعائي إياكم إلى الضلالة بوسوستي لكم وهو استثناء منقطع .. لأن «الدعاء» ليس من جنس «السلطان» بمعنى : لكن دعوتكم إلى الكفر والعصيان.

(فَاسْتَجَبْتُمْ لِي) : الفاء استئنافية. استجبتم : تعرب إعراب «وعدت» والميم علامة جمع الذكور. لي : جار ومجرور متعلق باستجبتم بمعنى : فأطعتموني.

٢٤٧

(فَلا تَلُومُونِي) : الفاء استئنافية تفيد هنا التعليل. لا : ناهية جازمة. تلوموني : فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل .. النون نون الوقاية والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به.

(وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ) : الواو استئنافية. لوموا : فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. أنفسكم : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر بالإضافة والميم علامة جمع الذكور.

(ما أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ) : نافية تعمل عمل «ليس» وتسمّى «ما» الحجازية ولا عمل لها عند بني تميم. أنا : ضمير منفصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على السكون في محل رفع اسم «ما» أو مبتدأ. الباء حرف جر زائد لتوكيد النفي. مصرخكم : اسم مجرور لفظا منصوب محلا على أنه خبر «ما» أو مرفوع محلا على أنه خبر «أنا» الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر بالإضافة والميم علامة جمع الذكور.

(وَما أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ) : معطوفة بالواو على «ما أنا بمصرخكم» وتعرب إعرابها والياء ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر بالإضافة وقد فتحت الياء لأنها جاءت بعد ياء الجمع وقد حذفت النون «أصله مصرخين» لإضافته إلى ياء المتكلم ولهذا شدّدت الياء.

(إِنِّي كَفَرْتُ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على السكون في محل نصب اسم «إنّ». كفرت : تعرب إعراب و «عدت» والجملة الفعلية «كفرت» في محل رفع خبر «إنّ».

(بِما أَشْرَكْتُمُونِ) : الباء حرف جر ما : مصدرية. أشركتمون : الجملة الفعلية صلة حرف مصدري لا محل لها و «ما» وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بالباء والجار والمجرور متعلق بكفرت. وهي فعل ماض مبني

٢٤٨

على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل والميم علامة جمع الذكور. الواو لإشباع الميم. النون نون الوقاية والكسرة دالة على الياء المحذوفة اختصارا وهي ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به.

(مِنْ قَبْلُ) : حرف جر. قبل : اسم مبني على الضم لانقطاعه عن الإضافة في محل جر بمن والجار والمجرور متعلق بأشركتموني .. ويجوز أن يتعلق بكفرت و «ما» موصولة. بمعنى : حين أبيت السجود لآدم أي بالذي أشركتمونيه وهو الله.

(إِنَّ الظَّالِمِينَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الظالمين : اسم «إنّ» منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن حركة المفرد وتنوينه.

(لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) : الجملة الاسمية في محل رفع خبر «إنّ» اللام حرف جر و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر باللام والجار والمجرور في محل رفع متعلق بخبر مقدم. عذاب : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة المنونة. أليم : صفة ـ نعت ـ لعذاب مرفوع مثله بالضمة المنونة.

** (وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ذلِكَ لِمَنْ خافَ مَقامِي وَخافَ وَعِيدِ) : هذا القول الكريم هو نصّ الآية الكريمة الرابعة عشرة .. المعنى والتقدير : ولنسكننكم أرض هؤلاء الكفار من بعد إهلاكهم .. ذلك الموحى به .. وهو إهلاك الظالمين إسكان المؤمنين لمن خاف موقفي يوم القيامة .. والمقام هنا : كناية عن الذات الأقدس على سبيل التعظيم وخاف وعيدي وحذفت الياء مراعاة لفواصل الآيات. و «الوعيد» هو الوعد بالعذاب يقال : وعده بالخير .. وأوعده بالشر .. وقيل : يستعمل للخير والشر بلا تفرقة .. وفي الآية الكريمة حذف المضاف إليه «إهلاك» وحل المضاف إليه الثاني «هم» ضمير الغائبين فصار «بعدهم» كما حذف النعت أو البدل المشار إليه بعد اسم الإشارة «ذلك» وهو «الموحى به .. أو الأمر الحق» ويقال : وعده الخير وبالخير فهو يستعمل في الخير والشر ويعدّى بنفسه وبالباء كما في المثال المذكور. قال الفيّوميّ : وقد أسقطوا لفظ الخير والشر وقالوا في الخير : وعده وعدا وعدة .. وفي الشر : وعده وعيدا. فالمصدر هو الفارق وأوعده إيعادا. وقالوا : أوعده خيرا وشرا بالألف أيضا وأدخلوا الباء مع الألف في الشر خاصة .. والخلف في الوعد عند العرب كذب وفي الوعيد كرم. قال الشاعر :

وإنّي وإن أوعدته أو وعدته

لمخلف إيعادي ومنجز موعدي

٢٤٩

** (مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمالُهُمْ كَرَمادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عاصِفٍ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الثامنة عشرة .. التقدير : مثل أعمال الذين كفروا .. فحذف المضاف إليه «أعمال» وأقيم المضاف إليه الثاني الاسم الموصول «الذين» مقامه. وكلمة «عاصف» اسم فاعل يقال : عصفت الريح ـ تعصف ـ عصفا وعصوفا .. بمعنى : اشتدّت .. والفعل من باب «ضرب» فهي عاصف ـ جمعها عواصف ـ وعاصفة ـ جمعها عاصفات ـ ويسند الفعل إلى اليوم والليلة لوقوعه فيهما فيقال : يوم عاصف كما يقال : بارد لوقوع البرد فيه وقيل : عند التصريح تريح .. أي إذا صرح الحقّ ـ أي بان ـ استرحت ولم في نفسك شيء قال الشاعر :

أصبحت لا أملك السلاح ولا

أملك رأس البعير إن نفرا

والذئب أخشاه إن مررت به

وحدي وأخشى الرياح والمطرا

قائل هذين البيتين هو الشاعر الربيع بن منيع وهو أكبر معمّر في الإسلام. قال أبو حاتم : كان من أطول من كان قبل الإسلام عمرا عاش ثلاثمائة وأربعين سنة. وقال حين بلغ مائة وأربعين سنة :

أصبح منّي الشباب مبتكرا

إن ينأ عنّي فقد ثوى عصرا

فارقنا قبل أن نفارقه

لمّا قضى من جماعنا وطرا

** (ذلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ) : التقدير والمعنى : ذلك الضلال مع توهمهم أنهم محسنون هو الضلال البعيد فحذفت الصفة أو البدل المشار إليه «الضلال» اختصارا لأن ما قبله يدل عليه.

** (إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الحادية والعشرين .. بمعنى : كنّا لكم أتباعا أي تابعين لمذهبكم وهي جمع «تابع» وجمع على «تبع» كقولهم : خادم وخدم. وجاء في مستهل الآية الكريمة المذكورة قوله تعالى : «وبرزوا لله جميعا» والمعنى : وبرزوا من قبورهم .. وبمعنى «يبرزون» يوم القيامة وإنّما جيء بلفظ الماضي لأنّ ما أخبر به سبحانه لصدقه كأنّه قد كان ووجد. ونحوه : نادى أصحاب الجنة .. ونادى أصحاب النار .. ونظائر له.

** (ما لَنا مِنْ مَحِيصٍ) : أي من منجى .. مهرب .. يقال : حاص ـ يحيص ـ حيوصا ومحيصا ومحاصا بمعنى : عدل وحاد والفعل من باب «باع» يقال : ما عنه محيص : أي محيد ومهرب.

** (فَأَخْلَفْتُكُمْ) : أي فأخلفتكم وعدي .. فحذف المفعول به «وعدي» اختصارا لأنه معلوم.

** (إِنِّي كَفَرْتُ بِما أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ) : المعنى والتقدير : إنّي كفرت بالله الذي أشركتموني معه أي إنّي بإشراككم إياي في الدنيا. أو إنّي كفرت بالذي أشركتمونيه من قبل هذا اليوم أي من قبل أن أهبط إلى الأرض فأنا هالك معكم أي مثلكم فحذف المضاف إليه «هذا اليوم».

(وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيها سَلامٌ) (٢٣)

(وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا) : الواو استئنافية. أدخل. فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع نائب فاعل. آمنوا : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي

٢٥٠

فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.

(وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «آمنوا» وتعرب إعرابها. الصالحات : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة بدلا من الفتحة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم. جنّات : تعرب إعراب «الصالحات».

(تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) : الجملة الفعلية في محل نصب صفة ـ نعت ـ لجنّات وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل. من تحت : جار ومجرور متعلق بتجري أو بحال محذوفة من الأنهار بتقدير : كائنة تحتها و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة. الأنهار : فاعل مرفوع بالضمة.

(خالِدِينَ فِيها) : حال من المؤمنين منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته. فيها : جار ومجرور متعلق بخالدين.

(بِإِذْنِ رَبِّهِمْ) : جار ومجرور متعلق بأدخل. ربّ : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل جر مضاف إليه ثان.

(تَحِيَّتُهُمْ فِيها سَلامٌ) : مبتدأ مرفوع بالضمة و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر بالإضافة. فيها : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر مقدم. سلام : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة المنونة والجملة الاسمية «فيها سلام» في محل رفع خبر «تحيتهم» أي تحيتهم فيها دائما من الله وملائكته سلام عليكم.

(أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُها ثابِتٌ وَفَرْعُها فِي السَّماءِ) (٢٤)

٢٥١

(أَلَمْ تَرَ كَيْفَ) : أعرب في الآية الكريمة التاسعة عشرة. كيف : اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب حال.

(ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً) : فعل ماض مبني على الفتح. الله لفظ الجلالة : فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة. مثلا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة أي وصفا للكلمة الطيبة والكلمة الخبيثة.

(كَلِمَةً طَيِّبَةً) : مفعول به منصوب والعامل مضمر بتقدير : جعل كلمة طيبة وعلامة نصبه الفتحة المنونة ويجوز أن يكون منصوبا بضرب. طيبة : صفة ـ نعت ـ لكلمة منصوبة مثلها وعلامة نصبها الفتحة المنونة أي ضرب كلمة طيبة مثلا بمعنى : جعلها مثلا.

(كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ) : الكاف حرف جر للتشبيه. شجرة : اسم مجرور بالكاف وعلامة جره الكسرة والجار والمجرور في محل رفع خبر لمبتدإ محذوف تقديره : هي. طيبة : صفة ـ نعت ـ لشجرة وعلامة جرهما ـ الصفة والموصوف ـ الكسرة المنونة. أي فالكلمة الطيبة هي كشجرة زكية نامية.

(أَصْلُها ثابِتٌ) : الجملة الاسمية في محل جر صفة ثانية لشجرة. أصل : مبتدأ مرفوع بالضمة و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة. ثابت : خبر «أصلها» مرفوع بالضمة المنونة.

(وَفَرْعُها فِي السَّماءِ) : معطوف بالواو على «أصلها» ويعرب إعرابه. في السماء : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر المبتدأ «فرعها» المعنى : أصلها : راسخ في الأرض وأعلاها أي وغصنها مرتفع في السماء.

(تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّها وَيَضْرِبُ اللهُ الْأَمْثالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) (٢٥)

(تُؤْتِي أُكُلَها) : الجملة الفعلية في محل جر صفة ثالثة لشجرة وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي. أكل : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة بمعنى : ثمرها.

٢٥٢

(كُلَّ حِينٍ) : ظرف زمان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق بتؤتي وهو مضاف. حين : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة.

(بِإِذْنِ رَبِّها) : جار ومجرور متعلق بتؤتي. ربّ : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة.

(وَيَضْرِبُ اللهُ) : الواو استئنافية. يضرب : فعل مضارع مرفوع بالضمة. الله لفظ الجلالة : فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة.

(الْأَمْثالَ لِلنَّاسِ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. للناس : جار ومجرور متعلق بيضرب.

(لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) : حرف مشبه بالفعل يفيد توقع الممكن وهو من أخوات «إنّ» و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب اسم «لعل» يتذكرون : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «لعلّ» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.

(وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ ما لَها مِنْ قَرارٍ) (٢٦)

(وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ) : الواو استئنافية. مثل : مبتدأ مرفوع بالضمة وهو مضاف. كلمة : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة. خبيثة : صفة ـ نعت ـ لكلمة مجرورة مثلها وعلامة جرها الكسرة المنونة بمعنى : ومثل الكلمة الخبيثة.

(كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ) : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر «مثل». خبيثة : صفة ـ نعت ـ لشجرة مجرورة مثلها وعلامة جرهما ـ الصفة والموصوف ـ الكسرة المنونة. والكاف حرف جر للتشبيه.

٢٥٣

(اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ) : الجملة الفعلية في محل جر صفة ثانية لشجرة وهي فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي. من فوق : جار ومجرور متعلق باجتثت. الأرض : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة.

(ما لَها مِنْ قَرارٍ) : نافية لا عمل لها. لها : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر مقدم. من : حرف جر زائد. قرار : اسم مجرور بمن وعلامة جره الكسرة المنونة مرفوع محلا على أنه مبتدأ مؤخر. والجملة الاسمية في محل جر صفة أخرى لشجرة.

(يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللهُ ما يَشاءُ) (٢٧)

(يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ) : فعل مضارع مرفوع بالضمة. الله لفظ الجلالة : فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب مفعول به والجملة الفعلية بعده صلة الموصول لا محل لها.

(آمَنُوا بِالْقَوْلِ) : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. بالقول : جار ومجرور متعلق بآمنوا.

(الثَّابِتِ فِي الْحَياةِ) : صفة ـ نعت ـ للقول مجرور مثله وعلامة جره الكسرة. في الحياة : جار ومجرور متعلق بيثبت.

(الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ) : صفة ـ نعت ـ للحياة مجرورة مثلها وعلامة جرها الكسرة المقدرة على الألف للتعذر. وفي الآخرة : جار ومجرور معطوف بالواو على «في الحياة الدنيا» ويعرب إعرابه أي في الحياة الآخرة وعلامة جر «الآخرة» الكسرة الظاهرة في آخرها التقدير : ويثبتهم كذلك في الحياة الآخرة وحذف الموصوف «الحياة» لوجود قرينة دالّة عليه أي أنّ ما قبلها دال عليها.

٢٥٤

(وَيُضِلُّ اللهُ الظَّالِمِينَ) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «يثبت الله» وتعرب إعرابها. الظالمين : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن الحركة والتنوين في الاسم المفرد.

(وَيَفْعَلُ اللهُ ما يَشاءُ) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «يثبت الله الذين» وتعرب مثلها. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. يشاء : تعرب إعراب «يثبت» أي فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. والجملة الفعلية «يشاء» صلة الموصول لا محل لها.

(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ) (٢٨)

(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ) : الهمزة همزة تقرير وتعجيب بلفظ استفهام. لم : حرف نفي وجزم وقلب. تر : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف آخره ـ حرف العلة .. الألف المقصورة ـ وبقيت الفتحة دالة على الألف المحذوفة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. وهو من رؤية القلب وقد عدي بإلى بمعنى : ألم تنظر إليهم. إلى : حرف جر. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل جر بإلى والجار والمجرور متعلق بترى.

(بَدَّلُوا نِعْمَتَ) : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. نعمة : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.

(اللهِ كُفْراً) : لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور للتعظيم بالإضافة وعلامة الجر الكسرة. كفرا : تمييز منصوب. وعلامة نصبه الفتحة المنونة أي بدّلوا شكر نعمة الله عليهم بالكفر أو يكون مفعولا مطلقا منصوبا بفعل محذوف تقديره : كفروا كفرا أو يكون مفعولا به ثانيا لبدّلوا.

(وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ) : معطوفة بالواو على «بدّلوا نعمة الله» وتعرب إعرابها و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة أي وأنزلوا قومهم بعنادهم دار الهلاك.

٢٥٥

(دارَ الْبَوارِ) : مفعول به ثان منصوب بأحلّوا وعلامة نصبه الفتحة. البوار : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة .. أي دار الهلاك.

(جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَها وَبِئْسَ الْقَرارُ) (٢٩)

(جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَها) : بدل من «دار البوار» منصوبة مثلها وعلامة نصبها الفتحة ولم ينوّن آخر اللفظة لأنها ممنوعة من الصرف للتعريف والتأنيث ـ تأنيثا مجازيا ـ يصلون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به بمعنى : جهنم يحترقون بنارها.

(وَبِئْسَ الْقَرارُ) : الواو استئنافية. بئس : فعل ماض جامد لإنشاء الذم مبني على الفتح. القرار : فاعل «بئس» مرفوع بالضمة بمعنى : بئس المقرّ أو المستقر وحذف المخصوص بالذم لأنه تقدم عليه ما يشعر به.

(وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَنْداداً لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ) (٣٠)

(وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَنْداداً) : الواو عاطفة. جعلوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. لله : جار ومجرور للتعظيم في محل نصب حال لأنه متعلق بصفة مقدمة من «أندادا». أندادا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.

(لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ) : اللام لام التعليل وهي حرف جر. يضلوا : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام التعليل وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. عن سبيله : جار ومجرور متعلق بيضلوا والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر بالإضافة والجملة الفعلية «يضلّوا عن سبيله» صلة حرف مصدري لا محل لها. و «أن» المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بجعلوا.

٢٥٦

(قُلْ تَمَتَّعُوا) : فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. أصله : قول. حذفت الواو تخفيفا ولالتقاء الساكنين. تمتعوا : الجملة الفعلية في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ وهي فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.

(فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ) : الجملة جواب شرط جازم محذوف بتقدير : إن دمتم على ما أنتم عليه من الامتثال لأمر الشهوة فإنّ مصيركم إلى النار. الفاء واقعة في جواب الشرط المحذوف. إنّ : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. مصيركم : اسم «إنّ» منصوب وعلامة نصبه الفتحة. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر بالإضافة. والميم علامة جمع الذكور والجواب مقترن بالفاء في محل جزم.

(إِلَى النَّارِ) : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر «إنّ».

(قُلْ لِعِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خِلالٌ) (٣١)

(قُلْ لِعِبادِيَ) : أعربت في الآية الكريمة السابقة. لعبادي : جار ومجرور متعلق بقل والياء ضمير متصل في محل جر بالإضافة وفتحت الياء لالتقاء الساكنين.

(الَّذِينَ آمَنُوا) : اسم موصول مبني على الفتح في محل جر صفة ـ نعت ـ لعبادي. آمنوا : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.

(يُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُنْفِقُوا) : الجملة الفعلية في محل نصب مفعول به بقل ـ مقول القول ـ وهي فعل مضارع مجزوم بلام الأمر بمعنى : ليقيموا. وقد حذفت اللام لأن الأمر «قل» عوض منه. وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة

٢٥٧

أو يكون مقول القول محذوفا لأن الجواب يدل عليه. التقدير : أقيموا يقيموا وفي هذا التقدير تكون «يقيموا» جواب الطلب ـ الأمر ـ والتقدير : إن تقل لهم أقيموا الصلاة يقيموها. الصلاة : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. وينفقوا : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «يقيموا» وتعرب إعرابها.

(مِمَّا رَزَقْناهُمْ) : مكونة من «من» حرف جر و «ما» اسم موصول مدغم بنون «من» مبني على السكون في محل جر بمن. والجار والمجرور متعلق بينفقوا. رزقناهم : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به.

(سِرًّا وَعَلانِيَةً) : حالان منصوبتان وعلامة نصبهما الفتحة المنونة والواو حرف عطف أي ذوي سرّ وعلانية بمعنى : مسرّين ومعلنين .. أو تكونان منصوبتين على الظرفية الزمانية بتقدير : وقتي سر وعلانية ويجوز نصبهما على المصدر فتكونان نائبتين عن مفعول مطلق محذوف بتقدير : وينفقوا إنفاق سرّ وعلانية وبعد حذف المضاف «وقتي .. أو إنفاق» حلّ المضاف إليه محله وانتصب انتصابه.

(مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ) : جار ومجرور متعلق بينفقوا. أن : حرف مصدري ناصب. يأتي : فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة. والجملة الفعلية «يأتي يوم» صلة حرف مصدري لا محل لها.

(يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خِلالٌ) : فاعل مرفوع بالضمة المنونة. و «أن» وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بالإضافة. التقدير : من قبل مجيء يوم. لا : نافية بمنزلة «ليس». بيع : اسم «لا» مرفوع بالضمة المنونة. فيه : جار ومجرور في محل نصب متعلق بخبر «لا» والجملة «لا بيع فيه» في محل رفع صفة ـ نعت ـ ليوم بمعنى : لا انتفاع فيه بمبايعة. ولا خلال : معطوفة بالواو على «لا بيع فيه» وتعرب إعرابها وحذف الجار المتعلق بخبر

٢٥٨

«خلال» اختصارا واكتفاء بذكره أول مرة. بمعنى ولا مصادقة ويجوز أن تكون «لا» نافية لا عمل لها ويكون «بيع» مبتدأ. والجار والمجرور «فيه» متعلقا بخبره و «لا» الثانية زائدة للتأكيد.

(اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَراتِ رِزْقاً لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهارَ) (٣٢)

(اللهُ الَّذِي) : لفظ الجلالة : مبتدأ مرفوع للتعظيم بالضمة. الذي : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع خبر مبتدأ محذوف تقديره : هو. والجملة الاسمية «هو الذي» في محل رفع خبر المبتدأ الأول.

(خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ) : الجملة الفعلية : صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. السموات : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة بدلا من الفتحة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم. والأرض : معطوفة بالواو على «السموات» منصوبة مثلها وعلامة نصبه الفتحة.

(وَأَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «خلق السموات ..» وتعرب إعرابها. وعلامة نصب «ماء» الفتحة المنونة. من السماء : جار ومجرور متعلق بأنزل.

(فَأَخْرَجَ بِهِ) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «أنزل من السماء» وتعرب مثلها.

(مِنَ الثَّمَراتِ) : جار ومجرور متعلق بأخرج و «من» بيانية أي أخرج به رزقا هو ثمرات ويجوز أن يكون «من الثمرات» في محل نصب نائبا عن مفعول «أخرج».

(رِزْقاً لَكُمْ) : حال من «الثمرات» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. أو منصوب على المصدر ـ المفعول المطلق ـ من «أخرج» لأنه في معنى

٢٥٩

«رزق رزقا» و «الرزق» بكسر الراء هو الاسم وبالفتح هو المصدر وعلى هذا التقدير وضع الاسم موضع المصدر. لكم : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «رزقا» والميم علامة جمع الذكور.

(وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ) : الواو عاطفة. سخر لكم الفلك : تعرب إعراب «أخرج رزقا لكم» و «لكم» متعلق بسخّر وحرك الميم بالضم للوصل ـ التقاء الساكنين ـ بمعنى : ذلّل لكم السفن. و «الفلك» تأتي مفردا وجمعا.

(لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ) : اللام حرف جر للتعليل. تجري : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي في البحر بأمره : جاران ومجروران متعلقان بتجري والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر بالإضافة و «بأمره» أي بإذنه وبقوله : كن. والجملة الفعلية «تجري في البحر بأمره» صلة حرف مصدري لا محل لها و «أن» المضمرة وما تلاها بتأويل مصدر في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بسخر.

(وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهارَ) : معطوفة بالواو على «خلق السموات والأرض» وتعرب إعراب «سخّر لكم الفلك».

(وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ) (٣٣)

الجمل الفعلية في الآية الكريمة معطوفة بواو العطف وكذلك الألفاظ والجمل في الآية الكريمة السابقة. دائبين : حال من الشمس والقمر منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه مثنّى والنون عوض عن تنوين المفرد.

(وَآتاكُمْ مِنْ كُلِّ ما سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللهِ لا تُحْصُوها إِنَّ الْإِنْسانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ) (٣٤)

(وَآتاكُمْ مِنْ كُلِّ) : الواو عاطفة. آتاكم : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب

٢٦٠