غاية المرام وحجّة الخصام - ج ٢

السيّد هاشم البحراني الموسوي التوبلي

غاية المرام وحجّة الخصام - ج ٢

المؤلف:

السيّد هاشم البحراني الموسوي التوبلي


المحقق: السيد علي عاشور
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مؤسسة التاريخ العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٦٩

الخامس والعشرون : أبو النصر محمد بن مسعود العيّاشي في تفسيره بإسناده عن أبي جميلة المفضل بن صالح عن بعض أصحابه قال : خطب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يوم الجمعة بعد صلاة الظهر ، انصرف على الناس فقال : «أيها الناس إني قد نبأني اللطيف الخبير أنه لن يعمّر من نبي إلا نصف عمر الذي يليه ممن قبله ، وإني لأظنني اوشك أن ادعى فاجيب وإني مسئول وأنتم مسئولون فهل بلغتكم فما [إذا] انتم قائلون؟ قالوا : نشهد بأنك قد بلغت ونصحت وجاهدت فجزاك الله عنا خيرا ، قال : اللهم اشهد.

ثم قال : يا أيها الناس ألم تشهدوا أن لا إله إلا الله وأنّ محمدا عبده ورسوله وأنّ الجنة حق وأنّ النار حق وأنّ البعث حق من بعد الموت؟ قالوا : اللهم نعم ، قال : اللهم اشهد ، ثم قال : يا أيها الناس إن الله مولاي وأنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم ألا ومن كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، ثم قال : يا أيها الناس إني فرطكم وأنتم واردون عليّ الحوض وحوضي أعرض ما بين بصرى وصنعاء فيه عدد النجوم قدحان من فضة ، ألا واني سائلكم حين تردون عليّ عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيهما حتى تلقوني ، قالوا : وما الثقلان يا رسول الله؟ قال : الثقل الأكبر كتاب الله سبب طرفه بيد الله وطرف في أيديكم فاستمسكوا به لا تضلّوا ولا تذلوا والثقل الأصغر عترتي أهل بيتي فإنه قد نبأني اللطيف الخبير أن لا يفترقا (١) حتى يلقياني ، وسألت الله لهما ذلك فأعطانيه ، فلا تسبقوهم فتضلوا ولا تقصروا عنهم فتهلكوا ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم» (٢).

السادس والعشرون : العياشي أيضا في تفسيره بإسناده عن مسعدة بن صدقة قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : «إن الله جعل ولايتنا أهل البيت قطب القرآن وقطب جميع الكتب ، عليها يستدير محكم القرآن وبها نوّهت الكتب ويستبين الإيمان ، وقد أمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أن يقتدى بالقرآن وآل محمد وذلك حيث قال في آخر خطبة خطبها : إني تارك فيكم الثقلين الثقل الأكبر والثقل الأصغر أما الأكبر فكتاب ربي وأما الأصغر فعترتي أهل بيتي فاحفظوني فيهما فلن تضلوا ما تمسّكتم بهما» (٣).

السابع والعشرون : سليم بن قيس الهلالي في كتابه ومنه نسخت عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في آخر خطبة خطبها ثم قبض من يومه : «إني تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما

__________________

(١) في المصدر : يتفرقا.

(٢) تفسير العياشي : ١ / ٤ ح ٣.

(٣) تفسير العياشي : ١ / ٥ ح ٩.

٣٤١

تمسّكتم بهما : كتاب الله وأهل بيتي ، فإن اللطيف الخبير عهد إليّ أنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض كهاتين وأشار باصبعيه المسبحتين ـ ولا أقول كهاتين إحداهما أطول من الاخرى (١) ـ وأشار بالمسبحة والوسطى ـ ، فتمسّكوا بهما لا تضلّوا ولا تقدّموهم فتهلكوا ، ولا تخلّفوا عنهم فتمرقوا (٢) ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم ، قال : قلت : يا أمير المؤمنين سمّهم (٣) لي؟ قال : الذي نصبه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بغدير خم فأخبرهم أنه أولى بهم من أنفسهم ، ثم أمرهم أن يعلم الشاهد الغائب منهم.

فقلت : أنت هو يا أمير المؤمنين؟ قال : أنا أولهم وأفضلهم ، ثم ابني الحسن من بعدي أولى بهم من أنفسهم ، ثم ابني الحسين من عبده أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، ثم أوصياء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حتى يردوا عليه حوضه واحدا بعد واحد» (٤).

الثامن والعشرون : سليم بن قيس الهلالي في كتابه عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : «كنت أدخل على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كل يوم دخلة وفي كل ليلة دخلة فيخليني فيها أدور معه حيث دار ، وقد علم أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه لم يكن يصنع ذلك بأحد من الناس غيري [وربما كان ذلك في منزلي يأتيني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فإذا دخلت عليه في بعض منازله خلا بي وأقام نساءه فلم يبق غيري] وغيره ، وإذا أتاني للخلوة في منزلي لم تقم عنّا فاطمة ولا أحد من ابني ، [كنت] إذا سألته أجابني وإذا سكت أو نفذت مسائلي ابتدأني ، فما نزلت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله آية من القرآن إلا أقرأنيها واملأها عليّ وكتبتها بخطي ، ودعا الله أن يفهّمني ويحفظني فما نسيت من كتاب الله آية منذ حفظتها وعلمت (٥) تأويلها ، [مذ حفظته وأملاه علي فكتبته ، وما ترك شيئا علمه الله] ولا نزل عليه شيء من حلال ولا حرام ولا أمر ولا نهي ولا طاعة ولا معصية كان أو يكون [إلى يوم القيامة] إلّا وقد وعلّمنيه وحفظته ثم لم أنس منه حرفا واحدا ، ثم وضع صلى‌الله‌عليه‌وآله يده على صدري ودعا الله أن يملأ قلبي علما وفهما وحكما ونورا ، وأن يعلمني فلا أجهل ، وأن يحفظني فلا أنسى.

فقلت له ذات يوم : يا نبي الله إنك منذ دعوت الله لي لم أنس شيئا مما علمتني ، فلم تمليه عليّ وتأمرني بكتابته أفتجوز (٦) عليّ النسيان؟

فقال : يا أخي لست أتخوف عليك النسيان ولا الجهل ، فقد أخبرني الله عزوجل أنه استجاب

__________________

(١) في المصدر : لأن إحداهما قدام الاخرى.

(٢) في المصدر : فتفرقوا.

(٣) في المصدر : سمّه.

(٤) كتاب سليم بن قيس : ١٧٨ ط. قم المحققة.

(٥) في المصدر : وعلمني.

(٦) في المصدر : أتتخوف وهو الأنسب.

٣٤٢

لي فيك وفي شركائك الذين يكونون من بعدك ، فقلت : نبي الله ومن شركائي؟ قال : الذين قرنهم الله تعالى بنفسه وبي معه وقد قال في حقهم : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) (١) قلت : يا نبي الله ومن هم؟ قال : الأوصياء إلى أن يردوا عليّ حوضي كلّهم هداة مهديون (٢) لا يضرهم كيد من كادهم ولا خذلان من خذلهم ، هم مع القرآن والقرآن معهم ، لا يفارقونه ولا يفارقهم ، بهم ينصر الله امتي وبهم يمطرون ويدفع عنهم بمستجاب دعوتهم ، فقلت : يا رسول الله سمّهم لي؟ فقال : ابني هذا ، ووضع يده على رأس الحسن ثم ابني هذا ووضع يده على رأس الحسين عليه‌السلام ثم ابن له يسمى عليّا ثم ابنا له يسمى محمدا [باقر علمي وخازن وحي الله] فاقرءوه عني السلام [ثم أقبل على الحسين عليه‌السلام فقال : سيولد لك (محمد بن علي) في حياتك فاقرأه مني السلام] ثم تكملة الاثني عشر من ولده ، فقلت : يا نبي الله سمّهم لي بأسمائهم ، فسمّاهم رجلا رجلا منهم ـ والله يا أخا بني هلال ـ مهدي امة محمد الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما ، والله إني لأعرف جميع من يبايعه بين الركن والمقام وأعرف أسماء الجميع وقبائلهم. قال سليم : ثم لقيت الحسن والحسينعليهما‌السلام بالمدينة بعد ما قتل علي صلوات الله عليه فحدثتهما بالحديث هذا من أبيهما فقالا : «صدقت ، وقد حدّثك أبونا هذا الحديث ونحن جلوس وقد حفظنا ذلك عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كما حدّثك عليّ سواء لم تزد ولم تنقص منه شيئا».

قال سليم : ثم لقيت علي بن الحسين عليه‌السلام وعنده ابنه محمد بن علي عليه‌السلام. فحدثته مما سمعته من ابيه وعمه عليهما‌السلام وما سمعته من علي عليه‌السلام ، فقال عليّ بن الحسين عليه‌السلام : «قد اقرأني أمير المؤمنين عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو مريض وأنا صبي» ثم قال محمد : «فاقرأني جدي الحسين عليه‌السلام بعهد من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله [وهو مريض]» قال أبان راوي كتاب سليم : فحدثت علي بن الحسين بهذا الحديث كلّه عن سليم فقال : «صدق سليم» (٣).

التاسع والعشرون : سليم بن قيس في حديث طويل لأمير المؤمنين عليه‌السلام يذكر فيه فضائله وسوابقه في خلافة عثمان بين المهاجرين والأنصار وقال عليه‌السلام : «أفتقرّون أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال في آخر خطبة خطبها : أيها الناس إني تركت فيكم أمرين لن تضلّوا ما تمسّكتم بهما كتاب الله وأهل

__________________

(١) هنا زيادة في المصدر : فإن خفتم التنازع في شيء فارجعوه الى الله والى الرسول والى أولي الامر منكم.

(٢) في المصدر : هاد مهتد.

(٣) كتاب سليم : ١٨٤ ـ ١٨٥.

٣٤٣

بيتي؟» قالوا : اللهم نعم (١).

الثلاثون : سليم بن قيس عن أمير المؤمنين عليه‌السلام في حديث طويل له يخاطب طلحة قالعليه‌السلام : «قال لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير النبوة [أفلستم تعلمون أن الخلافة غير النبوة] فلو كان مع النبوة غيرها لاستثناها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إني تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسّكتم بهما كتاب الله وعترتي لا تقدّموهم ولا تتخلّفوا عنهم ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم» (٢).

الحادي والثلاثون : سليم ابن قيس قال : قال علي عليه‌السلام : «إن الذي قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يوم غدير خم [ويوم عرفة] في حجة الوداع ويوم قبض في آخر خطبة خطبها رسول الله حين قال : [إني قد] تركت فيكم أمرين لن تضلّوا ما تمسّكتم بهما كتاب الله وأهل بيتي ، وإن اللطيف الخبير عهد إليّ أنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض كهاتين الأصبعين ـ وأشار بمسبحته والوسطى ـ ، فإن أحدهما قدام من الآخر ، فتمسّكوا بهما لن تضلّوا ولا تزلّوا ، ولا تقدّموهم ولا تتخلّفوا عنهم ولا تعلموهم فإنّهم أعلم منكم» (٣).

الثاني والثلاثون : الشيخ الثقة محمد بن العباس بن ماهيار في تفسيره قال : حدّثنا الحسين بن أحمد عن محمد بن عيسى عن يونس عن هارون بن خارجة عن يعقوب بن شعيب عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : «الثقلان : نحن والقرآن» محمد بن العباس أيضا عن محمد بن همام عن عبد الله بن جعفر الحميري عن السندي بن محمد عن أبان بن عثمان عن زرارة قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن قول اللهعزوجل : (سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلانِ) (٤) قال : «كتاب الله ونحن» (٥).

الثالث والثلاثون : محمد بن العباس عن عبد الله بن محمد بن ناجية عن مجاهد بن موسى عن ابن مالك عن حجام بن عطية عن أبي سعيد الخدري قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إني تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض». وإنما سمّاهما الثقلين لعظم خطرهما وجلالة قدرهما (٦).

الرابع والثلاثون : الشيخ أحمد بن علي بن أبي منصور الطبرسي في كتاب الاحتجاج قال : حدّثنا محمد بن موسى الهمداني قال : حدّثنا محمد بن خالد الطيالسي قال : حدثني سيف بن

__________________

(١) كتاب سليم : ١٩٧.

(٢) كتاب سليم : ٢٠٤.

(٣) كتاب سليم : ٢٠٨.

(٤) الرحمن : ٣١.

(٥) تأويل الآيات : ٢ / ٦٣٧ ح ١٧ ـ ١٨.

(٦) تأويل الآيات : ٢ / ٦٣٨ ح ١٩.

٣٤٤

عميرة وصالح بن عقبة جميعا عن قيس بن سمعان عن علقمة بن محمد الحضرمي عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما‌السلام وذكر خطبة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بمسجد الخيف قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : «معاشر الناس إن عليا والطيبين من ولدي هم الثقل الأصغر والقرآن هو الثقل الأكبر فكل واحد منبئ عن صاحبه وموافق له لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض ، [هم] أمناء الله في خلقه وحكّامه في أرضه ، ألا وقد أدّيت ألا وقد بلغت ألا وقد أسمعت ألا وقد أوضحت ألا وإن الله عزوجل قال : وإنما (١) قلت عن قول الله عزوجل ألا إنه ليس أمير المؤمنين غير أخي هذا ولا تحل إمرة المؤمنين [بعدي] لأحد غيره» (٢).

وروى ذلك أيضا ابن الفارسي في روضة الواعظين عن أبي جعفر الباقر عليه‌السلام وذكر الخطبة بطولها وقد تقدمت (٣).

الخامس والثلاثون : الطبرسي في الاحتجاج عن أبي المفضل محمد بن عبد الله الشيباني بإسناده الصحيح عن رجال ثقة عن ثقة أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله خرج في مرضه الذي توفي فيه إلى الصلاة متكئا على الفضل بن العباس وغلام له يقال له ثوبان ، وهي الصلاة التي أراد التخلف عنها لثقله ، ثم حمل على نفسه صلى‌الله‌عليه‌وآله وخرج ، فلمّا صلى عاد إلى منزله فقال لغلامه : «اجلس على الباب ولا تحجب أحدا من الأنصار ، وتجلاه الغشي وجاءت الأنصار فأحدقوا بالباب فقالوا : ائذن لنا على رسول الله ، فقال : هو مغشي عليه وعنده نساؤه ، فجعلوا يبكون ، فسمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله البكاء فقال : من هؤلاء؟ قالوا : الأنصار ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : من هاهنا من أهل بيتي؟ قالوا : علي والعباس ، فدعاهما وخرج متوكئا عليهما فاستند إلى جذع من أساطين مسجده وكان الجذع جريد نخل فاجتمع الناس وخطب وقال في كلامه : «إنه لم يمت نبي قط إلا خلّف تركة وقد خلفت فيكم الثقلين كتاب الله وأهل بيتي [ألا] فمن ضيّعهم ضيّعه الله ، ألا وإنّ الأنصار كرشي التي آوي إليها وإني أوصيكم بتقوى الله والاحسان إليهم فاقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم» (٤).

السادس والثلاثون : سليم بن قيس الهلالي قال : بينا أنا وحبيش بن المعتمر بمكة إذ قام أبو ذر فأخذ بحلقة الباب ثم نادى بأعلى صوته في الموسم : أيها الناس من عرفني فقد عرفني ومن جهلني فأنا جندب [بن جنادة] أنا أبو ذر ، أيها الناس إني سمعت نبيّكم يقول : «إن مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح في قومه من ركبها نجا ومن تركها غرق ومثل باب حطّة في بني إسرائيل».

أيها الناس إني سمعت نبيّكم يقول : إني قد تركت فيكم أمرين لن تضلّوا ما تمسّكتم بهما :

__________________

(١) في المصدر : وأنا.

(٢) الاحتجاج : ١ / ٧٦ ـ ٦٧.

(٣) روضة الواعظين : ٩٤.

(٤) الاحتجاج : ١ / ٩٠ والحديث طويل هذا أوله.

٣٤٥

كتاب الله وأهل بيتي ...» الى آخر الحديث (١).

السابع والثلاثون : أبو علي في تفسيره قال : روى أبو سعيد الخدري عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : «أيها الناس إني قد تركت فيكم حبلين إن أخذتم بهما لن تضلّوا من بعدي أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ألا وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض» (٢).

الثامن والثلاثون : علي بن إبراهيم في تفسيره قال : حدثني أبي عن صفوان بن يحيى عن أبي الجارود عن عمران بن هيثم عن مالك بن ضمرة عن أبي ذر قدس‌سره قال : لما نزلت هذه الآية يوم (يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ) (٣) قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «ترد عليّ امتي يوم القيامة على خمس رايات فراية مع عجل هذه الامة فاسألهم ما فعلتم بالثقلين من بعدي؟ فيقولون : أما الأكبر فحرفناه ونبذناه وراء ظهورنا وأما الأصغر فعاديناه وأبغضناه وظلمناه ، فأقول : ردّوا إلى النار ظماء مظمئين مسودّة وجوهكم ، ثم ترد عليّ راية مع فرعون هذه الامة فأقول لهم : ما فعلتم بالثقلين من بعدي؟ فيقولون : أما الأكبر فحرفناه ومزقناه وخالفناه وأما الأصغر فعاديناه وقاتلناه ، فأقول : ردّوا الى النار ظماء مظمئين مسودّة وجوهكم ، ثم ترد عليّ راية هي مع سامري هذه الامة فأقول لهم : ما فعلتم بالثقلين من بعدي؟

فيقولون : أما الأكبر فعصيناه وتركناه وأما الأصغر فخذلناه وضيّعناه ، فأقول : ردّوا إلى النار ظماء مظمئين مسودّة وجوهكم ، ثم تردّ عليّ راية ذي الثدية مع أول الخوارج وآخرهم وأسألهم ما فعلتم بالثقلين من بعدي؟ فيقولون : أما الأكبر فمزقناه وبرئنا منه وأما الأصغر فقاتلناه وقتلناه فأقول : ردّوا إلى النار ظماء مظمئين مسودّة وجوهكم ، ثم ترد عليّ راية مع إمام المتقين وسيد المسلمين وقائد الغرّ المحجلين ووصي رسول رب العالمين فأقول لهم : ما فعلتم بالثقلين من بعدي؟ فيقولون : أما الأكبر فاتبعناه وأطعناه وأما الأصغر فأجبناه (٤) وواليناه ووزرناه ونصرناه حتى اهريقت فيهم دماؤنا ، فأقول : ردّوا إلى الجنة رواء مرويين مبيضّة وجوهكم ، ثم تلا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَتِ اللهِ هُمْ فِيها خالِدُونَ) (٥)».

__________________

(١) كتاب سليم : ٤٥٧.

(٢) تفسير مجمع البيان : ٢ / ٣٥٦.

(٣) آل عمران : ١٠٦.

(٤) في المصدر : فأحببناه.

(٥) آل عمران : ١٠٦ ـ ١٠٧.

٣٤٦

التاسع والثلاثون : ابن بابويه بإسناده عن مالك بن ضمرة الرّواسي قال : لما سير أبو ذر رحمه‌الله اجتمع أبو ذر وعلي بن أبي طالب عليه‌السلام والمقداد بن الأسود وعمار بن ياسر وحذيفة بن اليمان وعبد الله بن مسعود ، فقال أبو ذر حدّثوا حديثا نذكر به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ونشهد له وندعوا له ونصدقه بالتوحيد.

فقال علي عليه‌السلام : «لقد علمتم ما هذا زمان حديثي»

قالوا : صدقت قال : حدّثنا يا حذيفة قال : لقد علمتم أني سألت المعضلات وخبرتهنّ لم اسأل عن غيرها قالوا : صدقت قالوا حدّثنا يا ابن مسعود قال : لقد علمتم أني قد قرأت القرآن لم اسأل عن غيره ، ولكن أنتم أصاحب الحديث قالوا : صدقت قال : حدثنا يا مقداد قال : لقد علمتم أني إنما كنت صاحب الفتيا لا اسأل عن غيرها ، ولكن أنتم أصحاب الحديث فقالوا : صدقت فقالوا : حدّثنا يا عمار فقال : لقد علمتم أني رجل نسيّ لا أذكر فأذكر ، فقال أبو ذر قدس‌سره : فأنا احدثكم بحديث قد سمعتموه ومن سمعه منكم قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «ألستم تشهدون أن لا إله إلّا الله وأنّ محمدا رسول الله وأنّ الساعة آتية لا ريب فيها وأنّ الله يبعث من في القبور وأنّ البعث حق والنار حق وأنّ الجنّة حق قالوا؟ نشهد قال : فأنا معكم من الشاهدين.

ثم قال : ألستم تشهدون أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : شرّ الأولين والآخرين اثنا عشر ستة من الأولين وستة من الآخرين ، ثم سمّى الستة من الأولين ، ابن آدم الذي قتل أخاه ، وفرعون وهامان وقارون والسامريّ والدجال اسمه في الأولين ويخرج في الآخرين ، وأما الستّة من الآخرين : فالعجل وهو نعثل ، وفرعون وهو معاوية ، وهامان هذه الامة وهو زياد ، وقارونها وهو سعيد ، والسامري وهو أبو موسى الأشعري عبد الله بن قيس لأنه قال كما قال سامريّ قوم موسى : لا مساس ـ أي لا قتال ـ والأبتر وهو عمرو بن العاص أفتشهدون على ذلك؟ قالوا : نعم قال : وأنا على ذلك من الشاهدين ، ثم قال : ألستم تشهدون أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : إنّ امتي ترد عليّ الحوض على خمس رايات ، أولها راية العجل وأقوم فآخذ بيده فإذا أخذت بيده اسودّ وجهه ورجفت قدماه وخفقت أحشاؤه ومن فعل فعله يتبعه فأقول بما ذا خلفتموني في الثقلين من بعدي؟ فيقولون : كذبنا الأكبر ومزقناه واضطهدنا الأصغر وأخذنا حقه فأقول : اسلكوا ذات الشمال فيصرفون ظماء مظمئين قد اسودت وجوههم لا يطعمون منه قطرة.

ثم ترد عليّ المخدج برايته فآخذ بيده فإذا أخذت بيده اسودّ وجهه ورجفت قدماه وخفقت أحشاءه ومن فعل فعله يتبعهم ، فأقول. بم خلفتموني في الثقلين بعدي؟ فيقولون : كذبنا الأكبر وعصيناه، وقاتلنا الأصغر وقتلناه فأقول : أسلكوا سبيل أصحابكم ، فينصرفون ظماء مظمئين

٣٤٧

مسودة وجوههم ، لا يطعمون منه قطرة.

ثم ترد عليّ راية فرعون امتي وهم أكثر الناس وهم المبهرجون ، فقيل : يا رسول الله وما المبهرجون؟ قال : بهرجوا الطريق قال : لا ولكن بهرجوا دينهم وهم الذين يغضبون للدنيا ولها يرضون فأقوم فآخذ بيد صاحبهم فإذا أخذت بيده اسودّ وجهه ورجفت قدماه وخفقت أحشاؤه ومن فعل فعله يتبعه فأقول : بما ذا خلفتموني في الثقلين من بعدي؟ فيقولون : كذبنا الأكبر ومزقناه وقاتلنا الأصغر فقتلناه فأقول : اسلكوا سبيل أصحابكم فينصرفون ظماء مظمئين مسودّة وجوههم لا يطعمون منه قطرة.

ثم ترد عليّ راية هامان امتي وهو زياد فأقوم وآخذ بيده فإذا اخذت بيده اسودّ وجهه ورجفت قدماه وخفقت أحشاؤه ومن فعل فعله يتبعه فأقول : بما ذا خلفتموني في الثقلين بعدي؟ فيقولون : كذبنا الأكبر ومزّقناه وخذلنا الأصغر وعصيناه وأقول : اسلكوا سبيل أصحابكم فينصرفون ظماء مظمئين مسودّة وجوههم لا يطعمون منه قطرة واحدة.

ثم ترد عليّ راية عبد الله بن قيس وهو إمام خمسين الف من أمتي فأقوم فآخذ بيده فإذا أخذت بيده اسودّ وجهه ورجفت قدماه وخفقت أحشاؤه ومن فعل فعله يتبعه فأقول : بما ذا خلفتموني في الثقلين من بعدي؟ فيقولون : كذبنا الأكبر وعصيناه وخذلنا الأصغر وعاديناه وأقول : اسلكوا سبيل أصحابكم فينصرفون ظماء مظمئين مسودّة وجوههم لا يطعمون منه قطرة.

ثم ترد عليّ راية أمير المؤمنين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين فأقوم وآخذ بيده فإذا أخذت بيده أبيض وجهه ووجوه أصحابه فأقول : بما ذا خلفتموني في الثقلين من بعدي؟ قال : فيقولون : اتبعنا الأكبر وصدّقناه ووازرنا الأصغر ونصرناه وقاتلنا معه فأقول : ردوا رواء مرويين فيشربون شربة لا يظمئون بعدها أبدا ، وجه إمامهم كالشمس الطالعة ووجوه أصحابه كالقمر ليلة البدر وكضوء نجم في السماء ، ثم قال عليهم‌السلام ألستم تشهدون على ذلك؟

قالوا : نعم قال : وأنا على ذلك من الشاهدين» قال يحيى : وقال عباد : اشهدوا بهذا عند اللهعزوجل أنّ أبا عبد الرّحمن حدّثنا هذا وقال أبو عبد الرّحمن : اشهدوا عليّ بهذا عند الله عزوجل أنّ الحارث بن حصيرة حدثني بهذا وقال الحارث أشهدوا علي بهذا عند الله عزوجل أن صخر بن الحكم حدثني بهذا وقال صخر بن الحكم : اشهدوا عليّ بهذا عند الله عزوجل أنّ حيان حدثني وقال حيان : اشهدوا عليّ بهذا عند الله عزوجل أنّ الربيع بن جميل حدثني بهذا وقال الربيع : اشهدوا عليّ بهذا عند الله عزوجل أنّ مالك ابن ضمرة حدثني بهذا وقال مالك بن ضمرة : اشهدوا

٣٤٨

عليّ بهذا عند الله عزوجل أن أبا ذر حدثني بهذا وقال أبو ذر مثل ذلك وقال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حدثني به جبرائيل عليه‌السلام عن الله تبارك وتعالى (١).

الأربعون : صاحب الطرائف في الطرائف الثلاث والثلاثين (٢) وهو السيد بن طاوس عن أبي الحسن موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عليهما‌السلام قال : «لما حضرت رسول الله الوفاة دعا الأنصار قال : يا معاشر الأنصار قد حان الفراق وقد دعيت وأنا مجيب الداعي فقد جاورتم فأحسنتم الجوار ونصرتم فأحسنتم النصرة وواسيتم في الأموال ووسعتم في المسكن (٣) وبذلتم مهج النفوس والله مجزيكم بما فعلتم الجزاء الأوفى ، وقد بقيت واحدة هي تمام الأمر وخاتمة العمل ، العمل معها مقرون به جميعا إنّي أرى أن لا أفرق بينهما جميعا لو قيس بينهما بشعرة ما انقاست ، من آتى بواحدة وترك الاخرى كان جاحدا للأولى ولا يقبل الله منه عملا من الأعمال صرفا ولا عدلا. قالوا : يا رسول الله أين لنا نعرفها (٤) ولا : نمسك عنها فنضل ونرتدّ عن الإسلام ، والنعمة من الله ومن رسوله علينا فقد أنقذنا الله بك من الهلكة يا رسول الله فقد بلغت ونصحت وأديت وكنت بنا رءوفا رحيما شفيقا مشفقا فما هم يا رسول الله؟

قال لهم : كتاب الله وأهل بيتي فإن الكتاب هو القرآن وفيه الحجة والنور والبرهان ، كلام الله جديد غض طري وشاهد وحاكم عادل [ولنا] قائد بحلاله وحرامه وأحكامه يقوم غدا فيحاج به أقواما فتزل أقدامهم عن الصراط ، فاحفظوني معاشر الأنصار في أهل بيتي فإنّ اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض ألا وإنّ الإسلام سقف تحته دعامة ولا يقوم السقف إلّا بها ، فلو أنّ أحدكم أتى بذلك السقف ممدودا لا دعامة تحته أوشك أن يخر عليه سقفه فيهوي في النار ، أيها الناس الدعامة دعامة الإسلام وذلك قوله تعالى : (إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ) (٥) فالعمل الصالح طاعة الإمام ولي الأمر والتمسك بحبل الله ألا فهمتم؟ الله الله في أهل بيتي مصابيح الظلام ومعادن العلم وينابيع الحكم ومستقر الملائكة ، منهم وصيّي وأميني ووارثي وهو مني بمنزلة هارون من موسى ألا قد بلغت والله يا معاشر الأنصار لتعرفن الله ورسوله بما عهد إليكم أو لتضربن بعدي بالذل ، يا معاشر الأنصار ألا اسمعوا [ومن حضر] ألا إنّ

__________________

(١) الخصال : ٤٥٧ / ح ٢.

(٢) الحديث ليس في الطرائف نعم هو في البحار ينقله عن كتاب الطرف لابن طاوس وكذلك في مجمع النورين للمرندي ينقله عن كتاب الطرف لابن طاوس ، والذي صرح به أنه جعله متمما لكتاب الطرائف.

(٣) في البحار : المسلمين وبالهامش عن المصدر : السكنى.

(٤) في البحار : بمعرفتها.

(٥) فاطر : ١٠.

٣٤٩

باب فاطمة بابي وبيتها بيتي فمن هتكه هتك حجاب الله» قال عيسى ـ يعني راوي الحديث ـ : فبكى أبو الحسن صلوات الله عليه طويلا وقطع عنه بقية الحديث وأكثر البكاء قال : «هتك والله حجاب الله، هتك والله حجاب الله هتك والله حجاب الله يا محمد (١) صلوات الله عليه» (٢).

الحادي والأربعون : ابن طاوس قدس‌سره في الطرائف (٣) الثلاث والثلاثين يرفعه إلى عيسى قال : سألته يعني أبا الحسن موسى بن جعفر عليهما‌السلام قال : قلت : ما تقول فإن الناس قد أكثروا أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أمر أبا بكر أن يصلي بالناس ثم عمر فأطرق عني مليا ثم قال : «ليس كما ذكروا ولكنّك يا عيسى كثير البحث في الامور وليس ترضى عنها إلّا بكشفها ، فقلت : بأبي أنت وامي إنّما أسألك منها عما أنتفع به في ديني [وأتفقه] مخافة أن أضل وأنا لا أدري ولكن متى أجد مثلك يكشفها لي؟ فقال : إن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لما ثقل في مرضه دعا عليا فوضع رأسه في حجره واغمى عليه وحضرت الصلاة فأذن بها فخرجت عائشة فقالت : يا عمر اخرج فصلّ بالناس فقال لها عمر : أبوك أولى بها ، فقالت : صدقت ولكنه رجل لين وأكره أن يواثبه القوم فصلّ أنت ، فقال لها عمر : بل يصلي هو وأنا أكفيه إن وثب واثب ، وتحرك متحرك ومع أنّ محمدا مغمى عليه لا أراه يفيق منها والرجل مشغول به لا يقدر أن يفارقه ـ يريد عليا ـ فبادر الصلاة قبل أن يفيق فإنّه إن أفاق خفت أن يأمر عليا بالصلاة وقد سمعت مناجاته منذ الليلة وفي آخر كلامه يقول : الصلاة الصلاة قال : ثم خرج أبو بكر ليصلي بالناس فأنكر القوم ذلك ثم ظنوا أنه بأمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فلم يكبر حتى أفاق صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : ادعوا إليّ العباس فحملاه هو وعلي فأخرجاه حتى صلّى بالناس وإنّه لقاعد ثم حمل فوضع على منبره فلم يجلس بعد ذلك على المنبر واجتمع إليه جميع أهل المدينة من المهاجرين والأنصار حتى برزن (٤) العواتق من خدورهنّ فبين باك وصائح وصارخ ومسترجع والنبي يخطب ساعة ويسكت ساعة وكان مما ذكر في خطبته أن قال : يا معاشر المهاجرين والأنصار ومن حضرني في يومي هذا وساعته هذه [من الجن والانس] فليبلغ شاهدكم غائبكم ، ألا قد خلّفت فيكم كتاب الله فيه النور والهدى والبيان ما فرط الله فيه من شيء حجة الله لي عليكم وخلفت فيكم العلم الأكبر علم الدين ونور الهدى وصيّي علي بن أبي طالب ألا هو حبل الله فاعتصموا به ولا تفرقوا عنه

__________________

(١) في البحار : يا أمه ، وفي الهامش عن المصدر : يا أمه يا أمه.

(٢) بحار الأنوار : ٢٢ / ٤٧٧ ح ٢٧ عن كتاب الوصية للشيخ عيسى بن المستفاد الضرير ، ولم نجده في الطرائف المطبوع ومجمع النورين للمرندي : ٣٤٨ عن ابن طاوس الطرف : ١٨ ـ ٢١ ـ ٢٧.

(٣) قلنا سابقا أنه عن كتاب الطرف لا الطرائف.

(٤) في المصدر : برزت.

٣٥٠

(وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْداءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْواناً) (١).

يا أيها الناس هذا علي بن أبي طالب كنز الله اليوم وما بعد اليوم من أحبّه وتولّاه اليوم وما بعد اليوم فقد أوفى بما عاهد عليه الله وأدى ما أوجب عليه ، ومن عاداه اليوم وما بعد اليوم جاء يوم القيامة أعمى أصم لا حجة له عند الله.

أيها الناس لا تأتوني غدا بالدنيا تزفونها زفا ويأتي أهل بيتي شعثا غبرا مقهورين مظلومين تسيل دماؤهم أمامكم وبيعات الضلالة والشورى للجهالة ألا وإنّ هذا الأمر له أصحاب وآيات وقد سمّاهم الله في كتابه وعرفتكم وأبلغتكم ما أرسلت به ولكني أراكم قوما تجهلون لا ترجعن بعدي كفّارا مرتدين متأولين للكتاب على غير معرفة وتبتدعون السنّة بالهوى ، لأن كل سنّة وحدث وكلام خالف القرآن فهو ردّ وباطل ، القرآن إمام هدى له قائد يهدي إليه ويدعو إليه بالحكمة والموعظة الحسنة ولي الأمر بعد وليه (٢) ووارث علمي وحكمي وسري وعلانيتي وما ورثه النبيّون من قبلي ، وأنا وارث ومورث فلا تكذبكم (٣) أنفسكم.

أيها الناس الله الله في أهل بيتي فإنهم أركان الدين ومصابيح الظلم ومعدن العلم ، عليّ أخي ووارثي ووزيري وأميني والقائم [بأمري] بعدي والوافي بعهدي على سنتي ويقتل على سنّتي ، وأول الناس إيمانا وآخرهم عهدا بي عند الموت وأوسطهم لي لقاء يوم القيامة ، وليبلغ شاهدكم غائبكم ألا ومن أمّ قوما عميا (٤) وفي الامة من هو أعلم منه فقد كفر ، أيها الناس من كانت له قبلي تبعات فها أنا ذا ومن كانت له عندي عداة فليأت فيها علي بن أبي طالب فإنه ضامن لذلك كله حتى لا يبقى لأحد عليّ تبعة» (٥).

الثاني والأربعون : محمد بن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس وعلي ابن محمد عن سهل بن زياد أبي سعيد عن محمد بن عيسى عن يونس عن ابن مسكان عن أبي بصير : قال سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله عزوجل : (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) (٦) فقال : «نزلت في علي بن أبي طالب عليه‌السلام والحسن والحسين عليهما‌السلام ، فقلت له : إن الناس يقولون : فما له لم يسم علي وأهل بيته في كتاب الله عزوجل؟ قال : فقال : قولوا لهم : إنّ رسول

__________________

(١) آل عمران : ١٠٣.

(٢) في المصدر : ولي الامر بعدي.

(٣) في مجمع النورين والبحار والمصدر : فلا يكذبنكم.

(٤) في المصادر : إمامة عمياء.

(٥) البحار : ٢٢ / ٤٨٧ ح ٣١ ، وخصائص الائمة للرضي : ٧٣ ، ومجمع النورين : ٦٧.

(٦) النساء : ٥٩.

٣٥١

الله صلى‌الله‌عليه‌وآله نزلت عليه الصلاة ولم يسمّ الله لهم ثلاثا ولا أربعا حتى كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله هو الذي فسّر ذلك لهم ، ونزلت عليه الزكاة ولم يسمّ لهم من كل أربعين درهما درهم حتى كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله هو الذي فسّر ذلك لهم ، وقد نزل الحج فلم يقل لهم : طوفوا اسبوعا حتى كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله هو الذي فسّر ، ذلك لهم ونزلت (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) ونزلت في علي والحسن والحسين فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في علي عليه‌السلام : من كنت مولاه فعلي مولاه ، وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أوصيكم بكتاب الله وأهل بيتي فإني سألت الله عزوجل أن لا يفرق بينهما حتى يوردهما عليّ الحوض فأعطاني ذلك ، وقال : لا تعلموهم فإنهم أعلم منكم ، وقال : إنهم لن يخرجوكم من باب هدى ولن يدخلوكم في باب ضلالة ، فلو سكت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ولم يبيّن من أهل بيته لا دعاها آل فلان وآل فلان ، ولكن الله عزوجل أنزل في كتابه تصديقا لنبيّه : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (١) فكان علي والحسن والحسين وفاطمة عليها‌السلام فأدخلهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله تحت الكساء في بيت أمّ سلمة ثم قال : اللهم إنّ لكل نبي أهلا وثقلا وهؤلاء أهل بيتي ، فقالت أمّ سلمة : ألست من أهلك؟ فقال إنك إلى خير ولكن هؤلاء أهلي وثقلي ، فلما قبض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كان علي عليه‌السلام أولى الناس بالناس لكثرة ما بلّغ فيه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وإقامته للناس وأخذه بيده ، فلما مضى علي لم يستطع علي ولم يكن ليفعل أن يدخل محمد بن علي ولا العباس بن علي ولا واحدا من ولده ، اذا لقال الحسن والحسين : إنّ الله تبارك وتعالى أنزل فينا كما أنزل فيك ، وأمر بطاعتنا كما أمر بطاعتك وبلّغ فينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كما بلّغ فيك وأذهب عنا الرجس كما أذهب عنك ، فلما مضى علي عليه‌السلام كان الحسن أولى بها لكبره فلما تولى (٢) لم يستطع أن يدخل ولده ولم يكن ليفعل والله عزوجل يقول : (وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ) (٣) فيجعلها في ولده إذا لقال الحسين عليه‌السلام : أمر الله بطاعتي كما أمر بطاعتك وطاعة أبيك وبلّغ فيّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كما بلّغ فيك وفي أبيك وأذهب الله عني الرجس كما أذهب عنك وعن أبيك ، فلما صارت إلى الحسين عليه‌السلام لم يكن أحد من أهل بيته يستطيع أن يدعى عليه كما كان هو يدعى على أخيه وعلى أبيه ، لو أرادا أن يصرفا الأمر عنه ولم يكونا ليفعلا ، ثم صارت حين أفضت إلى الحسين عليه‌السلام فجرى تأويل هذه الآية (وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ) ثم صارت من بعد الحسين لعلي بن الحسين ثم صارت من بعد علي بن الحسين إلى محمد بن علي وقال : الرجس هو الشك

__________________

(١) الاحزاب : ٣٣.

(٢) في المصدر : توفي.

(٣) الأنفال : ٧٥.

٣٥٢

والله لا نشك في ربّنا أبدا» (١).

الثالث والأربعون : محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن [محمد بن سنان] عن محمد بن خالد والحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيى بن عمران الحلبي عن أيوب بن الحر وعمران بن علي الحلبي عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه‌السلام مثل ذلك (٢).

الرابع والأربعون : محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن سنان عن أبي الجارود قال : قال أبو جعفر عليه‌السلام : «قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أنا وافد على العزيز الجبار يوم القيامة وكتابه وأهل بيتي ثم امتي ، ثم أسألهم ما فعلتم بكتاب الله وبأهل بيتي؟» (٣).

الخامس والأربعون : محمد بن الحسن الصفّار في بصائر الدرجات عن إبراهيم بن هاشم عن ابن فضال عن أبي (٤) جميلة عن أبي شعيب الحدّاد عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : «قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : انا أول قادم على الله ثم يقدم عليّ كتاب الله ثم يقدم عليّ أهل بيتي ثم تقدم عليّ أمتي فيقفون فيسألهم ما فعلتم في كتابي وأهل بيت نبيكم؟» (٥).

وروى : سعد بن عبد الله القمي في بصائر الدرجات قال : حدّثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن إبراهيم بن هاشم عن الحسن بن علي بن فضال عن أبي جميلة المفضّل بن صالح الأسدي عن شعيب الحدّاد قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «أنا أول قادم على الله تبارك وتعالى ثم يقدم عليّ كتاب الله وأهل بيتي ثم تقدم عليّ امتي فأقول لهم بئسما فعلتم في كتاب الله عزوجل وأهل بيت نبيّكم» (٦).

السادس والأربعون : الشيخ المفيد في الإرشاد قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله «أيها الناس أنا فرطكم وأنتم واردون عليّ الحوض ألا إني سائلكم عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيهما؟ فإن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يلقاني ، وسألت ربي ذلك فأعطانيه ألا وإني قد تركتهما فيكم : كتاب الله وعترتي أهل بيتي فلا تسبقوهم فتمرقوا ولا تقصروا عنهم فتهلكوا ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم» (٧).

السابع والأربعون : المفيد في إرشاده في خبر غدير خم وساق الحديث إلى أن قال : وكان سبب

__________________

(١) اصول الكافي : ١ / ٢٨٨ ح ١.

(٢) المصدر السابق.

(٣) اصول الكافي : ٢ / ٦٠٠ ح ٤.

(٤) في المصدر : ابن وفي المخطوط ومختصر البصائر والبحار : أبي.

(٥) بصائر الدرجات : ٤٣٢ / باب ١٧ / ح ١

(٦) لم نجده في البصائر ولا المختصر ولا غيرهما من المصادر.

(٧) الارشاد : ١ / ١٨٠ ط : مؤسسة آل البيت.

٣٥٣

نزوله في ذلك المكان نزول القرآن عليه بنصبه أمير المؤمنين عليه‌السلام خليفة في الأمة من بعده ، وقد كان تقدم الوحي إليه في ذلك من غير توقيت له فأخّره لحضور وقت يأمن الاختلاف منهم عليه ، وعلم الله سبحانه إن تجاوز غدير خم انفصل عنه كثير من الناس إلى بلادهم وأماكنهم وبواديهم وأراد الله سبحانه أن يجمعهم لسماع النص على أمير المؤمنين عليه‌السلام وتأكيد الحجة عليهم فيه فأنزل الله سبحانه عليه : (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ) يعني في استخلاف أمير المؤمنين عليه‌السلام والنص بالإمامة عليه (وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ) (١) فأكّد به الفرض عليهم بذلك ، وخوفه من تأخير الأمر ، وضمن له العصمة ومنع الناس منه ، فنزل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله المكان الذي ذكرناه لما وصفناه من الأمر بذلك وشرحناه ، ونزل المسلمون حوله ، وكان يوما قائظا شديد الحر ، فأمر صلى‌الله‌عليه‌وآله بدوحات هناك فقمّ ما تحتها وأمر بجمع الرحال في ذلك المكان ووضع بعضها على بعض ، ثم أمر مناديا ينادي في الناس بالصلاة فاجتمعوا من رحالهم إليه وإنّ أكثرهم ليلف ردائه على قدميه من شدة الرمضاء ، فلما اجتمعوا صعد صلى‌الله‌عليه‌وآله على تلك الرحال حتى صار في ذروتها ودعا امير المؤمنين فرقى معه حتى قام عن يمينه ، ثم خطب الناس فحمد الله وأثنى عليه ، ووعظ فأبلغ في الموعظة ، ونعى الامة نفسه فقال : «إني قد دعيت ويوشك أن اجيب وقد حان مني حفوف (٢) من بين أظهركم وإني مخلف فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض». وساق الحديث بطوله (٣).

ورواه أبو علي الطبرسي في كتاب أعلام الورى (٤).

الثامن والأربعون : (كتاب الأربعين الحديث عن الأربعين) وهو الحديث الأربعون بالإسناد المتصل عن أبي ثابت مولي أبي ذر قال : سمعت أم سلمة رضى الله عنه تقول : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : «علي مع القرآن والقرآن معه ، لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض» (٥).

التاسع والأربعون : ابن شهرآشوب في المناقب قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «لم يمت نبي قطّ إلّا خلّف تركة وقد خلّفت فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي» (٦).

الخمسون : محمد بن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن

__________________

(١) المائدة : ٦٧.

(٢) يقال : خف القوم خفوفا أي قلوا.

(٣) الارشاد : ١ / ١٧٦.

(٤) أعلام الورى : ٢٦٢.

(٥) الاربعون حديثا لابن بابويه : ٧٣ ح ٤٠ ، ومستدرك الصحيحين : ٣ / ١٢٤.

(٦) مناقب آل أبي طالب : ١ / ٢٠٢ وفيه زيادة : رب سلم أمة محمد من النار ويسر عليهم الحساب.

٣٥٤

عمر اليماني عن ابن اذينة عن ابن أبي عياش عن سليم قال : سمعت عليا عليه‌السلام يقول وأتاه رجل فقال له: أدنى ما يكون به العبد مؤمنا وأدنى ما يكون به العبد كافرا وأدنى ما يكون به العبد ضالا. فقال له : «قد سألت فافهم الجواب أمّا أدنى ما يكون به العبد مؤمنا : أن يعرّفه الله تبارك وتعالى نفسه فيقرّ له بالطاعة ويعرّفه نبيّه فيقرّ له بالطاعة ويعرّفه إمامه وحجته في أرض وشاهده على خلقه فيقرّ له بالطاعة ، قلت : يا أمير المؤمنين وإن جهل جميع الأشياء إلا ما وصفت؟ قال : نعم إذا امر أطاع وإذا نهي انتهى.

وأدنى ما يكون به العبد كافرا من زعم أن شيئا نهى الله عنه أنّ الله أمر به ونصبه دينا يتولى عليه ويزعم أنّه يعبد الذي أمره به وإنما يعبد الشيطان.

وادنى ما يكون به العبد ضالّا أن لا يعرف حجة الله تبارك وتعالى وشاهده على عباده الذي أمر الله عزوجل بطاعته وفرض ولايته فقال : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) (١) فقلت : يا أمير المؤمنين جعلني الله فداك أوضح لي ، فقال : الذين قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في آخر خطبته يوم قبضه الله عزوجل : إنى قد تركت فيكم أمرين لن تضلوا بعدي ما إن تمسّكتم بهما : كتاب الله عزوجل وعترتي أهل بيتي ، فإنّ اللطيف الخبير قد عهد إليّ أنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض ـ وجمع بين مسبحتيه ـ ولا أقول كهاتين ـ وجمع بين المسبحة والوسطى ـ فتسبق إحداهما الاخرى ـ فتمسكوا بهما لا تزلّوا لا تضلّوا ولا تقدموهم فتضلّوا» (٢).

الحادي والخمسون : الشيخ محمد بن إبراهيم النعماني في كتاب الغيبة عن أحمد بن محمد ابن سعيد بن عقدة (٣) ومحمد بن همّام بن سهل وعبد العزيز وعبد الواحد ابنا عبد الله بن يونس عن رجالهم عن عبد الرزاق بن همام عن معمر بن راشد عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس وأخبرنا به من غير هذه الطريق هارون بن محمد قال : حدثني أحمد بن عبد الله بن جعفر بن المعلى الهمداني قال : حدثني أبو الحسن عمرو بن جامع بن عمرو بن حرب الكندي قال : حدّثنا عبد الله ابن مبارك شيخ لنا كوفي ثقة قال : حدّثنا عبد الرزاق بن همام عن معمر عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس ، وذكر أبان أنّه سمعه أيضا عن عمر بن أبي سلمة قال معمر : وذكر أبو هارون العبدي أنّه سمعه أيضا عن عمر بن أبي سلمة عن سليم : أنّ معاوية لما دعا أبا الدرداء وأبا هريرة ونحن مع

__________________

(١) المائدة : ٩٥.

(٢) اصول الكافي : ٢ / ٤١٥ ح ١ باب أدنى ما يكون العبد.

(٣) كلمة غير مقروءة في الأصل.

٣٥٥

أمير المؤمنين عليه‌السلام بصفين فحمّلهما الرسالة إلى أمير المؤمنين وأدّياه إليه قال : «قد بلغتماني ما أرسلكما به معاوية فاسمعا مني وبلّغاه عني ، [كما بلغتماني] قالا : نعم. فأجابه علي عليه‌السلام الجواب بطوله حتى انتهى إلى نصب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إياه بغدير خم بأمر الله عزوجل لمّا أنزل الله عزوجل عليه : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ) (١) فقال الناس : يا رسول الله أخاصة لبعض المؤمنين أم عامة لجميعهم؟ فأمر الله نبيّه صلى‌الله‌عليه‌وآله أن يعلمهم ولاية من أمرهم الله بولايته، وأن يفسّر لهم من الولاية ما فسّر لهم من صلاتهم وزكاتهم وصومهم وحجهم ، قال علي عليه‌السلام : فنصبني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بغدير خم فقال : إنّ الله عزوجل أرسلني برسالة ضاق بها صدري وظننت أنّ الناس مكذبي فأوعدني لابلّغنها أو ليعذبني ثم قال : قم يا علي ، ثم نادى بأعلى صوته بعد أن أمر أن ينادى بالصلاة جامعة فصلّى بهم الظهر ، ثم قال : أيها الناس إنّ الله مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بهم من أنفسهم، من كنت مولاه فعليّ مولاه والى الله من والاه وعادى من عاداه ، فقام إليه سلمان الفارسي فقال : يا رسول الله ولاء ما ذا؟ فقال : من كنت أولى به من نفسه فعليّ أولى به من نفسه فأنزل الله : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً) (٢).

فقال سلمان الفارسي : يا رسول الله انزلت الآيات في عليّ خاصة؟ فقال : بل فيه وفي أوصيائي إلى يوم القيامة ، فقال : يا رسول الله سمّهم (٣) لي؟ فقال : عليّ وصيي ووزيري ووارثي وخليفتي في امتي ووليّ كل مؤمن ومؤمنة من بعدي وأحد عشر إماما من بعدي من ولده أوّلهم ابني حسن ثم ابني حسين ثم تسعة من ولد الحسين عليه‌السلام واحدا بعد واحد ، هم مع القرآن والقرآن معهم لا يفارقونه ولا يفارقهم حتى يردوا على حوضي ، فقام اثنا عشر من البدريين الذين شهدوا مع عليّ صفين فقالوا : شهدنا أنّا سمعنا ذلك من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كما قلت يا أمير المؤمنين سواء ، فلم تزد ولم تنقص ، وقال بقية السبعين من البدريين الذين شهدوا مع عليّ صفين : قد حفظنا جلّ ما قلت ولم نحفظه كله ، وهؤلاء الاثنا عشر خيارنا وأفاضلنا ، فقال عليه‌السلام : صدقتم ليس كل الناس يحفظ وبعضهم أحفظ من بعض» (٤).

الثاني والخمسون : محمد بن إبراهيم النعماني في الغيبة بالاسناد السابق في حديث أبي الدرداء وأبي هريرة في الحديث قال : وقام من الاثني عشر أربعة : الهيثم بن التيهان وأبو أيوب وعمار

__________________

(١) المائدة : ٥٥.

(٢) المائدة : ٣.

(٣) في المصدر المطبوع : بيّنهم.

(٤) كتاب الغيبة للنعماني : ٧٠.

٣٥٦

وخزيمة [بن ثابت] ذو الشهادتين فقالوا : شهدنا أنّا حفظنا قول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله [والله إنه لقائم] وعليّ قائم إلى جنبه وهو يقول : «يا أيها الناس إنّ الله أمرني أن أنصب لكم إمامكم ووصيّي (١) فيكم وخليفتي في أهلي وفي امتي من بعدي والذي فرض الله طاعته على المؤمنين في كتابه وأمركم فيه بولايته فقلت : يا رب خشية طعن أهل النفاق وتكذيبهم فأوعدني لأبلّغها أو ليعاقبني ، أيها الناس إن الله جلّ ذكره أمركم في كتابه بالصلاة وقد بيّنتها لكم وسننتها لكم والزكاة والصوم والحج فبيّنته وفسّرته (٢) ، وأمركم في كتابه بولايته وإنّي اشهدكم أيها الناس أنها خاصة لعلي وأوصيائي من ولدي وولده ، أولهم حسن ثم ابني حسين ثم تسعة من ولد الحسين لا يفارقون كتاب الله حتى يردوا عليّ الحوض.

أيها الناس وقد أعلمتكم مفزعكم بعدي ووليكم وإمامكم وهاديكم بعدي ، وهو أخي علي بن أبي طالب وهو فيكم بمنزلتي فقلّدوه دينكم وأطيعوه في جميع اموركم ، فإنّ عنده جميع ما علّمني الله جلّ وعزّ ، أمرني الله أن اعلّمه إياه وأن اعلمكم أنّه عنده فسلوه وتعلّموا منه ومن أوصيائه ، ولا تعلّموهم ولا تتقدموهم ولا تتخلّفوا عنهم فإنّهم مع الحق والحق معهم لا يزايلونه ولا يزايلهم (٣).

الثالث والخمسون : محمد بن إبراهيم النعماني في الغيبة بالسند السابق في الحديث ثم قال عليعليه‌السلام لأبي الدرداء وأبي هريرة ومن حوله : «أيها الناس أتعلمون أنّ الله أنزل في كتابه (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (٤) فجمعني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وفاطمة وحسنا وحسينا في كساء فقال : اللهم هؤلاء لحمتي (٥) وعترتي وثقلي وحامتي (٦) وأهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، فقالت أمّ سلمة : وأنا ، فقال لها : وأنت إلى خير ، إنّما انزلت فيّ وفي اخي وابنتي فاطمة وفي ابني حسن وحسين وفي تسعة من ولد الحسين خاصة ليس معنا أحد غيرنا؟ فقام جلّ القوم فقالوا : نشهد أنّ أمّ سلمة حدّثتنا بذلك فسألنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فحدثنا كما حدثتنا أمّ سلمة.

فقال علي عليه‌السلام : ألستم تعلمون أن الله عزوجل أنزل في سورة الحج (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا

__________________

(١) في المصدر المطبوع : لكم إماما يكون وصيي.

(٢) في المصدر لم يذكر الحج وقال : فبينتهما.

(٣) كتاب الغيبة : ٧٢ ، وفيه تفاوت بسيط في الألفاظ أشرت إلى المهم منه.

(٤) الاحزاب : ٣٣.

(٥) كذا الظاهر من المخطوط وفي المصدر : أحبتي.

(٦) في المصدر : وخاصتي.

٣٥٧

وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ وَجاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهادِهِ هُوَ اجْتَباكُمْ وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هذا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ) (١) فقام سلمان عند نزولها فقال : يا رسول الله من هؤلاء الذين أنت شهيد عليهم وهم شهداء على الناس الذين اختارهم الله ولم يجعل عليهم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : عنى بذلك ثلاثة عشر إنسانا ، أنا وأخي عليا وأحد عشر من ولده ، فقالوا : اللهم نعم قد سمعنا ذلك من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

فقال علي عليه‌السلام : انشدكم الله أتعلمون أنّ رسول الله قام خطيبا ثم لم يخطب بعد ذلك فقال : أيها [الناس] (٢) إني قد تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسّكتم بهما كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فإنّ اللطيف الخبير أخبرني وعهد إليّ أنهما لا يفترقان حتى يردا عليّ الحوض؟ قالوا : اللهم قد شهدنا ذلك كلّه من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقام اثنا عشر من الجماعة فقالوا : نشهد أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حين خطب في اليوم الذي قبض فيه قام عمر بن الخطاب شبه المغضب فقال : يا رسول الله لكل أهل بيتك؟ فقال : لا ، ولكن الأوصياء منهم عليّ أخي ووزيري ووارثي وخليفتي في امتي وولي كل مؤمن من بعدي وهو أولهم وخيرهم ثم وصيه بعده ابني هذا ـ وأشار إلى الحسن ثم وصيه ابني هذا ـ وأشار إلى الحسين ـ ثم وصيه ابني بعده سمي أخي ثم وصيّه بعده سميّي ، ثم سبعة من بعده من ولده واحد بعد واحد ، حتى يردوا عليّ الحوض شهداء الله في أرضه ، وحججه على خلقه ، من أطاعهم أطاع الله ، ومن عصاهم عصى الله». فقام السبعون البدريون ونحوهم من المهاجرين فقالوا : ذكرتمونا ما كنا نسيناه ، نشهد أنّا قد سمعنا ذلك من رسول الله ، فانطلق أبو هريرة وأبو الدرداء فحدّثا معاوية بكل ما قال علي وما استشهد عليه وما رد على الناس وما سمعوا به (٣).

وروى هذه الأحاديث الثلاث أيضا ابن بابويه في كتاب الغيبة قال : حدّثنا أبي ومحمد بن الحسنقدس‌سره قالا : حدّثنا سعد بن عبد الله قال : حدّثنا يعقوب بن يزيد عن حماد بن عيسى عن عمر ابن اذينة عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس الهلالي وذكر الاحاديث الثلاثة.

الرابع والخمسون : الشيخ الطوسي في أماليه قال : أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال : حدّثنا محمد بن جعفر الرزاز القرشي قال : حدّثنا جدي لامي محمد بن عيسى القيسي قال : حدثنا إسحاق بن يزيد الطائي ، قال : حدثنا هاشم بن البريد ، عن أبي سعيد التيمي ، قال : سمعت أبا ثابت

__________________

(١) الحج : ٧٧ ـ ٧٨.

(٢) لا توجد في الأصل.

(٣) كتاب الغيبة للنعماني : ٧٤ ، وكمال الدين : ٢٧٩ ح ٢٥ وهو كتاب الغيبة.

٣٥٨

مولى أبي ذر رحمه‌الله يقول سمعت أمّ سلمة تقول : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في مرضه الذي قبض فيه يقول وقد امتلأت الحجرة من أصحابه : «أيها الناس أوشك أن اقبض قبضا سريعا فينطلق بي وقد قدمت إليكم القول معذرة إليكم ألا إني مخلف فيكم كتاب ربي عزوجل وعترتي أهل بيتي ـ ثم أخذ بيد علي فرفعها ـ فقال : هذا عليّ مع القرآن والقرآن مع عليّ خليفتان بصيران لا يختلفان لا يفترقان حتى يردا عليّ الحوض فأسألهما ما خلفت فيهما» (١).

الخامس والخمسون : الشيخ أيضا في أماليه قال : أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال : حدّثنا الحسن بن علي بن زكريا أبو سعيد البصري قال : حدّثنا محمد بن صدقة العنبري قال : حدّثنا موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه محمد بن علي عن جابر ابن عبد الله الأنصاري قال : صلّى بنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يوما صلاة الفجر ثم انفتل وأقبل علينا يحدثنا ثم قال : «أيها الناس من فقد الشمس فليتمسّك بالقمر ، ومن فقد القمر فليتمسك بالفرقدين ، قال : فقمت أنا وأبو أيوب الأنصاري ومعنا أنس بن مالك فقلنا : يا رسول الله من الشمس؟ قال : أنا ، فإذا هو صلى‌الله‌عليه‌وآله قد ضرب لنا مثلا فقال : إنّ الله تعالى خلقنا فجعلنا بمنزلة نجوم السماء ، كلما غاب نجم طلع نجم فأنا الشمس فإذا ذهب بي فتمسّكوا بالقمر ، قلنا : فمن القمر؟ قال : أخي ووصيّي ووزيري وقاضي ديني وأبو ولدي وخليفتي في أهلي علي بن أبي طالب ، قلنا : فمن الفرقدان؟ قال : الحسن والحسين ـ ثم مكث مليّا ـ فقال : وفاطمة هي الزهرة ، وعترتي أهل بيتي هم مع القرآن والقرآن معهم لا يفترقان حتى يردا عليّ الحوض» (٢).

السادس والخمسون : ابن بابويه قال : حدّثنا أبي قدس‌سره قال : حدّثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن علي بن فضال عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير قال : قلت للصادق جعفر بن محمد عليهما‌السلام : من آل محمد؟ قال : ذريته ، قلت : من أهل بيته؟ قال : الأئمة الأوصياء ، قلت ، من عترته؟ قال : أصحاب العباء ، قلت : من امته؟ قال : المؤمنون الذين صدقوا بما جاء به من عند الله عزوجل المتمسكون بالثقلين اللذين امروا بالتمسّك بهما : كتاب الله وعترته أهل بيته ، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، وهما الخليفتان على الامة بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله» (٣).

السابع والخمسون : الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان في أماليه قال : أخبرني أبو

__________________

(١) أمالي الطوسي : ٤٧٨ / مجلس ١٧ / ح ١٤.

(٢) أمالي الطوسي : ٥١٦ / مجلس ١٨ / ح ٣٨.

(٣) أمالي الصدوق : ٣١٢ / مجلس ٤٨ / ح ١٠.

٣٥٩

الحسن علي بن محمد الكاتب قال : حدّثنا الحسن بن علي الزعفراني قال : حدّثنا إبراهيم بن محمد الثقفي قال : حدثني أبو عمر وحفص بن عمر الفرّاء قال : حدّثنا زيد بن الحسن الأنماطي عن معروف بن خربوذ قال : سمعت أبا عبيد الله مولى العباس يحدث أبا جعفر محمد بن علي عليه‌السلام قال : سمعت أبا سعيد الخدري يقول : إن آخر خطبة خطبنا بها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لخطبة خطبنا في مرضه الذي توفي فيه ، خرج متوكئا على يد علي بن أبي طالب عليه‌السلام وميمونة مولاته فجلس على المنبر ثم قال : «يا أيها الناس إني تارك فيكم الثقلين ـ وسكت ـ فقام رجل فقال : يا رسول الله ما هذان الثقلان؟ فغضب حتى احمرّ وجهه ، ثم سكن وقال : ما ذكرتهما إلّا وأنا اريد أن اخبركم بهما ، ولكن ربوت (١) فلم أستطع سبب طرفه بيد الله وطرف بأيديكم ، تعملون فيه كذا وكذا ، ألا وهو القرآن ، والثقل الأصغر أهل بيتي ، ثم قال: وايم الله [والله] إنّي لأقول لكم هذا ورجال في أصلاب أهل الشرك أرجى عندي من كثير منكم ، ثم قال : والله لا يحبهم عبد إلّا أعطاه الله نورا يوم القيامة حتى يرد علي الحوض ، فقال أبو جعفرعليه‌السلام : إنّ أبا عبد الله يأتينا بما يعرف» (٢).

الثامن والخمسون : ابن بابويه في عيون أخبار الرضا عليه‌السلام عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي قال : «سئل أمير المؤمنين عن معنى قول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّي مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي ، من العترة؟ قال : أنا والحسن والحسين والأئمة التسعة [من ولد الحسين] ، تاسعهم مهديهم وقائمهم لا يفارقون كتاب الله ولا يفارقهم حتى يردوا على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حوضه (٣).

التاسع والخمسون : ابن بابويه في الفقيه قال : حدّثنا أحمد بن الحسن القطان قال : حدّثنا العباس بن الفضل المقري قال : حدّثنا محمد بن علي بن منصور قال : حدّثنا عمرو بن عون قال : حدّثنا خالد عن الحسن بن عبد الله عن أبي الضحى عن زيد بن أرقم قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي فإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض» (٤).

الستون : ابن بابويه قال : حدّثنا محمد بن إبراهيم بن أحمد بن يونس قال : حدّثنا العباس بن الفضل عن أبي زرعة عن كثير بن يحيى أبي مالك عن أبي عوانة عن الأعمش قال : حدّثنا حبيب بن أبي ثابت عن عامر بن واثلة عن زيد بن أرقم قال : لمّا رجع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من حجة الوداع فنزل

__________________

(١) الربو : التهيج وتواتر النفس.

(٢) أمالي المفيد : ١٣٥ / ح ٣ / مجلس ١٦.

(٣) عيون أخبار الرضا : ٢ / ٦٠ ح ٢٥ باب النصوص على الرضا عليه‌السلام.

(٤) لم نجده في الفقيه نعم رواه في كمال الدين : ٢٣٤ ح ٤٤ بنفس الإسناد واللفظ باب ٢٢.

٣٦٠