غاية المرام وحجّة الخصام - ج ٢

السيّد هاشم البحراني الموسوي التوبلي

غاية المرام وحجّة الخصام - ج ٢

المؤلف:

السيّد هاشم البحراني الموسوي التوبلي


المحقق: السيد علي عاشور
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مؤسسة التاريخ العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٦٩

آخر القصّة : وجدّ في العزم ـ يعني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ على الخروج إلى تبوك وعزم المنافقون على اصطلام مخلفيهم إذا خرجوا ، فأوحى الله تعالى إنّ العلي الأعلى يقرأ عليك السلام ويقول لك : إمّا أن تخرج أنت ويقيم عليّ وإمّا أن يخرج عليّ وتقيم أنت ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ذاك لعليّ عليه‌السلام ، فقال عليّ : السّمع والطاعة لأمر الله وأمر رسوله وإن كنت لا أتخلّف عن رسول الله في حال من الأحوال ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ بعدي؟ فقال رضيت يا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله. (١)

السابع والستون : الإمام أبو محمّد العسكري عليه‌السلام قال : قال عليّ بن الحسين عليه‌السلام ولقد كان من المنافقين والضّعفاء من أشباه المنافقين مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أيضا قصدوا إلى تخريب المساجد بالمدينة كلّها لمّا همّوا من قتل أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب بالمدينة ومن قتل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في طريقهم إلى العقبة ، ولقد أراد الله في ذلك السير إلى تبوك في بصائر المستبصرين وفي قطع معاذيرهم متمرّديهم زيادات تليق بجلال الله وطوله على عباده ، منها لمّا كانوا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في مسيره إلى تبوك قالوا : لن نصبر على طعام واحد كما قالت بنو إسرائيل لموسى ، وكانت آية رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الظاهرة في ذلك أعظم من الآية الظاهرة لقوم موسى ، وذلك أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أمر بالمسير إلى تبوك أمر بأن يخلف عليّا بالمدينة ، فقال عليّ : يا رسول الله ما كنت أحبّ أن أتخلّف عنك في شيء من أمورك وأن أغيب عن مشاهدتك والنظر إلى هديك وسمتك ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا عليّ أما ترضى أن تكون بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ بعدي وأن لك في مقامك من الأجر مثل الذي لو خرجت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ولك مثل أجور كلّ من خرج مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله موقنا طائعا. (٢)

الثامن والستون : ابن شهرآشوب في كتاب الفضائل في خروج النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى غزوة تبوك أنّه صلى‌الله‌عليه‌وآله لمّا خرج من المدينة وانتهى إلى الجرف لحقه عليّ عليه‌السلام وأخذ يغزر رحله وقال : يا رسول الله زعمت قريش إنّما خلفتني استثقالا ومقتا ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : طال ما آذت الأمم أنبيائها أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى؟ الخبر (٣).

التاسع والستون : الشيخ أحمد بن عليّ بن أبي منصور الطبرسي في الاحتجاج قال : حدّثنا محمّد بن موسى الهمداني قال : حدّثنا محمّد بن خالد الطيالسي قال : حدّثني سيف بن عميرة وصالح بن عقبة جميعا عن قيس بن سمعان عن علقمة بن محمّد الحضرمي عن أبي جعفر

__________________

(١) تفسير الإمام العسكري : ٤٨٥ / ٣٠٩.

(٢) تفسير الإمام العسكري عليه‌السلام ٥٦١ / ٣٣١.

(٣) مناقب آل أبي طالب : ١ / ١٨٣.

١٤١

محمد بن عليّ عليهما‌السلام قال : حجّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من المدينة وقد بلغ جميع الشرائع قومه غير الحجّ والولاية، وساق الحديث بطوله ورواه ابن الفارسي في روضة الواعظين عن أبي جعفر الباقر عليه‌السلام وفي الحديث قال: حجّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من المدينة وقد بلغ جميع الشرائع قومه ما خلا الحجّ والولاية ، فأتاه جبرائيلعليه‌السلام فقال له : يا محمّد إنّ الله عزوجل يقرؤك السلام ويقول لك إنّي لم أقبض نبيّا من أنبيائي ورسلي إلّا من بعد كمال ديني وتأكيد حجّتي وقد بقي عليك من ذلك فريضتان ممّا تحتاج أن تبلغهما قومك فريضة الحجّ وفريضة الولاية والخليفة من بعدك ، فإنّي لم أخل الأرض من حجّة ولن أخليها أبدا والحديث طويل مشتمل لحجّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله حجّة الوداع ، ونصّه على أمير المؤمنين عليه‌السلام في غدير خمّ بالخطبة الطويلة من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بالنّصّ على أمير المؤمنين عليه‌السلام بالامامة والخلافة والوصيّة وساق الخطبة إلى أن قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : وأقرّ له على نفسي بالعبوديّة وأشهد له بالرّبوبيّة وأؤدّي ما أوحي إليّ حذرا من أن لا أفعل فتحل بي منه قارعة لا يدفعها عنّي أحد ، وإن عظمت منبته وصفت خلته لا إله إلّا هو لأنّه قد أعلمني أنّي إن لم أبلغ ما أنزل إليّ فما بلّغت رسالته ، وقد ضمن لي تبارك وتعالى العصمة وهو الكافي الكريم فأوحى إليّ بسم الله الرّحمن الرّحيم (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ) معاشر الناس ما قصرت في تبليغ ما أنزل إلي وأنا مبيّن لكم سبب هذه الآية ، إنّ جبرائيل عليه‌السلام هبط إليّ مرارا ثلاثا يأمرني عن السلام ربّي وهو السلام أن أقوم في هذا المشهد فأعلم كلّ أبيض وأسود أنّ عليّ بن أبي طالب أخي ووصيّي وخليفتي والإمام من بعدي والذي محلّه منّي محلّ هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ بعدي وهو وليكم بعد الله ورسوله ، وقد أنزل الله تبارك وتعالى عليّ بذلك آية من كتابه (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ) وعليّ بن أبي طالب أقام الصلاة وأتى الزكاة وهو راكع يريد الله عزوجل في كلّ حال وساق الحديث إلى آخرها. (١)

والحديث والخطبة تقدّم في الباب السابع عشر باب غدير خمّ من هذا الكتاب وهو الحديث الأربعون من الباب.

السبعون : أحمد بن عليّ بن أبي منصور الطبرسي في الاحتجاج في رسالة أبي الحسن الثالث عليّ بن محمّد الهادي عليه‌السلام في رسالته إلى أهل الأهواز حين سألوه عن الجبر والتفويض قال : اجتمعت الأمّة قاطبة لا اختلاف بينهم في ذلك ، أنّ القرآن حق لا ريب فيه عند جميع فرقها فهم

__________________

(١) روضة الواعظين ٨٩ ، الاحتجاج : ١ / ٦٧.

١٤٢

في حالة الاجتماع عليه مصيبون وعلى تصديق ما أنزل الله مهتدون لقول النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا تجتمع أمّتي على ضلالة ، فأخبر صلى‌الله‌عليه‌وآله أنّ ما اجتمعت عليه الأمّة ولم يخالف بعضها بعضا هو الحق فهذا معنى الحديث لا ما تأوّله الجاهلون ولا ما قاله المعاندون من إبطال حكم الكتاب واتباع أحكام الأحاديث المزوّرة والرّوايات المزخرفة واتباع الأهواء المردية المهلكة التي تخالف نصّ الكتاب وتحقيق الآيات الواضحات النّيرات ، ونحن نسأل الله أن يوفقنا للصّواب ويهدينا إلى الرّشاد ، ثمّ قال : عليه‌السلام : فإذا شهد الكتاب بصدق خبر وتحقيقه فأنكرته طائفة من الأمّة وعارضته بحديث من هذه الأحاديث المزوّرة فصارت بإنكارها ودفعها الكتاب ضلّالا وأصحّ خبر ما عرف تحقيقه من الكتاب مثل الخبر المجمع عليه من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حيث قال : إنّي مستخلف فيكم خليفتين كتاب الله وعترتي ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا بعدي وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض واللفظة الاخرى عنه في هذا المعنى بعينه قوله : إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض إنّكم ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا ، فلمّا وجدنا شواهد هذا الحديث نصّا في كتاب الله مثل قوله (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ).

ثمّ اتّفقت روايات العلماء في ذلك لأمير المؤمنين عليه‌السلام أنّه تصدّق بخاتمه وهو راكع ، فشكر الله ذلك وأنزل الآية فيه ، ثمّ وجدنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قد أبانه من أصحابه بهذه اللّفظة : من كنت مولاه فعليّ مولاه اللهمّ وال من والاه وعاد من عاداه ، وقوله : عليّ يقضي ديني وينجز موعدي وهو خليفتي عليكم بعدي وقوله حين استخلفه على المدينة فقال : يا رسول الله أتخلفني مع النساء والصّبيان؟ فقال : أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ بعدي؟ فعلمنا أنّ الكتاب شهد بتصديق هذه الأخبار وتحقيق هذه الشواهد فيلزم الأمّة الإقرار بها إذ كانت هذه الأخبار وافقت القرآن ، فلمّا وجدنا ذلك موافقا لكتاب الله ووجدنا كتاب الله موافقا لهذه الأخبار وعليها دليلا كان الاقتداء بهذه الأخبار فرضا لا يتعدّاه إلّا أهل العناد والفساد (١).

على هذا القدر نقتصر من روايات الخاصّة في قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي عليه‌السلام : أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ بعدي.

والرّوايات من طريق العامّة والخاصّة بذلك متواترة.

قال : السيّد المرتضى قدّس الله تعالى روحه في الشافي : العلماء مطبقون على قبول الحديث (٢).

__________________

(١) الاحتجاج : ٢ / ٢٥١. (٢ / ٤٨٧)

(٢) انظر : الشافي في الإمامة : ٣ / ٨.

١٤٣

الباب الثاني والعشرون

في أنّ عليا عليه‌السلام وصيّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وبنيه الأحد عشر وهم الأوصياء

والأئمّة الاثنا عشر بنصّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

مضافا إلى ما سبق من طريق العامّة وفيه سبعون حديثا.

الحديث الأوّل : من مسند أحمد بن حنبل عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : حدّثنا هثيم بن خلف قال : حدّثنا محمّد بن أبي عمر الدوني قال : حدّثنا شاذان قال : حدّثنا جعفر بن زياد عن مطر عن أنس ـ يعنى ابن مالك ـ قال : قلنا لسلمان سل النبيّ من وصيّه ، فقال له سلمان : يا رسول الله من وصيّك؟

فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا سلمان من [كان] وصيّ موسى؟

فقال : يوشع بن نون.

قال : فإنّ وصيّي ووارثي يقضي ديني وينجز موعدي عليّ بن أبي طالب (١).

الثاني : من تفسير الثعلبي قال : أخبرني الحسين بن محمّد بن الحسين ، حدّثنا موسى بن محمّد ، حدّثنا الحسن بن عليّ بن شعيب المغربي ، حدّثنا عبّاد بن يعقوب ، حدّثنا عليّ بن هاشم عن صباح ابن يحيى المزني عن زكريّا بن ميسرة عن أبي إسحاق عن البرّاء قال : لمّا نزلت (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) جمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بني عبد المطلب وهم يومئذ أربعون رجلا الرجل منهم يأكل المسنّة ويشرب العسّ ، فأمر عليّا أن يدخل شاة فأدمها ثمّ قال : أدنو بسم الله فدنا القوم عشرة عشرة فأكلوا حتّى صدروا ، ثمّ دعا بقعب من لبن فجرع منه جرعة ، ثمّ قال لهم : اشربوا بسم الله فشربوا حتّى رووا ، فبدرهم أبو لهب فقال : هذا ما سحركم به الرجل فسكت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله يومئذ فلم يتكلّم ، ثمّ دعاهم من الغد على مثل ذلك الطّعام والشّراب ثمّ أنذرهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : يا بني عبد المطلّب إنّي أنا النذير إليكم من اللهعزوجل والبشير لما يجيء به أحد جئتكم بالدّنيا والآخرة فأسلموا وأطيعوني تهتدوا ، ومن يؤاخيني ويؤازرني يكون وليّي ووصيّي بعدي وخليفتي في أهلي ويقضي ديني ، فأسكت القوم وأعاد ذلك ثلاثا كلّ ذلك يسكت القوم ويقول

__________________

(١) فضائل الصحابة لابن حنبل : ٢ / ٦١٥ / ح ١٠٥٢.

١٤٤

عليّ : أنا فقال : أنت ، فقام القوم وهم يقولون لأبي طالب أطع ابنك فقد أمر عليك (١).

الثالث : من مناقب الفقيه ابن المغازلي الشافعي الواسطي قال : أخبرنا أبو طالب محمّد بن أحمد ابن عثمان قال : أخبرنا أبو عمر محمّد بن عمر العبّاس بن حيويه الخزّاز أذنا قال : حدّثنا أبو عبد الله الحسين بن عليّ الدّهّان المعروف باخي حمّاد قال : حدّثنا عليّ بن محمّد بن الخليل بن هارون البصري قال : حدّثنا محمّد بن الجليل الجهني قال : حدّثنا هيثم بن أبي بشر عن سعيد عن ابن عبّاس رضى الله عنه قال : كنت جالسا مع فتية من بني هاشم عند النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا أنقض كوكب فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من أنقض هذا النجم في منزله فهو الوصيّ من بعدي.

فقام فتية من بني هاشم فنظروا فإذا الكوكب قد انقض في منزل عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام.

قالوا : يا رسول الله غويت في حبّ عليّ ، فأنزل الله تعالى (وَالنَّجْمِ إِذا هَوى ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى) إلى قوله (بِالْأُفُقِ الْأَعْلى) (٢).

الرابع : ومن الجمع بين الصّحيحين للحميدي الحديث التاسع من اتّفق عليه من مسلم والبخاري من مسند عبد الله بن أبي أوفى عن طلحة بن مصرف قال : سألت عبد الله بن أبي أوفى هل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أوصى؟ فقال : لا فقلت : فكيف كتب على الناس الوصيّة أو أمروا بالوصيّة؟ قال : أوصى بكتاب الله قال الحميدي : وفي حديث بن مهدي زيادة ذكرها أبو مسعود وأبو بكر البرقاني ولم يخرجها البخاري ولا مسلم فيما عندنا من كتابيهما وهي قال : قال هزيل بن شرحبيل : أبو بكر كان يتآمر على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وفي حديث وكيع قلت : فكيف أمر الناس بالوصيّة؟ وفي حديث بن نمير كيف كتب على المسلمين الوصيّة وليس لطلحة بن مصرف عن ابن أبي أوفى في الصّحيحين غير هذا الحديث الواحد؟(٣)

الخامس : أبو الحسن ابن المغازلي الشافعي قال : أخبرنا أبو غالب محمّد بن أحمد بن سهل النّحوي قال : حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن عليّ بن مهدي السّقطي الواسطي املاء قال : حدّثنا أحمد ابن عليّ القواريري الواسطي قال : حدّثنا محمّد بن عبد الله بن ثابت قال : حدّثنا محمّد بن مصفي قال : حدّثنا ابن الوليد عن سويد بن عبد العزيز عن أبي الزّبير جابر بن عبد الله عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : انّ اللهعزوجل أنزل قطعة من نور فاسكنها في صلب آدم فساقها حتّى قسّمها جزءين فجعل جزءا

__________________

(١) تفسير الثعلبي مخطوط عند تفسير قوله تعالى : (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ). وقد أورد هذا الحديث الحسكاني في شواهد التنزيل : ١ / ٥٤٢ / ح ٥٨٠.

(٢) مناقب ابن المغازلي ٣١٠ ، ح ٣٥٣.

(٣) انظر : مسند أحمد : ٤ / ٣٥٥ ، سنن النسائي : ٦ / ٢٤٠ ، صحيح مسلم : ٥ / ٧٤ ، صحيح البخاري : ٣ / ١٨٦.

١٤٥

في صلب عبد الله وجزء في صلب أبي طالب فأخرجني نبيّا وأخرج عليّ وصيّا. (١)

السادس : ومن مناقب أبي الحسن بن المغازلي الشافعي الواسطي قال : أخبرنا أبو نصر بن الطّحان إجازة عن أبي الفرج الخيوطي ، حدّثنا عبد الحميد بن موسى ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن سعيد ، حدّثنا محمّد بن حميد الرازي ، حدّثنا سلمة بن الفضل عن أبي إسحاق عن شريك بن عبد الله عن أبي ربيعة الأيادي عن عبد الله بن بريدة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لكلّ نبيّ وصيّ ووارث وإنّ وصيّي ووارثي عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام (٢).

السابع : ومن مناقب الفقيه ابن المغازلي الشافعي قال : أخبرنا أبو غالب محمّد بن أحمد بن سهل النّحوي قال : حدّثنا أبو الفتح محمّد بن الحسن البغدادي حدّثهم قال : قرأ على أبي محمّد جعفر بن نصير الخلدي وأنا اسمع قال : حدّثنا محمد بن عبد الله بن سليمان قال : حدّثنا محمّد بن مرزوق قال : حدّثنا حسين الأشقر عن قيس عن الأعمش عن عباية بن ربعي عن أبي أيّوب الأنصاري ، انّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله مرض مرضة فدخلت عليه فاطمة عليها‌السلام تعوده وهو ناقه من مرضه ، فلمّا رأت ما برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من الجهد والضعف خنقتها العبرة حتّى جرت دمعتها ، فقال لها : يا فاطمة انّ الله عزوجل اطّلع إلى الأرض اطّلاعة فاختار منها أباك فبعثه نبيّا ، ثمّ اطّلع إليها الثّانية فاختار منها بعلك فأوحى فانكحته واتّخذته وصيّا أما علمت يا فاطمة أنّ لكرامة الله إيّاك زوّجك أعظمهم حلما وأقدمهم سلما وأعلمهم علما ، فسرّت بذلك فاطمة عليها‌السلام واستبشرت ، ثمّ قال لها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا فاطمة ولعليّ ثمانية أضراس ثواقب : إيمان بالله وبرسوله وحكمه وتزويجه فاطمة وسبطاه الحسن والحسين وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر وقضاءه بكتاب الله عزوجل ، يا فاطمة أنا أهل بيت أعطينا سبع خصال لم يعطها أحد من الأوّلين والآخرين قبلنا أو قال : ولا يدركها أحد من الآخرين غيرنا : منّا أفضل الأنبياء وهو أبوك ووصينا خير الأوصياء وهو بعلك وشهيدنا خير الشّهداء وهو حمزة عمّك ، ومنّا من له جناحان يطير بهما في الجنّة حيث يشاء وهو جعفر ابن عمّك ، ومنّا سبطا هذه الأمّة وهما ابناك ، ومنّا والذي نفسي بيده مهدي هذه الأمّة (٣).

الثامن : أبو المؤيّد موفّق بن أحمد من أعيان علماء العامّة في كتاب فضائل عليّ عليه‌السلام قال : أنبأني الإمام الحافظ صدر الحفّاظ أبو العلاء الحسن بن أحمد العطّار الهمداني إجازة ، أخبرنا أبو القاسم

__________________

(١) مناقب ابن المغازلي : ٧٥ / ح ١٣٢.

(٢) مناقب ابن المغازلي ١٤١ / ح ٢٣٨ ، وذخائر العقبى : ٧١.

(٣) مناقب ابن المغازلي ٨١ / ح ١٤٤.

١٤٦

إسماعيل بن أحمد بن عمر أخ أبو الحسين أحمد بن محمّد بن أحمد بن عبد الله أخ أبو القاسم عيسى بن عليّ بن عيسى بن داود بن الجرّاح ، أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمّد بن عبد العزيز البغوي ، حدّثنا محمّد بن حميد الرازي ، حدّثنا عليّ بن مجاهد ، حدّثنا محمّد بن إسحاق عن شريك بن عبد الله عن أبي ربيعة الأيادي عن ابن بريدة عن أبيه قال : قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : لكلّ نبيّ وصيّ ووارث وإنّ عليّ وصيّي ووارثي. (١)

التاسع : موفّق بن أحمد هذا قال : أنبأني أبو العلاء ، أخبرنا الحسن بن أحمد المقرئ أخ أحمد بن عبد الله الحافظ ، حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن أحمد بن عليّ بن مخلّد ، حدّثنا محمّد وهو ابن عثمان بن أبي شيبة ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن ميمون ، حدّثني عليّ بن عابس عن الحرث بن حصين عن القاسم بن جندب عن أنس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا أنس اسكب لي وضوء ، ثمّ قام فصلى ركعتين ، ثمّ قال : يا أنس أوّل من يدخل عليك من هذا الباب أمير المؤمنين وسيّد المسلمين وقائد الغرّ المحجّلين وخاتم الوصيّين.

قال : قلت : اللهمّ اجعله رجلا من الأنصار وكتمته إذ جاء عليّ عليه‌السلام.

فقال : من هذا يا أنس؟

فقلت : عليّ ، فقام مستبشرا فاعتنقه ثمّ جعل يمسح عرق وجهه ويمسح عرق وجه عليّ عن وجهه.

فقال عليّ : يا رسول الله لقد رأيتك صنعت شيئا ما صنعته بيّ من قبل؟

قال : وما يمنعني وأنت تؤدّي عنّي وتسمعهم صوتي وتبيّن لهم ما اختلفوا فيه بعدي (٢).

العاشر : موفّق بن أحمد قال : أخبرني شهردار بن شيرويه إجازة ، أخبرنا أبو الفتح عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الهمداني كتابة ، حدّثنا الشّريف أبو طالب الجعفري عن أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن السّري بن يحيى التيميّ ، حدّثنا المنذر بن محمّد بن المنذور ، حدّثنا عمّي الحسين بن يوسف بن سعيد بن أبي الجهم ، حدّثني أبي عن أبان بن تغلب عن عليّ بن محمّد بن المنكدر عن أمّ سلمة زوجة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وكانت ألطف نسائه وأشدّهنّ له حبّا قال : وكان لها مولى يحضنها وكان لا يصلّي صلاة إلّا سبّ عليّ فقالت له : يا أبة ما حملك على سبّ عليّ؟

قال : لأنّه قتل عثمان رضى الله عنه وشرك في دمه.

__________________

(١) المناقب ٨٤ / ح ٧٤.

(٢) المناقب ٨٥ / ح ٧٥.

١٤٧

قالت له : لو لا أنّك مولاي ربّيتني وأنت عندي بمنزلة والدي ما حدّثتك بسرّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ولكن أجلس حتّى أحدّثك عن عليّ وما رأيت عنه : اعلم إنّي رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وكان يومي وإنّما كان يصيبني في تسعة أيّام يوما واحدا ، فدخل النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو فخلّل أصابعه في أصابع عليّ واضعا يده عليه فقال : يا أمّ سلمة اخرجي من البيت واخليه لنا ، فخرجت وأقبلا يتناجيان واسمع الكلام ولا أدري ما يقولان حتّى إذا أنا قلت قد انتصف النّهار أقبلت فقلت : السلام عليكم ألج؟

فقال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا تلجي ، وارجعي مكانك ثمّ تناجيا طويلا حتّى قام عمود الظّهر.

فقلت : ذهب يومي وشغله عليّ عنّي فأقبلت أمشي حتّى وقفت على الباب فقلت السلام عليكم ألج؟

قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا تلجي ، فرجعت وجلست مكاني حتّى إذا قلت قد زالت الشمس الآن يخرج إلى الصلاة ويذهب يومي ولم أر قط أطول منه فأقبلت أمشي حتّى وقفت وقلت : السلام عليكم ألج؟ فقال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : فنعم فلجّي ، فدخلت وعليّ واضع يده على ركبتي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقد أدنى فاه من أذن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وفم النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله على أذن عليّ يتساران وعليّ يقول : أفأمضي وأفعل؟ والنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : يقول نعم ، فدخلت وعليّ معرض وجهه حتّى دخلت وخرج فأخذني النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وأقعدني في حجره وألزمني فأصاب منّي ما يصيب الرجل من أهله من اللّطف والاعتذار ، ثمّ قال : أمّ سلمة لا تلوميني فإنّ جبرائيل أتاني من الله تعالى بأمر أن أوصي به عليّ من بعدي وكنت بين جبرائيل وعليّ ، وجبرائيل عن يميني وعليّ عن شمالي فأمرني جبرائيل أن أمر عليّ بما هو كائن بعدي إلى يوم القيامة فأعذريني ولا تلوميني، إنّ الله عزوجل اختار من كلّ أمّة نبيّا واختار لكلّ نبيّ وصيّا فأنا نبيّ هذه الأمة وعليّ وصيّي في عترتي وأهل بيتي وأمّتي من بعدي ، وهذا ما شهدت من عليّ الآن يا أبتاه فسبه أو فدعه ، فأقبل أبوها يناجي الليل والنّهار ويقول : اللهمّ اغفر لي ما جهلت من أمر عليّ ، فإنّ وليي ولي عليّ وعدّوي عدّو عليّ وتاب المولى توبة نصوحا وأقبل فيما بقي من دهره يدعو الله تعالى أن يغفر له (١).

الحادي عشر : موفّق بن أحمد قال : أخبرنا شهردار هذا إجازة ، أخبرنا أبو الفتح عبدوس بن عبد الله عبدوس الهمداني هذا كتابة ، حدّثنا أبو طاهر الحسين بن عليّ بن سلمة ، حدّثنا أبو الفرج الصّامت بن محمّد بن أحمد ، حدّثني الحسين بن عليّ بن عاصم القرشي ، حدّثني صهيب بن عبّاد ، حدّثني جعفر عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن

__________________

(١) المناقب ١٤٦ / ح ١٧١.

١٤٨

أبي طالب عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أتاني جبرائيل وقد نشر جناحيه وإذا في أحدهما مكتوب لا إله إلّا الله محمّد النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله رسول الله وعلى الآخر مكتوب لا إله إلّا الله علي الوصيّ. (١)

الثاني عشر : موفّق بن أحمد قال : كتب عمرو بن العاص إلى معاوية في ردّ جواب مكاتبة معاوية إلى عمرو بن العاص وقد كتب معاوية إليه يستميله إلى قتال عليّ عليه‌السلام والاستعانة به في رد جواب المكاتبة من عمر بن العاص ، فكتب عمرو بن العاص من صاحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى معاوية بن أبي سفيان : أمّا بعد فقد وصل كتابك فقرأته ثمّ فهمته ، فامّا ما دعوتني إليه من خلع ربقة الإسلام من عنقي والتهوّر في الضّلالة معك وإعانتي إيّاك على الباطل واختراط السّيف في وجه عليّ رضى الله عنه وهو أخو رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ووصيّه ووارثه وقاضي دينه ومنجز وعده وزوج ابنته سيّدة نساء الجنّة وأبو السّبطين الحسن والحسين سيّدي شباب أهل الجنّة فلن يكون ، وأمّا ما قلت أنّك خليفة عثمان فقد صدقت ، ولكن تبين اليوم عزلك عن خلافته وقد بويع لغيره فزالت خلافتك ، وأمّا ما عظمتني به ونسبتني إليه من صحبة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وإنّي صاحب جيشه فلا أغترّ بالتّزكية ولا أميل بها عن الملّة ، وأمّا ما نسبت أبا الحسن أخا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ووصيّه إلى البغي والحسد لعثمان وسمّيت الصّحابة فسقة وزعمت أنّه اشلاهم على قتله فهذا كذب وغواية ، ويحك يا معاوية أما علمت أنّ أبا حسن بذل نفسه بين يدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وبات على فراشه ، وهو صاحب السّبق إلى الإسلام والهجرة وقد قال فيه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : هو منّي وأنا منه ، وهو منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ بعدي ، وقد قال فيه يوم غدير خمّ : ألا ومن كنت مولاه فعليّ مولاه اللهمّ وال من والاه وعاد من عاده وأنصر من نصره وأخذل من خذله ، وهو الذي قال فيه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يوم خيبر : لأعطينّ الراية غدا رجلا يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله ، وهو الذي قال فيه يوم الطير : اللهمّ آتني بأحبّ الخلق إليك ، فلمّا دخل عليه قال : وإليّ وإليّ.

وقد قال فيه يوم بني النظير : عليّ إمام البررة وقاتل الفجرة منصور من نصره مخذول من خذله ، وقد قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : عليّ وليّكم من بعدي وأكّد القول عليك وعلى جميع المسلمين.

وقال : إنّي مخلّف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي.

وقد قال : أنا مدينة العلم وعليّ بابها ، وقد علمت يا معاوية ما أنزل الله تعالى في كتابه من الآيات المتلوّات في فضائله التي لا يشركه فيها أحد لقوله تعالى : (يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخافُونَ) و (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ) ، (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ

__________________

(١) المناقب ١٤٧ / ح ١٧٢.

١٤٩

وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ) وقد قال الله تعالى : (رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ).

وقد قال الله تعالى لرسوله : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى).

وقد قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى ، سلمك سلمي وحربك حربي ، وتكون أخي ووليي في الدنيا والآخرة ، يا أبا الحسن من أحبك فقد أحبني ومن أبغضك فقد أبغضني ومن أحبك أدخله الله الجنة ومن أبغضك ادخله الله النار ، وكتابك يا معاوية الذي هذا جوابه ليس ممن ينخدع به من له عقل أو دين والسلام» فكتب إليه معاوية يعرض عليه الأموال والولايات وكتب في آخر كتابه هذه الأبيات :

جهلت ولم تعلم محلك عندنا

فأرسلت شيئا من عتاب (١) ولا تدري

فثق بالذي عندي لك اليوم آنفا

من العز والإكرام والجاه والقدر

فأكتب عهدا ترتضيه مؤكدا

وأشفعه بالبذل مني وبالبرّ

فكتب إليه عمرو :

أبي القلب مني أن أخادع بالمكر

ولست أبيع الدين بالربح والوفر

وإني لعمري ذو دهاء وفطنة

بقتل ابن عفان اصير إلى الكفر (٢)

وساق بقية الأبيات والقصة ، وفيها أن معاوية كتب إليه بوعده بولاية مصر (٣).

واقتصرنا هنا على موضع الحاجة ، والعجب كل العجب ممّا في هذا الحديث من النصوص الواردة عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله على أمير المؤمنين عليه‌السلام برواية النواصب عن الخوارج فاستحبوا العمى على الهدى.

الثالث عشر : موفق بن أحمد أن أمير المؤمنين قال يوم صفين : «معاشر الناس أنا أخو رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ووصيّه ووارث علمه ، خصني وحباني بوصيته ، واختارني من بينهم ، وزوجني ابنته بعد ما خطبتها عدّة فلم يزوجهم وإنما زوجنيها بأمر ربّه تعالى ، ووهب (٤) الله لي منها ذرية طيّبة فمن أعطى مثل ما أعطيت؟ أنا الذي عمّي سيد الشهداء وأخي يطير مع الملائكة حيث يشاء بجناحين مكللين بالدر والياقوت ، أنا صاحب الدعوات أنا صاحب النقمات أنا صاحب الآيات

__________________

(١) في المصدر : خطابا.

(٢) البيتان في المصدر كالتالي :

أبي القلب منّي أن أخادع بالمكر

بقتل ابن عفان أجر إلى الكفر

وإني لعمرو ذو دهاء وفطنة

ولست أبيع الدين بالربح والوفر

(٣) المناقب : ١٠٧ ـ ٢٠١ ح ٢٤٠.

(٤) في المصدر : فوهب.

١٥٠

العجيبات أنا قرن من حديد وأنا أبدا جديد أنا أبو الأرامل واليتامى أنا مبير الجبارين وكهف المتقين وسيد الوصيين وأمير المؤمنين وحبل الله المتين والكهف الحصين والعروة الوثقى التي لا انفصام لها» (١).

الرابع عشر : موفق بن أحمد قال : أخبرني شهردار إجازة ، أخبرني أبي شيرويه ، أخبرنا (٢) أبو طالب أحمد بن محمد بن خالد الريحاني الصوفي بقراءتي عليه من أصل سماعه ، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الرّحمن بن محمد بن طلحة الصيداوي (٣) ، حدّثنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد الحلبي (٤) بمصر ، أخبرنا (٥) أبو أحمد العباس بن الفضل بن جعفر المكي ح علي بن العباس المقانعي ، حدّثنا سعيد بن مزيد (٦) الكندي ، حدّثنا عبد الله (٧) بن حازم الخزاعي عن إبراهيم بن موسى الجهني عن سلمان الفارسي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : «يا علي تختّم باليمين تكن من المقربين قال : يا رسول الله وما المقربون؟ قال: جبرائيل وميكائيل قال : فبم أتختم يا رسول الله؟ قال : بالعقيق الاحمر فإنه جبل أقرّ لله بالوحدانية ولي بالنبوة ولك بالوصية ولولدك بالإمامة ولمحبيك بالجنة ولشيعتك وولدك (٨) بالفردوس» (٩).

الخامس عشر : موفق بن أحمد قال : أخبرنا الشيخ الإمام برهان الدين أبو الحسين (١٠) علي بن الحسين الغزنوي بمدينة السلام في داره سلخ ربيع الأول سنة أربع وأربعين وخمسمائة ، أخبرنا الإمام أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر بن أبي الاشعث السمرقندي ، أخبرنا أبو القاسم بن سعد (١١) الاسماعيلي في شعبان سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة ، أخبرنا أبو القاسم حمزة بن يوسف السهيمي (١٢) الرجل الصالح ، أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن عدي بن عبد الله بن محمد الحافظ ، أخبرنا أبو علي الحسين بن عفير بن حماد بن زياد العطار بمصر ، حدّثنا أبو يعقوب يوسف ابن عدي بن زريق بن إسماعيل الكوفي التيمي ، حدّثنا حرب (١٣) بن عبد الحميد الضبي ، حدّثنا

__________________

(١) المناقب : ٢٢٢.

(٢) في المصدر : أخبرني.

(٣) في المصدر : الصيداني.

(٤) في المصدر : إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الحلبي.

(٥) في المصدر : حدثنا.

(٦) في المصدر : بن مرثد.

(٧) في المصدر : عبيد الله.

(٨) في المصدر : ولشيعة ولدك بالفردوس.

(٩) المناقب : ٣٢٦.

(١٠) في المصدر : أبو الحسن.

(١١) في المصدر : أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة.

(١٢) في المصدر : السهمي.

(١٣) في المصدر : جرير.

١٥١

سليمان بن مهران الأعمش عن جعفر المنصور الدوانيقي خليفة بني العباس قال : حدّثني والدي عن أبيه عن جده قال : كنّا يوما عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قعودا (١) فاقبلت فاطمة عليها‌السلام وقد حملت الحسن على كتفها وهي تبكي بكاء شديدا وتشهق في بكائها ، فقال لها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «ما يبكيك يا فاطمة لا أبكى الله عينيك» ، قالت : «يا أبة وكيف لا أبكي ونساء قريش قد عيرنني وقلن لي إن أباك قد زوجك برجل (٢) [فقير] (٣) معدم لا مال له» ، فقال لها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «لا تبكي يا فاطمة فو الله ما أنا زوجتك ، بل الله عزوجل زوجك من فوق سبع سماواته ، وأشهد على ذلك جبرائيل وميكائيل وإسرافيل ، ثم إن الله عزوجل اطلع على محل الأرض اطلاعة فاختار من الخلائق عليّا فزوجك إياه واتخذته وصيا وعلي مني وأنا منه ، وعلي اشجع الناس قلبا وأعلم الناس علما وأحلم الناس حلما وأقدم الناس سلما ، والحسن والحسين ابناه سيدا شباب أهل الجنة من الأولين والآخرين ، وسماهما الله في التوراة على لسان موسى عليه‌السلام شبر وشبير لكرامتهما على الله تعالى ، يا فاطمة لا تبكي فإني إذا دعيت غدا إلى رب العالمين فيكون عليّ [معي] وإذا بعثت غدا بعث علي معي (٤) ، يا فاطمة لا تبكي فإن عليا وشيعته غدا هم الفائزون يدخلون الجنة» (٥).

السادس عشر : موفق بن أحمد قال : أنبأني مهذب الأئمة أبو المظفر عبد الملك بن علي بن محمد الهمداني نزيل بغداد ، أنبأنا أبو بكر محمد بن الحسين بن علي ، أخبرنا محمد بن عبد العزيز (٦) أبو منصور العدل ، حدّثنا (٧) هلال بن أحمد (٨) بن جعفر الحفار ، حدّثنا أبو بكر محمد بن عمر ، حدّثنا أبو إسحاق محمد بن هارون الهاشمي ، حدّثنا محمد بن زياد النخعي ، حدّثنا محمد ابن فضيل بن (٩) غزوان ، حدّثنا (١٠) غالب الحميري (١١) عن أبي جعفر محمد بن علي عن أبيه عن جده قال : قال علي رضى الله عنه : «قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لما أسري بي إلى السماء ثم من السماء إلى سدرة المنتهى وقفت بين يدي ربي عزوجل فقال لي : يا محمد قلت : لبيك وسعديك [يا ربي] (١٢) ، قال : بلوت (١٣) خلقي فأيهم أطوع (١٤) لك؟ قلت : يا (١٥) ربي عليا ، قال : صدقت يا محمد هل (١٦)

__________________

(١) في المصدر : جلوسا.

(٢) في المصدر : من رجل.

(٣) ليست في المصدر.

(٤) في المصدر : وإذا حبيت غدا فيحبى معي.

(٥) المناقب : ٢٨٧ ، والرواية أطول من هذا اختصرها المصنف.

(٦) في المصدر : محمد بن محمد بن عبد العزيز.

(٧) في المصدر : أخبرنا.

(٨) في المصدر : هلال بن محمد بن جعفر.

(٩) في المصدر : عن غزوان.

(١٠) في المصدر : حدثني.

(١١) في المصدر : غالب الجهني.

(١٢) ليس في المصدر.

(١٣) في المصدر : قد بلوت.

١٥٢

اتخذت لنفسك خليفة يؤدي عنك ويعلم عبادي من كتابي ما لا يعلمون؟ قال : قلت : اختر لي (١٧) فإن خيرتك خيرتي قال : قد (١٨) اخترت لك عليا فاتخذه لنفسك (١٩) خليفة ووصيا ونحلته علمي ، وحلمي وهو أمير المؤمنين حقا لم ينلها أحد قبله وليست لأحد بعده ، يا محمد علي راية الهدى وإمام من أطاعني وهو (٢٠) نور أوليائي وهو الكلمة التي الزمتها المتقين ، من أحبّه أحبني (٢١) ومن أبغضه فقد أبغضني فبشّره بذلك يا محمد ، قال (٢٢) النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قلت : ربي فقد بشرته فقال علي رضى الله عنه : أنا عبد الله وفي قبضته ، إن يعاقبني فبذنوبي ولم يظلمني شيئا ، وإن تمّم لي وعدي فالله (٢٣) مولاي فقال : اللهم اجل قلبه (٢٤) واجعل ربيعه الإيمان بك (٢٥) قال : قد فعلت ذلك به يا محمد غير أني مستخصّه بشيء من البلاء لم أخص به أحدا من أوليائي قال : قلت : ربي أخي وصاحبي قال : قد سبق في علمي أنه مبتلى ، ولو لا علي لم يعرف (٢٦) ولا أوليائي ولا أولياء رسلي».

السابع عشر : موفق بن أحمد قال : أخبرني شهردار إجازة ، أخبرني أبي شيرويه بن شهردار الديلمي ، أخبرني أبو الفضل أحمد بن الحسن (٢٧) بن خيرون الباقلاني الامين رحمه‌الله فيما أجاز إلي ، حدّثنا أبو علي بن الحسن بن الحسين بن دوما ببغداد ، وأخبرنا أحمد بن نصر بن عبد الله أبو (٢٨) الفتح الذراع بالنهروان ، حدّثنا صدقة بن موسى بن تميم بن ربيعة أبو العباس ، حدّثنا أبي ، حدّثنا عن أبيه موسى بن جعفر (٢٩) عن أبيه عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب عليهم‌السلام قال : «خرجت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ذات يوم نتمشى في طرقات المدينة إذ مررنا بنخل من نخلها فصاحت نخلة بنخلة (٣٠) أخرى : هذا النبي المصطفى وعلي المرتضى ثم جزناها ، فصاحت ثانية بثالثة : هذا موسى وأخوه هارون ، ثم جزناها فصاحت

__________________

(١٤) في المصدر : رأيت أطوع.

(١٥) في المصدر : قلت ربي عليا.

(١٦) في المصدر : فهل اتخذت.

(١٧) في المصدر : يا رب اختر لي.

(١٨) في المصدر : قال : اخترت لك عليا.

(١٩) في المصدر : فاتخذه خليفة ووصيا.

(٢٠) في المصدر : من أطاعني ونور أوليائي.

(٢١) في المصدر : فقد أحبني.

(٢٢) في المصدر : فقال النبي.

(٢٣) في المصدر : فإنه مولاي.

(٢٤) في المصدر : قال : اجل قال : قلت : يا رب وأجعل.

(٢٥) في المصدر : الإيمان به.

(٢٦) في المصدر : لم يعرف حزبي.

(٢٧) في المصدر : أحمد بن الحسين بن خيرون.

(٢٨) في المصدر : بن الفتح الزارع.

(٢٩) في المصدر : حدثنا الرضا عن أبيه موسى بن جعفر.

(٣٠) في المصدر : فصاحت نخلة بأخرى.

١٥٣

رابعة بخامسة : هذا نوح وإبراهيم ، ثم جزناها فصاحت سادسة بسابعة : هذا محمد سيّد المرسلين وهذا علي سيّد الوصيين فتبسم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ثم قال : يا علي إنما سمي نخل المدينة صيحانيا لأنه صاح بفضلي وفضلك» (١)

الثامن عشر : موفق بن أحمد قال : ذكر الإمام محمد بن أحمد بن شاذان ، حدّثني محمد بن أحمد بن شاذان حدّثني محمد بن علي بن فضل الزيات عن علي بن ربيع (٢) الماجشون عن إسماعيل بن أبان الوراق عن غياث بن إبراهيم عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن الحسين عن أبيه قال : «قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : نزل جبرائيل عليه‌السلام صبيحة يوم فرحا مستبشرا فقلت : حبيبي جبرائيل ما لي أراك فرحا مستبشرا؟ فقال : يا محمد وكيف لا أكون فرحا وقد قرت عيني بما أكرم الله اخاك ووصيك وإمام أمتك علي بن أبي طالب؟ فقلت : وبما أكرم أخي وإمام أمتي؟ فقال : باهى [الله سبحانه وتعالى] (٣) بعبادته البارحة ملائكته وحملة عرشه وقال : ملائكتي انظروا إلى حجتي في أرضي (٤) بعد نبيي [محمد كيف] (٥) قد (٦) عفر خده في التراب تواضعا لعظمتي ، أشهدكم أنه إمام خلقي ومولى بريتي» (٧).

التاسع عشر : أبو الحسن الفقيه بن المغازلي الشافعي في كتاب الفضائل قال : أخبرنا أبو طاهر محمد بن علي بن محمد البيع البغدادي قدم علينا واسطا قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن محمد بن مسلم الجبلي قال : حدّثنا عمر بن أحمد قال : حدّثنا الحسن بن ادريس بن أبي الربيع الجرجاني قال : حدّثنا عبد الرزاق بن همام السمعاني قال : حدّثنا معمر عن أبان عن أنس بن مالك قال : أهدي لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بساط من خندف فقال لي : «يا أنس ابسطه» ، فبسطته ثم قال : «ادع العشرة» ، فدعوتهم ، فلما دخلوا أمرهم بالجلوس على البساط ، ثم دعا عليا فناجاه طويلا ثم رجع علي فجلس على البساط ثم قال : «يا ريح احملينا فحملتنا الريح ، قال : فإذا البساط يرف (٨) بنا» ثم قال : «يا ريح ضعينا» ثم قال : «تدرون في أيّ مكان أنتم؟» قلنا : لا ، قال : «هذا موضع أصحاب الكهف والرقيم ، قوموا فسلّموا على إخوانكم» ، فسلمنا عليهم فلم يردوا علينا ، فقام علي بن أبي طالب عليه‌السلام فقال : «السلام عليكم معاشر الصديقين والشهداء» ، فقالوا : «وعليك السلام ورحمة الله

__________________

(١) المناقب : ٣١٣ / ح ٣١٣ بتفاوت.

(٢) في المصدر : بن بزيع.

(٣) ليس في المصدر.

(٤) في المصدر : على عبادي.

(٥) ليس في المصدر.

(٦) في المصدر : فقد.

(٧) المناقب : ٣١٩ / ح ٣٢٢.

(٨) في المصدر : يدف بنا دفا.

١٥٤

وبركاته» ، قال : فقلنا : ما بالهم ردوا عليك ولم يردوا علينا؟ قال : «فقال : ما بالكم لم تردوا على إخواني؟» فقالوا : «إنا معاشر الصدّيقين والشهداء لا نكلم بعد الموت إلا نبيا أو وصيا» قال : «يا ريح احملينا فحملتنا تدفّ بنا دفّا» ثم قال : «يا ريح ضعينا فوضعتنا فإذا نحن بالحرة» قال : فقال عليّ: «ندرك النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في اخر ركعة» ، فطوينا وأتينا وإذا النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يقرأ في آخر ركعة (أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً (١)) ، وقد ذكر الثعلبي خبر البساط وزاد فيه : فصاروا إلى رقدتهم إلى اخر الزمان عند خروج المهدي عليه‌السلام ، يقال إن المهدي عليه‌السلام يسلم عليهم فيحييهم الله تعالى له ثم يرجعون إلى رقدتهم فلا يقومون إلى يوم القيامة (٢).

العشرون : ابن المغازلي الشافعي قال : أخبرنا القاضي أبو تمام علي بن محمد بن الحسين قال : أخبرني القاضي أبو الفرج أحمد بن علي بن جعفر بن محمد بن المعلى الخيوطي إذنا قال : حدّثنا أبو الطيب محمد بن حبيش بن عبد الله بن هارون النيلي في الطراز بواسط سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة قال: حدّثنا المشرف بن سعيد الزارع قال : حدّثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي ، حدّثنا سفيان بن حمزة الاسلمي عن كثير بن زيد قال : دخل الأعمش على المنصور وهو جالس للمظالم فلما بصر به قال له : يا أبا سليمان تصدّر ، قال : انا صدر حيث جلست ثم قال : حدّثني الصادق قال : حدّثني الباقر قال : حدّثني السجاد قال : حدّثني الشهيد قال : حدّثني التقي وهو الوصي أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليهم‌السلام قال : حدّثني صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : «أتاني جبرائيل عليه‌السلام آنفا فقال : تختموا بالعقيق فإنه أول حجر شهد لله بالوحدانية ولي بالنبوة ولعلي بالوصية ولولده بالإمامة ولشيعته بالجنة ، فاستدار الناس بوجوههم نحوه فقيل : تذكر قوما فتعلم من لا نعلم فقال : الصادق جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب والباقر محمد بن علي بن الحسين والسجاد علي بن الحسين والشهيد الحسين بن علي والوصي وهو التقي علي بن أبي طالب عليهم‌السلام» (٣).

الحادي والعشرون : موفق بن أحمد قال : أخبرني شهردار إجازة ، أخبرني (٤) عبدوس كتابة ، [حدّثنا أبو طالب] (٥) حدّثنا ابن مردويه ، حدّثنا أحمد بن محمد بن عاصم ، حدّثنا عمران بن عبد الرحيم ، حدّثنا أبو الصلت الهروي ، حدّثنا حسين بن الحسن الاشقر ، حدّثنا قيس بن (٦) الأعمش

__________________

(١) الكهف : ٩.

(٢) انظر : ينابيع المودة : ١ / ٤٢٨ ، المناقب لابن المغازلي : ٩٤ / ح ١٣٩.

(٣) مناقب ابن المغازلي : ١٧٩ / ح ٣٢٦.

(٤) في المصدر : أخبرنا.

(٥) زيادة من المصدر.

(٦) في المصدر : عن.

١٥٥

عن عناية (١) بن ربعي عن أبي أيوب أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله مرض مرضا (٢) فأتته فاطمة تعوده ، فلما رأت ما برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من الجهد [والتعب] (٣) والضعف استعبرت فبكت حتى سالت دموعها على خديها ، فقال لها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «يا فاطمة إياك ، إن لك لكرامة على الله تعالى ، إياك زوجك من [هو] (٤) أقدمهم سلما واكثرهم علما وأعظمهم حلما إن الله اطلع إلى أهل الأرض اطلاعة فاختارني منهم وبعثني نبيا مرسلا ، ثم اطلع اطلاعة فاختار منهم بعلك فأوحى إلي أن أزوجه إياك وأتخذه وصيا» (٥).

الثاني والعشرون : موفق بن أحمد قال : أنبأني مهذب الأئمة أبو المظفر عبد الملك بن علي بن محمد الهمداني نزيل بغداد ، أخبرني أبو القاسم أحمد بن عمر المقري ، أخبرني (٦) عاصم بن حميد (٧) ، أخبرنا عبد الواحد بن محمد بن عبد الله ، حدّثنا (٨) أحمد بن محمد بن سعيد ، حدّثنا محمد بن أحمد بن الحسين ، حدّثنا خزيمة بن هامان (٩) المروزي ، حدّثنا عيسى بن يونس عن الأعمش عن سعيد بن جبير [عن ابن عباس] (١٠) قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «يأتي على الناس يوم القيامة وقت ما فيه راكب إلا نحن أربعة» ، فقال له العباس بن عبد المطلب عمه : فداك أبي وامي ومن هؤلاء الأربعة؟ قال : «أنا على البراق وأخي صالح على ناقة الله التي عقرها قومه وعمي حمزة أسد الله على ناقته الغضباء و[أخي] (١١) علي بن أبي طالب على ناقة من نوق الجنة مديحة (١٢) الجبين عليه حلتان خضراوان [من حلل الجنة] (١٣) من كسوة الرّحمن ، على رأسه تاج من نور ، لذلك التاج سبعون ألف ركن على كل ركن ياقوتة حمراء تضيء للراكب مسيرة ثلاثة أيام ، وبيده لواء الحمد وهو ينادي : لا إله إلّا الله محمد رسول الله ، فيقول الخلائق : من هذا؟ أهو ملك مقرب أم نبي مرسل أم حامل عرش؟ فينادي مناد من بطنان العرش ليس هذا ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا حامل عرش ، هذا علي بن أبي طالب وصي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (١٤) وأمير المؤمنين وقائد الغر

__________________

(١) في المصدر : عباية.

(٢) في المصدر : مرضة.

(٣) زيادة ليست في المصدر.

(٤) ليست في المصدر.

(٥) المناقب : ١١٢ / ح ١٢٢.

(٦) في المصدر : أخبرنا.

(٧) في المصدر : عاصم بن الحسين بن محمد.

(٨) في المصدر : أخبرنا.

(٩) في المصدر : ماهان.

(١٠) زيادة من المصدر.

(١١) زيادة من المصدر.

(١٢) في المصدر : مدبجة.

(١٣) زيادة ليست في المصدر.

(١٤) في المصدر : رسول رب العالمين.

١٥٦

المحجلين في جنات النعيم» (١).

الثالث والعشرون : أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء من أعيان علماء العامة رفعه إلى أبي برزة قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إن الله تعالى عهد إليّ في علي عهدا فقلت : يا رب بيّنه لي ، فقال : اسمع فقلت : سمعت فقال : إن عليا راية الهدى وإمام أوليائي ونور من أطاعني وهو الكلمة التي الزمتها المتقين، من أحبه أحبني ومن أبغضه أبغضني فبشره ، فجاء عليّ فبشرته بذلك فقال : يا رسول الله أنا عبد الله وفي قبضته فإن يعذبني فبذنبي وان يتمّ الذي بشرني به فالله أولى بي ، قال : قلت اللهم اجل قلبه واجعل ربيعه الإيمان بك ، فقال الله تعالى : قد فعلت به ذلك ، ثم إنه رفع إليّ أنه استخصه من البلاء بشيء لم يخص به أحدا من أصحابي فقلت : يا رب أخي ووصيي ، فقال تعالى إن هذا شيء قد سبق أنه مبتلى ومبتلى به» (٢).

الرابع والعشرون : من الخبر الأول من مسند سيدة نساء العالمين فاطمة عليها‌السلام جمع الحافظ أبي الحسن علي بن عمر بن أحمد بن مهدي الدارقطني بإسناده عن أبي هارون العبدي قال أتيت أبا سعيد الخدري فقلت له : هل شهدت بدرا؟ قال : نعم فقلت : ألا تحدثني بشيء سمعته من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في علي عليه‌السلام وفضله؟ قال : بلى أخبرك أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله مرض مرضة ثم نقه منها فدخلت عليه فاطمة تعوده وأنا جالس عن يمين رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فلما رأت فاطمة ما برسول الله من الضعف خنقتها العبرة حتى بدت دموعها على خدها ، فقال لها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «ما يبكيك يا فاطمة»؟ قالت «أخشى الضيعة [بعدك] يا رسول الله» فقال : «يا فاطمة أما علمت أن الله اطلع إلى الأرض اطلاعة فاختار منهم أباك فبعثه نبيا ، ثم اطلع ثانية فاختار منهم بعلك فأوحى إلي فأنكحته إياك واتخذته وصيا؟ أما علمت أنك بكرامة الله إياك زوّجك أعلمهم علما وأكثرهم حلما وأقدمهم سلما»؟

فضحكت واستبشرت فأراد أن يزيدها من مزيد الخير كله الذي قسمه تعالى لمحمد وآل محمد ، فقال لها : «يا فاطمة ولعلي عليه‌السلام ثمانية اضراس» يعني مناقب : إيمان بالله ورسوله وحكمه وزوجته فاطمة وسبطاه الحسن والحسين وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر «يا فاطمة إنّا أهل بيت أعطينا ست خصال لم يعطها أحد من الأولين ولا يدركها أحد من الآخرين غيرنا : نبينا خير الأنبياء وهو أبوك ووصينا خير الأوصياء وهو بعلك وشهيدنا خير الشهداء وهو حمزة عم أبيك ومنا سبطا هذه الامة وهما ابناك ومنا مهدي هذه الأمة الذي يصلي خلفه عيسى» ثم ضرب على منكب

__________________

(١) المناقب : ٣٦٠ / ح ٣٧٢.

(٢) مناقب ابن المغازلي : ٤٦ ، العمدة لابن البطريق : ٢٨٩ / ٤٥٣.

١٥٧

الحسين عليه‌السلام فقال : «من هذا مهدي هذه الأمة» (١).

الخامس والعشرون : إبراهيم بن محمد الحمويني من أعيان علماء العامة في كتاب فرائد السمطين قال : أنبأني السيد الإمام نسابة عهده جلال الدين عبد الحميد بن فخار بن معد بن فخار ابن أحمد بن محمد بن الغنائم محمد بن الحسين بن محمد بن إبراهيم المجاب برد السلام ابن محمد الصالح بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن أبي عبد الله الحسين الشهيد بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم‌السلام أجمعين قال : أنبأنا والدي الإمام شمس الدين شيخ الشرف مقدرة إجازة قال : أخبرنا شاذان بن جبرائيل القمي عن جعفر بن محمد الدورستي عن أبيه قال : أنبأنا أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه قال : نبأنا محمد بن علي ماجيلويه قال : نبأنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن علي بن معبد عن الحسن بن خالد عن علي بن موسى الرضا عليه التحية والثناء عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «من أحب أن يستمسك بديني ويركب سفينة النجاة بعدي فليقتد بعلي بن أبي طالب وليعاد عدوه وليوال وليه ، فإنه وصيي وخليفتي على أمتي في حياتي وبعد وفاتي وهو إمام كل مسلم وأمير كل مؤمن بعدي ، قوله قولي وأمره أمري ونهيه نهيي وتابعه تابعي وناصره ناصري وخاذله خاذلي» ، ثم قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : «من فارق عليا بعدي لم يرني ولم أره يوم القيامة ، ومن خالف عليا حرم الله عليه الجنة وجعل مأواه النار ، ومن خذل عليا خذله الله يوم يعرض عليه ، ومن نصر عليا نصره الله يوم يلقاه ولقنه حجته عند مسألة القبر».

ثم قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : «الحسن والحسين إماما أمتي بعد أبيهما وسيدا شباب أهل الجنة ، أمهما سيدة نساء العالمين وأبوهما سيد الوصيين ، ومن ولد الحسين تسعة أئمة تاسعهم القائم من ولدي طاعتهم طاعتي ومعصيتهم معصيتي ، إلى الله أشكو المنكرين لفضلهم والمضيعين لحرمتهم بعدي وكفى بالله وليا وناصرا لعترتي وأئمة أمتي ومنتقما من الجاحدين لحقهم ، وسيعلم الذي ظلموا أي منقلب ينقلبون» (٢).

السادس والعشرون : الحمويني هذا قال : أخبرني الشيخ الزاهد جمال الدين محمد بن أبي بكر ابن أحمد بن خليل الصوافي الخليلي القزويني بقراءتي عليه بعبرآباد في شهر ربيع الأول سنة سبع وستين وستمائة قال : أنبأنا الشيخ أبو حفص عمر بن أبي بكر بن محمد بن عامر التيمي في

__________________

(١) كفاية الطالب للدارقطني : ١٦٣ ، البيان في أخبار صاحب الزمان للحافظ الكنجي : ٥٠٢.

(٢) بحار الأنوار : ٣٦ / ٣٥٤ / ح ٧٠ ، كمال الدين وتمام النعمة : ٢٦٠.

١٥٨

منزلنا برباط الغزاونة الملاصق بالمسجد الحرام تجاه الكعبة المعظمة في العشر الاخير من شوال سنة سبع وثلاثين وستمائة بقراءتي عليه ، أنبأنا أبو الهدى عيسى بن يحيى أحمد الصوفي السبسبي الأنصاري قال : أنبأنا الشيخ أبو عبد الله يعلى بن أبي مسلم الصوفي القزويني بقراءته علينا في السادس من رجب سنة ثمان وستمائة بالحرم الشريف قال : أخبرني الشيخ أبو الهدى صواب عبد الله الحبشي خادم الضريح النبوي بالحرم الشريف تجاه الكعبة المعظمة زادها الله شرفا عند باب الحزورة في التاسع والعشرين من شهر ذي القعدة سنة ست وستمائة بقراءتي عليه قال : أنبأنا أبو العباس أحمد بن عبد الله الأصبهاني بدمشق قال : أنبأنا أبو سعيد عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب قال : نبأنا أبو نصر منصور بن عبد الله قال : نبأنا عبد الله بن إسماعيل قال : نبأنا عثمان بن طالوت قال : نبأنا بشر بن عمرو العلاء النحوي قال : حدّثني أبي عمرو بن العلاء القاري عن ابن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : كنت يوما مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في بعض حيطان المدينة ويد علي عليه‌السلام في يده فمررنا بنخل فصاح النخل : هذا محمد سيد الأنبياء وهذا علي سيد الأوصياء وأبو الأئمة الطاهرين ، ثم مررنا بنخل فصاح النخل : هذا المهدي وهذا الهادي ثم مررنا بنخل فصاح النخل : هذا محمد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وهذا علي سيف الله ، فالتفت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى عليّ صلوات الله عليه وآله فقال : «يا علي سمّه الصيحاني» فسمي من ذلك اليوم الصيحاني (١).

السابع والعشرون : الحمويني هذا قال : أنبأني الشيخ كمال الدين علي بن محمد بن محمد بن محمد بن وضّاح الشهراباني ، أنبأنا مؤرخ بغداد الإمام محب الدين محمد بن الحسين النجار إجازة قال : أنبأنا الإمام أبو الفتوح ناصر بن أبي المكارم المطرزي إجازة قال : أنبأنا الإمام أخطب خوارزم أبو المؤيد الموفق بن أحمد المكي ثم الخوارزمي قال : أخبرني الشيخ الزاهد الحافظ أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي الخوارزمي ، أنبأنا الإمام شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ قال : أنبأنا الإمام أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي قال : أنبأنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله البيع قال : أنبأنا أبو الحسين أحمد بن جعفر بن البزّار العلوي الكوفي قال : نبأنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الحافظ قال : نبأنا علي بن الحسن بن فضال قال : نبأنا أبي قال : سمعت علي بن موسى الرضا عليه التحية والثناء وجاءه رجل فقال له : يا ابن رسول الله رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في المنام كأنه يقول لي : «كيف أنتم إذا دفن في أرضكم بضعتي واستحفظتم وديعتي وغيّب في ثراكم نجمي» ، فقال له الرضا عليه‌السلام : «أنا المدفون في أرضكم وأنا بضعة نبيكم وأنا الوديعة والنجم ، من زارني وهو يعرف

__________________

(١) انظر : ينابيع المودة : ١ / ٤٠٩ ، فرائد السمطين : ١ / ١٣٧ / ح ١٠١.

١٥٩

ما أوجب الله من حقي وطاعتي فأنا وآبائي شفعاؤه يوم القيامة ومن كنّا شفعاءه نجا ولو عليه مثل وزر الثقلين الجن والانس ، ولقد حدّثني أبي عن جدي عن أبيه عن آبائه أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : من رآني في منامه فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي ولا في صورة أحد من أوصيائي ، إن الرؤيا الصادقة جزء من سبعين جزءا من النبوة» (١).

الثامن والعشرون : الحمويني هذا قال : أخبرنا العدل الصالح رشيد الدين محمد بن عمر بن أبي القاسم المقري بقراءتي عليه ببغداد إجازة بروايته عن شيخ الإسلام شهاب الدين عمر بن محمد ابن عبد الله السهروردي قال : نبأنا محمد بن عبد الباقي بن سلمان سماعا ، أنبأنا أحمد بن أحمد بن عبد الله قال : نبأنا محمد بن أحمد بن علي ، نبأنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، حدّثنا إبراهيم بن محمد بن ميمون ، نبأ علي بن محمد بن عياش عن الحرث بن خضيرة (٢) عن القاسم بن جندب عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «يا أنس اسكب لي وضوءا» ثم قال : «يا أنس أول من يدخل عليك من هذا الباب أمير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين وخاتم الوصيين» ، قال أنس : قلت : اللهم اجعله رجلا من الأنصار وكتمته ؛ إذ جاء علي صلوات الله عليه وآله فقال : «من هذا يا أنس»؟ فقلت علي ، فقام مستبشرا فاعتنقه ثم جعل يمسح عرق وجهه ويمسح عرق علي بوجهه فقال عليعليه‌السلام ، «يا رسول الله لقد رأيتك صنعت شيئا ما صنعته بي من قبل» ، قال : «وما يمنعني وأنت تؤدي عني وتسمعهم صوتي وتبين لهم ما اختلفوا فيه بعدي» ، قال أحمد بن عبد الله : وروى جابر الجعفي عن أبي الطفيل عن أنس نحوه (٣).

التاسع والعشرون : الحمويني هذا قال : أخبرني الشيخ الصالح إجازة بروايته عن أبي الفتوح داود بن معمر القرشي وأبي القاسم عبد الكريم بن أبي الفضل بن عبد الكريم إجازة قالا : أنبأنا الحافظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي إجازة قال : أنبأنا والدي قال : أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد المدائني الحافظ قال : نبأنا أبو محمد الحلال قال : نبأنا الحسن بن أحمد بن حرب قال : نبأنا الحسن بن محمد بن يعلى العلوي قال : نبأنا محمد بن إسحاق قال : نبأنا إبراهيم بن عبد الله قال : نبأنا عبد الرزاق قال : نبأنا معمر عن محمد بن عبد الله الصامت عن أبي ذر الغفاري رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «انا خاتم الأنبياء وأنت يا علي خاتم الأوصياء» ، ولفظ أبي ذر

__________________

(١) انظر : أمالي الصدوق : ١٢١ / مجلس ١٥ / ح ١٠.

(٢) في المصدر : الحارث بن حصيرة.

(٣) انظر : المناقب للموفق الخوارزمي : ٨٥ ، حلية الأولياء : ١ / ٦٣.

١٦٠