غاية المرام وحجّة الخصام - ج ٢

السيّد هاشم البحراني الموسوي التوبلي

غاية المرام وحجّة الخصام - ج ٢

المؤلف:

السيّد هاشم البحراني الموسوي التوبلي


المحقق: السيد علي عاشور
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مؤسسة التاريخ العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٦٩

ثم الحجّة بن الحسن فهذه اثنا عشر أئمة عدد نقباء بني إسرائيل» قال : فأين مكانهم في الجنة؟ قال : «معي في درجتي» قال : أشهد أن لا إله إلّا الله وأنك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأشهد أنهم الأوصياء من بعدك ولقد وجدت هذا في الكتب المتقدّمة ، وفيما عهد إلينا موسى بن عمران أنه إذا كان في آخر الزمان يخرج نبيّ يقال له أحمد خاتم الأنبياء ، لا نبي بعده فيخرج من صلبه أئمة أبرار عدد الاسباط قال : فقال : «يا أبا عمارة أتعرف الاسباط؟» قال : نعم يا رسول الله ، إنهم كانوا اثني عشر ، أولهم لاوى ابن برخيا وهو الذي غاب عن بني إسرائيل غيبة ثم عاد فأظهر الله شريعته بعد دراستها وقاتل قرشطيا الملك حتى قتله فقال عليه‌السلام : «كائن في أمتي ما كان في بني إسرائيل حذو النعل بالنعل والقذّة بالقذّة ، وإن الثاني عشر من ولدي يغيب حتى لا يرى ، ويأتي على أمتي زمن لا يبقي من الإسلام إلا اسمه ومن القرآن إلا رسمه ، فحينئذ يأذن الله تعالى له بالخروج فيظهر الإسلام ويجدد الدين ، ثم قال عليه وآله الصلاة والسلام: طوبى لمن أحبهم والويل لمبغضهم وطوبى لمن تمسك بهم» فانتقض نعثل وقام بين يدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأنشأ يقول :

صلى العليّ ذو العلى

عليك يا خير البشر

أنت النبي المصطفى

والهاشمي المفتخر

بكم هدانا ربنا

وفيك نرجو ما أمر

ومعشر سميتهم

أئمة اثنا عشر

حباهم رب العلى

ثم صفاهم من كدر

قد فاز من والاهم

وخاب من عادى الزهر

آخرهم يشفي الظما

وهو الإمام المنتظر

عترتك الاخيار لي

والتابعون ما أمر

من كان عنهم معرضا

فسوف تصلاه سقر (١)

الحديث الثامن والأربعون : الحمويني هذا قال : أخبرنا شيخنا الإمام أبو عمرو عثمان بن الموفق الأذكاني بقراءتي عليه صحيح الإمام أبي الحسين مسلم بن الحجاج القشيري بقصبة اسفرايين في مجالس أولها بكرة يوم السبت العشرين من جمادى الآخرة سنة خمس وستين وستمائة وآخرها ضحوة يوم الجمعة خامس شهر رجب من السنة قال : أنبأنا الإمام رضي الدين المؤيد بن محمد بن علي الطوسي سماعا عليه قال : أنبأنا الإمام أبو عبد الله محمد بن الفضل الصاعدي الفراوي سماعا ،

__________________

(١) فرائد السمطين : ٢ / ١٣٢ / ب ٣١ / ح ٤٣١ ، وفيه : يصلى بالسقر.

٢٦١

أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن محمد بن عبد الغافر الفارسي سماعا عليه ، أنبأنا أبو أحمد محمد بن عيسى بن عمرويه الجلودي قراءة عليه في شهور سنة سبع وخمسين وثلاثمائة قال : سمعت إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن سفيان يقول : سمعت مسلم بن الحجاج القشيري قال : نبأنا قتيبة بن سعيد نبأنا جرير بن حصين عن جابر بن سمرة سمعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول.

ح ، وحدّثنا رفاعة بن الهيثم الواسطي واللفظ له ، نبأنا خالد بن أبي عبد الله الطحان عن حصين عن جابر بن سمرة قال : دخلت مع أبي على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فسمعته يقول : «إن هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي فيها اثنا عشر خليفة» قال : ثم تكلّم بكلام خفي عليّ فقلت لأبي : ما قال؟ قال : كلهم من قريش (١).

الحديث التاسع والأربعون : الحمويني هذا بعد هذا الإسناد قال : حدّثنا ابن أبي عمر ، حدّثنا سفيان عن عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة قال : سمعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : «لا يزال أمر الناس ماضيا ما وليهم اثنا عشر رجلا» ثم تكلم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بكلمة خفيت عليّ فسألت أبي : ما ذا قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله؟ فقال : كلهم من قريش (٢).

الحديث الخمسون : الحمويني هذا بعد هذا الإسناد وحدّثنا هدبة بن خالد الازدي حدثنا حماد ابن سلمة عن سماك بن حرب قال : سمعت جابر بن سمرة يقول : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : «لا يزال الإسلام عزيزا إلى اثني عشر خليفة» ثم قال كلمة لم أفهمها فقلت لأبي : ما قال؟ فقال : كلهم من قريش (٣).

الحديث الحادي والخمسون : الحمويني هذا بعد هذا الإسناد وحدّثنا قتيبة بن سعيد وأبو بكر ابن أبي شيبة قال : حدثنا حاتم وهو ابن إسماعيل عن المهاجر بن مسمار عن عامر بن سعد بن أبي وقاص قال : كتبت إلى جابر بن سمرة مع غلامي نافع أن أخبرني بشيء سمعته من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : فكتب إليّ : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يوم جمعة عشيّة رجم الأسلمي يقول : «لا يزال الدين قائما حتى تقوم الساعة ويكون عليكم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش» (٤).

الحديث الثاني والخمسون : إبراهيم الحمويني هذا من رجال العامة قال : أنبأني الشيخ سديد الدين يوسف بن علي بن المطهر الحلي رضى الله عنه عن الشيخ الفقيه مهذب الدين أبي عبد الله الحسين بن

__________________

(١) فرائد السمطين : ٢ / ١٤٧ / ب ٣٣ / ح ٤٤٢.

(٢) فرائد السمطين : ٢ / ١٤٨ / ب ٣٣ / ح ٤٤٣.

(٣) فرائد السمطين : ٢ / ١٤٩ / ب ٣٣ / ح ٤٤٤.

(٤) فرائد السمطين : ٢ / ١٤٩ / ب ٣٣ / ح ٤٤٥.

٢٦٢

أبي الفرج بن ردة [السلمي] (١) بروايته عن محمد بن الحسين بن علي بن عبد الصمد عن والده عن جده محمد عن أبيه عن جماعة منهم السيد أبو البركات علي بن الحسن الجوري العلوي وأبو بكر محمد بن أحمد بن علي المعمري والفقيه أبو جعفر محمد بن إبراهيم القايني بروايتهم عن الشيخ الفقيه أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي قدس الله ارواحهم الشريفة جميع مصنفاته ورواياته قال : حدّثنا علي بن ماجيلويه رضى الله عنه قال : حدثنا عمي محمد بن أبي القاسم عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي قال : حدّثنا محمد بن علي القرشي قال حدثنا أبو الربيع الزهراني قال : حدثنا جرير عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد قال : قال ابن عباس سمعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : «إن لله تبارك وتعالى ملكا يقال له دردائيل كان له ست عشر ألف جناح ما بين الجناح إلى الجناح هواء ، والهواء ما بين السماء إلى الأرض ، فجعل يوما يقول في نفسه : أفوق ربنا جل جلاله شيء؟ فعلم الله ما قال ، فزاده أجنحة مثلها فصار له اثنان وثلاثون ألف جناح ، ثم أوحى الله جل جلاله إليه أن طر فطار مقدار خمسين عاما فلم ينل رأس قائمة من قوائم العرش.

فلما علم الله اتعابه أوحى إليه : أيها الملك عد إلى مكانك فأنا عظيم كل عظيم وليس فوقي شيء ولا أوصف بمكان ، فسلب الله اجنحته ومقامه من صفوف الملائكة ، فلما ولد الحسين بن عليعليه‌السلام وكان مولده عشية الخميس ليلة الجمعة أوحى الله عزوجل إلى مالك خازن النار أن أحمد النيران على أهلها لكرامة مولود ولد لمحمد في دار الدنيا ، وأوحى الله تبارك وتعالى إلى رضوان خازن الجنان أن زخرف الجنان وطيّبها لكرامة مولود ولد لمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله في دار الدنيا ، وأوحى الله تبارك وتعالى إلى الحور العين أن تزينوا وتزاوروا لكرامة مولود ولد لمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله في دار الدنيا ، وأوحى الله إلى الملائكة أن قوموا صفوفا بالتسبيح والتحميد والتكبير لكرامة مولود ولد لمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله في دار الدنيا ، وأوحى الله عزوجل إلى جبرائيل أن اهبط إلى نبيّي محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله في ألف (قبيل والقبيل ألف ألف) من الملائكة على خيول بلق مسرجة ملجمة عليها قباب الدرّ والياقوت ومعهم ملائكة يقال لهم الروحانيون بأيديهم حراب من نور أن يهنّئوا محمدا بمولوده ، وأخبره يا جبرائيل أني قد سميته الحسين فهنئه وعزّه ، وقل له : يا محمد يقتله شر أمتّك على شرّ الدواب فويل للقاتل وويل للسائق وويل للقائد ، قاتل الحسين أنا منه بريء وهو مني بريء لأنه لا يأتي يوم القيامة أحد [من المذنبين] (٢) إلا وقاتل الحسين أعظم منه جرما ، قاتل الحسين يدخل النار يوم القيامة مع الذين يزعمون أن مع الله إلها آخر والنار أشوق إلى قاتل الحسين ممن اطاع

__________________

(١) في المصدر : النيلي.

(٢) زيادة من المصدر.

٢٦٣

الله إلى الجنة.

قال : فبينا جبرائيل يهبط من السماء الدنيا إذ مر بدردائيل فقال له دردائيل : يا جبرائيل ما هذه الليلة في السماء؟ هل قامت القيامة على أهل الدنيا؟ قال : لا ولكن ولد لمحمد مولود في دار الدنيا وبعثني الله عزوجل إليه لأهنئه بمولوده فقال له الملك : يا جبرائيل بالذي خلقك وخلقني إن هبطت إلى محمد فاقرأه مني السلام وقل له : بحق هذا المولود عليك إلا ما سألت ربك أن يرضى عني ويرد عليّ أجنحتي ومقامي من صفوف الملائكة ، فهبط عليه‌السلام على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فهنّاه كما أمره الله عزوجل وعزاه ، فقال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : تقتله أمتي؟ فقال له : نعم يا محمد ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما هؤلاء بأمتي ، انا بريء منهم والله بريء منهم ، قال جبرائيل عليه‌السلام : وانا منهم بريء يا محمد ، فدخل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله على فاطمة عليها‌السلام فهنّأها وعزّاها فبكت فاطمة عليها‌السلام ثم قالت : يا ليتني لم ألده ، قاتل الحسين في النار فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : وأنا أشهد بذلك يا فاطمة ، ولكنه لا يقتل حتى يكون منه إمام يكون منه الأئمة الهادية ، ثم قال عليه‌السلام : والأئمة بعدي هم : الهادي عليّ ، والمهتدي الحسن ، والعدل الحسين ، والناصر عليّ بن الحسين ، والسفّاح محمد بن عليّ ، والنفّاع جعفر بن محمد ، والأمين موسى بن جعفر ، والمؤتمن عليّ بن موسى ، والإمام محمد بن علي ، والفعّال عليّ بن محمد ، والعلّام الحسن بن عليّ ، ومن يصلّي خلفه عيسى ابن مريم عليه‌السلام.

فسكنت فاطمة عليها‌السلام من البكاء ثم أخبر جبرائيل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بقصة الملك وما أصيب به ، قال ابن عباس : فأخذ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله الحسين عليه‌السلام وهو ملفوف في خرق من صوف فأشار به إلى السماء ، ثم قال : اللهم بحق هذا المولود عليك لا بل بحقك عليه وعلى جده محمد وإبراهيم وإسماعيل واسحاق ويعقوب ، إن كان للحسين بن علي وابن فاطمة عندك قدر فارض عن دردائيل وردّ عليه أجنحته ومقامه من صفوف الملائكة ، [فردّ الله تعالى أجنحته ومقامه] ، فالملك ليس يعرف في الجنة إلا بأن يقال : هذا مولى الحسين بن علي وابن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله» (١).

الحديث الثالث والخمسون : الحمويني هذا بعد هذا الإسناد قال : روى الشيخ الجليل أبو جعفر ابن بابويه رضى الله عنه قال : حدّثنا الحسن أحمد بن ثابت الدواليسي بمدينة السلام قال : حدّثنا محمد بن الفضل ، حدّثنا محمد بن علي بن عبد الصمد الكوفي ، حدّثنا علي بن عاصم عن محمد بن علي بن موسى عن أبيه علي بن موسى عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي صلوات الله عليهم قال : دخلت على رسول

__________________

(١) فرائد السمطين : ٢ / ١٥٤ / ب ٣٤ / ح ٤٤٦.

٢٦٤

الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وعنده أبي بن كعب فقال لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «مرحبا بك يا أبا عبد الله يا زين السموات والأرض ، قال ابي : وكيف يكون يا رسول الله زين السموات والأرض أحد غيرك؟ قال : يا أبي والذي بعثني بالحق نبيا إن الحسين بن علي في السماء أكبر منه في الأرض وإنه المكتوب على يمين عرش الله أنه مصباح هدى وسفينة نجاة وإمام غير وهن وعز وفخر وعلم وذخر ، وإن الله عزوجل ركّب في صلبه نطفة مباركة طيبة زكية خلقت من قبل أن يكون مخلوق في الارحام أو يجري ماء في الاصلاب أو يكون ليل أو نهار ، ولقد لقن دعوات ما يدعو بهن مخلوق إلا حشره الله عزوجل معه وكان شفيعه في آخرته وفرج الله عنه كربه وقضى بها دينه ويسر أمره وأوضح سبيله وقواه على عدوه ولم يهتك سره».

فقال له أبي بن كعب : ما هذه الدعوات يا رسول الله؟ قال : تقول إذا فرغت من صلاتك وأنت قاعد : «اللهم إني أسألك بكلماتك ومعاقد عرشك وسكان سماواتك وأرضك وأنبيائك ورسلك أن تستجيب لي فقد رهقتني من أمري عسر فأسألك أن تصلي على محمد [وآل محمد] (١) وان تجعل لي من أمري يسرا ، فإن الله عزوجل يسهل أمرك ويشرح صدرك ويلقنك شهادة أن لا إله إلّا الله عند خروج نفسك» قال له أبي : يا رسول الله فما هذه النطفة التي في صلب حبيبي الحسين عليه‌السلام؟ قال : «مثل هذه النطفة كمثل القمر تبيين وبيان ، يكون من اتبعه رشيدا ومن ضل عنه هويّا ، قال : فما اسمه؟ وما دعاؤه؟ قال : اسمه عليّ ودعاؤه : يا دائم يا ديّوم يا حي يا قيوم يا كاشف الغم ويا فارج الهم ويا باعث الرسل ويا صادق الوعد. من دعا بهذا الدعاء حشره الله عزوجل مع علي بن الحسين صلوات الله عليهما ، وكان قائده إلى الجنة».

قال له أبي : يا رسول الله فهل من خلف أو وصي؟ قال : «نعم ، له مواريث السموات والأرض» قال : وما معنى مواريث السموات والأرض يا رسول الله؟ قال : «القضاء بالحق والحكم بالديانة وتأويل الاحكام وبيان ما يكون» قال : وما اسمه؟ قال : «اسمه محمد وان الملائكة لتستأنس به في السموات ، ويقول في دعائه : إن كان لك عندي رضوان وود فاغفر لي ولمن تبعني من إخواني وشيعتي، وطيّب ما في صلبي ، فركّب الله عزوجل في صلبه نطفة مباركة زكية ، وأخبرني أن الله تبارك وتعالى طيب هذه النطفة وسمّاها عنده جعفرا وجعله هاديا مهديا راضيا مرضيا يدعو ربه ويقول في دعائه : يا ديان غير متوان ، يا أرحم الراحمين اجعل لشيعتي من النار وقاء ولهم عندك رضاء واغفر ذنوبهم ويسر أمورهم واقض ديونهم واستر عوراتهم ، ذهب لي الكبائر التي بينك

__________________

(١) زيادة ليست في المصدر.

٢٦٥

وبينهم ، يا من لا يخاف الضيم ولا تأخذه سنة ولا نوم اجعل لي من كل غمّ فرجا. من دعا بهذا الدعاء حشره الله عزوجل ابيض الوجه مع جعفر بن محمد [عليهما صلوات الله وسلامه] إلى الجنة.

يا أبي إن الله تعالى ركّب على هذه النطفة نطفة زكية مباركة أنزل عليها الرحمة وسمّاها عنده موسى» قال أبي : يا رسول الله ، كلهم يتواضعون ويتوارثون ويصف بعضهم بعضا ، قال : «وصفهم لي جبرائيل عليه‌السلام عن رب العالمين جل جلاله» قال : فهل لموسى دعوة يدعو بها سوى دعاء آبائه قال : نعم يقول في دعائه : «يا خالق الخلق يا باسط الرزق وفالق الحب وبارئ النسم ومحيي الموتى ومميت الاحياء ودائم الثبات ومخرج النبات افعل بي ما أنت أهله ، من دعا بهذا الدعاء قضى الله له حوائجه وحشره الله يوم القيامة مع موسى بن جعفر عليهما‌السلام ، وان الله تعالى ركّب في صلبه نطفة مباركة طيبة زكية مرضية وسمّاها عنده عليا يكون لله في خلقه رضيا في علمه وحكمه ويجعله حجة لشيعته يحتجون به يوم القيامة وله دعاء يدعو به : اللهم صل على محمد وآل محمد وأعطني الهدى وثبتني عليه واحشرني عليه آمنا أمن من لا خوف عليه ولا حزن ولا جزع ، إنك أهل التقوى وأهل المغفرة.

وان الله عزوجل ركّب في صلبه نطفة مباركة طيبة زكية مرضية وسمّاها عنده محمد بن علي فهو شفيع شيعته ووارث علم جده ، له علامة بيّنة وحجة ظاهرة ، إذا ولد يقول : لا إله إلّا الله محمد رسول الله ، ويقول في دعائه : يا من لا شبيه له ولا مثال أنت الله لا إله إلّا أنت ولا خالق إلا أنت تفني المخلوقين وتبقى أنت ، حلمت عن من عصاك وفي المغفرة رضاك. من دعا بهذا الدعاء كان محمد بن علي شفيعه يوم القيامة ، وان الله تبارك وتعالى ركّب في صلبه نطفة لا باغية ولا طاغية بارّة مباركة طيبة طاهرة سماها عنده علي بن محمد فألبسها السكينة والوقار واودعها العلوم وكل سرّ مكتوم ، من لقيه وفي صدره شيء نبّأه وحذره من عدوه ، يقول في دعائه : يا نور يا برهان يا منير يا مبين يا رب اكفني شر الشرور وآفات الدهور وأسألك النجاة يوم النجاة يوم ينفخ في الصور. من دعا بهذا الدعاء كان علي بن محمد شفيعه وقائده إلى الجنة.

وإن الله تبارك وتعالى ركب في صلبه نطفة وسمّاها عنده الحسن عليه‌السلام وجعله نورا في بلاده وخليفة في أرضه وعز الأمة جده وهاديا لشيعته وشفيعا لهم عند ربه ونقمة لمن خالفه وحجّة لمن والاه وبرهانا لمن اتخذه إماما ، يقول في دعائه : يا عزيز العز في عزه يا أعز عزيز العز في عزه يا عزيز أعزني بعزك وأيدني بنصرك وابعد عني همزات الشياطين وادفع عني بدفعك وامنع

٢٦٦

عني بمنعك واجعلني من خيار خلقك ، يا واحد يا أحد يا فرد يا صمد ، من دعا بهذا الدعاء حشره اللهعزوجل معه ونجاه من النار ولو وجبت عليه.

وان الله تبارك وتعالى ركب في صلب الحسن نطفة مباركة في الولاية ويكفر به كل جاحد وهو القائم تقي نقي سار مرضيّ هاد مهدي ، يحكم بالعدل ويأمر به ، يصدق الله عزوجل ويصدقه في قوله ، يخرج من تهامة حتى تظهر الدلائل والعلامات ، وله بالطالقان كنوز لا ذهب ولا فضة إلا خيول مطهمة ورجال مسومة ، يجمع الله له من أقصى البلاد على عدة أهل بدر ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا معه صحيفة مختومة فيها عدد أصحابه بأسمائهم وأنسابهم وبلدانهم وصنايعهم وطبائعهم وكلامهم وكناهم كدادون ، مجدّون في طاعته».

فقال له أبيّ : وما دلالته وعلامته يا رسول الله؟ قال : «له علم ، إذا حان وقت خروجه انتشر ذلك العلم من نفسه وانطقه الله عزوجل فناداه العلم : اخرج يا ولي الله ، اقتل أعداء الله ، وهما رايتان وعلامتان ، وله سيف مغمد ، فإذا حان وقت خروجه اقتلع ذلك السيف : من غمده وانطقه الله عزوجل فناداه السيف اخرج يا ولي الله ، فلا يحل لك أن تقعد عن أعداء الله فيخرج يقتل أعداء الله حيث ثقفهم ويقيم حدود الله ويحكم بحكم الله ، يخرج جبرائيل عن يمينه وميكائيل عن ميسرته وشعيب بن صالح على مقدمته وسوف تذكرون ما أقول لكم وأفوّض أمري إلى الله عزوجل.

يا أبيّ طوبى لمن لقيه وطوبى لمن أحبه وطوبى لمن قال به ولو بعد حين ، وينجيهم من الهلكة والاقرار بالله وبرسوله وبجميع الأئمة ، يفتح الله لهم الجنة مثلهم في الأرض كمثل المسك الذي يسطع ريحه فلا يتغير أبدا ، ومثلهم في السماء كمثل القمر المنير الذي لا يطفى نوره أبدا» قال أبي : يا رسول الله كيف حال بيان هؤلاء الأئمة عن الله عزوجل قال : «إن الله عزوجل أنزل عليّ اثني عشر خاتما واثنتي عشرة صحيفة ، اسم كل إمام على خاتمه وصفته في صحيفته ، والحمد لله رب العالمين».

الحديث الرابع والخمسون : علي بن أحمد المالكي من أعيان علماء العامة في الفصول المهمة عن زرارة قال : قال : سمعت أبا جعفر يقول : «الأئمة الاثنا عشر كلهم من آل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، علي بن أبي طالب وأحد عشر من ولده» (١).

الحديث الخامس والخمسون : محمد بن أحمد بن شاذان أبو الحسن الفقيه في المناقب المائة والفضائل لأمير المؤمنين والأئمة عليهم‌السلام من طريق العامة المخالفين عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : «والله

__________________

(١) كشف الغمة : ٣ / ٢٤٦.

٢٦٧

لقد خلفني رسول الله في أمته فأنا حجة الله عليهم بعد نبيه وإن ولايتي تلزم أهل السماء كما تلزم أهل الأرض وان الملائكة لتتذاكر فضلي وذلك تسبيحها عند الله ، أيها الناس اتبعوني اهدكم سواء السبيل ولا تأخذوا يمينا ولا شمالا فتضلوا ، أنا وصي نبيكم وخليفته وإمام المؤمنين وأميرهم ومولاهم ، وأنا قائد شيعتي إلى الجنة وسائق أعدائي إلى النار ، أنا سيف الله على أعدائه ورحمته على أوليائه ، أنا صاحب حوض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ولوائه وصاحب مقام شفاعته ، والحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين خلفاء الله في ارضه ، وأمناء الله على وحيه وأئمة المسلمين بعد نبيه وحجج الله على بريته» (١).

الحديث السادس والخمسون : ابن شاذان هذا من طريق العامة عن ابن عباس قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : «معاشر الناس اعلموا أن لله تعالى بابا من دخله أمن من النار ومن الفزع الأكبر» فقام إليه أبو سعيد الخدري فقال : يا رسول الله ، اهدنا إلى هذا الباب حتى نعرفه قال : «هو علي بن أبي طالب سيد الوصيّين وأمير المؤمنين وأخو رسول رب العالمين وخليفة الله على الناس أجمعين ، معاشر الناس من أحب أن يستمسك بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها فليتمسك بولاية علي بن أبي طالب فإن ولايته ولايتي وطاعته ، طاعتي يا معاشر [الناس] من أحب أن يعرف الحجة بعدي فليعرف علي بن أبي طالب ، معاشر الناس من سره أن يقتدي بي فعليه أن يتوالى ولاية علي بن أبي طالب بعدي (٢) والأئمة من ذريتي فإنهم خزان علمي» فقام جابر بن عبد الله الأنصاري فقال : يا رسول الله ما عدّة الأئمة؟ فقال : «يا جابر سألتني رحمك الله عن الإسلام بأجمعه عدتهم عدّة الشهور وهو عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض ، وعدتهم عدّة العيون التي انفجرت لموسى بن عمران حين ضرب بعصاه فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا ، وعدّة نقباء بني إسرائيل قال الله تعالى : (وَلَقَدْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ وَبَعَثْنا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً) ، فالأئمة يا جابر اثنا عشر إماما ، أولهم علي بن أبي طالب وآخرهم القائم صلوات الله عليهم» (٣).

الحديث السابع والخمسون : ابن شاذان هذا من طريق العامة عن سلمان المحمدي قال دخلت على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا الحسين بن علي على فخذه وهو يقبل عينيه ويلثم فاه وهو يقول : «أنت سيد

__________________

(١) مائة منقبة : ٥٩ / منقبة ٣٢.

(٢) في المصدر : من أراد أن يتولى الله ورسوله فليقتد بعلي بن أبي طالب بعدي.

(٣) مائة منقبة : ٧٢ / منقبة ٤١.

٢٦٨

وابن سيد وأبو السادات (١) ، أنت إمام بن إمام أبو الأئمة ، أنت حجة ابن الحجة أبو الحجج ، تسعة من صلبك تاسعهم قائمهم» (٢).

الحديث الثامن والخمسون : ابن شاذان هذا من طريق العامة عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، حدّثني جبرائيل عن رب العزة جل جلاله أنه قال : «من علم أن لا إله إلّا أنا وحدي وأن محمدا عبدي ورسولي وأن علي بن أبي طالب خليفتي وأن الأئمة من ولده حججي أدخلته الجنة برحمتي ونجيته من النار بعفوي وأبحت له جواري وأوجبت له كرامتي وأتممت عليه نعمتي وجعلته من خاصتي وخالصتي ، ان ناداني لبيته وان دعاني اجبته وان سألني أعطيته وان سكت ابتدأته وان أشار رحمته وان فرّ عنّي دعوته وان رجع إليّ قبلته وان قرع بابي فتحته ، ومن لم يشهد أن لا إله إلّا أنا وحدي ، أو شهد بذلك ولم يشهد أن محمدا عبدي ورسولي ، أو شهد بذلك ولم يشهد أن علي بن أبي طالب خليفتي ، أو شهد بذلك ولم يشهد أن الأئمة من ولده حججي فقد جحد نعمتي وصغر عظمتي وكفر بآياتي وكتبي ورسلي ، إن قصدني حجبته وان سألني حرمته وان ناداني لم اسمع نداءه وان دعاني لم استجب دعاءه وان رجاني خيبت رجاءه مني ، وما انا بظلام للعبيد» فقام جابر بن عبد الله الأنصاري فقال : يا رسول الله ومن الأئمة من ولد علي بن أبي طالب؟ قال : «الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ثم سيد العابدين في زمانه علي بن الحسين ثم الباقر محمد بن علي ، ستدركه يا جابر فإذا ادركته فاقرأه مني السلام ، ثم الصادق جعفر بن محمد ثم الكاظم موسى بن جعفر ثم الرضا علي ابن موسى ثم التقي محمد بن علي ثم النقي علي بن محمد ثم الزكي الحسن بن علي ثم ابنه القائم بالحق مهدي أمتي الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما ، وهؤلاء يا جابر خلفائي واصفيائي وأولادي وعترتي من أطاعهم فقد أطاعني ومن عصاهم فقد عصاني ومن انكرهم أو انكر واحدا منهم فقد انكرني وبهم يمسك الله السماء أن تقع على الأرض وبهم يحفظ الله الأرض أن تميد بأهلها» (٣) وقد تقدم أحاديث اللوح المنزل من الله سبحانه على رسوله فيه اسماء الأوصياء الاثني عشر الذي رآه جابر بن عبد الله الأنصاري في يد فاطمة عليه‌السلام ، وهو يدخل في هذا الباب وهو مروي من طريق العامة تقدم في الباب الثاني عشر ، وحديثه متكرر الروايات في طرق العامة ومن طريق الخاصة ، تقدم في الباب الثالث عشر.

__________________

(١) في المصدر : أبو السادة.

(٢) مائة منقبة : ١٢٤ / منقبة ٥٨.

(٣) مائة منقبة : ١٦٧ / منقبة ٩٢.

٢٦٩

الباب الخامس والعشرون

في أن الأئمة عليهم‌السلام بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله اثنا عشر اجمالا وتفصيلا

هم علي بن أبي طالب وبنوه الأحد عشر عليهم‌السلام

من طريق الخاصة ، وفيه خمسون حديثا

الحديث الأول : ابن بابويه في أماليه قال : حدّثنا أحمد بن الحسن القطان قال : حدّثنا أبو يزيد محمد بن يحيى بن خلف بن يزيد المروزي بالري في ربيع الأول سنة اثنتين وثلاثمائة قال : حدّثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي في سنة الثامنة والثلاثين ومائتين وهو المعروف بإسحاق بن راهويه قال : حدّثنا يحيى بن يحيى قال : حدّثنا هيثم عن مجالد عن الشعبي عن مسرور قال : بينا نحن عند عبد الله بن مسعود نعرض مصاحفنا عليه إذ يقول له فتي شاب : هل عهد إليكم نبيكم كم يكون من بعده خليفة؟ قال ، إنك لحدث السن وإن هذا شيء ما سألني عنه أحد قبلك ، نعم عهد إلينا نبينا صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه يكون اثنا عشر خليفة بعدد نقباء بني إسرائيل (١).

الحديث الثاني : ابن بابويه قال : حدّثنا أبو علي [ابن] (٢) أحمد بن الحسن بن علي بن عبدويه قال : حدّثنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أبي الرحال البغدادي قال : حدّثنا محمد بن عبدوس الحراني قال : حدّثنا عبد الغفار بن الحكم قال : حدّثنا منصور ابن أبي الأسود عن مطرف عن الشعبي عن عمه قيس بن عبد قال : كنّا جلوسا في حلقة فيها عبد الله بن مسعود فجاء اعرابي فقال : أيّكم عبد الله بن مسعود؟ قال : عبد الله بن مسعود : أنا عبد الله ، قال : هل حدثكم نبيكم كم يكون بعده من الخلفاء؟ قال : نعم ، اثنا عشر عدد (٣) نقباء بني إسرائيل (٤).

الحديث الثالث : ابن بابويه قال : حدّثنا عتاب بن محمد بن عتاب الوراميني قال : حدّثنا يحي ى ابن محمد بن صاعد قال : حدّثنا أحمد بن عبد الرّحمن بن المفضل ومحمد بن عبد الله بن سوار قالا : حدّثنا عبد الغفار بن الحكم قال : حدّثنا منصور بن أبي الأسود عن مطرف عن الشعبي وحدثنا

__________________

(١) أمالي الصدوق : ٣٨٦ / المجلس ٥١ / ح ٤.

(٢) ليست في المصدر.

(٣) في المصدر : عدة.

(٤) أمالي الصدوق : ٣٨٦ / المجلس ٥١ / ح ٥.

٢٧٠

عتاب بن محمد قال : حدّثنا إسحاق بن محمد الانماطي عن سيف (١) بن موسى قال : حدّثنا جرير عن اشعث بن سوار عن الشعبي قال الحسين بن محمد الحراني قال : حدّثنا أيوب بن محمد الوزان قال : حدّثنا سعيد بن سلمة قال : حدّثنا اشعث بن سوار عن الشعبي كلهم قالوا : عن عمه قيس بن عبد قال عتاب: وهذا حديث مطرف قال : كنّا جلوسا في المسجد ومعنا عبد الله بن مسعود فجاء أعرابي فقال : أفيكم عبد الله؟ قال : نعم أنا عبد الله ، فما حاجتك؟ قال : يا عبد الله أخبركم نبيكم كم فيكم من خليفة؟ قال لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد مذ قدمت العراق ، نعم اثنا عشر عدة نقباء بني إسرائيل ، قال أبو عروبة في حديثه [قال] (٢) : نعم عدة بني إسرائيل (٣). وقال جرير عن اشعث عن ابن مسعود عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : الخلفاء بعدي اثنا عشر كعدة نقباء بني إسرائيل (٤).

الحديث الرابع : ابن بابويه قال : حدّثنا أحمد بن الحسن القطان قال : حدّثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عبدة النيسابوري قال : حدّثنا أبو القاسم هارون بن إسحاق قال : حدّثني عمي إبراهيم بن محمد عن زياد بن علاقة وعبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة قال : كنت مع أبي عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فسمعته يقول : «يكون بعدي اثنا عشر أميرا» ثم اخفى صوته فقلت لأبي ما الذي اخفى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله؟ قال : قال : كلهم من قريش (٥).

الحديث الخامس : ابن بابويه قال : حدّثنا عبد الله بن محمد الصانع قال : حدّثنا أحمد بن محمد ابن يحيى الغضراني قال : حدّثنا أبو علي الحسين بن الليث بن بهلول الموصلي قال : حدّثنا غسان ابن الربيع قال : حدّثنا سليم بن عبد الله مولى عامر الشعبي عن جابر إنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «لا يزال أمر الدين (٦) ظاهرا حتى يمضي اثنا عشر خليفة كلهم من قريش» (٧).

الحديث السادس : ابن بابويه في النصوص قال : أخبرنا محمد بن عبد الله الشيباني قال : حدثنا أبو العباس محمد بن جعفر بن محمد الرازي الكوفي قال : حدّثني محمد بن عبد الرّحمن بن محمد قال : حدّثني أبو أحمد الطوسي وأحمد بن محمد المقري [قال : حدّثنا محمد بن يحيى] (٨) قال : حدّثنا داود بن الحسين قال : حدّثنا حزام بن يحيى الشامي عن عتبة بن تيهان عن مكحول عن واثلة بن الاصقع قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «لا يتم الإيمان إلا بمحبتنا أهل البيت ، وان الله تبارك

__________________

(١) في المصدر : يوسف.

(٢) زيادة من المصدر.

(٣) أمالي الصدوق : ٣٨٧ / المجلس ٥١ / ح ٦.

(٤) المصدر السابق : ح ٧.

(٥) أمالي الشيخ الصدوق : ٣٨٧ / مجلس ٥١ / ح ٨.

(٦) في المصدر : أمتي.

(٧) أمالي الشيخ الصدوق : ٣٨٨ / مجلس ٥١ / ح ٩.

(٨) زيادة ليست في المصدر.

٢٧١

وتعالى عهد إليّ أنه لا يحبنا أهل البيت إلا مؤمن تقي ، ولا يبغضنا إلا منافق شقي ، طوبى لمن تمسك بي وبالأئمة الاطهار من ذريتي» فقيل : يا رسول الله وكم الأئمة بعدك؟ قال : «عدد نقباء بني إسرائيل»(١).

الحديث السابع : محمد بن إبراهيم النعماني في الغيبة قال : أخبرنا محمد بن عثمان قال : حدّثنا ابن أبي خيثمة قال : حدّثنا زهير بن معاوية عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : «يكون بعدي اثنا عشر خليفة» ثم تكلم بشيء لم أفهمه فقال بعضهم : فسألت القوم، فقالوا : كلهم من قريش (٢).

قلت : وروى هذا الحديث الشيخ في كتاب الغيبة عن محمد بن عثمان وساق حديثه.

الحديث الثامن : ابن بابويه في الخصال قال : حدّثنا أحمد بن الحسن القطان قال : حدّثنا أبو الحسين الطاهر بن إسماعيل الخثعمي قال : حدّثنا أبو كريب يعني محمد بن علاء الهمداني قال : حدّثنا عمي يعني ابن عبيد الطنافسي عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: «كان بعدي اثنا عشر أميرا» ثم تكلم فخفي عليّ ما قال فسألت أبي : ما قال؟ فقال : قال : كلهم من قريش (٣).

الحديث التاسع : ابن بابويه قال : حدّثنا أحمد بن الحسن القطان قال : أخبرنا علي بن الحسن بن سالم قال : حدّثنا محمد بن الوليد يعني البسري قال : حدّثنا محمد بن جعفر يعني غندر قال : حدّثنا شعبة عن سماك بن حرب قال : [سمعت جابر بن سمرة يقول] (٤) سمعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : «يكون بعدي اثنا عشر أميرا» وقال كلمة لم أسمعها ، فقال القوم : قال : كلهم من قريش (٥).

الحديث العاشر : ابن بابويه قال : حدّثنا أحمد بن الحسن القطان قال : حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم قال : حدّثنا العلاء بن سالم قال : حدّثنا يزيد [بن الحسن] (٦) ابن هارون قال : أخبرنا شريك عن سماك [وعبد الله بن عمير وحصين بن عبد الرحمن قالوا : سمعنا] (٧) جابر بن سمرة يقول : دخلت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله مع أبي فقال : «لا يزال هذه الأمة أمرها صالحا ظاهرة على عدوها حتى يمضي اثنا عشر ملكا ـ أو قال اثنا عشر خليفة» ثم قال كلمة خفيت عليّ فسألت أبي فقال : قال : كلهم من

__________________

(١) كفاية الأثر : ١١٠.

(٢) كتاب الغيبة للنعماني : ١٠٣ / ح ٣٢ مع اختصار في الرواة من المصنف.

(٣) كتاب الخصال للشيخ الصدوق : ٤٦٩ / ح ١٤.

(٤) زيادة من المصدر.

(٥) كتاب الخصال للشيخ الصدوق : ٤٧٠ / ح ١٥.

(٦) زيادة من المصدر.

(٧) زيادة من المصدر.

٢٧٢

قريش (١).

الحديث الحادي عشر : ابن بابويه قال : حدّثنا أحمد بن الحسن القطان قال : أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي قال : حدّثنا علي بن الجعد قال : أخبرنا زهير عن سماك بن حرب [وزياد بن علاقة وحصين بن عبد الرحمن كلهم] (٢) عن جابر بن سمرة أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : «يكون بعدي اثنا عشر أميرا» غير أنه قال في حديثه : ثم تكلم بشيء لم أفهمه قال بعضهم في حديثه : فسألت أبي ، وقال بعضهم : فسألت القوم فقالوا : [قال :] (٣) كلهم من قريش (٤).

الحديث الثاني عشر : ابن بابويه قال : حدّثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد قال : حدّثنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن يحيى العطار القصراني قال : حدّثنا أبو علي بن بشر بن موسى بن صالح قال :

حدّثنا أبو الوليد خلف بن الوليد القصري (٥) عن إسرائيل عن سماك قال : سمعت جابر بن سمرة السوائي يقول سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : «يكون من بعدي اثنا عشر أميرا» ثم تكلم بكلمة لم أفهمها فسألت القوم فقالوا : قال : كلهم من قريش (٦).

الحديث الثالث عشر : محمد بن إبراهيم النعماني عن محمد بن عثمان قال : حدّثنا أحمد بن أبي خيثمة وأخبرنا يحيى بن جعفر (٧) قال : حدّثنا عبد الله بن صالح قال : حدّثنا الليث بن سعد عن خالد بن يزيد عن سعيد بن [أبي] هلال عن ربيعة بن سيف قال : كنّا عند شفي الاصبحي قال : سمعت عبد الله بن عمرو يقول : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : «يكون خلفي اثنا عشر خليفة» (٨).

الحديث الرابع عشر : ابن بابويه قال : حدّثنا أحمد بن الحسن القطان قال : حدّثني أبو علي محمد بن علي بن إسماعيل اليشكري المروزي قال : حدّثنا سهل بن عمار النيسابوري قال : حدّثنا عمر بن عبد الله بن رزين قال : حدّثنا سفيان عن سعيد بن عمرو [بن أشوع] (٩) عن الشعبي عن جابر ابن سمرة قال : جئت مع أبي إلى المسجد ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يخطب فسمعته يقول : «يكون من بعدي اثنا عشر ، يعني أميرا» ثم خفض صوته فلم أدر ما يقول فقلت لأبي : ما قال؟ قال : كلهم من قريش(١٠).

الحديث الخامس عشر : ابن بابويه قال : حدّثنا أحمد بن الحسن القطان قال : حدّثنا أبو بكر

__________________

(١) كتاب الخصال للشيخ الصدوق : ٤٧١ / ح ١٩.

(٢) زيادة من المصدر.

(٣) زيادة من المصدر.

(٤) الخصال للشيخ الصدوق : ٤٧١ / ح ٢١.

(٥) في المصدر : الجوهري.

(٦) الخصال للصدوق : ٤٧٥ / ح ٣٦.

(٧) في المصدر : يحيى بن معين.

(٨) غيبة النعماني : ١٠٥ / ح ٣٤.

(٩) زيادة من المصدر.

(١٠) الخصال للصدوق : ٤٦٩ / ح ١٣.

٢٧٣

عبد الله بن سلمان بن الاشعث قال : حدّثنا علي بن حشرم قال : حدّثنا [عيسى] بن يونس عن عمران يعني ابن سلمان عن الشعبي عن جابر بن سمرة قال : سمعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : «لا يزال أمر هذه الأمة غالبا (١) على من ناواها حتى يملك اثنا عشر خليفة» ثم قال كلمة خفيّة لم افهمها ، فسألت من هو أقرب إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله مني فقال : كلهم من قريش (٢).

الحديث السادس عشر : ابن بابويه قال : حدّثنا أحمد بن الحسن القطان قال : حدّثنا إسحاق بن إبراهيم بن عبد الله بن يعقوب السمين البغوي قال : حدّثنا ابن غلية عن ابن عون عن الشعبي عن جابر بن سمرة قال : كنت مع أبي فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «لا يزال هذا الدين عزيزا منيعا سنيّا ، ينصرون على من ناواهم إلى اثني عشر خليفة» ثم تكلم كلمة أصمنيها الناس فقلت لأبي : ما الكلمة التي أصمّنيها الناس؟ فقال : كلهم من قريش (٣).

الحديث السابع عشر : ابن بابويه قال : حدّثنا أحمد بن الحسن القطان قال : حدّثنا أبو بكر عبد الله ابن سليمان بن الاشعث قال : حدّثنا أحمد بن يوسف بن سالم السليمي قال : حدّثنا عمر بن عبد الله ابن رزين قال : حدّثنا سفيان بن حسين عن سعيد بن عمرو بن اشرع عن الشعبي عن جابر بن سمرة قال : كنت مع أبي في المسجد ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يخطب فسمعته يقول : «يكون بعدي اثنا عشر خليفة» ثم خفض صوته فلم ادر ما يقول ، فقلت لأبي : ما يقول؟ قال : كلهم من قريش (٤).

الحديث الثامن عشر : ابن بابويه قال : حدّثنا أحمد بن الحسن القطان قال : حدّثنا [عبد الرحمن] (٥) عبد الله بن سعدان بن سهل اليشكري قال : حدّثنا أحمد بن المقدام قال : حدّثنا بريد ابن بزيع قال : حدّثنا ابن عون عن الشعبي عن جابر بن سمرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «لا يزال هذا الدين عزيزا منيعا ينصرون على من ناواهم إلى اثني عشر خليفة» قال : ثم قال كلمة أصمنيها الناس فقال: قلت لأبي : ما الكلمة التي أصمّنيها الناس؟ قال : قال : كلهم من قريش (٦).

الحديث التاسع عشر : ابن بابويه قال : حدّثنا أحمد بن الحسن القطان قال : حدّثنا عبد الرّحمن ابن أبي حاتم قال : حدّثنا أحمد بن سلمة بن عبد الله النيسابوري قال : حدّثنا الحسين بن منصور قال : حدّثنا ميسر بن عبد الله بن رزين قال : حدّثنا سفيان بن حسين عن سعيد بن عمر بن أشوع عن عامر الشعبي عن جابر بن سمرة السوايي قال : كنت مع أبي في المسجد ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يخطب

__________________

(١) في المصدر : عاليا.

(٢) الخصال للصدوق : ٤٧١ / ح ٢٢.

(٣) الخصال للصدوق : ٤٧٠ / ح ١٧.

(٤) الخصال للصدوق : ٤٧٢ / ح ٢٥.

(٥) زيادة من المصدر.

(٦) الخصال للصدوق : ٤٧٠ / ح ١٧.

٢٧٤

فسمعته يقول : «يكون من بعدي اثنا عشر أميرا» ثم خفض صوته فلم ادر ما يقول ، فقلت لأبي ما قال؟ قال : كلهم من قريش (١).

الحديث العشرون : محمد بن إبراهيم النعماني عن محمد بن عثمان قال : حدّثني أحمد قال : حدّثنا عبد الله (٢) بن عمر قال : حدّثنا سليمان بن أحمد قال : حدّثنا ابن عون عن الشعبي عن جابر ابن سمرة قال : ذكر أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : «لا يزال أهل هذا الدين ينصرون على من ناواهم إلى اثني عشر خليفة» فجعل الناس يقومون ويقعدون ، وتكلم بكلمة لم افهمها فقلت لأبي أو لاخي : أي شيء قال؟ فقال : كلهم من قريش (٣).

الحديث الحادي والعشرون : ابن بابويه في كتاب النصوص قال : حدّثنا محمد بن عبد الله الشيباني رحمه‌الله قال : حدّثنا جعفر بن محمد بن الحسني قال : حدّثنا عبد الله بن أحمد بن عبد المنعم الصيداوي قال : حدّثنا المفضل بن صالح عن أبان بن تغلب عن أبي جعفر محمد بن علي عليه‌السلام الباقرعليه‌السلام قال سألته عن الأئمة قال : «والله لعهد عهده إلينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أن الأئمة بعده اثنا عشر تسعة من صلب الحسين عليه‌السلام ، ومنا المهدي الذي يقوم بالدين في آخر الزمان ، من أحبنا حشر من حفرته معنا ومن أبغضنا أو ردّنا أو رد واحدا منا حشر من حفرته إلى النار ، وقد خاب من افترى» (٤).

الحديث الثاني والعشرون : ابن بابويه قال : أخبرنا القاضي أبو الفرج المعافي بن زكريا البغدادي قال : حدّثنا أبو الحسن علي بن عتبة القاضي قال : حدّثنا محمد (٥) بن إسحاق الأنصاري قال : حدّثنا عبد الله بن مروان بن معاوية قال : حدّثني شداد بن عبد الرّحمن من أهل بيت المقدس قال : حدّثني إبراهيم بن أبي عيلة عن واثلة بن الأصقع قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «حبي وحب أهل بيتي نافع في سبعة مواضع أهوالهنّ عظيمة : عند الوفاة والقبر وعند النشور وعند الكتاب وعند الحساب وعند الميزان وعند الصراط ، فمن أحبني وأحب أهل بيتي واستمسك بهم من بعدي فنحن شفعاؤه يوم القيامة» فقيل: يا رسول الله وكيف الاستمساك بهم؟ فقال : «إن الأئمة من بعدي اثنا عشر فمن أحبهم واقتدى بهم فاز ونجا ، ومن تخلف عنهم ضل وغوى» (٦).

الحديث الثالث والعشرون : ابن بابويه قال : حدّثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي رضى الله عنه قال :

__________________

(١) الخصال للصدوق : ٤٧٢ / ح ٢٤.

(٢) في المصدر : عبيد الله.

(٣) غيبة النعماني : ١٠٣ / ح ٣٣.

(٤) كفاية الأثر : ٢٤٥.

(٥) في المصدر : موسى.

(٦) كفاية الأثر : ١٠٩.

٢٧٥

حدّثنا جعفر بن محمد بن مسعود عن أبيه قال : حدّثنا أبو القاسم قال : كتبت من كتاب أحمد الدهقان(١) عن القاسم بن حمزة عن ابن أبي عمير قال : أخبرنا أبو إسماعيل السراج عن خيثمة الجعفي قال : حدّثنا أبو أيوب المخزومي قال ذكر أبو جعفر محمد بن علي الباقر عليه‌السلام اسماء (٢) الخلفاء الاثني عشر الراشدين ، فلما بلغ إلى آخرهم قال : الثاني عشر الذي يصلّي عيسى ابن مريم عليه‌السلام خلفه بسنّة يس والقرآن الكريم (٣) (٤).

الحديث الرابع والعشرون : ابن بابويه قال : حدّثنا أبي رضى الله عنه قال : حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن محمد بن عمير عن سعيد بن غزوان عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : «يكون تسعة أئمة بعد الحسين بن علي تاسعهم قا

الحديث الخامس والعشرون : ابن بابوي ئمهم عليهم‌السلام» (٥). ه قال : حدّثنا الحسين بن محمد بن سعيد قال : حدّثنا أبي محمد بن الحسين بن محمد بن أخي طاهر قال : حدّثنا أحمد بن علي قال : حدّثني عبد العزيز بن الخطاب عن علي بن هاشم وعن محمد بن أبي رافع عن سلمة بن شبيب عن القعنبي عبد الله بن مسلم المديني عن أبي الأسود عن أم سلمة (رضي الله عنها) قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : «الأئمة بعدي عدد نقباء بني إسرائيل ، تسعة من صلب الحسين أعطاهم الله علمي وفهمي والويل لمبغضهم» (٦).

الحديث السادس والعشرون : ابن بابويه بإسناده قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي عليه‌السلام : «يا علي إن الله تبارك وتعالى وهب لك حب المساكين والمستضعفين في الأرض فرضيت بهم إخوانا ورضوا بك إماما ، فطوبى لك إماما ولمن أحبك وصدق فيك ، وويل لمن أبغضك وكذب عليك ، يا علي أنا المدينة وأنت بابها وما تؤتى المدينة إلا من بابها ، يا علي أهل مودتك كل أواب حفيظ وأهل ولايتك كل اشعث ذي طمرين ، لو اقسم على الله عزوجل لابر قسمه ، يا علي إخوانك في أربعة مواضع فرحون : عند خروج أنفسهم وأنا وأنت شاهدهم ، وعند المساءلة في قبورهم وعند العرض ، وعند الصراط ، يا علي حربك حربي وحربي حرب الله ، وسلمك سلمي وسلمي سلم الله ، من حاربك فقد حاربني ومن حاربني فقد حارب الله ، من سالمك فقد سالمني ومن سالمني

__________________

(١) في المصدر : الدهان.

(٢) في المصدر : سير.

(٣) في المصدر : بسنته والقرآن الكريم ، والمراد بيس النبي الاعظم.

(٤) كمال الدين وتمام النعمة : ٣٣٢.

(٥) كمال الدين وتمام النعمة : ٤٨٠.

(٦) كفاية الأثر : ١٨٢ ، وفيه : فالويل لمبغضيهم.

٢٧٦

فقد سالم الله ، يا علي بشر شيعتك أن الله قد رضي عنهم ورضيك لهم قائدا ورضوا بك وليا ، يا علي أنت مولى المؤمنين وقائد الغر المحجلين وأنت أبو سبطيّ وأبو الأئمة التسعة من صلب الحسين ، ومنها مهدي هذه الأمة ، يا علي شيعتك المنتجبون ولو لا أنت وشيعتك ما قام لله دين» (١).

الحديث السابع والعشرون : ابن بابويه قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الله بن الحسن العباسي قال : حدّثني جدي عبد الله (٢) بن الحسن عن أحمد بن عبد الجبار قال : حدّثنا أحمد بن عبد الرّحمن المخزومي قال : حدّثنا عمرو بن حماد الأبح قال : حدّثنا علي بن هاشم بن البريد عن أبيه قال : حدّثني أبو سعيد التميمي عن أبي ثابت مولى أبي ذر عن أم سلمة ، قالت : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «لما أسري بي إلى السماء نظرت فإذا مكتوب على العرش : لا إله إلّا الله محمد رسول الله ، أيدته بعلي ونصرته بعلي ، ورأيت أنوار علي وفاطمة والحسن والحسين وأنوار علي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي وعلي بن محمد والحسن بن علي ، ورأيت نور الحجة يتلألأ بينهم كأنّه كوكب دري فقلت : يا رب من هذا؟ ومن هؤلاء؟ فنوديت : يا محمد هذا نور علي وفاطمة ، وهذا نور سبطيك الحسن والحسين وهذه أنوار الأئمة بعدك من ولد الحسين ، مطهرون معصومون ، وهذا نور الحجة يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما» (٣).

الحديث الثامن والعشرون : ابن بابويه قال : حدّثنا علي بن الحسن بن محمد قال : حدّثنا أبو محمد هارون بن موسى قال : حدّثنا محمد بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن عبد الله قال : حدّثنا أبو موسى عيسى بن أحمد قال : حدّثنا عمار بن محمد الثوري قال : حدّثنا سفيان عن أبي الحجاف داود بن أبي عوف عن الحسن بن علي عليهما‌السلام قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول لعلي : «أنت وارث علمي ومعدن حكمي والإمام بعدي ، وإذا استشهدت فابنك الحسن ، فإذا استشهد الحسن فابنك الحسين ، فإذا استشهد الحسين فابنه ، علي يتلوه تسعة من صلب الحسين أئمة اطهار» فقلت : يا رسول الله فما اسماؤهم؟ قال : «عليّ ومحمد وجعفر وموسى وعليّ ومحمد وعليّ والحسن والمهدي من صلب الحسين ، يملأ الله قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما» (٤).

الحديث التاسع والعشرون : ابن بابويه قال : أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن سعيد بن علي الخزاعي قال : حدّثنا أبو الحسين محمد بن أبي عبد الله الكوفي الاسدي قال : حدّثنا إسماعيل

__________________

(١) كفاية الأثر : ١٨٤.

(٢) في المصدر : عبيد الله.

(٣) كفاية الأثر : ١٨٥.

(٤) كفاية الأثر : ١٦٧.

٢٧٧

البرمكي قال : حدّثنا موسى بن عمران النخعي قال : حدّثنا شعيب بن إبراهيم التميمي قال : حدّثنا سيف بن عميرة عن أبان بن إسحاق الاسدي عن الصباح بن محمد عن أبي حازم عن سلمان قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «الأئمة بعدي اثنا عشر عدد شهور الحول ، ومنّا مهدي هذه الأمة ، له غيبة موسى وبهاء عيسى وحكم داود وصبر أيوب» قال الشيخ أبو عبد الله : وهذا حديث غريب قوله عليه‌السلام : عدد شهور الحول (١).

الحديث الثلاثون : ابن بابويه قال : حدّثنا أبو المفضل محمد بن عبد الله الشيباني قال : حدّثنا محمد بن رياح الاشجعي قال : حدّثنا محمد بن غالب بن الحارث قال : حدّثنا إسماعيل بن عمر البجلي قال : حدّثنا عبد الكريم عن أبي الحسن عن أبي الحرث عن أبي ذر قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : «من أحبني وأهل بيتي كنّا وهو كهاتين ـ وأشار بالسبابة والوسطى ـ» ثم قال عليه‌السلام : «أخي خير الأوصياء وسبطي خير الاسباط ، وسوف يخرج الله تبارك وتعالى من صلب الحسين أئمة أبرار ، ومنا مهدي هذه الأمة» قيل : يا رسول الله فكم الأئمة بعدك؟ قال : «عدد نقباء بني إسرائيل» (٢).

الحديث الحادي والثلاثون : ابن بابويه قال : حدّثنا علي بن محمد قال : حدّثنا أبو بكر القاضي محمد بن عمر قال : حدّثنا [أبو] عبد الله محمد بن أحمد بن ثابت القيسي قال : حدّثنا محمد بن إسحاق بن أبي عمارة قال : حدّثني حبش بن معاد عن مسلم قال : حدّثني حكيم بن جبير عن أبيه عن الشعبي عن أبي جحيفة وهب السوائي عن حذيفة بن أسيد قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول على المنبر وسألوه عن الأئمة ، إلا أنه لم يذكر سلمان فقال : «الأئمة بعدي بعدد نقباء بني إسرائيل ألا إنهم مع الحق والحق معهم» (٣).

الحديث الثاني والثلاثون : ابن بابويه قال : حدّثنا علي بن الحسن قال : حدّثنا محمد بن الحسين البزوفري قال : حدّثنا عبد الله بن عامر الكوفي بالكوفة قال : حدّثني محمد بن مسروق النهدي عن خالد بن الياس عن صالح بن أبي حنان عن الصباح بن محمد عن أبي حازم عن سلمان الفارسي قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «الأئمة بعدي بعدد نقباء بني إسرائيل ، وكانوا اثني عشر ـ ثم وضع يده على صلب الحسين قال : ـ تسعة من صلبه والتاسع مهديهم ، يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما ، فالويل لمبغضهم» (٤).

__________________

(١) كفاية الأثر : ٤٣.

(٢) كفاية الأثر : ٣٥.

(٣) كفاية الأثر : ١٣٠.

(٤) كفاية الأثر : ٤٧.

٢٧٨

الحديث الثالث والثلاثون : ابن بابويه قال : حدّثنا محمد بن علي ما جيلويه قال : حدّثني عمي محمد بن [أبي] القاسم عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن محمد بن علي القرشي عن ابن سنان عن المفضل بن عمر عن أبي حمزة الثمالي عن محمد بن علي الباقر عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عليه‌السلام قال : «دخلت أنا وأخي على جدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فأجلسني على فخذه وأجلس أخي على فخذه الأخرى ، ثم قبّلنا وقال : بأبي أنتما من إمامين اختاركما الله مني ومن أبيكما وأمكما ، واختار من صلبك يا حسين تسعة أئمة ، تاسعهم قائمهم ، وكلهم في الفضل والمنزلة عند الله سواء» (١).

الحديث الرابع والثلاثون : محمد بن إبراهيم النعماني في كتاب الغيبة قال : أخبرنا علي بن الحسين قال : حدّثنا محمد بن يحيى العطار قال : حدّثنا محمد بن الحسن الرازي عن محمد بن علي الكوفي عن إبراهيم بن محمد بن يوسف عن محمد بن عيسى [عن عبد الرزاق] عن محمد بن سنان عن فضيل الرسان عن أبي حمزة الثمالي قال : كنت عند أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليه‌السلام ذات يوم ، فلما تفرق من كان عنده قال لي : «يا أبا حمزة ، من المحتوم الذي لا تبديل له عند الله قيام قائمنا ، فمن شك فيما أقول لقي الله وهو به كافر وله جاحد ثم قال : بأبي وأمي المسمى باسمي والمكنى بكنيتي ، السابع من بعدي بأبي من يملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا ـ ثم قال : ـ يا أبا حمزة من ادركه فلم يسلّم له فما سلّم لمحمد وعلي ، وقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وبئس مثوى الظالمين ، وأوضح من هذا بحمد الله وأنور وأزهر لمن هداه الله واحسن إليه قول الله عزوجل في كتابه (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ) (٢) ومعرفة الشهور المحرم وصفر وربيع وما بعده ، والحرم منها رجب وذو القعدة وذو الحجة والمحرم ، لا تكون دينا قيما ؛ لأن اليهود والنصارى والمجوس وسائر الملل والناس جميعا من الموافقين والمخالفة يعرفون هذه الشهور ويعدونها باسمائها ، وإنما هم الأئمة القوامون بدين الله عليهم‌السلام منها أمير المؤمنين علي الذي اشتق الله اسما من اسمه العلي كما اشتق لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله اسما من اسمه المحمود ، وثلاثة من ولده أسماؤهم علي : علي بن الحسين وعلي بن موسى وعلي بن محمد فصار هذا الاسم المشتق من اسم الله جل وعز حرمة به ، صلوات الله على محمد وآله المكرمين

__________________

(١) كمال الدين وتمام النعمة : ٢٦٩.

(٢) التوبة : ٣٦.

٢٧٩

المنتجبين» (١).

الحديث الخامس والثلاثون : ابن بابويه قال : حدّثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار رضى الله عنه قال : حدّثني أبي عن محمد بن أحمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن أبي سعيد العصفري عن عمرو بن ثابت عن أبي حمزة قال : سمعت علي بن الحسين يقول : إن الله تبارك وتعالى خلق محمدا وعليا والأئمة الأحد عشر من نور عظمته ارواحا في ضياء نوره يعبدونه قبل خلق الخلق ، يسبحون الله عزوجل ويقدسونه، وهم الأئمة الهادية من آل محمد عليهم‌السلام.

قلت : قال محمد بن علي بن بابويه قال مصنف هذا الكتاب : قد روي هذا الخبر بغير هذا اللفظ إلا أن مسموعي ما قد ذكرته (٢).

أقول : وروى هذا الحديث محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى وساق الحديث إلّا أن فيه أشباحا مقام ارواحا وهم الأئمة من ولد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عوض وهم الأئمة الهادية من آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله.

الحديث السادس والثلاثون : ابن بابويه قال : أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن علي رضى الله عنه قال : حدّثنا هارون بن موسى قال : حدّثنا الحسين بن حمدان عن عثمان بن سعيد عن أبي عبد الله محمد بن مهران عن محمد بن إسماعيل الحسيني عن خالد بن المفلس قال : حدّثني نعيم بن جعفر عن أبي حمزة الثمالي عن أبي خالد الكابلي قال : دخلت على علي بن الحسين عليه‌السلام وهو جالس في محرابه فجلست حتى انتهى وأقبل عليّ بوجهه ومسح يده على لحيته فقلت : يا مولاي ، أخبرني كم تكون الأئمة بعدك قال : قال : «ثمانية» قلت وكيف ذلك قال : «لان الأئمة بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله اثنا عشر عدد الاسباط : ثلاثة من الماضين وأنا الرابع ، وثمانية من ولدي أئمة أبرار من احبّنا وعمل بأمرنا كان معنا في السنام الأعلى ، ومن أبغضنا أو ردّنا أو رد واحدا منا فهو كافر بالله وبآياته» (٣).

الحديث السابع والثلاثون : ابن بابويه قال : حدّثنا علي بن عبد الله الوراق قال : حدّثنا محمد بن هارون الصوفي عن عبد الله بن موسى عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني قال : حدّثنا صفوان بن يحيى عن إبراهيم بن أبي البلاد (٤) عن أبي حمزة الثمالي عن خالد الكابلي قال : دخلت على سيدي علي بن الحسين زين العابدين عليه‌السلام فقلت له : يا ابن رسول الله أخبرني بالذين فرض الله طاعتهم ومودتهم واوجب على عباده الاقتداء بهم بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال لي : «يا كنكر إن أولي الأمر الذين جعلهم الله أئمة للناس وأوجب عليهم طاعتهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام

__________________

(١) غيبة النعماني : ٨٧ / ح ١٧.

(٢) كمال الدين وتمام النعمة : ٣١٨.

(٣) كفاية الأثر : ٢٣٧.

(٤) في المصدر : بن أبي زياد.

٢٨٠