غاية المرام وحجّة الخصام - ج ٢

السيّد هاشم البحراني الموسوي التوبلي

غاية المرام وحجّة الخصام - ج ٢

المؤلف:

السيّد هاشم البحراني الموسوي التوبلي


المحقق: السيد علي عاشور
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مؤسسة التاريخ العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٦٩

ثم انتهى الأمر إلينا» ثم سكت فقلت : يا سيدي روي لنا أن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : إن الأرض لا تخلو من حجة لله على عباده ، فمن الحجة والإمام بعدك؟ فقال : «ابني محمد اسمه في التوراة باقر ، يبقر العلم بقرا ، هو الإمام والحجة بعدي ومن بعد محمد ابنه جعفر واسمه عند أهل السماء الصادق» فقلت له : يا سيدي فكيف صار اسمه الصادق وكلكم صادقون؟

فقال : «حدّثني أبي عن أبيه عليه‌السلام أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : إذا ولد ابني جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام فسمّوه الصادق ، فإن الخامس من ولده الذي اسمه جعفر يدّعي الإمامة اجتراء على الله عزوجل وكذبا عليه ، فهو عند الله جعفر الكذاب المفتري على الله والمدعي ما ليس له المخالف على أبيه والحاسد لأخيه الذي يروم كشف سر الله عند غيبة ولي الله عزوجل ، ثم بكى علي بن الحسين عليه‌السلام بكاء شديدا ثم قال : كأني بجعفر الكذاب وقد حمل طاغية زمانه على تفتيش أمر ولي الله والمغيّب في حفظ الله والموكل بحرم أبيه جهلا منه بولادته وحرصا منه على قتله إن ظفر به وطمعا في ميراث أخيه حتى يأخذه بغير حق».

قال أبو خالد : فقلت له : يا ابن رسول الله وان ذلك لكائن قال : «أي وربي إنه مكتوب عندنا في الصحيفة التي فيها ذكر المحن التي تجري علينا بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله» قال أبو خالد : يا ابن رسول الله ثم ما ذا تكون؟ قال : «تمتد الغيبة بولي الله عزوجل الثاني عشر من أوصياء رسول الله والأئمة بعده عليهم‌السلام ، يا أبا خالد ، أهل زمان غيبته القائلون بإمامته ، المنتظرون لظهوره أفضل من أهل كل زمان لأن الله تبارك وتعالى أعطاهم من العقول والافهام والمعرفة ما صارت به الغيبة عندهم بمنزلة المشاهدة ، وجعلهم في ذلك الزمان بمنزلة المجاهدين بين يدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بالسيف ، أولئك هم المخلصون حقا وشيعتنا صدقا والدعاة إلى دين الله عزوجل سرا وجهرا» وقال عليه‌السلام : «انتظار الفرج من أفضل العمل» ثم قال ابن بابويه : وحدّثنا بهذا الحديث علي بن أحمد بن محمد ومحمد بن خالد القناني (١) وعلي بن عبد الله الوراق عن محمد بن أبي عبد الله الكوفي عن سهل بن زياد الادمي عن عبد العظيم بن عبد الله عن صفوان عن إبراهيم بن البلاد (٢) عن أبي حمزة الثمالي عن أبي خالد الكابلي عن علي بن الحسينعليهما‌السلام(٣).

الحديث الثامن والثلاثون : ابن بابويه قال علي بن الحسين بن محمد قال : حدّثنا محمد بن الحكم الكوفي ببغداد قال : حدّثني الحسين بن حمدان الحصيني قال : حدّثني عثمان بن سعيد

__________________

(١) في المصدر بدل هذا : ومحمد بن أحمد الشيباني.

(٢) في المصدر : بن أبي زياد.

(٣) كمال الدين وتمام النعمة : ٣١٩.

٢٨١

العموي قال : حدّثنا أبو عبد الله [محمد بن مهران ، قال : حدثني] محمد بن إسماعيل قال : حدثني خلف بن المفلس قال : حدّثني نعيم بن جعفر قال : حدّثني أبو حمزة الثمالي عن أبي خالد الكابلي عن علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عليهم‌السلام قال : دخلت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو متفكر مغموم فقلت : يا رسول الله ما لي أراك متفكرا؟ فقال : «يا بني إن الروح الامين قد أتاني فقال : يا رسول الله، العلي الاعلى يقرئك السلام ويقول لك : إنك قد قضيت نبوتك واستكملت أيامك فاجعل الاسم الأكبر وميراث العلم وآثار علم النبوة عند علي بن أبي طالب ، فإني لا اترك الأرض الا وفيها عالم تعرف به طاعتي وتعرف به ولايتي ، فإني لم اقطع علم النبوة من العقب من ذريتك كما لم اقطعها من ذريات الأنبياء الذين كانوا بينك وبين أبيك آدم قلت : يا رسول الله فمن يملك هذا الأمر بعدك؟ قال أبوك علي بن أبي طالب أخي وخليفتي ، ويملك بعد علي الحسن ، ثم تملك أنت وتسعة من صلبك ، يملكه اثنا عشر إماما، ثم يقوم قائمنا يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما ويشفي صدور قوم مؤمنين من شيعته»(١).

الحديث التاسع والثلاثون : ابن بابويه قال : حدّثني أبو عبد الله الحسين بن سعيد بن علي الخزاعي قال : حدّثنا أحمد بن سعيد بالكوفة قال : حدّثني جعفر بن علي بن يحيى (٢) الكندي قال : حدّثني إبراهيم بن محمد بن ميمون قال : حدّثني المسعودي أبو عبد الرّحمن عن محمد بن عبد الله الفزاري عن أبي خالد الواسطي عن زيد بن علي قال : حدّثني أبي عن علي بن الحسين بن علي قال : قال لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «أنت الإمام ابن الإمام أخو الإمام ، تسعة من ولدك أمناء معصومون ، والتاسع مهديهم فطوبى لمن أحبهم والويل لمن أبغضهم» (٣).

الحديث الأربعون : محمد بن إبراهيم النعماني في الغيبة عن محمد بن عثمان قال : حدّثنا أحمد قال : حدّثنا المقدمي عن عاصم بن عمر عن علي بن مقدام أبي يونس قال : حدّثنا أبي عن قطر بن خليفة عن أبي خالد الوالبي قال : حدّثنا جابر بن سمرة قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : «لا يزال هذا الدين ظاهرا لا يضره من ناواه حتى يقوم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش» (٤).

قلت : وروى هذا الحديث الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة بسنده إلى محمد بن عثمان عن أحمد قال : حدّثنا المقدمي ... وساق الحديث (٥).

__________________

(١) كفاية الأثر : ١٧٩.

(٢) في المصدر : نجيح.

(٣) كفاية الأثر : ٣٠٢.

(٤) غيبة النعماني : ١٠٦ / ح ٣٦.

(٥) غيبة الطوسي : ٣٣ / ح ٩٦.

٢٨٢

الحديث الحادي والأربعون : محمد بن إبراهيم النعماني عن محمد بن عثمان قال : حدّثنا أحمد ابن أبي خيثمة قال : حدّثنا الفضل بن دكين قال : حدّثنا فطر قال : حدّثني أبو خالد الوالبي قال : سمعت جابر بن سمرة السوائي قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «لا يضر هذا الدين من ناواه حتى يمضي اثنا عشر خليفة ، كلهم من قريش» (١).

الحديث الثاني والأربعون : ابن بابويه قال حدثني علي بن الحسن قال : حدّثني هارون بن موسى قال : حدّثني أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن شيبان القزويني قال : حدّثنا أبو عمر أحمد بن علي الفيدي قال : حدثنا سعد بن مسروق قال : حدّثنا عبد الكريم بن هلال المكي عن أبي الطفيل عن أبي ذر رضى الله عنه قال : سمعت فاطمة عليها‌السلام تقول : «سألت أبي عليه‌السلام عن قول الله تبارك وتعالى : (وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ) (٢) قال : هم الأئمة بعدي عليّ وسبطاي وتسعة من صلب الحسين ، فهم رجال الاعراف ، لا يدخل الجنة إلا من يعرفهم ويعرفونه ، ولا يدخل النار إلا من أنكرهم وينكرونه ، لا يعرف الله تعالى إلا بسبيل معرفتهم» (٣).

الحديث الثالث والأربعون : ابن بابويه قال : حدّثنا محمد بن وهبان بن محمد البصري قال : حدّثنا الحسين بن علي البزوفري عن عبد الله بن مسلمة قال : أخبرنا عقبة بن مكرم قال : حدّثنا عبد الوهاب الثقفي عن يحيى بن سعيد عن محمد بن يعقوب بن خالد عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة قال خطبنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقال : «معاشر الناس من أراد أن يحيى حياتي ويموت ميتتي فليتولّ علي بن أبي طالب وليقتد بالأئمة من بعده» فقيل : يا رسول الله ، فكم الأئمة بعدك؟ فقال : «عدد الأسباط» (٤).

الحديث الرابع والأربعون : محمد بن إبراهيم النعماني في الغيبة قال : حدّثنا عبد الواحد بن عبد الله قال : أخبرنا محمد بن جعفر القرشي قال : حدّثنا محمد بن الحسين أبي الخطاب عن عمر ابن أبان الكلبي عن أبي الصامت قال : قال أبو عبد الله جعفر بن محمد عليه‌السلام : «الليل اثنا عشر ساعة والنهار اثنا عشر ساعة والشهور اثنا عشر شهرا والأئمة اثنا عشر إماما والنقباء اثنا عشر نقيبا ، وان عليا ساعة من اثنا عشر ساعة وهو قول الله جل وعز : (بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيراً) (٥) (٦).

__________________

(١) غيبة النعماني : ١٠٧ / ح ٣٨.

(٢) الأعراف : ٤٦.

(٣) كفاية الأثر : ١٩٥.

(٤) كفاية الأثر : ٨٦.

(٥) الفرقان : ١١.

(٦) غيبة النعماني : ٨٥ / ١٥ ، وفيه بدل اثني : اثنتا.

٢٨٣

الحديث الخامس والأربعون : ابن بابويه قال : حدّثنا علي بن محمد [قال حدثنا محمد] بن أحمد الصفواني قال : حدّثنا فيض بن المفضل الحبلي قال : حدّثنا مسعود بن كرام (١) عن سلمة بن كهيل عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «الأئمة بعدي اثنا عشر ، تسعة من صلب الحسين ، والمهدي منهم» (٢).

الحديث السادس والأربعون : ابن بابويه قال : أخبرنا القاضي المعافى بن زكريا قال : حدّثنا علي ابن عتبة عن أبيه قال : حدّثني الحسين بن علوان عن أبي علي الخراساني عن معروف بن خربوذ عن أبي الطفيل عن علي عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «أنت الوصي على الاموات من أهل بيتي ، والخليفة على الأحياء من أمتي ، وحربك حربي وسلمك سلمي ، أنت الإمام أبو الأئمة ، أحد عشر من صلبك أئمة مطهرون معصومون ، ومنهم المهدي الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا فالويل لمبغضيهم ، يا علي لو أن رجلا أحب في الله حجرا لحشره الله معه ، إن محبيك وشيعتك ومحبي أولادك والأئمة بعدك يحشرون معك، وأنت معي في الدرجات العلى ، وأنت قسيم الجنة والنار ، تدخل محبيك الجنة ومبغضيك النار» (٣).

الحديث السابع والثلاثون : ابن بابويه قال : حدّثنا محمد بن عبد الله بن المطلب قال : حدّثنا إبراهيم بن عبد الصمد بن موسى بن إسحاق الهاشمي قال : حدّثني أبي عن عبد الله بن بكير الغنوي عن حكيم بن جبير عن الطفيل عامر بن واثلة عن زيد بن ثابت قال : سمعت رسول الله يقول : «علي ابن أبي طالب قائد البررة وقاتل الفجرة ، منصور من نصره مخذول من خذله ، الشاك في عليّ كالشاك في الإسلام ، وخير من أخلف بعدي وخير أصحابي علي ، لحمه لحمي ودمه دمي وأبو سبطيّ ، ومن صلب الحسين يخرج الأئمة التسعة ، ومنه مهدي هذه الأمة» (٤).

الحديث الثامن والأربعون : ابن بابويه قال : حدّثنا الحسين بن علي رحمه‌الله [قال حدثنا هارون بن موسى] قال : حدّثنا محمد بن صدقة الرقي بمصر قال : حدّثني أبي قال : حدّثني أبو عبد الرّحمن عبد الله بن أحمد قال : حدّثنا داود بن عمر بن زاهر ابن المسيب قال : حدّثنا صالح بن أبي الأسود عن الحسين بن عبد الله عن أبي الضحى عن زيد بن ارقم قال : خطبنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال بعد ما حمد الله وأثنى عليه : «أوصيكم عباد الله بتقوى الله الذي لا تستغني عنه العباد ، فإن من رغب في التقوى زهد في الدنيا ، واعلموا أن الموت سبيل العالمين ومصير الباقين ، يختطف المقيمين ولا

__________________

(١) في المصدر : سعر بن كدام.

(٢) كفاية الأثر : ٣٤.

(٣) كفاية الأثر : ١٥١.

(٤) كفاية الأثر : ٩٧.

٢٨٤

يعجزه لحاق الهاربين ، يهدم كل لذة ويزيل كل نعمة ويشبع كل بهجة ، والدنيا دار الفناء ولأهلها منها الجلاء ، وهي حلوة خضرة قد عجلت للطالب ، فارتحلوا عنها يرحمكم الله بخير ما يحضر بكم من الزاد ، ولا تطلبوا منها أكثر من البلاغ ، ولا تمدوا أعينكم منها إلى ما متع به المترفون.

ألا إن الدنيا قد تنكرت وأدبرت واخلولقت واذنت بوداع ، وان الآخرة قد رحلت واقبلت باطلاع، معاشر الناس كاني على الحوض يرد قوم عليّ منكم وستؤخر أناس من دوني فأقول : يا رب مني ومن أمتي ، فيقال : هل شعرت بما عملوا بعدك؟ والله ما برحوا بعدك يرجعون على أعقابهم ، أيها الناس أوصيكم في عترتي وأهل بيتي خيرا فإنهم مع الحق والحق معهم ، وهم الأئمة الراشدون بعدي والأمناء المعصومون» فقام إليه عبد الله بن العباس فقال : يا رسول الله كم الأئمة بعدك قال : «عدد نقباء بني إسرائيل وحواري عيسى تسعة من صلب الحسين ، ومنهم مهدي هذه الأمة» (١).

الحديث التاسع والأربعون : ابن بابويه قال : حدّثنا محمد بن عبد الله الشيباني رحمه‌الله قال : حدّثنا صالح بن أحمد بن [أبي] مقاتل عن زكريا عن سليمان بن جعفر الجعفري قال : حدّثنا مسكين بن عبد العزيز عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إن الصدقة لا تحل لي ولا لأهل بيتي» فقلنا : يا رسول الله ومن أهل بيتك قال : «أهل بيتي عترتي من لحمي ودمي ، هم الأئمة بعدي عدد نقباء بني إسرائيل» (٢).

الحديث الخمسون : ابن بابويه قال : حدّثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي السمرقندي قال : حدّثنا جعفر بن محمد بن مسعود عن أبيه قال : حدّثنا جبرائيل بن أحمد عن موسى بن جعفر البغدادي قال : حدّثنا الحسن بن محمد الصيرفي عن حنان بن سدير عن أبيه سدير بن حكيم عن أبيه عن أبي سعيد عقيصا قال : لما صالح الحسن بن علي بن أبي طالب معاوية بن أبي سفيان دخل عليه الناس فلامه بعضهم على بيعته فقال : «ويحكم ما تدرون ما عملت ، والله الذي عملت خيرا لشيعتي مما طلعت عليه الشمس أو غربت ، ألا تعلمون أني إمامكم ومفترض الطاعة عليكم وأحد سيدي شباب أهل الجنة بنص من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عليّ؟» قالوا : بلى قال : «أو ما علمتم أن الخضر لما خرق السفينة واقام الجدار وقتل الغلام كان ذلك سخطا لموسى بن عمران أن خفي عليه وجه الحكمة في ذلك ، وكان ذلك عند الله تعالى حكمة وصوابا ، أفما علمتم أنه ما منا أحد الا ويقع في عنقه بيعة لطاغية زمانه إلا القائم الذي يصلي خلفه روح الله عيسى ابن مريم عليه‌السلام ، فإن

__________________

(١) كفاية الأثر : ١٠٤.

(٢) كفاية الأثر : ٨٩.

٢٨٥

الله عزوجل يخفي ولادته ويغيب شخصه لئلّا يكون لأحد في عنقه بيعة ، إذا خرج ذلك التاسع من ولد الحسين ابن سيدة الإماء يطيل عمره في غيبته ، ثم يظهر بقدرته في صورة شاب دون أربعين سنة ، ذلك ليعلم أن الله على كل شيء قدير» (١).

وهذا الباب وسيع الذيل من طريق الخاصة يطيل بالكثير منه الكتاب ، نقتصر في هذا الباب على هذا القدر ، ومن أراد الزيادة فعليه بكتابنا كتاب الانصاف والنص على الأئمة الاثني عشر من آل محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله الاشراف ، فقد اشتمل على ما يزيد على أربعمائة حديث من طريق الخاصة والعامة من النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله.

__________________

(١) كفاية الأثر : ٢٢٥.

٢٨٦

الباب السادس والعشرون

في أمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بالاقتداء بعلي بن أبي طالب

والأئمة عليهم‌السلام من آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله

من طريق العامة وفيه اثنين وعشرون حديثا

الحديث الأول : إبراهيم بن محمد الحمويني من أعيان علماء العامة قال : أخبرني الخطيب نجم الدين بن عبد الله أبي السعادات بن منصور بن أبي السعادات البابصري بقراءتي عليه ببغداد بجامع المنصور ، أنبأنا الشيخ الإمام أحمد بن يعقوب بن عبد الله المارستاني سماعا قال : أنبأنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد المعروف بابن البطي إجازة إن لم يكن سماعا قال : أنبأنا أبو الفضل حمد بن أحمد الأصبهاني قال : أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ قال : حدثنا محمد بن المظفر قال : نبأنا محمد بن جعفر بن عبد الرحيم ، نبأنا أحمد بن محمد بن يزيد بن سليم ، نبأنا عبد الرّحمن بن عمران بن أبي ليلى أخو محمد بن عمران ، نبأنا يعقوب بن موسى الهاشمي عن ابن أبي رواد عن إسماعيل بن أمية عن عكرمة عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «من سرّه أن يحيى حياتي ويموت مماتي ويسكن جنّة عدن غرسها ربي فليوال عليا من بعدي وليوال وليه وليقتد بالأئمة من بعدي فإنهم عترتي خلقوا من طينتي ورزقوا فهما وعلما ، ويل للمكذبين بفضلهم من أمتي ، القاطعين فيهم صلتي لا أنالهم الله شفاعتي» (١).

الحديث الثاني : إبراهيم بن محمد الحمويني هذا قال : عن السيد السند النقاب النقيب الاطهر الازهر الأفضل الاكمل الحسيب النسيب ، شرف العترة المجدة الطاهرة عزة جبين عزة الطهارة والأسرة العلوية الزاهرة الذي شرفني بمواخاته في الله فافتخر بإخائه وأحد ما ذخر ليوم العرض على الله تعالى ولقائه جمال الدين أحمد بن موسى بن جعفر بن طاوس الحسني الجلي الحلي شريف اخلاقه من كل ما يتطرق إليها به ذام وعاب الحلي أنوار فضائله وآثار بركاته التي تتحلى بها الزمان وميامنها بتخلي غيوم الحلي وتنخاب ، أفاض الله تعالى عليه وعلى سلفه سحائب لطفه ورضوانه واسكنه وذريته الكريمة واسع فضله غرف جناته ، قراءة عليه وأنا أسمع بداره بمحلة

__________________

(١) فرائد السمطين : ١ / ٥٣ / ب ٥ / ح ١٨.

٢٨٧

عجلان بالحلة السيفية الزيدية يوم الخميس ثاني عشر ذي قعدة سنة إحدى وسبعين وستمائة قال : أنبأنا الشيخ نجيب الدين محمد بن أبي غالب عن أبي محمد جعفر بن أبي الفضل بن شعرة عن نجم الدين عبد الله بن جعفر الدورستي وعاش مائة وثماني عشرة سنة عن عماد الدين أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي كانت وفاته ـ رحمة الله عليه رحمة واسعة ـ سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة قال : نبأنا محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب ، أنبأنا أبو نصر منصور بن عبد الله بن إبراهيم الاصفهاني ، أنبأنا علي بن عبد الله الاسكندري ، أنبأنا أبو علي ابن أحمد بن علي بن المهدي الرقي ، أنبأنا أبي ، نبأنا علي بن موسى الرضا عليهما‌السلام التحية والثناء ، حدّثني أبي موسى بن جعفر عليه‌السلام عن أبيه جعفر بن محمد صلوات الله عليهما عن أبيه محمد بن علي عليهما‌السلام عن أبيه علي بن الحسين عليه‌السلام عن أبيه الحسين بن علي صلوات الله عليهما عن أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه وعليهم أجمعين قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «طوبى لمن أحبك وصدق بك وويل لمن أبغضك وكذب بك ، يا علي محبوك معروفون في السماء السابعة والأرض السابعة السفلى وما بين ذلك ، هم أهل الدين والورع والسمت الحسن والتواضع لله عزوجل ، خاشعة أبصارهم وجلة قلوبهم لذكر الله ، وقد عرفوا حق ولايتك وألسنتهم ناطقة بفضلك وأعينهم ساكنة تحننا عليك وعلى الأئمة من ولدك ، يدينون الله بما أمرهم به وأولو الأمر في كتابه وجاءهم به البرهان من سنة نبيه عاملون بما يأمرهم به وأولو الأمر منهم ومتواصلون غير متقاطعين ، متحابون غير متباغضين ، إن الملائكة لتصلي عليهم وتؤمن على دعائهم وتستغفر للمذنب منهم وتشهد حضرته وتستوحش لفقده إلى يوم القيامة» (١)

الحديث الثالث : الحمويني هذا قال : أخبرني الشيخ الإمام فخر الدين أبو الحسن علي بن أحمد ابن الحسن المقري إجازة ، أنبأنا الحافظ الإمام أحمد بن عبد الله أبو نعيم قال : أنبأنا سليمان بن أحمد ، نبأنا سعيد بن علي الرازي ، نبأنا إبراهيم بن عيسى التنوخي عن زياد بن مطرف عن زيد بن أرقم قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «من أحب أن يحيى حياتي ويموت موتي ويسكن جنة الخلد التي وعدني ربي وان ربي عزوجل غرس قضبانها بيده فليتولّ علي بن أبي طالب ، فإنه لن يخرجكم من هدى ولن يدخلكم في ضلالة».

الحديث الرابع : إبراهيم الحمويني هذا قال : كتب إلي الشيخ عز الدين أحمد بن إبراهيم [الفاروثي] أنّ أبا طالب عبد الرّحمن الهاشمي نقيب العباسيين بواسط أخبره إجازة عن شاذان

__________________

(١) البحار : ٦٥ / ١٥٠.

٢٨٨

القمي بقراءته عليه عن محمد بن عبد العزيز عن محمد بن أحمد بن علي قال : أخبرنا القاضي أبو سهل عبد الله بن محمد بن عمرو بن عزيزة بقراءتي عليه قال : نبأنا محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن هارون قال : نبأنا أحمد بن موسى الحافظ قال : نبأنا علي بن إبراهيم بن حماد [قال : حدثنا إسماعيل بن محمد بن دينار قال : حدثنا الحسن بن الحسين العبدي] قال : نبأنا الأعمش عن إبراهيم عن علقمة والأسود قالا : اتينا أبا أيوب الأنصاري فقلنا له : يا أبا أيوب إن الله تعالى أكرمك بنبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله فيا لك من فضيلة من الله فضّلك بها ، أخبرنا بمخرجك مع علي عليه‌السلام تقاتل أهل لا إله إلّا الله ، فقال أبو أيوب، فإني اقسم لكما بالله لقد كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله معي في هذا البيت الذي أنتما فيه معي وما في البيت غير رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وعلي جالس عن يمينه وانا جالس عن يساره وأنس قائم بين يديه إذ حرّك الباب فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا أنس افتح لعمّار الطيب المطيّب ، ففتح أنس الباب ودخل عمار فسلم على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فرحّب به ثم قال لعمار : «إنه سيكون في أمتي من بعدي هنات حتى يختلف السيف فيما بينهم وحتى يقتل بعضهم بعضا وحتى يبرأ بعضهم من بعض ، فإذا رأيت ذلك فعليك بهذا الاصلع عن يميني يعني علي بن أبي طالب ، فإن سلك الناس كلهم واديا وسلك عليّ واديا فاسلك وادي علي بن أبي طالب وخلّ عن الناس : يا عمار إنّ عليا عليه‌السلام لا يردّك عن هدى ولا يدلك على ردى ، يا عمار طاعة علي طاعتي وطاعتي طاعة الله عزوجل» (١).

الحديث الخامس : الحمويني هذا قال : أنبأني الشيخ أحمد بن إبراهيم بن عمر الفاروثي ، أنبأنا أبو طالب الهاشمي اذنا ، أنبأنا شاذان بن جبرائيل القمي بقراءتي عليه ، أنبأنا محمد بن عبد العزيز القمي ، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن أحمد النطنزي قال : أنبأنا الاستاذ الإمام شيخ الإسلام أبو محمد حمد بن الفضل ، قال : أنبأنا أبو منصور شجاع بن علي المصقلي الشيباني قال : نبأنا إبراهيم بن عبد الله بن خورشيد قوله : حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الحافظ قال : حدّثنا محمد بن عبيد والحسن بن علي بن بزيع قالا : حدّثنا محمد بن عمران بن أبي ليلى قال : حدّثنا حبيب بن أبي راشد عن الأعمش عن أبي وائل عن حذيفة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «علي طاعته طاعتي ومعصيته معصيتي»(٢).

الحديث السادس : الحمويني هذا من أعيان علماء العامة قال : أخبرني الإمام نجم الدين عيسى ابن الحسين الطبري إجازة بجميع كتاب مقتل الحسين بن علي عليه‌السلام قال : أخبرني السيد النقيب الحسيب النسيب ركن الدين أبو طالب يحيى بن الحسن الحسيني البطحائي عن الإمام جمال

__________________

(١) فرائد السمطين : ١ / ١٧٨ / ب ٣٦ / ح ١٤١.

(٢) فرائد السمطين : ١ / ١٧٨ / ب ٣٦ / ح ١٤٢.

٢٨٩

الدين بن معين عن مصنفه أخطب خوارزم أبي المؤيد الموفّق بن أحمد المكّي قال : وذكر الإمام محمد بن أحمد بن علي بن شاذان عن محمد بن زياد عن حميد بن صالح عن جعفر بن محمد قال : حدّثني أبي عن أبيه عن الحسين بن علي صلوات الله عليهم قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «فاطمة بهجة قلبي ، وابناها ثمرة فؤادي ، وبعلها نور بصري ، والأئمة من ولدها أمناء ربي وحبله الممدود بينه وبين خلقه ، من اعتصم بهم نجا ومن تخلف عنهم هوى» (١).

الحديث السابع : الحمويني هذا ، أخبرني المشايخ الجلة من أهل الحلة السيدان الامامان جمال الدين أحمد بن موسى بن طاوس الحسيني وجلال الدين عبد الحميد بن فخار بن معد بن فخار الموسويعليهما‌السلام والرحمة والإمام العلامة نجم الدين أبو القاسم جعفر بن الحسن بن يحيى بن سعيد رحمه‌الله عليهم بروايتهم عن السيد الإمام شمس الدين شيخ الشرف فخار بن محمد الدورستي عن أبيه عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن أبويه القمي قدس الله ارواحهم قال : حدّثنا علي بن أحمد بن عبد الله بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه عن جده أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عن محمد بن خالد عن غياث بن إبراهيم عن ثابت بن دينار عن سعد بن طريف عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي بن أبي طالب عليه‌السلام : «يا علي انا مدينة الحكمة وأنت بابها ولن تؤتى المدينة إلّا من قبل الباب ، وكذب من زعم أنه يحبني ويبغضك ، إنك مني وأنا منك ، لحمك من لحمي ودمك من دمي وروحك من روحي وسريرتك من سريرتي وعلانيتك من علانيتي وأنت إمام أمتي وخليفتي عليها بعدي ، سعد من أطاعك وشقى من عصاك وربح من تولاك وخسر من عاداك ، فاز من لزمك وهلك من فارقك، مثلك ومثل الأئمة من ولدك بعدي مثل سفينة نوح من ركب فيها نجا ومن تخلف عنها غرق ، ومثلكم كمثل النجوم كلما غاب نجم طلع نجم إلى يوم القيامة» (٢)

الحديث الثامن : إبراهيم الحمويني هذا قال : أخبرني السيد النسابة جلال الدين عبد الحميد عن أبيه الإمام شمس الدين شيخ الشرف فخار بن معد بن فخار الموسوي عن شاذان بن جبرائيل القمي عن جعفر بن محمد الدورستي عن أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه رضى الله عنه قال : حدّثنا أبي رضى الله عنه قال : حدّثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليماني عن أبي الطفيل عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال رسول

__________________

(١) فرائد السمطين : ٢ / ٦٦ / ب ١٥ / ح ٣٩٠.

(٢) ينابيع المودة : ١ / ٩٥ ، وفرائد السمطين : ٢ / ٤٢٣ ح ٥١٧.

٢٩٠

الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لأمير المؤمنين عليه‌السلام : «اكتب ما أملي عليك ، قال : يا نبي الله وتخاف عليّ النسيان! قال : لا وقد دعوت الله تعالى أن يحفظك ولا ينسيك ، ولكن اكتب لشركائك قال : قلت ومن شركائي يا نبي الله ، قال : الأئمة من ولدك بهم تسقى أمتي الغيث وبهم يستجاب دعاؤهم وبهم يصرف الله عنهم البلاء وبهم ينزل الرحمة من السماء ، وهذا أولهم ، وأومى بيده إلى الحسن عليه‌السلام ثم أومى بيده إلى الحسينعليه‌السلام ثم قال عليه وآله السلام : والأئمة من ولده» (١).

الحديث التاسع : أبو الحسن الفقيه محمد بن أحمد بن شاذان من طريق العامة من الفضائل المائة لعلي عليه‌السلام وأهل البيت من طريق العامة عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إن الله تعالى لما خلق السموات والأرض دعاهن فأجبن فعرض عليهن نبوتي وولاية علي بن أبي طالب فقبلنها ، ثم خلق الله الخلق وفوض إلينا أمر الدين ، فالسعيد من سعد بنا والشقي من شقى بنا ، ونحن المحلّون لحلاله المحرمون لحرامه» (٢).

الحديث العاشر : ابن شاذان هذا من طريق العامة عن عبد الله بن عمر قال سألنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عن علي بن أبي طالب فغضبت فقال : «ما لأقوام يذكرون من له منزلة عند الله كمنزلتي ومقام كمقامي إلّا النبوة ، ألا من أحب عليا فقد أحبني ومن رضي الله عنه كافاه بالجنة ، ألا ومن أحب عليا استغفرت له الملائكة وفتحت له أبواب الجنة يدخل من أي باب شاء بغير حساب ، ألا ومن أحب عليا أعطاه الله كتابه بيمينه وحاسبه حسابا يسيرا حساب الأنبياء ، ألا ومن أحب عليا لا يخرج من الدنيا حتى يشرب من الكوثر ويأكل من شجرة طوبى ويرى مكانه من الجنة ، ألا ومن أحب عليا يهوّن الله عليه سكرات الموت وجعل قبره روضة من رياض الجنة ، ألا ومن أحب عليا أعطاه الله في الجنة بكل عرق في بدنه حورا وشفعه في ثمانين من أهل بيته ، وله بكل شعرة على بدنه مدينة في الجنة ، ألا ومن عرف عليا وأحبه بعث الله له ملك الموت بما يبعث إلى الأنبياء ودفع عنه اهوال منكر ونكير ونوّر قبره وفسحه مسيرة سبعين عاما وبيض وجهه يوم القيامة.

ألا ومن أحب عليا تقبل الله حسناته ويتجاوز عن سيئاته وكان في الجنة رفيق حمزة سيد الشهداء، ألا وإن من أحب عليا ثبّت الله الحكمة في قلبه وأجرى على لسانه الصواب وفتح الله عليه أبواب الرحمة ، ألا ومن أحب عليا ناداه ملك من تحت العرش أن يا عبد الله استأنف العمل قد غفر الله لك الذنوب كلها ، ألا ومن أحب عليا جاء يوم القيامة وجهه كالقمر ليلة البدر ، ألا ومن أحب عليا وضع الله على رأسه تاج الكرامة والبسه حلل العز ، ألا ومن أحب عليا مرّ على الصراط

__________________

(١) الإمامة والتبصرة : ٥٤ ح ٣٨.

(٢) مائة منقبة : ٢٥ / المنقبة ٧.

٢٩١

كالبرق الخاطف ولم ير صعوبة المرور ، ألا ومن أحب عليا كتب الله له براءة من النار وبراءة من النفاق وجوازا على الصراط وأمانا من العذاب ، ألا ومن أحب عليا لا ينشر له ديوان ولا ينصب له ميزان وقيل له : ادخل الجنة بغير حساب ، ألا ومن مات على حب آل محمد صافحته الملائكة وزارته أرواح الأنبياء وقضى الله له كل حاجة كانت له عند الله ، ألا ومن مات على بغض آل محمد مات كافرا ومن مات على حب آل محمد مات على الإيمان وكنت انا كفيله بالجنة» (١).

الحديث الحادي عشر : ابن شاذان هذا من طريق العامة عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «علي مني كدمي من بدني ، من تولاه رشد ومن أحبه نهج ومن تبعه نجا ، عليّ رابع الأربعة في الفردوس أنا والحسن والحسين وعلي بن أبي طالب عليهم‌السلام» (٢).

الحديث الثاني عشر : ابن شاذان من طريق العامة عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إذا كان يوم القيامة يقعد علي بن أبي طالب على الفردوس ـ وهو جبل قد علا على الجنة وفوقه عرش رب العالمين ومن صفحه (٣) تتفجر أنهار الجنة وتتفرق في الجنان ـ وهو جالس على كرسي من نور يجري من بين يديه التسنيم ، لا يجوز على الصراط أحد إلا ومعه براءة بولايته وولاية أهل بيته ، يشرف على الجنة فيدخل محبيه الجنة ومبغضيه النار» (٤).

الحديث الثالث عشر : ابن شاذان من طريق العامة عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «ليلة أسري بي إلى السماء السابعة سمعت نداء من تحت العرش أن عليا راية الهدى وحبيب من يؤمن بي بلّغ عليا ، فلما نزل من السماء نسي ذلك فأنزل الله تعالى (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ) (في علي) (وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ) (٥) الآية» (٦).

الحديث الرابع عشر : ابن شاذان من طريق العامة عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «لما عرج بي إلى السماء انتهى بي السير مع جبرائيل إلى السماء الرابعة فرأيت بيتا من ياقوت أحمر فقال جبرائيل : يا محمد هذا البيت المعمور خلقه الله تعالى قبل خلق السموات والأرضين بخمسين ألف عام ، قم يا محمد فصلّ إليه ، قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : وجمع الله النبيين فصفّهم جبرائيل ورائي صفا فصليت بهم ، فلما سلّمت أتاني آت من عند ربي فقال لي : يا محمد ربك يقرئك السلام ويقول لك : سل الرسل على ما ذا أرسلتم من قبلك؟ فقلت : معاشر الرسل على ما ذا بعثكم

__________________

(١) مائة منقبة : ٦٥ ـ ٦٦ / المنقبة ٣٧ بتفاوت.

(٢) مائة منقبة : ٦٩ / المنقبة ٣٨.

(٣) في المصدر : سفحة.

(٤) مائة منقبة : ٨٦ / المنقبة ٥٢.

(٥) المائدة : ٧٦.

(٦) مائة منقبة : ٩٠ / المنقبة ٥٦.

٢٩٢

ربي قبلي؟ فقالت الرسل : على ولايتك وولاية علي بن أبي طالب ، وهو قوله : واسئل من أرسلنا من قبلك من رسلنا» (١).

الحديث الخامس عشر : ابن شاذان من طريق العامة عن سعيد بن جنادة يذكر أنه سمع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : «علي بن أبي طالب سيّد العرب ، فقال : أنا سيد ولد آدم وعلي سيد العرب من أحبه وتولاه أحبه الله وهداه ومن أبغضه وعاداه أصمه الله وأعماه ، عليّ حقه كحقي وطاعته كطاعتي غير أنه لا نبي بعدي ، من فارقه فارقني ومن فارقني فارق الله تعالى ، أنا مدينة الحكمة وهي الجنة وعليّ بابها ، فكيف يهتدي المهتدي إلى الجنة إلا من بابها؟ عليّ خير البشر من أبى فقد كفر» (٢).

الحديث السادس عشر : ابن شاذان من طريق العامة عن جعفر بن محمد الصادق عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين عليه‌السلام أنه كان جالسا في الرحبة والناس حوله ، فقام إليه رجل فقال لأمير المؤمنين انك بالمكان الذي أنزل الله تعالى وأبوك معذب في النار فقال له : «مه فض الله فاك والذي بعث محمدا بالحق نبيا ، لو شفع أبي في كل مذنب على وجه الأرض لشفعه الله ، فتقول : أبي معذب في النار ، وابنه قسيم الجنة والنار ، والذي بعث محمدا بالحق نبيا إن نور أبي طالب يوم القيامة ليطفي نور الخلائق إلّا خمسة أنوار : نور محمد ونور فاطمة ونور الحسن والحسين ونور ولده من الأئمة ألا إن نوره من نورنا ، خلقه الله من قبل خلق آدم بألفي عام» (٣).

الحديث السابع عشر : أبو المؤيد موفق بن أحمد من أعيان علماء العامة قال : أخبرني شهردار إجازة ، أخبرني أحمد بن خلف إجازة ، حدّثنا محمد بن خالد بن عبد الله بن محمد ، حدّثنا علي بن جابر ، حدّثنا محمد خالد بن عبد الله ، حدّثنا محمد بن فضل ، حدّثنا محمد بن سوقة عن إبراهيم عن الأسود عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «أتاني ملك فقال لي يا محمد سل من أرسلنا قبلك من رسلنا على ما بعثوا؟ قال : على ولايتك وولاية علي بن أبي طالب رضي الله عنه» (٤).

الحديث الثامن عشر : موفق بن أحمد قال : ذكر الإمام محمد بن أحمد بن علي بن الحسين بن شاذان ، حدّثنا محمد بن مرو عن الحسن بن علي العاصمي عن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب عن جعفر بن سليمان الضبعي عن سعد بن طريف عن الأصبغ قال : سئل سلمان الفارسي رضي الله عنه عن علي بن أبي طالب وفاطمة رضي الله عنهما ، يقول : سلمان سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله

__________________

(١) مائة منقبة : ١٥٠ / المنقبة ٨٢.

(٢) مائة منقبة : ١٧٠ / المنقبة ٩٤.

(٣) مائة منقبة : ١٧٥ / المنقبة ٩٨.

(٤) المناقب : ٣١٢.

٢٩٣

يقول : «عليكم بعلي بن أبي طالب فإنه مولاكم فأحبوه ، وكبيركم فاتبعوه ، وعالمكم فأكرموه ، وقائدكم إلى الجنة فعزروه ، وإذا دعاكم فأجيبوه وإذا أمركم فأطيعوه ، أحبوه بحبي وأكرموه بكرامتي ، وما قلت لكم في عليّ إلّا بما أمرني ربي جلت عظمته» (١).

الحديث التاسع عشر : ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة من أعيان علماء العامة من المعتزلة عن صاحب كتاب حلية الاولياء قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «من سره أن يحيا حياتي ويموت مماتي ويسكن جنة عدن التي غرسها فليتولّ عليا من بعدي ويقتدي بالأئمة من بعدي ، فإنهم عترتي خلقوا من طينتي ورزقوا فهما وعلما ، فالويل للمكذبين من أمتي القاطعين فيهم صلتي لا أنالهم الله شفاعتي» (٢).

الحديث العشرون : ابن أبي الحديد في الشرح قال شيخنا أبو عثمان رحمه‌الله يعني الجاحظ قال : قال أبو عبيدة عن جعفر بن محمد عن آبائه عن علي عليه‌السلام في خطبته له عليه‌السلام لما بويع بالمدينة : «ألا إن أبرار عترتي وأطائب أرومتي أحلم الناس صغارا وأعلم الناس كبابا ، ألا وإنّا أهل بيت من علم الله علمنا وبحكم الله حكمنا ومن قول صادق سمعنا ، فإن تتبعوا آثارنا تهتدوا ببصائرنا ، وإن لم تفعلوا يهلككم الله بأيدينا ، معنا راية الحق ، من تبعها لحق ومن تأخر عنها غرق ، ألا وبنا يدرك كل مؤمن ، وبنا يخلع ربقة الذل من أعناقكم ، وبنا فتح الله لا بكم ، وبنا يختم الله لا بكم» (٣).

وقال ابن أبي الحديد وقوله في اخرها : وبنا يختم الله لا بكم» إشارة إلى المهدي الذي يظهر في آخر الزمان وقال : قال علي عليه‌السلام : «نحن النمرقة الوسطى بها يلحق التالي وإليها يرجع القالي».

الحديث الحادي والعشرون : ابن أبي الحديد في الشرح قال : روي أن أبا جعفر محمد بن علي الباقر عليه‌السلام قال لبعض أصحابه : يا فلان ما لقينا من ظلم قريش إيانا وتظاهرهم علينا وما لقي شيعتنا ومحبونا من الناس ، أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقد أخبر أنا أولى الناس بالناس فتمالت علينا قريش حتى أخرجت الأمر من معدنه ، واحتجت على الأنصار بحقنا وحجتنا ، ثم تداولتها قريش واحد بعد واحد حتى رجعت إلينا فنكثت بيعتنا ونصبت الحرب لنا ولم يزل صاحب الأمر في صعود كئود حتى قتل فبويع الحسن ابنه وعوهد ، ثم غدر به وأسلم ووثب عليه أهل العراق حتى طعن بخنجر في جنبه وانتهبت عسكره ، وعولجت خلاليل أمهات أولاده فوادع معاوية وحقن دمه ودماء أهل بيته وهم قليل حق قليل ، ثم بايع الحسينعليه‌السلام من أهل العراق عشرون ألفا ثم غدر به وخرجوا عليه

__________________

(١) المناقب : ٣١٦.

(٢) شرح النهج لابن أبي الحديد : ٩ / ١٧٠.

(٣) شرح النهج لابن أبي الحديد : ١ / ٢٧٦.

٢٩٤

وبيعته في اعناقهم فقتلوه ، ثم لم يزل أهل البيت تستذل وتستظام وتقتضي وتمتهن وتحرم وتقتل وتخاف ولاءنا من على دمائنا ودماء أولادنا ، ووجد الكاذبون الجاحدون لكذبهم وجحودهم موضعا يتقربون إلى أوليائهم وقضاة السوء وعمال السوء في كل بلدة ، فحدثوهم بالأحاديث الموضوعة المكذوبة ، ورووا عنا ما لم نقله ولم نفعله ليبغضونا إلى الناس ، وكان عظم ذلك وكبره زمن معاوية بعد موت الحسن ، فقتلت شيعتنا بكل بلدة وقطعت الأيدي والأرجل على الظنة ، وكان من ذكر محبتنا والانقطاع إلينا سجن أو نهب ماله أو هدمت داره ، ثم لم يزل البلاء يشتد ويزداد إلى زمن عبيد الله بن زياد قاتل الحسين عليه‌السلام ، ثم جاء الحجاج فقتلهم كل قتلة وأخذهم بكل ظنة وتهمة حتى إن الرجل ليقال له زنديق أو كافر أحب إليه من أن يقال شيعة علي ، وحتى صار الرجل الذي يذكر بالخير ولعله يكون ورعا صدوقا يحدّث بأحاديث عظيمة من تفضيل من قد سلف من الولاة ، ولم يخلق الله تعالى شيئا منها ولو كانت ولا وقعت، وهو يحسب أنها حق لكثرة من قد رواها ممن لم يعرف بكذب ولا بقلة ورع (١).

الحديث الثاني والعشرون : أبو المؤيد بن أحمد قال : أخبرنا أخي شمس الأئمة أبو الفرج محمد ابن أحمد المكي ، أخبرنا الإمام الزاهد أبو محمد إسماعيل بن علي ـ إجازة ـ ، حدّثنا السيد الإمام الأجل المرشد بالله الحسين يحيى بن الموفق ، أخبرنا أبو طاهر محمد بن علي بن محمد بن يوسف الواعظ بن العلاف ، أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن محمود بن حماد المعروف بأبي هيثم ، أخبرنا أبو محمد القاسم بن جعفر بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب ، حدّثني أبو جعفر بن محمد عن أبيه عن محمد بن علي الباقر عن أبيه علي بن الحسين سيد العابدين عن أبيه الحسين الشهيد رضي الله عنهم أجمعين قال : سمعت جدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : «من أحبّ أن يحيى حياتي ويموت ميتتي ويدخل الجنّة التي وعدني ربّي فليتولّ علي بن أبي طالب وذريّته الطاهرين ، أئمة الهدى ومصابيح الدّجى من بعده ، فإنّهم لن يخرجوكم من باب الهدى إلى باب الضّلالة» (٢).

__________________

(١) شرح النهج لابن أبي الحديد : ١١ / ٤٣.

(٢) مناقب الخوارزمي : ٧٥ ح ٥٥ ، والمنتخب من ذيل المذيل للطبري : ٨٣.

٢٩٥

الباب السابع والعشرون

في أمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بولاية علي عليه‌السلام والاقتداء بالأئمة عليهم‌السلام من آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله

من طريق الخاصة وفيه سبعة وعشرون حديثا

الحديث الأول : ابن بابويه في أماليه قال : حدّثنا الحسن بن أحمد بن إدريس ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدّثنا إبراهيم بن هاشم عن محمد بن سنان قال : حدّثنا أبو الجارود زياد بن المنذر عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «ولاية علي بن أبي طالب ولاية الله وحبّه عبادة الله واتباعه فريضة الله وأولياؤه أولياء الله وأعداؤه أعداء الله وحربه حرب الله وسلمه سلم الله عزوجل» (١).

الثاني : ابن بابويه قال : حدّثنا محمد بن موسى بن المتوكّل رضى الله عنه قال : حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي قال : حدّثنا موسى بن عمران النخعي عن عمّه الحسين بن يزيد النوفلي عن عليّ بن سالم عن أبيه عن ثابت بن أبي صفيّة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «من سرّه أن يجمع الله له الخير كلّه فليوال عليّا بعدي وليوال أولياءه وليعاد أعدائه (٢)».

الثالث : ابن بابويه أحمد بن الحسن القطان قال : حدّثنا العباس بن الفضل قال : حدّثنا أبو زرعة قال : حدّثنا عثمان بن محمد بن أبي شيبة العبسي قال : حدثنا عبد الله بن نمير عن الحارث بن حصيرة عن أبي سليمان زيد بن وهب عن عبد الله بن عبّاس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «ولايتي وولاية أهل بيتي أمان من النار» (٣).

الرابع : ابن بابويه قال : حدّثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطّار قال : حدّثنا أبي عن جعفر بن محمد الفزاري عن عبّاد بن يعقوب عن منصور بن نويرة عن أبي بكر بن عيّاش عن أبي قدامة الغداني قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «من منّ الله عليه بمعرفة أهل بيتي وولايتهم فقد جمع الله له الخير كلّه» (٤).

الخامس : ابن بابويه قال : حدّثنا محمد بن موسى المتوكّل رضي الله عنه قال : حدّثنا محمد بن أبي عبد الله

__________________

(١) أمالي الصدوق : ٨٥ / المجلس ٩ / ح ٣.

(٢) أمالي الصدوق : ٥٦٠ / المجلس ٧٢ / ح ٧.

(٣) أمالي الصدوق : ٥٦٠ / المجلس ٧٢ / ح ٨.

(٤) أمالي الصدوق : ٥٦٠ / المجلس ٧٢ / ح ٩.

٢٩٦

الكوفي قال : حدّثنا موسى بن عمران النخعي عن عمّه الحسين بن يزيد النوفلي عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير قال : قال الصادق جعفر بن محمد عليه‌السلام : «من أقام فرائض الله واجتنب محارم الله واحسن الولاية لأهل بيت نبي الله وتبرأ من أعداء الله عزوجل فليدخل من أي أبواب الجنّة الثمانية شاء»(١).

السادس : ابن بابويه قال : حدّثنا الحسين بن علي بن شعيب الجوهري رضى الله عنه قال : حدّثنا عيسى ابن محمد العلوي قال : حدّثنا الحسين بن الحسن الحيري بالكوفة قال : حدّثنا الحسن بن الحسين العرني عن عمرو بن جميع عن أبي المقدام قال : قال جعفر بن محمد عليه‌السلام : «نزلت هاتان الآيتان في أهل ولايتنا وأهل عداوتنا ، (فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ) يعني في قبره (وَجَنَّةُ نَعِيمٍ) في الآخرة (وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ) يعني في قبره (وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ) (٢) يعني في الآخرة» (٣).

السابع : ابن بابويه قال : حدّثنا علي بن عبد الله الورّاق قال : حدّثنا سعد بن عبد الله بن أبي خلف الأشعري قال : حدّثنا الهيثم بن أبي مسروق النهدي عن الحسين بن علوان عن عمرو بن خالد عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : «سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : أنا سيّد ولد آدم وأنت يا علي والأئمة من ولدك سادة أمتي من أحبّنا فقد أحبّ الله ، ومن أبغضنا فقد أبغض الله ، ومن والانا فقد والى الله ومن عادانا فقد عاد الله ومن أطاعنا فقد اطاع الله ومن عصانا فقد عصى الله» (٤).

الثامن : ابن بابويه قال : حدّثنا محمد بن عمر قال : حدّثنا محمد بن حسين قال : حدّثنا أحمد ابن غنم بن حكيم قال : حدّثنا شريح بن مسلمة قال : حدّثنا إبراهيم بن يوسف عن عبد الجبار عن الأعشى الثقفي عن أبي صادق قال : قال لي علي عليه‌السلام : «هي لنا أو فينا هذه الآية (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ) (٥)» (٦).

التاسع : ابن بابويه قال : حدّثنا علي بن عيسى رضى الله عنه قال : حدّثنا علي بن محمد ماجيلويه قال : حدّثنا أحمد بن محمد بن خالد البرقي عن محمد بن حسّان السلمي عن محمد بن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عليهم‌السلام قال : «نزل جبرائيل على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : يا محمد السلام يقرئك

__________________

(١) أمالي الصدوق : ٥٦١ / المجلس ٧٢ / ح ١٠.

(٢) الواقعة : ٨٨ الى ٩٤.

(٣) أمالي الصدوق : ٥٦١ / المجلس ٧٢ / ح ١١.

(٤) أمالي الصدوق : ٥٦٣ / المجلس ٧٢ / ح ١٦.

(٥) القصص : ٥.

(٦) أمالي الصدوق : ٥٦٦ / المجلس ٧٢ / ح ٢٦.

٢٩٧

السلام ويقول : خلقت السماوات السبع ومن فيهن والأرضين السبع ومن عليهن وما خلقت موضعا أعظم من الركن والمقام ولو أن عبدا دعاني هناك منذ خلقت السماوات والأرضين ثم لقيني جاحدا لولاية علي بن أبي طالب لأكببته في سقر» (١).

العاشر : ابن بابويه قال : حدّثنا علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه محمد بن خالد قال : حدّثنا سهل بن المرزبان الفارسي قال : حدّثنا محمد بن منصور عن عبد الله بن جعفر عن محمد بن الفيض بن المختار عن أبيه عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عن أبيه عن جدّهعليهم‌السلام قال : «خرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ذات يوم وهو راكب وخرج علي عليه‌السلام وهو يمشي فقال له : يا أبا الحسن إمّا أن تركب وإمّا أن تنصرف فإن الله عزوجل أمرني أن تركب إذا ركبت وتمشي إذا مشيت وتجلس إذا جلست إلّا أن يكون حدّا من حدود الله لا بدّ لك من القيام والقعود فيه وما أكرمني الله بكرامة إلّا وقد أكرمك بمثلها وخصّني بالنّبوة والرسالة وجعلك وليّي في ذلك تقوم في حدوده وفي صعب أموره ، والذي بعث محمدا بالحقّ نبيّا ما آمن بي من أنكرك ولا أقرّ بي من جحدك ولا آمن بالله من كفر بك ، وإن فضلك لمن فضلي ، وأن فضلي لفضل الله ، وهو قول الله عزوجل : (قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) (٢) ففضل الله نبوّة نبيّكم ورحمته ولاية علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، فبذلك قال بالنبوّة والولاية (فَلْيَفْرَحُوا) يعني الشيعة (هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) يعني مخالفيهم من الأهل والمال والولد في دار الدنيا.

والله يا علي ما خلقت إلّا لتعبد ربك وليعرف بك معالم الدين ويصلح بك دارس السبيل ، ولقد ضلّ من ضلّ عنك ، ولن يهتدي إلى الله من لم يهتد إليك وإلى ولايتك ، وهو قول ربي عزوجل : (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى) (٣) يعني إلى ولايتك ، ولقد أمرني الله تبارك وتعالى أن أفترض من حقّك ما افترضه من حقي ، وإن حقّك لمفروض على من آمن بي ، ولولاك لم يعرف حزب الله وبك يعرف عدو الله ، ومن لم يلقه بولايتك لم يلقه بشيء ولقد أنزل الله عزوجل إلي (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ) يعني في ولايتك يا علي (وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ) (٤) ولو لم أبلّغ ما أمرت به من ولايتك لحبط عملي ، ومن لقي الله عزوجل بغير ولايتك فقد حبط عمله ، وعد ينجز لي وما أقول إلّا قول ربّي تبارك وتعالى إنّ الذي أقول لمن الله عزوجل

__________________

(١) أمالي الصدوق : ٥٧٢ / المجلس ٧٣ / ح ١٢.

(٢) يونس : ٥٨.

(٣) طه : ٨٢.

(٤) المائدة : ٦٧.

٢٩٨

أنزله فيك» (١).

الحادي عشر : ابن بابويه قال : حدّثنا محمد بن علي ماجيلويه قال : حدّثنا أبي عن أحمد بن محمد بن خالد البرقي عن أبيه عن خالد بن حمّاد الأسدي عن أبي الحسن العبدي عن الأعمش عن سالم بن أبي الجعد قال : سئل جابر بن عبد الله الأنصاري عن علي بن أبي طالب عليه‌السلام قال : «ذاك خير خلق الله من الأولين والآخرين ما خلا النبيّين والمرسلين ، إنّ الله لم يخلق خلقا بعد النبيين والمرسلين أكرم عليه من علي بن أبي طالب عليه‌السلام والأئمة من ولده بعده ، قلت : فما تقول فيمن يبغضه وينتقصه؟ فقال : لا يبغضه إلّا كافر ولا ينتقصه إلّا منافق ، قلت : فما تقول فيمن يتولّاه ويتولى الأئمة من ولده بعده؟ فقال : إن شيعة علي والأئمة من ولده هم الفائزون الآمنون يوم القيامة ، ثم قال : ما ترون لو أن رجلا خرج يدعو الناس إلى ضلالة من كان أقرب الناس منه؟ قالوا : شيعته وأنصاره» (٢).

الثاني عشر : ابن بابويه قال : حدّثنا أحمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم قدس‌سره قال : حدثني أبي عن جدي عن علي بن معبد عن الحسين بن خالد عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليه‌السلام عن أبيه موسى بن جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام قال : «قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أخبرني جبرائيل عليه‌السلام عن الله جلّ جلاله أنه قال : علي بن أبي طالب حجتي على خلقي وديّان ديني وأخرج من صلبه أئمة يقومون بأمري ويدعون إلى سبيلي بهم أدفع العذاب عن عبادي وإمائي وبهم أنزل رحمتي» (٣).

الثالث عشر : ابن بابويه قال : حدّثنا علي بن الحسين بن شاذويه قدس‌سره قال : حدّثنا محمد بن عبد الله ابن جعفر الحميري عن أبيه عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن سنان عن محمد ابن عبد الله بن زرارة عن عيسى بن عبد الله الهاشمي عن أبيه عن جدّه عن عمر بن أبي سلمة عن أمه أمّ سلمةقدس‌سره قالت : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : «علي بن أبي طالب والأئمة من ولده بعدي سادة أهل الأرض وقادة الغرّ المحجلين يوم القيامة» (٤).

الرابع عشر : ابن بابويه قال : حدّثنا أحمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم قدس‌سره قال : حدّثنا أبي عن أبيه عن محمد بن علي التميمي قال : حدثني سيدي علي بن موسى الرضا عن أبيه عن آبائه عليهم‌السلام

__________________

(١) أمالي الصدوق : ٥٨٢ / المجلس ٧٤ / ح ١٦.

(٢) أمالي الصدوق : ٥٨٦ / المجلس ٧٥ / ح ٤.

(٣) أمالي الصدوق : ٦٣٧ / المجلس ٨١ / ح ٧.

(٤) أمالي الصدوق : ٦٧٨ / المجلس ٨٥ / ح ٢٥.

٢٩٩

عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : «من سرّه أن ينظر إلى القضيب الأحمر الذي غرسه الله بيده ويكون متمسّكا به فليتولّ علي بن أبي طالب عليه‌السلام والأئمة من ولده فإنّهم خيرة الله عزوجل وصفوته وهم المعصومون من كل ذنب وخطيئة» (١).

الخامس عشر : محمد بن أحمد السّناني قدس‌سره قال : حدّثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي قال : حدّثنا موسى بن عمران النخعي عن عمّه الحسين بن يزيد عن علي بن سالم عن أبيه عن أبان بن عثمان عن أبان بن تغلب عن عكرمة عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «قال الله جلّ جلاله : لو اجتمع الناس كلّهم على ولاية علي ما خلقت النار» (٢).

السادس عشر : ابن بابويه قال : حدّثنا أبي قدس‌سره ومحمد بن الحسن قالا : حدّثنا سعد بن عبد الله قال : حدّثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن موسى بن القاسم البجلي عن جعفر بن محمد بن سماعة عن عبد الله بن مسكان عن الحكم بن الصلت عن أبي جعفر محمد بن علي عن آبائه عليهم‌السلام قال : «قال رسول الله : خذوا بحجزة هذا الأنزع ـ يعني عليا عليه‌السلام ـ فإنه الصّديق الأكبر وهو الفاروق يفرق بين الحقّ والباطل من أحبّه هداه الله ومن أبغضه أبغضه الله ، ومن تخلّف عنه محقه الله ، ومنه سبطا أمتي الحسن والحسين وهما ابناي ، ومن الحسين أئمة الهدى يعطيهم الله علمي وفهمي فتولوهم ولا تتخذوا وليجة من دونهم فيحل عليكم غضب من ربكم ومن يحلل عليه غضب من ربّه فقد هوى وما الحياة الدنيا إلّا متاع الغرور» (٣) ، (٤).

السابع عشر : ابن بابويه قال : حدّثنا الحسين بن إبراهيم بن تاتانة قدس‌سره قال : حدّثنا علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن هشام بن سالم عن عمّار بن موسى الساباطي عن أبي عبد الله الصادق عليه‌السلام : «إن أول ما يسأل عنه العبد إذا وقف بين يدي الله جلّ جلاله الصلوات المفروضات وعن الزكاة المفروضة وعن الصيام المفروض وعن الحج المفروض وعن ولايتنا أهل البيت فمن أقرّ بولايتنا ثم مات عليها قبلت منه صلاته وصومه وزكاته وحجّه ، وإذا لم يقرّ بولايتنا بين يدي الله جلّ جلاله لم يقبل الله عزوجل منه شيئا من أعماله» (٥).

الثامن عشر : ابن بابويه قال : حدّثنا محمد بن موسى بن المتوكل قدس‌سره قال : حدثني علي بن الحسين السعدآبادي عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه عن محمد بن سنان عن المفضل بن

__________________

(١) أمالي الصدوق : ٦٧٩ / المجلس ٨٥ / ح ٢٧.

(٢) أمالي الصدوق : ٧٥٥ / المجلس ٩٤ / ح ٧.

(٣) أمالي الصدوق : ٢٨٥ / المجلس ٣٨ / ح ٧.

(٤) أمالي الصدوق : ٧٧١ / المجلس ٣٨ / ح ٨.

(٥) أمالي الصدوق : ٣٢٨ / المجلس ٤٤ / ح ١١ واختصر المصنف.

٣٠٠