غاية المرام وحجّة الخصام - ج ٢

السيّد هاشم البحراني الموسوي التوبلي

غاية المرام وحجّة الخصام - ج ٢

المؤلف:

السيّد هاشم البحراني الموسوي التوبلي


المحقق: السيد علي عاشور
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مؤسسة التاريخ العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٦٩

الله قد باهى بك ملائكته» (١).

الخامس والثلاثون : ابن بابويه قال : حدّثنا محمد بن أحمد السناني رضى الله عنه قال : حدّثنا محمد بن جعفر الكوفي الأسدي قال : حدّثنا محمد بن إسماعيل البرمكي قال : حدّثنا عبد الله بن أحمد قال : حدّثنا القاسم بن سليمان عن ثابت بن أبي صفية عن سعيد بن علاقة عن أبي سعيد عقيصا عن سيد الشهداء الحسين بن علي بن أبي طالب عن سيد الأوصياء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب قال : قال لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «يا علي أنت أخي وأنا أخوك ، انا المصطفى للنبوة وأنت المجتبى للامامة ، أنا صاحب التنزيل وأنت صاحب التأويل وأنت أبو هذه الامة ، يا علي أنت وصيي وخليفتي ووزيري ووارثي وأبو ولدي ، شيعتك شيعتي وأنصارك أنصاري وأولياؤك أوليائي وأعداؤك أعدائي ، يا علي أنت صاحبي على الحوض غدا وأنت صاحبي في المقام المحمود وأنت صاحب لوائي في الآخرة كما أنت صاحب لوائي في الدنيا ، لقد سعد من تولاك وشقى من عاداك ، وإن الملائكة لتتقرب إلى الله تقدس ذكره بمحبتك وولايتك ، وإن أهل مودتك في السماء أكثر منهم في الأرض ، يا علي أنت أمير أمتي وحجة الله عليها بعدي ، قولك قولي وأمرك أمري وطاعتك طاعتي وزجرك زجري ونهيك نهيي ومعصيتك معصيتي وحزبك حزبي وحزبي حزب الله ، ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون» (٢).

السادس والثلاثون : ابن بابويه قال : أخبرنا سليمان بن أحمد اللخمي قال : حدّثنا الحضرمي قال : حدّثنا عباد بن يعقوب عن ثابت بن حماد عن موسى بن صهيب عن عبادة بن نسي عن عبد الله بن أبي [أوفى] (٣) [شعيب قال] (٤) آخى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بين أصحابه وترك عليا عليه‌السلام فقال له : «آخيت بين أصحابك وتركتني» فقال : «فو الذي نفسي بيده ما أخرتك إلا لنفسي ، أنت أخي ووصيي ووارثي ، قال : ما أرث منك يا رسول الله؟ قال : ما أورث النبيون قبلي أورث كتاب ربهم وسنة نبيهم ، وأنت وابناك معي في قصري في الجنة» (٥).

السابع والثلاثون : ابن بابويه قال : حدّثنا عبد الله بن محمد الصانع رضى الله عنه قال : حدّثنا أبو حاتم محمد بن عيسى بن محمد الوسقندي قال : أخبرنا أبي قال : حدّثنا إبراهيم بن ديزيل قال : حدّثنا الحكم بن سليمان الجبلي أبو محمد قال : حدّثنا علي بن هاشم عن مطير بن ميمون أنه سمع أنس

__________________

(١) أمالي الشيخ الصدوق : ٣٧٦ / المجلس ٤٩ / ح ١٦.

(٢) أمالي الصدوق : ٤١١ ح ٥٣.

(٣) زيادة من المصدر.

(٤) زيادة ليست في المصدر.

(٥) أمالي الشيخ الصدوق : ٤٢٧ / المجلس ٥٥ / ح ٤.

٢٠١

ابن مالك يقول : حدّثني سلمان الفارسي أنه سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : «إن أخي ووزيري وخير من أخلفه بعدي علي بن أبي طالب عليه‌السلام» (١).

عنه قال : حدّثنا جعفر بن محمد بن مسرور رضى الله عنه قال : حدّثنا الحين بن محمد بن عامر عن عمه عبد الله بن عامر قال : حدّثني أبو أحمد محمد بن زياد الازدي عن أبان بن عثمان الأحمر عن أبان ابن تغلب عن عكرمة عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي بن أبي طالب عليه‌السلام ذات يوم وهو في مسجد قبا والأنصار مجتمعون : «يا علي أنت أخي وأنا أخوك ، يا علي أنت وصيي وخليفتي وإمام أمتي بعدي والى الله من والاك وعادى الله من عاداك وأبغض الله من أبغضك ونصر الله من نصرك وخذل من خذلك ، يا علي أنت زوج ابنتي وأبو ولدي ، يا علي إنه لمّا عرج بي إلى السماء عهد لي ربي فيك ثلاث كلمات فقال : يا محمد قلت : لبيك ربي وسعديك تباركت وتعاليت فقال : إن عليا إمام المتقين وقائد الغر المحجلين ويعسوب المؤمنين» (٢).

الثامن والثلاثون : ابن بابويه قال : حدّثنا جعفر بن محمد بن مسرور رضى الله عنه قال : حدّثنا الحسين بن محمد بن عامر عن عمه عبد الله بن عامر عن محمد بن أبي عمير عن سليمان بن مهران عن الصادق جعفر بن محمد عليه‌السلام عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن الحسين بن علي ابن أبي طالب عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «يا علي أنت أخي وأنا أخوك ، يا علي أنت مني وأنا منك ، يا علي أنت وصيي وخليفتي وحجة الله على أمتي بعدي ، لقد سعد من تولاك وشقى من عاداك» (٣).

التاسع والثلاثون : ابن بابويه قال : حدّثنا أحمد بن هارون الفامي قال : حدّثنا محمد بن عبد الله ابن جعفر بن جامع الحميري عن أبيه عن أيوب بن نوح عن [محمد] (٤) بن أبي عمير عن أبان الأحمر عن سعد الكناني عن الأصبع بن نباتة عن عبد الله بن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «يا علي أنت خليفتي على أمتي في حياتي وبعد موتي ، وأنت مني كشيث من آدم وكسام من نوح وكإسماعيل من إبراهيم وكيوشع من موسى وكشمعون من عيسى ، يا علي أنت وصيي ووارثي وغاسل جثتي ، وأنت الذي تواريني في حفرتي وتؤدي ديني وتنجز عدتي ، يا علي أنت أمير

__________________

(١) أمالي الشيخ الصدوق : ٤٢٧ / المجلس ٥٥ / ح ٥.

(٢) أمالي الشيخ الصدوق : ٤٣٤ / المجلس ٥٦ / ح ٧.

(٣) أمالي الشيخ الصدوق : ٤٢٢ / المجلس ٥٧ / ح ١٢.

(٤) زيادة من المصدر.

٢٠٢

المؤمنين وإمام المسلمين وقائد الغر المحجلين ويعسوب المتقين ، يا علي أنت زوج سيدة النساء فاطمة ابنتي وأبو سبطيّ الحسن والحسين ، يا علي إن الله تبارك وتعالى جعل ذرية كل نبي من صلبه وجعل ذريتي من صلبك ، يا علي من أحبك ووالاك أحببته وواليته ومن أبغضك وعاداك أبغضته وعاديته لأنك مني وأنا منك ، يا علي إن الله طهرنا واصطفانا ، ولم يلتق لنا أبوان على سفاح قط من لدن آدم ، فلا يحبنا إلا من طابت ولادته ، يا علي أبشر بالشهادة فإنك مظلوم بعدي ومقتول» فقال علي عليه‌السلام : «يا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وذلك في سلامة من ديني؟ قال : في سلامة من دينك ، يا علي إنك لن تظلّ ولن تزال ، ولولاك لم يعرف حزب الله بعدي» (١).

الأربعون : ابن بابويه قال : حدّثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضى الله عنه قال : حدّثني محمد ابن [أبي] (٢) القاسم عن محمد بن علي الصيرفي عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر [ان] (٣) عن أبي عبد الله الصادق عليه‌السلام عن أبيه عن جده عليه‌السلام قال : «بلغ أم سلمة زوج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أن مولى لها ينتقص عليا عليه‌السلام ويتناوله فأرسلت إليه ، فلما أن صار إليها قالت [له] (٤) : يا بني بلغني أنك تنتقص عليا وتتناوله قال : نعم يا أماه ، قالت : اقعد ثكلتك أمك حتى أحدّثك بحديث سمعته من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ثم اختر لنفسك [ما شئت] (٥) ، إنا كنّا عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله تسع نسوة وكانت ليلتي ويومي من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فأتيت الباب فقلت : أدخل يا رسول الله؟ قال : لا ، فكبوت كبوة أشد من الاولى ثم لم ألبث حتى اتيت الباب الثالثة فقلت : أدخل يا رسول الله؟ قال ادخلي يا أم سلمة ، فدخلت وعليعليه‌السلام جاث بين يديه وهو يقول : فداك أبي وأمي يا رسول الله إذا كان كذا وكذا فما تأمرني به؟ قال : آمرك بالصبر ثم أعاد عليه القول الثانية فأمره بالصبر فأعاد عليه القول الثالثة فقال له : يا أخي يا علي إذا كان ذاك منهم فسلّ سيفك وضعه على عاتقك واضرب به قدما حتى تلقاني وسيفك شاهر يقطر من دمائهم ، ثم التفت عليه‌السلام إليّ فقال لي [والله] (٦) ما هذه الكآبة يا أم سلمة؟ قلت : الذي كان من ردك لي يا رسول الله فقال لي : والله ما رددتك من موجدة فإنك لعلى خير من الله ورسوله ، ولكن أتيتني وجبرائيل عن يميني وعلي على يساري وجبرائيل يخبرني بالأحداث التي تكون من بعدي ، وأمرني أن أوصي بذلك عليا.

__________________

(١) أمالي الشيخ الصدوق : ٤٥٠ / المجلس ٥٨ / ح ١٩.

(٢) زيادة من المصدر.

(٣) ما بين المعقوفين زيادة ليست في المصدر.

(٤) زيادة من المصدر.

(٥) زيادة ليست في المصدر.

(٦) زيادة ليست في المصدر.

٢٠٣

يا أم سلمة اسمعي وأشهدي ، هذا علي بن أبي طالب أخي في الدنيا وأخي في الآخرة ، يا أم سلمة اسمعي واشهدي هذا علي بن ابي طالب حامل لوائي في الدنيا وحامل لوائي في الآخرة ، يا أم سلمة اسمعي واشهدي هذا علي بن أبي طالب وصيي وخليفتي من بعدي وقاضي عداتي والذائد عن حوضي ، يا أم سلمة اسمعي واشهدي هذا علي بن أبي طالب عليه‌السلام سيد المسلمين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين وقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين ، قلت : يا رسول الله من الناكثون؟ قال : الذين يبايعونه بالمدينة وينكثون بالبصرة ، قلت : من القاسطون؟ قال : معاوية وأصحابه من أهل الشام ، قلت: من المارقون؟ قال : أصحاب النهروان ، فقال مولى أم سلمة فرّجت عني فرج الله عنك والله لا سببت عليا أبدا» (١).

الحادي والأربعون : ابن بابويه قال : حدّثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضى الله عنه قال : حدّثنا عبد الله ابن جعفر الحميري قال : حدّثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن بن محبوب عن مقاتل بن سليمان عن أبي عبد الله الصادق عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «أنا سيد النبيين ووصيي سيد الوصيين وأوصياؤه سادة الأوصياء ، إن آدم عليه‌السلام سأل عزوجل أن يجعل له وصيا صالحا فأوحى الله عزوجل إليه إني أكرمت الأنبياء بالنبوّة ثم اخترت خلقي وجعلت خيارهم الأوصياء ، ثم أوحى الله عزوجل إليه : يا آدم أوص إلى شيث [فأوصى آدم إلى شيث] (٢) وهو هبة الله بن آدم ، وأوصى شيث إلى ابنه شبان وهو ابن نزلة الحوراء التي أنزلها الله على آدم من الجنة فزوجها ابنه شيث ، وأوصى شبان إلى مجلث ، وأوصى مجلث إلى محوق ، وأوصى محوق إلى غثميشا ، وأوصى غثميشا إلى اخنوخ وهو إدريس عليه‌السلام ، وأوصى إدريس إلى ناحور ودفعها ناحور إلى نوح عليه‌السلام ، وأوصى نوح إلى سام ، وأوصى سام إلى عثامر ، وأوصى عثامر إلى برعيثاشا وأوصى برعيثاشا إلى يافث وأوصى يافث إلى برة وأوصى برة إلى جفيسة وأوصى جفيسة إلى عمران ودفعها عمران إلى إبراهيم الخليل وأوصى إبراهيم إلى ابنه إسماعيل وأوصى إسماعيل إلى إسحاق وأوصى إسحاق إلى يعقوب وأوصى يعقوب إلى يوسف وأوصى يوسف إلى بثرياء وأوصى بثرياء إلى شعيب ودفعها شعيب إلى موسى بن عمران عليه‌السلام وأوصى موسى إلى يوشع بن نون وأوصى يوشع بن نون إلى داود وأوصى داود إلى سليمان وأوصى سليمان إلى آصف بن برخيا وأوصى آصف إلى زكريا ودفعها زكريا إلى عيسى ابن مريم ، وأوصى عيسى إلى شمعون بن حمون الصفا وأوصى شمعون

__________________

(١) أمالي الشيخ الصدوق : ٤٦٤ / المجلس ٦٠ / ح ١٠.

(٢) زيادة من المصدر.

٢٠٤

إلى يحيى بن زكريا وأوصى يحيى إلى منذر وأوصى منذر إلى سليمة وأوصى سليمة إلى بردة ، ثم قال رسول الله ودفعها إليّ بردة وأنا أدفعها إليك يا علي وأنت تدفعها إلى وصيك ويدفعها وصيك إلى أوصيائك من ولدك واحد بعد واحد حتى تدفعها إلى خير أهل الأرض بعدك ، ولتكفرن بك الأمة ولتختلفن عليك اختلافا شديدا ، الثابت عليك كالمقيم معي ، والشاذّ عنك في النار والنار مثوى للكافرين» (١).

الثاني والأربعون : ابن بابويه قال : حدّثنا أحمد بن الحسن القطان وعلي بن أحمد بن موسى الدقاق ومحمد بن أحمد السناني وعبد الله بن محمد الصائغ ـ رضي الله عنهم ـ قالوا ، حدّثنا أبو العباس أحمد بن يحيى بن زكريا القطان قال : حدّثنا أبو بكر محمد [بكر] (٢) بن عبد الله بن حبيب قال : حدّثني علي بن محمد قال : حدّثنا الفضل بن عياش (٣) قال : حدّثنا عبد القدوس الوراق قال : حدّثنا محمد بن كثير عن الأعمش ، وأخبرنا سليمان بن أحمد بن أيوب اللخمي فيما كتب إلينا من اصبهان قال : حدّثنا أحمد بن القاسم بن مساور الجوهري سنة السادسة والعشرين ومائتين (٤) قال : حدّثنا الوليد بن الفضل العنزي قال : حدّثنا مندل بن علي العنزي عن الأعمش ، وحدّثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني قال : حدّثنا أبو سعيد الحسن عن العدوي قال : حدّثنا علي ابن عيسى الكوفي قال : حدّثنا جرير بن عبد الحميد عن الأعمش (٥) وزاد بعضهم على بعض في اللفظ ، وقال بعضهم ما لم يقل بعض ، وساق الحديث لمندل بن علي العنزي عن الأعمش عن أبي جعفر الدوانيقي قال : أخبرني أبي عن أبيه عن جده يعني عبد الله بن عباس قال : كنّا قعودا عند النبي إذ جاءت فاطمة عليها‌السلام تبكي بكاء شديدا فقال لها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «ما يبكيك يا فاطمة؟»

فقالت : «يا أبة عيّرتني نساء قريش وقلن : إن أباك زوجك من معدم لا مال له».

فقال لها النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : «لا تبكين فو الله ما زوّجتك حتى زوجك الله من فوق عرشه وأشهد بذلك جبرائيل وميكائيل ، فإن الله عزوجل اطلع على أهل الدنيا فاختار من الخلائق أباك فبعثه نبيّا ، ثم اطلع الثانية فاختار من الخلائق عليّا فزوجك إياه واتخذه وصيا ، فعليّ اشجع الناس قلبا وأعظم الناس حلما وأسمح الناس كفّا وأقدم الناس سلما وأعلم الناس علما ، والحسن والحسين ابناه سيّدا شباب أهل الجنة واسمهما في التوراة شبّر وشبير لكرامتهما على الله عزوجل ، يا فاطمة

__________________

(١) أمالي الشيخ الصدوق : ٤٨٥ / المجلس ٦٣ / ح ٣.

(٢) زيادة من المصدر.

(٣) في المصدر : العباس.

(٤) في المصدر : ست وثمانين ومائتين.

(٥) يوجد اختلاف في السند عمّا في المصدر.

٢٠٥

لا تبكين فو الله إنه إذا كان يوم القيامة يكسى أبوك حلّتين وعليّ حلّتين ، ولواء الحمد بيدي فأناوله عليّا لكرامته على الله عزوجل ، يا فاطمة لا تبكين فإني إذا دعيت إلى رب العالمين يجيء عليّ معي ، وإذا شفعني الله عزوجل شفع علي معي ، يا فاطمة لا تبكين إذا كان يوم القيامة ينادي مناد في أهوال ذلك اليوم ، يا محمد نعم الجد جدك إبراهيم خليل الرّحمن ونعم الاخ أخوك علي بن أبي طالب ، يا فاطمة علي يعينني على مفاتيح الجنة وشيعته هم الفائزون يوم القيامة غدا في الجنة» (١).

الثالث والأربعون : ابن بابويه قال : حدّثنا أبي رضى الله عنه قال : حدّثنا الحسين بن محمد بن عامر عن المعلى بن محمد البصري عن جعفر بن سليمان عن عبد الله بن الحكم عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إن عليا وصيي [وخليفتي] (٢) وزوجته فاطمة سيدة نساء العالمين ابنتي والحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنة ولداي ، من والاهم فقد والاني ومن عاداهم فقد عاداني ومن ناواهم فقد ناواني ومن جفاهم فقد جفاني ومن برّهم فقد برّني ، وصل الله من وصلهم وقطع من قطعهم [ونصر من أعانهم] (٣) وخذل من خذلهم وأعان من أعانهم ، اللهم من كان له من أنبيائك ورسلك ثقل وأهل بيت فعلي وفاطمة والحسن والحسين أهل بيتي وثقلي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا» (٤).

الرابع والأربعون : ابن بابويه قال : حدّثني أبي رضى الله عنه قال : حدّثنا عبد الله بن الحسن المؤدب عن أحمد بن علي الاصفهاني عن إبراهيم بن محمد الثقفي قال : حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي هاشم قال : حدّثني يحيى بن الحسين عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة عن سلمان الفارسي رضى الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : «يا معاشر المهاجرين والأنصار ألا أدلّكم على ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا» قالوا بلى يا رسول الله قال : «هذا علي أخي ووصيي ووزيري ووارثي وخليفتي إمامكم ، فأحبوه لحبي وأكرموه لكرامتي فإن جبرائيل أمرني أن أقوله لكم» (٥).

الخامس والأربعون : ابن بابويه قال : حدّثنا الحسين بن أحمد بن ادريس رضى الله عنه قال : حدّثنا إسماعيل بن الفضل عن أبيه عن ثابت بن دينار عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : قال رسول

__________________

(١) الحديث أطول من هذا بكثير اقتطع منه المصنف قدس‌سره هذه الفقرة ، انظر : أمالي الصدوق : ٥٢٤ / مجلس ٦٧ / ح ٢.

(٢) زيادة من المصدر.

(٣) زيادة من المصدر.

(٤) أمالي الشيخ الصدوق : ١١٣ / المجلس ١٣ / ح ١٠.

(٥) أمالي الصدوق : ٥٦٤ / مجلس ٧٢ / ح ٢١.

٢٠٦

الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إن الله تبارك وتعالى أوحى إليّ أنه جاعل لي من أمتي أخا ووارثا وخليفة ووصيا فقلت : يا رب من هو؟ فأوحى إلي يا محمد ، إنه إمام أمتك وحجتي عليها بعدك ، فقلت : يا رب من هو؟ فأوحى إلي عزوجل: يا محمد ذاك من أحبه يحبني ، ذاك المجاهد في سبيلي والمقاتل لناكثي عهدي والقاسطين في حكمي والمارقين من ديني ، ذاك وليي حقا ، زوج ابنتك وأبو ولدك علي بن أبي طالب.» (١)

السادس والأربعون : ابن بابويه قال : حدّثنا علي بن محمد بن موسى رضى الله عنه قال : حدّثنا أبو العباس أحمد بن يحيى بن زكريا القطان قال حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال : حدّثنا عبد الرحيم بن علي بن سعيد الجبلي قال : حدّثنا الحسن بن نصر الخزاز قال : حدّثنا عمر بن طلحة عن اسباط بن نصر عن سماك بن حرب عن سعيد بن جبير قال : أتيت عبد الله بن عباس فقلت له : يا ابن عم رسول الله إني جئت أسألك عن علي بن أبي طالب عليه‌السلام واختلاف الناس فيه ، فقال ابن عباس : يا ابن جبير جئتني تسألني عن خير خلق الله من الأمة بعد محمد نبي الله ، جئتني تسألني عن رجل كانت له ثلاثة آلاف منقبة في ليلة واحدة وهي ليلة القربة ، يا ابن جبير جئتني تسألني عن وصي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ووزيره وخليفته وصاحب حوضه ولوائه وشفاعته ، والذي نفس ابن عباس بيده لو كانت بحار الدنيا مدادا واشجارها أقلاما وأهلها كتابا فكتبوا مناقب علي بن أبي طالب وفضائله من يوم خلق الله عزوجل الدنيا إلى أن يفنيها ما بلغوا معشار ما آتاه الله تبارك وتعالى (٢).

السابع والأربعون : ابن بابويه قال : حدّثنا علي بن محمد بن موسى رضى الله عنه قال : حدّثنا أبو العباس أحمد بن يحيى بن زكريا قال : حدّثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال : حدّثنا تميم بن بهلول عن إسماعيل بن أبان عن سلام بن أبي عمرة عن معروف بن خربوذ عن أبي الطفيل عن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما‌السلام قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : «أنا سيد النبيين وعلي بن أبي طالب سيد الوصيين والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة والأئمة بعدهما سادة المتقين ، وليّنا ولي والله وعدونا عدو الله وطاعتنا طاعة الله ومعصيتنا معصية الله عزوجل» (٣).

الثامن والأربعون : ابن بابويه قال : حدّثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي الكوفي قال : حدّثنا فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي قال : حدّثنا محمد بن أحمد بن علي الهمداني قال : [حدثني الحسين بن علي قال] (٤) حدّثني عبد الله بن سعيد قال : حدّثنا عبد الواحد بن غياث قال :

__________________

(١) أمالي الصدوق : ٦٤١ ح ٧٦٧.

(٢) أمالي الصدوق : ٦٥٢ / مجلس ٨٢ / ح ١٥.

(٣) أمالي الصدوق : ٦٥٢ / مجلس ٨٢ / ح ١٦.

(٤) زيادة من المصدر.

٢٠٧

حدّثنا عاصم بن سليمان قال : حدّثنا جويبر عن الضحاك عن ابن عباس قال : صلينا العشاء الآخرة ذات ليلة مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فلما سلم أقبل علينا بوجهه ثم قال : «سينقض كوكب من السماء مع طلوع الفجر فيسقط في دار أحدكم ، فمن سقط ذلك الكوكب في داره فهو وصيي وخليفتي والإمام بعدي» فلما كان قرب الفجر جلس كل واحد منا في داره ينتظر سقوط الكوكب في داره ، وكان أطمع القوم في ذلك أبي العباس بن عبد المطلب ، فلما طلع الفجر انقض الكوكب من الهواء فسقط في دار علي بن أبي طالب عليه‌السلام فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعليّ عليه‌السلام : «يا علي والذي بعثني بالنبوة وجبت لك الوصية والخلافة والإمامة بعدي» فقال المنافقون عبد الله بن أبي وأصحابه : لقد ضل محمد في محبة ابن عمه وغوى وما ينطق في شأنه إلا بالهوى فأنزل الله تبارك وتعالى (وَالنَّجْمِ إِذا هَوى) يقول عزوجل : وخالق النجم إذا هوى (ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ) يعني في محبة علي بن أبي طالب (وَما غَوى وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى) في شأنه (إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى). (١)

التاسع والأربعون : ابن بابويه قال : حدّثنا بهذا الحديث شيخ لأهل الرأي يقال له أحمد بن [محمد] (٢) الصقر الصانع العدل قال : حدّثنا محمد بن العباس بن بسام قال : حدّثني أبو جعفر محمد بن أبي الهيثم السعدي قال : حدّثني أحمد بن الخطاب قال : حدّثنا أبو إسحاق الفزاري عن أبيه عن جدهعليه‌السلام عن عبد الله بن عباس بمثل ذلك إلّا أن في حديثه : يهوى كوكب من السماء مع طلوع الشمس فيسقط في دار أحدكم (٣).

الخمسون : ابن بابويه قال : حدّثنا بهذا الحديث شيخ لأهل الحديث يقال له أحمد بن الحسن القطان المعروف بابي علي بن عبد ربه العدل قال : حدّثنا أبو العباس أحمد بن زكريا القطان قال : حدّثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال : حدّثنا محمد بن إسحاق الكوفي قال : حدّثنا إبراهيم بن عبد الله السحري أبو إسحاق عن يحيى بن الحسين المشهدي عن أبي هارون العبدي عن ربيعة السعدي قال : سألت ابن عباس عن قول الله عزوجل (وَالنَّجْمِ إِذا هَوى) قال : هو النجم الذي هوى مع طلوع الفجر فسقط في حجرة علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، وكان أبي العباس يحب أن يسقط ذلك النجم في داره فيحوز الوصية والخلافة والإمامة ، ولكن أبى الله أن يكون ذلك غير علي بن أبي طالب ، وذلك فضله يؤتيه من يشاء (٤).

__________________

(١) أمالي الصدوق : ٦٦٠ / مجلس ٨٣ / ح ٤ ، والآيات من أوائل سورة النجم.

(٢) زيادة من المصدر.

(٣) أمالي الصدوق : ٦٦٠ / مجلس ٨٣ / ح ٥.

(٤) أمالي الصدوق : ٦٦١ / مجلس ٨٣ / ح ٦.

٢٠٨

الحادي والخمسون : ابن بابويه قال : حدّثنا محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري عن أبيه عن أحمد بن محمد عيسى عن بن محمد بن سنان عن محمد بن عبد الله بن زرارة عن عيسى بن عبد الله الهاشمي عن أبيه عن جده عن عمر بن أبي سلمة عن أم سلمة قالت : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : «علي بن أبي طالب والأئمة من ولده بعدي سادة أهل الأرض وقادة الغر المحجلين يوم القيامة» (١) وعنه قال : حدّثنا أحمد بن الحسن القطان قال : حدّثنا أحمد بن يحيى بن زكريا القطان قال : حدّثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال : حدّثنا تميم بن بهلول قال : حدّثنا عبد الله بن صالح ابن سلمة النصيبي قال : حدّثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن عائشة قالت : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : «أنا سيد الأولين والآخرين وعلي بن أبي طالب سيد الوصيين وهو أخي ووارثي وخليفتي على أمتي ، ولايته فريضة واتباعه فضيلة ومحبته إلى الله وسيلة ، فحزبه حزب الله وشيعته أنصار الله وأولياؤه أولياء الله وأعداؤه أعداء الله ، وهو إمام المسلمين وولي المؤمنين وأميرهم بعدي» (٢).

الثاني والخمسون : ابن بابويه قال : حدّثنا أحمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم رضى الله عنه قال : حدّثني أبي عن أبيه عن محمد بن علي التميمي قال : حدّثني سيدي علي بن موسى الرضا عن أبيه عن آبائه عليهم‌السلام عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : «من سرّه أن ينظر إلى القضيب الاحمر الذي غرسه الله بيده ويكون متمسكا به فليتولّ عليا عليه‌السلام والأئمة من ولده ، فإنهم خيرة الله عزوجل وصفوته وهم المعصومون من كل ذنب وخطيئة» (٣). وعنه قال : حدّثنا جعفر بن محمد بن مسرور رضى الله عنه قال : حدّثني الحسين بن محمد بن عامر عن معلى بن محمد البصري عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن علي بن جعفر قال : سمعت أبا الحسن موسى بن جعفر عليه‌السلام يقول : «بينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله جالس إذ دخل عليه ملك له أربعة وعشرون وجها فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : حبيبي جبرائيل لم أرك في هذه الصورة فقال الملك : لست بجبرائيل أنا محمود بعثني الله عزوجل أن أزوّج النور من النور قال : من ممن؟ قال : فاطمة من عليّ ، فلما ولى الملك إذا بين كتفيه : محمد رسول الله علي وصيه ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : منذ كم كتب هذه بين كتفيك؟ فقال : من قبل أن يخلق الله آدم باثنين وعشرين ألف عام» (٤).

الثالث والخمسون : ابن بابويه قال : حدّثني أبو عبد الله أحمد بن محمد الخليلي عن محمد بن

__________________

(١) أمالي الصدوق : ٦٧٨ / مجلس ٨٥ / ح ٢٥.

(٢) أمالي الصدوق : ٦٧٨ / مجلس ٨٥ / ح ٢٦.

(٣) أمالي الصدوق : ٦٧٩ / مجلس ٨٥ / ح ٢٧.

(٤) أمالي الصدوق : ٦٩٠ / مجلس ٨٦ / ح ١٩.

٢٠٩

[علي بن] (١) أبي بكر الفقيه عن أحمد بن محمد النوفلي عن إسحاق بن يزيد عن حماد بن عيسى عن زرعة بن محمد عن المفضل بن عمر قال : قلت لأبي عبد الله الصادق عليه‌السلام : كيف كان ولادة فاطمةعليها‌السلام؟ فقال : «إن خديجة عليها‌السلام لما تزوج بها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله هجرها (٢) نسوة مكة فكن لا يدخلن إليها ولا يسلّمن عليها ولا يتركن امرأة تدخل عليها ، فاستوحشت خديجة لذلك وكان جزعها وغمها حذرا عليه صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فلما حملت بفاطمة كانت فاطمة عليها‌السلام تحدثها من بطنها وتصبّرها ، وكانت تكتم ذلك من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فدخل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يوما فسمع خديجة تحدّث فاطمة عليها‌السلام فقال لها: يا خديجة من تحدثين؟.

قالت : الجنين الذي في بطني يحدثني ويونسني ، قال : يا خديجة هذا جبرائيل عليه‌السلام يبشرني أنها انثى وأنها النسلة الطاهرة الميمونة وان الله تبارك وتعالى سيجعل نسلي منها وسيجعل من نسلها أئمة يجعلهم خلفاءه في أرضه بعد انقضاء وحيه ، فلم تزل خديجة على ذلك إلى أن حضرت ولادتها ، فوجهت إلى نساء قريش وبني هاشم ان تعالين لتلين مني ما يلي النساء [من النساء] (٣) فأرسلن إليها : عصيتنا ولم تقبلي منا وتزوجت محمدا يتيم أبي طالب فقيرا لا مال له فلسنا نجيء ولا نلي من أمرك شيئا ، فاغتمت خديجة عليها‌السلام لذلك فبينما هي كذلك إذ دخل عليها أربع نسوة سمر طوال كأنهن من نساء بني هاشم ففزعت منهن لما رأتهن فقالت إحداهن : لا تحزني يا خديجة إنّا رسل ربك إليك ونحن أخواتك ، انا سارة وهذه آسية بنت مزاحم وهي رفيقتك في الجنة وهذه مريم بنت عمران وهذه كلثم أخت موسى بن عمران عليه‌السلام بعثنا الله إليك لنلي منك ما يلي النساء.

من النساء فجلست واحدة عن يمينها والأخرى عن يسارها والثالثة بين يديها والرابعة من خلفها ، فوضعت فاطمة عليها‌السلام طاهرة مطهرة ، فلما سقطت إلى الأرض أشرق منها النور حتى دخل بيوتات مكة ولم يبق في شرق أرض الله وغربها موضع إلا أشرق فيه ذلك النور ، ودخل عشر من الحور العين كل واحدة منهن معها طست من الجنة وابريق من الجنة وفي الابريق ماء من الكوثر ، فتناولتها المرأة التي كانت بين يديها فغسلتها بماء الكوثر وأخرجت خرقتين بيضاوتين اشد بياضا من اللبن وأطيب ريحا من المسك والعنبر فلفتها بواحدة وقنعتها بواحدة ثم استنطقتها فنطقت فاطمة عليها‌السلام بالشهادة (٤) وقالت : أشهد أن لا إله إلّا الله وان أبي رسول الله سيد الأنبياء وأن

__________________

(١) زيادة من المصدر.

(٢) في المصدر : هجرتها.

(٣) زيادة من المصدر.

(٤) في المصدر : بالشهادتين.

٢١٠

بعلي سيد الأوصياء وولدي سادة الاسباط ، ثم سلمت عليهن وسمّت كل واحدة باسمها ، واقبلن يضحكن إليها ، وتباشرت الحور العين وبشّر أهل السماء بعضهم بعضا بولادة فاطمة عليها‌السلام ، وحدث في السماء نور زاهر لم تره الملائكة قبل ذلك ، وقالت النسوة : خذيها يا خديجة طاهرة مطهرة زكية ميمونة ، بورك فيها وفي نسلها فتناولتها فرحة مستبشرة وألقمتها ثديها ، فكانت فاطمة عليها‌السلام تنمى في اليوم كما ينمى الصبي في الشهر وتنمى في الشهر كما ينمى الصبي في السنة» (١).

الرابع والخمسون : ابن بابويه قال : حدّثنا أحمد بن محمد الهمداني قال : حدّثنا المنذر بن محمد قال : حدّثنا جعفر بن سليمان عن عبد الله بن المفضل عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة قال : قال أمير المؤمنين في بعض خطبه : «أيها الناس استمعوا قولي واعقلوه عني فإن الفراق قريب ، أنا إمام البرية ووصي خير الخليقة وزوج سيدة نساء هذه الأمة وأبو العترة الطاهرة الهادية ، أنا أخو رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ووصيّه ووليه ووزيره وصاحبه وصفيه وحبيبه وخليله ، أنا أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين وسيد الوصيين ، حربي حرب الله وسلمي سلم الله وطاعتي طاعة الله وولايتي ولاية الله وشيعتي أولياء الله وأنصاري انصار الله ، والذي خلقني ولم اك شيئا لقد علم المستحفظون من أصحاب رسول الله محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله أن الناكثين والقاسطين والمارقين ملعونون على لسان النبي الأمي وقد خاب من افترى» (٢).

الخامس والخمسون : ابن بابويه قال : حدّثنا علي بن عيسى رضى الله عنه قال : حدّثنا علي بن محمد ماجيلويه عن أحمد بن [أبي] (٣) عبد الله البرقي عن أبيه عن خلف بن حماد الناشري (٤) عن أبي الحسن العبدي عن سليمان بن مهران عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عليهم‌السلام عن عليعليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «يا علي أنت أخي ووارثي وصفيي وخليفتي في أهلي وأمتي في حياتي وبعد مماتي ، محبّك محبي ومبغضك مبغضي ، يا علي أنا وأنت أبوا هذه الأمة ، يا علي أنا وأنت والأئمة من ولدك سادات في الدنيا وملوك في الآخرة من عرفنا فقد عرف الله ومن أنكرنا فقد أنكر اللهعزوجل» (٥).

السادس والخمسون : الشيخ الطوسي في أماليه قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد يعني

__________________

(١) أمالي الشيخ الصدوق : ٦٩٢ / مجلس ٨٧ / ح ١.

(٢) أمالي الشيخ الصدوق : ٧٠٣ / مجلس ٨٨ / ح ٩.

(٣) زيادة من المصدر.

(٤) في المصدر : الأسدي.

(٥) أمالي الشيخ الصدوق : ٧٥٥ / مجلس ٩٤ / ح ٦.

٢١١

المفيد قال : أخبرني عبد الله محمد بن علي بن رياح القرشي إجازة قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا أبو الحسن بن محمد قال : حدّثنا الحسن بن محبوب عن علي بن رئاب عن أبي بصير عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين عليهم‌السلام قال : «إن أبا ذر وسلمان خرجا في طلب رسول الله فقيل لهما : إنه توجه إلى ناحية قبا فاتبعاه فوجداه ساجدا تحت شجرة ، فجلسا ينتظرانه حتى ظنّا أنه نائم [فإذا هو باليقظاء] (١) فرفع رأسه إليهما ثم قال : قد رأيت مكانكما وسمعت مقالتكما ولم أكن راقدا ، إن الله بعث كل نبي كان قبلي إلى أمته بلسان قومه وبعثني في كل أسود وأحمر بالعربية ، وأعطاني في أمتي خمس خصال لم يعطها نبيا كان قبلي : نصرني بالرعب ، يسمع بي القوم وبيني وبينهم مسيرة شهر فيؤمنون بي ، وأحل لي المغنم ، وجعل لي الأرض مسجدا وطهورا اينما كنت منها ، أتيمم من تربتها وأصلي عليها ، وجعل لكل نبي مسألة فسألوه إياها فأعطاهم ذلك في الدنيا ، وأعطاني مسألة فأخّرت مسألتي لشفاعة المؤمنين من أمتي يوم القيامة ، ففعل ذلك ، وأعطاني جوامع العلم ومفاتح الكلام ولم يعط ما أعطاني نبيا قبلي ، فمسألتي بالغة إلى يوم القيامة لمن لقى الله لا يشرك به شيئا مؤمنا بي ، مواليا لوصيي محبا لأهل بيتي» (٢).

السابع والخمسون : الشيخ في أماليه قال : أخبرنا محمد بن محمد يعني المفيد قال : أخبرني أبو نصر محمد بن الحسين البصير قال : حدّثنا محمد بن إسماعيل الحاسب قال : حدّثنا سليمان بن أحمد الواسطي قال : حدّثنا أحمد بن إدريس قال : حدّثنا نصر بن نصير البحراني عن أبيه عن جابر ابن عبد الله الأنصاري قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «يا أيها الناس اتقوا الله واسمعوا ، قالوا : لمن السمع والطاعة بعدك يا رسول الله؟ قال : لأخي وابن عمي ووصيي علي بن أبي طالب» قال جابر بن عبد الله : فعصوه والله وخالفوا أمره وحملوا عليه السيوف (٣).

الثامن والخمسون : الشيخ في أماليه قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد قال : حدّثنا أبو حفص عمر بن محمد المعروف بابن الزيات قال : حدّثنا أبو علي محمد بن همام (٤) الاسكافي قال : حدّثنا عبد الله بن جعفر الحميري قال : حدّثنا عبد الله بن محمد بن عيسى قال : حدّثني أبي عن عبد الله بن المغيرة عن ابن مسكان عن عمار بن يزيد عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما‌السلام قال : لما نزل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بطن قديد قال لعلي بن أبي طالب عليه‌السلام : «يا علي إني سألت الله عزوجل أن يوالي بينك وبيني ففعل ، وسألته أن يواخي بيني وبينك ففعل ، وسألته أن يجعلك وصيي ففعل» (٥) فقال

__________________

(١) في المصدر : فأهويا ليوقظاه.

(٢) أمالي الشيخ الطوسي : ٥٧ / مجلس ٢ / ح ٥٠.

(٣) أمالي الشيخ الطوسي : ٥٨ / مجلس ٢ / ح ٥٢.

(٤) في المصدر : هشام.

(٥) أمالي الشيخ الطوسي : ١٠٧ / مجلس ٤ / ح ١٨.

٢١٢

رجل من القوم : والله لصاع من تمر في شن بال خير مما سأل محمد ربه ، هلّا سأله ملكا يعضده على عدوه أو كنزا يستعين به على فاقته فأنزل الله تعالى : (فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ وَضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جاءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّما أَنْتَ نَذِيرٌ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ) (١). (٢)

التاسع والخمسون : الشيخ في أماليه قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد قال : أخبرنا أبي عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد عن العباس بن معروف عن محمد بن سنان عن طلحة بن زيد عن جعفر بن محمد الصادق عن أبيه عن جده قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «ما قبض الله نبيا حتى أمره أن يوصي إلى أفضل عشيرته [من عصبته] (٣) ، وأمرني أن أوصي فقلت : إلى من يا رب؟ فقال : أوص يا محمد إلى ابن عمك علي بن أبي طالب فإني قد اثبته في الكتب السالفة وكتبت فيها إنّه وصيك ، وعلى ذلك أخذت ميثاق الخلائق ومواثيق أنبيائي ورسلي ، أخذت مواثيقهم لي بالربوبية ولك يا محمد بالنبوة ولعلي بن أبي طالب بالولاية» (٤).

الستون : الشيخ في أماليه قال : أخبرنا محمد بن محمد يعني المفيد قال : أخبرني أبو بكر محمد ابن عمر الجماني (٥) قال : حدّثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن سعيد بن زياد من كتابه قال : حدّثنا أحمد بن عيسى بن الحسن الجرمي قال : حدّثنا نصر بن حماد قال : حدّثنا عمرو بن شمر عن جابر الجعفي عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليه‌السلام عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إن جبرائيل نزل عليّ وقال : إن الله يأمرك أن تقوم بتفضيل علي بن أبي طالب عليه‌السلام خطيبا على أصحابك ليبلغوا من بعدهم ذلك عنك ، ويأمر جميع الملائكة أن تسمع ما تذكره والله يوحي إليك ، يا محمد ، إن من خالفك في أمره فله النار ومن أطاعك فله الجنة ، فأمر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله مناديا ينادي بالصلاة جامعة فاجتمع الناس وخرج حتى علا المنبر ، فكان أول ما تكلم به : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرّحمن الرحيم ثم قال : يا أيها الناس أنا البشير النذير وأنا النبي الامي ، إني مبلغكم عن الله عزوجل في أمر رجل لحمه من لحمي ودمه من دمي وهو عيبة العلم وهو الذي انتخبه من هذه الأمة واصطفاه وهداه وتولاه ، وخلقني [له] (٦) وإياه وفضلني بالرسالة وفضله بالتبليغ عني وجعلني مدينة العلم وجعله الباب وجعله خازن العلم المقتبس منه

__________________

(١) سورة هود : ١٢.

(٢) أمالي الشيخ الطوسي : ١٠٧ / مجلس ٤ / ح ١٨.

(٣) زيادة من المصدر.

(٤) أمالي الشيخ الطوسي : ١٠٤ / مجلس ٤ / ح ١٤.

(٥) في المصدر : الجعابي.

(٦) زيادة من المصدر.

٢١٣

الاحكام وخصّه بالوصية ، وأبان أمره وخوف من عداوته وأزلف من والاه وغفر لشيعته وأمر الناس جميعا بطاعته ، وأنه عزوجل يقول : من عاداه عاداني ومن والاه والاني ومن ناصبه ناصبني ومن خالفه خالفني ومن عصاه عصاني ومن آذاه آذاني ومن أبغضه أبغضني ومن أحبه أحبني ومن ازدراه ازدراني ومن كاده كادني ومن نصره نصرني.

يا أيها الناس اسمعوا ما آمركم به واطيعوه فإنّي أخوفكم عقاب الله يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تودّ لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير ، ثم أخذ بيد علي أمير المؤمنين عليه‌السلام فقال : معاشر الناس هذا مولى المؤمنين وحجة الله على الخلق أجمعين والمجاهد للكافرين ، اللهم قد بلغت ، وهم عبادك وأنت القادر على صلاحهم فأصلحهم برحمتك يا أرحم الراحمين ، أستغفر الله لي ولكم ، ثم نزل عن المنبر فأتاه جبرائيل عليه‌السلام فقال : يا محمد إن الله عزوجل يقرئك السلام ويقول لك : جزاك الله عن تبليغك خيرا فقد بلغت رسالات ربك ونصحت لأمتك وأرضيت المؤمنين وأرغمت الكافرين ، يا محمد إن ابن عمك مبتلى ومبتلى به ، يا محمد قل في كل أوقاتك : الحمد لله رب العالمين وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون» (١).

الحادي والستون : الشيخ في أماليه قال : أخبرنا محمد بن محمد قال : أخبرني الشريف أبو محمد الحسن محمد بن يحيى قال : حدّثني جدي قال : حدّثنا إبراهيم والحسن بن يحيى جميعا قالا : حدّثنا مضر (٢) بن مزاحم عن أبي خالد الواسطي عن زيد بن علي بن الحسين عن أبيه عن جده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام قال : «كان لي من رسول الله عشر لم يعطهن أحد قبلي ولا يعطاهن أحد بعدي ، قال لي : يا علي أنت أخي في الدنيا وأخي في الآخرة ، وأنت أقرب الناس مني موقفا يوم القيامة ، ومنزلي ومنزلك في الجنة متواجهان كمنزل الاخوين ، وأنت الوصي وأنت الولي وأنت الوزير ، عدوك عدوي وعدوي عدو الله ووليك وليي ووليي ولي الله» (٣).

الثاني والستون : الشيخ في أماليه قال : أخبرنا محمد بن محمد قال : أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمد قال : حدّثني أبي عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن صفوان بن يحيى عن يعقوب بن شعيب عن صالح بن ميثم التمار رضى الله عنه قال وجدت في كتاب ميثم رضى الله عنه يقول تمسينا ليلة عند أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام فقال لنا : «ليس من عبد امتحن الله قلبه بالايمان إلا

__________________

(١) أمالي الشيخ الطوسي : ١١٩ / مجلس ٤ / ح ٣٩.

(٢) في المصدر : نصر.

(٣) أمالي الشيخ الطوسي : ١٣٧ / مجلس ٥ / ح ٣٥.

٢١٤

أصبح يجد مودتنا على قلبه ، ولا أصبح عبد سخط الله عليه إلا أصبح يجد بغضنا على قلبه ، فاصبحنا [نفرح] (١) بحب المحب لنا ونعرف ببغض المبغض لنا وأصبح محبنا مغتبطا بحبنا برحمة من الله ينتظرها كل يوم ، وأصبح مبغضنا يؤسس بنيانه على شفا جرف هار فكان ذلك الشفا قد انهار به في نار جهنم ، وكأن أبواب الرحمة قد فتحت لأصحاب الرحمة فهنيئا لأصحاب الرحمة رحمتهم ، وتعسا لأهل النار مثواه ، إن عبدا لن يقصر في حبنا بخير جعله الله في قلبه ، ولن يحبنا من يحب مبغضنا ، إن ذلك لا يجتمع في قلب واحد ، ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه يحب بهذا قوما ويحب بالآخر عدوهم ، والذي يحبنا فهو يخلص حبنا كما يخلص الذهب الذي لا غش فيه ، ونحن النجباء وافراطنا افراط الأنبياء ، وأنا وصي الأوصياء ، وأنا حزب الله ورسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، والفئة الباغية حزب الشيطان ، فمن أحب أن يعلم حاله في حبنا فليمتحن قلبه فإن وجد فيه حب من ألب علينا فليعلم أن الله عدوه وجبرائيل وميكائيل ، فإن الله عدو للكافرين» (٢).

الثالث والستون : الشيخ في أماليه قال : حدّثنا محمد بن محمد قال : حدّثنا أبو أحمد إسماعيل ابن يحيى العبسي قال : حدّثنا أبو جعفر محمد بن جرير الطبري قال : حدّثنا محمد بن إسماعيل المواري (٣) قال : حدّثني عبد السلام بن صالح الهروي قال : حدّثنا الحسين بن الحسن الاشقر قال : حدّثنا قيس بن الربيع عن الأعمش عن عباية بن ربعي الأسدي عن أبي أيوب الأنصاري قال : مرض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله مرضة فأتته فاطمة عليها‌السلام تعوده ، فلما رأت ما برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من المرض والجهد استعبرت وبكت حتى سالت دموعها على خديها فقال لها النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : «يا فاطمة إني لكرامة الله إياك زوجتك أقدمهم سلما وأكثرهم علما وأعظمهم حلما ، إن الله اطلع اطّلاعة إلى أهل الأرض فاختارني منها فبعثني نبيا فاطلع إليها ثانية فاختار بعلك فجعله وصيا ، فسرّت فاطمة عليها‌السلام واستبشرت فأراد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أن يزيدها من مزيد الخير فقال : يا فاطمة إنّا أهل بيت أعطينا سبعا لم يعطها أحد قبلنا ولم يعطاها أحد بعدنا : نبينا أفضل الأنبياء وهو أبوك ووصينا أفضل الأوصياء وهو بعلك وشهيدنا أفضل الشهداء وهو عمك ، ومنا من جعل الله له جناحين يطير بهما مع الملائكة وهو [ابن] (٤) عمك ، ومنا سبطا هذه الأمة وهما ابناك ، والذي نفسي بيده لا بد لهذه الأمة من مهدي وهو والله من ولدك» (٥).

__________________

(١) زيادة من المصدر.

(٢) أمالي الشيخ الطوسي : ١٤٩ / مجلس ٥ / ح ٥٦.

(٣) في المصدر : الضراري.

(٤) زيادة من المصدر.

(٥) أمالي الشيخ الطوسي : ١٥٥ / مجلس ٦ / ح ٨.

٢١٥

الرابع والستون : الشيخ في أماليه قال : أخبرنا محمد بن محمد قال : أخبرني أبو الحسن علي بن الحسن البصري قال : حدّثنا أبو بشير أحمد بن إبراهيم العتمي (١) قال : حدّثنا أبو الطيب محمد بن علي الأحمر الناقد قال : حدّثني نصر بن علي قال : حدّثنا عبد الوهاب بن عبد الحميد قال : حدّثنا حميد عن أنس بن مالك قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : «كنت أنا وعلي على يمين العرش نسبح الله قبل أن يخلق آدم بألفي عام ، فلما خلق آدم جعلنا في صلبه ثم نقلنا من صلب إلى صلب في أصلاب الطاهرين والارحام المطهرات حتى انتهينا إلى صلب عبد المطلب فقسمنا قسمين ، فجعل في عبد الله نصفا وجعل في أبي طالب نصفا ، وجعل النبوة والرسالة فيّ وجعل الوصية والقضية في علي ، ثم اختار لنا اسمين اشتقهما من اسمائه فالله محمود وانا محمد والله العليّ وهذا عليّ ، فانا للنبوة والرسالة وعليّ للوصية والقضية» (٢).

الخامس والستون : الشيخ في أماليه قال : أخبرنا محمد بن محمد قال : أخبرني أبو الحسن أحمد ابن محمد بن الحسن قال : حدّثني أبي عن سعد (٣) بن عبد الله بن هارون (٤) قال : حدّثنا محمد بن عبد الرّحمن العزرمي (٥) قال : حدّثنا المعلى بن هلال عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : «أعطاني الله خمسا [وأعطى عليا خمسا] (٦) : أعطاني جوامع الكلم وأعطى عليا جوامع العلم ، وجعلني نبيا وجعل عليّا وصيّا ، وأعطاني الكوثر وأعطى عليا السلسبيل ، وأعطاني الوحي وأعطى عليّا الالهام ، وأسرى [بي] (٧) إليه وفتحت له أبواب السماء حتى رأى ما رأيت ونظر إلى ما نظرت إليه» (٨) ثم قال : يا ابن عباس : «خالف من خالف عليا ولا تكونن له ظهيرا ولا وليا فوالذي بعثني بالحق ما يخالفه أحد إلا غيّر الله ما به من نعمة وشوه خلقه قبل ادخال النار ، يا ابن عباس لا تشك في عليّ فإن الشك فيه كفر يخرج من الإيمان ويوجب الخلود في النار» (٩).

السادس والستون : الشيخ في أماليه قال : أخبرنا محمد بن محمد قال : حدّثنا أبو نصر محمد بن الحسين المقري قال : حدّثنا أبو عبد الله الحسين بن علي المرزباني (١٠) قال : حدّثنا جعفر بن محمد

__________________

(١) في المصدر : العمي.

(٢) أمالي الشيخ الطوسي : ١٨٣ / مجلس ٧ / ح ٩.

(٣) في المصدر : سعيد.

(٤) في المصدر : موسى.

(٥) في المصدر : العرزمي.

(٦) زيادة من المصدر.

(٧) زيادة من المصدر.

(٨) أمالي الشيخ الطوسي : ١٠٥ / مجلس ٤ / ح ١٥.

(٩) أمالي الشيخ الطوسي : ١٠٥ / مجلس ٤ / ح ١٥.

(١٠) في المصدر : الرازي.

٢١٦

الحنفي قال : حدّثنا يحيى بن هاشم السمسار قال : حدّثنا عمرو بن شمر قال : حدّثنا حماد عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله بن خزام قال : أتيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقلت : يا رسول الله من وصيك؟ قال : فأمسك عني عشرا لا يجيبني ثم قال : «يا جابر ألا أخبرك عما سألتني؟» فقلت : بأبي أنت وأمي أم والله لقد سكتّ عني حتى ظننت أنك وجدت عليّ فقال : «ما وجدت عليك يا جابر ولكن كنت انتظر ما يأتيني من السماء ، فأتاني جبرائيل عليه‌السلام فقال : يا محمد ربك يقول : إن علي بن أبي طالب وصيك وخليفتك على أهلك وأمتك والذائد عن حوضك وهو صاحب لوائك يقدمك إلى الجنة» فقلت: يا نبي الله أرأيت من لا يؤمن بهذا الحديث أقتله؟ قال : «نعم يا جابر ما وضع هذا الموضع إلا ليبايع عليه فمن بايعه يكون معي غدا ومن خالفه لم يرد عليّ الحوض أبدا» (١).

السابع والستون : الشيخ في أماليه قال : أخبرنا محمد بن محمد قال : حدّثنا أبو الحسن علي بن محمد الكاتب قال : أخبرني الحسن بن علي الزعفراني قال : أخبرنا إبراهيم بن محمد الثقفي قال : حدّثنا عثمان بن أبي شيبة عن عمرو بن ميمون عن جعفر بن محمد عليهما‌السلام عن أبيه عن جده عليه‌السلام قال : قال أمير المؤمنين علي عليه‌السلام على منبر الكوفة : «أيها الناس إنه كان لي من رسول الله عشر خصال لهن أحب إلي مما طلعت عليه الشمس قال لي رسول الله : يا علي أنت أخي في الدنيا والآخرة وأنت أقرب الخلائق لي يوم القيامة في الموقف بين يدي الجبار ، ومنزلك في الجنة مواجه منزلي كما يتواجه منازل الاخوان في الله عزوجل ، وأنت الوارث مني وأنت الوصي من بعدي في عداتي وأسرتي ، وأنت الحافظ لي في اهلي عند غيبتي ، وأنت الإمام لأمتي ، وأنت القائم بالقسط في رعيتي وأنت وليي ووليي ولي الله وعدوك عدوي وعدوي عدو الله» (٢).

الثامن والستون : الشيخ في أماليه قال : أخبرنا محمد بن محمد قال : حدّثنا أبو الحسن علي بن بلال المهلبي قال : حدّثني إسماعيل بن علي بن عبد الرّحمن البربري الخزاعي قال : حدّثني أبي قال : حدّثني عيسى بن حميد الطائي قال : حدّثنا حميد بن قيس قال : سمعت أبا الحسن علي بن الحسين بن علي بن الحسين قال : سمعت أبي يقول سمعت أبا جعفر محمد بن علي بن الحسين يقول : «إن أمير المؤمنين عليه‌السلام لما رجع من وقعة الخوارج اجتاز بالزوراء فقال للناس أنها الزوراء فسيروا وجنبوا منها ، فإن الخسف أسرع إليها من الوتد في النخالة ، فلما أتى موضعا من أرضها قال : ما هذه الأرض؟ قيل : أرض بحرا فقال : أرض سباخ جنبوا ويمنوا ، فلما اتى يمنة السواد إذا

__________________

(١) أمالي الشيخ الطوسي : ١٩٠ / مجلس ٧ / ح ٢٣.

(٢) أمالي الشيخ الطوسي : ١٩٤ / مجلس ٧ / ح ٣١.

٢١٧

هو براهب في صومعة [له] (١) فقال له : يا راهب أنزل هاهنا؟ قال الراهب : لا تنزل هذه الأرض بجيشك فقال : ولم؟ قال له : لا ينزلها إلا نبي أو وصي نبي بجيشه يقاتل في سبيل الله عزوجل ، نجد في كتبنا فقال له أمير المؤمنين عليه‌السلام : فأنا وصي سيد الأنبياء وسيد الأوصياء ، فقال له الراهب : فأنت اذا أصلع قريش ووصي محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال له أمير المؤمنين عليه‌السلام : أنا ذلك فنزل الراهب فقال على شرائع الإسلام إني وجدت في الإنجيل نعتك وانك تنزل أرض براثا بيت مريم وأرض عيسى عليه‌السلام فقال أمير المؤمنين عليه‌السلام : قف ولا تخبرنا بشيء ، ثم أتى موضعا فقال ألكزوا هذا فألكزه برجله عليه‌السلام فانبجست عين خرارة فقال : هذا عين مريم التي انبعث لها ثم قال : اكشفوا هاهنا على سبعة عشر ذراعا فكشف فإذا بصخرة بيضاء فقال علي عليه‌السلام : على هذه وضعت مريم عيسى من عاتقها ، وصلت هاهنا فنصب أمير المؤمنين عليه‌السلام الصخرة وصلى إليها ، واقام هناك أربعة أيام يتم الصلاة وجعل الحرم في خيمة من الموضع على دعوة ثم قال : ارض براثا هذا بيت مريم عليها‌السلام ، هذا الموضع المقدس صلى به الأنبياء» قال أبو جعفر محمد بن علي عليه‌السلام : «ولقد وجدنا أنه صلى فيه إبراهيم قبل عيسى عليهما‌السلام» (٢).

التاسع والستون : الشيخ في أماليه قال : أخبرنا محمد بن محمد قال : أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمد قال : حدّثني أبي قال : حدّثنا سعد بن عبد الله عن أبي الجوزاء عن منبه بن عبد الله عن الحسين ابن علوان عن عمرو بن خالد عن زيد بن علي عن أبيه عن الحسين بن علي عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «يا علي إن الله تعالى أمرني إن اتخذك أخا ووصيا فأنت أخي ووصيي وخليفتي على اهلي في حياتي وبعد موتي ، من تبعك فقد تبعني ومن تخلف عنك فقد تخلف عني ومن كفر بك فقد كفر بي ومن ظلمك فقد ظلمني ، يا علي أنت مني وأنا منك ، يا علي لو لا أنت لما قوتل أهل النهر، فقلت : يا رسول الله ومن أهل النهر؟ قال : قوم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية»(٣).

السبعون : الشيخ في أماليه قال : أخبرنا محمد بن محمد قال : حدّثنا أبو علي أحمد بن محمد بن جعفر الصولي قال : حدّثنا محمد بن الحسين الطائي قال : حدّثنا محمد بن الحسن [بن الحسن] (٤) ابن جعفر بن سليمان الأصبغي (٥) قال : حدّثني أبي عن أبيه قال : حدّثني يعقوب بن الفضل قال :

__________________

(١) زيادة من المصدر.

(٢) أمالي الشيخ الطوسي : ٢٠٠ / مجلس ٧ / ح ٤٢.

(٣) أمالي الشيخ الطوسي : ٢٠٠ / مجلس ٧ / ح ٤٣.

(٤) زيادة ليست في المصدر.

(٥) في المصدر : الضبعي.

٢١٨

حدّثني شريك [بن بعد الله بن أبي نمر عن عبد الله] (١) بن عبد الرّحمن الأنصاري عن أبيه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «أعطيت في علي تسعا ، ثلاثا في الدنيا وثلاثا في الآخرة واثنتين ادخروهما (٢) له وواحدة اخافها عليه ، فأما الثلاثة التي في الدنيا : فساتر عورتي والقائم بأمر أهلي ووصيي فيهم ، وأما الثلاثة التي في الآخرة فأعطى يوم القيامة لواء الحمد فأدفعه إلى علي بن أبي طالب يحمله عني ، وأعتمد عليه في مقام الشفاعة ويعينني على حمل مفاتيح الجنة ، وأما اللتان أرجوهما له لا يرجع بعدي ضالا ولا كافرا ، وأما التي أخافها عليه فغدر قريش به [من بعدي] (٣)» (٤).

الحادي والسبعون : الشيخ في أماليه قال : أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن مهدي قال : أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرّحمن بن عقدة الحافظ قال : حدّثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال : حدّثنا ابن هامان المروزي قال : حدّثني عيسى بن يونس عن الأعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «يأتي على الناس يوم القيامة وقت ما فيه راكب إلا نحن أربعة» فقال له العباس بن عبد المطلب : عمه فداك أبي وأمي ، من هؤلاء الأربعة؟ قال : «أنا على البراق وأخي صالح على ناقة الله التي عقرها قومه وعمّي حمزة أسد الله وأسد رسوله على ناقتي العضباء ، وأخي علي بن أبي طالب على ناقة من نوق الجنة مدبجة الجنبين ، عليه حلّتان خضراوان من كسوة الرّحمن ، على رأسه تاج من نور ، لذلك التاج سبعون ركنا على كل ركن ياقوتة حمرا تضيء للراكب مسيرة ثلاثة أيام وبيده لواء الحمد ينادي : لا إله إلّا الله محمد رسول الله ، فيقول الخلائق : من هذا ملك مقرب أو نبي مرسل أو حامل عرش؟ فينادي مناد من بطن العرش : ليس بملك مقرب ولا نبي مرسل ولا حامل عرش ، هذا علي ابن أبي طالب وصي رسول رب العالمين وأمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين في جنات النعيم» (٥).

الثاني والسبعون : الشيخ في أماليه قال : أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن مهدي في منزله بدرب الزعفراني ببغداد في الكرخ سنة عشرة وأربعمائة قال : أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة في يوم الجمعة بعد صلاة الجمعة إملاء في مسجد براثا لثمان بقين من جمادى الاولى سنة ثلاثين وثلاثمائة قال : حدّثنا علي بن الحسين بن عبيد قال : حدّثنا إسماعيل بن

__________________

(١) زيادة من المصدر.

(٢) في المصدر : ارجوهما.

(٣) زيادة من المصدر.

(٤) أمالي الشيخ الطوسي : ٢٠٩ / مجلس ٨ / ح ٩.

(٥) أمالي الشيخ الطوسي : ٢٥٩ / مجلس ١٠ / ح ٤ باختلاف في الرواة.

٢١٩

أبان عن سلام بن أبي عمرة عن معروف عن أبي الطفيل قال : خطب الحسن بن علي عليهما‌السلام بعد وفاة علي عليه‌السلام وذكر أمير المؤمنين فقال : «خاتم الوصيين وصي خاتم الأنبياء وأمير الصديقين والشهداء والصالحين ثم قال : يا أيها الناس لقد فارقكم رجل ما سبقه الأولون ولا يدركه الآخرون ، لقد كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يعطيه الراية فيقاتل جبرائيل عن يمينه وميكائيل عن يساره ، فما يرجع حتى يفتح الله عليه ، ما ترك ذهبا ولا فضة إلا شيئا على صبي له ، وما ترك في بيت المال إلا سبعمائة درهم فضلت من عطائه أراد أن يشتري بها خادما لأم كلثوم ، ثم قال : من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فانا الحسن بن محمد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ثم تلا هذه الآية قول يوسف : واتبعت ملة آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب ، انا ابن البشير وأنا ابن المنذر وأنا ابن الداعي إلى الله ، وانا ابن السراج المنير وانا ابن الذي ارسله رحمة للعالمين وانا من أهل البيت الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، وانا من أهل البيت الذين كان جبرائيل ينزل عليهم ومنهم كان يعرج ، وانا من أهل البيت الذين افترض الله مودتهم وولايتهم فقال فيما أنزل على محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله : قل لا أسألكم عليه اجرا إلا المودة في القربى ، ومن يقترف حسنة ، واقتراف الحسنة مودتنا» (١).

الثالث والسبعون : الشيخ في أماليه قال : أخبرنا أبو عمر قال : حدّثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال : حدّثنا [أحمد بن يحيى بن زكريا قال : حدّثنا عبيد] (٢) عبد الله بن موسى قال : حدّثنا مطر عن أنس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إن أخي ووزيري ووصيي علي بن أبي طالب» (٣).

الرابع والسبعون : الشيخ في أماليه عن أبي محمد الفحام قال : حدّثني عمي عمر بن يحيى قال : حدّثنا أبو بكر محمد بن سليمان بن عاصم قال : حدّثنا أبو بكر أحمد بن محمد العبدي قال : حدّثنا علي بن الحسن الاموي قال : حدّثنا محمد بن جرير قال : حدّثنا عبد الجبار بن العلاء بمكة قال : حدّثني يوسف بن عطيّة الصفار عن ثابت عن أنس بن مالك قال : أمرني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أن اسرج بغلته الذلول وحماره اليعفور ، ففعلت ما أمرني به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فاستوى على بغلته واستوى على حماره وسارا وسرت معهما ، فأتينا سفح جبل فنزلا وصعدا حتى صارا على ذروة الجبل ، ثم رأيت غمامة بيضاء كدارة الكرسي وقد أظلتهما ورأيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وقد مد يده إلى شيء يأكل وأطعم عليا حتى توهمت أنهما قد شبعا ، ثم رأيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وقد مد يده إلى شيء وقد شرب وسقي عليا حتى قدرت أنهما شربا ريهما، ثم رأيت الغمامة قد ارتفعت ونزلا فركبا وسارا وسرت معهما ، والتفت

__________________

(١) أمالي الشيخ الطوسي : ٢٧٠ / مجلس ١٠ / ح ٣٩.

(٢) زيادة من المصدر.

(٣) أمالي الشيخ الطوسي : ٢٧٢ / مجلس ١٠ / ح ٤٦.

٢٢٠