قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

كتاب الصّناعتين الكتابة والشعر

كتاب الصّناعتين الكتابة والشعر

كتاب الصّناعتين الكتابة والشعر

تحمیل

كتاب الصّناعتين الكتابة والشعر

384/528
*

الفصل السّادس عشر

فى الإيغال

الإيغال

وهو أن يستوفى معنى الكلام قبل البلوغ إلى مقطعه ؛ ثم يأتى بالمقطع فيزيد معنى آخر يزيد به وضوحا وشرحا وتوكيدا وحسنا ، وأصل الكلمة من قولهم : أوغل فى الأمر إذا أبعد الذهاب فيه.

وأخبرنا أبو أحمد قال أخبرنا الصولى عن المبرّد عن التّوّزى ، قال : قلت للأصمعى : من أشعر الناس؟ فقال : من يأتى بالمعنى الخسيس فيجعله بلفظه كبيرا ، أو الكبير فيجعله بلفظه خسيسا ، أو ينقضى كلامه قبل القافية ، فإذا احتاج إليها أفاد بها معنى. قال : قلت : نحو من؟ قال : قول ذى الرّمة حيث يقول (١) :

قف العيس فى أطلال مية فاسأل

رسوما كأخلاق الرّداء المسلسل

فتم كلامه «بالرداء» قبل المسلسل ، ثم قال «المسلسل» ؛ فزاد شيئا بالمسلسل. ثم قال :

أظن الذى يجدى عليك سؤالها

دموعا كتبذير الجمان المفصّل

فتم كلامه ، بالجمان ، ثم قال : المفصل ، فزاد شيئا. قلت : ونحو من؟ قال : الأعشى حيث يقول (٢) :

كناطح صخرة يوما ليفلقها

فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل

فتم كلامه «بيضرها ، فلما احتاج إلى القافية قال : وأوهى قرنه الوعل ؛ فزاد معنى. قلت : وكيف صار الوعل مفضّلا على كل ما ينطح؟ قال : لأنه ينحطّ من قلة الجبل على قرنيه فلا يضيره.

وكتب بعض الكتاب : نبوّ الطرف من الوزير دليل على تغير الحال عنده ،

__________________

(١) نهاية الأرب : ٧ ـ ١٣٨ ، ديوانه ٧٢.

(٢) العمدة : ٢ ـ ٥٢ ، المعلقات : ٢٨٤.