تفسير من وحي القرآن - ج ٨

السيد محمد حسين فضل الله

بعد ذلك ، هل تراجعوا عن طلبهم بعد هذا التهديد ، فلم ينزلها الله عليهم لذلك؟! أو أنّهم استمروا على هذا الطلب ، وأنّ الله قد أنزلها عليهم ، كما توحي بها كلمة (إِنِّي مُنَزِّلُها) الّتي تدل على التحقيق ، وليس لنا أن نفيض في ذلك كله ، بل نسكت على ما سكت الله عنه ، لأنّه لا يتعلّق بشأن من شؤون العقيدة أو أمر من أمور العمل. وقد يبدو للبعض أن يعترض على هذه القصة ، فيقول : إنّ النصارى لا يعرفونها بما جاء به الإنجيل ، أو بما تناقلته كتب التاريخ ، ولكنّ ذلك لا يصلح دليلا للنفي ، لأنّ من الممكن أن يكون قد سقط في ما سقط من بعض آيات الإنجيل ، أو يكون مما أغفله المؤرّخون ، أو لم يطلعوا عليه ككثير من القضايا الّتي عاشت في التاريخ القديم.

* * *

٤٠١

الآيات

(وَإِذْ قالَ اللهُ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلهَيْنِ مِنْ دُونِ اللهِ قالَ سُبْحانَكَ ما يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ ما لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ ما فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ ما فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ (١١٦) ما قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ ما أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً ما دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (١١٧) إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (١١٨) قالَ اللهُ هذا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (١١٩) لِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما فِيهِنَّ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (١٢٠)

* * *

معاني المفردات

(نَفْسِي) : جاء في مجمع البيان : النفس تقع على وجوه ، فالنفس : نفس الإنسان وغيره من الحيوان وهي الّتي إذا فارقها خرج عن كونه حيّا ، ومنه

٤٠٢

قوله : (كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ) [آل عمران : ١٨٥] ، والنفس أيضا ذات الشيء الذي يخبر عنه ، كقولهم : فعل ذلك فلان نفسه ، والنفس أيضا : الإرادة ... والنفس : الغيب ، يقال : إني لأعلم نفس فلان أي غيبه ، وعلى هذا تأويل الآية ، ويقال : النفس أيضا : العقوبة ، وعليه حمل بعضهم قوله تعالى : (وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ) [آل عمران : ٢٨](١).

والظاهر أنّ بعض هذه المعاني ليست للفظ بل هي من لوازم المعنى وايحاءاته مثل إرادة العقوبة من النفس ، فإنّ الظاهر من تحذير الله الإنسان نفسه ، ما يصدر من ذاته من العقوبة ، وكذلك الغيب ، باعتبار أنّ ما في النفس غيب بالنسبة إلى الإنسان الآخر وهكذا.

(الرَّقِيبَ) : أي الحافظ ، وأصله من الترقب وهو الانتظار ورقيب القوم حارسهم.

(شَهِيدٌ) : الشاهد لما يكون ، ويجوز أن يكون بمعنى العليم.

* * *

حوار الله وعيسى (ع) يوم القيامة

وهذا أسلوب من أساليب الحوار القرآني الّذي يراد من خلاله إعطاء الفكرة صفة القصة الّتي يدور حولها الحوار من أجل التأكيد على بعض الجوانب الحيّة فيها ، كوسيلة من وسائل إثباتها بطريقة حاسمة أو نفيها كذلك. وقد جاءت هذه الآيات لتعالج ما حدث للنصارى الّذين ينتسبون إلى

__________________

(١) مجمع البيان ، ج : ٣ ، ص : ٣٣٣ ـ ٣٣٤.

٤٠٣

عيسى عليه‌السلام ، في اعتقادهم بألوهيّة السيّد المسيح وعبادتهم له ولوالدته ، فتؤكد أنّ عيسىعليه‌السلام غريب عن الموضوع كليّا ، فليس له دخل في ذلك من قريب أو من بعيد ، بل كانت رسالته على النقيض من ذلك ، لأنّها قامت على توحيد الله في العقيدة والعبادة ، فليس لأيّ بشر الحقّ في أن بعيدا أحدا من دون الله مهما كانت قيمته ، وليس لأيّ إنسان أن يعتقد في نفسه العظمة بالمستوى الّذي يتحول فيه إلى إله أو ما يشبه الإله ، فضلا عن أن يرى في ذاته تجسيدا للإله ، أو يرى النّاس فيه ذلك. وقد أدار الله الموضوع بطريقة الحوار بينه وبين عيسى عليه‌السلام في يوم القيامة ، على الطريقة القرآنيّة الّتي تتحدث عن المستقبل بصيغة الماضي بالنظر إلى أنّه محققّ الثبوت. فقد قال الله له وهو يستعرض له الانحرافات الّتي حدثت من بعده : (أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلهَيْنِ مِنْ دُونِ اللهِ) إنّ النّاس تعبدك وتتقرب إليك ، وتقدسك وتتخذك إلها ، كما أنهم يعبدون أمك فيخشعون لها ويخضعون لتماثيلها ، كما يفعلون مع الله ، فكأنّهم يتخذونها إلها من دون الله ، تماما كما جاء في الآية الكريمة : (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ) [الجاثية : ٢٣] فإنّ اتخاذ الهوى إلها لا يعني إلّا اتباعه وطاعته ، وترك طاعة الله في ما أمر الله به أو نهى عنه ، فهل كان ذلك من خلال تعاليمك؟ وهل كنت ترضى بذلك؟ ولكنّ عيسى عليه‌السلام يقف ، من خلال الحوار ، وقفه الخاشع الخاضع لربّه ، الرافض لهذا الفكر الّذي لا يتناسب مع عظمة الله ، التّي تفرض على النّاس توحيده وتنزيهه عن كل شريك ، ليسبّح الله تدليلا على أنّه يعيش الشعور بالعظمة في أعلى مستوياتها : (قالَ سُبْحانَكَ) تعظيما لك وتنزيها عن كل ما خالف مقامك ، (ما يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ ما لَيْسَ لِي بِحَقٍ).

إنّ الإنسان الّذي يحترم نفسه هو الّذي يقف في حديثه عنها عند حدودها الذاتيّة في ما تملكه من طاقات ، وفي ما تتصف به من صفات ، ولا يتعدى ذلك إلى الدرجات الّتي لم يبلغها ، أو المواقع الّتي لا يملكها ، كما يفعل

٤٠٤

الإنسان الجاهل الّذي لا يعرف قدر نفسه ، أو الّذي يقول عن نفسه ما ليس له بحق في ما يعرفه من حدود نفسه ، ولست ـ يا ربّ ـ في هذا الموقع ، فإنّي عبدك ورسولك الّذي يعرف كيف يعيش العبوديّة لك ، وكيف يحس بالانسحاق أمام ألوهيتك ، في كل ما لك من الحقّ ، وفي ما عليّ من الحق. وماذا بعد ذلك؟ لماذا أقف يا ربّ موقف الدفاع عن نفسي؟ إنّه موقف الّذي يحتاج في إثبات براءته إلى بيّنة ، وليس موقفي هو هذا ، لأنّني أقف أمامك أنت الله الذّي (إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ) ، فأنت (تَعْلَمُ ما فِي نَفْسِي) ، وتحيط بكل شيء يفكر به الإنسان أو يقوله أو يعمله ، (وَلا أَعْلَمُ ما فِي نَفْسِكَ) ، لأنّ علمي مستمد من علمك ، فلا يحيط بشيء إلّا ما ألهمتني إياه ، فكيف لي الإحاطة بما في نفسك ، (إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ) ف (إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ) ، وأنت تعلم أنّني لم أقل لهم شيئا من ذلك ، لأنّ ذلك هو الباطل الّذي لا يحق لي أن أفكر به ، فكيف يحقّ لي أن أقوله! (ما قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا ما أَمَرْتَنِي بِهِ) ، لأنّى عبد ورسولك الّذي أمرته بإبلاغ رسالتك لعبادك ليعبدوك وليوحدوك ، فلا يشركوا بك شيئا ، وقد قلت لهم (أَنِ اعْبُدُوا اللهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ) وشرحت لهم في جميع مراحل حياتي عند ما كنت معهم أنّني مثلهم عبد مربوب لك لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا بك ، وأنّني لم أفعل ما فعلته من خوارق الإعجاز إلّا بإذنك وبقدرتك ، من دون أن يكون لي فيها شيء ذاتيّ ينطلق من قدرة الذات على الإبداع ، وطلبت منهم أن يعبدوك ، لأنّ ذلك هو سرّ الاعتراف بالربوبيّة.

وقد يخطر بالبال سؤال ، هل هذه الكلمة هي كل رسالة عيسى؟ وكيف يمكن أن لا تكون هناك كلمة أخرى في الوقت الّذي كان الإنجيل يمثّل حجما كبيرا في مختلف جوانب الحياة من النصائح والمواعظ والتعاليم؟ والجواب عن ذلك : إنّ هذه الكلمة تختصر كل تطلعات الرسالة وامتداداتها ، لأنّ العبادة لله تتمثّل في تحرير النفس من الخضوع لكل شيء غير الله ، سواء كان شخصا ، أو جهة ، أو صنما ، وأن تخضع لله في كل شأن من شؤون حياتك ، فتطيعه في

٤٠٥

ما أمر به فتفعله ، وفي ما نهى عنه فتتركه ، وفي ما رسمه من وسائل وأهداف فتلتزم بها ، وفي ما أوحى به من عقائد ومفاهيم فتعتقد بها .. وهكذا تتسع العبادة لكل قضايا الحياة وأوضاعها ، وسبلها ، ووسائلها ، وغاياتها ، فيمثّل قيامك بكل مسئولياتك الفرديّة والاجتماعيّة ، المعنى الأعمق للعبادة ، وتكون الصّلاة والصوم والحج ونحوها مظهرا من مظاهرها ، لا كلّ شيء فيها ، وبذلك تكون كل آفاق الرسالة وتحركاتها لونا من ألوان العبادة الّتي تحول الحياة كلّها إلى مسجد ، يتمثّل فيها السجود لله في أكثر من شكل.

ونلاحظ في هذا المجال ، أنّ عيسى عليه‌السلام لم يقتصر في جوابه على نفي ما قالوه ، بنفي تبليغه لهم ، بل تعدى ذلك إلى ما أمرهم به ، ليكون نفيه حجّة عليهم في ما قالوه ، كما يكون ما بلغه حجّة عليهم لإثبات انحرافهم عن خط الله ، والّذي التزم به من خلال الالتزام بالرسالة جملة وتفصيلا.

ويتابع عيسى عليه‌السلام الحديث عن عدم مسئوليته عن هذا الفكر الّذي يسيرون عليه ، (وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً ما دُمْتُ فِيهِمْ) فقد كان شهيدا عليهم ما دام معهم ، يراقب تحركاتهم وكلماتهم ، ويعرف الخطأ من الصواب في ذلك كلّه ، ويعرف المطيع والعاصي ، فيعظ هذا ، وينصح ذاك ، ويشجّع آخر ، ويؤدي دور الشهادة العمليّة عليهم ، لأنّ دور النبيّ ليس دور الشاهد المتفرج.

وهكذا يبدو لنا الفرق بين شهادة النّبيّ على الأمة وشهادة الأمة على نفسها وعلى غيرها ، وبين شهادة بقيّة الشهداء في الدعاوي والقضايا العامة. فإنّ هؤلاء لا يمثّلون إلا دور المتفرج الّذي يمارس ويسمع ، بينما يكون دور الأنبياء والأمة دور الشاهد الفاعل الّذي يشاهد الانحراف ويتدخل فيه من أجل تغييره ، ويتحمّل مسئوليته بقدر طاقته على ذلك كله ، ولذلك حصر الشهادة عليهم في حالة وجوده بينهم. أمّا بعد ذلك ، فهو لا يعرف من أمرهم شيئا ، كما لا يتحمل فيهم أيّة مسئوليّة ، ويبقى ذلك كله لله ، فهو الرقيب عليهم في

٤٠٦

كل ما قالوه وفي كل ما فعلوه ، وفي جميع الأحوال ، فإنّ النّبيّ لا يتحمّل المسؤوليّة إلّا من حيث الإبلاغ والإنذار ، فلا مسئوليّة عليه في ما انحرفوا به من القول والعمل ، إذا لم يستجيبوا له ولم يطيعوه ، ولم يقدر على تغيير ما هم فيه. وليست الآية في مقام تحميله مسئوليّة ذلك ، لأنّ الله يعلم أنّ الأنبياء غير مسئولين عن انحراف أمتهم في حياتهم ، فكيف يتحملون المسؤوليّة بعد وفاتهم؟ بل كانت الآية واردة في مقام إقامة الحجة عليهم بهذا الأسلوب.

* * *

إسلام الأمر لله منتهى الروح الرسالية

وتأتي كلمة (فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي) لتُثير الجدل فيها في أنّها بمعنى الموت ، أو بمعنى بلوغ الحد في الحياة على أن يكون ذلك بمعنى التوفية أي بلوغ الشيء حدّه. وقد تحدثنا عن ذلك بعض الحديث في ما قدمناه من تفسير الآية الكريمة (إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرافِعُكَ إِلَيَ) [آل عمران : ٥٥] ذكرنا هناك أنّ الوصول إلى نتيجة حاسمة في هذا الأمر ليس مشكلة فكريّة عقيديّة أو عمليّة ، بل نترك لله إجمال ما أجمله مما لم يكلفنا بعلمه. وتتصاعد الروح الرسولية في إسلام الأمر كله لله الذي بيده العفو وبيده العقاب (كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) ، و (إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبادُكَ) وملكك ، تتصرف بهم كيف تشاء ، لا يملك أحد غيرك ما تملكه منهم ، فلك أن تعاقبهم على ما جنوه وفعلوه من التمرّد على طاعتك بعد إقامة الحجّة عليهم من خلال ما بلغه رسلك من رسالتك.

* * *

العفو من موقع القدرة

(وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) الّذي لا ينتقص من عزته شيء ، في

٤٠٧

ما يقوم به النّاس من معاص ، وفي ما يقابلهم به من العفو والمغفرة ، لأنّه العفو من موقع العزّة والقدرة ، لا من موقع الذلة والإلجاء كما يفعله النّاس ، مما يجعل من العفو مظهر قدرة ، كما هو العذاب مظهر قوّة ، وهو في موقع الحكمة من رعايتك لما يصلح عبادك وما يحقق لهم كمالهم.

* * *

يوم ينفع الصادقين صدقهم

(قالَ اللهُ هذا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ) ، إنّ الموقف هنا هو موقف الصادقين الّذين صدقوا الله العقيدة ، كما صدقوه القول والعمل ، فهو الّذي ينفعهم ويرفع منزلتهم عند الله. أمّا الكاذبون المبطلون الّذين كذبوا رسول الله وتمرّدوا على رسالته ، وكذبوا على أنفسهم وعلى النّاس ، أمّا هؤلاء ، فسيجزون جزاء كذبهم وانحرافهم. ولعل المتأمل يستوحي من هذه الآية قيمة الصدق في حسابات التقويم عند الله ، وشموليته لكلّ الأعمال الّتي يقوم بها الإنسان ، بحيث إنّ كل معاني الإيمان ومواقفه وتطلعاته في آفاق الإنسان المؤمن ، تمثّل موقف صدق ، في ما يمثله الصدق من الارتباط بالحقيقة ، لانّه التعبير الواضح عن مطابقة الظاهر للباطن ، وموافقة الكلمة للواقع ، وانسجام العمل مع الخط المستقيم للعقيدة والشريعة. وبهذا يلتقي موقف الصدق بالموقف الحقّ ، ويتمّثل الصادقون في حركة العقيدة في الحياة ، كأنموذج للنّاس الّذين يعيشون المعاناة في الدنيا ، من خلال ما تفرضه مواقف الصدق من مآس وآلام وخسائر ماديّة ، وينطلقون في مواقف الفوز في الآخرة ، انطلاقا من محبة الله لهم ، في ما أعلن الله لرسله أنّه يحب الصادقين وانطلق الحديث عن الخير الّذي ينتظر الصادقين عند الله (لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً) ، فهناك النعيم الّذي يعيش الإنسان معه في متعة روحيّة وجسديّة مع كل

٤٠٨

آفاق الخلود وامتداداته ، (رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ) فقد أطاعوا الله في حياتهم فنالوا رضاه بذلك ، وقد عاشوا الشعور الدائم بالاطمئنان لقضاء الله وقدره ، فهم راضون عند الشدة ، وراضون عند الرخاء ، وهم مرتاحون للعافية ، كما هم مرتاحون للبلاء ، لأنّهم يعرفون ، من موقع إيمانهم ، أنّ الله لا يقضي لهم إلّا بما يصلح أمرهم ويرفع درجتهم. وهكذا يعيشون الرضى عن الله في الآخرة في ما يغدقه عليهم من لطفه ورحمته.

(ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) الّذي لا فوز أعظم منه ، وأيّ فوز أعظم من أن يعيش الإنسان الانسجام المطلق مع الله في الدنيا والآخرة ، انسجاما تعبق أجواؤه بالروحيّة الفيّاضة الّتي تغمر القلب والشعور معا ، بالمحبة المتبادلة بينهم وبين الله ، هذه المحبة الّتي تمثّل السعادة ، كل السعادة ، والفوز ، كل الفوز ، في الدنيا والآخرة.

* * *

لله ملك السموات والأرض

(لِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما فِيهِنَّ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) تلك هي الحقيقة الّتي تفرض نفسها على الكون والحياة ، وتحدد للإنسان موقعه في أجواء العبوديّة المطلقة أمام الألوهيّة المطلقة ، فلله الملك كلّه وللإنسان الحاجة كلّها ، التي تربطه بالله في كل شيء ، لتعطيه الغنى من الله في كل شيء.

وتلك هي قصة الإسلام في كل مجالاته الروحيّة والعمليّة ، وتلك هي قصة الإنسان في الحياة ، في انطلاقته في رحاب الله. والحمد لله رب العالمين.

* * *

٤٠٩
٤١٠

الفهرس

تفسير سورة المائدة [١ ـ ١٢٠]

سبب‌ التسمية.............................................................. ٧

أغراض‌ ‌هذه‌ السورة.......................................................... ٨

‌الآية‌ [١]..................................................................... ١٠

معاني‌ المفردات‌............................................................ ١٠

مدخل‌ عام‌ .. دعوة المؤمنين‌ ‌إلي‌ الوفاء بالعقود................................ ١١

حرية التعاقد ‌في‌ الإسلام‌.................................................... ١٧

أحلت‌ لكم‌ بهيمة الأنعام‌................................................... ١٨

المراد ‌من‌ بهيمة الأنعام‌...................................................... ١٩

‌الآية‌ [٢]..................................................................... ٢١

معاني‌ المفردات‌............................................................ ٢١

مناسبة النزول‌............................................................. ٢٢

٤١١

‌لا‌ تحلوا شعائر اللّه‌ و‌لا‌ الشهر الحرام.......................................... ٢٣‌

التعاون‌ أساس‌ تحقيق‌ البر والتقوي‌ ‌في‌ حياة النَّاس‌............................... ٢٥

القران‌ وشروط التصرف‌.................................................... ٢٨

الآيتان‌ [٣ ـ ٤]................................................................ ٣١

معاني‌ المفردات‌............................................................ ٣١

مناسبة النزول............................................................. ٣٣‌

التقنين‌ ‌بين‌ الدين‌ والمبادئ‌ الوضعية.......................................... ٣٦

طاعة اللّه‌ يجب‌ ‌أن‌ تكون‌ عمياء............................................. ٣٧

هل‌ ذبح‌ الحيوان‌ فعل‌ ‌غير‌ إنساني‌!........................................... ٣٩

الاستقسام‌ بالأزلام‌ .. والقمار.............................................. ٤١

هل‌ الاستخارة ‌من‌ قبيل‌ الاستقسام‌ بالأزلام‌!.................................. ٤٢

الاستخارة ليست‌ طريقا لشل‌ّ الفكر......................................... ٤٣

اليوم‌ يئس‌ الّذين‌ كفروا..................................................... ٤٤

إكمال‌ الدين‌ .. بولاية علي‌ّ (عليه السلام)................................... ٤٥

حلّية أكل‌ اللحوم‌ المحرّمة عند الاضطرار....................................... ٤٩

‌الآية‌ [٥]..................................................................... ٥٣

معاني‌ المفردات‌............................................................ ٥٣

حليّة الطيبات‌ والمحصنات‌ للمؤمنين‌........................................... ٥٤

‌الآية‌ [٦]..................................................................... ٦٠

معاني‌ المفردات‌............................................................ ٦٠

كيفية الوضوء قبل‌ الصلاة.................................................. ٦١

الاختلاف‌ ‌في‌ قراءة «وأرجلكم‌»............................................. ٦٣

التّيمّم‌ طهارة.............................................................. ٦٥

‌الآية‌ [٧]..................................................................... ٦٩

٤١٢

معاني‌ المفردات‌............................................................ ٦٩

الدعوة ‌إلي‌ ذكر ميثاق‌ اللّه‌.................................................. ٦٩

‌الآية‌ [٨]..................................................................... ٧٢

معاني‌ المفردات‌............................................................ ٧٢

مناسبة النزول‌............................................................. ٧٣

العدل‌ شعار الإسلام‌....................................................... ٧٤

الآيتان‌ [٩ ـ ١٠].............................................................. ٧٦

معاني‌ المفردات‌............................................................ ٧٦

الأجر للمؤمنين‌ والجحيم‌ للكافرين‌........................................... ٧٦

‌الآية‌ [١١].................................................................... ٧٨

معاني‌ المفردات‌............................................................ ٧٨

مناسبة النزول............................................................. ٧٩‌

الخلاص‌ ‌من‌ كيد الأعداء نعمة إلهية.......................................... ٨١

الآيتان‌ [١٢ ـ ١٣]............................................................. ٨٢

معاني‌ المفردات‌............................................................ ٨٢

اليهود ونكرانهم‌ ميثاقهم‌ ‌مع‌ ‌الله‌.............................................. ٨٣

‌الآية‌ [١٤].................................................................... ٨٧

معاني‌ المفردات‌............................................................ ٨٢

النصاري‌ يتنكرون‌ للميثاق‌.................................................. ٨٨

‌الآية‌ وتحريف‌ الإنجيل‌...................................................... ٩٠

فأغرينا بينهم‌ العداوة والبغضاء............................................... ٩٠

الآيتان‌ [١٥ ـ ١٦]....................................................... ٩٢

معاني‌ المفردات‌............................................................ ٩٢

القرآن‌ يهدي‌ ‌إلي‌ سبل‌ ‌السلام‌............................................... ٩٣

٤١٣

‌الآية‌ [١٧].................................................................... ٩٨

معاني‌ المفردات............................................................ ٩٨‌

موقف‌ القرآن‌ ‌من‌ مؤلّهي‌ المسيح‌.............................................. ٩٨

ولله‌ ملك‌ السماوات‌ و‌الإرض‌.............................................. ١٠١

‌الآية‌ [١٨].................................................................. ١٠٢

معاني‌ المفردات‌.......................................................... ١٠٢

مناسبة النزول‌........................................................... ١٠٢

زعم‌ اليهود والنصاري‌ أنهم‌ أحباء ‌الله‌........................................ ١٠٣

‌الله‌ يدحض‌ دعواهم‌ الباطلة............................................... ١٠٥

‌الآية‌ [١٩].................................................................. ١٠٧

معاني‌ المفردات‌.......................................................... ١٠٧

مناسبة النزول‌........................................................... ١٠٨

إلقاء الحجة ‌علي‌ أهل‌ الكتاب‌ بمجي‌ء البشير والنذير......................... ١٠٨

الآيات‌ [٢٠ ـ ٢٦]........................................................... ١١٢

معاني‌ المفردات‌.......................................................... ١١٣

صورة ‌من‌ صور انحراف‌ بني‌ إسرائيل‌......................................... ١١٣

وقفات‌ أمام‌ القصة....................................................... ١١٧

الآيات‌ [٢٧ ـ ٣١]........................................................... ١٢٤

معاني‌ المفردات‌.......................................................... ١٢٥

صراع‌ الخير والشر ‌في‌ قصة قابيل‌ وهابيل‌..................................... ١٢٥

نبأ قابيل‌ وهابيل‌......................................................... ١٢٧

التقوي‌ ‌هي‌ الأصل‌....................................................... ١٢٩

‌لا‌ استسلامية هابيل‌ لقابيل‌............................................... ١٣٢

إغراءات‌ القتل‌........................................................... ١٣٣

٤١٤

منزلة الحس‌ والتجربة ‌في‌ نظر القرآن......................................... ١٣٤‌

كيف‌ نستوحي‌ القصة!................................................... ١٣٧

‌الآية‌ [٣٢].................................................................. ١٣٩

معاني‌ المفردات.......................................................... ١٣٩‌

القصة .. كمنطلق‌ لتشريع‌ القصاص‌........................................ ١٤٠

كيف‌ نستوحي‌ ‌الآية‌!.................................................... ١٤٣

معني‌ التأويل‌............................................................ ١٤٤

الآيتان‌ [٣٣ ـ ٣٤]........................................................... ١٤٦

معاني‌ المفردات‌.......................................................... ١٤٦

جزاء المفسدين‌ ‌في‌ ‌الإرض‌................................................. ١٤٧

كيف‌ نفسر «قسوة» ‌هذا‌ التشريع‌!........................................ ١٥٤

‌الآية‌ [٣٥].................................................................. ١٥٦

معاني‌ المفردات‌.......................................................... ١٥٦

اتقوا ‌الله‌ وابتغوا إليه‌ الوسيلة............................................... ١٥٧

الآيتان‌ [٣٦ ـ ٣٧]........................................................... ١٦١

معاني‌ المفردات‌.......................................................... ١٦١

‌لا‌ فدية للكافرين‌ يوم القيامة.............................................. ١٦١

الآيات‌ [٣٨ ـ ٤٠]........................................................... ١٦٣

معاني‌ المفردات‌.......................................................... ١٦٣

مناسبة النزول‌........................................................... ١٦٣

حدّ السرقة ‌في‌ الإسلام‌................................................... ١٦٥

‌بين‌ حدّ السّرقة والمصلحة العامة........................................... ١٦٧

كيفية القطع‌............................................................ ١٦٨

الآيات‌ [٤١ ـ ٤٣]........................................................... ١٧١

٤١٥

معاني‌ المفردات‌.......................................................... ١٧٢

القران‌ والتصدي‌ الواقعي‌ لظاهرة النفاق‌..................................... ١٧٣

‌لا‌ سبيل‌ ‌إلي‌ هداية ‌من‌ ‌لم‌ يأخذ بأسباب‌ الهداية.............................. ١٧٤

و‌إن‌ حكمت‌ فاحكم‌ بالعدل‌.............................................. ١٧٨

ماذا نستوحي‌ ‌من‌ ‌هذه‌ الآيات‌!............................................ ١٧٩

هل‌ يجوز تحاكم‌ ‌غير‌ المسلم‌ عند القاضي‌ المسلم‌!............................. ١٨١

الآيات‌ [٤٤ ـ ٥٠]........................................................... ١٨٣

معاني‌ المفردات‌.......................................................... ١٨٤

مناسبة النزول‌........................................................... ١٨٥

التوراة والإنجيل‌ والقرآن‌ كتب‌ هدي‌ ونور.................................... ١٨٦

مدخل‌ عام‌............................................................. ١٨٧

للكافر درجات‌ ومراتب‌................................................... ١٨٨

شرعة القصاص‌ ‌في‌ التوراة................................................. ١٨٩

التشديد ‌في‌ القصاص‌ لحفظ الأمن‌ الاجتماعي‌............................... ١٩٠

العفو كمبدإ للعلاقات‌ الإنسانية........................................... ١٩١

ظلم‌ الحاكم‌ أخطر ‌من‌ ظلم‌ المحكوم......................................... ١٩١

الإنجيل‌ كتاب‌ هدي‌ أيضا................................................. ١٩٢

هل‌ لأحكام‌ الإنجيل‌ سيادة ‌في‌ وقتنا الحاضر!................................. ١٩٤

اليهود والنصاري‌ سواء ‌في‌ رفض‌ الدين‌ الحق‌.................................. ١٩٥

وقفة ‌مع‌ صاحب‌ الميزان‌................................................... ١٩٦

القرآن‌ مهيمن‌ ‌علي‌ ‌ما عداه‌............................................... ١٩٧

وجوب‌ التزام‌ الحق‌ ‌في‌ الحكم‌............................................... ١٩٨

المراد بالشرعة والمنهاج‌.................................................... ١٩٨

موقع‌ شرعة اليهود والنصاري‌ ‌من‌ شريعة الإسلام............................. ١٩٩

فكرة الابتلاء وتعدد الشرائع‌............................................... ٢٠١

٤١٦

تأكيد ‌علي‌ الحكم‌ ‌بما‌ أنزل‌ ‌الله‌............................................. ٢٠٢

تحذير للرسول‌ ‌من‌ مغبة الافتتان‌............................................ ٢٠٣

الآثار الاجتماعية للذنوب‌................................................ ٢٠٣

الحكم‌ حكمان‌: حكم‌ الجاهلية وحكم‌ ‌الله‌................................... ٢٠٥

ماذا نستوحي‌ ‌من‌ ‌هذه‌ الآيات‌!............................................ ٢٠٨

الآيات‌ [٥١ ـ ٥٣]........................................................... ٢١١

معاني‌ المفردات‌.......................................................... ٢١١

مناسبة النزول‌........................................................... ٢١٣

أسس‌ العلاقة ‌مع‌ اليهود والنّصاري‌......................................... ٢١٤

المحبة والتعاون‌ أساس‌ قوة العلاقات‌ الإنسانية................................. ٢١٥

المناعة الداخلية ضرورة إزاء العلاقة ‌مع‌ اليهود................................ ٢١٦

المراد ‌من‌ كلمة الولاية..................................................... ٢١٨

المنافقون‌ وتولّي‌ ‌غير‌ المسلمين‌............................................... ٢١٨

عبر ‌لا‌ بدّ منها للمسلمين‌................................................. ٢٢٠

‌الآية‌ [٥٤].................................................................. ٢٢١

معاني‌ المفردات‌.......................................................... ٢٢١

المؤمنون‌ المخلصون‌ واستبدالهم‌ بالمرتدّين‌...................................... ٢٢٢

الآيتان‌ [٥٥ ـ ٥٦]........................................................... ٢٢٦

معاني‌ المفردات‌.......................................................... ٢٢٦

مناسبة النزول‌........................................................... ٢٢٧

خط الولاية الّذي‌ يجب‌ التزامه‌............................................. ٢٢٨

ولاية الإمام‌ علي‌ّ ‌من‌ خلال‌ ‌الآية‌........................................... ٢٢٩

لمحة خاطفة ‌عن‌ المناقشات‌ حول‌ الفكرة..................................... ٢٣١

الآيتان‌ [٥٧ ـ ٥٨]........................................................... ٢٣٣

٤١٧

معاني‌ المفردات‌.......................................................... ٢٣٣

مناسبة النزول........................................................... ٢٣٤

الحرب‌ المعنوية ضد المسلمين‌............................................... ٢٣٤

الكفر ومشكلة الجهل‌.................................................... ٢٣٧

الآيات‌ [٥٩ ـ ٦٣]........................................................... ٢٣٨

معاني‌ المفردات‌.......................................................... ٢٣٨

مناسبة النزول‌........................................................... ٢٤٠

دعوة ‌إلي‌ محاورة أهل‌ الكتاب‌.............................................. ٢٤١

ماذا نستوحي‌ ‌من‌ ‌هذه‌ الآيات‌!............................................ ٢٤٤

التمايز ‌بين‌ العمل‌ والصنع‌................................................. ٢٤٥

الآيات‌ [٦٤ ـ ٦٦]........................................................... ٢٤٧

معاني‌ المفردات‌.......................................................... ٢٤٧

مناسبة النزول‌........................................................... ٢٤٩

‌الله‌ ‌في‌ التصوّر اليهودي‌................................................... ٢٤٩

حقد اليهود المستعصي‌................................................... ٢٥١

اليهود محكومون‌ بالعداوة فيما بينهم‌ ‌إلي‌ يوم القيامة........................... ٢٥٢

حروب‌ اليهود لن‌ تحقق‌ أغراضها........................................... ٢٥٣

اليهود سعاة فساد....................................................... ٢٥٤

‌الله‌ ‌لا‌ يحب‌ المفسدين‌.................................................... ٢٥٥

الإيمان‌ مدخل‌ لتكفير الذنوب‌............................................. ٢٥٦

إقامة حكم‌ ‌الله‌ أساس‌ للرخاء الاجتماعي‌................................... ٢٥٧

ليس‌ ‌کل‌ اليهود والنصاري‌ سواء........................................... ٢٥٨

‌الآية‌ [٦٧].................................................................. ٢٦٠

مناسبة النزول‌........................................................... ٢٦٠

٤١٨

الثبات‌ ‌في‌ حمل‌ الرسالة.................................................... ٢٦٧

كيف‌ نستوحي‌ ‌هذه‌ ‌الآية‌!................................................ ٢٦٨

ماذا يستوحي‌ العاملون‌ لله‌ ‌من‌ ‌ذلک‌ كله‌!................................... ٢٦٩

‌الآية‌ [٦٨].................................................................. ٢٧٢

معاني‌ المفردات‌.......................................................... ٢٧٢

مناسبة النزول........................................................... ٢٧٢‌

المعني‌ الحقيقي‌ للانتماء ‌إلي‌ الكتب‌ السماوية................................. ٢٧٣

الحقد والحسد ‌في‌ أساس‌ الجمود والكفر..................................... ٢٧٤

‌لا‌ تحزن‌ ‌علي‌ الكافرين‌.................................................... ٢٧٦

‌الآية‌ [٦٩].................................................................. ٢٧٧

مقياس‌ الأمن‌ يوم القيامة.................................................. ٢٧٧

تفسير الآيتان‌ [٧٠ ـ ٧١]..................................................... ٢٧٩

معاني‌ المفردات‌.......................................................... ٢٧٩

نقض‌ بني‌ إسرائيل‌ ميثاقهم‌ ‌مع‌ اللّه‌.......................................... ٢٨٠

الآيات‌ [٧٢ ـ ٧٧]........................................................... ٢٨٢

معاني‌ المفردات‌.......................................................... ٢٨٣

المسيح‌ يشهد ‌علي‌ نفسه‌ بالعبودية......................................... ٢٨٤

التثليث‌ انحراف‌ ‌عن‌ وحدانية اللّه‌........................................... ٢٨٥

دعوة ‌إلي‌ التوبة.......................................................... ٢٨٦

المسيح‌ ‌رسول‌ وأمّه‌ صديقة................................................ ٢٨٦

نهي‌ ‌عن‌ الغلو ‌في‌ الدين‌ واتباع‌ الأهواء....................................... ٢٨٨

الآيات‌ [٧٨ ـ ٨١]........................................................... ٢٨٩

معاني‌ المفردات‌.......................................................... ٢٨٩

مناسبة النزول‌........................................................... ٢٩٠

٤١٩

عدم‌ النهي‌ ‌عن‌ المنكر يؤدي‌ ‌إلي‌ خراب‌ المجتمعات............................ ٢٩١

ولاية الكافرين‌ ‌لا‌ تلتقي‌ والإيمان‌ باللّه‌ ورسوله‌................................ ٢٩٢

الآيات‌ [٨٢ ـ ٨٦]........................................................... ٢٩٥

معاني‌ المفردات‌.......................................................... ٢٩٥

مناسبة النزول‌........................................................... ٢٩٦

النصاري‌ الأقرب‌ مودة للذين‌ آمنوا......................................... ٢٩٩

اليهود غدر دائم‌ بالمسلمين‌............................................... ٣٠٠

اليهود وعقدة الزهو والغرور............................................... ٣٠١

النصاري‌ ‌في‌ منتجع‌ القيم‌ الروحية........................................... ٣٠٢

الديانات‌ السماوية وعقد أصحابها......................................... ٣٠٤

التواضع‌ للحق‌ أساس‌ الانفتاح‌ ‌علي‌ الآخر................................... ٣٠٥

الآيتان‌ [٨٧ ـ ٨٨]........................................................... ٣٠٩

مناسبة النزول‌........................................................... ٣٠٩

حديث‌ ‌لا‌ يخلو ‌من‌ مبالغة................................................. ٣١١

الإسلام‌ يوازن‌ ‌بين‌ الدنيا والآخرة........................................... ٣١١

الاستقامة ‌أن‌ تأخذ بجوانب‌ الرفعة والإلزام‌................................... ٣١٣

‌لا‌ تحرّموا طيبات‌ ‌ما أحل‌ ‌الله‌............................................... ٣١٤

كلوا الحلال‌ الطيب‌...................................................... ٣١٦

‌الآية‌ [آية ٨٩]............................................................... ٣١٧

معاني‌ المفردات‌.......................................................... ٣١٧

مناسبة النزول‌........................................................... ٣١٨

اليمين‌ التزام‌ أمام‌ ‌الله‌..................................................... ٣١٨

اليمين‌ قسمان‌: لغو وعقد................................................ ٣١٩

اليمين‌ مؤشر التزام....................................................... ٣٢١‌

٤٢٠