إعراب القراءات الشّواذ - ج ١

محبّ الدين عبدالله بن الحسين البغدادي [ أبي البقاء العكبري ]

إعراب القراءات الشّواذ - ج ١

المؤلف:

محبّ الدين عبدالله بن الحسين البغدادي [ أبي البقاء العكبري ]


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: المكتبة الأزهريّة للتراث
الطبعة: ١
ISBN: 977-315-069-0
الصفحات: ٤٤٨
الجزء ١ الجزء ٢

مثل : «قاتل قتالا» (١).

٢٩ ـ قوله تعالى : (بِالْقِسْطاسِ)

يقرأ ـ بكسر القاف ـ وهى لغة (٢).

٣٠ ـ قوله تعالى : (وَلا تَقْفُ)

يقرأ ـ بواو ، بعد الفاء ـ لفظه لفظ الجمع ، وليس المراد به الجمع ، بل فيه وجهان :

أحدهما : أنه أشبع الضمة ، فنشأت منه الواو.

والثانى : أنه جعل الواو ـ فى الأصل ـ مضمومة كما يضم الحرف الصحيح ، ثم جزمه ، بحذف الحركة (٣).

ويقرأ ـ بضم القاف ، وسكون الفاء ـ وماضيه «قاف» قيل : هو مقلوب من «قفا ، يقفو» : إذا تتبع ، وقيل : هو من «القافة» وهو : التتبع بنظر ، واستدلال.

٣١ ـ قوله تعالى : (وَالْفُؤادَ)

يقرأ ـ بفتح الفاء : مهموزا ، وغير مهمز ، وكأنه لغة ، وأن ترك الهمز فتخفيف ، لأنها مفتوحة ، قبلها ضمة ، أو فتحة (٤).

__________________

(١) قال أبو حيان : «والزنا» الأكثر فيه القصر ، ويمد لغة ، لا ضرورة ...» ٦ / ٣٣ البحر المحيط.

ويقول أبو البقاء : «... الأكثر القصر ، المد لغة ، وقد قرئ به.» ٢ / ١٩ التبيان.

(٢) قال جار الله : «وقرئ بالقسطاس» ـ بالضم ، والكسر ..» ٢ / ٩٦٥ الكشاف «والقسطاس» : العدل ، كلمة رومية ، معربة انظر كتابنا «المهذب ..» ص ١٢٢.

(٣) قال أبو البقاء :

«ولا تقف» : الماضى منه «قفا» إذا تتبع ، ويقرأ بضم القاف ، وإسكان الفاء ، مثل «تقم» وماضيه «قاف يقوف» إذا تتبع أيضا.» ٢ / ٨٢٠ التبيان وانظر الكشاف ٢ / ٦٦٩. وانظر ٦ / ٣٦ البحر المحيط.

(٤) قال أبو حيان :

وقرأ الجراح العقيلى «والفواد» ـ بفتح الفاء ، والواو : قلبت الهمزة واوا ، بعد الضمة فى الفؤاد ، ثم استصحب القلب مع الفتح ، وهى لغة فى الفؤاد ، وأنكرها أبو حاتم ، وغيره ... ش ٦ / ٣٦ البحر المحيط ، وانظر ٢ / ٢١ المحتسب.

٤٢١

٣٢ ـ قوله تعالى : (مَرَحاً)

يقرأ ـ بكسر الراء ـ على أنه اسم فاعل ، من الفعل «مرح» ، مثل : «نصب ، فهو نصب» ، وفتح الراء مصدر ، فى موضع الحال (١).

٣٣ ـ قوله تعالى : (تَخْرِقَ)

يقرأ ـ بكسر الراء ، وضمها ولغتان (٢).

٣٤ ـ قوله تعالى : «سيئة».؟

يقرأ ـ بألف ـ على الجمع ، أى : سيئات ما ذكره فى هذه الآيات (٣).

٣٥ ـ قوله تعالى : (وَلَقَدْ صَدَّقَ)

يقرأ ـ بالتشديد ، والتخفيف ـ والمعنى واحد ، إلا أن فى التشديد تكثيرا.

٣٦ ـ قوله تعالى : (لِيَذَّكَّرُوا)

يقرأ ـ بالتخفيف ، والتشديد ـ من «ذكره».

٣٧ ـ قوله تعالى : (يَنْزِعُ)

يقرأ ـ بكسر الزاى ـ وهى لغة ، مثل «نبح ، ينبح ، وينبح» (٤).

__________________

(١) قال أبو البقاء :

«مرحا» ـ بكسر الراء حال ، وبفتحها مصدر فى موضع الحال ، أو مفعول له.» ٢ / ٨٢٢ البيان» وانظر ٢ / ٦٦٧ الكشاف.

(٢) قال جار الله : «وقرئ» لن تخرق» ـ بضم الراء ـ.» ٢ / ٦٨٨ الكشاف.

(٣) فى التبيان : «يقرأ بالتأنيث ، والنصب ، أى : كلما ذكر من المناهى ، وذكّر مكروها على لفظ «كل» أو لأن التأنيث غير حقيقى.» ٢ / ٨٢٢.

(٤) قال أبو حيان :

«وقرأ طلحة «ينزع» ـ بكسر الزاى ـ قال أبو حاتم : لعلها لغة ، والقراءة بالفتح ، وقال صاحب اللوامح : هى لغة ، وقال الزمخشرى : هما لغتان ، نحو : يعرشون ويعرشون» ٦ / ٤٩ البحر المحيط ، وانظر الكشاف ٢ / ٦٧٢.

٤٢٢

٣٨ ـ قوله تعالى : (الَّذِينَ يَدْعُونَ) :

يقرأ ـ بالتاء ، والياء ـ وكذلك (يَبْتَغُونَ) ـ بالتاء ـ على الخطاب ، والياء ـ على الغيبة.

ويقرأ «يدعون» ـ بضم الياء ، وفتح العين ـ علي ما لم يسم فاعله ، والمراد :

الأصنام ، أو رؤساؤهم من الشياطين ، أو الإنس (١).

٣٩ ـ قوله تعالى : (النَّاقَةَ مُبْصِرَةً) :

يقرأ «مبصرة» ـ بالرفع ـ على أنه خبر مبتدأ ، محذوف ، أى : هى مبصرة.

ويقرأ ـ بفتح الميم ، والصاد ـ منصوبا ـ وقد ذكرناها فى قوله : «(آيَةَ النَّهارِ) (٢) بهذه السورة الكريمة.

٤٠ ـ قوله تعالى : (وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ) :

يقرأ ـ بالرفع ـ على أنه مبتدأ ، و (فِي الْقُرْآنِ) خبره (٣).

٤١ ـ قوله تعالى : (وَنُخَوِّفُهُمْ) :

يقرأ ـ بالياء ـ أى : يخوفهم الله.

٤٢ ـ قوله تعالى : (لَأَحْتَنِكَنَّ) :

يقرأ ـ بكسر اللام : إما هى لغة فى لام القسم ، أو جعلها بمعنى «كى» وأكد ، لأنه يشبه القسم.

__________________

(١) التوجيه ظاهر.

(٢) قال أبو البقاء :

«مبصرة» ، أى : ذات إبصار ، أى : يستبصر بها ، وقيل : مبصرة : دالة ، كما يقال : للدليل مرشد ، ويقرأ ـ بفتح الميم ، والصاد ، أى : تبصرة.» ٢ / ٨٢٦ التبيان.

(٣) قال أبو البقاء : «... وقرئ شاذا بالرفع ، والخبر محذوف ، أى : فتنة ، ويجوز أن يكون الخبر «فى القرآن» ٢ / ٨٢٦.

وانظر ٢ / ٦٧٦ الكشاف.

٤٢٣

٤٣ ـ قوله تعالى : (وَرَجِلِكَ)

يقرأ ـ بإسكان الجيم ـ وهو جمع «راجل» ، مثل «تاجر» وتجر و ـ بكسر الجيم ، قيل : المراد به : «الرّجّالة» ـ أيضا ـ وقيل : هو من قولهم : شعر رجل» : إذا كان سهلا ، مسترسلا ، أى : بخيلك ، ومن تيسر من رجالك.

ويقرأ ـ بكسر الراء ، وسكون الجيم ـ وهو : إما أن يكون بمعنى : القطعة ، مثل : «رجل من الجراد» ، وإما أن يكون نقل حركة الجيم إلى الراء ، وسكن ، كما قالوا فى «فخد فخذ».

ويقرأ ـ بضم الراء ، والتشديد ، وبألف ـ وهو جمع «راجل» أيضا ، مثل «كافر ، وكفّار».

ويقرأ «ورجالك» ـ بكسر الراء ، وألف خفيفة ـ جمع «رجل» (١).

٤٤ ـ قوله تعالى : «فنغرقكم».

يقرأ ـ فى المشهور ـ بالنون ، مشدّدا ، ومخففا ـ وهو ظاهر.

ويقرأ ـ بالتاء ـ وهو إسناد الفعل إلى «الريح».

ويقرأ : ـ بالياء ـ مشدّدا ، ومخففا ـ : فإما أن يعيده إلى «الريح» ؛ لأنها جنس ، والتأنيث غير حقيقى ، وإما أن يعيده إلى الله (٢).

٤٥ ـ قوله : (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ)

يقرأ ـ يضم الياء ، وفتح العين ، وواو بعدها ـ وكل : بالرفع.

__________________

(١) قال أبو الفتح :

«ومن ذلك قراءة الحسن ، وأبى عمرو ـ بخلاف ، وعاصم ـ بخلاف : بخيلك ورجلك» .. الرجل : الرجال ، وعليه قراءة عكرمة ، وقتادة «ورجالك» وقالوا : ثلاثة «رجلة ، ورجلة» ومثله : الأراجيل ، والمرجل ...» ٢ / ٢١ ، ٢٢ المحتسب.

وقال أبو البقاء :

«يقرأ بسكون الجيم ، وهم «الرجالة» ويقرأ بكسرها ، وهو «فعل» من «رجل يرجل» إذا صار راجلا ، ويقرأ «ورجالك» أى : بفرسانك ، ورجالك» ٢ / ٨٢٧ التبيان.

(٢) فى الكشاف : «فتغرقكم» ـ بالتاء ـ أى : الريح ، وبالنون ...» ٢ / ٦٨٠.

٤٢٤

والأصل : «يدعى» ، ثم إنه وقف على لغة من قال : «هذه أفعو» ، ثم أجرى الوصل مجرى الوقف (١).

٤٦ ـ قوله تعالى : (تَرْكَنُ)

قد ذكر فى هود (٢) الآية ١١٣ (وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا)

٤٧ ـ قوله تعالى : (يَلْبَثُونَ)

يقرأ (٣) ـ بضم الياء ، والتشديد ـ على ما لم يسم فاعله.

ويقرأ كذلك ، إلا أنه ـ بفتح الياء ـ والأشبه : أن يكون الأصل «يلتبثون».

ثم أدغم اللام في التاء ، مثل «يخطف» وقد ذكر فى سورة البقرة الآية ٢٠.

٤٨ ـ قوله تعالى : (خَلْفَكَ).

يقرأ ـ بكسر الخاء ، وبألف ـ أى : بعدك.

ويقرأ ـ بكسر الخاء ، من غير ألف ـ والأشبه : أنه بمعنى المفتوح ، لغة (٤).

ويجوز أن يكون بمعنى «يخلفونك» مثل قوله تعالى : (اللَّيْلَ وَالنَّهارَ خِلْفَةً) [الفرقان : ٦٢] ، ثم حذف الهاء.

ويقرأ ـ بضم الخاء ، مشدّدا ، بألف ـ وهو : جمع «خالف» مثل «كافر ، وكفار».

__________________

(١) ذكر أبو البقاء أوجها ، نلخصها فيما يلى :

ـ ظرف لما دل عليه قوله : «ولا يظلمون فتيلا» أى : لا يظلمون يوم ندعوا.

ـ ظرف لما دل عليه قوله : «متى هو»؟.

ـ ظرف لقوله : «فتستجيبون».

ـ هو بدل من «يدعوكم».

ـ مفعول «أى اذكروا يوم ندعوا».

وقرئ بياء مضمومة ، وواو بعد العين ، ورفع «كل». ٢ / ٨٢٨ التبيان.

(٢) انظر ٢ / ٨٢٩ التبيان.

(٣) نقص فى (أ) «يقرأ بضم الياء .. إلى يلتبثون» وانظر القراءات فى التبيان ٢ / ٨٢٩.

(٤) فى التبيان : «خلافك» وخلفك : لغتان بمعنى ، وقد قرئ بهما.» ٢ / ٠٨٩.

٤٢٥

٤٩ ـ قوله تعالى : (ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ)

يقرأ «شفاء ورحمة» ـ بالنصب ـ أى : ما هو يشفى شفاء ، يوجب رحمة (١).

٥٠ ـ قوله تعالى : (تَفْجُرَ)

يقرأ ـ بفتح التاء ، وضم الجيم ـ من «فجر يفجر» ـ من غير تشديد ، والتشديد ؛ للتكثير (٢).

٥١ ـ قوله تعالى : (أَوْ تُسْقِطَ السَّماءَ)

يقرأ ـ بفتح التاء ، وضم القاف ـ و «السماء» ـ بالرفع ـ على نسبة الفعل إليها.

٥٢ ـ قوله تعالى : (كِسَفاً)

يقرأ ـ بفتح الكاف ، وسكون السين ـ وهو مصدر ـ فى الأصل ـ يريد : مكسوفة أى : مقطعة (٣).

٥٣ ـ قوله تعالى : «فاسأل»

يقرأ ـ «فسأل» ـ على أنه فعل ماض ، مناسب لقوله : إذ جاءهم.

٥٤ ـ قوله تعالى : (لَقَدْ عَلِمْتَ)

يقرأ ـ بفتح التاء ـ على الخطاب ، أو ـ بضمها ـ على الإخبار عن نفسك (٤).

__________________

(١) فى التبيان : «... وأجاز الكسائى «ورحمة» ـ بالنصب ـ عطفا على «ما» ٢ / ٨٣٠.

(٢) تفجر : تفتح ، وقرئ «تفجر» بالتخفيف ..» ٢ / ٦٩٣ الكشاف وانظر ٢ / ٨٣٢ التبيان.

(٣) «كسفا» يقرأ ـ بفتح السين ، وهو جمع كسفة ، مثل : «قربة ، وقرب» وبسكونها ، وفيه وجهان.

أحدهما وهو مخفف من المفتوحة ، أو مثل «سورة ، وسور».

وثانيهما : هو واحد على فعل ، بمعنى مفعل ، وانتصابه على الحال من السماء ، ولم يؤنثه لأن تأنيث السماء غير حقيقى ، أو لأن السماء بمعنى «السقف ...» ٢ / ٨٣٢ التبيان.

(٤) قال أبو البقاء :

«... ـ بالفتح ـ على الخطاب ، أى : علمت ذلك ، ولكنك عاندت ، وبالضم أى أنا غير شاك فيما جئت به «٢ / ٨٣٤ التبيان».

٤٢٦

٥٥ ـ قوله تعالى : (أَيًّا ما تَدْعُوا)

يقرأ ـ بألف ، من غير تنوين ـ وذلك : على إجراء الوصل مجرى الوقف (١).

٥٦ ـ قوله تعالى : (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ)

ـ بفتح اللام ـ وذلك : أنه حركه بالفتح من أجل الضمة قبلها.

وهى قراءة ضعيفة.

٥٧ ـ قوله تعالى : (فِي الْمُلْكِ)

يقرأ ـ بضم الميم ، وكسرها ـ وهو ظاهر (٢).

__________________

(١) قال جار الله :

«والتنوين فى «أيّا» عوض عن المضاف إليه ، و «ما» صلة للإبهام المؤكد لما فى «أى» أى هذين الاسمين سميتم ، وذكرتم» ٢ / ٧٠٠ الكشاف.

وقال أبو حيان :

«وأى» هنا شرطية.

والتنوين : قيل : عوض عن المضاف ، و «ما» زائدة مؤكدة وقيل «ما» شرط ، ودخل شرط على شرط.

وقرأ طلحة بن مصرف «أيا من تدعو» فاحتمل أن يكون «من» زائدة على مذهب الكسائى إذ قد ادعى زيادتها في قوله :

يا شاة ما قنص لمن حلت له

 ...

واحتمل أن يكون جمع بين أدائى شرط على وجه الشذوذ ، كما جمع بين حرفى جر نحو قول الشاعر :

فأصبحن لا يسألننى عن بما به

 ...

٦ / ٩٠ البحر المحيط. وانظر ٢ / ٨٣٦ التبيان.

(٢) انظر المختار ، مادة (م ل ك).

٤٢٧

سورة الكهف

١ ـ قوله تعالى : (قَيِّماً) :

يقرأ ـ بكسر القاف ، وفتح الياء ، مخففا ـ.

يجوز : أن يكون جمع «قيمة» ، بمعنى : القائم ، أى : الثابت ، المستقيم ، كقوله تعالى : (أَمْوالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللهُ لَكُمْ قِياماً) [النّساء : ٥] ، (الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرامَ قِياماً) [المائدة : ٩٧]. على قراءة من قرأها كذلك.

ويجوز : أن يكون أصله «قياما» مصدر «أقام ، يقوم» أى : ثبت ، ثم حذف الألف ، كما قالوا فى «خيام خيم» (١).

٢ ـ قوله تعالى : (مِنْ لَدُنْهُ) :

فيه قراءات ، ذكرت فى «آل عمران» (٢). حذ وقوله «من لدنك» الآية ٨.

٣ ـ قوله تعالى : (وَيُبَشِّرَ) :

فيه قراءات ذكرت. فى سورة الإسراء الآية ٩.

٤ ـ قوله : (وَيُنْذِرَ) :

يقرأ ـ بفتح النون ، والتشديد ـ ، وماضيه «نذّر» بمعنى «أنذر».

__________________

(١) قال أبو البقاء :

«قيما» : فيه وجهان :

أحدهما : هو حال من الكتاب ، وهو مؤخر عن موضعه ، أى : أنزل الكتاب قيّما ، وفيه ضعف ؛ لأنه يلزم منه التفريق بين بعض الصلة ، وبعض ؛ لأن قوله تعالى «ولم» معطوف على «أنزل» ، وقيل : «قيما» حال ، ولم يجعل حال أخرى.

والوجه الثانى : أن «قيما» منصوب بفعل محذوف ، تقديره جعله قيما ، فهو حال أيضا ، وقيل : هو حال ـ أيضا ـ من الهاء فى «ولم يجعل له ، والحال مؤكدة ، وقيل : منتقلة» ٢ / ٨٣٧ التبيان ، وانظر ٢ / ٧٠٢ الكشاف ، وانظر ٦ / ٩٦ البحر.

(٢) انظر التبيان ٢ / ٨٣٧.

٤٢٨

٥ ـ قوله تعالى : (كَبُرَتْ كَلِمَةً) :

يقرأ «كلمة» ـ بالرفع ـ على أنه فاعل «كبرت» ، و «تخرج» صفة لها (١).

٦ ـ قوله تعالى : (إِلَّا كَذِباً) :

يقرأ «كذبا» ـ برفع بضم الكاف ، والذال ـ وهو جمع «كذوب» وهو حال (٢).

٧ ـ قوله تعالى : (باخِعٌ نَفْسَكَ) :

يقرأ ـ بالإضافة ـ وهى فى تقدير التنوين.

٨ ـ قوله تعالى : (إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا) :

يقرأ ـ بفتح الهمزة ـ على تقدير : لأن لم يؤمنوا ، وهى مخففة من الثقيلة ، أى : لأنهم لم يؤمنوا (٣).

٩ ـ قوله تعالى : (وَهَيِّئْ لَنا) :

يقرأ ـ بياء ، ساكنة ، مكان الهمزة ـ وهو على الإبدال ، والتخفيف ؛ لأنها همزة ، ساكنة ، قبلها كسرة (٤).

١٠ ـ قوله تعالى : (سِنِينَ عَدَداً) :

يقرأ ـ بألف ـ فى الوصل ، والوقف ، وهذا : على إجراء الوصل مجرى الوقف ، ويبعد أن يكون «فعلى» من العدد ، مثل «جمزى» ؛ لأن ذلك لا يعرف

__________________

(١) قال أبو البقاء :

«كبرت» الجمهور : على ضم الباء ، وقد أسكنت تخفيفا». ٢ / ٨٣٨ التبيان.

(٢) انظر المختار ، مادة (ك ذ ب).

(٣) قال أبو البقاء :

«الجمهور : على «إن لم» بالكسر ، على الشرط ، ويقرأ بالفتح ، أى : لأن لا يؤمنوا». ٢ / ٨٣٨ التبيان ، وانظر ٦ / ٩٨ البحر المحيط.

(٤) قال أبو حيان :

«وقرأ أبو جعفر ، وشيبة ، والزهرى «وهيى ، ويهيى» بياءين من غير همز ، يعنى : أنه أبدل الهمزة الساكنة ياء ...» ٦ / ١٠٢١ البحر المحيط.

٤٢٩

إلا بسماع (١).

١١ ـ قوله تعالى : (لِنَعْلَمَ) :

يقرأ ـ بياء ، مرفوعة ـ على ما لم يسم فاعله (٢).

١٢ ـ قوله تعالى : (وَيُهَيِّئْ لَكُمْ) :

يقرأ ـ بفتح الياء ، وهمزة ساكنة بعدها ، على لفظ ما لم يسم فاعله.

وفى القائم مقام الفاعل وجهان :

أحدهما : هو مضمر ، دل عليه ما قبله ، أى : ويهيّأ لكم نشر الرحمة ، أو التّرحّم ، أو الكهف ، ويكون «مرفقا» حالا.

والثانى : أن تكون «من» زائدة ، على قول الأخفش (٣) ، أى : ويهيّأ لكم أمركم ، ويكون «مرفقا» : إما حالا ، وإما مفعولا ثانيا ، ويجعل «هيّأ» بمعنى «صيّر» (٤).

١٣ ـ قوله تعالى : «تزاور» :

يقرأ «تزور» ـ بفتح التاء ، والزاى ، والواو مشدّدة ، خفيفة الراء ، مثل «تقدم» وأصله «تتزور» ، والتشديد للتكثير ، وأصلها «تزور» مثل «تصول» ، ومعناه : تحيد عن كهفهم (٥).

__________________

(١) انظر ٥ / ٣٩٨٠ الجامع لأحكام القرآن.

(٢) التوجيه ظاهر.

(٣) الأخفش :

«سعيد بن مسعدة ، أبو الحسن الأخفش الأوسط.

وهو أحد الأخافش الثلاثة المشهورين ، الأخفش الأكبر ، والأوسط ، والأصغر ، ورابع الأخافش ، المذكورين فى هذا الكتاب ... مولى بنى جاشع بن دارم من أهل بلخ ... سكن البصرة ... وقرأ على سيبويه ، وكان أسن منه ... وهو أحفظ من أخذ عن سيبويه ... مات سنة عشر ، أو خمس عشرة ، أو إحدى وعشرين ، ومائتين.» ١ / ٥٩٠ ، ٥٩١ بغية الوعاة.

(٤) انظر ٥ / ٣٩٨٤ الجامع لأحكام القرآن.

(٥) قال القرطبى : «وقرأ أهل الحرمين ، وأبو عمرو «تزّاور» بإدغام التاء فى الزاى ، والأصل (تَزاوَرُ) ـ

٤٣٠

١٤ ـ قوله تعالى : (وَنُقَلِّبُهُمْ) :

يقرأ «تقلبهم» ـ بفتح التاء ، مخففا ـ وماضيه «قلب».

ويقرأ كذلك ، إلا أنه بالنّون ، أى : فنحن نفعل ذلك (١).

١٥ ـ قوله تعالى : (لَوِ اطَّلَعْتَ) :

يقرأ ـ بضم الواو ـ وقد ذكر فى قوله : «لو استطعنا» (٢).

١٦ ـ قوله تعالى : (بِوَرِقِكُمْ) :

يقرأ ـ بكسر الواو ، والراء ، وإدغام القاف فى الكاف ـ.

والوجه فيه : أن أصله «ورق» ـ بكسر الراء ـ فكسروا الواو إتباعا لكسرة الراء ، وإدغام القاف فى الكاف.

ويقرأ كذلك ، إلا أن الراء ساكنة.

ويقول بعضهم على هذه القراءة : القاف مدغمة ، وليس بشىء ؛ لأن ذلك يوجب الجمع بين ساكنين ، وليس الأول حرف مدّ ، وإنما يريدون به : إخفاء القاف ، وإذا خفيت كان لفظها موجودا ، إلا أنها ساكنة ، أو قريبة من الساكن.

ويقرأ ـ بفتح الواو ، والراء ، مظهرا ـ والورق : المال ، والدرهم ـ أيضا (٣).

__________________

ـ وقرأ عاصم ، وحمزة ، والكسائى «تزاور» مخففة الزاى ، وقرأ ابن عام «تزورّ» مثل «تحمرّ» وحكى الفراء «تزوارّ» مثل تحمارّ ، كلها بمعنى واحد.» ٥ / ٣٩٨٥ ، ٣٩٨٦ الجامع لأحكام القرآن ، وانظر ٢ / ٨٤٠ التبيان.

(١) انظر ٢ / ٨٤ التبيان.

(٢) انظر ٢ / ٨٤١ التبيان.

(٣) قال أبو البقاء :

«... وبورقكم : فى موضع الحال ، والأصل : فتح الواو ، وكسر الراء ، وقد قرئ به ، وبإظهار القاف على الأصل ، وبإدغامها ؛ لقرب مخرجها من الكاف ، واختير الإدغام لكثرة الحركات ، والكسرة ، ويقرأ بإسكان الراء ، على التخفيف ، وإسكانها ، وكسر الواو ، على نقل الكسرة إليها ، كما يقال : «فخذ ، وفخذ» ٢ / ٨٤٢ التبيان ، وانظر ٢ / ٢٤ ، ٢٥ المحتسب.

وانظر ٢ / ٧١٠ الكشاف.

٤٣١

١٧ ـ قوله تعالى : (وَلا يُشْعِرَنَّ)

يقرأ ـ بفتح الياء ، وضم العين ـ ، «أحد» ـ بالرفع ـ على أنه فاعل.

١٨ ـ قوله تعالى : (إِنْ يَظْهَرُوا) :

يقرأ ـ بضم الياء ـ على ما لم يسم فاعله.

١٩ ـ قوله تعالى : (غَلَبُوا) :

يقرأ على ما لم يسم فاعله.

٢٠ ـ قوله تعالى : (خَمْسَةٌ) (١) :

يقرأ ـ بفتح الميم ـ والأشبه : أنه لغة ، محمول على «عشرة».

ويقرأ ـ بفتح التاء ـ منونا ـ كأنه قال : ويذكرون خمسة.

ويمكن أن يكون «يقولون» بمعنى «يظنون» ولكنه يضعف ؛ لأن «يظن» يتعدى إلى اثنين ، فإذا ذكر أحدهما لزم ذكر الآخر.

ويمكن أن يجعل قوله «سادسهم كلبهم» الجملة : فى موضع المفعول الثانى.

وفيه بعد ـ أيضا ـ.

٢١ ـ قوله تعالى : (ثَلاثَةٌ رابِعُهُمْ) :

يقرأ ـ بإدغام الثاء فى التاء ـ.

والوجه فيه : أنه سكن الثاء ، ليصح إدغامها فى التاء ، ومثله «لبثت» وفى المنفصل «ابعث تلك» (٢).

__________________

(١) قال أبو حيان :

«وقرأ شبل بن عباد عن ابن كثير بفتح ميم «خمسة» وهى لغة كعشرة.

وقرأ ابن محيصن ـ بكسر الخاء ، والميم ، وبإدغام التاء فى السين ، وعنه أيضا ـ إدغام التنوين فى السين ، بغير غنة.» ٦ / ١١٣ ، ١١٤ البحر المحيط.

(٢) قال أبو الفتح :

«ومن ذلك قراءة ابن محيصن «ثلاث رابعهم كلبهم» بإدغام ثاء ثلاثة فى التاء ، التى تبدل فى ـ

٤٣٢

٢٢ ـ قوله تعالى : (تِسْعاً) :

يقرأ ـ بفتح التاء ـ وهى لغة ، حملت على «عشر» (١).

٢٣ ـ قوله تعالى : (أَسْمِعْ ، وأَبْصِرْ) :

يقرأ ـ بفتح الصاد ، والراء ، والميم ، والعين ـ وذلك على الخبر (٢).

٢٤ ـ قوله تعالى : (وَلا يُشْرِكُ) :

يقرأ ـ بإسكان الكاف ـ وهو من تخفيف المضموم ، كتخفيف الضاد من «عضد» (٣).

٢٥ ـ قوله تعالى : (وَلا تَعْدُ عَيْناكَ) :

يقرأ «عينيك» ـ بالنصب ـ ويكون (تَعْدُ) لازما ، ومتعديا.

ويقرأ «ولا تعدّ» ـ بتشديد الدال ـ «عينيك» ـ بالنصب ، وهو ظاهر.

ويقرأ «تعدّ» ـ بالتشديد ـ و (عَيْناكَ) ـ بالرفع ـ وهو على ما لم يسم فاعله ، والدال مفتوحة (٤).

٢٦ ـ قوله تعالى : (أَغْفَلْنا) :

يقرأ ـ بفتح اللام ـ (قَلْبَهُ) ـ بالرفع ـ.

قال بعض العلماء : وجدنا قلبه غافلا عن ذكرنا إياه ، مثل قولك : «أحمدت

__________________

ـ الوقت هاء من ثلاثة ...» ٢ / ٢٦ المحتسب.

وفى التبيان : «يقرأ شاذا بتشديد التاء على أنه سكن الثاء ، وقلبها تاء ، وأدغمها فى تاء التأنيث ، كما تقول : ابعت تّلك.» ٢ / ٨٤٢ التبيان.

(١) انظر ٢ / ٧١٦ الكشاف.

(٢) انظر ٢ / ٨٤٤ التبيان.

(٣) فى التبيان : «يقرأ بالياء ، وضم الكاف على الخبر عن الله ، وبالتاء على النهى أى : أيها المخاطب.» ٢ / ٨٤٤ التبيان.

(٤) «الجمهور على نسبة الفعل إلى العينين ، وقرأ الحسن «تعدّ عينيك» بالتشديد والتخفيف ، أى : لا تصرفها.» ٢ / ٨٤٥ التبيان.

٤٣٣

الرجل» : إذا أصبته محمودا.

ويجوز أن يكون معناه : أهملنا قلبه ؛ بسبب إهمال ذكرنا.

ويجوز أن يكون قوله : (عَنْ ذِكْرِنا) بدلا ، أى : أهملنا ذكرنا ، وزاد «عن» (١).

٢٧ ـ قوله تعالى : (فُرُطاً) :

يقرأ ـ بإسكان الراء ـ وأصله الضم ، وسكن تخفيفا.

٢٨ ـ قوله تعالى : (وَقُلِ الْحَقُّ) :

يقرأ ـ بفتح اللام ـ وقد ذكر.

٢٩ ـ قوله تعالى : (نُضِيعُ) :

يقرأ ـ بفتح الضاد ، وكسر الياء ـ مشدّدا ، يقال : «أضاع ، وضيّع» (٢).

٣٠ ـ قوله تعالى : (يُحَلَّوْنَ) :

يقرأ ـ بضم الياء ، وفتح اللام ، مخففا ـ وماضية «أحلى» وهو فى المعنى مثل «حلّى» ، إلا أن المشدد للتكثير.

ويقرأ ـ بفتح الياء ، وضم اللام ، مخففا ـ وهو من «حلا يحلو» : إذا حسن فى العين ، وحلى فى النفس.

ويجوز أن يكون من «حلوته كذا» : إذا أعطيته حلوانا ، ولكنه نسبه إليهم (٣).

__________________

(١) قال أبو البقاء :

«أغفلنا» : الجمهور على إسكان اللام ، وقلبه ـ بالنصب ، أى : أغفلناه عقوبة أو وجدناه غافلا ، ويقرأ بفتح اللام ، و «قلبه» بالرفع ، وفيه وجهان :

أحدهما : وجدنا قلبه معرضين عنه.

والثانى : أهمل أمرنا عن تذكرنا.» ٢ / ٨٤٥ التبيان ، وانظر ٢ / ٢٧ المحتسب.

(٢) انظر ٦ / ١٢٢ البحر المحيط.

(٣) انظر المختار ، مادة (ح ل ا).

٤٣٤

٣١ ـ قوله تعالى : (وَإِسْتَبْرَقٍ) :

يقرأ ـ بحذف الهمزة ـ ظن أنها همزة وصل ، فيجوز أن يكون سماه بالفعل ، ويجوز أن يكون أعجميا (١).

٣٢ ـ قوله تعالى : (كِلْتَا) :

يقرأ كلّ ـ بتشديد اللام ، ورفعها ـ أى كل واحد منهما (٢).

٣٣ ـ قوله تعالى : (آتَتْ أُكُلَها) :

يقرأ «آتى أكله» : آتى : ممال «أكله» ـ بالرفع ـ والضمير للمذكر ، وهو راجع إلى «كل».

٣٤ ـ قوله تعالى : (فَجَّرْنا) :

يقرأ ـ بالتخفيف ـ وهو الأصل (٣).

٣٥ ـ قوله تعالى : (خِلالَهُما) :

قد ذكر فى بنى إسرائيل (٤). الإسراء من الآية ٥ «خلال الديار».

٣٦ ـ قوله تعالى : (نَهَراً) :

يقرأ ـ بسكون الهاء ـ وهما لغتان (٥).

٣٧ ـ قوله تعالى : (ثَمَرٌ) :

يقرأ ـ بفتح الثاء ، والميم ـ وهو جنس للثمرة ، مثل «تمرة».

__________________

(١) انظر ٤٠١٤ الجامع لأحكام القرآن.

وفى كتابنا «المهذب ... استبرق : الديباج الغليظ ، بلغة العجم ... ، فالكلمة معربة ، وفى القاموس المحيط ، مادة (السبرق) : «... والاستبرق : الديباج الغليظ» فارسىّ معرب.».

(٢) وهى قراءة عبد الله «كل الجنتين آتى أكله.» ٢ / ٧٢١ الكشاف.

(٣) قال الزمخشرى : «وقرئ : وفجرنا ـ على التخفيف» ٢ / ٧٢١ الكشاف.

(٤) قال أبو البقاء : «وفجرنا» ـ بالتخفيف ، والتشديد ـ.

(٥) انظر المختار ، مادة (ن ه ر).

٤٣٥

ويقرأ ـ بضمتين ـ وهو جمع أثمار ، مثل «حمار ، وحمر» (١).

ويقرأ كذلك ، إلا أن الميم ساكنة ، وهو من تخفيف المضموم.

٣٨ ـ قوله تعالى : «لكن هو الله ربّ».

يقرأ «لكن أنا» ـ بتخفيف النون الأولى ، وزيادة «أنا» بعدها ، وهو الأصل للقراءات كلها ، و «أنا» مبتدأ ، و «هو» ضمير الشأن ، و «الله» مبتدأ ، و «ربّى» خبره ، والجملة : خبر «أنا» والعائد على «أنا» الياء فى «ربى».

ويقرأ «لكنّا» ـ بنون مشددة ، بعدها ألف ـ.

والوجه فيه : أنه ألقى حركة الهمزة من «أنا» على نون «لكن» فانفتحت ، وحذفت الهمزة ، فالتقت النونان ، فأدغمت الأولى فى الثانية ، وأجرى الوصل مجرى الوقف ويقرأ ـ بسكون النّون ـ على أنه حذف «أنا» وجعل «هو» وما بعده جملة ، مثل قولك : «لكن زيد قائم».

ويقرأ ـ بتشديد النون ، من غير ألف فى الوصل ، وهو على الإدغام ، وحذف الألف فى الوصل ، كما تقول : «أنا قائم» (٢).

٣٩ ـ قوله تعالى : (أَنَا أَقَلَّ) :

يقرأ ـ بالرفع ـ ، و «أنا» مبتدأ ، و «أقلّ» خبره ، والجملة : فى موضع المفعول

__________________

(١) سجل الإمام القرطبى القراءات ، ونجملها فيما يلى :

«ثمر» ـ بضم الثاء ، وإسكان الميم ـ قرأ الباقون بالضم فى الحرفين ...» ٥ / ٤٠٢٠ الجامع لأحكام القرآن.

وانظر ٦ / ٢٢٥ البحر المحيط.

(٢) قال أبو الفتح :

«ومن ذلك قراءة أبى بن كعب ، والحسن «لكن أنا هو الله ربى».

وقرأ «لكن هو الله ربى» ساكنة النون من غير ألف عيسى الثقفى ...» ٢ / ٢٩ المحتسب.

وقال أبو البقاء : «لكنا هو» الأصل : لكن أنا ، فألقيت حركة الهمزة على النون.

وقيل : حذفت حذفا ، وأدغمت النون فى النون ، والجيد : حذف الألف فى الوصل ، وإثباتها فى الوقف ؛ لأن «أنا» كذلك ، والألف فيه زائدة ؛ لبيان الحركة ، ويقرأ بإثباتها فى الحالين ...» ٢ / ٨٤٨ التبيان.

٤٣٦

الثانى (١).

٤٠ ـ قوله تعالى : (غَوْراً) :

يقرأ ـ بضم الغين ، والواو ـ وهو مصدر ، مثل «الشكور ، والكفور» (٢).

٤١ ـ قوله تعالى : (وَلَمْ تَكُنْ لَهُ) :

يقرأ ـ بالياء ـ للفصل بين الفاعل ، والمفعول ، ولأن التأنيث غير حقيقى (٣).

٤٢ ـ قوله تعالى : (لِلَّهِ الْحَقِّ) :

يقرأ ـ بكسر القاف ـ على الصفة لله ، والنّصب : على التعظيم ، وبالرفع ، على أنه صفة «للولاية» (٤).

٤٣ ـ قوله تعالى : (عُقْباً) :

يقرأ ـ بإسكان القاف ـ وهو من تخفيف المضموم.

ويقرأ «عقبى» ـ بألف ـ على أنه مؤنث ، غير محال ، ومنهم من يميله (٥).

٤٤ ـ قوله تعالى : (تَذْرُوهُ) :

يقرأ ـ بضم التاء ، وبكسر الراء ، وياء مكان الواو ـ وماضيه «أذرى» (٦).

__________________

(١) الإعراب ظاهر.

(٢) انظر ٦ / ١٢٩ البحر المحيط.

(٣) قال أبو البقاء : «... يقرأ بالتاء ، والياء ، وهما ظاهران.» ٢ / ٨٤٩ التبيان.

(٤) فى التبيان :

«والحق : بالرفع : صفة «للولاية» أو خبر مبتدأ محذوف ، أى : هى الحق ، أو هو الحق ، ويجوز أن يكون مبتدأ ، و «هو خبر» خبره.

ويقرأ بالجر نعتا لله تعالى.» ٢ / ٨٤٩.

(٥) قال جار الله :

«وقرئ «عقبا» ـ بضم القاف ، وسكونها ، و «عقبى» على «فعلى» وكلها بمعنى العاقبة.» ٢ / ٧٢٥ الكشاف.

(٦) فى الكشاف : «وقرئ «تذروه الريح» وعن ابن عباس «تذريه الرياح» من «أذرى» ...». ٢ / ٧٢٥.

٤٣٧

٤٥ ـ قوله تعالى : (نُسَيِّرُ الْجِبالَ) :

يقرأ ـ بفتح التاء ، وسكون الياء ـ «الجبال» ـ بالرفع ـ.

ويقرأ ـ بالنّون ـ و «الجبال» ـ بالنصب ـ.

ويقرأ كذلك ، إلا أنه بالياء ، والفعل لله (عزوجل) (١).

٤٦ ـ قوله تعالى : (وَتَرَى الْأَرْضَ) :

يقرأ ـ بضم التاء ـ و «الأرض» ـ بالنصب ـ والتقدير : ترى أنت يا محمد (٢).

٤٧ ـ قوله تعالى : (فَلَمْ نُغادِرْ) :

يقرأ ـ بالياء ـ أى : فلم يغادر الله.

ويقرأ ـ بضم الياء ، وفتح الدال ـ «أحد» ـ بالرفع ـ على ما لم يسم فاعله.

ويقرأ «يغادر» : حكى الأهوازى : بفتح الياء ، وكسر الدال ـ وهو خطأ (٣).

٤٨ ـ قوله تعالى : (وَوُضِعَ الْكِتابُ) :

يقرأ ـ بفتح الواو ، والضّاد ـ «الكتاب» ـ بالنصب ـ أى : وضع الله.

٤٩ ـ قوله تعالى : (وَما كُنْتُ) :

يقرأ ـ بفتح التاء ـ على أن الخطاب للنبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

__________________

(١) قال جار الله : «قرئ «تسير» من «سيرت» و «نسير» من سيرنا ، «وتسير» من سارت : أى تسير فى الجو ...» ٢ / ٧٢٦ الكشاف.

(٢) انظر الكشاف ٢ / ٧٢٦.

(٣) قال أبو حيان :

«وقرأ الجمهور «نغادر» ـ بنون العظمة ، وقتادة «تغادر» على الإسناد إلى القدرة ، أو إلى الأرض ، وأبان بن يزيد عن عاصم كذلك ، أو بفتح الدال ، مبنيا للمفعول ، «وأحد» بالرفع ، وعاصم كذلك ، والضحاك «نغدر» ـ بضم النون ، وإسكان الغين ، وكسر الدال ...» ٦ / ١٣٤ البحر المحيط.

٤٣٨

ويجوز : أن يكون الخطاب من النبى لله تعالى (١).

٥٠ ـ قوله تعالى : (مُتَّخِذَ) :

يقرأ ـ بالتنوين ـ على إعمال اسم الفاعل ، ولا خلاف أن المضلين جمع.

٥١ ـ قوله تعالى : (عَضُداً) :

القراءة المشهورة هى الأصل ، وفيه أوجه :

أحدها : إسكان الضاد ، وهو من تخفيف المضموم.

والثانى : تخفيفها ، وضم العين ـ وذلك : على نقل الحركة إلى ما قبلها ، وهى الضمة.

والثالث : فتح العين ، وكسر الضاد ـ والأشبه : أن يكون لغة.

والرابع : بفتح العين ، والضاد ـ وهو لغة ـ أيضا (٢).

٥٢ ـ قوله تعالى : (مَصْرِفاً) :

يقرأ ـ بفتح الراء ـ وهو مصدر ، مزيد فيه الميم (٣).

٥٣ ـ قوله تعالى : (قُبُلاً) :

فيه قراءات ، قد ذكرت فى الأنعام (٤). من الآية : ١١١.

__________________

(١) انظر ٢ / ٧٢٨ الكشاف.

(٢) قال أبو البقاء :

«عضدا» يقرأ ـ بفتح العين ، وضم الضاد ، وبفتح العين ، وضمها ، مع سكون الضاد ، والأصل هو الأول ، والثانى تخفيف ، وفى الثالث نقل ، ولم يجمع ؛ لأن الجمع فى حكم الواحد ، إذا كان المعنى أن جميع المضلين ، لا يصلح أن ينزلوا فى الاعتضاد بهم منزلة الواحد ، ويجوز أن يكون اكتفى بالواحد عن الجمع.» ٢ / ٨٥١ التبيان ، وانظر ٢ / ٧٢٨ الكشاف.

(٣) ويقول أبو البقاء «... ويجوز أن يكون مكانا ، ينصرف إليه عنها ...» ٢ / ٨٥٢ التبيان.

(٤) قال جار الله : «... وقرئ «قبلا» أنواعا : جمع «قبيل» و «قبلا» ـ بفتحتين ـ : مستقبلا.» ٢ / ٧٢٩ الكشاف. وانظر ٦ / ١٣٩ البحر المحيط.

٤٣٩

٥٤ ـ قوله تعالى : (مَوْئِلاً) :

يقرأ ـ بكسر الواو ، وتشديدها ، من غير ياء ـ.

والوجه فيه : أنه قلب الهمزة واوا من جنس ما قبلها ، وأدغم.

ويقرأ «مولا» ـ بالتخفيف ، وكسر الواو ـ.

والوجه فيه : أنه ألقى حركة الهمزة على الواو ، وحذفها (١).

٥٥ ـ قوله تعالى : (حُقُباً) :

يقرأ ـ بإسكان القاف ـ وهو من تخفيف المضموم (٢).

٥٦ ـ قوله تعالى : (نَصَباً) :

يقرأ ـ بضم النون ، والصاد ـ وهو لغة.

٥٧ ـ قوله تعالى : (رُشْداً) :

يقرأ ـ بإسكان الشين ، مع فتح الراء ـ وهو مصدر «رشد يرشد» ، ويضعف أن يكون من تخفيف المفتوح.

ويقرأ ـ بضم الراء ، والشين ـ وهو من إتباع الضمّ الضمّ ، ومنهم من يسكن الشين ، وهو الأصل (٣).

٥٨ ـ قوله تعالى : (خُبْراً) :

يقرأ ـ بضم الباء ـ إتباعا لضمة الخاء.

__________________

(١) انظر القراءات فى ٦ / ١٤٠ البحر المحيط.

(٢) انظر المختار ، مادة (ح ق ب).

(٣) قال أبو البقاء :

«ورشدا» مفعول «(تُعَلِّمَنِ) ، ولا يجوز أن يكون مفعول (عُلِّمْتَ) ؛ لأنه لا عائد إذن على «الذى» وليس بحال من العائد المحذوف ؛ لأن المعنى على ذلك يبعد. والرّشد ، والرّشد» لغتان ، وقد قرئ بهما.» ٢ / ٨٥٥ التبيان.

وانظر ٢ / ٧٣٣ الكشاف.

٤٤٠