محبّ الدين عبدالله بن الحسين البغدادي [ أبي البقاء العكبري ]
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: المكتبة الأزهريّة للتراث
الطبعة: ١
ISBN: 977-315-069-0
الصفحات: ٤٤٨
سورة الأنعام
١ ـ قوله تعالى : (فِي قِرْطاسٍ) :
بكسر القاف ، وضمها ـ : لغتان. (١)
٢ ـ قوله : (وَلَلَبَسْنا) :
يقرأ ـ بلامين ، مفتوحين ، وتخفيف الباء ـ وهو المشهور ، واللام الأولى جواب «لو» وقرئ كذلك ، إلا أنه ـ بتشديد الباء للتكثير».
ويقرأ ـ بلام واحدة : خفيفة ، مشددة الباء ومخففة ـ
ووجهه : أنه لم يأت بلام زائدة ، وفيه وجهان :
أحدهما : أن يكون اكتفى بلام «لجعلنا» ، ولم يعدها.
والثانى : أنه استأنفه ، على طريق الإخبار ، أى وقد لبسن.
ويقرأ ـ بتشديد اللام ، وتخفيف الباء.
والوجه فيه : أنه سكن اللام الأولى لما ابتدأ بالواو ، وأدغمها فى اللام الأخرى ، ونظير ذلك تسكينهم لام الأمر ، مع الواو ، والفاء ، كقولك : «واليقم زيد» ، «فليقم زيد» ، ولو ابتدأت بالواو لم يكن فيه إلا الكسر. (٢)
٣ ـ قوله : (اسْتُهْزِئَ) :
يقرأ ـ بكسر الزاى ـ وبياء بعدها ساكنة ـ وذلك تخفيف ، كما قالوا فى «بقى بقى». وقد ذكرناه فى البقرة (٣).
__________________
(١) قال أبو البقاء : «والقرطاس ـ بكسر القاف ، وفتحها ـ لغتان ، وقد قرئ بهما» ١ / ٤٨٢ التبيان ، وسجل لغة ثالثة صاحب القاموس المحيط ، مادة (القرطاس) حيث قال : «القرطاس» مثلثة القاف.» تقرأ بالحركات الثلاث واستكملها أبو البقاء فى التبيان ، وإعراب القراءات.
(٢) قال أبو حيان :
«... وقرأ ابن محيصن «ولبسنا ـ بلام واحدة ، والزهرى : «وللبسنا ـ بتشديد الباء» ٤ / ٧٩ البحر المحيط. وانظر ٢ / ٨ الكشاف.
(٣) وانظر ٤ / ٨٠ البحر المحيط.
٤ ـ قوله : (فاطِرِ السَّماواتِ) :
الجمهور : على الجرّ صفة لاسم الله ، ويقرأ ـ بالرفع ـ على تقدير : «هو فاطر» (١).
٥ ـ قوله : (وَهُوَ يُطْعِمُ) :
فيه ثلاثة أوجه :
ـ ضم الياء ، وكسر العين ، أى : يرزق غيره ما يأكل.
والثانى : فتح الياء ، والعين ـ وماضيه «طعم» أى : أكل ما يجد طعمه ، والضمير عائد إلى الولىّ ، لا إلى الله.
والثالث : ـ فتح الياء ، وكسر العين ـ.
والأشبه : أن يكون لغة فى «طعم ، يطعم».
٦ ـ قوله : (وَلا يُطْعَمُ) :
الجمهور ـ بضم الياء ، وفتح العين ـ يعنى : أن الله يرزق ، ولا يرزق ، أى لا يأكل.
ويقرأ ـ بضم الياء ، وكسر العين ـ وهو يرجع إلى الصنم. (٢)
__________________
(١) قال أبو البقاء : يقرأ بالجر ، وهو المشهور ، وجره على البدل من اسم «الله» وقرئ شاذا بالنصب ، وهو بدل من ولى ...» ١ / ٤٨٤ التبيان. انظر ٤ / ٨٥ البحر المحيط.
وقال جار الله : «وقرئ «فاطر السماوات» بالجر صفة لله ، وبالرفع على المدح ، وقرأ الزهرى «فطر» ٢ / ٩ الكشاف.
(٢) قال أبو البقاء ، فى : «وهو يطعم» ـ بضم الياء ، وكسر العين ، ولا يطعم» ـ بضم الياء ، وفتح العين ، وهو المشهور ، ويقرأ «ولا يطعم» ـ بفتح الياء ، والعين. والمعنى على القراءتين يرجع على الله ، وقرئ فى الشاذ ، وهو يطعم» ـ بفتح الياء ، والعين ولا يطعم ـ بضم الياء ، وكسر العين ، وهذا يرجع إلى الولى ، الذى هو غير الله. ١٢٢ / ٤٨٤ التبيان وانظر ٢ / ٩ الكشاف ، وانظر ٤ / ٨٥ ، ٨٦ البحر المحيط.
٧ ـ قوله : (يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ).
الجمهور : على ـ فتح الميم ـ وكسرها قوم ، وهذا القارئ يجعله مبنيا ، وبكسر الميم ، لالتقاء الساكنين (١). وفيه نظر.
٨ ـ قوله : (وَأُوحِيَ إِلَيَّ) :
الجمهور : على ترك التسمية ، و «القرآن» ـ بالرفع ـ وقرئ «أوحى» على التسمية ، و «القرآن» ـ بالنصب ـ أى أوحى الله إلىّ (٢).
٩ ـ قوله : (آلِهَةً أُخْرى) :
الجمهور : ـ بالمد ، وكسر اللام ـ وهو ظاهر.
ويقرأ : [إلاهة] بقصر المدة ، وكسرها ، ولام مفتوحة ، بعدهما ألف ـ وهو فى الأصل مصدر ، بمعنى العبادة.
وقرأ ابن عباس «ويذرك ، وإلهتك» ، أى : عبادتك ، والتقدير فى الآية ، أنّ مع الله ذوى عبادة أخرى (٣).
١٠ ـ قوله : (وَإِنَّنِي بَرِيءٌ) :
الجمهور : على أن «إنّ» واسمها ، وخبرها.
وقرئ «وأنا» ـ بنون واحدة خفيفة ، بعدها ألف «بريئا» ـ بالنّصب ـ وهذا بعيد ؛ لأن «أنا» مبتدأ ، يحتاج إلى خبر ، وليس فى الكلام ما يصلح أن يكون خبرا ، ولكن يمكن أن يقال : الخبر محذوف ، تقديره : وأنا أومن ، أو أصدّق فيكون «بريئا» حالا ، أى : أصدق مخلصا ، وفيه بعد.
__________________
(١) انظر القراءات فى ٤ / ٨٦ ، ٨٧ البحر المحيط.
وانظر ١ / ٤٨٤ ، ٤٨٥ التبيان.
(٢) قال أبو حيان : «قرأ الجمهور «وأوحى» مبنيا للمفعول ، و «القرآن» مرفوع به ، وقرأ عكرمة ... «وأوحى» مبنيا للفاعل ، والقرآن منصوب به ...» ٤ / ٩١ ، ٩٢ البحر المحيط.
(٣) انظر ٤ / ٩١ ، ٩٢ البحر المحيط.
وقرئ (وَنَحْنُ عُصْبَةٌ) وعلّل بمثل ذلك.
١١ ـ قوله : (ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ) :
ـ بالتاء ـ (فِتْنَتُهُمْ) ـ بالرفع ـ على أنه اسم «كان» والخبر فى الاستثناء.
ويقرأ ـ بنصب «الفتنة» ـ أى : لم تكن الخصلة ، فأنث على المعنى.
ويقرأ ـ كذلك ، إلا أنه بالياء فى «يكن».
فعلى هذا تكون : (فِتْنَتُهُمْ) خبرا ، مقدما. (١)
١٢ ـ قوله : (وَاللهِ رَبِّنا) :
الجمهور : على ـ كسر الباء ـ : إما صفة ، أو بدلا.
ويقرأ كذلك ، إلا أنه بفتح الباء ـ والله يا ربّنا ، فهو قسم.
ويقرأ ـ بضم الاثنين جميعا ـ على الاستئناف ، ويكون قوله : «ما كنّا» غير متعلق بما قبله من الإعراب.
ويقرأ ـ بخفض الهاء ، وضم الباء ـ والوجه فى ذلك : أنه جعل الواو للقسم ، ورفع على تقدير : هو ربّنا (٢)
١٣ ـ قوله : (وَقْراً) :
ـ بفتح الواو وكسرها ـ لغتان (٣).
__________________
(١) قال أبو حيان : «قرأ الجمهور «ثم لم تكن» وحمزة والكسائى بالياء ، وأبى ، وابن مسعود ، والأعمش «وما كان فتنتهم» وطلحة ، وابن مطرف «ثم ما كان» والابنان زيادة وحفص «فتنتهم» بالرفع وفرقة «ثم لم يكن» ـ بالياء ، «وفتنتهم» ـ بالرفع ، وإعراب هذه القراءات واضح ، والجارى منها على الأشهر قراءة ، ثم لم تكن فتنتهم ـ بالياء بالنصب ...» ٤ / ٩٥ البحر المحيط.
وانظر ١ / ٤٨٧ التبيان.
(٢) انظر ٤ / ٩٤ النهر وانظر ١ / ٤٨٧ التبيان.
(٣) انظر ٤ / ٩٤ النهر وانظر ١ / ٤٨٧ التبيان.
(٣) فى المختار مادة (وق ر) : «الوقر» ـ بالفتح الثقل فى الأذن ، وبالكسر الحمل ..»
١٤ ـ قوله : (وَلَوْ رُدُّوا) :
الجمهور : بضم الراء ـ وكسرها قوم ، وأصلها «رددوا» ، فنقل كسرة الدال الأولى إلى الراء (١).
١٥ ـ قوله : (إِذْ وُقِفُوا عَلَى) :
الجمهور : على ترك التسمية ـ
وقرئ ـ بفتح الواو ، والقاف ـ على التسمية (٢).
١٦ ـ قوله : (بَغْتَةً).
الجمهور : بإسكان الغين ، وفتحها ـ : لغتان (٣).
١٧ ـ قوله : (ما فَرَّطْنا) :
الجمهور : بتشديد الراء ـ أى : ما قصّرنا نقضنا.
وقرئ ـ بالتخفيف ـ حيث وقع وهو فى معنى المشدّد.
ويحتمل أن يكون : ما سبق منا لا يصلح ، ويحتمل أن يكون : ما تقدمنا ، ولا سبقنا بشىء قبل وقته (٤).
١٨ ـ قوله : (لا مُبَدِّلَ) :
ـ بالضم ، والتشديد ـ أى : لا بشىء نبدل ما شرعه (٥).
ويقرأ ـ بفتح الميم ، وسكون الباء ، وتخفيف الدال ـ وهو مصدر بمعنى التبديل ، مثل «محشر ، ومضرب» (٦).
__________________
(١) قال أبو حيان : «وقرأ إبراهيم ، ويحيى بن وثاب ، والأعمش «ولو ردوا» بكسر الراء ـ على نقل حركة الدال من «ردد» إلى الراء.» ٤ / ١٠٤ البحر المحيط.
(٢) الإعراب ظاهر.
(٣) فى المصباح المنير مادة (بغت) : «بغته بغتا من باب (نفع) : فاجأه ، «وجاء بغته» أى : فجأة.
(٤) انظر المحتسب ١ / ٢٢٣ فى قراءة قوله تعالى : «وهم لا يفرطون».
(٥) فى (٣) (ما سرعه).
(٦) التوجيه واضح.
١٩ ـ قوله : (قادِرٌ عَلى أَنْ يُنَزِّلَ) :
ـ بالتشديد ، والتخفيف ـ وهو مفهوم (١).
٢٠ ـ قوله : (وَلا طائِرٍ) :
ـ بالجر ـ على لفظ (دَابَّةٍ) و ـ بالرّفع ـ على موضع (مِنْ دَابَّةٍ).
ويقرأ «ولا طير» ـ بتخفيف الياء ، من غير ألف ـ وهو جنس»
٢١ ـ قوله : (يُضْلِلْهُ) :
ـ بلامين ـ الجمهور.
وقرئ : يضلّه» ـ بلام ، مشددة ، مفتوحة ـ وهى لغة جيدة (٣).
٢٢ ـ قوله : (أَرَأَيْتَكُمْ).
فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : الهمز ، مع الياء ـ وهو الأصل ، وتليين الهمزة ، مع الياء وحذف الهمزة. شبه الماضى بالمستقبل ؛ لأنك تقول فى الماضى «رأى» ـ بالهمز ـ وفى المستقبل «يرى» ـ بلا همز ـ
وحسّن ذلك : أن الكلمة قويت بهمزة الاستفهام (٤).
__________________
(١) فى المختار مادة : (ن ز ل) :
«... ونزل ينزل نزولا ، ومنزلا ، وأنزله غيره ، وا استنزل بمعنى ، ونزّله تنزيلا ...».
(٢) قال أبو البقاء : «... معطوف على لفظ «دابة».
وقرئ بالرفع على الموضع.» ١ / ٤٩٣ التبيان.
وانظر ٢ / ٢١ الكشاف. وانظر ٤ / ١١٩ ، ١٢٠ البحر المحيط.
(٣) انظر المختار ، مادة (ض ل ل).
(٤) قال أبو البقاء : «... يقرأ بإلقاء حركة الهمزة على اللام ، فتنفتح اللام ، وتحذف الهمزة ، وهو قياس بطرد فى القرآن ، وغيره ، والغرض منه التخفيف. وأما الهمزة التى بعد الراء فتحقق على الأصل ، وتلين للتخفيف ، وتحذف ، وطريق ذلك : أن تقلب ياء ، وتسكن ، ثم تحذف لالتقاء الساكنين ، قرب ذلك فيها حذفها فى مستقبل هذا الفعل ...» ١ / ٤٩٤ التبيان.
٢٣ ـ قوله : (أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ) :
ـ بالرفع ـ وقرئ «الساعة» ـ بالنّصب ـ والتقدير : أو أتتكم العقوبة الساعة (١).
٢٤ ـ قوله : (فَقُطِعَ دابِرُ) :
الجمهور : على ترك التسمية ، وقرئ بالتسمية ، ونصب «دابر» أى : فقطع الله (٢).
٢٥ ـ قوله : (نُصَرِّفُ الْآياتِ) :
الجمهور ـ بالتشديد ـ للتكثير ، ويقرأ ـ بالتخفيف ـ مع فتح النون ، وفيه وجهان :
أحدهما : هو بمعنى المشدّد ، والثانى : نصرف العقوبات عنكم» (٣).
٢٦ ـ قوله : (يُهْلَكُ) :
الجمهور : على ترك التسمية ، ورفع (الظَّالِمُونَ).
ويقرأ «نهلك» ـ بالنون ـ «القوم الظالمين» ـ بالنّصب فيها ـ وهو ظاهر» (٤).
٢٧ ـ قوله : (مُبَشِّرِينَ) :
يقرأ ـ بالتشديد ـ من «بشّر» و ـ بالتخفيف ـ من «أبشر» (٥) ومنه قوله تعالى : (وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ) (فصلت : ٣٠).
__________________
(١) الإعراب الظاهر.
(٢) الإعراب ظاهر.
(٣) قال أبو حيان : «... وقرأ بعض القراء «كيف نصرف» من «صرف» ثلاثيا. ٤٢٢ / ١٣٢ البحر.
(٤) قال أبو حيان : «وقرأ ابن محيض «هل يهلك» مبنيا للفاعل». ٤ / ١٣٢ البحر.
(٥) فى المختار (مادة (ب ش ر) : «... وبشر الأديم» : أخذ بشرته ، وبابه (نصر). و «بشره» من «البشرى» وبابه «نصر ، ودخل» و «أبشره» ـ أيضا ـ وبشره تبشيرا ، والاسم «البشارة» ـ بكسر الباء ، وضمها ...»
٢٨ ـ قوله : (يَمَسُّهُمُ الْعَذابُ) :
ـ بإسناد الفعل إلى «العذاب».
ويقرأ «نمسّهم العذاب» ـ بضم النون ، وكسر الميم ، «العذاب» ـ بالنصب من قوله : أمسسته كذا» أى : جعلته يمسّه (١).
ومنه الحديث «فإذا وجدتّ الماء ، فأمسسه جلدك».
٢٩ ـ قوله : (مَلَكٌ) :
الجمهور : ـ بفتح اللام ـ وكسرها قوم ـ وهو ظاهر.
٣٠ ـ قوله : (بِالْغَداةِ ، وَالْعَشِيِّ) :
قراءة الجمهور ظاهرة.
ويقرأ ـ «بالغذوة» ـ بضم الغين ، وسكون الدال ، وواو ، وهى لغة.
ويقرأ «بالغدوات» ـ على الجمع ، مع فتح الغين ، والدال ، وهو جمع «غداة» جمع تصحيح ، أعيدت فيه الألف إلى أصلها ؛ لئلا تسقط بالألف الأخرى.
ويقرأ ـ بضم الغين ، والدال ، وبواو على الجمع.
ويقرأ كذلك ، إلا أنه ـ بفتح الدال ـ مثل «حجرات» (٢).
٣١ ـ قوله : (أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ)
ـ بالكسر ، والفتح ـ قد ذكرته فى تعليل السبعة (٣).
__________________
(١) قال أبو حيان : «وقرأ علقمة «نمسهم العذاب» ـ بالنون ـ من «أمس» وأدغم الأعمش «العذاب بما» ، كأبى عمرو ، وقرأ يحيى بن وثاب ، والأعمش : «يفسقون» ـ بكسر السين ..» ٤ / ١٣٣ البحر المحيط.
(٢) قال أبو البقاء :
«... ويقرأ «بالغدوة» ـ بضم الغين ، وسكون الدال ، وواو بعدها ، وقد عرفها بالألف ، واللام ، وأكثر ما تستعمل معرفة علما ، وقد عرفها ـ هنا ـ بالألف واللام.
وأما «العشى» فقيل : هو مفرد ، وقيل : جمع عشية.» ١ / ٤٩٨ التبيان.
قال أبو حيان : «وقرأ الجمهور «بالغداة» ، وقرأ ابن عامر» ... «بالغدوة» .. وقرأ ابن أبى عبلة «بالغدوات ، والعشيات» ـ بالألف فيها ، على الجمع ...» ٤ / ١٣٦ البحر المحيط.
(٣) انظر ٤ / ١٤٠ / ١٤١ البحر المحيط.
٣٢ ـ قوله : (قَدْ ضَلَلْتُ).
يقرأ بكسر اللام الأولى وفتحها ـ وهما لغتان (١)
٣٣ ـ قوله : (وَعِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ) :
يقرأ ـ بالواحد ، والجمع ـ وهو ظاهر (٢).
٣٤ ـ قوله : (وَلا حَبَّةٍ) ، (وَلا رَطْبٍ ، وَلا يابِسٍ).
ـ بالجر ـ فيهن ، حملا على لفظ «ورقة» و «بالرفع» حملا على موضع «من ورقة» (٣).
٣٥ ـ قوله : (تَوَفَّتْهُ) ، و (اسْتَهْوَتْهُ) :
الجمهور : ـ بالتاء ـ على تأنيث الجمع.
ويقرأ ـ بألف ، ممالة ـ ؛ لأن التأنيث غير حقيقىّ (٤).
٣٦ ـ قوله : (يُفَرِّطُونَ) :
ـ بالتشديد ، وكسر الراء ـ أى : لا يقصرون.
ويقرأ كذلك ، إلا أنه ـ بالتخفيف ـ أى : لا يزيدون على المأمور.
__________________
(١) قال أبو حيان : «... وقرأ السلمى ... «ضللت» بكسر فتحة اللام ، وهى لغة ، ... وقرأ يحيى ، وابن أبى ليلى هنا وفى السجدة فى «أإذا ضللنا» ـ بالصاد ـ غير معجمة منقوطة ، ويقال «صل اللحم» أنتن ... ٤ / ١٤٢ البحر.
(٢) انظر ٤ / ١٤٤ ، ١٤٥ البحر المحيط. وانظر ١ / ٥٠٢ التبيان.
(٣) قال أبو البقاء : «من ورقة» فاعل ، «ولا حبة» معطوف على لفظ «ورقة» ولو رفع على الموضع جاز «ولا رطب ، ولا يابس» مثله.
وقد قرئ بالرفع على الموضع» ١ / ٥٠٢ التبيان.
(٤) قال أبو البقاء :
«توفته» يقرأ بالتاء على تأنيث الجماعة ، وبألف ممالة على إرادة الجمع.
ويقرأ ـ شاذا «تتوفاه» على الاستقبال» ١ / ٥٠٣ التبيان وانظر ١ / ٥٠٨ التبيان.
ويقرأ ـ بفتح الياء ، وضم الراء ـ أى : لا يفرط قولهم ، أى : لا يسبق قبل وقته. ـ وكسر الراء قوم ـ والأشبه : أن يكون لغة (١).
٣٧ ـ قوله : (وَلَوْ رُدُّوا)
يقرأ ـ بكسر الراء ـ وقد تقدم ذكره.
٣٨ ـ قوله : (مَوْلاهُمُ الْحَقِّ) :
ـ بالجر ـ على الصفة ، و ـ بالنّصب ـ على إضمار «أعنى» أو تقدير الرّد الحق ، وبالرفع ـ على تقدير : هو الحق (٢).
٣٩ ـ قوله : (يُنَجِّيكُمْ) :
ـ بالتشديد ، والتخفيف ـ وهما ظاهران (٣)
٤٠ ـ قوله : (خُفْيَةً) :
ـ بضم الخاء ، وكسرها ـ لغتان.
وقرئ ـ فى الشاذ ـ «خيفة» ، من «الخوف» : أبدلت الواو ياء ، للكسرة قبلها ، وكذا فى الإعراب (٤).
٤١ ـ قوله : (لَئِنْ أَنْجَيْتَنا) :
ـ على الخطاب ـ و «أنجانا» ـ على الغيبة ـ أى : أنجانا الله (٥).
__________________
(١) قال جار الله : «.. ويفرطون» ـ بالتشديد ، والتخفيف ، فالتفريط : الثوانى ، والتأخير عن الحد ، والإفراط : مجاوزة الحد ، أى : لا ينقصون مما أمروا به ، أو لا يزيدون فيه» ٢ / ٣٢ الكشاف.
(٢) قال جار الله :
«وقرئ «الحق» ـ بالنصب على المدح ، كقولك : الحمد لله الحق» ٢ / ٣٣ الكشاف.
(٣) التشديد للتكثير ، كقاعدة التضعيف.
(٤) قال أبو البقاء :
«ويقرأ ـ بضم الخاء ، وكسرها ، وهما لغتان ، وقرئ «وخيفة» من «الخوف» وهو مثل قوله تعالى (وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً) [من الآية ٢٠٥ من سورة الأعراف] ١ / ٥٠٤ ، ٥٠٥ التبيان.
(٥) فى التبيان «لئن أنجيتنا» على الخطاب ، أى : يقولون «لئن أنجيتنا» ويقرأ «لئن أنجانا» يعلى الغيبة ، وهو موافق لقوله «يدعونه» ١ / ٥٠٥.
٤٢ ـ قوله : (أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً).
يقرأ ـ بفتح الياء ـ من لبس الأمر ، يلبسه» أى : خلطه.
ويقرأ ـ بضم الياء ـ من «ألبسته» أى : جعلته ملتبسا (١).
٤٣ ـ قوله : (وَكَذَّبَ بِهِ) :
الجمهور : على القراءة ـ بغير تاء ـ.
وقرئ شاذا ـ بتاء ـ على تأنيث الجماعة.
٤٤ ـ قوله : (وَإِنْ تَعْدِلْ) :
ـ بالتاء على تأنيث «النفس» و ـ بالياء ـ وإن يعدل الإنسان ، أى : يأتى بعدل السيئات حسنات ، لا يقبل منه
٤٥ ـ قوله : (وَنُرَدُّ عَلى أَعْقابِنا) :
هذا هو المشهور ، وقرئ ـ شاذا ـ «نرتد» والمعنى واضح.
٤٦ ـ قوله : (الشَّياطِينُ) :
قد ذكر فى البقرة (٢) عند قوله تعالى : (وَاتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ) [البقرة : ١٠٢].
٤٧ ـ قوله : (كُنْ فَيَكُونُ) :
الجمهور : ـ بالرفع ـ وقرئ ـ بالنّصب ـ وقد ذكر فى البقرة (٣).
٤٨ ـ قوله : (يَوْمَ يُنْفَخُ) :
يقرأ ـ بالضم ـ على ما لم يسمّ فاعله ، و ـ بالفتح ـ ينفخ الله ، و ـ بالنون ـ «ننفخ» وهو لله ـ أيضا ـ (٤).
__________________
(١) الجمهور : على فتح الياء ، أى : يلبس عليكم أموركم ، فحذف حرف الجر والمفعول ، والجيد ، أن يكون التقدير : يلبس أموركم ، فحذف المضاف ، وأقام المضاف إليه مقامه ، ويقرأ ـ بضم الياء ـ أى : يعمكم بالاختلاف ...» ١ / ٥٠٥ التبيان.
(٢) انظر ١ / ٩٨ ، ٩٩ التبيان.
(٣) انظر ٤ / ١٦١ البحر المحيط.
(٤) انظر ٤ / ١٦١ البحر المحيط.
٤٩ ـ قوله : (الصُّورِ)
ـ بفتح الواو : جمع «صورة».
٥٠ ـ قوله : (عالِمُ الْغَيْبِ).
الجمهور : ـ بالرفع ـ على أنه خبر مبتدأ ، محذوف ، أو فاعل «ينفخ».
ويقرأ ـ بالجرّ ـ على البدل من الهاء ، فى «له الملك» (١).
٥١ ـ قوله : (آزَرَ).
الجمهور : بفتح الراء ـ وهو : بدل من «أبيه» ولم ينصرف للعجمة ، والتعريف ، ويقرأ ـ بالرفع ـ تقديره : يا أزر ، يجعل الهمزة الأولى للنداء (٢).
ويقرأ ـ بهمزتين ، مفتوحتين ، ليس بينهما ألف ، ونصب الراء وتنوينها ـ جعله مصدرا ، ومنهم من يكسر الثانية ، وكل يحتمل أن يكون لغات فيه.
ومن نوّنه أخذه من «الأزر» فهو عربىّ (٣).
٥٢ ـ قوله : (مَلَكُوتَ السَّماواتِ) (٤)
الجمهور : بالتاء ـ وقرى ـ بالثاء ـ وكأنه عبرىّ.
٥٣ ـ قوله : (نُرِي إِبْراهِيمَ).
الجمهور : ـ بالنون ـ ونصب إبراهيم».
__________________
(١) قال أبو حيان : «وقرأ الأعمش «عالم» ـ بالخفض ، ووجهه : على أنه بدل من الضمير فى «له» أو من «رب العالمين» ، أو نعت للضمير فى «له» ، والأجود الأول ؛ لبعد المبدل منه فى الثانى ، وكون الضمير الغائب يوصف ، وليس مذهب الجمهور ، وإنما أجازه الكسائى وحده.» ٤ / ١٦١ البحر المحيط.
(٢) قال أبو الفتح : «آزر» وهى قراءة أبىّ ، وابن عباس ... وقرأ ابن عباس بخلاف «أأذرا» ـ بهمزتين : استفهام ، وينصبهما ، وينون ... وقرأ أبو إسماعيل ... أئزرا» مكسورة الألف منونة ...» ١ / ٢٢٣ المحتسب.
(٣) انظر ٤ / ١٦٤ البحر المحيط.
(٤) قال أبو حيان : «... وقرأ أبو السمال «ملكوت». بسكون اللام ، وهى لغة بمعنى الملك ، وقرأ عكرمة «ملكوث» ـ بالثاء المثلثة [التى عليها نقط ثلاث] وقال : ملكونا باليونانية ، أو القبطية ، وقال النخعى هى ملكونا بالعبرانية ٤ / ١٦٥ البحر.
ويقرأ «يرى» ـ بالياء «إبراهيم» ـ بالرفع «على أنه فاعل (١)
٥٤ ـ قوله : (وَسِعَ رَبِّي) :
ـ بكسر السين ـ ، وفتحها قوم ، وكأنها لغة فيه.
٥٥ ـ قوله : (وَلَمْ يَلْبِسُوا).
ـ بالتخفيف ـ وقرئ ـ بالتشديد ـ ؛ للتكثير (٢).
٥٦ ـ قوله : (نَرْفَعُ دَرَجاتٍ مَنْ نَشاءُ) (٣).
يقرأ ـ بالياء ـ فيهما ، يعنى الله تعالى.
٥٧ ـ قوله : (وَإِلْياسَ).
الجمهور : على إثبات الهمزة ، على مثال «إفعال».
ويقرأ «الياس» ـ فالألف واللام ـ للتعريف ، والاسم «ياس» ، وذلك ظاهر (٤).
٥٨ ـ قوله : «وليسع» :
الجمهور : على الألف ، واللام للتعريف ، و «يسع» كأن الاسم ، أدخلت عليه أداة التعريف.
ويقرأ ـ «واللّيسع» بتشديد اللام ، وإسكان الياء ـ كأن الاسم «ليسع» أدخلت عليه الألف واللام ، وكل هذه أسماء أعجمية (٥).
__________________
(١) وقرئ وكذلك «ترى» ـ بالتاء ـ من فوق ، إبراهيم ملكوت ـ برفع التاء ـ أى : تبصر دلائل الربوبية ...» ٤ / ١٦٥ البحر المحيط.
(٢) التوجية واضح.
(٣) قال أبو البقاء : «ويقرأ بالنون ، والياء ، وكذلك «نشاء» والمعنى ظاهر ...» ١ / ٥١٥ التبيان.
(٤) قال أبو حيان «وقرأ ابن عباس ... بتسهيل همزة «الياس» ٤ / ١٧٣ البحر.
(٥) قال أبو حيان : «قرأ الجمهور «واليسع» كأن «أل» دخلت على مضارع «وسع يسع» فقيل : هو عربى ، ودخلت «أل» عليه.
وقرئ «والليسع» على وزن «فيعل» كضيغم ، والصحيح أنه فى القراءتين أعجمى ، لزمته «أل» فى القراءتين ...» ٤ / ١٧٤ النهر. وانظر ١ / ٥٦١ التبيان.
٥٩ ـ قوله : (وَالْحُكْمَ) :
يقرأ ـ بضم الكاف ـ على الإتباع :
٦٠ ـ قوله : (اقْتَدِهْ) :
فيه قراءات ، قد ذكرت فى السبعة (*).
ويقرأ «اقتد» ـ يغير هاء ـ فى الحالين ، وهو ظاهر ، أى : اقتد بهداهم (١).
٦١ ـ قوله : (وَما قَدَرُوا) :
ـ بالتخفيف ، والتشديد ـ
٦٢ ـ قوله : (حَقَّ قَدْرِهِ) :
ـ بإسكان الدال ، وفتحها ـ ، وهما لغتان (٢).
٦٣ ـ قوله : (وَعُلِّمْتُمْ) :
الجمهور : [وعلّمتم] على ترك التسمية ، مشدّدا ، وقرئ [وعلمتم] على التسمية مخففا.
٦٤ ـ قوله : (عَلى صَلَواتِهِمْ) :
يقرأ ـ بالإفراد ، والجمع ـ وهو ظاهر.
__________________
(*) اتفق جميع القراء على إثبات هاء السكت وقفا على الأصل ، واختلفوا فى إثباتها وصلا فأثبتها فيه ساكنة : نافع ، وابن كثير ، وأبو عمرو ، وعاصم ، وأبو جعفر ، إجراء للوصول مجرى الوقف. وأثبتها مكسورة مقصورة : هشام ، وابن ذكوان بخلف عنه ، والوجه الثانى لابن ذكوان كسرها مع الإشباع «اقتدهى» وجه الكسر أنها ضمير الاقتداء المفهوم من «اقتده» أو ضمير «الهدى» ، وحذفها وصلا ، حمزة ، والكسائى ، ويعقوب ، وخلف العاشر على أن الهاء للسكت ، وهاء السكت من خواص الوقف .. انظر المهذب فى القراءات العشر للدكتور محمد سالم محيسن ج ١ / ٢٠٦ سورة الأنعام مصححه.
(١) قال أبو البقاء : «يقرأ ـ بسكون الهاء ـ وإثباتها فى الوقف ، دون الوصل ، وهى على هذا هاء السكت ، ومنهم من يثبتها فى الوصل ـ أيضا ـ لشبهها بهاء الإضمار. ومنهم من يكسرها ، وفيه وجهان :
أحدهما : هى هاء السكت ـ أيضا ـ شبهت بهاء الضمير ، وليس بشىء.
والثانى : هى هاء الضمير ، والمضمر المصدر ، أى : اقتد الاقتداء ، ومثله :
هذا سراقة للقرآن يدرسة |
|
والمرء عند الرّشاد ، إن يلقها ذيب |
فالهاء ضمير الدرس ، لا مفعول ؛ لأن يدرس قد يتعدى إلى القرآن.
وقيل : من سكن الهاء جعلها هاء الضمير ، وأجرى الوصل مجرى الوقف ، والهاء فى «عليه» ضمير القرآن ، أو التبليغ. ١ / ٥١٧ ، ٥١٨ التبيان.
(٢) انظر التبيان ١ / ٥١٨.
٦٥ ـ قوله : (فُرادى) :
الجمهور : ـ بضم الفاء ، وألف تأنيث ـ مثل «سكارى» ، وهو شاذّ إن جعل واحده فردا ، والجيد ، أن يكون واحده «فردان» مثل «كسلان ، وكسالى ، وسكران وسكارى».
ويقرأ كذلك ، إلا أنه بالتنوين ، وإذا وقفت وقفت على الألف ، المبدلة من التنوين ، وهو «فرّاد» مثل «قوّام» ، وهو جمع شاذ ـ أيضا ـ.
ويقرأ «فراد» ـ بضم الفاء ، من غير ألف فى الأخير ، ولفظه غير لفظ المنصرف ، مثل «ثلاث ، ورباع» وكأنه معدول عن «فرد» مثل «أحاد». ويقرأ «فردى» مثل «سكرى» وواحده «فريد» مثل «صريع ، وصرعى» (١).
٦٦ ـ قوله : (فالِقُ الْحَبِّ) :
ـ بالإضافة ـ ويقرأ ـ بتنوين الأول ، ونصب الثانى ـ على تنوين اسم الفاعل ، وإعماله ، ويقرأ بغير تنوين ، ونصب «الحبّ» (٢)
والوجه فيه :
أنه حذف التنوين ، لالتقاء الساكنين ، كقول أبى الأسود (٣) :
__________________
(١) قال أبو البقاء : «... فرادى : هو جمع فرد ، والألف للتأنيث ، مثل : كسالى» وقرئ فى الشاذ : بالتنوين ، على أنه اسم صحيح ، ويقال فى الرفع «فراد» مثل «توام ، ورخال ... وهو جمع قليل.
ومنهم من لا يصرفه ، يجعله معدولا ، مثل «ثلاث ، ورباع» وهو حال من ضمير الفاعل. ١٢٢ / ٥٢١ التبيان.
وانظر ٢ / ٤٧ الكشاف.
وانظر ٤ / ١٨٢ البحر المحيط.
(٢) وذلك : على إعمال اسم الفاعل فى حالتيه.
(٣) أبو الأسود الدؤلى :
«ظالم بن عمرو بن ظالم ... أبو الأسود الدؤلى ، البصرى.
أول من أسس النحو ... وكان من سادات التابعين ، ومن أكمل الرجال رأيا ، وأسدّهم عقلا ...» مات سنه ٦٩ ه» ٢ / ٢٢ ، ٢٣ بغية الوعاة.
فألفيته غير مستحقب |
|
ولا ذاكر الله إلا قليلا (١) |
فنصب اسم الله :
ويقرأ «فلق» على أنه «فعل» و «الحبّ» مفعول (٢).
٦٧ ـ قوله : (وَمُخْرِجُ ... الْحَيَّ) :
يقرأ ـ بالإضافة ، وبالتنوين ـ ونصب «الحىّ» كالذى قبله.
٦٨ ـ قوله : (فالِقُ الْإِصْباحِ) :
فيه من القراءات ما ذكر قبل فى (فالِقُ الْحَبِّ) ، وفيه «الأصباح» ـ بفتح الهمزة ـ وهو جمع «صبح» مثل «برد ، وأبراد ، وقفل ، وأقفال» (٣).
٦٩ ـ قوله : «وجاعل اللّيل»
يقرأ «جعل» على أنه فعل ماض ، و «الليل» مفعول (٤).
٧٠ ـ قوله : (وَالشَّمْسَ ، وَالْقَمَرَ) :
يقرأ ـ بالجر فيهما ـ عطفا على «الليل» أى : وجاعل الشمس ، والقمر حسبانا.
٧١ ـ قوله : (وَمُسْتَوْدَعٌ) :
ـ بفتح التاء ـ وقرئ ـ بضمها (٥) ، والأشبه : أنه : أتبع التاء ضمة الميم ،
__________________
(١) البيت مشهور مذكور عند كثير من النحاة ، وهو من المتقارب يقول صاحب الكتاب : بعد تسجيل البيت : على النحو التالى :
فالفيته غير مستعتب |
|
ولا ذاكر الله إلا قليلا |
«لم يحذف التنوين استخفافا ، ليعاقب المجرور ، ولكنه حذفه لالتقاء الساكنين ، كما قال رمى القوم ، وهذا اضطرار ...» ١ / ٨٥ ، ٨٦ الكتاب.
وانظر الخصائص ١ / ١٢ ، وابن يعيش ٢ / ٩ ، ٩ / ٣٤ ، الخزانة ٤ / ٥٥٤ ، ٥٥٥.
(٢) وهى قراءة شاذة : انظر ١ / ٥٢٣ التبيان.
(٣) قال أبو البقاء : «... ويقرأ ـ بفتح الهمزة ، على أنه جمع «صبح» كقفل ، وأقفال» ١ / ٥٢٣ التبيان.
(٤) انظر ١ / ٥٢٣ التبيان.
(٥) قال أبو البقاء : «... وأما «مستودع» ففتح الدال ، لا غير. ويجوز أن يكون مكانا يستقر لكم ، وقيل تقديره : فمنكم مستقر.» ١ / ٤٢٥ التبيان.
وقوّى ذلك وقوع الواو بعدها ؛ لأنها من جنس الضمة ، وهذا ليس بقياس ؛ لأنه على وزن «مستفعل».
٧٢ ـ قوله : (خَضِراً) :
قرأ الجمهور : بفتح الخاء ، وكسر الضّاد ـ على أنه صفة ، مثل «حذر ، وفطن».
ويقرأ ـ بضم الخاء ، وفتح الضاد ـ : جمع «خضرة» ، مثل : «غرفة ، وغرف».
٧٣ ـ قوله : (نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا) ـ بالنصب ـ على المفعول :
وقرئ ـ بالياء ، وضمها ، وفتح الراء ، ورفع «الحبّ» ـ على ما لم يسمّ فاعله.
ويقرأ «يخرج» ـ بفتح الياء ، وضم الراء ـ «حبّ» ـ بالرفع ـ على أنه الفاعل.
ويقرأ كذلك ، إلا أنه بنصب «الحبّ» (١).
ووجهه : أنه أضمر الفاعل ، أى : يخرج الخضر حبّا ، فهو منصوب على الحال ويجوز أن يكون تمييزا ، أى : يخرج منه حبه ، مثل «طبت به نفسا».
٧٤ ـ قوله : (قِنْوانٌ) :
ـ بكسر القاف ، وضمها ، وفتحها ـ وهو جمع «قنو» : فالضم ، والكسر ـ على القياس ، والفتح شاذ (٢).
__________________
(١) وقرأ الأعمش ، وابن محيصن «يخرج منه حبّ ، متراكب ، على أنه مرفوع «يخرج» ومتراكب صفة فى نصبه ، ورفعه» ٣ / ٤ / ١٨٩ البحر المحيط.
(٢) قال أبو حيان :
«وقرأ الجمهور «قنوان» ـ بكسر القاف ، وقرأ الأعمش ... بضمها ـ ... وقرأ الأعرج «قنوان» ـ بفتح القاف ...» ١ / ١٨٩ البحر المحيط. وانظر ١ / ٢٢٣ ، ٢٢٤ المحتسب.
٧٥ ـ قوله : (وَجَنَّاتٍ) :
يقرأ ـ بالرفع ـ على تقدير : ويخرج به جنات ، أو ثمّ جنّات ، ومن كسر عطفه على «خضرا» (١).
٧٦ ـ قوله : (انْظُرُوا) :
يقرأ ـ بفتح الهمزة ، وضاد مكسورة ـ أى : أحسنوا إلى ثمره بالتربية ، أو أحسنوا الفكر فيه ، بسبب نضارته.
٧٧ ـ قوله : (ثَمَرِهِ) :
يقرأ ـ بفتحتين ـ وهو جنس الثمرة ، مثل «قصبة ، وقصب».
ويقرأ ـ بضمتين ـ وهو جمع «ثمر» مثل «أسد ، وأسد» (٢).
ويقرأ ـ بإسكان الميم ، بعد الضمة ـ وهو من التخفيف.
٧٨ ـ قوله : (وَيَنْعِهِ).
يقرأ ـ بفتح الياء ، وضمها ـ ويقرأ «يانعه» أى : مدركه ، يقال : «ينعت الثمرة ، وأينعت (٣)».
٧٩ ـ قوله : (شُرَكاءَ الْجِنَّ).
الجمهور : ـ بالنصب ـ على أن يكون «شركاء» المفعول ، «والجن الثانى».
وقرئ «الجنّ» ـ بالرفع ـ على تقدير : هم الجنّ ، وبالجر ، وفيه وجهان :
أحدها : أنه جره بالإضافة ، والمعنى : وجعلوا لله شركاء والجنّ شركاء الله.
__________________
(١) قال أبو البقاء :
«وجنات» ـ بالنصب ـ عطفا على قوله «نبات كل شئ» أى وأخرجنا به جنات ومثله «والزيتون والرمان» ويقرأ ـ بضم التاء على أنه مبتدأ ، وخبره محذوف ، والتقدير «من الكرم جنات ...» ١ / ٥٢٥ التبيان.
(٢) انظر ٤ / ٢٤٨٥ الجامع لأحكام القرآن.
(٣) قال القرطبى : «قرأ محمد بن السميفع «ويانعه» وابن محيصن ، وابن أبى إسحاق «وينعه» ـ بضم الياء ...» ٤ / ٢٤٨٦ الجامع لأحكام القرآن.
والثانى : أن يكون من «الجن» ، كما قرأ ابن مسعود ، إلا أنه حذف الجار ، وأبقى عمله ، كما حكى عن رؤبة ، أنه قيل له : «كيف أصبحت»؟ فقال : «خير» إن شاء الله ، أى : بخير ، وكما جاء فى القسم «الله لأفعلنّ» ـ بالجر من غير تعويض وكما جرت «من» مضمرة ، ولكنه ضعيف على كل حال (١).
٨٠ ـ قوله : (وَخَلَقَهُمْ) :
ـ بفتح اللام ، والقاف ـ وهو ظاهر.
ويقرأ ـ بإسكان اللام ـ وهو اسم معطوف على (شُرَكاءَ) أى : وجعلوا لله من الجنّ شركاء ، وجعلوا خلقه شركاء (٢).
٨١ ـ قوله : (وَخَرَقُوا) :
ـ بالتخفيف ، والتشديد ـ أى : اختلقوا ، وقرئ «بالحاء» والفاء ، مشدّدا ، ومخففا ـ من التحريف ، وهو : تغيير الشىء عن وجهه (٣).
٨٢ ـ قوله : «ولم يكن له»؟ :
ـ بالياء ، والتاء وجازت لمّا فصل ، كما قالوا : «حضر القاضى اليوم امرأة» (٤).
__________________
(١) قال أبو البقاء :
«... وجعلوا» هى بمعنى «صيّروا ، ومفعولها الأول : الجنّ ، والثانى : «شركاء» و «لله» يتعلق «بشركاء» ويجوز أن يكون نعتا «لشركاء» ويجوز أن يكون المفعول الأول «شركاء» و «الجن» بدلا منه. و «لله» المفعول الثانى» ١ / ٥٢٦ التبيان.
وانظر ٤ / ١٩٣ البحر المحيط.
(٢) قال أبو البقاء : «وقرئ فى الشاذ «وخلقهم» ـ بإسكان اللام ، وفتح القاف ، والتقدير : وجعلوا إله خلقهم شركاء». ١ / ٥٢٦ التبيان.
(٣) «وخرقوا» ـ بالتخفيف ، والتشديد للتكثير» ١ / ٥٢٦ التبيان.
وقال أبو الفتح : «ومن ذلك قراءة عمر ، وابن عباس (رضى الله عنهما) «وحرّفوا له» ـ بالحاء والفاء ـ وقال أبو الفتح : هذا شاهد بكذبهم ، ومثله (يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ) [النساء : ٤٩] ، وأصله من الانحراف ، أى : الانعدام عن القصد ...» ١ / ٢٢٤ المحتسب. وانظر ٤ / ١٩٤ البحر المحيط.
(٤) انظر المحتسب ١ / ٢٢٤ ، ٢٢٥.
٨٣ ـ قوله : «دارست».
يقرأ على «فاعلت» أى دارست أهل الكتاب.
ويقرأ كذلك ، إلا أنه بغير ألف ، كما تقول : «درست العلم».
ويقرأ «درست» ـ بضم الدال وتشديد الراء ، وكسرها ـ أى درسك غيرك من أهل الكتاب (١).
ويقرأ كذلك إلا أنه ـ بالتخفيف ـ وفيه وجهان :
أحدهما : هو بمعنى المشدّد.
والثانى : بمعناه مما غيرك أثر صدقك : فحذف المضاف : أى درست آثارك.
ويقرأ «درست» ـ بفتح الدال ، والراء ، وتاء ساكنه ـ مثل «ضربت» أى : درست الآثار ، أى : امّحت.
ويقرأ كذلك ، إلا أنه ـ بضم الراء ـ ، مثل «ظرفت» فبناه على «فعلت».
وفيه بعد.
ويقرأ «درس» ـ على الغيبة ـ أى : درس محمد كتب الأولين.
ويقرأ «درست» ـ بضم الدال ، وكسر الراء ، وتشديدها ، وسكون التاء ـ أى : درست الكتب ، وحذف المفعول الآخر ، أى : درّست الكتب محمدا.
ويقرأ «دارست» ـ بفتح الدال ، وألف بعدها ، وفتح الراء ، وسكون السين ، وضم التاء ـ وفيه وجهان :
أحدهما : تقديره : يقولون عن الله دارست محمدا ـ على الاستهزاء.
والثانى : أن يكون المعنى : يقول الواحد من أهل الكتاب : دارست محمدا ، أى : علمته (٢).
__________________
(١) قال أبو الفتح : «ومن ذلك قراءة ابن عباس ... ورويت عن الحسن «درست» ابن مسعود ، وأبى : «درس» ابن مسعود أيضا ـ «درسن ...» ووجه أبو الفتح القراءات. ١ / ٢٢٥ ، ٢٢٦.
(٢) قال أبو البقاء ـ ذاكرا القراءات : «... دارست» يقرأ بالألف ، وفتح التاء ، أى : دارست أهل الكتاب.