محبّ الدين عبدالله بن الحسين البغدادي [ أبي البقاء العكبري ]
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: المكتبة الأزهريّة للتراث
الطبعة: ١
ISBN: 977-315-069-0
الصفحات: ٤٤٨
يقرأ ـ بقطع الهمزة ـ ورفع «الشركاء» ، أي : وليجمع شركاؤكم أمرهم (١).
٣٩ ـ قوله تعالى : (ثُمَّ اقْضُوا) :
يقرأ ـ بالفاء ، والهمزة ، مقطوعة ـ والماضى «أقضى» أي : أسرعوا ، وقيل : «أفضوا إلى بما تريدون ، من قولك : «أفضيت إليه بسرى» : أي : أطلعته عليه.
ويقرأ ـ بوصل الهمزة ، من «فضى يفضو» أي : أسرع (٢).
٤٠ ـ قوله تعالى : (ما جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ) :
يقرأ ـ بغير ألف ، ولام ـ و ـ بالألف واللام ـ وهو مصدر ، فتعريفه ، وتنكيره متقاربان (٣).
٤١ ـ قوله : (تَبَوَّءا) :
يقرأ ـ بياء مكان الهمزة ـ وذلك على التخفيف ، والقلب ، والإبدال ، ويقرأ ـ كخيال الهمزة ، من غير ياء ـ وهو تخفيف ـ أيضا.
٤٢ ـ قوله تعالى : (اطْمِسْ) :
يقرأ ـ بضم الميم ، وكسرها ـ وهما لغتان : «يطمس ، ويطمس» (٣).
__________________
(١) قال أبو البقاء :
«وأجمعوا ـ بقطع الهمزة ، من قولك : أجمعت على الأمر : إذا عزمت عليه ، إلا أنه حذف حرف الجر ، فوصل الفعل بنفسه ، وقيل : هو متعد بنفسه فى الأصل ، ومنه قول الحارث :
أجمعوا أمرهم بليل فلمّا |
|
أصبحوا أصبحت لهم ضوضاء |
وأما شركاؤكم ، فالجمهور على النصب ، وفيه أوجه ...» انظرها فى ٢ / ٦٨٩ التبيان.
وانظر ١ / ٣١٤ المحتسب.
(٢) فى التبيان : «يقرأ بالقاف ، والضاد من «قضيت الأمر» والمعنى : اقضوا ما عزمتم عليه من الإيقاع بي ، ويقرأ : بفتح الهمزة ، الفاء ، والضاد ، والمصدر فيه الإفضاء ، والمعنى : صلوا إلى ، ولام الكلمة واو ، ويقال : فضا المكان ، يفضوا به إذا اتسع ...» ٢ / ٦٨١.
(٣) انظر التبيان ٢ / ٦٨٢ ، ٦٨٣.
٤٣ ـ قوله تعالى : (أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُما) :
يقرأ ـ على الجمع ـ وهو ظاهر.
٤٤ ـ قوله : (وَلا تَتَّبِعانِّ) :
يقرأ ـ بتشديد التاء الثانية وكسر الباء ـ وقرئ بتسكين التاء الثانية ـ من «تبع ـ يتبع».
ويقرأ ـ بضم التاء الأولى ، وكسر الياء ـ من «أتبع يتبع» بمعنى : أتبع».
ويقرأ ـ بحذف النون ، ويجعله معربا ـ ومن أثبت النون جعلها للتوكيد.
والفعل منها مبني.
٤٥ ـ قوله تعالى : (وَجاوَزْنا) :
يقرأ «وجوّزنا» ـ بتشديد الواو ، ومن غير ألف ـ يقال : «جوّزته ، وجاوزت به ، وتشديد الواو ، عوض عن الياء فى قوله : «ببنى».
وقد جمع بينهما ، كما قالوا : «ذهبت به ، وأذهبت به» (٢).
٤٦ ـ قوله تعالى : (نُنَجِّيكَ) :
يقرأ ـ بالحاء ـ أى : نجعلك فى ناحية عن البحر :
__________________
(١) فى المختار ، مادة (ط م س) :
«... وقد طمس الطريق : باب «دخل ، وجلس ...»
قال أبو حيان :
«... وقرأ السلمىّ ، والضحاك «دعواتكما» ـ على الجمع.
وقرأ ابن السميفع : «قد أحييت دعوتكما» خبرا عن الله تعالى ، ونصب دعوة والربيع «دعوتيكما» وهذا يؤكد قول من قال : إن هارون دعا مع موسى وقراءة «دعوتيكما» تدل على أنه قرأ قد أجبت على أنه فعل ، وفاعل ، ثم أمر بالاستقامة». ٥ / ١٨٧ البحر المحيط.
وانظر ٢ / ٣٦٦ الكشاف. وانظر ١ / ٣١٦ المحتب.
(٢) يقول أبو البقاء :
«... ببنى إسرائيل : الباء للتعدية : مثل الهمزة كقولك : أجزت الرجال البحر.» ٢ / ٦٨٥ البيان.
ويريد أبو البقاء : ـ
ومن قرأ ـ بالجيم ـ قد شدّد ، وضعّف (١).
٤٧ ـ قوله تعالى : (لِمَنْ خَلْفَكَ) :
يقرأ ـ بالقاف ـ وفتح اللام ـ أى : لتكون آية من آيات الله (٢).
* * *
__________________
ـ تقرير الحكم النحوى فى تعدية الفعل القاصر : فإنه يتعدى بالباء ، وبالهمزة ، كما يتعدى بالتضعيف.
انظر كتابنا ـ الباء ـ ص ٦١ ، وما بعدها ...
(١) انظر / ٣١٦ ، ٣١٧ المحتسب.
(٢) التوجيه ظاهر.
سورة هود (عليهالسلام)
١ ـ قوله تعالى : (فُصِّلَتْ) :
يقرأ ـ بفتح الفاء ، والصاد ، والتخفيف ـ بمعنى نزلت من عنده (١).
٢ ـ قوله تعالى : (مِنْ لَدُنْ) :
يقرأ ـ بضم اللام ـ وسكون الدال ، وكسر النون ـ.
أما ضم اللام : فلعله لغة ، وأما الإسكان وكسر النون فيجوز أن يكون لغة ـ أيضا ـ.
ويجوز أن يكون (٢) حرك النّون ؛ لالتقاء الساكنين (٣).
٣ ـ قوله تعالى : (يُمَتِّعْكُمْ) :
يقرأ ـ بالتخفيف ـ من «أمتع» ، وهو بمعنى «متّع» (٤).
٤ ـ قوله تعالى : (وَإِنْ تَوَلَّوْا) :
يقرأ ـ بضم التاء ، والواو ، مشددة ، مضمومة ـ أي : تولّاهم غيرهم.
٥ ـ قوله تعالي : (يَثْنُونَ) :
يقرأ ـ بضم الياء ـ من «أثنى ، يثنى» مثل «يعطون» : أى : يجدونها مثنية ، أو عرّضوها للثنى.
ويقرأ «تثنون» ـ بتاء بعدها ثاء ، ساكنة ، ونون مفتوحة ، وواو ساكنة ،
__________________
(١) وهى قراءة عكرمة ، والضحاك ... «ثم فصلت» ـ بفتحتين خفيفة على لزوم الفصل للآيات ...» ٥ / ٢٠٠ البحر المحيط. وانظر ٢ / ٣٧٧ الكشاف ، وانظر ١ / ٣١٨ المحتسب.
وانظر ٢ / ٦٨٨ البيان.
(٢) فى (أ) نقص (يكون).
(٣) لغة قيس «لدنه» وبلغتهم قرئ «من لدنه» ٢ / ٤٩٣ شرح الأشمونى بتحقيقنا.
(٤) انظر ذلك فى المختار ، مادة (م ت ع).
ونون مكسورة ، بعدها ياء ، على «تفعوعل» ، من «ثنيث» (١).
ويقرأ كذلك ، إلا أنه بالياء ، و (صُدُورَهُمْ) على الوجهين مرفوعة ، على أنه فاعل ، وجاز التذكير لأن التأنيث غير حقيقى ، ومعناه تنثنى».
ويقرأ «تثنئنّ» ـ بفتح التاء ، وسكون الثاء ، وهمزة بين النونين ـ ، مثل «تطمئن» وأصله : «تثنانّ» مثل تحمار» فأبدل الألف همزة ، وأصله من «الثنّ» ، و «الثنة» ، وهو : ما بين السرة ، والعانة ، والمعنى : يخفى (٢) ، ويقرأ كذلك ، إلا أن مكان الهمزة واوا ، وأصله «يفعوعل» من «الثمة» لكنه أدغم النون فى النون.
ويقرأ كذلك ، إلا أن النون الأخيرة خفيفة ، مكسورة.
والوجه : أنه حذف الياء ، واكتفى بالكسرة عنها.
ويقرأ «تثئنون» ـ بهمزة مكسورة ، بعدها واو الجمع ، ونون الرفع ، مثل «يفعلون».
وأمرها مشكل ، إذ ليس فى الكلام «ثأن» ، ولا «ثنئ» ـ بالهمز ـ ويمكن أن يكون أبدل من الألف همزة فى الأصل ، ثم حركها لالتقاء الساكنين.
٦ ـ قوله تعالى : «ليئوس» :
__________________
(١) قال أبو البقاء :
«يثنون» الجمهور : على فتح الياء ، وضم النون ، وماضيه «ثنى». ويقرأ كذلك ، إلا أنه بضم الياء ، وماضيه «أثنى» ولا يعرف فى اللغة ، إلا أن يقال أعرضوها للإثناء ، كما تقول : أبعت الفرس : إذا عرضته للبيع ويقرأ بالياء مفتوحة ، وسكون الثاء ، ونون مفتوحة ، وبعدها همزة مضمومة ، بعدها نون مفتوحة ، مشددة ، مثل يقرءون ، وهو من «تثنيت» إلا أنه قلب الياء واوا ؛ لانضمامها ، ثم همزها ؛ لانضمامها ، ويقرأ «يثنونى» مثل «يعشوشب» وهو «يفعوعل» من «تثنيث» والصدور : فاعل ، ويقرأ كذلك ، إلا أنه بحذف الياء الأخيرة تخفيفا ؛ لطول الكلمة ، ويقرأ ـ بفتح الياء ، والنون ، وهمزة مكسورة بعدها نون مرفوعة ، مشددة ، وأصل الكلمة «يفعوعل» من «الثنى» إلا أنه أبدل الواو ، المكسورة همزة ، كما أبدلت فى «وسادة» فقالوا : «إسادة» وقيل : أصلها «يفعال» ، مثل : «يحمار» فأبدلت الألف همزة ، كما قالوا : «ابياضّ» ٢ / ٦٨٩ ، ٦٩٠ التبيان.
وانظر ١ / ٣١٨ ، ٣١٩ المحتسب ، وانظر ٢ / ٣٧٩ الكشاف ، وانظر ٤ / ٣٢٣٣ الجامع لأحكام القرآن.
(٢) فى (أ) (يخفى).
يقرأ ـ بواوين ـ على إبدال الهمزة واوا.
٧ ـ قوله : (فَرِحَ)
يقرأ ـ بضم الراء ـ وهى لغة (١).
٨ ـ قوله تعالى : (بِعَشْرِ سُوَرٍ) :
يقرأ ـ بتنوين «عشر» ويجعل «سورا» بدل من «عشر».
٩ ـ قوله تعالى : «يوف»؟ :
يقرأ ـ بالياء ـ أي : يوف الله ، ويقرأ كذلك ، إلا أنه على ما لم يسم فاعله ، و «أعمالهم» ـ بالرفع.
ويقرأ كذلك ، إلا أنه بالتاء (٢).
١٠ ـ قوله تعالى : (وَباطِلٌ) :
ـ بالرفع ـ ويقرأ و «بطل» على أنه فعل ماض ، معطوف على الفعل الذى قبله ، ويجوز أن يكون الواو للحال.
ويقرأ ـ بالنصب.
والوجه فيه : أنه جعل «ما» زائدة ، ونصب «باطلا» ليعملون ، وهذا يدل ، على جواز تقديم خبر «كان» عليها ؛ لأن معمول الخبر كالخبر فى ذلك (٣).
١١ ـ قوله : (كِتابُ مُوسى) :
__________________
(١) انظر ٥ / ٢٠٦ المحتسب ، وانظر ٢ / ٦٩١ التبيان.
(٢) قال جار الله :
«وقرئ «يوف» ـ بالياء ـ على أن الفعل لله «عزوجل» ، و «توفّ إليهم أعمالهم» بالتاء على البناء للمفعول ، وفى قراءة الحسن «نوفى» بالتخفيف ، وإثبات الياء ؛ لأن الشرط وقع ماضيا ....» ٢ / ٣٨٤ الكشاف. وانظر ٥ / ٢٠٩ البحر.
(٣) وجاء فى الكشاف :
«وقرئ «وبطل» ـ على الفعل ، وعن عاصم «وباطلا» ـ بالنصب ، وفيه وجهان ، أن تكون «ما» إبهامية ، ويتصب «يعملون» ومعناه : وباطلا ، أى باطل كانوا يعملون ، وأن تكون بمعنى المصدر ، ـ
يقرأ ـ بالنصب ـ على أنه معطوف على الهاء فى «يتلوه» ، أى : ويتلو كتاب موسى.
١٢ ـ قوله تعالى : (مِرْيَةٍ)
يقرأ ـ بالضم ، والكسر ـ وهما لغتان (١).
١٣ ـ قوله : (إِنَّهُ الْحَقُّ).
يقرأ ـ بفتح الهمزة ـ أى : فلا تكن فى شك ؛ لأنه الحق (٢).
١٤ ـ قوله تعالى : (يُضاعَفُ).
يقرأ يضعّف ـ بالتشديد ، من غير ألف ـ وهو ظاهر.
١٥ ـ قوله تعالى : (إِنِّي لَكُمْ)
يقرأ ـ بفتح الهمزة ـ أى : بأنى ، و ـ بالكسر على معنى ، فقال : إنّى (٣).
١٦ ـ قوله تعالى : (أَنُلْزِمُكُمُوها؟)
يقرأ بإسكان الميم ـ.
والوجه فيه : أنه سكن لوقوع الضمة بعد الضمة ، بعد الكسرة ، على نحو التخفيف ، فى «عضد» (٤).
__________________
ـ على ، وبطل بطلانا ما كانوا يعملون ...» ٢ / ٣٨٤ وانظر ٢ / ٢١٠ البحر.
وانظر ١ / ٣٢٠ ، ٣٢١ المحتسب.
(١) فى المختار ، مادة (م ر أ) : «... والمرية : الشك ، وقد يضم ، وقرئ بهما قوله تعالى : (فَلا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ) وانظر ٢ / ٦٩٢ التبيان.
(٢) التوجيه ظاهر.
(٣) قال أبو البقاء :
«يقرأ ـ بكسر الهمزة ـ على تقدير : فقال : إنى وبفتحها على تقدير «بأنى» وهو فى موضع نصب ، أى : أرسلنا «بالإنذار ، أى : منذرا ، ٢ / ٦٩٤ التبيان.
(٤) فى التبيان :
«وقرئ بإسكان الميم الأولى ـ فرارا من توالى الحركات» ٢ / ٦٩٦.
١٧ ـ قوله تعالى : «طارد الذين».
يقرأ ـ بالتنوين ـ فيكون (الَّذِينَ) فى موضع نصب ، لأن اسم الفاعل ـ هنا ـ ، للاستقبال ، فيجوز إضافته ، وتنوينه (١).
١٨ ـ قوله تعالى : (جِدالَنا).
يقرأ بفتح الجيم ـ وهو اسم للمصدر ، مثل «السلام ، والكلام».
ويقرأ «جدلنا» بغير ألف ـ وهو اسم للمصدر ـ أيضا (٢).
١٩ ـ قوله تعالى : (أَنَّهُ لَنْ).
يقرأ ـ بكسر الهمزة ـ على تقدير : قال : إنه.
٢٠ ـ قوله تعالى : (مَجْراها وَمُرْساها).
يقرآن على هذا ، وفيهما ـ بضم الميم ـ ثلاثة أوجه : التفخيم ، والإمالة ، وجعل الألف ياء خالصة ، على أنه اسم فاعل ، من «أجرى ، وأرى».
ويقرآن ـ بفتح الميم ـ وفيهما على هذا الإمالة ، والتفخيم ، وهما مصداران ، مثل :
الإجراء ، والإرساء ، ويجوز أن يكونا بمعنى «الجريان ، والرسوّ» .. (٣).
__________________
(١) قال الزمخشرى :
«وقرئ وما أنا بطارد الذين آمنوا» بالتنوين على الأصل ...» ٢ / ٣٩٠ الكشاف.
(٢) فى التبيان :
«الجمهور : على إثبات الألف ، وكذلك «جدالنا» ، وقرئ «جدلتنا ، فأكثرت جدلنا ، بغير ألف فيهما ، وهو بمعنى : غلبتنا بالجدل.» ٢ / ٦٩٦.
وانظر عمل اسم المصدر فى ٢ / ٢٠١ شرح الأشمونى للألفية ـ بتحقيقنا.
(٣) قال أبو البقاء :
«ويقرأ ـ بضم الميم ، وهو مصدر : أجريت مجرى ، وبفتحهما ، وهو مصدر «جريت ، ورسيت ، ويقرأ ـ بضم الميم ، وكسر الراء ، والسين ، وياء بعدهما وهو صفة لاسم الله (عزوجل).» ٢ / ٦٩٨ التبيان ، وانظر ٥ / ٢٢٥ البحر.
٢١ ـ قوله تعالى : (نُوحٌ ابْنَهُ)
يقرأ ـ بفتح الهاء ـ يريد : ابنها : وحذف الألف ، كما حذفت فى «يا أبت» (١) فيمن ـ فتح التاء ـ.
ويقرأ «ابنها» نسبة إلى المرأة.
وقرئ «ابناه» على الندبة ـ ، والتقدير : «فقال» : «وابناه» ، فحذف للعلم به (٢).
٢٢ ـ قوله : (ارْكَبْ مَعَنا).
يقرأ ـ بالإدغام ، والإظهار ـ وهو ظاهر
٢٣ ـ قوله (الْجُودِيِّ)
يقرأ ـ بإسكان الياء ـ وذلك : على ـ تخفيف ياء النسبة ـ كما قالوا : «لا أكلمك حيرى (٣) دهرى» ، يريد : حيرىّ دهر ـ بالتشديد ـ أى : طول الدهر (٤).
٢٤ ـ قوله تعالى : «فلا تسألنى»
يقرأ ـ بتخفيف السين ، وفتحها ، من غير همز ـ وهذا على لغة من قال : «سال يسال ، وفى الأمر «سل».
__________________
(١) فى (أ) (يا أبتى).
(٢) قال أبو الفتح :
«ومن ذلك قراءة على بن أبى طالب (عليهالسلام) وعروة بن الزبير ... «ونادى نوح ابنه» وروى عن عروة «ابنها» ، وقرأ «ابناه» ممدودة الألف السدى ، على النداء ، وبلغنى أنه على «الترقى» ورد عن ابن عباس «نوح ابنه» حزم ...» ١ / ٣٢٢ المحتسب ، والنظر ٥ / ٢٢٦ البحر المحيط.
(٣) فى (أ) (جيرى دهر) ونقص (دهرىّ).
(٤) قال الفتح :
«ومن ذلك قراءة الأعمش بخلاف : «على الجودى» خفيف.
وقال أبو الفتح : تخفيف ياء الإضافة قليل ، إلا فى الشعر ، أنشدنا أبو على :
بكّى بعينك ، واكف القطر |
|
ابن الحوارى العالى الذّكر |
يريد الحوارىّ ، وروى عنهم ، لا أكلمك حيرى دهر» بتخفيف الياء ، يريد : حيرىّ دهر ؛ وهنا فى النثر ، فعليه قراءة الأعمش : الجودى خفيفا ١ / ٣٢٣ المحتسب.
وأما النون ففيها ثلاثة أوجه :
كسرها ، مع التشديد ، وياء بعدها ـ وبغير ياء ـ ، وفتح النون (١).
٢٥ ـ قوله تعالى : (اهْبِطْ).
يقرأ ـ بضم الباء ـ وهى لغة.
٢٦ ـ قوله : (قالُوا سَلاماً).
فى المشهور ـ بالنصب ـ على معنى «سلموا سلاما» ، ويجوز أن يكون «مفعول قالوا» أى : ذكروا سلاما.
ويقرأ ـ بالرفع ـ أى : سلام عليكم.
ويقرأ «سلما» أى : سلامة ، أى : اسلموا منا (٢).
٢٧ ـ قوله تعالى : (فَضَحِكَتْ).
يقرأ ـ بفتح الحاء ، وكسرها وهما لغتان» (٣).
والوجه فيه : أنه سكن الحاء ، ثم فتحها ، لقرب ما بين الفتحة ، والسكون
٢٨ ـ قوله : (وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ).
يقرأ ـ بالنّصب ، وبالرفع ـ وهما فى السبعة.
ويقرأ «بيعقوب» بزيادة باء الجر ، والتنوين ـ وصرف هذا بعيد ؛ لأنه معرفة أعجمى ، ولا يصح تقدير تنكيره ، وليس من ضرورة الشعر ، فيقال : «صرف ما لا يصرف».
ويحتمل أن يكون عربيا ، سمى باليعقوب (٤) ، الذى هو ذكر القبج ، فيكون
__________________
(١) انظر ٢ / ٧٠١ التبيان.
(٢) انظر ٢ / ٤٠٩ الكشاف.
(٣) انظر ١ / ٣٢٣ ، ٣٢٤ المحتسب.
(٤) فى (أ) (باليعقوبى).
فيه التعريف وحده (١).
٢٩ ـ قوله تعالى : (وَهذا بَعْلِي شَيْخاً)
يقرأ ـ فى المشهور ـ بالنصب ـ ويقرأ ـ بالرفع ـ وفيه عدة أوجه :
أحدها : هو خبر مبتدأ محذوف ، أى : هو شيخ.
والثانى : يجعل «بعلى ، وشيخ» خبرا واحدا ، مثل : «حلو حامض».
والثالث : هو خبر بعد خبر.
والرابع : يجعل «بعلى» بدلا من «هذا» و «شيخ» خبر.
والخامس : يجعل : «بعلى» عطف بيان ل «هذا» و «شيخ» خبر «هذا» (٢).
٣٠ ـ قوله تعالى : (أَطْهَرُ)
يقرأ ـ بالنصب ـ وهو ضعيف ؛ لأن (هُنَّ) لا تعمل فى الحال ، وإن جعلته من الضمير فى (لَكُمْ) لزم أن يعمل الجار فى الحال ، المتقدمة ، وإنما يوجه هذا على أن (هؤُلاءِ) مبتدأ ، و (بَناتِي) (٣) خبره ، و (هُنَّ) مكرر ، وتوكيد ، و (أَطْهَرُ)
__________________
(١) قال جار الله : «يعقوب» رفع بالابتداء ، كأنه قيل : ومن وراء إسحاق يعقوب ، مولود ، أو موجود ، أى : من بعده .. وقرئ «يعقوب» ـ بالنصب ـ كأنه قيل : ووهبنا له إسحاق ، ومن وراء إسحاق يعقوب ...» ٢ / ٤١١ الكشاف.
وجاء فى التبيان :
يقرأ بالرفع ، وفيه وجهان : أحدهما هو مبتدأ ، وما قبله الخبر ، والثانى : هو مرفوع بالظرف ، ويقرأ ـ بفتح الباء ـ وفيه وجهان : ... الفتحة للنصب : عطف على موضع «إسحاق ، أو نصب بفعل محذوف ، دل عليه الكلام» والوجه الثانى : أن الفتحة : للجر ...» ٢ / ٧٠٦ ، ٧٠٧.
(٢) قال أبو البقاء :
«يقرأ شيخ» ـ بالرفع ـ وفيه عدة أوجه : نلخصها فيما يلى :
ـ «هذا» مبتدأ ، «بعلى» بدل منه ، و «شيخ» الخبر ـ «بعلى» : عطف بيان ، و «شيخ» الخبر.
ـ «بعلى» مبدأ ثانيا ، و «شيخ» خبر ، والجملة : خبر هذا ـ بعلى : خبر المبتدأ ، وشيخ خبر مبتدأ ، محذوف ـ شيخ خبر ثان ـ بعلى وشيخ جميعا خبر واحد ، مثل : حلو حامض.
ـ «شيخ» ـ بدل من «بعلى» ٢ / ٧٠٧ ، ٧٠٨ التبيان وانظر ١ / ٣٢٤ المحتسب.
(٣) فى (أ) (وبناتى) مكان الكلمة بياض.
حال من «بناتى» والعامل فيه معنى الإشارة (١).
٣١ ـ قوله تعالى : (أَوْ آوِي)
يقرأ ـ بفتح الياء ـ أى : أن آوى ، وتكون «أن» وما عملت فيه فى موضع نصب عطفا على «قوّة» (٢).
٣٢ ـ قوله تعالى : (رُكْنٍ)
ـ بإسكان الكاف ، وضمها ، على الإتباع.
٣٣ ـ قوله تعالى : (فَأَسْرِ)
يقرأ «فسر» «من السّير» ، وهو فى المعنى كالمشهور (٣).
٣٤ ـ قوله تعالى : (يَجْرِمَنَّكُمْ)
يقرأ ـ بضم الياء ـ من «الجرم» : إذا حمل غيره على الجرم (٤).
٣٥ ـ قوله تعالى : (مِثْلُ ما أَصابَ)
يقرأ ـ بالنصب أى : فى الكلام ، وفيه وجهان :
أحدهما : أن يكون صفة لمصدر محذوف (٥) ، تقديره : أن يصيبهم العذاب إصابة مثل ما أصاب.
__________________
(١) قال أبو البقاء :
«وقرئ فى الشاذ أطهر ـ بالنصب ، وفيه وجهان :
أحدهما : أن يكون «بناتى» خبرا ، و «هن» فصلا ، و «أطهر» حالا.
والثانى : أن يكون «هن» مبتدأ ، و «لكم» خبره ، و «أطهر» : حال ، والعامل فيه ما فى «هن» من معنى التوكيد ـ بتكرير المعنى ، وقيل : العامل «لكم» لما فيه من معنى الاستقرار».
٢ / ٧٠٩ التبيان ، وانظر ١ / ٣٢٥ المحتسب.
(٢) وسوغ القراءة : أبو الفتح بن جنى. انظر ١ / ٣٢٦ المحتسب.
(٣) انظر ٢ / ٧١٠ التبيان.
(٤) انظر ١ / ٣٢٦ المحتسب.
(٥) فى (أ) (المحذوف).
والثانى : أن يكون مبنيا ، مع «ما» وموضعه رفع (١).
٣٦ ـ قوله تعالى : (بَعِدَتْ)
يقرأ ـ بضم العين ـ وهو من «بعد المكان» ومصدره «البعد» ويقوى هذا «ألا بعدا» (٢).
٣٧ ـ قوله تعالى : (يَقْدُمُ قَوْمَهُ)
يقرأ ـ بضم الياء ، وكسر الدال ـ وماضيه ، أقدمهم» ، أى : حملهم على القدوم ، والقراءة المشهورة بمعنى «يتقدمهم».
٣٨ ـ قوله تعالى : (مِنْها قائِمٌ وَحَصِيدٌ)
يقرأ ـ بالنّصب ـ فيهما
والوجه : أنه نصبهما على الحال من الهاء فى (نَقُصُّهُ) ، والعامل «نقصّ» و (مِنْها) لابتداء الغاية ، ويجوز أن يكون (مِنْها) صفة «لقائم» ، تقدمه ، فصار حالا (٣).
٣٩ ـ قوله : (وَما زادُوهُمْ)
يقرأ ـ بضم الزاى ، مع حذف الواو ، على أنه بمعنى «الزاد» التى «تتزود» (٤) أو مما تزودوا غير الفساد ، وهذه القراءة تقتضى أن تكون غير مرفوعة (٥).
٤٠ ـ قوله تعالى : (أَخْذُ رَبِّكَ)
يقرأ «أخذ»؟ على أنه فعل ماض ، و «ربك» فاعل.
__________________
(١) انظر ٢ / ٤٢٢ الكشاف.
(٢) قال أبو البقاء :
«... يقرأ ـ بكسر العين ، ومستقبله يبعد» والمصدر «بعدا» بفتح العين فيهما أى : هلك ، ويقرأ بضم العين ، ومصدره «البعد» وهو من البعد فى المكان.» ٢ / ٧١٢ التبيان.
(٣) سجل أبو حيان ما ذهب إليه أبو البقاء .. انظر ٥ / ٢٦٠ البحر المحيط.
(٤) فى ب (ينزود).
(٥) التوجيه ظاهر.
ويقرأ «إذ أخذ» على أنه ظرف زمان ، يناسب قوله تعالى : (أَخْذُ رَبِّكَ) (١).
٤١ ـ قوله تعالى : (فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا)
يقرأ ـ بضم الشين ـ على ما لم يسمّ فاعله ، وإن لم يستعمل متعديا ، لأنه فى معنى «أشقوا» ، كما قرئ «سعدوا».
ويجوز أن يكون ضم ، كما ضم «سعدوا ، طلبا للتشاكل» (٢).
٤٢ ـ قوله : (لَمُوَفُّوهُمْ)
يقرأ ـ بالتشديد ، والتخفيف ـ وهو مبنى على الفعل ، يقال : «وفّى ، وأوفى»
٤٣ ـ قوله : (وَإِنَّ كُلًّا)
يقرأ ـ بتخفيف النّون ـ ونصب «كل» على أنه أعمل «إن» مخففة ، كالمثقلة ، وهو جائز فى العربية ، ووارد فى الشعر.
«وبالرفع» إما على إلغائها ، وإما على حذف اسمها ، وإما على أن تجعل بمعنى «ما» ويكون «لمّا» بمعنى «إلّا» (٣).
٤٤ ـ قوله تعالى : (لَمَّا)
يقرأ ـ بالتخفيف ـ وهو فى السبعة ، وبالتشديد ـ على تقدير «لممّا».
__________________
(١) قال أبو حيان.
وقرأ أبو رجاء ، والجحدرى «وكذلك أخذ ربك إذ أخذ على أن «أخذ ربك» فعل ، وفاعل ، وإذ ظرف لما مضى ، وهو إخبار عما جرت به عادة الله فى إهلاك من تقدم من الأمم ، وقرأ طلحة بن مصرف ، وكذلك أخذ ربك إذا أخذ ...» ٥ / ٢٦١ البحر المحيط.
(٢) فى البحر المحيط : «وقرأ الحسن شقوا» ـ بضم الشين ، والجمهور بفتحها ، وقرأ ابن مسعود ، وطلحة ابن مصرف ...» سعدوا» ـ بضم السين ، وباقى الجمهور بفتحها ....» ٥ / ٢٦٤.
(٣) قال أبو البقاء :
«يقرأ بتشديد النون ، ونصب «كل» وهو الأصل ، ويقرأ بالتخفيف ، والنصب وهو جيد ؛ لأن إن محمولة على الفعل ، والفعل يعمل بعد الحذف ، كما يعمل قبل الحذف ، وفى خبره «إن» على الوجهين وجهان : أحدهما ، ليوفينهم ، و «ما خفيفة زائدة ؛ لتكون فاصلة بين لام إن ، ولام القسم كراهية ـ
وقد ذكرته فى الإعراب مستوفى (١).
ويقرأ بالتنوين ـ على معنى الجمع ، فيجوز أن يكون وصفا «لكل» على التوكيد ، وأن يكون المعنى : ليوفينهم جميعا ، والعامل فيه فعل محذوف ، أى : ليجازيهم جميعا ، ثم فسره بقوله : (لَيُوَفِّيَنَّهُمْ) ولا ينصبه هذا الفعل ، لأن هذا الجواب ، لا يعمل فيه ما قبله. ويقرأ ليوفيهم» ـ بغير نون ـ فتكون اللام لتوكيد الخبر ، كما قال تعالى «وإن ربك ليحكم بينهم».
٤٥ ـ قوله تعالى : (تَرْكَنُوا).
فيه أربعة أوجه :
أحدها : فتح التاء ، والكاف ـ وماضيه «ركن» ـ بكسر الكاف ـ وهى لغة ، وقيل :
هو مستقبل المفتوحة ، ولكن سمعها من لغته فتح المستقبل ، فجمع بين اللغتين.
والثانية : فتح التاء ، وضم الكاف ـ وماضيهما ـ بالفتح ـ وفى المستقبل اللغتان.
والثالثة : فتح التاء ، وكسر الكاف ـ وماضيه «أركن» ، أى : لا تعرضوا أنفسكم للركون إليهم (٢).
__________________
ـ تواليهما ، كما فصلوا بالألف بين النونات فى قولهم : أحسنانّ عنى» والثانى : أن الخبر «ما» وهى نكرة ، أى لخلق ، أو جمع ، ويقرأ بتشديد الميم ، مع نصب كل ، وفيها ثلاثة أوجه نلخصها فيما يلى : الأصل «لمن ما» ... أنه مصدر «لمّ يلمّ» .. أنه شدد ميم «ما» وهو فى غاية البعد ..» ٢ / ٧١٦ التبيان ، وانظر ١ / ٣٢٨ المحتسب.
(١) وقد نقلناه مع اختصار ....
(٢) قال أبو البقاء :
«يقرأ ـ بفتح الكاف ، وماضيه على هذا «ركن» بكسرها وهى لغة ، وقيل ماضيه على هذا بفتح الكاف ولكنه جاء على «فعل يفعل» بالفتح فيهما ، وهو شاذ ، وقيل : اللغتان متداخلتان ، وذاك أنه سمع من لغته الفتح فى الماضى فتحها فى المستقبل ، على لغة غيره ، وماضيه «ركن» ـ بفتحها.
وانظر ١ / ٣٢٩ المحتسب.
٤٦ ـ قوله تعالى : (فَتَمَسَّكُمُ)
يقرأ ـ بضم التاء ، وكسرها ـ وذلك على لغة من كسر حرف المضارعة.
ويقرأ ـ بضم التاء ، وكسر الميم ـ والتقدير : فتمسّكم النار حرّها ، أو عذابها (١).
٤٧ ـ قوله تعالى : (وَزُلَفاً)
يقرأ ـ يفتح اللام ـ وواحده «زلفة» مثل «ظلمة ، وظلم» ومن كسر اللام جعله جنسا ، مثل «تمره ، وتمر» ومن ضمها أتبع ، ومن قرأه «زلفى» بناه على فعلى ، ومعنى ذلك : طائفة من الليل (٢).
٤٨ ـ قوله تعالى : (أُولُوا بَقِيَّةٍ)
يقرأ ـ بفتح الباء ، وإسكان القاف ، وتخفيف الياء ـ وهو للمرة ، الواحدة ، من «بقى» (٣).
٤٩ ـ قوله تعالى : (وَاتَّبَعَ)
يقرأ ـ بقطع الهمزة ، وضمها ، وإسكان التاء ، وكسر الباء ـ أى : اتبعوا جزاء ما اقترفوا فيه.
__________________
(١) قال أبو البقاء :
«الجمهور على فتح التاء.
وقرئ بكسرها ، وهى لغة ، وقيل هى : لغة فى كل ما عين ماضيه مكسورة ، ولامه كعينه ، نحو «مسّ» أصله «مسست» وكسر أوله فى المستقبل تنبيها على ذلك.» ٢ / ٧١٧ ، وانظر المحتسب ١ / ٣٣٠.
(٢) قال أبو البقاء :
«وزلفا» ـ بفتح اللام ، جمع «زلفة» مثل «ظلمة ، وظلم» ويقرأ بضمها ، وفيه وجهان : أحدهما : أنه جمع زلفة ـ أيضا ـ وكانت اللام ساكنة ، مثل «بسرة ، وبسر» ولكن أتبع الضم الضم ، والثانى : جمع زليف ، وقد نطق به ، ويقرأ بسكون اللام ، وهو جمع زلفة على الأصل ، نحو «بسرة ؛ وبسر» أو هو مخفف من جمع «زليف» ٢ / ٧١٨ التبيان.
وانظر ١ / ٣٣٠ المحتسب ، وانظر ٤ / ٣٣٣٨ الجامع لأحكام القرآن.
(٣) انظر ٥ / ٢٧١ البحر.
٥٠ ـ قوله تعالى : (رَحِمَ رَبُّكَ)
يقرأ ـ بضم الراء ، وكسر الحاء ـ على ما لم يسمّ فاعله.
و «ربك» مرفوع بفعل آخر ، تقديره : كأنه قال : من يرحمه؟ فقال : يرحمه ربّك.
كما قال تعالى : (يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ) [النور : ٣٦] قال : رجال» أى : يسبّحه رجال.
ومنه قول الشاعر (١) :
ليبك يزيد ضارع لخصومة |
|
ومختبط مما تطيح الطوائح |
أى : يبكيه ضارع ...
__________________
(١) الشاعر :
الحارث بن نهيك ، أو نهشل بن مرى».
والبيت من الطويل.
وقد استشهد به صاحب الكتاب (رحمهالله) فى ١ / ١٤٥.
يقول سيبويه :
وإنشاد بعضهم للحارث بن نهيك ، ..
ليبك يزيد ضارع لخصومة |
|
ومختبط مما تطيح الطوائح |
لما قال : «ليبك يزيد» كان فيه معنى «ليبك يزيد ، كما كان فى القدم أنها مسألة كأنه قال : ليبك ضارع ...» / ١٤٥ الكتاب.
والشاهد فيه :
«رفع المضارع بإضمار فعل ، دل عليه ما قبله ، كأنه لما قال : ليبك يزيد علم أن ثمّ باكيا يبكيه ، يجب بكاؤه عليه ، فكأنه قال : ليبك ضارع لخصومة ، ومختبط محتاج ...» ١ / ١٤٥ تحصيل عين الذهب. وانظر المقتضب ٣ / ٢٨٢ ، وانظر ١ / ٢٣٠ ، والخصائص ٢ / ٢٥٣ ، والخزانة ١ / ١٤٧ ، وهمع الهوامع ١ / ١٦٠ ، والدرر اللوامح ١ / ١٤٢.
وانظر شرح الأشمونى ـ بتحقيقنا ـ ١٠١٢.
سورة يوسف (عليهالسلام)
١ ـ قوله تعالى : (يُوسُفُ) :
فيه ست لغات.
ـ ضم السين ، وكسرها ، وفتحها ، من غير همز ـ وكذلك مع الهمز ، وقد قرئ بهن (١)
٢ ـ قوله : (يا أَبَتِ) :
يقرأ ـ بكسر التاء ـ جعلت الكسرة دليلا على الياء المحذوفة ، والتاء ـ فى الأصل ـ بدل منها ، فلم يجمعوا بينهما.
ويقرأ ـ بفتح التاء ـ والأصل : «يا أبتا» فحذفت الألف ؛ لدلالة الفتحة عليها. ويقرأ ـ بالألف وهى بدل من الياء (٢) ، كما قال الشاعر : (٣)
__________________
(١) قال أبو البقاء :
«وفى يوسف ست لغات : ضم السين ، وفتحها ، وكسرها بغير همز فيهن ، وبالهمز فيهن ومثله يونس». ٢ / ٧٣١ التبيان ، وانظر ٢ / ٤٤١ الكشاف ، وانظر ٤ / ٣٣٤٩ البحر المحيط.
(٢) قال أبو البقاء :
«يقرأ ـ بكسر التاء ، والتاء فيه زائدة ، عوضا عن ياء المتكلم ، وهذا فى النداء خاصة ، وكسرت التاء ؛ لتدل على الياء المحذوفة ، ولا يجمع بينهما ؛ لئلا يجممع بين العوض ، والمعوض.
ويقرأ بفتحها ، وفيه ثلاثة أوجه : نلخصها فى الآتى :
أحدها : أنه حذف التاء ، التى هى عوض من الياء ، كما تحذف تاء طلحة فى الترخيم (*) ، وزيدت بدلها تاء أخرى ، وحركت بحركة ما قبلها ... والثانى : أنه أبدل من الكسرة فتحة كما يبدل من الياء ألف ، والثالث : أنه أراد يا أبتا كما جاء فى الشعر : «يا أبتا علك ، أو عساكا» فحذف الألف تخفيفا ، وأجيز ضم التاء لشبهها بتاء التأنيث ... وقيل : الهاء بدل من الألف المبدلة من الياء.
وقيل : زائدة لبيان الحركة.» ٢ / ٧٣١ التبيان. وانظر ٥ / ٢٧٢ البحر المحيط.
(٣) الراجز : رؤبة بن العجاج ، وقد استشهد به كثير من النحاة وفى مقدمتهم سيبويه : فى ١ / ٣٨٨ ، ٢ / ٩٩ والمبرد فى المقتضب فى ٣ / ٧١ ، ...
__________________
(*) الترخيم : حذف آخر المنادى تخفيفا ، والأكثر حذف حرف واحد كما تقول فى عائشة يا عائش ، ويقل حذف أكثر من حرف فتقول فى سلمان يا سلم.
يا أبتا علّك ، أو عساكا.
ويقرأ «يا أبتاه» ـ بالهاء ـ على لفظ النّدبة.
ويقرأ «يا أبت» ـ بضم التاء ، جعله كاسم قائم برأسه ، فضمه فى النداء.
٣ ـ قوله : (إِنِّي ، ولِي) :
يقرأ ـ بفتح الياء فيهما ـ وهو الأصل فى ياء المتكلم.
٤ ـ قوله تعالى : (أَحَدَ عَشَرَ) :
يقرأ ـ بإسكان العين ـ نزل الكلمتين كالكلمة الواحدة ، وتسكين العين لطول الاسم ، وكثرة الحركات (١)
٥ ـ قوله تعالى : (لا تَقْصُصْ) :
يقرأ ـ بصاد واحدة ، مشددة ، والقاف مضمومة ، والضمة هنا ضمة بناء ، مع فتح الصاد ، لأن الفعل مجزوم ، ولما أدغم حرك بمثل حركة الرفع. (٢)
٦ ـ قوله تعالى : (رُؤْياكَ) :
يقرأ ـ بالهمز ـ وهو الأصل ، و ـ بالإمالة ـ من أجل الياء ، و ـ بالواو ـ مكان الهمزة ، لضم ما قبلها.
ويقرأ ـ بتشديد الياء.
والوجه فيه : أن الواو ، والياء اجتمعتا ، وسبقت الأولى بالسكون ، فقلبت ياء ، وأدغمت ، مثل «طويته طيا» ومثل «سيّد ، وميّت».
ويقرأ كذلك ، إلا أنه ـ بكسر الراء ـ إتباعا للياء (٣)
__________________
(١) قال أبو البقاء :
«وأحد عشر» ـ بفتح العين على الأصل ، وبإسكانها على التخفيف ، فرارا من توالى الحركات ، وإيذانا بشدة الامتزاج». ، ٢ / ٧٢٢ التبيان. وانظر ١ / ٣٣٢ المحتسب.
(٢) قال أبو حيان :
«وقرأ زيد بن على «لا تقصّ» مدغما ، وهى لغة تميم ، والجمهور بالفك ، وهى لغة الحجاز.» ٥ / ٢٨٠ البحر.
(٣) قال أبو حيان :
«وقرأ الجمهور «رؤياك» والرؤيا حيث وقعت بالهمز من غير إمالة ، وقرأ الكسائى بالإمالة ، وبغير الهمز ، وهى لغة أهل الحجاز» ٥ / ٢٨٠ البحر المحيط. وانظر ٢ / ٧٢٢ التبيان.
٧ ـ قوله تعالى : (وَنَحْنُ عُصْبَةٌ) :
يقرأ ـ بالنصب ـ وهو ضعيف ، وقد وجه : على أنه حذف الخبر ، وتقدير : ونحن نتعصب عصبة.
فعلى هذا : يكون حالا ، قد سدت سدّ الخبر (١)
٨ ـ قوله تعالى : (غَيابَتِ الْجُبِّ) :
يقرأ ـ فى المشهور ـ بفتح الغين ، وياء خفيفة ، بعدها ألف ، مثل «سلامة» ويقرأ كذلك ، إلا أنه بألف ، على الجمع.
ويقرأ ـ بتشديد الياء ـ مفردا ، وجمعا.
ويقرأ «غيبة» ـ بفتح الياء ، من غير ألف ـ وهو جمع ، مثل «كافر ، وكفرة» ويجوز أن يكون مصدرا ، مثل «الغلبة».
ويقرأ ـ بفتح الغين ، وإسكان الياء ـ أى : فيما غاب من الجبّ ، فالمصدر ـ هنا ـ بمعنى الغائب «كالنجم» بمعنى «الناجم» ، و «الطلع» بمعنى «الطالع».
ويقرأ كذلك ، إلا أنه ـ بكسر الغين ـ إتباعا للياء.
ويجوز أن يكون مصدرا «كالغيلة» ويجوز أن يكون أصلا ، مثل «الدّيمة».
٩ ـ قوله : (الْجُبِّ) : ... (٢)
يقرأ «الجوب» ـ بواو ، وبتخفيف الباء ـ ولا أعلم ما هذا ، ويمكن أن يكون «فعلى» ، من «جاب يجوب» : إذا قطع ، فكأنه جعل الجبّ جوبا ؛ لأنه يحفر ، ويقطع ولو قيل : أبدل الباء الأولى واوا ؛ للضمة قبلها لم يبعد.
__________________
(١) قال أبو البقاء :
«ونحن عصبة» : الجملة حال.
وقرئ فى الشاذ «عصبة» ـ بالنصب ، وهو بعيد ، ووجهه : أن يكون حذف الخبر ونصب هذا على الحال ، أي : ونحن نتعصب ، أو نجتمع عصبة». ٢ / ٧٢٥ التبيان.
(٢) فى المختار ، مادة (ج. ب. ب) :
«الجبّ : البئر ، التى لم تطو : أى : تبنى بالحجارة».