محبّ الدين عبدالله بن الحسين البغدادي [ أبي البقاء العكبري ]
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: المكتبة الأزهريّة للتراث
الطبعة: ١
ISBN: 977-315-069-0
الصفحات: ٤٤٨
٢٢ ـ قوله تعالى : (يَنْحِتُونَ) :
يقرأ ـ بفتح الحاء ـ وهو القياس ، من أجل حرف الحلق (١).
٢٣ ـ قوله تعالى : (الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ) :
يقرأ «الخالق» ، كما قال : «الخالق ، البارئ».
والتكثير حاصل فى المعنى ، ومن قوله : «عليم» (٢).
* * *
__________________
(١) انظر ٤ / ٣٦٦٩ الجامع لأحكام القرآن.
(٢) قال جار الله :
«وفى مصحف أبىّ ، وعثمان : «إن ربّك هو الخالق ، وهو يصلح للقليل ، والكثير ، والخلاق : للكثير ، لا غير ، كقولك : قطع الثياب ، وقطع الثوب ، والثياب ..» ٢ / ٥٨٧ الكشاف.
سورة النّحل
١ ـ قوله تعالى : (فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ)
يقرأ ـ بالياء ـ أى : فلا يستعجله الكفار (١) ، كقوله : (وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذابِ) [الحج : ٤٧].
٢ ـ قوله تعالى : (يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ)
يقرأ ـ بفتح التاء ، والنون ، والزاى ـ أى : تتنزل.
ويقرأ كذلك ، إلا أنه على ما لم يسمّ فاعله ، ويقرأ كذلك ، إلا أنه مخفف ، ويقرأ ـ بفتح التاء ، مخففا ـ و «الملائكة» فى كل هذا مرفوعة.
ويقرأ ـ الياء ، مخففا ، ومشددا ـ ونصب «الملائكة» وهو ظاهر» (٢).
٣ ـ قوله تعالى : (دِفْءٌ) :
يقرأ ـ بتشديد الفاء ، من غير همز ـ وبتخفيفها ، من غير همز.
وقد ذكرنا ذلك فى «جزء» (٣) بسورة البقرة «منهن جزءا».
٤ ـ قوله تعالى : (حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ) :
يقرآن ـ بالتنوين ـ وما بعده يكون صفة له ، والعائد محذوف ، أى :
__________________
(١) قال جار الله :
«وقرئ» تستعجلون» ـ بالتاء ، والياء ـ.» ٢ / ٥٩٢ الكشاف.
(٢) يقول أبو البقاء : «... فيه قراءات ، ووجوهها ظاهرة ..» ٢ / ٧٨٨ التبيان.
ويقول جار الله :
«قرئ» ينزل» ـ بالتخفيف ، والتشديد ، وقرئ «تنزل الملائكة» أى : تتنزل» ٢ / ٥٩٣ الكشاف. وانظر ٥ / ٤٧٣ البحر المحيط.
(٣) يقول أبو البقاء : «... فيه قراءات ، ووجوهها ظاهرة ..» ٢ / ٧٨٨ التبيان.
ويقول جار الله :
«قرئ «ينزل» ـ بالتخفيف ، والتشديد ، وقرئ «تنزل الملائكة» أى : تتنزل ..» ٢ / ٥٩٣ الكشاف. وانظر ٥ / ٤٧٣ البحر المحيط.
تريحون فيه (١) ، وهو كقوله : (وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ) [البقرة : ١٢٣].
٥ ـ قوله تعالى : (بِشِقِّ) :
قرأ ـ بفتح الشين ، وكسرها ـ وهما لغتان (٢).
٦ ـ قوله تعالى : (وَالْخَيْلَ) وما بعده :
يقرأ ـ بالرفع ـ على الابتداء ـ والخبر محذوف ، تقديره : ولكم الخيل ، كما قال (وَلَكُمْ فِيها جَمالٌ) [النحل : ٦].
٧ ـ قوله تعالى : (وَزِينَةً)
يقرأ ـ بغير واو ـ ويجوز أن يكون حالا من الخيل ، وأن يكون من الضمير فى «تركبوها» (٣).
٨ ـ قوله تعالى : (تُسِيمُونَ) (٤) :
يقرأ ـ بضم التاء ـ من «أسام» ، و ـ بفتحها ـ من «سام تسيم» ، وهى لغة (٥).
٩ ـ قوله تعالى : (يُنْبِتُ) :
ويقرأ ـ بالياء ، مخففا ـ فى المشهور.
ويقرأ ـ بكسر الياء ، مشدّدا ـ كذلك ، ويقرأ ـ بالنون ـ كذلك «الزرع» ـ بالنصب ـ على نسبة الفعل إلى الله.
__________________
(١) فى الكشاف «وقرأ عكرمة «حينا تريحون ، وحينا تسرحون» وصف للحين ...» ٢ / ٥٩٤.
(٢) قال أبو البقاء :
«والجمهور على كسر الشين ، وقرئ بفتحها ـ وهى لغة ..» ٢ / ٧٩٠ التبيان.
(٣) فى التبيان : «ويقرأ بغير واو ، وفيه الوجوه المذكورة ، وفيه وجهان آخران :
أحدهما : أن يكون مصدرا فى موضع الحال من الضمير فى «تركبوها».
والثانى : أن يكون حالا من الهاء ، أى : لتركبوها تزينا بها ..» ٢ / ٧٩٠.
(٤) فى (أ) (يسيمون).
(٥) انظر المختار ، مادة (س وم).
ويقرأ ـ بضم الباء ، وفتح الياء ـ «الزرع» ـ بالرفع ـ ، وهو الفاعل (١).
١٠ ـ قوله تعالى : (وَسَخَّرَ لَكُمُ) :
يقرأ ـ بضم السين ـ على ما لم يسم فاعله ، و «الليل ، والنهار» ـ بالرفع ـ وكذلك ما بعده.
ومنهم من يرفع (اللَّيْلَ ، وَالنَّهارَ) وينصب ما بعده ، على تقديره و «سخر» فيكون الثانى مسمى الفاعل.
ويقرأ «سخر» ـ بالفتح ـ (اللَّيْلَ ، وَالنَّهارَ) ـ بالنّصب ـ وهو ظاهر ، والشمس» وما بعده ـ بالرفع ـ على الابتداء ، و (مُسَخَّراتٌ) خبره (٢).
١١ ـ قوله تعالى : «ذرأكم» :
يقرأ ـ بألف ، من غير همز ـ وهو من تخفيف الهمز.
١٢ ـ قوله تعالى : (وَبِالنَّجْمِ) :
يقرأ ـ فى المشهور ـ بفتح النون ، وسكون الجيم ـ يراد به الجنس ، ويقال :
الثريا ، ويقال : الجدى.
ويقرأ ـ بضم النون ، والجيم ـ وفيه وجهان :
أحدهما : أن يكون مثل «سقف ، وسقف».
الثانى : أن يريد «النجوم» ، فحذفت الواو ، كما قالوا فى «الخطوب :
__________________
(١) قال جار الله :
«وعن بعضهم «ينبّت» ـ بالتشديد ، وقرأ أبىّ بن كعب «ينبت لكم به الزرع ، والزيتون والنخيل ، والأعناب ..» ـ بالرفع ـ» ٢ / ٥٩٧ الكشاف.
وانظر ٥ / ٤٧٨ البحر المحيط.
(٢) قال جار الله :
«... قرئت كلها بالنصب ، على «وجعل النجوم مسخرات ، أو على أن معنى تسخيرها للناس : تصييرها نافعة لهم ، حيث يكون بالليل ، ويبتغون من فضله بالنهار ، ويعلمون عدد السنين ، والحساب بمسير الشمس ، والقمر ، ويهتدون بالنجوم ... وقرئ بنصب الليل ، والنهار وحدهما ، ورفع ما بعدهما على الابتداء ، والخبر ، وقرئ «والنجوم مسخرات» بالرفع ، وقبله بالنصب ..» ٢ / ٥٩٧ الكشاف.
خطب».
ويقرأ «النجوم» ـ بالواو ـ جمع «نجم» ، مثل «فلس ، وفلوس» (١).
١٣ ـ قوله تعالى : «تدعون» :
يقرأ ـ بالياء ، والتاء ـ وهو ظاهر.
ويقرأ «يدعون» ـ بضم الياء ، وسكون الدال ، وفتح العين ـ على ما لم يسم فاعله ، أى : من عبد من دون الله (٢).
١٤ ـ قوله تعالى : (لا جَرَمَ أَنَّ اللهَ) :
يقرأ ـ بكسر الهمزة ـ وفي الكلام محذوف ، تقديره : لا جرم فى كذبهم ، أو هلاكهم ، أى : لا محالة ، ثم استأنف ، فقال : إنّ الله يعلم (٣).
ويقرأ «لأجرم» وهى لغة ، ومنها قوله تعالى : (فَعَلَيَّ إِجْرامِي) [هود : ٣٥].
وإجرامى فيمن قرأها بلام واحدة ، بعدها همزة ، فإنه قلب ألف «لا» همزة.
١٥ ـ قوله تعالى : (يُسِرُّونَ) :
ـ بالياء ، والتاء ـ وهو ظاهر.
__________________
(١) قال أبو الفتح :
«ومن ذلك قراءة الحسن «وبالنّجم هم يهتدون» وقرأ يحيى «وبالنّجم» ـ بضم النون ، ساكنة الجيم .. النّجم» : جمع : نجم ... مثل «سقف ، وسقف ، ورهن ، ورهن ...» ٢ / ٨ المحتسب.
وانظر ٥ / ٤٨٠ البحر المحيط.
(٢) قال جار الله :
«وقرئ بالتاء ، وقرئ «يدعون» على البناء للمفعول ، نفى عنهم خصائص الإلهية بنفى كونهم خالقين ، وأحياء لا يموتون ، وعالمين بوقت البعث ، وأثبت لهم صفات الخلق : بأنهم مخلوقون ، وأنهم أموات ، وأنهم جاهلون بالغيب ..» ٢ / ٦٠٠ الكشاف.
(٣) قال القرطبى : «قال الخليل : «لا جرم» كلمة تحقيق ، ولا تكون إلا جوابا ، يقال : «فعلوا ذلك» فيقال :
«لا جرم سيندمون» أى : حقا أن لهم النار ...» ٥ / ٣٧١١ الجامع لأحكام القرآن. وانظر ٢ / ٦٠١ الكشاف.
١٦ ـ قوله تعالى : «لنبوأنّهم» :
يقرأ ـ بهمز ، وبغير همز ـ ويقرأ ـ بالثاء ـ أى : لننزلنهم ، ولنمكنهم ، من قولك : «ثوى بالمكان» أى : أقام (١).
١٧ ـ قوله تعالى : (قالُوا : خَيْراً) :
يقرأ ـ بالرفع ـ على تقدير : المنزل خير ، و ـ النصب ـ على تقدير : أنزل خيرا.
١٨ ـ قوله تعالى : (وَلَنِعْمَ) :
يقرأ «ولنعمة» ـ برفع التاء ـ «دار» ـ بالجر ـ على الإضافة ، أى : لنعمة دار هذه الدار (٢).
١٩ ـ قوله تعالى : (تَحْرِصْ) :
يقرأ ـ بفتح الراء ـ وماضيه «حرص» ـ بكسر الراء ـ واللغة الفصحى عكس ذلك.
٢٠ ـ قوله تعالى : (ظِلالُهُ) :
يقرأ ـ بالألف ـ جمع «ظلّة» مثل «جلّة ، وجلال».
ويقرأ ـ بضم الظاء ، من غير ألف ، وفتح اللام الأولى ـ مثل «حلّة ، وحلل» (٣).
__________________
(١) قال أبو الفتح : «ومن ذلك قراءة الناس «لنبوأنهم فى الدنيا حسنة» وروى عن على (عليهالسلام) «لنثوينهم» بالثاء ...» ٢ / ٩ المحتسب.
(٢) انظر ٢ / ٦٠٣ الكشاف ، وانظر ٥ / ٣٧١٧ الجامع لأحكام القرآن.
(٣) قال أبو الفتح :
«ومن ذلك قراءة الثقفىّ «تتفيّأ ظلله» وقراءة الناس «ظلاله» ... الظلل : جمع ظلة ، كحلة ، وحلل ، وجلة ، وجلل ، وقد يكون ظلال جمع ظلّة أيضا كجلة ، وجلال ، وقال أيضا : حلة ، وحلال ـ بالحاء غير معجمة ، وقد يكون ظلال جمع ظل ، كشعب ، وشعاب ، وبئر ، وبئار ، وذئب ، وذئاب ..» ٢ / ١٠ المحتسب.
٢١ ـ قوله تعالى : (فَمِنَ اللهِ) :
يقرأ «فمنّ الله» ـ بفتح الميم ، وتشديد النون ، ورفعها ـ أى : فهو منّ الله.
٢٢ ـ قوله تعالى : (تجأرون) :
ـ بفتح الجيم ، من غير همز ـ.
والوجه فيه : أنه ألقى حركة الهمزة على الجيم ، وحذفها (١).
٢٣ ـ قوله تعالى : (كَشَفَ الضُّرَّ) :
يقرأ ـ بالألف ـ وهو فاعل» بمعنى «فعل» مثل «سافر الرجل» و «عاقبت اللص».
٢٤ ـ قوله تعالى : (فَتَمَتَّعُوا) :
يقرأ ـ بضم التاء ، وفتح الميم وهو إخبار ، لا أمر ، وهو منصوب : عطفا على قوله : «ليكفروا» (٢).
٢٥ ـ قوله تعالى : (مُسْوَدًّا) :
يقرأ «مسوادا» ـ بالألف ـ مثل : «احمارّ» ، وهو إذا أخذه السواد قليلا ، قليلا.
__________________
(١) قال القرطبى :
«فإليه تجأرون» : «يقال : جأر يجأر جؤارا ، والجؤار مثل الخوار ، يقال : جأر الثور يجأر ، أى : صاح ، وقرأ بعضهم «عجلا جسدا له جؤار» حكاه الأخفش وجأر الرجل إلى الله ، أى : تضرع بالدعاء ، وقال الأعشى يصف بقرة.
فطافت ثلاثا بين يوم ، وليلة |
|
وكان النكير أن تضيف ، وتجأرا |
٥ / ٣٧٣١ الجامع لأحكام القرآن.
(٢) قال أبو البقاء :
«الجمهور : على أنه أمر ، ويقرأ بالياء ، وهو معطوف على «يكفروا» ثم رجع إلى الخطاب ، فقال : «فسوف تعلمون» وقرئ بالياء ـ أيضا ...» ٢ / ٧٩٨ التبيان.
ويقرأ «مسودّ» ـ بالرفع ـ ، فعلى هذا : فى «ظل» ضمير يرجع إلى (١) «أحد».
ووجهه : أن يكون مبتدأ ، «ومسودّ» خبره ، والجملة : فى موضع نصب ، خبر «ظلّ» (٢).
٢٦ ـ قوله تعالى : (أَيُمْسِكُهُ ، ويَدُسُّهُ)؟
يقرآن ـ بألف ، بعد الهاء ـ وهو ضمير البنت ، أو الأنثى.
٢٧ ـ قوله تعالى : (هُونٍ) :
يقرأ «هوان» ـ بألف ـ أى : على مذلة.
٢٨ ـ قوله تعالى : (أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ) :
يقرأ ـ بضم الكاف ، والذال ، والباء ـ وهو نعت «للألسنة» ، واحدها «كذوب» مثل «امرأة صبور ، ونساء صبر» (٣).
٢٩ ـ قوله تعالى : (مُفْرَطُونَ) :
يقرأ ـ بالتشديد ـ ، أى : مقصرون ، وأما التخفيف : فمعنى : مجاوزة الحد.
ويقرأ «مفرطون» ـ بضم الميم ، مخففا ، وكسر الراء ـ من «أفرط» : إذا جاوز احد.
__________________
(١) فى (أ) نقص (إلى).
(٢) فى التبيان : «ولو كان قد قرئ «مسودّ» لكان مستقيما ، على أن يكون اسم «ظل» مضمرا فيها ، والجملة خبرها ..» ٢ / ٧٩٩.
(٣) قال البقاء :
«يقرأ بالنصب ، على أنه مفعول تصف ، أو هو بدل مما يكرهون.
فعلى هذا فى قوله : «أن لهم الحسنى» وجهان :
أحدهما : هو بدل من الكذب. والثانى : تقديره : بأن لهم ...
ويقرأ «الكذوب» بضم الكاف ، والذال ، والباء ، على أنه صفة للألسنة ، وهو جمع واحده «كذوب» مثل «صبور» وصبر ، وعلى هذا يجوز أن يكون واحد الألسنة مذكرا ، أو مؤنثا ...» ٢ / ٧٩٩ / ٨٠٠ التبيان ... وانظر ٢ / ١١ المحتسب.
وانظر ٥ / ٣٧٣٧ الجامع لأحكام القرآن.
ويقرأ «مفرطين» ـ بالياء ، وينبغى أن تكون «النون» على هذا مضمومة ، ويجعل النون حرف الإعراب ، وهو «خبر ، أن» ، والياء ثابتة فى كل حال ، مثل «غسلين» ، وقد قالوا «قنسرين ، ويبرين» ـ بالياء ـ فى كل حال ، والنون حرف الإعراب.
والجيد : أن تكون بالواو ـ فى الرفع ، وبالياء فى الجر ، والنصب ـ إلا أن الياء لغة ، وقد جاء منها شىء كثير (١).
٣٠ ـ قوله تعالى : (نُسْقِيكُمْ) :
ـ بفتح النون ، وضمها ـ يقال : «سقى ، وأسقى» بمعنى واحد.
ويقرأ ـ بالتاء ـ مرفوعة ، يرجع إلى الأنعام (٢).
٣١ ـ قوله تعالى : (سائِغاً) :
يقرأ «سيّغا» ـ بالشديد ، مثل «سيّد» ووزنه «يفعل» فأبدلت الواو ياء ، وأدغم ويقرأ كذلك إلا أنه ـ بسكون الياء وتخفيفها ـ وهو مخفف من «سيّغ» ، مثل «ميّت ، وميّت» (٣).
٣٢ ـ قوله تعالى : (إِلَى النَّحْلِ) :
ـ بفتح الحاء ؛ لأنه حرف حلقى ، وقد أجاز الكوفيون طرد ذلك ،
__________________
(١) قال أبو البقاء :
«مفرطون» : «يقرأ بفتح الراء ، والتخفيف وهو من «أفرط» : إذا حمله على التفريط غيره ، وبالكسر على نسبة الفعل إليه ، وبالكسر ، والتشديد ، وهو ظاهر ...» ٢ / ٨٠٠ التبيان ، وانظر ٥ / ٣٧٣٧ الجامع لأحكام القرآن.
وانظر ٢ / ٦١٤ الكشاف.
(٢) التوجيه ظاهر.
(٣) قال جار الله :
«... وقرئ «سيّغا» بالتشديد ، و «سيغا» بالتخفيف ، كهين ، ولين ..» ٢ / ٦١٦ الكشاف.
وقال أبو البقاء : «الجمهور على قراءته على «فاعل» ويقرأه سيّغا» بياء مشددة ، وهو مثل «سيّد ، وميت ، وأصله من الواو ..» ٢ / ٨٠ التبيان.
والمسموع ، «النهر ، والنّهر ، والشّعر ، والشّعر ، الصّخر ، والصخر» ونحو ذلك (١).
٣٣ ـ قوله تعالى : (يَعْرِشُونَ) :
يقرأ ـ بضم الياء ، وكسر الراء ـ وماضيه «أعرش» : إذا اتخذ عرشا (٢).
٣٤ ـ قوله تعالى : (برادّ رزقهم) :
يقرأ «برادين» بالنون ـ «رزقهم» ـ بالنّصب ـ وهو الأصل.
٣٥ ـ قوله تعالى : (أينما يوجّه) :
يقرأ ـ بضم الياء ، وفتح الواو ، وتشديد الجيم ـ وأصله «يوجهه» فأدغمت الهاء فى الهاء ، لما سكنت الأولى.
ويقرأ ـ بهاء واحدة ، مخففة ، ساكنة ـ وقد حذف المفعول للعلم به.
ويقرأ ـ بياء مضمومة ، والباقى كما تقدم ـ أى : أينما يوجه سيده ، أو مرسله.
ويقرأ كذلك ، إلا أنه بتخفيف الواو ، وسكونها ، وفتح الجيم ، وماضيه أوجه بمعنى وجّه ، ويقرأ «توجّه» ـ بالفتح ـ فى الجميع ، مشدّدا ـ على أنه فعل ماض (٣).
__________________
(١) قال الزمخشرى :
«وقرأ يحيى بن وثاب «إلى النّحل» ـ فتحتين ، وهو مذكر كالنخل ، وتأنيثه على المعنى ..» ٢ / ٦١٨ الكشاف.
(٢) انظر ٥ / ٣٧٥٠ الجامع لأحكام القرآن.
(٣) قال أبو البقاء :
«... يقرأ بكسر الجيم ، أى : يوجهه مولاه.
ويقرأ بفتح الجيم ، وسكون الهاء ، على ما لم يسم فاعله.
ويقرأ بالتاء ، وفتح الجيم ، والهاء ، على لفظ الماضى ...» ٢ / ٨٠٣ التبيان.
وانظر ٥ / ٥٢٠ البحر المحيط.
وانظر ٢ / ٦٢٣ الكشاف.
٣٦ ـ قوله تعالى : (يُتِمُّ نِعْمَتَهُ) :
يقرأ ـ بالتاء ، مفتوحة ، وبكسر التاء الثانية ، «نعمته» ـ بالرفع ـ على أنه الفاعل ، يقال «أتّمت النعمة».
ويقرأ كذلك ، إلا أن «نعمته» ـ بالنّصب.
والوجه فيه : أن «تمّ» يستعمل لازما ، ومتعديا ، فعلى هذا : يكون الفاعل ـ هنا ـ مضمرا ، أى : كذلك تتمّ هذه الأشياء ، من البيوت ، والظلال نعمته أى : تكملها (١).
٣٧ ـ قوله تعالى : (تُسْلِمُونَ) :
يقرأ ـ بفتح التاء ، واللام ـ أى : تسلمون من العذاب.
٣٨ ـ قوله تعالى : (باقٍ) :
يقرأ ـ بالياء ـ فى الوصل ، مع التنوين : تحذف الياء ، بلا خلاف ، إلا أنه أجرى الوصل مجرى الوقف ؛ ليبين الأصل.
٣٩ ـ قوله تعالى : (بَشَرٌ لِسانُ) :
يقرأ ـ فى المشهور ـ بتنوين «بشر» و «لسان» بغير ألف ولام ـ فعلى هذا :
يكون «الّذى» فى موضع جر بالإضافة (٢).
__________________
(١) قال أبو حيان :
«وقرأ ابن عباس «تتم» بتاء مفتوحة ، «نعمته» بالرفع : أسند التمام إليها اتساعا ، وعنه نعمه جمعا ...» ٥ / ٥٢٤ البحر المحيط.
(٢) قال أبو البقاء :
القراءة المشهورة إضافة «لسان» إلى «الذى» ، وخبره أعجمى.
وقرئ فى الشاذ : اللسان ، الذى بالألف ، واللام ، والذى نعت ، والوقف بكل حال على «بشر».
وفى المحتسب : «ومن ذلك قراءة الحسن «بشر اللسان الذى يلحدون إليه» بألف ، ولام ..
«ليس قوله «اللسان الذى يلحدون إليه أعجمى جملة فى موضع صفة «بشر» ألا تراها خالية من ضميره ، وكذلك ـ أيضا ـ هى خالية منه فى قراءة الجماعة («بَشَرٌ لِسانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌ) ، ولأن المعنى ـ أيضا ـ ليس على كونها وصفا ...» ٢ / ١٢.
ويقرأ ـ بحذف التنوين ـ «اللسان» ـ بالألف ، واللام : مرفوعا ، و «الذى» صفته (١) ، وحذف التنوين ؛ لالتقاء الساكنين ، كقول أبى الأسود (٢) :
فألفيته غير مستعتب |
|
ولا ذاكر الله ، إلا قليلا (٣) |
ـ بنصب اسم الله.
٤٠ ـ قوله تعالى : (الْجُوعِ وَالْخَوْفِ) :
يقرأ «الخوف» ـ بالنصب ـ عطفا على «لباس» أو بفعل محذوف ، أى : ولبسهم الخوف.
٤١ ـ قوله تعالى : (أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ) :
يقرأ ـ بالرفع ـ مع ضم الحرفين ـ كالموضع الأول.
ويقرأ كذلك ، إلا أنه بفتح الباء ـ وهو منصوب على الذم ، أعنى : الكذب.
ويقرأ ـ بفتح الكاف ، وكسر الذال ، والباء ـ وهو بدل من «ما» و «ما» بمعنى «الذى» ، أى : الذى تصفه ألسنتكم (٤).
٤٢ ـ قوله تعالى : (إِنَّما جُعِلَ السَّبْتُ) :
يقرأ «جعل» ـ بتسمية الفاعل ـ ونصب «السبت» أى : جعل الله السبت.
٤٣ ـ قوله تعالى : (عاقَبْتُمْ) :
يقرأ ـ بغير ألف ، مشددا ـ أى : تتبعتم ، من قولك : «عقبته».
ويقرأ كذلك ، إلا أنه ـ مخفف ـ وهو بمعنى المشدّد (٥).
__________________
(١) وقال جار الله ، بعد تسجيل القراءة : «فإن قلت : الجملة التى هى قوله (لِسانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ) : ما محلها؟ قلت : لا محل لها ؛ لأنها مستأنفة جواب لقولهم ...» ٢ / ٩٣٥ الكشاف.
(٢) أبو الأسود الدؤلى : ظالم بن عمرو بن ظالم ... أول من أسس النحو ، وكان سادات التابعين ، ومن أكمل الرجال رأيا ، وأسدهم عقلا ، شيعيا ، شاعرا ، سريع الجواب ... صحب على بن أبى طالب ، وشهد معه صفين ... مات سنة ١٩ ه. البغية ٢ / ٢٢ ، ٢٣.
(٣) البيت من الشواهد المشهورة ، وقد استشهد به كثير من النحاة ، وفى المقدمة منهم سيبويه ١ / ٨٥ والشاهد فيه : حذف التنوين من «ذاكر» لالتقاء الساكنين ، ونصب ما بعده ...» ١ / ٨٥ تحصيل عين الذهب.
(٤) انظر ٢ / ١٢ ، ١٣ المحتسب.
(٥) انظر ٢ / ١٣ المحتسب.
سورة بنى إسرائيل
[الإسراء]
١ ـ قوله تعالى : (أَسْرى) :
يقرأ «سرى» ـ بغير همز ـ وهما لغتان (١).
٢ ـ قوله تعالى : (لِنُرِيَهُ) :
يقرأ ـ بفتح النون ـ وهى ضعيفة.
والوجه : أن يجعل الماضى «راء» ، فيكون المستقبل ـ بفتح النون ـ ويكون المعنى كائنا من آياتنا ، وليس بمطرد.
ويجوز على هذه القراءة أن يكون ممالا ، ساكن الياء (٢).
٣ ـ قوله تعالى : (ذُرِّيَّةَ) :
يقرأ ـ بالرفع ـ على تقدير : هو ذرية (٣).
٤ ـ قوله تعالى : (فِي الْكِتابِ) :
يقرأ «فى الكتب» على الجمع ، ويراد به : التوراة ، والزبور ، والإنجيل ، وقيل : واللوح.
__________________
(١) قال جار الله :
«وأسرى ، وسرى» : لغتان ..» ٢ / ٦٤٦ الكشاف.
(٢) وفى الكشاف ٢ / ٦٤٨ وقرأ الحسن ليريه» بالياء ...».
وقال أبو البقاء :
«لنريه» بالنون ؛ لأن قبله إخبارا عن المتكلم ، وبالياء ، لأن أول السورة على الغيبة ، وكذلك خاتمة الآية ، وقد بدأ فى الآية بالغيبة ، وختم بها ، ثم رجع فى وسطها إلى الإخبار عن النفس ، فقال : باركنا ومن آياتنا ...» ٢ / ٨١١ التبيان.
(٣) انظر ٢ / ٨١١ التبيان. وانظر ١ / ١٥٦ المحتسب. وانظر ٥ / ٣٨٢٩ الجامع لأحكام القرآن.
ويجوز أن يراد به التوراة ، وجمعها لتعدد أسفارها (١).
٥ ـ قوله تعالى : (لَتُفْسِدُنَّ) :
يقرأ ـ بالتاء ، والياء ـ من «أفسد» ، أى : يفسدون ما فى الأرض ، أو تفسدوا أعمالكم.
ويقرأ ـ بضم التاء ، وفتح السين ـ على ما لم يسم فاعله ، والفاعل : إما الشيطان ، أو بعضهم بعضا.
ويقرأ كذلك ، إلا أنه ـ بالياء ـ وهو ظاهر.
ويقرأ ـ بفتح التاء ، وضم السين ـ أى : لتفسدنّ فى أنفسكم ، من قولك : «فسد الشىء».
ويقرأ كذلك ، إلا أنه بالياء.
٦ ـ قوله تعالى : (وَلَتَعْلُنَّ) (٢) :
يقرأ ـ بالتاء ، والياء ـ على ما تقدم.
٧ ـ قوله تعالى : (عُلُوًّا) :
يقرأ «عليّا» ـ بكسر العين ، وبياء ، مكان الواو ، مكسورا ما قبلها ـ مثل «عتىّ» والياء ـ هنا ـ مبدلة من الواو ؛ لانكسار ما قبلها (٣).
__________________
(١) قال القرطبى :
«وقرأ سعيد بن جبير ، وأبو العالية «فى الكتب» على لفظ الجمع ، وقد يرد لفظ الواحد ، ويكون معناه الجمع ، فتكون القراءتان بمعنى واحد ...» ٥ / ٣٨٣٠ الجامع لأحكام القرآن. وانظر ٦ / ٨ البحر المحيط.
(٢) قال أبو الفتح :
«ومن ذلك قراءة ابن عباس ، ونصر بن عاصم ، وجابر بن يزيد «لتفسدنّ» ـ بضم التاء ، وفتح السين ، وقرأ «لتفسدنّ» ـ بفتح التاء ، وضم السين ، والدال ، الفعل لهم ، عيسى الثقفى ...» ٢ / ١٤ المحتسب.
وانظر ٢ / ٨١٢ التبيان.
وانظر ٦ / ٨ البحر المحيط.
(٣) قال أبو حيان :
«وقرأ زيد بن على «عليا كبيرا» فى الموضعين ـ بكسر اللام ، والياء المشددة ، وقراءة الجمهور ـ
٨ ـ قوله تعالى : (عِباداً لَنا) :
يقرأ «عبيدا» ـ بالياء ـ وهو فى معنى «عبادى» (١).
٩ ـ قوله تعالى : (فَجاسُوا) :
يقرأ ـ بالحاء ـ وهو فى معنى «الجيم».
ويقرأ «فحوسوا» ـ بالحاء ، وواو ، مكان الألف ، مشدّدا ـ وهو للتكثير (٢).
١٠ ـ قوله تعالى : (خِلالَ الدِّيارِ) :
يقرأ «خلل» ـ بفتح الخاء ، من غير ألف ـ وهو واحد.
وأما «خلال» فيجوز أن يكون واحدا ، وأن يكون جمعا (٣).
١١ ـ قوله تعالى : (لِيَسُوؤُا) (٤) :
يقرأ ـ بفتح اللام ، وياء بعدها ، وضم الهمزة ، ونون مشدّدة ـ على جواب القسم ، وإسناد الفعل إلى الغائبين.
__________________
ـ «علوّا» والصحيح فى «فصول» المصدر أكثر ، كقوله : «وعتوا عتوا كبيرا» بخلاف الجمع فإن الإعلال فيه هو المقيس ، وشذ التصحيح ، نحو سهو ، ونهو» خلافا للفراء ...» ٦ / ٩ البحر المحيط.
(١) فى الكشاف : «وقرئ «عبيدا لنا» وأكثر ما يقال : عباد الله ، وعباد الناس» ٢ / ٦٤٩ الكشاف.
(٢) قال أبو البقاء :
«فجاسوا» ـ بالجيم ، ويقرأ بالحاء ، والمعنى واحد ..» ٢ / ٨١٣ التبيان.
وقال جار الله : «وقرأ طلحة «فحاسوا» ـ بالحاء ـ وقرئ «فجوسوا ..» ٢ / ٦٤٩ الكشاف. وانظر ٢ / ١٥ المحتسب ، وانظر ٦ / ١٠ البحر المحيط. وانظر ٥ / ٣٨٣٢ القرطبى.
(٣) قال البقاء :
«ويقرأ «خلل الديار» ـ بغير ألف ، قيل هو أحد ، والجمع «خلال» مثل «جبل ، وجبال ..» ٢ / ٨١٣ التبيان.
(٤) فى التبيان : «ليسوءوا» ـ بالياء ، وضمير الجماعة ، أى : ليسوءوا العباد ، أو النفير ، ويقرأ كذلك ، إلا أنه بغير واو ، أى : ليسوءوا البعث ، أو المبعوث ، أو الله ، ويقرأ بالنون كذلك ، ويقرأ بضم الياء ، وكسر السين ، وياء بعدها ، وفتح الهمزة ، أى : ليقبح وجوههم» ٢ / ٨١٤. وانظر ٢ / ١٥ المحتسب ، وانظر ٦ / ١١ البحر المحيط.
١٢ ـ قوله تعالى : (وَيُبَشِّرُ) :
يقرأ ـ بالتخفيف ، وفتح الباء ، وضم السين ـ من «بشر بشرا» وهى ثلاث لغات : «بشر ، وأبشر ، وبشّر» (١).
١٣ ـ قوله تعالى : (مُبْصِرَةً) :
يقرأ ـ بفتح الصاد ، وضم الميم ـ أى : تبصر ، ويقرأ ـ بفتحهما ـ جميعا ، وهو مثل «التّبصرة» : مصدر ، أى : ذات تبصرة (٢).
١٤ ـ قوله تعالى : (وَكُلَّ) :
يقرأ ـ بالرفع ـ على الابتداء ، و «ألزمنا» خبره (٣).
١٥ ـ قوله تعالى : (طائِرَهُ) :
يقرأ «طيره» ـ بسكون الياء ـ وهو مصدر فى الأصل ، فيجوز أن يكون فى معنى «فاعل» ، مثل «طلع ، ونجم» ، فى معنى «الطالع ، والناجم» ، ويجوز : أن يكون على أصله ، والتقدير : ألزمناه حكم طيره ، أى : ما طار له من العمل (٤).
١٦ ـ قوله تعالى : (فِي عُنُقِهِ) :
يقرأ ـ بسكون النون ـ وهو من تخفيف المضموم ، «مثل «اليسر ، واليسر».
١٧ ـ قوله تعالى : (وَنُخْرِجُ) (٥) :
يقرأ ـ بالنون ، والياء ، مع كسر الراء ـ و «كتابا» مفعول به.
__________________
(١) انظر ٢ / ٦٥١ الكشاف. وانظر ٦ / ١٣ البحر المحيط.
(٢) انظر ٦ / ١٤ ، ١٥ البحر المحيط.
(٣) انظر ٦ / ١٥ البحر المحيط.
(٤) قال أبو حيان :
«وقرأ مجاهد ، والحسن ، وأبو رجاء «طير» ..» ٦ / ١٥ البحر المحيط.
(٥) قال أبو حيان :
«وقرأ الجمهور ، ومنهم أبو جعفر «ونخرج» ـ بنون ـ مضارع «أخرج» و «كتابا» بالنّصب.
وعن أبى جعفر ـ أيضا ـ «ويخرج» ـ مبنيا للمفعول ، كتابا ، أى : ويخرج الطائر كتابا ، وعنه ـ أيضا ـ «كتاب» بالرفع ، على أنه مفعول ما لم يسم فاعله. ـ
ويقرأ ـ بضم الياء ، وفتح الراء ـ و «كتاب» ـ بالرفع ـ على ما لم يسم فاعله.
ويقرأ ـ بفتح الياء ، وضم الراء ـ على التسمية ، و «كتاب» ـ بالرفع ـ.
وقرأها بعضهم ـ بالنصب ـ ، أى : يخرج له عمله كتابا ، أى : مكتوبا
ويقرأ ـ بتاء مضمومة ، وفتح الراء ـ و «يوم» ـ بالرفع ـ والتقدير : أعمال يوم القيامة ، فحذف المضاف ، وأقام المضاف إليه مقامه.
١٨ ـ قوله تعالى : (أَمَرْنا)؟
يقرأ ـ بفتح الميم ، وكسرها ـ مقصورا ، ووجهه : الكسر.
والأشبه : أن يكون لغة.
والأصل : وأمر القوم» ـ بالكسر ـ : كثروا ، و «أمّرتهم : كثّرتهم».
ويقرأ «آمرنا» ـ بالمد ، والتخفيف ـ ويقرأ ـ بالقصر ، والتشديد ـ ومعناهما سواء ، وفيه وجهان :
أحدهما : جعلناهم أمراء.
والثانى : كثرناهم.
والقراءة المشهورة : أمرناهم بالطاعة ، ففسقوا (١).
١٩ ـ قوله تعالى : (عَطاءِ رَبِّكَ)
يقرأ ـ بالنصب ـ وهذه القراءة بعيدة الصحة.
__________________
ـ وقرأ الحسن ، وابن محيصن ، ومجاهد «ويخرج» ـ بفتح الياء ، وضم الراء ، أي : طائره كتابا ، إلا الحسن ، فقرأ «كتاب» على أنه فاعل «يخرج» وقرأت فرقة «ويخرج» ـ بضم الياء ، وكسر الراء ، أي : ويخرج الله». ٦ / ١٥ البحر المحيط.
(١) قال أبو البقاء :
«أمرنا» : يقرأ ـ بالقصر ، والتخفيف ، أى : أمرناهم بالطاعة ، وقيل : كثرنا نعمهم ، وهو فى معنى القراءة بالمد.
ويقرأ بالتشديد ، والقصر ، أى : جعلناهم أمراء ، وقيل : هو بمعنى المحدودة ؛ لأنه تارة يعدى بالهمزة ، وتارة بالتضعيف ، واللازم منه : أمر القوم ، أى : كثروا ، وأمرنا جواب إذا ، وقيل : الجملة نصب نعتا لقرية ، والجواب محذوف.» ٢ / ١٥ ، ٨١٦ التبيان. وانظر ٢ / ١٥ ، ١٦ المحتسب ، وانظر ٦ / ٢٠ البحر المحيط.
وأقرب ما تحمل (١) عليه شيئان :
أحدهما : أن يكون اسم (كانَ) مضمرا فيها ، وقد دل عليه قوله : (كُلًّا نُمِدُّ هؤُلاءِ ، وَهَؤُلاءِ مِنْ عَطاءِ رَبِّكَ) أى : ما كان ذلك ، أو العطاء ، وينصب (عَطاءِ رَبِّكَ) بإضمار أعنى ، ويكون (مَحْظُوراً) خبر (كانَ) ، وهو المنفى «بما».
والثانى : أن يكون محظورا نعتا «لعطاء ربك» و (عَطاءِ رَبِّكَ) لا يتعرف بالإضافة ؛ لأنه مصدر ، وتعريف المصدر قريب من تنكيره ، فيكون كقولك : «ما كان زيد (٢) رجلا ظالما».
فالقصد بالنفى هى الصفة.
٢٠ ـ قوله تعالى : (وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً)
يقرأ «أكثر» ـ بالثاء ـ من «الكثرة» ، وهو بعيد ، لأن الكثرة ، تكون فى العدد ، و «الكبر» ـ يكون ـ فى القدر.
ووجهه : تعدد أنواع التفضيل (٣).
٢١ ـ قوله تعالى : (وَقَضى رَبُّكَ)
يقرأ ـ بالمد ، والرفع ـ على أنه مبتدأ ، و «ألا تعبدوا» «خبره» (٤).
٢٢ ـ قوله تعالى : (كِلاهُما)
الجمهور : ـ بالألف ـ لأنه توكيد ، لمرفوع ، أو لأنه فاعل «يبلغ».
ويقرأ ـ بالياء ـ والأشبه : أنها إمالة ، كما فى المضافة إلى المظهر.
__________________
(١) فى (أ) (يحمل).
(٢) فى (أ) (زيدا).
(٣) قال أبو حيان :
«وقرئ أكثر» ـ بالثاء المثلثة ..» ٦ / ٢٢ البحر المحيط.
(٤) قال القرطبى : «وفى مصحف ابن مسعود «ووصّى» وهى قراءة أصحابه ، وقراءة ابن عباس ـ أيضا ، وعلىّ ، وغيرهما ، وكذلك عند أبىّ بن كعب ...» ٥ / ٣٨٥٣ الجامع لأحكام القرآن.
٢٣ ـ قوله تعالى : (أُفٍّ) (١).
فيها ثمانى لغات ، قد قرئ بهن ، وهى :
ـ كسر الفاء ، من غير تنوين ـ و ـ بتنوين ـ وأصلها : البناء على الكسر ؛ لأنها من «أسماء الفعل ، ومن لم ينون : أراد التعريف ، ومن نوّن أراد التنكير ، مثل : صه ، وصه».
والثالثة ، والرابعة : فتح الفاء منونا ، وغير منون ، وعدل إلى الفتح ، لثقل الضم ؛ بعد الضم ، مع التشديد.
والخامسة ، والسادسة : ـ ضم الفاء : منونا ، وغير منون ـ والضم ـ هنا ـ للإتباع.
والسابعة : خفيفة : حذف إحدى الفاءين ، كما حذفت «الباء» من ربّ» للتخفيف.
والثامنة : «أفى» ـ ممالة ـ وهى لغة مسموعة.
٢٤ ـ قوله : (جَناحَ الذُّلِّ).
يقرأ ـ بكسر الذال ـ
أما الضم : فهو ضد «العزّ» وأما الكسر : فهو ضد «الصعوبة ، يقال : «دابة ذليل : بينة الذّل» : إذا كانت منقادة ، ويقل استعماله فى الأناسىّ ، إلا أنه صحيح المعنى ، أى : أنقد لهما (٢).
__________________
(١) قال أبو الفتح :
«ومن ذلك قراءة أبى السمال «أفّ» مضمومة ، غير منونة ، وقرأ «أف» خفيفة ابن عباس ... ويقرأ «أف» ولو قرئت «أفا» لكان جائزا ، ، ولكن ليس فى الكتاب ألف.
... فيها ثمانى لغات : «أفّ» ، وأفّ ، وأفّا ، وأفّ ، وأفّ ، وأفى ، ممال ، وهى التى يقول لها العامة «أفّ» ـ بالياء ، وأفّ» خفيفة ، ساكنة» ..
٢ / ١٨ المحتسب. وانظر ٦ / ٣٣ البحر المحيط ، وانظر ٢ / ٨١٧ ، ٨١٨ التبيان.
(٢) قال أبو البقاء :
«جناح الذّل» ـ بالضم ـ وهو ضد العز ، وبالكسر ، وهو : الانقياد ، ضد الصعوبة» ٢ / ٨١٨ التبيان» وانظر ٢ / ١٨ و ، ١٩ المحتسب.
٢٥ ـ قوله تعالى : (الْمُبَذِّرِينَ)
يقرأ ـ بالتخفيف ـ من «أبذر» وهو بمعنى المشدّد ، مثل «أفرح ، وفرّح»
٢٦ ـ قوله تعالى : (خَشْيَةَ)
يقرأ ـ بكسر الخاء ـ وهى لغة ، ويجوز أن يراد بها الهيئة ، «كالجلسة ، والرّكبة» (١).
٢٧ ـ قوله تعالى : (خطئا).
يقرأ ـ بكسر الخاء ، وسكون الطاء ، مهموزا ـ وماضيه «خطئ» مثل «علم علما» ، ويقرأ ـ بكسر الخاء ، ممدودّا ـ : يجوز : أن يكون مصدر «خطئ» مثل «سمع سماعا» ويجوز : أن يكون ماضيه «خاطأ مثل «حارب حرابا» (٢).
ويقرأ ـ بفتح الخاء ، والطاء ، مهموزا ـ وهو مصدر «خطئ» ـ أيضا مثل : «نصب نصبا» ويجوز : أن يكون مصدر «أخطأ» ـ على حذف الزيادة.
ويقرأ كذلك ، إلا أنه ممدود ، مثل «قضى قضاء».
ويقرأ ـ بالفتح ، ، غير مهموز.
والوجه فيه : أنه ألقى حركة الهمزة على الطاء ، وحذفها.
٢٨ ـ قوله : (الزّنا)
يقرأ ـ بالمدّ ـ قيل : هى لغة فى المقصور ، وقيل : هو مصدر «زانى ، زناء»
__________________
(١) قال جار الله : «وقرئ «خشية» ـ بكسر الخاء ..» ٢ / ٦٦٤ الكشاف.
(٢) انظر ٢ / ٦٦٤ الكشاف.
وفى التبيان «يقرأ ـ بكسر الخاء ، وسكون الطاء ، والهمز ... وبكسر الخاء ، وفتح الطاء من غير همز ...» ٢ / ٨١٩.
وجاء فى البحر المحيط :
«وقرأ الجمهور» خطأ» ـ بكسر الخاء ، وسكون الطاء ، وقرأ ابن كثير بكسرها ، وفتح الطاء ، والمد ، وهى قراءة يحيى ، وشبل ، ... وقرأ الحسن «خطاء» بفتحهما ، والمد ... وقرأ أبو رجاء ، والزهرى كذلك ، إلا أنهما كسر الخاء ، فصار مثل «ربا» ...» ٦ / ٣٢.