إعراب القراءات الشّواذ - ج ١

محبّ الدين عبدالله بن الحسين البغدادي [ أبي البقاء العكبري ]

إعراب القراءات الشّواذ - ج ١

المؤلف:

محبّ الدين عبدالله بن الحسين البغدادي [ أبي البقاء العكبري ]


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: المكتبة الأزهريّة للتراث
الطبعة: ١
ISBN: 977-315-069-0
الصفحات: ٤٤٨
الجزء ١ الجزء ٢

حمل ذلك على أنه جواب قسم ، كما قال تعالى : (وَظَنُّوا ما لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ) [فصلت : ٤٨].

وقيل : أراد بقوله «خيرا» فى أمر الدينا ، ولكنه يزيدهم إثما ، وقيل هو على الأستهزاء بهم (١).

١٣٠ ـ قوله : (حَتَّى يَمِيزَ) :

يقرأ ـ بضم الياء ـ على أن ماضيه «أماز» والهمزة ـ هنا تجرى مجرى تشديد العين فى «ميّز» ، ويجوز أن يكون لغة (٢).

١٣١ ـ قوله : (بِقُرْبانٍ) :

يقرأ ـ بضم الراء ـ إتباعا (٣).

١٣٢ ـ قوله : (ذائِقَةُ الْمَوْتِ) :

يقرأ «ذائقة» ـ بالتنوين ـ «الموت» ـ بالنصب ـ وهو ظاهر ، على إعمال اسم الفاعل (٤).

١٣٣ ـ قوله : (يَفْرَحُونَ بِما أَتَوْا) :

يقرأ ـ فى الشاذ ـ بما فعلوا ، ويقرأ كذلك ، إلا أنه بالمد ، من «الإيتاء» وهو «الإعطاء» ويقرأ ـ بالقصر ـ على ما لم يسمّ فاعله ، أى : بما فعل بهم من النعم ، ويقرأ كذلك ، إلا أنه بواو بين الهمزة ، والتاء ، أى : أعطوا.

__________________

(١) قال جار الله : «وقرأ يحيى بن وثاب ـ بكسر الأولى ، وفتح الثانية» الكشاف ١ / ٤٤٤ وانظر ٣ / ١٢٣» ١٢٤ البحر المحيط.

(٢) قال أبو حيان : «... وقرأ الأخوان «يميز» من «ميّز» وباقى السبعة من ماز ، وفى رواية عن ابن كثير «يميز» من أماز ، والهمزة ليست للنقل ، كما أن التضعيف ليس للنقل «بل» أفعل ، وفعل «بمعنى الثلاثى المجرد «كحزن ، وأحزن ، وقدر الله ، وقدر» ٣ / ١٢٦ البحر المحيط ، وانظر ١ / ٣١٤ التبيان.

(٣) فى الكشاف / ٤٤٨ : وقرئ «بقربان» ـ بضمتين.»

(٤) قال جار الله : «وقرأ اليزيدىّ «ذائقة الموت» على الأصل ، وقرأ الأعمش «ذائقة الموت» بطرح التنوين ، مع النّصب ...» ١ / ٤٤٨ وقد أتى بنظير لذلك.

١٨١

وقرئ «أتى» على ـ الإفراد ـ وفيه بعد ؛ لأن الأسماء فيها كلها مجموعة (١).

ووجهها : أنه جعل الفاعل الجنس ، أى : بما أتى أهل الدنيا.

١٣٤ ـ قوله : (فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي) :

يقرأ ـ بكسر الهمزة ـ ، على معنى : فقال لهم : «إنّى».

١٣٥ ـ قوله : (لا أُضِيعُ) :

يقرأ ـ بالتخفيف ، والتشديد ـ وهو ظاهر.

١٣٦ ـ قوله : (لا يَغُرَّنَّكَ) :

يقرأ ـ بإسكان النون ـ على التوكيد ـ بالخفيفة ـ.

١٣٧ ـ قوله : (لكِنِ الَّذِينَ) :

يقرأ ـ بالتشديد ـ وهو ظاهر.

١٣٨ ـ قوله : (نُزُلاً) :

يقرأ ـ بإسكان الزاى ـ وهو ظاهر.

١٣٩ ـ قوله : (وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ) :

يقرأ ـ بالتخفيف ـ.

والوجه فيه : أنه أعمل «إن» مخففة ، جعلها مشددة.

ودليل ذلك : أنه أدخل اللام فى الاسم (٢).

__________________

(١) قال جار الله : «... قراءة أبىّ «يفرحون بما فعلوا ، وقرئ «آتوا» بمعنى : أعطوا ، وعن على رضى الله عنه : بما أوتوا.»

(٢) انظر ٣ / ١٤٨ البحر المحيط.

١٨٢

سورة النّساء

١ ـ قوله : (وَبَثَّ مِنْهُما) :

يقرأ «باث» ـ بألف ـ مثل «حاجّ» والمعنى واحد (١).

٢ ـ قوله : (تَسائَلُونَ)

يقرأ ـ بتخفيف السين ـ : حذف ولم يدغم.

ويقرأ «تسألون» ـ بالتخفيف ، من غير ألف ـ ، أى : تسألون الله.

ويقرأ كذلك ، إلا أنه على ما لم يسمّ فاعله ، أى : تطلب منكم (٢).

٣ ـ قوله : (وَالْأَرْحامَ) :

يقرأ ـ بالجر ـ على القسم ، وقيل : عطف على الضمير ، من غير إعادة حرف الجر ، وهو رأى الكوفيين.

ويقرأ ـ بالرفع ـ على الابتداء ، والخبر محذوف ، أى : (وَالْأَرْحامَ) واجبة الوصل ، وجواب القسم فى قراءة من جرّ «إنّ الله كان عليكم رقيبا» (٣).

٤ ـ قوله : (وَلا تَتَبَدَّلُوا) :

يقرأ ـ بحذف التاء الثانية تخفيفا ـ وشدّد الأولى قوم ، وجاز ذلك : لما كانت الألف قبلها للمدّ.

__________________

(١) زاد أبو حيان قراءة أخرى فى قوله : «... ويقال : أبث الخلق رباعيا ، وبث ثلاثيا» ٣ / ١٥٣ البحر المحيط.

(٢) قال أبو البقاء : «.. يقرأ بتشديد السين ، والأصل «تتساءلون» فأبدلت التاء الثانية سينا ، فرارا من تكرير المثل ، والتاء تشبه السين فى الهمس ، ويقرأ بالتخفيف على حذف التاء الثانية لأن الباقية تدل عليها ، ودخل حرف الجر فى المفعول ؛ لأن المعنى تتحالفون به» ٣ / ٣٢٦ التبيان.

(٣) «والأرحام» قرئ ـ بالنصب عطفا على اسم الله ، أو محلا على موضع الجار ، والمجرور .. والتقدير الذى تعظمونه ، والأرحام ، وقرئ بالجر عطفا على المجرور ، عند الكوفيين ـ على ضعف ـ «قيل : الجر على القسم ـ وهو ـ ضعيف ـ وقرئ شاذا بالرفع على الابتداء. انظر التبيان ١ / ٣٢٧ ، والنهر ٣ / ١٥٧ ، ١٥٨ ، وانظر المحتسب ١ / ١٧٩.

١٨٣

٥ ـ قوله : (حُوباً) :

يقرأ ـ بفتح الحاء ـ وهى لغة ، وقيل : الفتح مصدر ، والضم اسم المصدر (١).

٦ ـ قوله : (أَلَّا تُقْسِطُوا) :

يقرأ ـ بفتح التاء ، وكسر السين ـ أى : «تجوروا ، ولا» زائدة (٢) ، كما زيدت فى قوله : (قالَ ما مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ) [الأعراف : ١٢] و (لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ) [الحديد : ٢٩].

٧ ـ قوله : (طابَ) :

يقرأ ـ بالإمالة ـ ، لأنها من الياء.

٨ ـ قوله : (وَرُباعَ) :

ـ بالألف ـ ويقرأ ـ بغير ألف ـ حذفها تخفيفا ، كما حذفت فى «علبط ، وزلزل» ، ويقرأ «ثلث ، وربع» بالضم.

والوجه : «أنه حذف الألف ، ثم ضم إتباعا (٣)».

٩ ـ قوله : (فَواحِدَةً) :

يقرأ ـ بالرفع ـ أى : فالمنكوحة واحدة.

١٠ ـ قوله : (أَلَّا تَعُولُوا) :

يقرأ «تعيلوا» ـ بالياء ـ ، أى : تفتقروا ، والعيلة : الفقر (٤) ، ومنه قوله :

__________________

(١) فى المصباح المنير ، مادة (ح وب) : «حاب حوبا» من باب قال ؛ إذا اكتسب الإثم ، والاسم : «الحوب» ـ بالضم ـ وقيل : المضموم ، والمفتوح لغتان : فالضم لغة الحجاز ، والفتح لغة تميم ...».

(٢) قراءة الجمهور : ضم التاء : من «أقسط» : إذا عدل ، فالهمزة للسلب ، والإزالة ... وقرئ بفتحها ـ شاذا ـ من «قسط» : إذا جار ، وتكون لا زائدة. التبيان ١ / ٣٢٨ ، وانظر المحتسب ١ / ١٨٠.

(٣) قال أبو البقاء : «ويقرأ شاذا «وربع» بغير ألف ، ووجهها : أنه حذف الألف ، كما حذفت فى خيم ، والأصل : «خيام» وكما حذفت فى قولهم : أم والله». ١ / ٣٢٨ التبيان. وانظر المحتسب ١ / ١٨١.

(٤) قال أبو حيان : «وقرأ طلحة «ألا تعيلوا» ـ بفتح التاء ، أى لا تفتقروا من العيلة ... وقرأ طاووس : ـ

١٨٤

(وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً) [التوبة : ٢٨].

١١ ـ قوله : (صَدُقاتِهِنَّ) :

يقرأ ـ بإسكان الدال ـ وهو من تخفيف المضموم.

ويقرأ كذلك ، إلا أنه بضم الصاد ، والدال ، والواحدة «صدقة».

وإنما ضمّ الدال فى الجمع ، كما تضم «غرفة» يقال : «غرفات» ، ويقرأ ـ بغير ألف ، وفتح التاء ـ على الإفراد ، وهو جنس (١).

١٢ ـ قوله : (هَنِيئاً ، مَرِيئاً) :

يقرأ ـ بتشديد الياء ، من غير همز ـ على إبدال الهمزة ياء.

١٣ ـ قوله : (الَّتِي جَعَلَ اللهُ) :

يقرأ «اللّاتى» ـ على الجمع ؛ لأن كل مال جنس ، كثير العدد ، فيوصف «بالّتى» من حيث هو جمع ، فعمل (٢) الأموال قيل «اللاتى» (٣).

١٤ ـ قوله : (قِياماً) :

يقرأ ـ بغير ألف ـ وقد ذكرته فى الإعراب.

ويقرأ ـ بالواو ، والألف ، وكسر القاف ، وفتحها ـ وهما لغتان ، ومعناه : التى تقوم به المصالح ، كقولك : «هذا قوام الأمر» (٤).

__________________

ـ «ألا تعيلوا» من أعال الرجل ، إذ كثر عياله ...» ٣ / ١٦٥ ، ١٦٦ البحر المحيط.

(١) قال أبو حيان : «وقرأ الجمهور «صدقاتهن» جمع صدقة ، على وزن «سمرة» وقرأ قتادة وغيره بإسكان الدال ، وضم الصاد ، وقرأ مجاهد ، وموسى ... بضمها ، وقرأ النخعى ، وابن وثاب «صدقتهن ـ بضمها والإفراد ...» ٣ / ١٦٦ البحر.

(٢) فى التحسين (أ ، ب) «مغسل» هكذا.

(٣) قال أبو البقاء : «الجمهور على إفراد «التى» ؛ لأن الواحد من الأموال مذكر ، فلو قال «اللواتى» لكان جمعا ، كما أن الأموال جمع ، والصفة إذا جمعت من أجل أن الموصوف جمع كان واحدها كواحد الموصوف فى التذكير ، والتأنيث ، وقرئ فى الشاذ «اللواتى» جمعا اعتبارا بلفظ الأموال». ١ / ٣٣٠ التبيان ، والنشر ٣ / ١٧٠ البحر.

(٤) انظر ١ / ٣٣٠ ، ٣٣١ التبيان ، وانظر ١ / ١٨٢ المحتسب ، وانظر ٣ / ١٧٠ البحر ، وانظر ٢ / ١٦٠١ الجامع لأحكام القرآن.

١٨٥

١٥ ـ قوله : (آنَسْتُمْ) :

ـ بالمدّ ـ ويقرأ ـ بالقصر ، وكسر النون ـ أى : علمتم.

١٦ ـ قوله : (رُشْداً) :

فيه ثلاثة أوجه :

ـ ضم الراء ، وسكون الشين ، وضم الشين إتباعا ، وفتحها ـ ، وهو لغة (١).

١٧ ـ قوله : (وَلْيَخْشَ ، فَلْيَتَّقُوا ، وَلْيَقُولُوا) :

ـ ثلاثتها بإسكان اللام ـ وهو الأصل ـ ويقرأ ـ بكسر اللام ـ حملوها على حالها ، إذا لم يكن معها حرف عطف ، وهى لام الأمر ، وحقها الكسر ، وسكنت مع حرف العطف تخفيفا (٢).

١٨ ـ قوله : (ضِعافاً) :

يقرأ «ضعفاء» مثل «شهداء» و «ضعافا» ـ مثل «كسالى» و «ضعفى» مثل «مرضى» و «ضعفا» وهو مصدر ، أى : ذو ضعف ، و «ضعفا» كذلك ، إلا أنه بضم الضاد ، وهو لغة (٣).

١٩ ـ قوله : (وَسَيَصْلَوْنَ) :

يقرأ ـ بضم الياء ـ على ما لم يسمّ فاعله ، ويقرأ كذلك ، إلا أنه بتشديد اللام ، وفتحها ، من «صلّيته» بمعنى «أصليته».

ويقرأ ـ بضم الياء ، واللام ، وإسكان الصاد ـ وفيه وجهان :

__________________

(١) قراءة ابن مسعود ، ... «رشدا» ـ بفتحتين ـ القراءة الشاذة بضمتين. انظر ٣ / ١٧٢ البحر.

(٢) انظر ٣ / ١٧٧ البحر المحيط.

(٣) قال أبو حيان : «وقرأ الجمهور «ضعافا» : جمع ضعيف ، كظريف ، وظراف ، وأمال فتحة العين حمزة ، وجمعه على «فعال» قياس ، وقرأ ابن محيصن «ضعغا» ـ بضمتين ، وتنوين الفاء ، وقرأت عائشة ، ... «ضعفاء» ـ بضم الضاد ، والمد ، كظريف ، وظرفاء وهو أيضا قياس ، وقرئ «ضعافى ، وضعافى» ـ بالإمالة ، نحو «سكارى ، وسكارى ...» ٣ / ١٧٨ البحر.

١٨٦

أحدهما : الفعل فيه للملائكة ، أى : سيصلونهم الملائكة سعيرا.

والثانى : سيصلون أنفسهم ، بسبب كفرهم (١) ، كما قال : (فَما أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ) [البقرة : ١٧٥].

٢٠ ـ قوله : (وَإِنْ كانَتْ واحِدَةً) :

يقرأ ـ بالرفع ـ على أن «كان» تامة (٢).

٢١ ـ قوله : (فَلَهَا النِّصْفُ) :

يقرأ ـ بضم النون ـ وهى لغة (٣).

٢٢ ـ قوله : (الثُّلُثُ) :

يقرأ ـ بإسكان اللام ـ وكذلك «السدس ، والربع ، والثمن» والإسكان تخفيف المضموم» (٤).

٢٣ ـ قوله : (فَلِأُمِّهِ) (٥) :

يقرأ ـ بكسر الهمزة ـ ؛ للكسرة قبلها ، ويقرأ ـ بحذف الهمزة ـ وذلك : لكثرة الاستعمال ، كما قالوا : «يافلان».

٢٤ ـ قوله : (يُوصِي) :

ـ بالتشديد ـ ويقرأ على ما لم يسم فاعله ، وكل ذلك ظاهر (٦).

__________________

(١) قال أبو البقاء : «يقرأ ـ بفتح الياء ـ وماضيه» صلى النار يصلاها ... ويقرأ بضمها على ما لم يسم فاعله ، ويقرأ بتشديد اللام على التكثير». ١ / ٢٢٤ التبيان.

(٢) الإعراب ظاهر.

(٣) قال أبو البقاء : «والنصف» ـ بالضم ، والكسر لغتان ، وقد قرئ بهما.

(٤) قال جار الله : «... وقرأ الحسن ، ونعيم بن ميسرة «السدس» ـ بالتخفيف ـ وكذلك الثلث ، والربع ، والثمن». ١ / ٤٨٢ الكشاف.

(٥) قال أبو البقاء : «فلأمه» ـ بضم الهمزة ، وهو الأصل ، وبكسرها إتباعا لكسرة اللام قبلها ، وكسر الميم بعدها». ١ / ٣٣٤ التبيان.

(٦) قال أبو حيان : «وقرئ «يوصى» ـ بكسر الصاد ، وفتحها ، وهو مضارع فى موضع الماضى ...». ٣ / ١٨٦ النهر ، وانظر ١ / ٤٨٥ الكشاف.

١٨٧

٢٥ ـ قوله : (يُورَثُ كَلالَةً) :

يقرأ ـ بتشديد الراء : فمنهم من يسمى الفاعل ، ومنهم من لا يسمّى (١).

٢٦ ـ قوله : (وَلَهُ أَخٌ) :

يقرأ ـ بتشديد الخاء ـ وفيه وجهان :

أحدهما : أنه عوض من المحذوف خاء.

والثانى : أنه نوى الوقف ، فشدد ، على لغة من قال : «فرخ» أجرى الوصل مجرى الوقف (٢).

٢٧ ـ قوله : (غَيْرَ مُضَارٍّ وَصِيَّةً) :

يقرأ ـ بالإضافة ، أى : مضارّ فى وصيته ، وجاز نسبة الضرر إليها ، والمراد : ضرر الورثة ؛ لأنها سبب فى ذلك.

وقرئ «مضار» ـ بتخفيف الراء ، على حذف إحدى الراءين ، لثقل التضعيف ، وفيه بعد (٣).

٢٨ ـ قوله : (يُدْخِلْهُ) :

يقرأ ـ بالنون ـ وهو ظاهر (٤).

__________________

(١) قال أبو الفتح : «ومن ذلك قراءة الحسن «يورث كلالة» و «يورث ـ أيضا ـ كالمقروء به فى السبعة ، وقرأ عيسى بن عمر الثقفى «يورّث كلالة» ... وكلاهما منقول من «ورث» فهذا من «أورث ، وهذا من ورّث ...» ١ / ١٨٢ ، ١٨٣ المحتسب.

(٢) انظر النهر ٣ / ١٨٨ ، ١٨٩ ، وانظر الكشاف ١ / ٤٨٦.

(٣) قال أبو الفتح : «ومن ذلك قراءة الحسن «غير مضار وصية» مضاف ، قال أبو الفتح : أى : غير مضار من جهة الوصية ، أو عند الوصية ...» ١ / ١٨٣ المحتسب.

وقال أبو البقاء : «وقرأ الحسن «غير مضار وصية» بالإضافة ...» ١ / ٣٣٧ التبيان.

(٤) يقول أبو البقاء : «قوله تعالى : «يدخله» فى الآيتين بالياء ، والنون ، ومعناهما واحد». ١ / ٣٣٧ التبيان.

١٨٨

٢٩ ـ قوله : (وَالَّذانِ يَأْتِيانِها) :

يقرأ ـ بتشديد النون ـ والتشديد عوض عن الياء المحذوفة ، لأن الأصل : و «الذيان» مثل «عميان ، وشجيان» (١).

٣٠ ـ قوله : (لا يَحِلُّ لَكُمْ) :

يقرأ ـ بالتاء ـ وفيه وجهان :

أحدهما : أن يكون «أن ، والفعل» فى تقدير مصدر ، مؤنث ، أى : لا تحل لكم وراثة النساء (٢).

والثانى : أن يكون الفاعل ضمير النساء ، و (أَنْ تَرِثُوا) بدل منه ، أى : لا تحل لكم النساء إرثهم.

٣١ ـ قوله : (كَرْهاً) :

يقرأ ـ بفتح الكاف ـ وهى لغة (٣).

٣٢ ـ قوله : (تَعْضُلُوهُنَّ) :

يقرأ ـ بكسر الضاد ـ والأشبه : أنها لغة (٤).

٣٣ ـ قوله : (لِتَذْهَبُوا) :

التاء ، والهاء ، والباء : للتعدية.

__________________

(١) وضح أبو البقاء ذلك حيث قال : «... ويقرأ «اللذان» ـ بتخفيف النون ـ على أصل التثنية ، وبتشديدها على أن إحدى النونين عوض من اللام المحذوفة ، لأن الأصل «اللذيان» مثل : «العميان ، والشجيان» ـ فحذفت الياء ـ لأن الاسم مبهم ، والمبهمات لا تثنى التثنية الصناعية ، والحذف مؤذن بأن التثنية هنا مخالفة للقياس ...» ١ / ٣٣٩ التبيان ...

(٢) قال القرطبى : «و «أن» فى موضع رفع بيحلّ» ، أى : لا يحل لكم وراثة النساء». ٢ / ١٦٦٤ الجامع لأحكام القرآن.

(٣) قال القرطبى : «وكرها» ـ بضم الكاف ، قراءة حمزة ، والكسائى ، والباقون بالفتح ، وهما لغتان». ٢ / ١٦٦٥ الجامع لأحكام القرآن.

(٤) قال فى المختار ، مادة (ع ض ل) : «وعضل أيّمه» : منعها من التزويج من باب «ضرب ، ونصر».

١٨٩

يقرأ ـ بضم التاء ، وكسرها ـ والباء : على هذا زائدة ؛ لأنك تقول : «ذهبت بالشىء ، وأذهبت الشىء» (١).

٣٤ ـ قوله : (مُبَيِّنَةٍ) :

يقرأ ـ بكسر الياء ـ وهو ظاهر (٢).

٣٥ ـ قوله : (وَيَجْعَلَ اللهُ) :

يقرأ ـ بضم اللام ـ على أن يكون الواو للحال ، أى : عسى أن تكرهوا شيئا فى حال جعل الله.

٣٦ ـ قوله : (وَالْمُحْصَناتُ) :

يقرأ ـ بكسر الصاد ـ على تسمية الفاعل ، وقرئ (٣) ـ بضم الصاد إتباعا لضمة الميم (٤).

٣٧ ـ قوله : (كِتابَ اللهِ عَلَيْكُمْ) :

قد ذكر وجهه فى الإعراب ، وقرئ «كتب الله» على أنه فعل ماض (٥).

__________________

(١) انظر كتابنا «الباء ـ ص ٧٥».

وانظر الجنى الدانى فى حروف المعانى ص ٣٧.

(٢) وانظر ١ / ٣٤١ التبيان.

وقال القرطبى : «مبينة» ـ بكسر الياء ـ قراءة نافع ، وأبى عمرو ، والباقون ـ بفتح الياء ـ من «أبان الشىء» يقال : أبان الأمر بنفسه ، وأبنته ، وبينته ، وهذه القراءات كلها لغات فصيحة». ٢ / ١٦٦٦ الجامع لأحكام القرآن.

(٣) سقط فى (أ) (وقرئ).

(٤) قال أبو البقاء : «والجمهور على فتح الصاد هنا ؛ لأن المراد بهن ذوات الأزواج ، وذات الزوج محصنة ـ بالفتح ـ ؛ لأن زوجها أحصنها ، أى : أعفها ، فأما المحصنات فى غير هذا الموضع فيقرأ بالفتح ، والكسر ، وكلاهما مشهور ، فالكسر على أن النساء أحصن فروجهن ، والفتح على أنهن أحصن بالأزواج ، أو بالإسلام ، واشتقاق الكلمة من التحصين ؛ وهو المنع». ٣٤٥ ، ٣٤٦ التبيان ، وانظر النهر ٣ / ٢١٤.

(٥) انظر ذلك فى التبيان ١ / ٣٤٦.

١٩٠

٣٨ ـ قوله : (وَأُحِلَّ لَكُمْ) :

يقرأ ـ بضم الهمزة ـ وهو ظاهر (١).

٣٩ ـ قوله : (بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ) :

يقرأ ـ بكسر الضاد ـ وهو بدل من الكاف ، والميم ، فى (بِإِيمانِكُمْ) أى : بإيمان بعضكم من بعض.

٤٠ ـ قوله : (أُحْصِنَّ) :

يقرأ ـ بترك التسمية ـ وهو ظاهر (٢).

٤١ ـ قوله : (أَنْ تَمِيلُوا) :

يقرأ ـ بالياء ـ على الغيبة.

٤٢ ـ قوله : (وَخُلِقَ الْإِنْسانُ) :

يقرأ «خلق الإنسان» ـ بالنّصب (٣).

ووجهه : أنه أراد : وخلق الله.

٤٣ ـ قوله : (تِجارَةً عَنْ تَراضٍ) :

يقرأ ـ بالرفع ـ وهو ظاهر (٤).

٤٤ ـ قوله : (وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ) :

يقرأ ـ بالتشديد ـ وهو ظاهر.

__________________

(١) ويقرأ ـ بالفتح على تسمية الفاعل ، ١ / ٣٤٦ التبيان.

(٢) قال أبو حيان فى قوله تعالى : «فإذا أحصنّ» أى : تزوجن ، وقرئ مبنيا للمفعول ، ومبنيا للفاعل». ٣ / ٢٢٣ النهر.

(٣) قال أبو حيان : «وقرأ ابن عباس ، ومجاهد «وخلق الإنسان» مبنيا للفاعل ، مسندا إلى ضمير اسم الله ، وانتصاب (ضَعِيفاً) على الحال». ٣ / ٢٢٨ البحر المحيط.

(٤) قال أبو حيان : «وقرئ (تِجارَةً) ـ بالنصب ـ على خبر (تَكُونَ) وبالرفع على أن «تكون» تامة». ٣ / ٢٣٠ النهر.

١٩١

٤٥ ـ قوله : (نُصْلِيهِ) :

يقرأ ـ بفتح النون ـ على أنه من «صلاه يصليه» ، وهى لغة (١).

٤٦ ـ قوله : (كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ) :

يقرأ «كبير» على لفظ الواحد ، ويريد به : الشرك (٢).

٤٧ ـ قوله : (نُكَفِّرْ عَنْكُمْ) :

يقرأ ـ بالياء ـ وهو ظاهر ، وكذلك (نُدْخِلْكُمْ).

٤٨ ـ قوله : (مُدْخَلاً) :

ـ مضموم الميم ـ مصدر «أدخل» (٣).

ويقرأ ـ بفتح الميم ـ وهو مصدر «دخل».

فالأول : مثل «الإدخال». والثانى : مثل «الدخول».

٤٩ ـ قوله : (وَسْئَلُوا اللهَ) :

يقرأ ـ بغير همز ـ من «سال يسال» مثل «خاف ، يخاف» (٤).

٥٠ ـ قوله : (مَوالِيَ) :

يقرأ ـ بحذف الياء ، منونا ـ وفيه بعد.

ووجهه : أنه استثقل الحركة على الياء ، بعد الكسرة ، فجعله كالمجرور ،

__________________

(١) فى البحر المحيط ٣ / ٢٣٣ : «قرأ الجمهور «نصليه» ـ بضم النون ـ وقرأ النخعى ، والأعمش ـ بفتحها ـ من «صلاه» ، ومنه «شاة مصلية» ، وقرئ ـ أيضا ـ «نصليه» مشددا ، وقرئ «يصليه» ـ بالياء ـ. والظاهر : أن الفاعل هو ضمير يعود على الله ...» وانظر ١ / ٣٥١ التبيان.

(٢) قال جار الله : «وقرئ «كبير ما تنهون عنه ، أى : ما كبر من المعاصى التى ينهاكم الله عنها ، والرسول». ١ / ٥٠٣ الكشاف.

(٣) قال أبو البقاء : «مدخلا» يقرأ ـ بفتح الميم ، وهو مصدر «دخل» والتقدير : وندخله ، فيدخل مدخلا ، أى : دخولا ... وقيل «مدخل» هنا ـ المفتوح الميم مكان ، فيكون مفعولا به ، مثل «أدخلته بيتا». ١ / ٣٥٣ التبيان.

(٤) انظر التبيان ١ / ١٦٩ ، ٣٥٢.

١٩٢

والمرفوع ، ومثله (١) :

سوّى مساحيهن تقطيط الحقق ... وكقول الآخر (٢) :

كأن أيديهنّ بالقاع الفرق ... وقد قالوا : «بقى» فى «بقى» ، فأسكنوا المفتوح.

٥١ ـ قوله : «عاقدت» :

يقرأ ـ بغير ألف ـ ويقرأ «عقّدت» ـ بالتشديد ؛ للتوحيد ، والتكثير.

٥٢ ـ قوله : (فَالصَّالِحاتُ ، قانِتاتٌ) :

يقرأ «فالصّوالح ، قوانت ، حوافظ» ، وهذا جمع تكسير ، وهو جمع كثرة (٣).

٥٣ ـ قوله : (بِما حَفِظَ اللهُ) :

يقرأ ـ بالنّصب ـ والتقدير : بحفظهنّ الله ، أو دين الله (٤).

__________________

(١) البيت بتمامه :

سوّى مساحيهنّ تقطيط الحقق

تقليل ما قارعن من سمّ الطّرق

قال ابن منظور :

وأنشد ابن برى لرؤبة : وسجل البيت : يصف الراجز : أتنا ، وحمارا وأراد بالمساحى : حوافرهن ؛ لأنها تسحى الأرض ، أى : تقشرها ... انظر لسان العرب ، مادة (قط).

(٢) البيت لرؤبة ، وهو بتمامه :

كأن أيديهنّ بالقاع الفرق

أيدى جوار يتعاطين الورق

وضمير «أيديهن» للإبل ، والفرق : الأملس ، وقيل : المستوى من الأرض الواسع ... والورق : الدراهم.

١ / ١٢٦ المحتسب ، وانظر البيت ـ أيضا فى ١ / ٢٨٩ المحتسب ، بوضع «عذارى» فى موضع «جوار».

وانظر ١ / ٣٠٦ ، ٢ / ٢٩١ الخصائص.

(٣) قال أبو البقاء : «وقرىء فالصوالح ، قوانت ، حوافظ» وهو جمع تكسير دال على الكثرة ، وجمع التصحيح لا يدل على الكثرة بوضعه ...» ١ / ٣٥٤ التبيان.

(٤) قال أبو البقاء : «وقرئ بما حفظ الله ـ بنصب اسم الله ، و «ما» على هذه القراءة بمعنى الذى ، أو نكرة ، ـ

١٩٣

٥٤ ـ قوله : (وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً) :

يقرأ ـ بالرفع ـ على أنه مبتدأ ، وما قبله الخبر ، كما تقول : «بزيد داء» أو «تيه».

بمعنى «له ، أو فيه» (١).

٥٥ ـ قوله : (وَالْجارِ ذِي الْقُرْبى) :

يقرأ ـ بالفتح ، والألف ـ وهو بعيد ؛ لأنه لا يحسن أن يجعل «ذا» للإشارة ، وإذا كانت بمعنى صاحب ، كانت الألف للنصب.

وأقرب ما يحمل عليه : أن ينصب بإضمار أعنى ، ويجوز أن يكون «ذا» زائدة (٢) وقد جاء فى الشعر مثله للشماخ (٣) :

وأدمج دمج ذى شطن بديع

أى : دمج شطن ، ويصير هذا كقوله «والجار الجنب» فى أن تقديره «ذا الجنب».

٥٦ ـ قوله : (وَالْجارِ الْجُنُبِ) :

يقرأ ـ بفتح الجيم ، وسكون النون ـ أى : ذا الجنب ، فحذف المضاف (٤).

__________________

ـ والمضاف محذوف ، والتقدير : بما حفظ أمر الله ، أو دين الله ، وقال قوم هى مصدرية ، والتقدير : بحفظهن الله ، وهذا خطأ ؛ لأنه لو كان كذلك خلا الفعل من ضمير الفاعل ، لأن الفاعل هنا جمع المؤنث ، وذلك يظهر ضميره ، فكان يجب أن يكون بما حفظهن الله ، وقد صوب هذا القول ، وجعل الفاعل فيه للجنس ، وهو مفرد مذكر ، فلا يظهر له ضمير». ٣٥٤ التبيان. وانظر ١ / ١٨٧ المحتسب.

(١) انظر : التبيان ١ / ٨٤.

(٢) قال أبو حيان : «والجار ذا القربى ، قال الزمخشرى : نصبا على الاختصاص ، كما قرئ حافظوا على الصلوات ، والصلاة الوسطى ...» ٣ / ٢٤٥ البحر المحيط.

(٣) البيت بتمامه ـ كما جاء فى الخصائص : ٣ / ٢٩ :

أطار عقيقه عنه نسالا

وأدمج دمج ذى شطن بديع

يصف الشمّاخ حمار وحش ، والعقيق : شعر المولود ، وأدمج : اشتد ... والشطن : الحبل ، والبديع : الذى ابتدئ فتله ... ٣ / ٢٩ تعليق المرحوم النجار. وانظر خزانة الأدب ٢ / ٢٠٥.

(٤) قال أبو البقاء : «يقرأ بضمتين ، وهو وصف ، مثل ناقة أجد ، ويد أسمج». ١ / ٣٥٥ التبيان.

١٩٤

٥٧ ـ قوله : (بِالْبُخْلِ) :

فيه أربع لغات ، قد قرئ بها : ضم الباء ، وسكون الخاء ، وبضمهما ، ويفتحهما ، ويفتح الأول ، وسكون الثانى (١).

٥٨ ـ قوله : (فَساءَ) :

يقرأ ـ بالإمالة ـ وهى لغة من قال : «ساء يساء» مثل : «خاف يخاف».

٥٩ ـ قوله : (وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً) :

يقرأ «حسنة» ـ بالرفع ـ على أن «كان» التامة ، وتأنيث «حسنة» غير حقيقى ، ومن قرأه بالتاء ، مع الرفع ، فعلى تأنيث اللفظ (٢).

٦٠ ـ قوله : (يُضاعِفْها) :

يقرأ ـ بغير ألف ، مشدّدا ، ومخففا ـ.

ويقرأ «نضاعفها» ـ بالنون ـ ، وكل ذلك ظاهر (٣).

وقرئ «يضاعفها» ـ بضم الفاء وهو بعيد ؛ لأن فعل الشرط قد انجزم ، والجواب مستقبل ، فلم يبق فى جزمه مانع ، ولذلك جزم «ويؤت».

ووجهها على ضعفها : أن يكون أراد الفاء ، وحذفها كما قال الشاعر (٤) :

__________________

(١) انظر ١ / ٣٥٦ ـ التبيان.

(٢) قال أبو حيان : «وقرئ» : وإن تك حسنة ـ بالنصب ، فتكون ناقصة ، واسمها مستتر فيها عائد على مثقال ، وأنث الفعل لعوده على مضاف إلى مؤنث ، أو على مراعاة المعنى ... وقرئ بالرفع على أن «تك» تامة ، تكتفى بمرفوع». ٣ / ٢٥١ النهر.

(٣) قال القرطبى : «وقرأ الحسن «نضاعفها» بنون العظمة ، والباقون بالياء ، وهى أصح ، لقوله : «ويؤت» وقرأ أبو رجاء : «يضعفها» والباقون يضاعفها.

وهما لغتان ، معناهما التكثير ...» ٢ / ١٧٦٥ الجامع لأحكام القرآن.

(٤) الشاعر : هو : عبد الرحمن بن حسان أو حسان بن ثابت ، وقد استشهد بالبيت كثير من العلماء ... وفى مقدمتهم سيبويه : وجعل البيت من قبيل الضرورة ١ / ٤٣٥ الكتاب. ـ

١٩٥

من يفعل الحسنات ، الله يشكرها

والشرّ بالشرّ عند الله مثلان

٦١ ـ قوله : (تُسَوَّى) :

يقرأ ـ بفتح التاء ـ كذلك ، أى : تتسوّى.

ويقرأ كذلك ، إلا أنه بتشديد السين ، وقد أبدل من التاء الثانية سينا.

ويقرأ «تساوى» ـ بألفين ـ قبل الواو ، وبعدها ، وهو ظاهر (١).

٦٢ ـ قوله : (سُكارى) :

يقرأ ـ بغير ألف ، بعد الكاف ـ مثل «حبلى ، وهو صفة ، أى أنه «سكرى».

ويقرأ كذلك ، إلا أنه ـ بفتح السين ـ وهو صفة ـ أيضا ـ.

ويجوز أن يكون جميعا ، مثل «زمن ، وزمنى».

ويقرأ ـ بفتح السين ، وألفين ـ وهو جمع مثل «حبالى» (٢).

٦٣ ـ قوله : (مِنَ الْغائِطِ) :

يقرأ ـ بياء واحدة ، ساكنة ، وأصله «غيّط ، مثل «سيّد» ثم خفف ، ويجوز أن يكون قلب الواو ياء ، وإن كانت ساكنة ، وأصلها «غوط» ، كما أبدلوا فى «ريحان» (٣).

__________________

ـ والشاهد فيه : حذف الفاء من الجواب ضرورة ، والتقدير : فالله يشكرها .. تحصيل عين الذهب ..».

وانظر المحتسب ١ / ١٩٣ ، وانظر ٤ / ٥٣ ، ٥٤ شرح الأشمونى ـ بتحقيقنا ـ.

(١) قال أبو البقاء : «... وتسوّى : على ما لم يسم فاعله ، ويقرأ «تسّوّى ـ بالفتح ، والتشديد ، أى ، تتسوى ، ويقرأ بالتخفيف ـ أيضا ـ على حذف الثانية» .. ١ / ٣٥٩ ـ ٣٦٠ التبيان.

(٢) انظر القراءات فى ١ / ٣٦٠ التبيان.

(٣) قال أبو البقاء : «والجمهور يقرءؤن «الغائط» على «فاعل» والفعل منه «غاط» المكان يغوط : إذا اطمأن ، وقرأ ابن مسعود بياء ساكنة من غير ألف ، وفيه وجهان : أحدهما : هو مصدر «يغوط» وكان القياس غوطا ، فقلب الواو ياء وأسكنت ، وانفتح ما قبلها لخفتها ، والثانى : أنه أراد الغيط ، فخففت ، مثل : «سيد ، وميت». ١ / ٣٦١ التبيان ، وانظر ٢ / ١٧٩٠ الجامع لأحكام القرآن.

١٩٦

٦٤ ـ قوله : (تَضِلُّوا) :

يقرأ ـ بضم التاء ـ وكلهم ـ كسر الضاد ـ إلا بعضهم ، فإنه فتحها لغة (١).

٦٥ ـ قوله : (الْكَلِمَ) :

يقرأ «الكلام» وهو ظاهر (٢).

٦٦ ـ قوله : (لا يُؤْتُونَ) :

يقرأ ـ بفتح الياء ـ وماضيه «أتى» بمعنى «جاء» أى : لا يجيئون ، إلا وهم يقولون لهم.

والجيد : أن يقدر : لا يحبون نفع الناس ، و «نقيرا» تفسيرا للنفع كما تقول : «زيد يأتى كذا» أى : يفعله.

٦٧ ـ قوله : (يَحْسُدُونَ) :

يقرأ ـ بكسر السين ـ وهى لغة (٣).

٦٨ ـ قوله : (وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ) :

يقرأ ـ بضم الصاد ـ على ما لم يسم فاعله.

وقرئ ـ بكسرها ـ وأصله على هذا «صدد» ـ بكسر الدال ـ فلمّا أدغم نقل الكسرة إلى الصاد» (٤).

٦٩ ـ قوله : (نُصْلِيهِمْ) :

يقرأ ـ بفتح النون ـ يقال : هو لغة «صلاه ، وأصلاه» (٥).

__________________

(١) انظر مادة (ضلل) فى مختار الصحاح.

(٢) قال أبو البقاء : «ويقرأ «الكلام» والمعنى متقارب.» ١ / ٣٦٣ التبيان.

(٣) فى المختار ، مادة (ح س د) «... وبابه دخل ، وقال الأخفش ، وبعضهم يقول : «يحسده ـ بالكسر ـ حسدا ، بفتحتين».

(٤) انظر المختار ، مادة (ص د د).

(٥) انظر المختار ، مادة (ص ل ا).

١٩٧

٧٠ ـ قوله : (سَنُدْخِلُهُمْ) :

يقرأ ـ بالنّون ـ وهو ظاهر.

٧١ ـ قوله : (تُؤَدُّوا الْأَماناتِ) :

يقرأ ـ بالجمع ، والإفراد ـ وهو مفهوم ، والواحد جنس (١).

٧٢ ـ قوله : (بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ) :

يقرأ ـ بتسمية الفاعل ـ أى : أنزل الله.

٧٣ ـ قوله : (يَصُدُّونَ).

يقرأ ـ بضم الياء ، وكسر الصاد ـ وهى لغة ، يقال : «صدّه ، وأصدّه» (٢).

٧٤ ـ قوله : (تَعالَوْا) (٣) (إِلى ما أَنْزَلَ اللهُ) :

يقرأ ـ بضم اللام ـ وذلك : على حذف لام الكلمة ؛ لأنها لما وجب حذفها مع واو الضمير قدرت محذوفة من الأصل (٤).

٧٥ ـ قوله : (شَجَرَ بَيْنَهُمْ) :

يقرأ ـ بإسكان الجيم ـ.

قال ابن جنّى : وتسكين الفتحة لا يجوز ، وقد جاء عنهم السكون فى نحو ذلك : قال الشاعر (٥) :

__________________

(١) قال جار الله : «وقرئ «الأمانة» على التوحيد». ١ / ٥٢٣ الكشاف.

(٢) فى (أ) زيادة (وأصده).

(٣) فى (أ) (تعالى).

(٤) قال جار الله : «وقرأ الحسن «تعالوا» ـ بضم اللام ، على أنه حذف اللام من «تعاليت» تخفيفا ، كما قالوا : ما باليت به باله» وأصلها «بالية» كعافية» ... ١ / ٥٢٥ الكشاف.

(٥) الشاعر : الأخطل التغلبى وقد استشهد بالبيت ابن جنى فى الخصائص ٢ / ٣٣٨ ، والبيت بتمامه :

وما كل مبتاع ، ولو سلف صفقه

براجع ما قد فاته برداد

وذلك : على سماع الإسكان فى المفتوح ، وذكر فى المحتسب ١ / ٥٣ أن ذلك من الشاذ الذى لا ـ

١٩٨

وما كلّ مبتاع ، ولو سلف صفقه

فسكن «سلف».

قال : والأولى : أن يكون مسكنا من «سلف» ـ بكسر اللام ـ ويكون لغة ولكن استغنى عنها بالمفتوحة ، فلما سكن استعمل المكسورة.

وسبب ذلك : أن الفتحة خفيفة ، فلا تسكّن ، فكذلك أقول فى «شجر» ويحتمل أن يكون سكن المفتوح ؛ لأن السكون أخف من الفتحة ، على كل حال.

٧٦ ـ قوله : (وَحَسُنَ) :

يقرأ ـ بإسكان السين ـ وتسكين المضموم ، والمكسور جائز ، فرارا من ثقل الضمة ، والكسرة (١).

٧٧ ـ قوله تعالى : (فَانْفِرُوا) :

يقرأ ـ بضم الفاء ـ وهى لغة ، يقال : «نفر ينفر وينفر» وما كان منه فى كل القرآن مستقبلا» (٢).

٧٨ ـ قوله : «يبطئن» :

يقرأ ـ بإسكان الباء ، وتخفيف الطاء ـ من «أبطأ» وترك الهمزة قوم ، فجعلوها ياء ؛ لتناسب الطاء ، فى الكسر (٣).

٧٩ ـ قوله : (لَيَقُولَنَّ) :

يقرأ ـ بضم اللام ـ على الجمع ، وهو عائد على معنى «من» (٤) ، كما

__________________

ـ يقاس عليه ، وكما ذكره فى ١ / ٦٢ المحتسب ، ٢ / ١٧٠ المحتسب ـ أيضا.

والبيت فى شرح ابن يعيش للمفصل ٧ / ١٥٢ :

وما كان مبتاع ، ولو سلف صفقه

يراجع ما قد فاته برداد

(١) انظر ١ / ٣٧١ التبيان.

(٢) قال أبو حيان : «وقرأ الجمهور : فانفروا ـ بكسر الفاء ، وقرأ الأعمش بضمها فيها» ٣ / ٢٩٠ النهر.

(٣) انظر البحر المحيط ، ٣ / ٢٩١.

(٤) قال أبو البقاء : «ليقولن» ـ بفتح اللام على لفظ «من» وقرئ بضمها حملا على معنى «من» وهو ـ

١٩٩

جاء ، «ومنهم من يستمعون إليك» ثم أعاد الضمير فى «وبينه» على لفظ «من» كما قال تعالى : (بَلى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ) [البقرة : ١١٢] ، ثم قال : (وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ) [البقرة : ١١٢].

٨٠ ـ قوله : (فَأَفُوزَ) :

يقرأ ـ بضم الزاى ـ فيجوز أن تكون الفاء زائدة ، فيكون خبر «كنت» أفوز معهم ، ويجوز أن يكون «فأنا أفوز» ويجوز أن يكون معطوفا على «كنت» أى : يا ليتنى أفوز (١).

٨١ ـ قوله : (فَيُقْتَلْ) :

بترك التسمية ، «أو يغلب» يقرأ ـ بالتسمية فيهما ـ أى : إما أن يقتل غيره ، أو يهزم ، ويجرح.

٨٢ ـ قوله : (فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ) :

يقرأ ـ بالياء ـ وهو ظاهر.

٨٣ ـ قوله : (يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ) :

يقرأ ـ بالرفع ـ على إرادة الفاء ، أى : فهو يدرككم ، كما قال تعالى : (وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ) [الأنعام : ١٢١].

وكقول الشاعر (٢) :

من يفعل الحسنات ، الله يشكرها

والشرّ بالشرّ عند الله مثلان

__________________

ـ الجمع ١ / ٣٧٢ التبيان.

(١) قال أبو البقاء : «فأفوز» ـ بالنصب على جواب التمنى ، وبالرفع على تقدير : «فأنا أفوز». ١ / ٣٧٢ التبيان.

(٢) الشاعر : عبد الرحمن بن حسان ، أو حسان بن ثابت ...

وقد تقدم الكلام عن البيت عند قوله تعالى : «يضاعفها».

٢٠٠