محبّ الدين عبدالله بن الحسين البغدادي [ أبي البقاء العكبري ]
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: المكتبة الأزهريّة للتراث
الطبعة: ١
ISBN: 977-315-069-0
الصفحات: ٤٤٨
١١١ ـ قوله : «طيف»؟ :
يقرأ ـ بتشديد الياء ـ وأصله «طيوف» فخفف ، مثل «سيّد» (١).
١١٢ ـ قوله تعالى : (يَمُدُّونَهُمْ) :
بفتح الياء ، وضمها ـ «مدّ ، وأمدّ» لغتان.
ويقرأ «يمادّونهم» على «يفاعل» ، أى : يوجد ذلك من كل واحد من الفريقين (٢).
١١٣ ـ قوله تعالى : (يُقْصِرُونَ) :
بالضم ، والتخفيف ، والتشديد ـ أيضا من «أقصر ، وقصّر».
ويقرأ ـ بفتح الياء ـ ثم فى الصاد (٣) الكسر ، والضم : فالكسر من «قصر يقصر» لغة ، والجيد : «قصر يقصر» ـ بضم الصاد ، ويقصر كذلك (٤).
__________________
(١) قال أبو البقاء :
يقرأ بتخفيف الياء ، وفيه وجهان :
أحدهما : أصله «طيّف» مثل «ميت» فخفف.
والثانى : أنه مصدر «طاف يطيف» إذا : أحاط بالشىء ، وقيل : هو مصدر «يطوف» قلبت الواو ياء ، وإن كانت ساكنة ، كما قلبت فى «أيد» ، وهو بعيد.
ويقرأ «طائف» على «فاعل» ١ / ٦٠٩ التبيان.
وانظر ٤ / ٤٤٥ البحر المحيط.
(٢) قال أبو حيان :
وقرأ نافع «يمدونهم» مضارع «أمد» وباقى السبعة «يمدونهم» من «مدّ» ...
وقرأ الجحدرى «يمادونهم» من «ماد» على وزن «فاعل» ... ٤ / ٤٥١ البحر.
(٣) فى (أ) (العباد).
(٤) قال أبو حيان :
وقرأ الجمهور : «لا يقصرون» من «أقصر» أى : كف.
وقرأ ابن أبى عبلة .. «ثم لا يقصرون» من «قصر» أى : لا ينقصون من إمدادهم ، وغوايتهم ..» ٤ / ٤٥١ البحر المحيط.
١١٤ ـ قوله : (وَالْآصالِ) :
بالألف ـ جمع «الأصل» على «أصيل» ثم على «آصال».
ويقرأ ـ بالياء ـ مصدر «أصلنا» أى : دخلنا فى الأصيل (١).
__________________
(١) قال أبو البقاء :
«والآصال» : جمع الجمع ؛ لأن الواحد «أصيل» و «فعيل» لا يجمع على «أفعال» بل على «فعل» ، ثم «فعل» على «أفعال».
والأصل : «أصيل ، وأصل» ، ثم «آصال».
ويقرأ شاذا «والإيصال» ـ بكسر الهمزة ، وياء بعدها ، وهو مصدر «آصلنا» إذا دخلنا فى الأصيل» ١ / ٦١٠ التبيان.
وانظر ٤ / ٤٥٣ البحر المحيط.
سورة الأنفال
١ ـ (قوله تعالى): (يَسْئَلُونَكَ).
يقرأ ـ بفتح السين ، من غير همز ـ وذلك : على إلقاء حركة السين ، وحذفها (١).
٢ ـ قوله تعالى : (عَنِ الْأَنْفالِ)
هو مثل «عن الأهلة» وقد ذكر فى سورة البقرة ، ويقرأ «الأنفال» بغير «عن» ـ على أنه مفعول «يسألون» (٢).
٣ ـ قوله تعالى : (وَجِلَتْ).
يقرأ ـ بضم الجيم ـ مثل «ضعف» ؛ لأنه قريب من معنى «الضعف» ، ومصدره على هذا «الوجل» ـ بسكون الجيم.
والأشبه أن يكون لغة ـ وهو شاذ ـ لأن اسم الفاعل منه «وجل» ، لا «وجيل» (٣).
٤ ـ قوله تعالى : (إِحْدَى).
يقرأ ـ بحذف الهمزة فى الوصل ـ شبهها بهمزة الوصل ، وقوّى ذلك أنها
__________________
(١) انظر ١ / ٢٧٢ المحتسب.
(٢) قال أبو البقاء :
الجمهور : على إظهار النون ، ويقرأ بإدغامها فى اللام ...» ٢ / ٦١٥ التبيان» وانظر ١ / ١٥٦ التبيان».
(٣) قال أبو البقاء :
«وجلت» مستقبله : «توجل» ـ بفتح التاء ، وسكون الواو ، وهى اللغة الجيدة ، ومنهم من يقلب الواو ألفا تخفيفا ، ومنهم من يقلبها ياء ، بعد كسر التاء ، وهو على لغة من كسر حرف المضارعة ، وانقلبت الواو ياء ؛ لسكونها ، وانكسار ما قبلها ، ومنهم من يفتح التاء مع سكون الياء ، فتركب من اللغتين لغة ثالثة : فتفتح الأولى على اللغة الفاشية ، وتقلب الواو ياء على الأخرى.» ٢ / ٦١٥ التبيان وانظر ٤ / ٤٥٧ البحر المحط.
مكسورة ، بعد ضمة ، وفى ذلك ثقل.
٥ ـ قوله تعالى : (أَنَّها لَكُمْ)
الجمهور : ـ بفتح الهمزة ـ مفعول (يَعِدُكُمُ) ، وكسرها قوم ؛ لأنهم حملوا (يَعِدُكُمُ) على يقول : (١).
٦ ـ قوله : (تَبَيَّنَ)
يقرأ ـ بضم التاء ـ على ما لم يسم فاعله ، وهو ظاهر
٧ ـ قوله تعالى : (أَنِّي مُمِدُّكُمْ)
يقرأ ـ بكسر الهمزة ـ حملا على معنى القول :
٨ ـ قوله تعالى : (بِأَلْفٍ).
يقرأ ـ بياء ـ مكان الهمزة ، أبدلت ياء ؛ لأجل كسرة الباء.
ومنهم من يقرأ ـ بخيال الهمزة ـ للتخفيف.
ويقرأ «بألف» مثل «صبر» وهو مثل «أسد ، وأسد».
ويقرأ «بألوف» ، مثل «فلس ، وفلوس» يشار بذلك إلى قوله «بخمسة آلاف» (٢).
٩ ـ قوله : (مُرْدِفِينَ).
المشهور : إسكان الراء ، وكسر الدال ـ مخففا ، من «أردف».
ويقرأ ـ بضم الراء ، وتشديد الدال ـ وأصله «مرتدفين» فأسكن التاء ، وقلبها دالا ، فالتقى ساكنان ، فضمت الراء إتباعا للميم ، ومنهم من يفتحها ، فيحركها بحركة التاء ، ومنهم من يكسرها ؛ لالتقاء الساكنين ، ومنهم من يضم
__________________
(١) الإعراب ظاهر.
(٢) قال أبو البقاء :
«الجمهور : على إفراد لفظة الألف ، ويقرأ «بألف» على «أفعل» مثل «أفلس» وهو معنى قوله : «بخمسة آلاف».
الراء ، ويكسر الدال ، ويخففها ، والأشبه : أن يكون أراد التشديد ، فحذف إحدى الدالين تخفيفا (١).
١٠ ـ قوله تعالى : (أَمَنَةً).
يقرأ ـ بإسكان الميم ـ وهو تأنيث «أمن» (٢).
١١ ـ قوله تعالى : (لِيُطَهِّرَكُمْ).
يقرأ ـ بسكون الطاء ، وتخفيف الهاء ـ وماضيه «أطهر» ، وهو فى معنى «طهّر» مثل «نزّل ، وأنزل».
وقد قرئ «ما ليطهركم» ـ بقصر الألف ـ وهو بمعنى «الذى» أى : أن الذى ليطهركم ، وفيه بعد ؛ لأجل اللام (٣).
١٢ ـ قوله تعالى : (رِجْزَ)
ـ بالزاى ـ ويقرأ ـ بالسين ـ ، قيل : السين بدل من الزاى ، وقيل : «رجس
__________________
(١) قل أبو البقاء :
«يقرأ بضم الميم ، وكسر الدال ، وإسكان الراء ، وفعله ، أردف والمفعول محذوف ، أى : مردفين أمثالهم ، ويقرأ ـ بفتح الدال ، على ما لم يسم فاعله ، أى : أردفوا بأمثالهم ... ويقرأ بضم الميم ، وكسر الدال ، وتشديدها ، وعلى هذا فى الراء ثلاثة أوجه : الفتح ، وأصلها مرتدفين ... والثانى كسر الراء على إتباعها لكسرة الدال ، أو على الأصل فى التقاء الساكنين ، والثالث : الضم إتباعا لضمة الميم ويقرأ بكسر الميم ، والراء ، على إتباع الميم الراء ...» ٢ / ٦١٧ ، ٦١٨ التبيان.
وانظر ١ / ٢٧٣ المحتسب. وانظر ٤ ، ٤٦٥ البحر المحيط. وانظر ٤ ، ٢٨٠٦ ، ٢٨٠٧ الجامع لأحكام القرآن.
(٢) قال أبو الفتح :
«ومن ذلك قراءة ابن محيص «أمنة نّعساسا» ـ بسكون الميم» ١ / ٢٧٣ المحتسب.
(٣) قال أبو البقاء :
«ماء ليطهركم» : الجمهور على المد ، والجار والمجرور صفة له.
ويقرأ شاذا بالقصر ، وهى بمعنى «الذى» ٢ / ٦١٩ التبيان.
وقال أبو الفتح : «ومن ذلك : قراءة الناس «ماءّ ليطهركم به» ، وقرأ الشعبى : «ما ليطهركم به» على معنى الذى به ...» ١ / ٢٧٤ المحتسب.
الشيطان» : وسوسته ، وأصل الرّجس : الشىء القذر ، والرجز : العذاب (١).
١٣ ـ قوله تعالى : (أَنِّي مَعَكُمْ)
ـ بالفتح ـ على «يوحى» ، و ـ بالكسر ـ على معنى «إذ».
١٤ ـ قوله : (وَأَنَّ لِلْكافِرِينَ)
ـ بالفتح ـ أى : ولأن للكافرين ، و ـ بالكسر ـ على الاستئناف.
١٥ ـ قوله تعالى : (دُبُرَهُ).
ـ بضم الباء ، وإسكانها ـ لغتان (٢).
١٦ ـ قوله تعالى : (وَأَنَّ اللهَ).
ـ بالكسر ـ على الاستئناف ، و ـ بالفتح ـ على تقدير : ولأن الله ، أى : لن تغنى عنكم الكثرة ، ولأن الله مع المؤمنين.
١٧ ـ قوله تعالى : (بَيْنَ الْمَرْءِ)
يقرأ ـ بتشديد الراء ، من غير همز ـ وقد ذكر فى البقرة عند قوله تعالى (بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ) [الآية : ١٠٢].
ويقرأ ـ بتخفيفها ، من غير همز.
ووجهه : أنه ألقى حركة الهمزة على الراء ، وحذف الهمزة ، هذا حكمها فى الوقف ، ولكن أجرى الوصل مجرى الوقف (٣).
__________________
(١) قال أبو البقاء :
«الجمهور على الزاى ، ويراد به هنا الوسواس ، وجاز أن يسمى رجزا ؛ لأنه سبب للرجز ، وهو العذاب ، وقرئ بالسين ، وأصل «الرجس» : الشىء القذر ، فجعل ما يفضى إلى العذاب رجسا ، استقذارا له.» ، ٢ / ٦١٩ التبيان. وانظر ١ / ٢٧٥ ، ... المحتسب. وانظر ٢ / ٢٠٣ الكشاف.
(٢) وهى قراءة الحسن : قال الزمخشرى : «وقرأ الحسن» دبره» بالسكون «٢ / ٢٠٦ الكشاف.
(٣) قال أبو الفتح :
«ومن ذلك قراءة الحسن ، والزهرى : «بين المرّ ، وقلبه» ... ثم قال :
«وقراءة الجماعة من بعد أقوى ، وأحسن ...» ١ / ٢٧٦ المحتسب.
١٨ ـ قوله تعالى : (وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) :
ـ بالفتح ـ عطفا على (١) «أن» الأول ، و ـ بكسر الهمزة ـ على الاستئناف (٢).
١٩ ـ قوله تعالى : (لا تُصِيبَنَّ) :
الجمهور : على إثبات الألف من «لا» وحذفها قوم ، وأبقوا اللام قيل :
حذفت الألف ـ هنا ـ كما حذفت فى قولهم : «أم والله» (٣).
وقيل : هى لام القسم ، والمعنى : على إثبات الإضافة ، و «أنه» خبر.
٢٠ ـ قوله تعالى : (أَماناتِكُمْ) :
ـ بالجمع ـ لأنه مضاف إلى جمع ، وبالإفراد ، والفتح ؛ لأن الأمانة جنس ، فنودى (٤) الواحد عن الجمع.
٢١ ـ قوله : (لِيُثْبِتُوكَ) :
ـ بالتخفيف ، والتشديد ـ وهما ظاهران».
٢٢ ـ قوله تعالى : (هُوَ الْحَقَّ) :
الجمهور : ـ بالنّصب ـ على أنه «هو» فصل ، و «الحقّ» خبر «كان».
ويقرأ ـ بالرفع ـ على أن «هو» مبتدأ ، و «الحق» خبره ، والجملة : خبر «كان» (٥)
__________________
(١) فى (أ) زيادة (فى).
(٢) قال القرطبى : «قال الفراء : ولو استأنفت فكسرت ، «وأنه» كان صوابا» ٤ / ٢٨٢٧ الجامع لأحكام القرآن.
(٣) قال القرطبى : «وقرأ على ، وزيد بن ثابت ، وأبىّ ، وابن مسعود» لتصيبنّ» ـ بلا ألف ـ قال المهدوى :
من قرأ لتصيبنّ» جاز أن يكون مقصورا من «لا تصيبنّ» حذفت الألف ، كما حذفت من «ما» وهى أخت «لا» فى نحو «أم والله لأفعلنّ ، وشبهه ، ويجوز أن يكون مخالفا لقراءة الجماعة فيكون المعنى :
أنها تصيب الظالم خاصة.» ٤ / ٢٨٢٩ الجامع لأحكام القرآن» وانظر ٤ ، ٤٨٤ ، ٤٨٥ البحر المحيط.
(٤) فى (أ) (فتوى).
(٥) يقول أبو البقاء : ـ
٢٣ ـ قوله : (لِيُعَذِّبَهُمْ) :
الجمهور : بكسر اللام ـ وفتحها قوم ، وهى لغة محكية يفتح أربابها لام «كى» ، وينصبون بها (١).
٢٤ ـ قوله تعالى : (وَما كانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكاءً وَتَصْدِيَةً) :
الجمهور : على رفع «الصلاة» ، ونصب «المكاء» ؛ لأن الأول معرفة ، والثانى نكرة ، وهى الخبر.
وعكس ذلك الأعمش ، وهى قراءة ضعيفة (٢)
والوجه فيها : أن الصلاة مصدر ، والمصدر جنس ، وتعريف الجنس ، وتنكيره متقاربان إذ لا فرق بين قولك : «شربت عسلا ، وشربت العسل».
ويقرأ «صلواتهم» ـ بالجمع ـ :
٢٥ ـ قوله : (إِنْ يَنْتَهُوا) :
ـ بالياء ، والتاء ـ وهما ظاهران.
٢٦ ـ قوله : (بِما يَعْمَلُونَ) :
ـ بالتاء ، والياء ـ كذلك.
٢٧ ـ قوله : (فَأَنَّ لِلَّهِ) :
يقرأ ـ بكسر الهمزة ـ ؛ لأنها لو حذفت لكان ما بعدها مبتدأ ، وخبرا ، أى : فلله خمسه.
__________________
ـ «... القراءة المشهورة بالنصب ، و «هو» هنا فصل.
ويقرأ بالرفع ، على أن «هو» مبتدأ ، و «الحق» خبره ، والجملة خبر «كان» ٢ / ٦٢٢ التبيان.
وانظر ٢ / ٢١٦ ، ٢١٧ الكشاف.
(١) انظر ٤ / ٤٨٩ البحر المحيط.
(٢) ذكر هذه القراءة الزمخشرى حيث قال : «وقرأ الأعمش» وما كان صلاتهم» ـ بالنصب ـ على تقديم خبر «كان» على اسمه ...» ٢ / ٢١٨ الكشاف. وانظر ١ / ٢٧٨ ، ٢٧٩ المحتسب.
وانظر توجيه القراءة فى ٢ / ٦٢٢ ، ٦٢٣ التبيان.
وقرأ قوم ـ بالحذف ـ (١).
٢٨ ـ قوله : (خُمُسَهُ) :
يقرأ ـ بضم الميم ، وإسكانها ـ لغتان (٢).
٢٩ ـ قوله تعالى : (بِالْعُدْوَةِ) :
يقرأ ـ بكسر العين ، وضمها ، وفتحها ـ ثلاث لغات (٣).
٣٠ ـ قوله تعالى : (الْقُصْوى) :
ـ بالواو ، والياء ـ لغتان ـ والياء هى الأصل فى القياس ، مثل «الدنيا» ، والواو أكثر فى الاستعمال (٤).
٣١ ـ قوله : (أَسْفَلَ) :
ـ بالنصب ـ على أنه ظرف ، أقيم مقام الخبر ، أى : مكانا أسفل ، و ـ بالرفع ـ على أنه خبر «الركب» ، وهو هو فى المعنى.
٣٢ ـ قوله تعالى : (لِيَهْلِكَ) :
ـ بكسر اللام الثانية ـ وماضيه «هلك» ، وهو المشهور.
ـ وفتحها قوم ـ ، وماضيه «هلك» مثل «تلف» ، وهما لغتان (٥).
__________________
(١) قال أبو البقاء :
«... يقرأ ـ بفتح الهمزة ـ وفى الفاء وجهان :
أحدهما : أنها دخلت فى خبر «الذى» كما فى «الذى» من معنى المجازاة ، و «أن» وما عملت فيه فى موضع رفع خبر مبتدأ محذوف ، تقديره : فالحكم : أن لله خمسه.
والثانى : أن الفاء زائدة ، و «أن» بدل من الأولى ، وقبل «ما» مصدرية ، والمصدر بمعنى المفعول أى : واعلموا أن «غنيمتكم» أى : مغنومكم.
ويقرأ بكسر الهمزة فى : «إن» الثانية ، على أن تكون «إن» وما عملت فيه مبتدأ ، وخبرا فى موضع خبر الأول ٢ / ٦٢٤ التبيان.
(٢) ويقول أبو البقاء : «... لغتان قد قرئ بهما». ٢ / ٦٢٤ التبيان.
(٣) انظر ٢ / ٦٢٤ التبيان ، وانظر ١ / ٣٨٠ المحتسب.
(٤) انظر ٢ / ٦٢٤ ، ٦٢٥ التبيان.
(٥) انظر المختار مادة (ه ل ك).
ويقرأ ـ بضم الياء ، وكسر اللام ـ والفعل لله ، وماضيه «أهلكه».
٣٣ ـ قوله تعالى : (فَتَفْشَلُوا) :
ـ بفتح الشين ، وكسرها ـ لغتان ، والفتح أكثر ، وماضى الكسر «فشل» ـ بالفتح ـ ولا يكون ماضيه ـ بالكسر ـ أيضا ـ ؛ لأنهم حصروا ما جاء من ذلك فى أربعة أفعال : «حسبت ، وأخواتها الثلاثة» (*) وليس «فشل» فيها ، وماضى الفتح مكسور ، ومنه قوله : (لَفَشِلْتُمْ) (١).
٣٤ ـ قوله تعالى : (وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ) :
ـ بالتاء ـ لأن «الريح» ـ هنا ـ «القوة» (٢).
ويقرأ ـ بالياء ـ ؛ لأن التأنيث غير حقيقى ، وقيل : أراد : النصر ، فحمله على المعنى.
وقرئ ـ بسكون الباء ـ والأشبه : أن يكون سكن الباء ، وهو ضعيف فى المفتوح ، والجزم فيها بعيد ؛ لأن الفاء فى «تفشلوا» تمنع من ذلك.
ويجوز أن تكون الفاء عاطفة ، وكذلك الواو ، والتقدير : لا تفشلوا ولا تذهب ريحكم ، كما قالوا : «لا تمددها ، فتشققها».
وهذا هو الوجه الصحيح.
ولو قيل : الفاء زائدة ، والفعل جواب النهى لكان وجيها.
٣٥ ـ قوله تعالى : (تَراءَتِ) :
يقرأ ـ بإمالة الراء ـ وفيه بعد ؛ إذ لا سبب ـ هنا ـ للإمالة ، بل الراء ،
__________________
(١) قال أبو حيان :
«... وقرأ الحسن ... «فتفشلوا» ـ بكسر الشين ، قال أبو حاتم : وهذا غير معروف ، وقال غيره :
هما لغة ...» ٤ / ٥٠٣ البحر المحيط.
(٢) قال أبو حيان :
«... فى قراءة عيسى بن عمر «ويذهب» بالياء ، وجزم الباء ، وقرأ أبو حيوة ... ويذهب بالياء ، ونصب الباء» ٤ / ٥٠٣ البحر المحيط. وانظر ٢ / ٢٢٦ الكشاف.
(*) وهى : «ظن ، زعم ، خال» مصححة.
المفتوحة تمنع من الإمالة (١) ، والألف ـ هنا ـ زائدة ، فلو كانت بدلا من ياء قربت الإمالة ، إلا أن وجهه ـ على ضعفه : أن أصله» ، (٢) «ترأ» والهمزة ـ هنا ـ يجوز إمالتها من أجل الألف بعدها ، فلما حذفت الألف ، ولم تمكن إمالة الهمزة جعل إمالة الراء تنبيها على ذلك.
ويجوز : أن يكون أجرى الألف مجرى المنقلبة.
٣٦ ـ قوله تعالى : (فَشَرِّدْ) :
يقرأ ـ بالذال المعجمة ـ وليست لغة أصلية ، وإنما أبدلها القارئ من الدال ؛ لمشاركتها فى الجهر ، وقيل : هى مقلوبة من «شذّر» ، أى : فرّق (٣).
٣٧ ـ قوله تعالى : (مَنْ خَلْفَهُمْ) :
يقرأ ـ بكسر الميم ، والجر ـ أى : قوما من خلفهم.
٣٨ ـ قوله : (عَلى سَواءٍ) :
ـ بكسر السين ، والمدّ ـ وهو بعيد جدا ؛ لأن أهل اللغة لم يحكوها فى لغاتها.
ولو قيل : جعله مصدر «ساوى يساوى سواء» مثل «عادى عداء ، لكان وجها» (٤).
__________________
(١) انظر ٤ / ٣٨٧ شرح الأشمونى بتحقيقنا.
(٢) فى (أ) نقص «أن أصله ترآا» والهمزة ـ هنا ـ تجوز إمالتها من أجل الألف».
(٣) قال أبو الفتح :
«ومن ذلك ما يروى عن الأعمش : أنه قرأ «فشرّد بهم من خلفهم» ـ بالذال معجمة ... لم يمرر بنا فى اللغة تركيب ش ر ذ.
وأوجه ما يصرف إليه ذلك : أن تكون الذال بدلا من الدال ، كما قالوا : لحم خرادل ، وخراذل.
والمعنى الجامع لهما : أنهما مجهوران ، ومتقاربان». ١ / ٢٨٠ المحتسب.
وانظر ٤ / ٢٨٧٠ الجامع لأحكام القرآن.
(٤) قال أبو حيان :
«وقرأ زيد بن على «على سواء» ـ بكسر السين ...» ٤ / ٥٠٩ ، ٥١٠ البحر.
٣٩ ـ قوله : (سَبَقُوا إِنَّهُمْ لا) :
قرئ ـ بفتح الهمزة ـ قيل : «لا» زائدة ، والتقدير : لا يحسبن الذين سبقوا إنهم يعجزون».
ومن كسر ـ استأنف (١).
٤٠ ـ قوله : (يُعْجِزُونَ) :
ـ بفتح النون ، والتخفيف ـ وهو الأصل.
ويقرأ ـ بكسر النون ، من غير ياء ، وبياء ، ويقرأ ـ بتشديد النون ، وكسرها ، وذكر ذلك فى (أَتُحاجُّونِّي فِي اللهِ)؟ فى سورة الأنعام.
ويقرأ ـ بتشديد الجيم ، للتكثير (٢).
٤١ ـ قوله تعالى : (رِباطِ الْخَيْلِ) :
يقرأ «ربط الخيل» ـ بضم الراء ، والباء ، وهو جمع «رباط» مثل : «قمار ، وقمر» وسكّن قوم «الباء» ـ على التخفيف (٣).
٤٢ ـ قوله : (تُرْهِبُونَ) :
يقرأ ـ بتشديد الهاء ـ للتكثير ، ويقرأ كذلك ، إلا أنه ـ بفتح الهاء ـ على ما لم يسم فاعله ، والمعنى : إذا أعددتم ذلك رهبتم ، أى : خيف منكم.
ويقرأ كذلك ، إلا أنه يخفف الراء ـ.
فإن قيل : فأى شىء تنصب «عدوّ» على هذه الأوجه؟
__________________
(١) انظر ٤ / ٥١٠ ، ٥١١ النهر.
وانظر ٤ / ٢٨٧٢ الجامع لأحكام القرآن.
(٢) قال أبو حيان :
«... وقرأ ابن محيصن : «لا تعجزونى» ـ بكسر النون ، وبعدها ياء ، وقال الزجاج : الاختيار فتح النون ، ويجوز كسرها على أن المعنى : إنهم لا يعجزوننى ، وتحذف النون الأولى لاجتماع النونين ، ...» ٤ / ٥١٠ البحر المحيط ، وانظر التبيان ١ / ٣٩٠.
(٣) انظر ٤ / ٢٨٧٥ الجامع لأحكام القرآن.
قيل : بفعل محذوف ، تقديره : تفزعون العدوّ ، كما قال تعالى : (يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ (٣٦) رِجالٌ) [النور : ٣٦].
أى : من يسبحه؟ فقيل : (رِجالٌ) وكذلك ـ هنا تقديره : «من تخوفون» (١).
ويقرأ ـ بالنصب ، والتنوين (عَدُوًّا لِلَّهِ) على فك الإضافة (٢).
٤٣ ـ قوله تعالى : (فَاجْنَحْ لَها) :
يقرأ ـ بضم النون ، وفتحها ـ وهما لغتان (٣).
٤٤ ـ قوله تعالى : (حَسْبَكَ اللهُ) :
يقرأ «حسيبك» ـ بالياء ـ والمعنيان متقاربان.
٤٥ ـ قوله تعالى : (وَمَنِ اتَّبَعَكَ) :
يقرأ ـ بقطع الهمزة ، والتخفيف ـ يقال : «أتبع ، واتّبع».
٤٦ ـ قوله تعالى : (حَرِّضِ) :
يقرأ ـ «بالصّاد» من «الحرص» (٤).
٤٧ ـ قوله تعالى : (عِشْرُونَ) :
يقرأ ـ بضم العين ـ هنا ـ فقط.
__________________
(١) قال الزمخشرى :
«ترهبون» : قرئ بالتخفيف ، والتشديد.
وقرأ ابن عباس ، ومجاهد (رضى الله عنهما) «تخزون» ٢ / ٣٢٢ الكشاف.
(٢) قال أبو حيان :
«وقرأ السلمىّ : عدوا لله» بالتنوين ، ولام الجر ...» ٤ / ٥١٢ البحر المحيط.
(٣) قال أبو حيان :
«... وقرأ الأشهب العقيلى «فأجنح» ـ بضم النون ، وهى لغة قيس ، والجمهور بفتحها وهى لغة تميم ...» ٤ / ٥١٤ البحر المحيط.
(٤) قال جار الله :
«وقرئ «حرص» ـ بالصاد غير المعجمة ـ حكاها الأخفش ، من الحرص» ٢ / ٢٣٥ الكشاف.
والوجه فيه : أنه أتبع ضمة العين ضمة ـ الراء ، والحاجز بينها ساكن ، وهو غير حصين.
٤٨ ـ قوله : (وَعَلِمَ) :
يقرأ ـ يترك التسمية ـ وهو ظاهر.
٤٩ ـ قوله تعالى : (ضَعْفاً) :
يقرأ ـ بضم الضاد ، مع سكون العين ـ وهما لغتان (١).
ومنهم ـ من يضم العين ـ إتباعا.
ويقرأ «ضعفاء» مثل «علماء» ، وهو جمع.
ويقرأ «ضعفى» مثل «مرضى» وهو ظاهر (٢).
٥٠ ـ قوله تعالى : (أَسْرى) :
يقرأ «أسراء» ـ بالمد ـ وهما لغتان (٣).
٥١ ـ قوله : (يُثْخِنَ) :
يقرأ ـ بالتشديد ـ للتكثير.
٥٢ ـ قوله : (تُرِيدُونَ عَرَضَ) :
ـ بالتاء ، والياء ـ وهو ظاهر.
٥٣ ـ قوله : (وَاللهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ) :
يقرأ ـ بالجر ـ على تقدير : عرض الآخرة ، ودل على هذا المحذوف
__________________
(١) قال جار الله :
«وقرئ «ضعفا» ـ بالفتح والضم ، كالمكث ، والمكث ، والفقر ، والفقر ...» ٢ / ٢٣٥ الكشاف.
(٢) القراءات ظاهرة.
(٣) قال أبو حيان :
«وقرأ يزيد بن القعقاع ، والمفضل عن عاصم «أسارى» ، وشبه «فعيل» «بفعلان» نحو «كسلان ، وكسالى» ، كما شبهوا «كسلان» «بأسير» فقالوا فيه جمعا «كسلى ...» ٤ / ٥١٨ البحر المحيط.
ما قبله» (١).
٥٤ ـ قوله : (إِلَّا تَفْعَلُوهُ) :
يقرأ ـ بالياء ـ على الغيبة.
٥٥ ـ قوله تعالى : (فَسادٌ كَبِيرٌ) :
يقرأ «كثير» ـ بالثاء ـ وهو ظاهر.
__________________
(١) قال أبو حيان :
«وقرأ الجمهور الآخرة» ـ بالنصب ـ
وقرأ سليمان بن جماز المدنى بالجر ، واختلفوا فى تقدير المضاف المحذوف : فمنهم من قدره عرض الآخرة ، وقال : وحذف لدلالة عرض الدنيا عليه ...» ٤ / ٥١٨ البحر المحيط.
وانظر ٢ / ٢٣٧ الكشاف.
سورة التّوبة
١ ـ قوله تعالى : (بَراءَةٌ) :
يقرأ ـ بالنصب ـ وهو مصدر «برئ براءة ، أو إبراء».
٢ ـ قوله تعالى : (مِنَ اللهِ) :
بكسر النون ، والميم ـ على الإتباع ، وكذلك ما أشبهه (١).
٣ ـ قوله تعالى : (وَأَنَّ اللهَ مُخْزِي) ، و (أَنَّ اللهَ بَرِيءٌ) :
يقرآن ـ بكسر الهمزة ـ على الاستئناف ، وعلى معنى القول.
٤ ـ قوله : (وَأَذانٌ) :
يقرأ «وإذن» والمعنى ظاهر.
٥ ـ قوله تعالى : (وَرَسُولِهِ) :
يقرأ ـ بالجر ـ وهو بعيد ، وعطفه على (الْمُشْرِكِينَ) كفر ، وإنما حمل على القسم (٢).
__________________
(١) يقول أبو البقاء :
«براءة» : فيه وجهان :
أحدهما : هو خبر مبتدأ محذوف ، أى : هذا براءة ، أو هذه ، و «من الله» نعت له ..
والثانى : أنها مبتدأ ، و «من الله» نعت له ، و «إلى الذين» الخبر.
وقرئ شاذا : «من الله» ـ بكسر النون ، على أصل التقاء الساكنين» ٢ / ٦٣٤ التبيان.
وانظر ١ / ٢٨٣ المحتسب. وانظر ٤ / ٩٠٢ الجامع لأحكام القرآن.
(٢) فى التبيان : «ورسوله» يقرأ بالرفع ، وفيه ثلاثة أوجه :
العطف على الضمير فى «برىء» ـ خبر مبتدأ محذوف ، أى : ورسوله برىء.
عطف على موضع الابتداء ، وهو غير جائز عند المحققين.
ويقرأ بالنصب عطفا على اسم «إنّ» وبالجر شاذّا ، وهو على القسم ، ولا يكون عطفا على المشركين ؛ لأنه يؤدى إلى الكفر ... بتلخيص ٢ / ٦٣٤ ، ٦٣٥ التبيان.
٦ ـ قوله تعالى : (ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ) :
يقرأ ـ بالضاد معجمة ـ والتقدير : ينقضوا عهدكم ، فحذف المضاف (١).
٧ ـ قوله تعالى : (يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ) :
يقرأ ـ بضم الياء ـ على ما لم يسمّ فاعله.
٨ ـ قوله تعالى : (إِلَّا) :
يقرأ «إيلا» ـ بياء ، قبل اللام ، وبتخفيف اللام.
والوجه : أنه أبدل اللام الأولى ياء.
ويقرأ ـ بفتح الهمزة ، والتشديد ـ وهى لغة (٢).
٩ ـ قوله تعالى : (بَدَؤُكُمْ) :
يقرأ ـ بتليين الهمزة ، وتقريبها من الواو.
ويقرأ «بدوكم» ـ بإسكان الواو ـ من «بدا يبدو» ، والجيد : أن يكون أصله الهمز ولكن أبدل منها الواو (٣).
__________________
(١) «الجمهور : بالصاد ، وقرئ بالضاد ، أى : ينقضوا عهودكم ، فحذف المضاف ٢ / ٦٣٥ التبيان ، وانظر ١ / ٢٨٣ المحتسب.
(٢) يقول أبو البقاء :
«إلّا» : الجمهور : بلام مشددة من غير ياء.
وقرئ «إيلا» مثل «ريح» وفيه وجهان :
أحدهما : أنه أبدل اللام الأولى ياء ؛ لثقل التضعيف ، وكسر الهمزة.
والثانى : أنه من «آل يئول ، إذا : ساس ، أو من آل يئول : إذا صار إلى آخر الأمر ، وعلى الوجهين : قلبت الواو ياء ؛ لسكونها ، وانكسار ما قبلها» ٢ / ٦٣٧ التبيان.
وانظر ١ / ٢٨٣ المحتسب.
(٣) قال أبو حيان :
«وقرأ زيد بن على «بدوكم» ـ بغير همز ، ووجهه : أنه سهل الهمزة من «بدأت» بإبدالها ياء ، كما قالوا فى «قرأت» : قريت ، فصار «كرميت» فلما أسند الفعل إلى واو الضمير سقطت ، فصار «بدوكم» كما تقول : رموكم. ٥٢٢ / ١٦ البحر المحيط.
١٠ ـ قوله تعالى : (يُخْزِهِمْ) :
يقرأ ـ بياء ، بعد الزاى ـ على أن تقديره : وهو يخزيهم.
١١ ـ قوله تعالى : (وَيَشْفِ) :
يقرأ ـ بالنون.
١٢ ـ قوله تعالى : (وَيُذْهِبْ غَيْظَ) :
يقرأ ـ بفتح الياء ، والهاء ـ و «غيظ» ـ بالرفع ـ على أنه فاعل (١).
ويقرأ كذلك ، إلا أنه يرفع «الباء» على الاستئناف ، كما رفع (وَيَتُوبُ).
ويقرأ «ويتوب» ـ بالنصب ـ على أن الواو بمعنى «مع».
١٣ ـ قوله تعالى : (يَعْمُرُوا) :
يقرأ ـ بضم الياء ، وكسر الميم ـ وماضيه «أعمر» أى : مكّن من عمارته ، كما يقال : «ألحمتك عرضه» (٢).
١٤ ـ قوله تعالى : (شاهِدِينَ) :
يقرأ «شاهدون» ـ بالواو ـ وفيه وجهان :
أحدهما : هو بدل من الضمير فى «يعمروا».
والثانى : خبر مبتدأ ، محذوف ، أى : وهم شاهدون (٣).
١٥ ـ قوله تعالى : (فِي النَّارِ هُمْ خالِدُونَ) :
يقرأ «خالدين» ـ بالياء ـ نصبا ، وهو ضعيف.
__________________
(١) انظر ١ / ٢٨٥ المحتسب.
(٢) قال أبو حيان :
«قرأ ابن السميفع : «أن يعمروا» ـ بضم الياء وكسر الميم : أن يعينوا على عمارته ، ٥ / ١٨ البحر المحيط.
(٣) وقال أبو حيان :
وقرأ زيد بن على : «شاهدون» ـ على إضمارهم شاهدون ..» ٥ / ١٩ البحر.
والوجه فيه : أن تجعل «هم» مبتدأ ، و (فِي النَّارِ) خبره ، و «خالدين» حال من الضمير فى (النَّارِ) (١).
١٦ ـ قوله تعالى : (سِقايَةَ الْحاجِّ)
يقرأ ـ بكسر السين ، وضمها.
والوجه فيه : أنه جمع ، مثل «رخال» فى «رخل» و «تؤام» فى «توءم» هكذا ذكر بعض من علّل (٢)
والأشبه عندى : أن تكون بمعنى المكسورة ، وتكون لغة.
ويقرأ «سقاة» جمع «ساق» مثل «قاض ، وقضاة».
ويقرأ «سقى» ـ بضم السين ، وسكون القاف ، وفتح الياء ـ على أنه مصدر ، مثل : «سكر ، وكفر» ، ويجوز أن يكون جمعا ، مثل «عمر» (٣).
١٧ ـ قوله تعالى : (وَعِمارَةَ) :
يقرأ ـ بضم العين ـ وهو مصدر ـ أيضا ـ «كالخفارة ، والظّلامة».
ويجوز أن يكون محمولا على «النحاتة ، والبرادة» ؛ لأن من يباشر العمارة يقرب من صنعته من أراذل الصنايع.
ويقرأ «عمرة» جمع «عامر» مثل «كافر».
__________________
(١) فى البحر المحيط :
وقرأ زيد بن على بالياء ، نصبا على الحال ، وفى النار هو الخبر ، كما تقول : فى الدار زيد قاعدا» ٥ / ١٩.
(٢) قال أبو البقاء :
الجمهور : على «سقاية» وهو مصدر ، مثل «العمارة» وصحت الياء لما كانت بعدها تاء التأنيث ، والتقدير : أجعلتم أصحاب سقاية الحاج ، أو يكون التقدير : كإيمان من آمن ؛ ليكون الأول هو الثانى.
وقرئ «سقاية الحاج ، وعمرة المسجد على أنه جمع «ساق ، وعامر» ٢ / ٦٣٩ التبيان.
(٣) انظر ١ / ٢٨٥ ، ٢٨٦ المحتسب.
وانظر ٥ / ٢٠ البحر المحيط ، وانظر ٢ / ٢٥٦ الكشاف.
ويقرأ «عمرة المسجد الحرام ، بنصب الدال ، والميم ـ وعلى هذا : قد حذف التنوين تخفيفا ، يريد عمرة المسجد ، كما قال الشاعر (١) :
فألفيته غير مستعتب |
|
ولا ذاكر الله إلا قليلا |
١٨ ـ قوله تعالى : (أَحَبَّ إِلَيْكُمْ) :
بالنصب ـ على أنه خبر «كان».
ويقرأ ـ بالرفع ـ على أن يكون ضمير الشأن (٢).
١٩ ـ قوله تعالى : (رَحُبَتْ) :
يقرأ ـ بإسكان الحاء ـ وهو من تخفيف المضموم ، مثل «عضد ، وعضد» (٣).
٢٠ ـ قوله تعالى : (سَكِينَتَهُ) :
يقرأ ـ بكسر السين ، والتشديد ـ على مثل «امرأة سكّيرة» ؛ للمبالغة (٤).
__________________
(١) الشاعر :
هو أبو الأسود الدؤلى : والبيت من المتقارب ، وقد استشهد به كثير من النحاة.
والبيت فى الكتاب :
فألفيته غير مستعتب |
|
ولا ذاكر الله إلا قليلا |
«لم يحذف التنوين استخفافا ، ليعاقب المجرور ، ولكنه حذفه ، لالتقاء الساكنين ، كما قال : رمى القوم ، وهذا اضطرار». ١ / ٨٥ ، ٨٦ الكتاب.
والشاهد فيه : حذف التنوين من «ذاكر» لالتقاء الساكنين ، ونصب ما بعده وإن كان الوجه إضافته ـ كما تقدم ـ ...» ١ / ٨٥ تحصيل عين الذهب.
(٢) الإعراب ظاهر.
(٣) قال أبو حيان :
وقرأ زيد بن على «بما رحبت» فى الموضعين ـ بسكون الحاء ، وهى لغة تميم : يسكنون ضمة «فعل» فيقولون فى «ظرف : ظرف» ٥ / ٢٤ البحر المحيط.
(٤) وفى البحر المحيط : وقرأ زيد بن على «سكينته» ـ بكسر السين ، وتشديد الكاف ، مبالغة فى السكينة ، نحو : «شرّيب ، وطبيخ» ٥ / ٢٧ البحر المحيط.