إعراب القراءات الشّواذ - ج ١

محبّ الدين عبدالله بن الحسين البغدادي [ أبي البقاء العكبري ]

إعراب القراءات الشّواذ - ج ١

المؤلف:

محبّ الدين عبدالله بن الحسين البغدادي [ أبي البقاء العكبري ]


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: المكتبة الأزهريّة للتراث
الطبعة: ١
ISBN: 977-315-069-0
الصفحات: ٤٤٨
الجزء ١ الجزء ٢

ويقرأ «يدرككم» ـ بإظهار الكاف الأولى ، ساكنة ـ وهذا يكون مع وقيفة «سكتة» كما يفعل إذا لقيها غير الكاف ، نحو : «يدركهم» ، ويقرأ ـ بفتح الكاف ، وهى رديئة» (١).

٨٤ ـ قوله : (فَمِنْ نَفْسِكَ) :

يقرأ ـ بفتح الميم ، وضم السين ـ (٢).

٨٥ ـ قوله : (وَيَقُولُونَ طاعَةٌ) (٣) :

يقرأ ـ بالنصب ـ على «نطيع طاعة» أو على تقدير : تذكرون طاعة ، لأن : «تقول ، وتذكر» متقاربان.

٨٦ ـ قوله : (بَيَّتَ طائِفَةٌ) :

يقرأ ـ بالإظهار ، وفتح الطاء ـ هو الأصل (٤).

٨٧ ـ قوله : (يَكْتُبُ ما يُبَيِّتُونَ) :

يقرأ ـ بإدغام الباء ـ ؛ لأنها من حروف الشفتين ، فهما متقاربان.

٨٨ ـ قوله تعالى : (أَنْ يَكُفَّ) :

يقرأ «يكفى» من «الكفاية».

__________________

(١) وقد قرئ : «يدرككم» ـ بالرفع ـ ، وهو شاذ.

ووجهه : أنه حذف الفاء.

(٢) قال أبو حبان : «وقرأت عائشة (رضى الله عنها) : «فمن نفسك» ـ بفتح الميم ، ورفع السين «فمن» استفهام ، معناه الإنكار ، أى : فمن نفسك ، حتى ينسب إليها فعل المعنى ما للنفس فى الشىء فعل» ٣ / ٣٠٢ البحر المحيط.

(٣) «ارتفع طاعة ، على أنه خبر مبتدأ محذوف ، تقديره : أمرنا طاعة ، أى : لك ، وقرئ بإدغام التاء من بيّت فى الطاء ، وبإظهارها». ١ / ٣٠٤ النهر.

(٤) قال أبو البقاء : «وقد قرئ بإدغام التاء فى الطاء ، على أنه سكن التاء لتمكن إدغامها ، إذ كانت من مخرج الطاء ، والطاء أقوى منها ؛ لاستعلائها ، وإطباقها ، وجهرها» ١ / ٣٧٥ التبيان.

٢٠١

٨٩ ـ قوله : (وَمَنْ أَصْدَقُ) :

يقرأ ـ بإشمام الصاد زايا ـ لتقارب الدال فى الجهة [هكذا : أزدق].

وهكذا ؛ كل موضع سكنت فيه الصاد ، وبعدها دال (١).

٩٠ ـ قوله : (أَرْكَسَهُمْ) : (٢)

ـ بغير ألف ، مشددا للتكثير ؛ لأنه من جماعة ، مثل : «أغلقت الأبواب ، وغلقتها» وكذلك : «أركسوا ، ركّسوا».

٩١ ـ قوله : (حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ) (٣) :

يقرأ «حصرة» ـ على أنه اسم منصوب ، منوّن ، ونصبه على الحال ، و «صدورهم» مرفوع به.

ويقرأ ـ بالرفع ـ على أنه خبر مقدم ، أو على أنه مبتدأ و «صدورهم» مرفوع به ، والجملة حال.

٩٢ ـ قوله : (فَلَقاتَلُوكُمْ) :

يقرأ «فلقتلوكم» من «القتل» (٤).

٩٣ ـ قوله : (إِلَيْكُمُ السَّلَمَ) :

يقرأ ـ بإسكان اللام ـ : فبعضهم ـ يكسر السين ، وبعضهم يفتحها ـ وكل ذلك لغات .. (٥).

__________________

(١) قال أبو حيان : «وقرأ حمزة ، والكسائى «أصدق» ـ بإشمام الصاد زايا ، وكذا فيما كان مثله : من صاد ساكنة ، بعدها دال ، نحو : «يصدقون ، وتصدية ...» ٣ / ٣١٢ البحر المحيط.

(٢) قال أبو البقاء فى قوله تعالى : «أركسوا» : «الجمهور : على إثبات الهمزة ، وهو متعد إلى مفعول واحد ، وقرئ «ركّسوا» والتشديد للثقل ، والتكثير معا ، وفيها لغة أخرى ، وهى : ركسه الله ـ بغير همز ، ولا تشديد ، ولم أعلم أحدا قرأ به». ١ / ٣٧٩ التبيان ، وانظر ١ / ٥٤٩ الكشاف.

(٣) قال الزمخشرى فى قوله تعالى : «حصرت صدورهم» فى موضع الحال بإضمار «قد» والدليل عليه قراءة من قرأ : «حصرت صدورهم» ، و «حصرات صدورهم ، وحاصرات صدورهم ...» ١ / ٥٤٧.

(٤) انظر البحر المحيط ٣ / ١٣١٨.

(٥) قال أبو حيان : «وقرأ الجحدرى «السّلم» ـ بسكون اللام ، وقرأ الحسن بسكون السين». ٣ / ٣١٨ البحر المحيط.

٢٠٢

٩٤ ـ قوله : (كُلَّما رُدُّوا) :

يقرأ ـ بكسر الراء ـ والأصل «رددوا» : فنقلت كسرة الدال إلى الراء ، كما فعلوا ذلك فى : «قيل ، وبيع» ومثله : «صدّوا» (١).

٩٥ ـ قوله : (إِلَّا خَطَأً) :

يقرأ ـ بالقصر ـ على إبدال الهمزة ألفا ، ويقرأ ـ بالفتح ، والمد ـ مثل «قضاء» وكل ذلك لغات (٢).

٩٦ ـ قوله : (فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ) :

يقرأ ـ بتنوين الأول ، ونصب «رقبة ، مؤمنة» أعمل المصدر المنوّن عمل الفعل (٣).

٩٧ ـ قوله : (وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ) :

يقرأ ـ بالنصب ـ على ، و «يعطى دية ، أو يدفع».

٩٨ ـ قوله : (إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا) :

يقرأ كذلك ، إلا أنه بتاءين ـ على الخطاب.

وقرئ ـ بتاء واحدة ـ على الخطاب ـ أيضا : مشددا ، ومخففا.

ويقرأ ـ بالياء ، مع التخفيف ، وبحذف التاء (٤).

__________________

(١) فى البحر : «وقرأ ابن وثاب ، والأعمش «ردّوا» ـ بكسر الراء ، لما أدغم نقل الكسرة إلى الراء ، وقرأ عبد الله «ركسوا» ـ بضم الراء ـ من غير ألف مخففا ، وقال ابن جنى عليه بشد الكاف» ٣ / ٣١٩.

(٢) قال أبو حيان : «وقرأ الجمهور «خطاء» على وزن «بناء» وقرأ الحسن ، والأعمش على وزن «سماء» ، ممدودا ، وقرأ الزهرى على وزن «عصا» مقصورا ؛ لكونه خفف الهمزة ، بإبدالها ألفا ، أو إلحاقا «بدم» أو حذف الهمزة حذفا ، كما حذف لام «دم» ... ٣ / ٣٢١ البحر. وانظر ١ / ١٩٤ المحتسب.

(٣) انظر شرح الأشمونى للألفية ـ بتحقيقنا ـ ٢ / ١٩٧.

(٤) قال أبو حيان : «وقرأ الجمهور يصّدقوا ، وأصله يتصدقوا ، فأدغمت التاء فى الصاد ، وقرأ الحسن ، وأبو عبد الرحمن ، وعبد الوارث عن أبى عمرو «تصدقوا» بالتاء على المخاطبة للحاضرة ، وقرئ «تصدقوا» ـ بالتاء ، وتخفيف الصاد ، وأصله : «تتصدقوا» ، فحذف إحدى التاءين على الخلاف فى أيهما هى المحذوفة ، وفى حرف أبى ، وعبد الله ـ يتصدقوا» بالياء ، والتاء» ٣ / ٣٢٤ البحر المحيط.

٢٠٣

٩٩ ـ قوله : (فَصِيامُ شَهْرَيْنِ) :

يقرأ «فصيام» ـ بالنّصب ، أي : فليصم صيام ، فهو منصوب على المصدر.

١٠٠ ـ قوله : (مُتَعَمِّداً) :

يقرأ ـ بإسكان التاء ـ وهو ضعيف ؛ لأن الفتحة خفيفة ، إلا أن الوجه فيها : أن الكلمة ثقلت بالضم فى أولها ، وبالكسرة فى الميم فخففت.

ومثله قول العجّاج (١) : فبات منتصبا ، وما تكردسا (٢).

وقد قالوا : «فتنفخ» ـ بسكون الفاء.

١٠١ ـ قوله : (لَسْتَ مُؤْمِناً) :

يقرأ ـ بفتح الميم ، الثانية ـ على ما لم يسم فاعله.

وهو من «أومن» من «الأمن».

١٠٢ ـ قوله : (غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ) :

يقرأ ـ بضم الراء ـ على الصفة «للقاعدين» ويقرأ ـ بكسرها ـ على الصفة للمؤمنين.

ويقرأ ـ بضم الضاد ـ والأشبه : أنّ واحده «ضرّة» على «فعلة» ، مثل : «سرّة ، وسرر».

وقرئ «ضرير» ـ على «فعيل» ، وهو مصدر ـ أيضا ـ مثل : «النذير ،

__________________

(١) انظر ترجمته فى ٢ / ٥٩٥ الشعر والشعراء.

(٢) يقول ابن جنى : «وقد جاء هذا [يريد الإسكان] فيما كان على أكثر من ثلاثة أحرف ، قال العجاج : ... فبات منتصبا ، وما تكردسا» ٢ / ٢٣٨ الخصائص ويقول ابن يعيش فى شرح المفصل : «... وهذا كقولهم : «أراك منتفخا» والمراد «منتفخا» فشبه «نفخا» من «منتفخ» بكتف ، فأسكن الفاء ، ومثله قوله : فبات منتصبا ، وما تكردسا». ٩ / ١٤٠ شرح المفصل لابن يعيش.

٢٠٤

والنكير» (١).

١٠٣ ـ قوله تعالى : (تَوَفَّاهُمُ) :

يقرأ ـ بضم التاء ـ أي : تدفع إليهم ، مثل : «توفون أجوركم».

١٠٤ ـ قوله : (مُراغَماً) :

يقرأ ـ بغير ألف ، مع سكون الراء ـ وهو مثل «المدخل ، والمخرج» بمعنى «الإدخال ، والإخراج» ، والمكان الذى يراغم ، أي : يذهب إليه (٢).

١٠٥ ـ قوله (ثُمَّ يُدْرِكْهُ) :

يقرأ ـ بضم الكاف ـ وفيه وجهان :

أحدهما : أنه أراد : ثم هو يدركه.

والثانى : أنه نقل حركة الهاء إلى الكاف ، وسكنها على الوقف ، ثم أجرى الوصل مجرى الوقف ، ثم إنه ضم الهاء ، ولم يسكن الكاف.

وقرئ ـ بفتح الكاف ـ على إضمار «أن» ، ويسمى الصرف ؛ لأنه لم يعطفه على الشرط لفظا ، فعطفه عليه معنى ، كما جاء فى «الواو ، والفاء» (٣).

١٠٦ ـ قوله : (أَنْ تَقْصُرُوا) :

يقرأ كذلك ، إلا أنه مشدّد ، من «قصّرت» والمعنى واحد.

__________________

(١) قال أبو البقاء : «بالرفع على أنه صفة «القاعدون» ؛ لأنه لم يقصد به قصد قوم بأعيانهم ، وقيل هو بدل من «القاعدين» ، ويقرأ بالنصب على الاستثناء من القاعدين ، أو من المؤمنين ، أو حالا ، وبالجر على الصفة للمؤمنين». ١ / ٣٨٣ التبيان.

(٢) قال الزمخشرى : «وقرئ «مرغما». ١ / ٥٥٧ الكشاف.

(٣) قال أبو البقاء فى قوله تعالى : (ثُمَّ يُدْرِكْهُ) مجزوم عطفا على «يخرج» ويقرأ بالرفع على الاستئناف ، أي : ثم هو يدركه.

وقرئ بالنّصب على إضمار «أن» ؛ لأنه لم يعطفه على الشرط لفظا ، فعطفه عليه معنى ، كما جاء فى الواو ، والفاء» ١ / ٣٨٥ التبيان ، وانظر ١ / ١٩٧ المحتسب.

٢٠٥

ويقرأ ـ بضم التاء ، وإسكان القاف ، وفتح الصاد ، مخففا ـ والتقدير : تقصر صلاتكم ، فحذف المضاف ، وأقام المضاف إليه مقامه.

ويقرأ كذلك ، إلا أنه ـ بكسر الصاد ، من «أقصرت» وهو مقابل للتشديد (١).

١٠٧ ـ قوله : (يَفْتِنَكُمُ) :

يقرأ ـ بضم الياء ـ والماضى «فتن ، وأفتن» لغتان (٢).

١٠٨ ـ قوله : (فَلْتَقُمْ) :

يقرأ ـ بكسر اللام ـ على الأصل ، كما لو لم يكن قبلها فاء ، أو واو.

١٠٩ ـ قوله : (وَلْتَأْتِ طائِفَةٌ)

يقرأ ـ بإثبات الياء ـ وهى من إشباع الكسرة.

وقيل : قدر الضمة ، ثم حذفها ، كما فى الفعل الصحيح.

١١٠ ـ قوله : (إِنْ تَكُونُوا) (٣).

يقرأ ـ بفتح الهمزة ـ تقديره : ولا تهنوا لأن تكونوا ، فهى مصدرية.

١١١ ـ قوله : (تَأْلَمُونَ)

يقرأ «تيلمون» ـ بالياء ، بعد التاء ـ وهى لغة ، كما قالوا : «هو ييجل فى توجل» (٤)

__________________

(١) قال الزمخشرى : «وقرئ «تقصروا» من «أقصر» وجاء فى الحديث : «إقصار الخطبة : بمعنى تقصيرها ، وقرأ الزهرى : «تقصروا» ـ بالتشديد ...» ١ / ٥٥٨ الكشاف.

(٢) قال أبو حيان فى قوله تعالى : «أن يفتنكم» : «لغة الحجازيين «فتن» ولغة تميم وقيس ، «أفتن». ٣ / ٣٣٨ النهر.

(٣) فى (أ) (إلا أن».

(٤) قال أبو الفتح : «.. ومن ذلك قراءة أبى عبد الرحمن الأعرج» أن تكونوا تألمون» ـ بفتح الألف .. ونظر لذلك .. «لا تجبن عن قرنك لخوفك منه .. فمن اعتقد نصب «أن» بعد حذف الجر عنها ، «فإن» ـ هنا ـ منصوبة الموضع ، وهى على مذهب الخليل مجرورة الموضع باللام المرادة ، وصارت «أن» لكونها حرفا كالعوض فى اللفظ من اللام ، «من ذلك قراءة يحيى» فإنهم ييلمون ، كما تيلمون.» ١ / ١٩٧ ، ١٩٨ المحتسب.

٢٠٦

١١٢ ـ قوله : «ومن يكتسب».

يقرأ مشدّدا ـ بكسر الكاف ـ وأصله «يكتسب» وقد ذكرنا وجهه فى قوله «يخطف» (١).

١١٣ ـ قوله : (خَطِيئَةً ، وبَرِيئاً) (٢).

يقرأ فيها ـ بالياء ، بدل الهمزة ـ للتخفيف.

١١٤ ـ قوله : (نُوَلِّهِ) ، وكذلك نصله»

يقرأ ـ بالياء ـ وهو ظاهر.

١١٥ ـ قوله : (إِنْ يَدْعُونَ).

يقرأ ـ بالتاء ـ على الخطاب.

١١٦ ـ قوله : (إِناثاً).

يقرأ «أنثى» ـ على الإفراد ـ و «أناثا» على «فعال» و «أنّثا» على «فعّل» : يجوز أن يكون جمع «أنيث» ؛ لأن «فعيلا» قد حمل على «فاعل» ويكون نظيره «شاهد ، وشهّد».

وقرئ «أنثا» من غير ألف ـ بضمتين ـ جميع «أنيث» مثل «قضيب ، وقضب» وقرئ «ونثا» جمع «وثن» مثل : «أسد ، وأسد».

ومنهم من يقلب هذه الواو همزة ؛ لأنها انضمت ضمّا ، لازما ، مثل : «أقتت» ، ووقتت».

ومنهم ـ من يسكن الثاء ـ للتخفيف ، مثل : «رسل ، وكتب»

__________________

(١) استوفى جميع القراءات أبو البقاء فى ١ / ٣٧ عند قوله تعالى : «يخطف». التبيان وانظر ١ / ٥٦١ الكشاف.

(٢) وقرأ معاذ بن جبل (رضى الله عنه) : «من يكسب» ـ بكسر الكاف ، والسين المشددة وأصله «يكتسب» ١ / ٥٦٤ الكشاف. وانظر ٣ / ٣٤٦ البحر المحيط.

٢٠٧

ومنهم من يقرأ «إلا أوناثا» ـ على الجمع.

وقرئ «وثنا» ـ على الإفراد.

ويقرأ «أناثا» ـ بضم الهمزة ، وألف بعد الثاء ـ على «فعال».

قيل : يريد «أناثا» فحذف الألف ، وهو مثل «كسالى» فى حذف الألف (١).

١١٧ ـ قوله : (يَعِدُهُمْ) فى الموضعين

يقرأ ـ بإسكان الدال للتخفيف ، فرارا من الكسرة ، والضم ، وكثرة الحركات (٢).

١١٨ ـ قوله : «بأمانيّهم» :

قد ذكر فى البقرة.

١١٩ ـ قوله : (وَلا يَجِدْ لَهُ) :

يقرأ ـ بضم الدال ـ تقديره : وهو لا يجد ، على الاستئناف (٣).

١٢٠ ـ قوله : (يَتامَى النِّساءِ) :

يقرأ ـ بالياء ـ وأصله : «أيامى» وواحده «أيّم» فأبدلت الهمزة ياء ، كما

__________________

(١) قال أبو الفتح : ومن ذلك قراءة النبى (صلى‌الله‌عليه‌وسلم) ، فيما روته عائشة (رضى الله عنها) : «أثنا» ـ بثاء قبل النون ـ وروى ـ أيضا عنه (عليه‌السلام) : «أنثا» ـ النون قبل الثاء وقراءة ابن عباس «إلّا وثنا» وروى عنه ـ أيضا ـ «إلا أنثا» ـ بضمتين ، والثاء بعد النون ، وقراءة عطاء بن رباح إلّا «أثنا» ـ الثاء قبل ، وهى ساكنة.

قال أبو الفتح : أما «أثن» فجمع وثن ، وأصله وثن ـ فلما انضمت الواو ضما لازما قلبت همزة ، كقول الله تعالى ، (وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ) وكقولهم فى وجوه ، أجوه ، وفى وعد : أعد ، وهذا باب واسع ، ونظير «وثن ، وأثن : أسد ، وأسد.

ومن قال : «أثنا» ـ بسكون الثاء ، فهو كأسد ـ بسكون السين ، حكى سيبويه هذه القراءة «أثنا» ـ بسكون الثاء .. «١ / ١٩٨ ، ١٩٩ المحتسب.

وانظر القراءات فى ٣ / ٣٥١ البحر المحيط ، وانظر ١ / ٣٩٠ التبيان.

(٢) قال أبو البقاء : «وقرأ الأعمش ـ بسكون الدال ـ وذلك تخفيف ؛ لكثرة الحركات» ١ / ٣٩١ التبيان.

(٣) الإعراب ظاهر.

٢٠٨

قالوا : «قطع الله أديه» و «فلان ابن يعصر ، وأصله «أعصر» (١).

١٢١ ـ قوله : «يصّالحا»

يقرأ «تصالحا» ـ أبدلت التاء صادا.

ويقرأ كذلك ، إلا أنه بغير ألف ، وأصله «يصطلحا» ثم قلب ، وأدغم ويقرأ ـ بضم الياء ، وتخفيف الصاد ، وكسر اللام ـ وماضيه «أصلح» (٢).

١٢٢ ـ قوله : (حَرَصْتُمْ).

يقرأ ـ بكسر الراء ـ وهى لغة (٣).

١٢٣ ـ قوله : (إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا ، أَوْ فَقِيراً).

يقرآن ـ بالرفع ـ على أن «كان» تامة (٤).

١٢٤ ـ قوله : (فَاللهُ أَوْلى بِهِما).

يقرأ «بهم» ـ على الجمع ، أى : على جنس المختصمين (٥).

١٢٥ ـ قوله : (وَإِنْ تَلْوُوا).

يقرأ ـ بواو واحدة ، وضم اللام»

وقيل : ألقى حركة الواو على اللام ، وحذف إحدى الواوين ، لما سكنت

__________________

(١) قال أبو البقاء : «ويقرأ فى «ييامى» ـ بياءين ـ والأصل : أيامى ، فأبدلت الهمزة ياء ، كما قالوا : فلان ابن أعصر ، ويعصر» .. ١ / ٣٩٤ التبيان». وانظر المحتسب ١ / ٢٠٠.

(٢) قال أبو الفتح : «ومن ذلك قراءة عاصم الجحدرى أن يصّلحا» .. أراد : يصطلحا ، أى : «يفتعلا ، فآثر الإدغام ، فأبدل صادا ، ثم أدغم فيها الصاد التى هى تاء ، فصارت «يصّلحا» ولم يجز أن تبدل الصاد طاء ، لما فيها من امتداد الصفير ، ألا ترى أن كل واحد من الطاء ، وأختيها ، والظاء ، وأختيها يدغمن فى الصاد ، وأختيها ، ولا يدغم واحدة منهن فى واحدة منهن ، فلذلك لم يجز «إلا أن يطّلحا» وجاز «يصّلحا.» ١ / ٢٠١ المحتسب ، وانظر ١ / ٣٩٥ التبيان».

(٣) فى المصباح المنير ، مادة (حرص) : «.. ومن باب «تعب» لغة ...».

(٤) انظر ١ / ٥٧٥ الكشاف.

(٥) وانظر ١ / ٥٧٥ الكشاف.

٢٠٩

الأولى. (١)

١٢٦ ـ قوله : (وَمَلائِكَتِهِ) (٢) (، وَكُتُبِهِ).

يقرأ ـ على الإفراد ـ والمراد به الجنس ، وهو فى معنى الجمع (٣).

١٢٧ ـ قوله : (وَقَدْ نَزَّلَ)

يقرأ بفتح النون ـ وتسمية الفاعل ، أى : نزل الله ، و (أَنْ إِذا سَمِعْتُمْ) مفعوله.

ويقرأ ـ على ترك التسمية ـ و (أَنْ إِذا سَمِعْتُمْ) القائم مقام الفاعل ، ويقرأ «نزل» ـ بالتخفيف ـ وتسمية الفاعل ، والفاعل (أَنْ إِذا سَمِعْتُمْ) وقرئ «نزل» ـ على ما لم يسم فاعله ، والقائم مقام الفاعل (أَنْ إِذا).

١٢٨ ـ قوله : (إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ).

يقرأ ـ بفتح اللام ـ وهو مبنى على الفتح ؛ لكونه مبهما مضافا إلى مبنى ويذكر مثل ذلك فى الذاريات» (٤).

١٢٩ ـ قوله : (وَهُوَ خادِعُهُمْ).

يقرأ ـ بسكون العين ـ وإسكانها ؛ لاجتماع الحركات ، وثقل الضمة ، بعد الكسرة ويحتمل : أن يكون أمرا للنبى (صلى‌الله‌عليه‌وسلم) أى : وهو يقول : «خادعهم» يا محمد (٥).

__________________

(١) قال أبو البقاء : «يقرأ بواوين : الأولى منه مضمومة ، وهو من «لوى يلوى» ويقرأ بواو واحدة ساكنة ، وفيه وجهان : أحدهما : أصله «تلووا». كالقراءة الأولى إلا أنه أبدل الواو المضمومة همزة ، ثم ألقى حركتها على اللام .. والثانى : أنه من ولى الشىء أى : وإن تتولوا الحكم ، أو تعرضوا عنه ، أو إن تتولوا الحق فى الحكم» ١ / ٣٩٨ التبيان».

(٢) فى (ب) : (وملائكته).

(٣) قال الزمخشرى : «... وقرئ «وكتابه» على إرادة الجنس» ١ / ٥٧٥ الكشاف.

(٤) انظر القراءات فى ١ / ٣٩٩ التبيان.

وانظر القراءات فى ٣ / ٣٧٤ البحر المحيط.

(٥) قال أبو حيان : «وقرأ مسلمة بن عبد الله النحوى «خادعهم» ـ بإسكان العين ، على التخفيف ، واستثقال الخروج من كسر إلى ضم ...» ٣ / ٣٧٧ البحر المحيط.

٢١٠

١٣٠ ـ قوله : (كُسالى)

يقرأ ـ بفتح الكاف ـ ويقرأ «كسلى» على فعلى وكلها لغات (١).

١٣١ ـ قوله : (يُراؤُنَ النَّاسَ)

يقرأ كذلك ، إلا أنه بغير ألف ، مشدّد الهمزة ـ أى : يحملان على الرياء.

١٣٢ ـ قوله : (مُذَبْذَبِينَ)

يقرأ كذلك ، إلا أنه بكسر الذال الثانية ـ على تسمية الفاعل.

ويقرأ «متذبذبين» ـ بزيادة التاء

ويقرأ ـ بفتح الذال الأولى ، وتشديدها ـ على إدغام التاء فى الذال.

وقرئ ـ بفتح الميم ـ وهو بعيد ، وكأن قارئها أراد تجانس الحركات (٣).

١٣٣ ـ قوله : (إِلَّا مَنْ ظُلِمَ).

يقرأ ـ بفتح الظاء ، واللام ـ أى : إلا من ظلم فإن الله يجازيه.

وقرئ «إلا من ظلم» على أن «من» حرف جر ، و «ظلم» مصدر ، أى إلا من أجل ظلم (٤).

١٣٤ ـ قوله : «فسوف يؤتيهم»

يقرأ ـ بالنّون وهو ظاهر

__________________

(١) قال أبو حيان : وقرأ الجمهور «كسالى» ـ بضم الكاف ، وهى لغة أهل الحجاز ، وقرأ الأعرج «كسالى» .. بفتح الكاف ، وهى لغة تميم ، وأسد ، وقرأ ابن السميفع «كسلى» على وزن «فعلى» وصف بما وصف به المؤنث المفرد على مراعاة الجماعة ، كقراءة «وترى الناس سكرى» ٣ / ٣٧٧ البحر.

(٢) قال أبو الفتح : «يقرأ بالمد ، وتخفيف الهمزة ، ويقرأ بحذف الألف ، وتشديد الهمزة ، أى : يحملون غيرهم على الرياء ..» ١ / ٤٠٠ التبيان ، وانظر البحر ٣ / ٣٧٧ ، ٣٧٨.

وانظر ١ / ٢٠٢ المحتسب.

(٣) انظر القراءات فى ١ / ٢٠٣ المحتسب. وانظر ٣ / ٣٧٨ النهر.

(٤) قال أبو الفتح : «ومن ذلك قراءة ابن عباس ، ... «إلّا من ظلم» ـ بفتح الظاء واللام ـ قال أبو الفتح : «ظلم ، وظلم» جميعا على الاستثناء المنقطع ، أى : لكن من ظلم فإن الله لا يخفى عليه أمره ودل على ذلك قوله : «وكان الله سميعا عليما» ١ / ٢٠٣ المحتسب. وانظر ١ / ٤٠٢ التبيان.

٢١١

١٣٥ ـ قوله : (أَنْ تُنَزِّلَ)

يقرأ ـ بالياء ـ وهو ظاهر ، فالياء بمعنى أن يسألوا الله أن ينزل ، فهو متسبب.

١٣٦ ـ قوله : (لا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ).

يقرأ «تعتدوا» ـ بتاءين ـ والمعنى مفهوم.

ويقرأ «تعدّوا» وماضيه «تعدى» (١).

١٣٧ ـ قوله : (وَلكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ)

يقرأ ـ بفتح الشين ، والباء ـ على التسمية ، أى : شبه الله عليهم حال عيسى.

١٣٨ ـ قوله : (وَيَوْمَ الْقِيامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ).

يقرأ «تكون» ـ بالتاء ـ يريد : محمدا (صلى‌الله‌عليه‌وسلم) كقوله تعالى : (فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً) [النساء : ٤١].

١٣٩ ـ قوله : (وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ)

يقرأ «والمقيمون» ـ بالواو ـ عطفا على (الرَّاسِخُونَ) (٢).

١٤٠ ـ قوله : (سَنُؤْتِيهِمْ).

يقرأ ـ بالياء ـ وهو ظاهر.

١٤١ ـ قوله : (وَيُونُسَ)

فيها ست لغات : ضم النون ـ بهمز ، وبغير همز ، وفتحها معها ، وكسرها معها (٣).

__________________

(١) قال أبو البقاء : يقرأ ـ بتخفيف الدال ، وإسكان العين ، يقال عدا يعدو : إذا تجاوز الحد ويقرأ ـ بتشديد الدال ، وسكون العين ، وأصله : تعتدوا ، فقلب التاء «دالا ، وأدغم ، وهى قراءة ضعيفة ؛ لأنه جمع بين ساكنين ، وليس الثانى حرف مد» ١ / ٤٠٣ التبيان.

(٢) انظر ١ / ٢٠٣ ، ٢٠٤ المحتسب ، وانظر ١ / ٤٠٧ التبيان : فقد فصل أبو البقاء ، القراءات ، ووجهها.

(٣) قال أبو البقاء : «وفى يونس لغات : أفصحها ضم النون من غير همز ، ويجوز فتحها ، وكسرها ، مع الهمز ، وتركه ...» ١ / ٤٠٩ التبيان.

٢١٢

١٤٢ ـ قوله : (زَبُوراً) :

يقرأ ـ بضم الزاى ـ وهو جمع «زبر» مثل «فلس ، وفلوس» : فيجوز أن يكون «الزّبر» مصدرا بمعنى المزبور ، كالخلق بمعنى «المخلوق» (١).

١٤٣ ـ قوله : «ورسل قد قصصناهم» :

يقرأ ـ بالرفع ـ والجيد : أن يكون مبتدأ ، وخبره محذوف ، أى : وثم رسل ، فيكون «قد قصصناهم» صفة لرسل.

وحكى الأهوازى : «رسل مبشرين» برفع «رسل» وهو بعيد ، مع نصب (مُبَشِّرِينَ).

وفيه وجه ضعيف ، وهو : أن ينصب (مُبَشِّرِينَ) على الحال من النكرة ، أى : وثم رسل (٢).

١٤٤ ـ قوله : (وَكَلَّمَ اللهُ مُوسى) :

ـ ينصب اسم الله ـ نصبه عمرو بن عبيد ، على أن يكون اسم الله مفعولا ، و «موسى» فاعلا.

وهذا يجىء على مذهبه ، وهو الاعتزال ، وهو ضعيف فى القياس ، لأنه بمعنى «خاطب الله» ، وهذا لا يختص بموسى (٣).

١٤٥ ـ قوله : (لكِنِ اللهُ) :

الجمهور : على ـ تخفيف النّون ـ ويقرأ ـ بتشديد النون ، ونصب اسم الله ، وهو ظاهر (٤).

__________________

(١) قال أبو البقاء : «ويقرأ ـ بضم الزاى وفيه وجهان : أحدهما : جمع «زبور» على حذف الزائد ، مثل : فلس ، وفلوس». والثانى : أنه مصدر مثل «القعود ، والجلوس» وقد سمى به الكتاب المنزل» ١ / ٤٠٩ التبيان. وانظر ١ / ٥٩٠ الكشاف.

(٢) قال جار الله : «وفى قراءة أبىّ : ورسل قد قصصناهم عليك من قبل ، ورسل لم نقصصهم ...» ١ / ٥٩٠ ، ٥٩١ الكشاف. وانظر ٣ / ٣٩٨ البحر.

(٣) قال أبو الفتح : «ومن ذلك قراءة إبراهيم (وَكَلَّمَ اللهُ مُوسى) : اسم الله نصب.

قال أبو الفتح : «يشهد لهذه القراءة قوله (جل ، وعز) حكاية عن موسى (رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ) وغيره من الآى التى فيها كلامه لله تعالى.» ١ / ٢٠٤ المحتسب. وعمرو بن عبيد من أئمة المعتزلة.

(٤) قال أبو حيان : «وقرأ السلمى ، والجراح الحكمى «لكنّ ألا يشهد» ـ بالتشديد ، ونصب الجلالة ، وقرأ الحسن (بِما أَنْزَلَ إِلَيْكَ) مبنيا للمفعول.» ٣ / ٣٩٩ (البحر المحيط).

٢١٣

١٤٦ ـ قوله : (بِما أَنْزَلَ إِلَيْكَ) :

يقرأ ـ بترك التسمية.

١٤٧ ـ قوله : (كَفَرُوا ، وَصَدُّوا) :

يقرأ ـ بضم الصاد ـ أى : صدهم الشيطان ، وهو ظاهر.

وقرئ ـ بكسرها ـ صددوا» ، فنقلت كسرة الدال إلى الصاد ، وأدغمت ، وقد ذكرنا ذلك فى (رُدُّوا).

١٤٨ ـ قوله : (الْمَسِيحُ) :

يقرأ ـ بكسر الميم ، والتشديد ـ مثل «صدّيق» وذلك للتكثير (١).

١٤٩ ـ قوله : (فَآمِنُوا بِاللهِ ، وَرُسُلِهِ) :

يقرأ «ورسوله» على الإفراد ، يراد به : محمدا صلى‌الله‌عليه‌وسلم ويجوز أن : يراد به عيسى ، أى : آمنوا أنه رسول ، لا ولد.

١٥٠ ـ قوله : (أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ) :

يقرأ ـ بكسر الهمزة ، ورفع الفعل ، و «إن» ـ هاهنا ـ بمعنى ما يكون له ولد (٢) كقوله : (إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ) [الأنعام : ٥٧].

١٥١ ـ قوله : (فَسَيَحْشُرُهُمْ)

يقرأ ـ بالنون ـ وهو ظاهر ، ويقرأ ـ بكسر الشين ـ وهى لغة (٣).

__________________

(١) انظر ٣ / ٤٠٠ البحر المحيط.

(٢) قال أبو الفتح : «ومن ذلك : قراءة العامة» سبحانه أن يكون له ولد» ـ بالفتح ـ وقراءة الحسن «إن يكون» بكسر الألف.

قال أبو الفتح : هذه القراءة توجب رفع «يكون» ، ولم يذكر ابن مجاهد إعراب «يكون ، وإنما رفعه ؛ لأن «إن» هنا نفى «كقولك : ما يكون له ولد ، وهذا قاطع» ١ / ٢٠٤ المحتسب.

(٣) قال أبو الفتح : «ومن ذلك قراءة مسلمة «فسيحشرهم» «فيعذبهم» ساكنة الراء ، والباء ...» ١ / ٢٠٤ المحتسب.

٢١٤

سورة المائدة

١ ـ قوله : (أُحِلَّتْ لَكُمْ) :

يقرأ (أُحِلَّتْ لَكُمْ) على تسمية الفاعل ، و (بَهِيمَةُ) ـ بالنّصب.

ويقرأ «بهيمة» ـ بكسر الباء ـ على الإتباع ، كما قالوا : «المغيرة» و «الرغيف» و «الجنة لمن خاف وعيد الله» ـ بكسر الأوائل.

٢ ـ قوله : (غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ) :

يقرأ ـ برفع الراء ـ على أنه خبر مبتدأ ، محذوف ، أى : «أنتم غير» (١).

٣ ـ قوله : (حُرُمٌ) :

يقرأ ـ بإسكان الراء ـ ؛ للتخفيف ، كما سكنوا فى «رمل ، وكتب» ، وحسن ذلك فيها تكرير لثقلها ، فإذا حركت ازدادت ثقلا (٢).

٤ ـ قوله : (وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ) :

يقرأ ـ بإسقاط النّون ، والإضافة ، والإثبات (٣) أقوى ؛ لأنه حال ، وتنكيره بالكلية أولى (٤).

٥ ـ قوله : (يَبْتَغُونَ) :

يقرأ ـ بالتاء ـ على الخطاب ، كما فى أول الآية ، وفيه بعد ؛ لقوله : «من

__________________

(١) قال أبو حيان :

«قرأ الجمهور «غير» ـ بالنصب ـ واتفق جمهور من وقفنا على كلامه من المعربين ، والمفسرين على أنه منصوب على الحال ، ونقل بعضهم الإجماع على ذلك ، واختلفوا فى صاحب الحال :

فقال الأخفش : هو ضمير الفاعل فى «أوفوا» وقال الجمهور : الزمخشرى ، وابن عطية ، وغيرهما هو الضمير المجرور فى «أحل لكم» وقال بعضهم : هو الفاعل المحذوف ...» ٣ / ٤١٣ ، ٤١٤ البحر.

(٢) فى (أ) (إثبات).

(٣) انظر ١ / ٢٠٥ المحتسب ، وانظر ٣ / ٢٠٣٣ الجامع لأحكام القرآن.

(٤) قال أبو البقاء :

«وقرئ فى الشاذ : «ولا آمّى البيت» ـ بحذف النون ، والإضافة.

٢١٥

ربّهم» على الغيبة.

٦ ـ قوله : (حَلَلْتُمْ) :

يقرأ «أحللتم» ، كما يقال : «أحلّ من إحرامه» وهى لغة (١) ، فكأنهم بانتهاء الإحرام قد أحلوا لأنفسهم ما كان محظورا (٢).

٧ ـ قوله : (فَاصْطادُوا) :

يقرأ ـ بكسر الفاء ـ توهم أنه يماثل بها همزة الوصل المحذوفة.

وقيل : الصاد ساكنة ، فكسر الفاء ؛ لالتقاء الساكنين ، كما كسرت همزة الوصل.

وقيل : الإمالة جائزة فى هذا الفصل ، تكسر ، لتوهم الإمالة (٣).

٨ ـ قوله : (وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ) :

يقرأ ـ بضم الياء ـ وهى لغة : «جرمت الشىء ، وأجرمته».

وقيل «أجرمته» : حملته على الجرم ، وسكّن قوم النون ؛ لأنها للتوكيد ، والتشديد ، والتخفيف فيها سائغان» (٤).

٩ ـ قوله : (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ) :

يقرأ «حرّم عليكم» ـ بغير تاء ، وترك التسمية.

وإنما ساغ ذلك ؛ للفصل بين الفعل ، والفاعل ، ولأن «الميتة» تأنيثها غير

__________________

(١) فى المختار : «... وحلّ المحرم يحل ـ بالكسر ـ حلالا ، وأحلّ بمعنى ...».

(٢) فى (أ) : «محذورا).

(٣) قال أبو الفتح : «ومن ذلك قراءة أبى واقد ، ... «فاصطادوا» ـ بكسر الفاء ، ... وذكر أن هذه القراءة ظاهرة الإشكال ، وذلك : أنه لا داعى إلى إمالة فتحة هذه الفاء ، كما أميلت فتحة الراء الأولى من «الضرر» لكسرة الثانية ...» ١ / ٢٠٥ ، ٢٠٦ المحتسب. وانظر ٣ / ٤٢١ البحر المحيط.

(٤) قال أبو البقاء : «الجمهور : على فتح الياء ، وقرئ بضمها ، وهى لغتان ، يقال : «جرم ، وأجرم» وقيل : جرم متعد إلى مفعول واحد ، وأجرم متعد إلى اثنين ، والهمزة للنقل ، فأما فاعل هذا الفعل هو «شنآن» ومفعوله الأول الكاف ، والميم .. ١٢ / ٤١٦ التبيان.

٢١٦

حقيقى (١).

١٠ ـ قوله : (وَالْمَوْقُوذَةُ) :

يقرأ «الوقيذة» وهو «فعيلة» ، بمعنى «مفعولة».

و «النطيحة» على «فعيلة».

وقرئ «والمنطوحة» ـ على الأصل (٢).

١١ ـ قوله : (السَّبُعُ) :

يقرأ ـ بإسكان الباء ـ ؛ لثقل الضمة ، كما خففوا «عضدا» (٣).

١٢ ـ قوله : (عَلَى النُّصُبِ) :

يقرأ ـ بتسكين الصاد ـ على التخفيف ، ويقرأ ـ بفتحتين ـ وهو بمعنى «المنصوب» وهى : الأصنام ، مثل «القبض» ـ بمعنى «المقبوض».

ويقرأ ـ بتسكين الصاد ـ ، وهو مثل «الخلق» بمعنى «المخلوق» (٤).

١٣ ـ قوله : (غَيْرَ مُتَجانِفٍ) :

ويقرأ كذلك ، إلا أنه ـ بفتح النون ـ على مالم يسمّ فاعله.

ويقرأ «منجنف» ، مثل «منطلق» ، والفعل «تجنف» (٥).

__________________

(١) جاز عدم إلحاق التاء للفعل «حرم» لما ذكره أبو البقاء : الفصل بين الفعل ، وفاعله ، ولأن التأنيث فى «الميتة» غير حقيقى.

(٢) انظر ٣ / ٤٢٣ البحر المحيط.

(٣) قال أبو البقاء : «... والأكثر ضم الباء من «السّبع» وتسكينها لغة ، وقد قرئ به» ١ / ٤١٧ التبيان.

(٤) فى التبيان : ١ / ٤١٨ «... وقيل : نصب» ـ بضمتين ، و «نصب» ـ بضم النون ، وإسكان الصاد ، و «نصب» ـ بفتح النون ، وإسكان الصاد ، وهو مصدر بمعنى المفعول ...».

(٥) قال أبو الفتح : «ومن ذلك قراءة يحيى ، وإبراهيم «غير متجنّف لإثم» بغير ألف .. كأن متجنّفا أبلغ ، وأقوى من متجانف ، وذلك ؛ لتشديد العين ، وموضوعها لقوة المعنى بها ، نحو «تصوّن» هو أبلغ من تصاون ...» ١ / ٢٠٧ المحتسب.

٢١٧

١٤ ـ قوله : (مُكَلِّبِينَ) :

يقرأ ـ بسكون الكاف ـ والتخفيف ، والفعل منه «أكلب الكلب» إذا : حمله على الصيد.

ويجوز أن يكون من «أكلب» إذا صار صاحب كلاب (١).

١٥ ـ قوله : (مُحْصِنِينَ) :

يقرأ ـ بفتح الصاد ـ أى : أحصنت : نكحت (٢).

١٦ ـ قوله : (وَأَرْجُلَكُمْ) :

يقرأ ـ بالرفع ـ على الابتداء ، أى : «وأرجلكم مغسولة».

وأما النصب ، والجر ـ فقد ذكر فى تعليل السبعة ، فى الإعراب (٣) ، وقد أفردت هذه المسألة بجزء (٤).

١٧ ـ قوله : (فَاطَّهَّرُوا) :

يقرأ ـ بسكون الطاء ، وضم الهاء ـ مخففا ـ وماضيه : «طهر يطهر» مثل «شرف يشرف» (٥).

__________________

(١) انظر كتابنا : «تصريف الأفعال» ص ٢٣٤.

من معانى «أفعل» الصيرورة : أى : أن الفاعل صار صاحب شىء وهو : ما اشتق منه الفعل.

وانظر ١ / ٤١٩ التبيان. وانظر ١ / ٢٠٨ المحتسب.

(٢) فى المختار ، مادة (ح ص ن) «... وأحصن الرجل : إذا تزوج ، فهو محصن ـ بفتح الصاد ...».

(٣) قال أبو البقاء : «يقرأ بالنصب ، وفيها وجهان : أحدهما : هو معطوف على الوجوه ، والأيدى .. وذلك جائز فى العربية بلا خلاف ، والسنة الدالة على وجود غسل الرجلين تقوى ذلك ، والثانى : أنه معطوف على موضع «برءوسكم» والأول أقوى ؛ لأن العطف على اللفظ أقوى من العطف على الموضع ، ويقرأ فى الشذوذ بالرفع على الابتداء ، أى : وأرجلكم مغسولة كذلك ، ويقرأ بالجر ، وهو مشهور أيضا كشهرة النصب ، وفيه وجهان : ...» ١ / ٤٢٢ التبيان.

(٤) انظر التبيان : ١ / ٤٢٢ ، ٤٢٣ ، ٤٢٤. وانظر ١ / ٢٠٨ المحتسب. وانظر ١ / ٦١٠ ـ ٦١١ الكشاف.

(٥) فى المختار ، مادة (ط ه ر) «طهر الشىء ـ بفتح الهاء ، وضمها ، يطهر بالضم طهارة».

٢١٨

١٨ ـ قوله : (اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً) :

يقرأ ـ بإسكان الشين ـ وهى لغة.

وحسن ذلك : أن الكلمة طالت بالتركيب ، وخففت بالتسكين (١).

١٩ ـ قوله : (وَعَزَّرْتُمُوهُمْ) :

يقرأ ـ بالتخفيف ـ على أصل الفعل ، ومعناه : عظّمتموهم.

٢٠ ـ قوله : (قُلُوبَهُمْ قاسِيَةً) :

يقرأ ـ بتشديد الياء ، من غير ألف ـ على فعيلة» ، وفيه مبالغة ، وذلك مثل : «عليّة ، وقويّة».

ويقرأ كذلك : إلا أنه بكسر القاف ـ على الإتباع ، كما قالوا : «غنىّ ، وعصىّ».

وقرئ كذلك ، إلا أنها ـ بضم القاف ـ وفيها وجهان :

أحدهما : هو جمع على «فعولة» مثل «حمولة» وهى : الأحمال.

والثانى : أنها مصدر : مثل «الحزونة ، والسّهولة»

وأصلها : «قسووة» ، فأدغمت الواو فى الواو ، كما قالوا : «عتىّ ، وبكىّ».

ويجوز أن يكون الواحد قاسيا ، جمع ، كما قالوا : «عات ، وعتىّ» و «باك ، وبكىّ» ، ثم زادوا تاء التأنيث ، كما قالوا : «حجار ، وحجارة ، وفحول ، وفحولة» (٢).

__________________

(١) فى المختار ، مادة (ع ش ر) «... تقول : إحدى عشرة امرأة ـ بكسر الشين ، وإن شئت سكنت إلى «تسع عشرة» والكسر لاهل نجد ، والتسكين لأهل الحجاز ...» وانظر ٤ / ١٨٠ شرح الهوارى للألفية ـ بتحقيقنا.

(٢) قال أبو البقاء : «ويقرأ «قسيّة» ـ على ـ «فعيلة» : قلبت الواو ياء ، وأدغمت فيها ياء «فعيل» و «فعيلة» ـ هنا ـ للمبالغة ، بمعنى «فاعلة» ١ / ٤٢٧ التبيان.

وانظر ١ / ٦١٥ الكشاف ، وانظر القراءات فى ٣ / ٤٤٥ البحر المحيط ، وانظر ٣ / ٢١١٢ الجامع لأحكام القرآن.

٢١٩

٢١ ـ قوله : (يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ) :

يقرأ «الكلام» ـ بألف ـ مثل «السلام» ، وهو : عبارة عن الجمل المفيدة.

ومن قرأ «الكلم» جعله جمع كلمة ، وهى : اللفظة المفردة (١).

٢٢ ـ قوله : (عَنْ مَواضِعِهِ) :

يقرأ «موضعه» ـ على الإفراد ـ وهو ظاهر.

٢٣ ـ قوله : (عَلى خائِنَةٍ) :

يقرأ «خيانة» ـ بألف ، بعد الياء ، وهو مصدر ـ أيضا ـ مثل «أمانة ، وسلامة» ، وقيل : هو : اسم للمصدر (٢).

٢٤ ـ قوله : (جَبَّارِينَ) :

يقرأ ـ بالإمالة ـ من أجل كسرة الراء (٣).

٢٥ ـ قوله : (يَخافُونَ) :

يقرأ ـ بترك التسمية ـ أى : يهابون ، ويعظّمون (٤).

٢٦ ـ قوله : (فَافْرُقْ) :

يقرأ ـ بكسر الراء ـ وهى لغة.

__________________

(١) قال أبو حيان : «وقرأ أبو عبد الرحمن ، والنخعى «الكلام» ـ بالألف ـ وقرأ أبو رجاء الكلم» ـ بكسر الكاف ، وسكون اللام ، وقرأ الجمهور : «الكلم» ـ بفتح الكاف. ٣٢٢ / ٤٤٦ البحر.

(٢) فى البحر المحيط : ٣ / ٤٤٦ «ويحتمل أن يكون «الخائنة» مصدرا كالعافية ، ويدل على ذلك قراءة الأعمش «على خيانة» ، أو اسم فاعل ، والهاء للمبالغة «كراوية» أى : خائن ، أو صفة لمؤنث ، أى : فرية خائنة ، أو فعلة خائنة ، أو نفس خائنة».

(٣) قال أبو حيان :

«وقرأ ابن السّميفع : «قالوا يا موسى إنّ فيها قوم جبارون». ٣ / ٤٥٥.

(٤) قال أبو البقاء : «... ويقرأ ـ بضم الياء ـ على ما لم يسم فاعله ، وله معنيان : أحدهما : هو من قولك :

«خيف الرجل» أى : خوّف ، والثانى : أن يكون المعنى : يخافهم غيرهم ، كقولك : فلان مخوّف : أى : يخافه الناس». ١ / ٤٣٠ التبيان.

٢٢٠