إعراب القراءات الشّواذ - ج ١

محبّ الدين عبدالله بن الحسين البغدادي [ أبي البقاء العكبري ]

إعراب القراءات الشّواذ - ج ١

المؤلف:

محبّ الدين عبدالله بن الحسين البغدادي [ أبي البقاء العكبري ]


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: المكتبة الأزهريّة للتراث
الطبعة: ١
ISBN: 977-315-069-0
الصفحات: ٤٤٨
الجزء ١ الجزء ٢

١٤٩ ـ قوله تعالى : (ما كانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوها) :

يقرأ ـ على تسمية الفاعل ، وترك التسمية.

١٥٠ ـ قوله تعالى : (إِلَّا خائِفِينَ) :

يقرأ «إلا خيّفا» (١) على «فعّل» مثل «صوّم (٢)» ، وقوّم (٣)» وأبدلوا من الواو ياء لثقلها ، بعد الضمة ، ومنه قول الشاعر (٤)».

لو لا الإله ما سكنّا خضّما

ولا ظللّنا بالمثائى فيما قيّما

١٥١ ـ قوله تعالى : (فَأَيْنَما تُوَلُّوا) :

يقرأ ـ بفتح التاء ، وفتح اللام ـ على أنه ماض ، والإخبار عن الغيب.

ويجوز : أن يكون مستقبلا للخطاب ، أى : «تتولّوا» وحذف كقوله : (لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ) [هود : ١٠٥].

١٥٢ ـ قوله تعالى : (بَدِيعُ السَّماواتِ) :

أى : هو بديع ، ويقرأ. بالنصب على التعظيم ، أو على إضمار «أعنى» و ـ بالجر ـ على أنه صفة لله ، فى قوله : (وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ) (٥).

ويجوز أن يكون بدلا من الهاء فى قوله (لَهُ قانِتُونَ).

__________________

(١) فى (أ) «إلا خفيفا».

(٢) فى القاموس المحيط ، مادة (صام) : «... وهو صائم ، وصومان ، وصوم جمع صوّام ، وصيام ، وصوم ، وصيّم ، وصيّم ، وصيام ، وصيامى.» وانظر اللسان ، مادة (صوم).

(٣) وفى القاموس المحيط ، مادة (القوم) : «... وقام قوما ، وقومه ، وقياما ، وقامة : انتصب ، فهو قائم من قوّم ، وقيم ، وقيام ...».

(٤) الشاعر الراجز : رؤبة بن العجاج ، والبيت من الرجز :

ويقول ابن جنى : «... وذلك قولهم فى : «صوّم ، صيّم ... شبهوا باب «صوم» بباب «عصىّ» فقلبه بعضهم ...» ثم سجل البيت.

خضم : موضع فى بلاد تميم ، والمثاء : تناسل المال ، وكثرته ، ويروى «بالمثاء ... انظر ٣ / ٢١٨ ، ٢١٩ الخصائص.

والبيت من شواهد ابن يعيش ١ / ٣٠ ، ١ / ٦٠ شرح المفصل.

(٥) الإعراب ظاهر.

١٠١

ويقرأ «بديع» ـ بالرفع والتنوين ، والأرض» ـ بالنّصب ـ مفعول «بديع» و (السَّماواتِ) فى موضع نصب ـ أيضا (١).

١٥٣ ـ قوله تعالى : «ولا تسأل» :

يقرأ ـ بفتح التاء ، وسكون اللام ـ على النهى.

ويقرأ ـ بضم اللام ، وإبدال الهمزة ألفا ، وماضيه. سأله» وهما يتساولان» (٢).

ويقرأ «ولا تسل» ـ على ما لم يسم فاعله ، وإلقاء حركة الهمزة على السين.

ويقرأ ـ فى الشاذ ـ «وأن تسال» (٣).

وقرأ آخرون «وما تسال».

١٥٤ ـ قوله تعالى : (إِبْراهِيمَ) :

فيه لغات ، كلها قد قرئ بها «إبراهيم» ـ بالياء ، و «إبراهام» ـ بالألف بعد الهاء ـ و «إبرهيم» بغير ألف بعد الراء ، وبكسر الهاء ، وبفتحها «إبراهيم» ، و «إبراهوم» ـ بالواو ـ و «إبراهم» ـ بضم الهاء ، من غير واو (٤).

وهذا الاسم غير عربى.

١٥٥ ـ قوله تعالى : (ذُرِّيَّتِي) :

الجمهور : بضم الذال ، والتشديد ـ ويقرأ ـ بفتح الذال ، ومنهم من يكسرها

__________________

(١) قال الزمخشرى : «بديع السماوات» من إضافة الصفة المشبهة إلى فاعلها ، أى : بديع سماواته ، وأرضه ... وقرئ «بديع السماوات» مجرورا على أنه بدل من الضمير فى «له» ، وقرأ المنصور بالنصب على المدح.» ١ / ١٨١ ، ١٨٢ الكشاف.

وفى النهر «وقرئ بديع ـ بالرفع ، والنصب ، والجر بدل من ضمير له» ١ / ٣٦٤.

(٢) وقد تقدم ذلك.

(٣) فى البحر : «قراءة الجمهور يضم التاء ، واللام ، وقرأ أبىّ» وما تسأل ، وقرأ ابن مسعود «ولن تسأل ، وهذا كله خبر ...» انظر ٣٦٧ البحر المحيط.

(٤) سجل أبو حيان ما ينطق به اسم «إبراهيم» (عليه الصلاة والسلام فقال : «وإبراهيم : اسم أعجمى ، ويقال : «إبراهام ، وإبراهم ، وإبرهيم ، وابراهيم ، وإبراهوم ، وهو الجد الحادى والثلاثون لنبينا محمد «صلى‌الله‌عليه‌وسلم» النهر ١ / ٣٧٤.

١٠٢

وفى وزنها أوجه :

أحدها : «فعليّة» من الذّر ، والياء زائدة.

والثانى : «فعلولة» : ذرّورة» : فاللام مكررة ، وأبدلت الراء ياء ، فاجتمعت الياء ، والواو ، فأبدلت الواو ياء ، وأدغمت.

والثالث : «فعليلة» : «ذرّيرة ، ثم فعل ما تقدم.

والرابع : «ذرّورة» : «فعّولة» من «ذرأ الله الخلق» ثم أبدلت الهمزة ياء وفعل ما ذكرنا.

والخامس : «ذرّووة» من «ذرأ يذرؤ» ثم أبدل.

ويقرأ : بضمّ الذال ، وتخفيف الراء ، وبالياء ، من غير همز ، على «فعلة».

ويجوز : أن يكون خفف الأصل.

وقد قرئ «ذرّيئتى» ـ بالهمزة (١).

١٥٦ ـ قوله تعالى : (فَأُمَتِّعُهُ) :

يقرأ ـ بالتشديد ، وضم العين ، وفيه وجهان.

أحدهما : أن يكون لم يجزم ، لأن «فعّل» فعل ماض.

والثانى : أن تكون من بمعنى «والّذى» والهاء : إما زائدة ، أو دخلت ، بالشبه «من» بالشرط.

ويقرأ كذلك ، إلا أنه بالتخفيف ، ويقرأ ـ بسكون العين ـ على جواب الشرط ، ويقرأ على لفظ الأمر (٢).

__________________

(١) فى البحر المحيط : «.. وقرأ زيد بن ثابت «ذريتى» ـ بالكسر فى الذال ـ وقرأ أبو جعفر بفتحها ، وقرأ الجمهور بالضم». ١ / ٣٧٧ البحر.

وقال أبو حيان ـ أيضا ـ فى النهر ، بعد ذكر القراءات المتقدمة.

«وفى وزنها» وفيما اشتقت منه اختلاف ، والظاهر أن وزنها «فعلية» مشتق من الذر». ، ١ / ٣٧٥ النهر.

(٢) قال الزمخشرى : وقرئ : «فأمتعه ، فأضطره ، فألزه إلى عذاب النار لزّ المضطر ، الذى لا يملك الامتناع مما اضطر إليه ، وقرأ أبىّ «فنمتعه قليلا ، ثم نضطره ، وقرأ يحيى بن وثاب» فإضطره ـ بكسر الهمزة ، وقرأ ابن عباس «فأمتعه قليلا ثم اضطره» على لفظ الأمر ...» ١ / ١٨٦ الكشاف.

١٠٣

١٥٧ ـ قوله تعالى : (ثُمَّ أَضْطَرُّهُ) :

يقرأ ـ بضم الراء وفتحها ، مثل «فأمتعه» إلا أن الفتحة لالتقاء الساكنين.

ويقرأ «نضطرّه» ـ بالنون ـ على التعظيم.

ويقرأ ـ بوصل الهمزة ـ على الأمر (١).

ومنهم من يكسر حرف المضارعة فيه : كانت نونا ، أو همزة ، وهى لغة (٢).

١٥٨ ـ قوله تعالى : (وَاجْعَلْنا مُسْلِمَيْنِ لَكَ) :

على التثنية ، ويقرأ على الجمع ، أى : اجعلنا ، وأتباعنا مسلمين (٣).

١٥٩ ـ قوله تعالى : (وَأَرِنا) :

يقرأ ـ بكسر الراء ـ ومنهم من يسكن الراء ، للتخفيف ، كما يخفف «كتف» فتسكن تاؤه ، مثله (أَرِنا) ؛ لأن النون متصلة بالراء (٤).

١٦٠ ـ قوله تعالى : (يَتْلُوا عَلَيْهِمْ) :

يقرأ ـ بالنون ـ وهو ظاهر.

١٦١ ـ قوله تعالى : «وأوصى بها ، وَوَصَّى» وهما لغتان (٥) :

١٦٢ ـ قوله تعالى : (وَيَعْقُوبُ) :

يقرأ ـ بالنّصب ـ عطف على «بنيه» وبالرفع ـ عطفا على «إبراهيم».

__________________

(١) تقدمت القراءات ، عند قوله تعالى : (فَأُمَتِّعُهُ) وانظر النهر ١ / ٣٨٤.

(٢) تلتلة بهراء ...

(٣) يقول جار الله : «... وقرئ «مسلمين» على الجمع ، كأنهما أراد أنفسهما ، وهاجر ، أو أجريا التتنية على حكم الجمع ؛ لأنها منه.» ١ / ١٨٨ الكشاف.

(٤) ويقول جار الله : «... وقرئ «وأرنا» ـ بسكون الراء ، قياسا على فخذ فى فخذ ، وقد استرذلت لأن الكسرة منقولة من الهمزة الساقطة دليل عليها ، فإسقاطها إجحاف ، وقرأ أبو عمرو بإتمام الكسرة ، وقرأ عبد الله ، وأرهم مناسكهم» ١ / ١٨٨ الكشاف.

(٥) فى مختار الصحاح ، مادة (و. ص. ى) : «أوصى له بشىء ، وأوصى إليه : جعله وصية ، والاسم : الوصاية ـ بفتح الواو ، وكسرها ـ وأوصاها ، ووصاها توصية بمعنى ...».

١٠٤

١٦٣ ـ قوله تعالى : (إِذْ حَضَرَ) :

يقرأ ـ بالشاذ ـ بكسر الضاد ، وهى لغة قليلة (١).

١٦٤ ـ قوله تعالى : (يَعْقُوبَ الْمَوْتُ) :

يقرأ ـ برفع الأول ، ونصب الثانى ـ على أن «يعقوب» فاعل ، و «الموت» مفعول به. وفى المشهور عكسه (٢).

١٦٥ ـ قوله تعالى : (وَإِلهَ آبائِكَ) :

الجمهور : على الجمع ، ويقرأ «أبيك» ـ بالياء ـ وفيه وجهان :

أحدهما : أنه مفرد ، وجعل «إبراهيم» بدلا منه.

وأما «إسماعيل ، وإسحاق» : ينجران على تقدير ، وإله إسماعيل.

والوجه الثانى : أنه جمع تصحيح ، يقال : «أب ، وأبون ، وأبين».

قال الشاعر :

فلما تسمّعن أصواتنا

بكين ، وفدّيننا بالأبينا

١٦٦ ـ قوله تعالى : (وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) :

يقرأ ـ بفتح السين ، وتشديد اللام ، وبكسرها ـ أى : مسلمون إلى الله ، ما تعبدنا باعتقاده.

١٦٧ ـ قوله تعالى : (بَلْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ) :

الجمهور : ـ على النصب ـ أى : نتبع.

ويقرأ ـ بالرفع ـ على الابتداء ، والخبر محذوف ، أى : متّبعة. (٣)

__________________

(١) فى مختار الصحاح ، مادة «ح ض ر» ... وحكى الفراء «حضر» ـ بالكسر ـ لغة فيه ، يقال : حضر القاضى امرأة».

(٢) قال أبو حيان : «قرأ الجمهور» ويعقوب : بالرفع ، وقرأ إسماعيل بن عبد الله المكى ، والضرير ، وعمرو ابن قائد الأسوارى بالنصب ...» ١ / ٣٩٩ البحر وانظر التوجيه.

(٣) جاء فى البحر : «... نعبد إلهك ، وإله آبائك : إبراهيم ، وإسماعيل ، واسحاق».

١٠٥

١٦٨ ـ قوله تعالى : (بِمِثْلِ ما آمَنْتُمْ بِهِ) :

الجمهور : ـ على إثبات بمثل ـ وهى ـ هاهنا ـ زائدة ، كما تقول : «مثلك لا يقول هذا».

أى : أنت لا تقول هذا.

وقيل التقدير : أن آمنوا بالقرآن ، كما آمنتم بالتوراة ، وهو مثل القرآن فى لزوم الحجة ، فلا تكون «مثل» زائدة.

وقرأ ابن عباس : «بما آمنتم به» ـ بغير «مثل» أى : بالذى آمنتم به (١).

١٦٩ ـ قوله تعالى : (صِبْغَةَ اللهِ) :

يقرأ ـ بالرفع ـ أى : صبغة الله متبعة (٢).

١٧٠ ـ قوله تعالى : (أَتُحَاجُّونَنا) :

يقرأ ـ بنون واحدة ، مشددة ـ وذلك ، أنه أدغم نون الرفع فى نون الضمير ، وجاز الجمع بين ساكنين ـ هنا ـ وهى ، الواو ، والنون الأولى ؛ لأن

__________________

ـ هذه قراءة الجمهور ، قرأ أبىّ «وإله إبراهيم» ـ بإسقاط آبائك ، وقرأ ابن عباس ، ... وإله أبيك ، ..

وقد وجه القراءات أبو حيان .. ثم قال : «... وأما على قراءة ابن عباس ومن ذكر معه فالظاهر أن لفظ «أبيك» أريد به الإفراد ، ويكون «إبراهيم بدلا منه ، أو عطف بيان ، وقيل : هو جمع سقطت منه النون للإضافة ؛ فقد جمع «أب» على «أبين» نصبا وجرا ، وأبون رفعا حكى ذلك سيبويه ، وقال الشاعر :

فلما تبيّن أصواتنا

بكين ، وفدّيننا بالأبينا»

١ / ٤٠٢ البحر.

وانظر الكتاب ٢ / ٢٠١ ، والمقتضب ٢ / ١٧٤ ، وانظر الخصائص ١ / ٣٤٦ ، والمحتسب ١ / ١١٢ ، ١ / ١١٣.

والشاعر : هو : زياد بن واصل السلمى.

(١) قال جار الله : «... ويجوز ألا تكون الباء صلة ، وتكون باء الاستعانة ، كقولك :

«كتبت بالقلم» و «عملت بالقدوم» أى : فإن دخلوا فى الإيمان بشهادة مثل شهادتكم التى آمنتم بها ، وقرأ ابن عباس ، وابن مسعود «بما آمنتم به» وقرأ أبى «بالذى آمنتم به» ١ / ١٩٥ الكشاف.

(٢) وقال جار الله : (صِبْغَةَ اللهِ) مصدر مؤكد منتصب على قوله : (آمَنَّا بِاللهِ) كما انتصب وعد الله» عما تقدمه» .. ١ / ١٩٩ الكشاف.

١٠٦

قبل الواو ضمة ، وطال المد فيها ، فجرت مجرى الحركة الفاصلة ، وصار مثل «دابّة» ، و «الحاقّة» ... (١).

١٧١ ـ قوله تعالى : (عَلى عَقِبَيْهِ) :

يقرأ ـ بإسكان القاف ـ للتخفيف ، كما قالوا فى «فخذ ، وكتف» و «فخذ ، وكتف» (٢).

١٧٢ ـ قوله تعالى : (لَكَبِيرَةً) :

يقرأ ـ بالرفع ـ وفيه وجهان :

أحدهما : أنه جعله فاعل «كان» وجعل «كان» تامة واللام زائدة ، كما جاء فى قوله تعالى (إِنْ هذانِ لَساحِرانِ) (٣) ، وفى قول الشاعر (٤).

أمّ الحليس لعجوز شهربه

ترضى من اللحم بعظم الرقبه (٥)

والوجه الثانى : أنه ألغى «كان» و «أن» مخففة من الثقيلة ، فكأنه قال : وإنها لكبيرة ، كما قال فى الآية الأخرى : (وَإِنَّها لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخاشِعِينَ) [البقرة : ٤٥] ..

__________________

(١) وقال جار الله : «قرأ زيد بن ثابت «أتحاجونا» ـ بإدغام النون» ١ / ١٩٩ الكشاف.

وفى النهر ١ / ٤١٢ «أتحاجوننا»؟ ـ بنوتين ، وبإدغام نون الرفع فى نون الضمير ، والهمزة للاستفهام ، ومعناه : الإنكار».

(٢) أشار أبو حيان إلى القراءة فى البحر حيث قال : «وقرأ ابن أبى إسحاق» على عقبيه» ـ بسكون القاف ، وتسكين عين «فعل» اسما كان أو فعلا لغة تميمية.» ١ / ٤٢٥ البحر المحيط.

(٣) من الآية ٦٣ من سورة طه. وانظر كتابنا «الكواكب الدرية فى الشواهد النحوية ، والشاهد رقم ٢ ص ٣٦ ، وما بعدها ...

(٤) الشاعر ، هو الراجز رؤبة بن العجاج ، والبيت من الرجز ، وقد استشهد به كثير من النحاة.

(٥) استشهد به ابن يعيش ... بقوله : «... قد أفرد لام التأكيد من الاسم إلى الخبر» ١ / ١٣٠ ، كما استشهد به فى ٧ / ٥٦ فى قوله : «فأدخل اللام فى الخبر». واستشهد به ابن هشام فى المغنى ، ١ / ٢٣٠ حيث قال : «فقيل : اللام زائدة ، وقيل للابتداء ، والتقدير لهى عجوز ...» كما استشهد به فى ١ / ٢٣٣ حيث قال : ـ وهو يتحدث عن اللام الزائدة ـ : «وهى الداخلة فى خبر المبتدا» وسجل البيت ... وأتبعه برأى آخر حيث قال : «وقيل الأصل : لهى عجوز.».

١٠٧

١٧٢ ـ قوله تعالى : (لِيُضِيعَ) :

يقرأ ـ بالتشديد ـ والماضى منه «ضيّع» ويقال : «أضاع ، وضيّع» بمعنى ، فالهمزة والتشديد معديان «لضاع» (١).

١٧٣ ـ قوله تعالى : (لَرَؤُفٌ) :

يقرأ ـ بهمزة مضمومة ، من غير واو» مثل «فرح ، وطمع» ـ بالضم ـ.

وقرئ ـ بتليين الهمزة ، وقرئ بواو ساكنة ، مثل «عوف» وذلك على الإبدال.

ويقرأ «رؤوف» ـ بواو ـ مثل الأولى ، بدل من الهمزة (٢).

١٧٤ ـ قوله تعالى : (لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ) :

يقرأ ـ بكسر الهمزة ـ وهو بعيد.

وأقرب ما يحمل عليه : أن تقدر تمام الكلام عند قوله «يعلمون» ثم تستأنف ، فتقول : إنّه الحق.

١٧٥ ـ قوله تعالى : (بِتابِعٍ قِبْلَتَهُمْ) :

الجمهور : على تنوين «تابع» ونصب ما بعدها ـ وهو ظاهر ـ.

وقرئ ـ بالإضافة ، والجر ـ وهو ظاهر ـ أيضا ـ وكذلك فى الموضوع الذى بعده.

١٧٦ ـ قوله تعالى : (الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ) :

يقرأ ـ بالنصب «بيعلمون».

__________________

(١) فى المختار ، مادة (ض. ى. ع) : ضاع الشىء يضيع ضياعا ، وضياعا ـ بكسر الضاد ، وفتحها ـ أى : هلك ... والإضاعة : التضييع» بمعنى.

(٢) قال أبو الفتح : «ومن ذلك قراءة الزهرى : «كرووف» بلا همز ، ويثقل ... وقال : «ينبغى أن تكون الهمزة فيه مخففة ، فلما أخفاها التخفيف ظنت واوا للطف هذا الموضع أن تضبطه القراء ، وذلك : أنا لا نعرف فى غير هذه اللفظة إلا الهمز ، يقال : رؤف به ، ورأف به ، ورئف ، ولم نسمع راف ولا رفت ، والهمزة إذا خففت فى نحو هذا لم تبدل ، وإنما تخفى ، كقولك فى «مسئول فعول من سألت سوول فاعرف ذلك» ١ / ١١٤ المحتسب.

١٠٨

١٧٧ ـ قوله تعالى : (وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ) :

يقرأ ـ بالإضافة ، والجر ، وهو مبتدأ ، و (مُوَلِّيها) خبره ، والتقدير : لكل وجه قوم أى : النبى ، أو الله (١).

ويقرأ «مولّيها» ـ بالياء ـ و «مولّاها» بالألف ، فيكون ـ هنا ـ كناية عن «كل».

١٧٨ ـ قوله تعالى : (وَمِنْ حَيْثُ) :

يقرأ ـ بنصب الثاء ـ وهى لغة ، والضم أكثر. (٢).

١٧٩ ـ قوله تعالى : (لِئَلَّا) :

يقرأ ـ بالياء ـ على إبدال الهمزة ياء ، للكسرة قبلها (٣).

١٨٠ ـ قوله تعالى : (إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا) :

يقرأ ـ بفتح الهمزة ، والتخفيف ـ على أنها حرف يفتتح به الكلام ؛ للتنبيه (٤) ، كقوله (أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهاءُ) من الآية ١٣ من سورة البقرة.

١٨١ ـ قوله تعالى : (وَيُعَلِّمُكُمُ) :

يقرأ ـ بإسكان الميم ، وهو من تخفيف المضموم ، كما يخفف «عضد».

١٨٢ ـ قوله تعالى : (لَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ) :

وبتشديد النون ، وتخفيفها ، وإسكانها ـ وكل واحدة منها للتوكيد ، والثقيلة

__________________

(١) قال الزمخشرى : «... وفى قراءة أبىّ : ولكل قبلة هو موليها وجهه ، فحذف أحد المفعولين ، وقيل : هو الله تعالى ، أى : الله موليها إياه ، وقرئ : ولكل وجهة ـ على الإضافة ، والمعنى : وكل وجهة الله موليها فزيدت اللام ؛ لتقدم المفعول ، كقولك : «لزيد ضربت ، ولزيد أبوه ضاربه» وقرأ ابن عامر : هو مولاها ، أى : هو مولى تلك الجهة ، وقد وليها ، والمعنى : لكل أمة قبلة تتوجه إليها منكم ، ومن غيركم» ١ / ٢٠٥ الكشاف.

(٢) قال فى البحر المحيط : «... وقرأ عبد الله بن عمير : «ومن حيث» ـ بالفتح ـ فتح تخفيفا» ١ / ٤٣٩.

(٣) وهى قراءة نافع : بإبدال الهمزة ياء ، وقراءة الجمهور بالتحقيق. انظر ١ / ٤٤١ البحر ...

(٤) نقد ابن هشام فى المغنى قول النجاة فى «ألا» حيث قال : «ويقول المصريون فيها : حرف استفتاح ، فيبنون مكانها ، ويهملون معناها ، وإفادتها التحقيق من حيث تركيبها من الهمزة ، ولا .. ويقول : إنها «للتنبيه ، فتدل على تحقق ما بعدها ، وتدخل على الجملتين» ١ / ٦٨ وانظر كتابنا مفتاح الإعراب.

١٠٩

أشدّ توكيدا (١).

١٨٣ ـ قوله تعالى : (وَالْمَرْوَةَ) :

يقرأ ـ بالرفع ـ على أنه مبتدأ ، و (مِنْ شَعائِرِ اللهِ) خبرها ، وخبره إنّ» محذوف أغنى عنه خبر المبتدأ.

وعلى قول الكوفيين : يكون مرفوعا على موضع «إنّ الصفا» وهو عندنا (٢) غلط ؛ لأنه عطف على الموضع قبل الخبر (٣).

١٨٤ ـ قوله تعالى : (مِنْ شَعائِرِ اللهِ) :

يقرأ ـ بغير همز ـ وهو ضعيف جدّا ؛ لأن ترك الهمزة فيما ياؤه أصلية ، نحو : «مقايش» (٤) ، ولكنه خفف ، فشبهها بالأصلية.

١٨٥ ـ قوله تعالى : (أَنْ يَطَّوَّفَ) :

يقرأ ـ بتاء ، وبعدها طاء ، مفتوحة ، خفيفة ، والواو مشددة ـ على أنه فعل ماض ، مثل «تطوّف».

ويقرأ ـ بياء ، مفتوحة ، وطاء مضمومة ، خفيفة ، وواو ساكنة ـ مثل «يقوم» ، وماضيه «طاف».

__________________

(١) إلى هذا ذهب الخليل بن أحمد ، كقوله تعالى (لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُوناً مِنَ الصَّاغِرِينَ) حيث زعم أن حرصها على سجنه أقوى من صغاره ... ولكن ذلك بخصوص هذه الآية الكريمة ، والشواهد إذا لم تكثر لا تبنى عليها القواعد. انظر كتابنا «تصريف الأفعال». ص ٣١٨.

(٢) يريد غير الكوفيين ، من البصريين ، ولعله بغدادى المذهب ، ـ كما سيأتى فى التعريف به.

(٣) يجوز بالإجماع رفع المعطوف على منصوب إنّ المكسورة ، بعد أن تستكمل خبرها ، نحو : «إن زيدا آكل طامك ، وعمرو ، أما إذا عطف على المنصوب المذكور قبل استكمال «إن» خبرها تعين النصب ، وأجاز الكسائى ، رأس الكوفيين الرفع مطلقا ، تمسكا بظاهر قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالصَّابِئُونَ) [الأحزاب : ٥٦].

انظر شرح الأشمونى لبيت الناظم ـ بتحقيقنا ـ.

وجائز رفعك معطوفا على

منصوب «إنّ» قبل أن تستكملا

١ / ٤٣٠ ـ ٤٣٢ ، ...

(٤) لم تبدل الياء همزة فى «معيشة ، ومعايش» ؛ لأن الياء ليست مدة زائدة فى الواحد ، فلم تكن «كعجوز ، وعجائز ، وصحيفة ، وصحائف. انظر ٤ / ٣٧٤ أوضح المسالك ...

١١٠

ويقرأ «ألّا يطوف» ـ بزيادة «لا» رويت عن ابن عباس.

قيل : هى زائدة ، وقيل المعني : أن السعى بين الصفا والمروة غير واجب.

وفيه بين الفقهاء خلاف (١).

١٨٦ ـ قوله تعالى : (وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً) :

الجمهور : ـ بفتح العين ـ ؛ على أنه ماض ، وأسكنه قوم على هذه الصفة ، وهو ضعيف لأن إسكان المفتوح بعيد ؛ إذ الفتحة خفيفة ، وله وجهان :

أحدهما : أجرى الوصل مجرى الوقف.

والثانى : أنه فرّ من توالى الحركات ، مع تشديد الواو.

ويقرأ «يطوّع» على أنه مستقبل ، مجزوم بالشرط.

١٨٧ ـ قوله تعالى : (ما بَيَّنَّاهُ) :

يقرأ «ما بيّنه» على أن الفاعل هو «الله» وهذا رجوع عن لفظ الجمع إلى الواحد ، كما يرجع من لفظ الواحد إلى لفظ الجمع ، إذا كان المعنى واحدا (٢) ، كقوله : (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجْنا بِهِ) [فاطر : ٢٧].

١٨٨ ـ قوله تعالى : (يَلْعَنُهُمُ) :

ـ بضم النون ، وإسكانها ـ وهو مثل «يعلمكم» ـ وقد ذكر ـ.

__________________

(١) قال أبو البقاء : «... والأصل : أن يتطوف ، فأبدلت التاء طاء ، وقرأ ابن عباس : أن يطّاف» والأصل : ينطاف ، وهو «يفتعل» من الطواف ، وقال آخرون : الوقف على «بهما» وعليه : لا خبر ، والتقدير على هذا «فلا جناح عليه فى أن يطوف ـ فلما حذف «فى» جعلت «أن» فى موضع نصب ، وعند الخليل فى موضع جر ، وقيل التقدير : فلا جناح عليه ألا يطوف بهما ؛ لأن الصحابة كانوا يمتنعون من الطواف بهما لما كان عليهما من الأصنام ، فمن قال هذا لم يحتج إلى تقدير «لا» ١ / ١٣٠ التبيان.

وانظر المحتسب ١ / ١١٥ ، ١١٦ ، وانظر ١ / ٤٥٦ ، ٤٥٧ البحر المحيط ..

وانظر مذاهب الفقهاء فى ١ / ٤٥٧ البحر المحيط.

(٢) قال أبو حيان : «وقرأ الجمهور» بينّاه ، مطابقا لقوله : «أنزلنا» وقرأ طلحة بن معرف وبيّنه» جعله ضمير مفرد غائب ، وهو التفات من ضمير متكلم إلى ضمير غائب» ١ / ٤٥٨ البحر.

١١١

١٨٩ ـ قوله تعالى : (إِلَّا) :

يقرأ ـ بالتخفيف ، والفتح ـ وقد ذكرناه فى قوله : (إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا) (١).

١٩٠ ـ قوله تعالى : (وَالْمَلائِكَةِ) :

يقرأ ـ بالرفع ـ عطفا على موضع «اسم الله» ؛ لأن «اللعنة» مصدر ، فيجرّ ، ما يليه بالإضافة ، ثم يحمل المعطوف على الموضع ، والتقدير : عليهم أن يلعنهم الله» (٢).

١٩١ ـ قوله : (وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ) (٣) :

يقرأ ـ بالضاد ـ ، أى : لا ينقمون بتخفيف العذاب ؛ لأن تخفيف العذاب عن المعذب راحة له.

١٩٢ ـ قوله : (وَالْفُلْكِ الَّتِي) :

فيها أربعة أوجه : ضم الفاء ، وإسكان اللام ـ وهو المشهور ـ ، وضمها ـ على الإتباع ـ وفتح الفاء ، وإسكان اللام (٤).

والأشبه : أن يكون لغة ، و «الفلكىّ» كالمشهور ؛ إلّا أنه بياء مشددة ،

__________________

(١) والاستثناء متصل. انظر ١ / ٤٥٩ البحر المحيط.

(٢) قال أبو حيان : «وقرأ الجمهور : «والملائكة ، والناس أجمعين» ـ بالجر ـ عطفا على اسم الله ، وقرأ الحسن «والملائكة ، والناس أجمعون» ـ بالرفع ـ وخرج هذه القراءة جميع من وقفنا على كلامه من المعربين ، والمفسرين ، على أنه معطوف على موضع اسم الله ؛ لأنه عندهم فى موضع رفع على المصدر.

وقدروه : أن لعنهم الله ، أو أن يلعنهم الله ، وهذا الذى جوزوه ليس بجائز على ما تقرر فى العطف على الموضع من أن شرطه أن يكون ثم طالب ، ومحرز للموضع لا يتغير ...» ١ / ٤٦٠ ، ٤٦١ البحر.

(٣) «ولا هم ينظرون» أى : يؤخر عنهم العذاب. انظر ١ / ٤٦٢ البحر.

(٤) انظر مادة (فلك) فى القاموس المحيط.

١١٢

وهى تزاد ، للمبالغة ، نحو : «أسودىّ ، وأقمرىّ ، ودوّارىّ» (١).

١٩٣ ـ قوله : (بَيْنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ)

: ـ قد قرئ ـ بالقصر ، وهو من قصر الممدود ـ وهو جائز ـ بلا خلاف ، ولكن فى الشعر ، دون الاختيار ، ويجوز أن يكون أجرى الوصل مجرى الوقف ، ولم يضبط عن القارئ ذلك (٢).

١٩٤ ـ قوله : (كَحُبِّ اللهِ ... ، وحُبًّا لِلَّهِ) :

روى عن أبى المتوكل ، وجماعة :

أنهم قرءوها بالتخفيف وهو بعيد ، وكأنهم فرّوا من التضعيف ، كما قالوا فى «ظللت» : «ظلت» وفى «مسست» : «مست» (٣).

١٩٥ ـ قوله : (يَرَى الَّذِينَ) :

الجمهور : على فتح الراء ، وكسرها قوم ، تنبيها على الإمالة الجائزة ، قبل التقاء الساكنين ، وكذلك : أشباهه (٤).

١٩٦ ـ قوله تعالى (٥) : «أنّ ، وأنّ» : الجمهور : على الفتح ، وكسرها قوم على

__________________

(١) يقول ابن جنى فى قول العجاج : ... والدهر بالإنسان زوّاريّ.

أى : دوّار ... كما يقدم للشاهد يقول : ومنه الاحتياط فى إشباع معنى الضمة .. ٣ / ١٠٤ الخصائص ، كما سجله فى المحتسب حيث قال : ... داورىّ» أى : دوّار.

وانظر ابن يعيش ٣ / ١٣٩ ، والهمع ١ / ١٩٢ ، والدرر ١ / ١٦٥ ، والأشمونى ـ بتحقيقنا ٤ / ٣٤٩ والبيت بتمامه :

أطربّا ، وأنت قنّسرى

والدّهر بالإنسان دوّارىّ

(٢) يقول الناظم :

وقصر ذى المد اضطرارا مجمع

عليه والعكس بخلف يقع

انظره فى البيت ، والاستشهاد ، ومذاهب النحاة فى شرح الأشمونى ـ بتحقيقنا ـ ١ / ١٩٩ إلى ٤٠٢.

(٣) فى النهر : «كحب الله» أي : كحبكم ، أو كحبهم ، أى : كتعظيم الله تعالى ... وقرئ يحبونهم من حب يحب ، ويحب ، على يفعل شاذة ١ / ٤٦٩.

(٤) والإمالة فى «يرى» جارية على القواعد. قال الدكتور محيسن فى كتابه المغنى فى توجيه القراءات العشر المتواترة ، الإمالة التعويج ، واصطلاحا : كبرى ، وصغرى. فالكبرى : أن تقرب الفتحة من الكسرة ، والألف من الياء من غير قلب خالص ، ولا اشباع مبالغ فيه ... وتنسب الإمالة إلي قبائل «تميم ، وقيس ، وأسد ، وطئ ، وبكر بن وائل ، وعبد القيس ... وفائدة الإمالة : سهولة اللفظ ، وذلك لأن اللسان يرتفع بالفتح ، وينحدر بالإمالة ، والإنحدار أخف على اللسان من الارتفاع.

(٥) سقط من (ب) : «تعالى».

١١٣

الاستئناف ، ومن فتح جعله مفعولا «ليرى (١)».

١٩٧ ـ قوله : (تَبَرَّأَ) :

ـ قرئ بغير همز ـ على التخفيف ـ وإبدال الهمزة ألفا.

١٩٨ ـ قوله : (بِخارِجِينَ) :

يقرأ ـ بالإمالة ، من أجل الراء ، المكسورة.

١٩٩ ـ قوله : (خُطُواتِ) :

يقرأ ـ بضم الطاء ـ على الإتباع ، ويقرأ ـ بفتح الخاء ، وسكون الطاء ، على أنه للمرة الواحدة ، يقال : «خطوت خطوة».

ولكن الأكثر : أن «فعلة» : اسما ، فى الجمع بفتح العين ، وتسكينها قليل شاذ. وقد همز الواو قوم ، وذلك لمجاورتها ضمة الطاء (٢).

٢٠٠ ـ قوله : (بَلْ نَتَّبِعُ) :

يقرأ ـ بسكون التاء ، وفتح الباء ، من غير تشديد ، وماضيه «تبع» ، مثل «علم».

٢٠١ ـ قوله : (يَنْعِقُ) :

فيه ثلاثة أوجه : فتح الياء ، وكسر العين ، وماضيه «نعق» بفتحهما ـ مثل «ضرب ، يضرب» وبفتح العين ـ مثل «قرأ يقرأ» وكان ذلك ؛ لأجل أن العين من حروف الحلق ، والأكثر فى ذلك الفتح ، مثل : «صنع يصنع» والثالث : ضم

__________________

(١) ذكر أبو البقاء قراءة الجمهور «يرى» ـ بالياء ـ من رؤية القلب ، والفعل يفتقر إلى مفعولين ، وأن القوّة سد مسدها ، ويجوز أن تكون بمعنى العلم ، فتتعدى إلى مفعول واحد وقيل «يرى» من رؤية البصر ، فتكون «أن» وما بعدها عملت عمل مفعولى «يرى» ١ / ١٣٥ التبيان.

(٢) قال أبو حيان : «... وقرئ «خطوات» ـ بسكون الطاء ، وبفتحها ـ والخطوة : المكان الذى يخطو فيه ، وتفتح الخاء ، والطاء ، والخطوة» المرة الواحدة من «الخطو ، وقرئ» خطؤات ـ بضم الخاء ، والطاء ، والهمزة ، وهو جمع «خطأة ، من الخطا ، إن كان سمع ، وإلا فتقديرا». ١ / ٤٧٨ النهر.

١١٤

الياء ، وكسر العين ، وماضيه «أنعق» والأشبه : أنها لغة (١).

ويجوز على هذا : أنّ الباء فى (بِما لا يَسْمَعُ) ، زائدة ، ويكون مثل «ذهبت به ، وأذهبته».

وقد ذكرنا مثله فى قوله .. لأذهب بسمعهم».

٢٠٢ ـ قوله : (إِنَّما حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ) :

يقرأ «الميتة» ـ بالرفع : على أن «ما» بمعنى «الذى» أى : «أن الذى حرمه عليكم الميتة».

ويقرأ كذلك : إلا أنه على ما لم يسم فاعله.

وفى «ما» على هذه القراءة وجهان : أن تكون بمعنى «الذى» والآخر : أن تكون كافة (٢).

قوله «الميتة» يقرأ ـ بالتشديد ـ وهو الأصل ، وهذا إذا كانت بالهاء (٣).

٢٠٣ ـ قوله : (فَمَنِ اضْطُرَّ) :

المشهور : ـ بكسر النون ـ على أصل التقاء الساكنين.

ويقرأ ـ بضمتين ـ إتباعا لضمة الطاء.

__________________

(١) فى المختار ، مادة (ن. ع. ق) : «النعيق» : صوت الراعى بغنمه ، وقد نعق بها ينعق ـ بالكسر ـ نعيقا ، ونعاقا ـ بالضم ـ و «نعاقا» ـ بفتحتين ـ أي : صاح بها ، وزجرها ، وحكى ابن كيسان «نعق الغراب» ـ أيضا ـ بعين غير معجمة».

(٢) قال أبو البقاء : «... تقرأ الميتة ـ بالنصب ـ فتكون «ما» هنا كافة ، والفاعل هو الله ، ويقرأ بالرفع ، على أن تكون «ما» بمعنى «الذى» و «الميتة» خبر «إنّ» والعائد محذوف ، تقديره : حرمه الله ، ويقرأ «حرّم» ـ على ما لم يسم فاعله ؛ فعلى هذا يجوز أن تكون «ما» بمعنى «الذى» و «الميتة» خبر «إنّ» ويجوز أن تكون كافة ، و «الميتة» المفعول ، القائم مقام الفاعل». ١ / ١٤٠ ، ١٤١ التبيان.

(٣) قال أبو البقاء : «والأصل الميتة» بالتشديد ، لأن بناءه «فيعلة» والأصل : «ميوتة» فلما اجتمعت الياء والواو ، وسبقت الأولى بالسكون قلبت الواو ياء ، وأدغمت : فمن قرأ ـ بالتشديد أخرجه على الأصل ، ومن خفف حذف الواو ، التى هى عينه ، ومثله : «سيد ، وهين» فى «سيّد ، وهيّن» ١ / ١٤١ التبيان.

١١٥

ويقرأ «اضطرّ» ـ بكسر الطاء ، تنبيها على الأصل ، لأن أصله «اضطرر».

فلما أدغم حرك الطاء بحركة الراء ، ومن ضم الطاء أبقاها على الأصل ، وأصل الطاء تاء ، وأبدلت طاء من أجل الضاد (١).

٢٠٤ ـ قوله : (فَما أَصْبَرَهُمْ) :

يقرأ ـ بإسكان الراء ـ وهو بعيد ، لأن تخفيف المفتوح شاذ فى القياس ، والاستعمال ، وإنما قربه ـ هاهنا ـ ضم الهاء ، بعد الراء ، توالى الحركات ، وفيها ضمة ، والضمة هنا كالمتصل (٢).

٢٠٥ ـ قوله : (وَالْمُوفُونَ) :

يقرأ ـ بالياء ـ على المدح ، مثل (وَالصَّابِرِينَ).

وقد قرئ «والصابرون» عطفا على «الموفون». (٣)

٢٠٦ ـ قوله : (كُتِبَ عَلَيْكُمُ) :

يقرأ «كتب» ـ على تسمية الفاعل ـ والفاعل : هو «الله» و «القصاص» مفعول به (٤).

٢٠٧ ـ قوله : (الْقِصاصُ) :

وكذلك (وَلَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ) : يقرآن «القصص» ـ بفتح القاف ـ من غير ألف.

__________________

(١) ذكر الوجوه أبو البقاء حيث قال : «... ويقرأ بكسر النون ـ على أصل التقاء الساكنين ، وبضمها إتباعا لضمة الطاء ، والحاجز غير حصين لسكونه ، وضمّت الطاء على الأصل ، لأن الأصل «اضطرر» ويقرأ ـ بكسر الطاء ـ ووجه : أنه نقل كسرة الراء إليها» ١ / ١٤١ التبيان.

(٢) انظر ١ / ٢١٦ الكشاف.

(٣) يقول جار الله : «والموفون» عطف على من آمن ، وأخرج.

«الصابرين» منصوبا على الاختصار ، والمدح : إظهارا ، لفضل الصبر فى الشدائد ، ومواطن القتال على سائر الأعمال وقرىء و «الصابرون» وقرىء «والموفين ، والصابرين» ١ / ٢٢٠ الكشاف.

وانظر التبيان ١ / ١٤٤ ، ١٤٥ ، وانظر ٢ / ٧ البحر المحيط.

(٤) انظر البحر المحيط ٢ / ٩.

١١٦

والمراد : كتب عليكم بقصص القرآن ما تضمنه ، وقصّه.

وكذا : و «لكم فى القصاص من حياة» أى : فى قصص القرآن.

٢٠٨ ـ قوله : (فَاتِّباعٌ) :

قرئ «فاتّبع» : على أنه فعل ماض ، وقد قرئ «فاتباعا» ـ بالنصب ـ على المصدر ، أى : «فليتبع اتباعا» (١).

وكان قياس هذا أن يقرأ «وأداء» ـ بالنصب ـ ولكن لم أجده.

٢٠٩ ـ قوله : (عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ) :

قرئ ـ بالتخفيف ـ من «أبدله».

٢١٠ ـ قوله : (أَيَّاماً مَعْدُوداتٍ) :

يقرأ ـ بالرفع ـ على تقدير : هى أيام ، والجيد ، : أن يكون التقدير : «صوم أيام» ويكون بدلا من «الصّيام» : فحذف المضاف ، وأقام المضاف إليه مقامه (٢).

٢١١ ـ قوله : (مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ) :

قرئ «أخرى» ـ على لفظ الواحد ، وهو تأنيث الجمع.

٢١٢ ـ قوله : (يُطِيقُونَهُ) :

يقرأ فى المشهور بضم الياء ، وتخفيف الطاء ، ويقرأ ـ بضم الياء ، وتخفيف الطاء ، وواو مفتوحة ، مشددة ـ أى : يكلفونه ، ويجعل فى أعناقهم كالطوق ، أو يكون من الطاقة ، وهى : «القوّة».

ويقرأ ـ بفتح الياء ، وتشديد الطاء ، والواو ، وأصله «يتطوّقون» أى : يتكلّفون.

__________________

(١) يقول أبو حيان : «ارتفاع «اتباع» على أنه خبر مبتدأ محذوف ، أى فالحكم ، أو الواجب ، كذا قدره ابن عطية ، وقدره الزمخشرى : فالأمر اتباع ، وجوز ـ أيضا رفعه بإضمار فعل. تقديره : فليكن اتباع ...» ٢ / ١٣ البحر.

(٢) يقول أبو البقاء ـ بعد أن عرض ما لا يجوز من الإعراب ... «... والوجه : أن يكون العامل فى (أَيَّامٍ) محذوفا ، تقديره : صوموا أياما ، فعلى هذا يكون «أياما» ظرفا ؛ لأن الظرف يعمل فى المعنى ، ويجوز أن ينتصب «أياما» بكتب ، ... ١٢٢ / ١٤٩ التبيان.

١١٧

ويقرأ ـ بضم الياء ، وفتح الطاء ، وبياء مشددة.

ويحتمل : أن يكون أبدل الواو ياء ، كما قالوا «تحيّز» فى «تحوّز». ويجوز أن يكون على «يتفيعل» فقلبت الواو ياء ، وأدغمت (١).

٢١٣ ـ قوله : (شَهْرُ رَمَضانَ) (٢)

قرئ ـ بالنصب ـ بدلا من «أيام معدودات» أو بفعل محذوف ، أى : صوموا شهر رمضان ، أو عليكم».

وقرئ «شهر رمضان» ـ بفتح الشين ، والهاء ، والراء ـ وفيه وجهان :

أحدهما : أن يكون لغة ، مثل «النهر ، والنّهر».

والثانى : أن يكون فعلا ماضيا ، أى : شهر الله رمضان. (٣)

٢١٤ ـ قوله : (الْقُرْآنُ) :

قرئ بإلقاء (٤) حركتها على الراء ، وحذفها. (٥)

٢١٥ ـ قوله : (فَلْيَصُمْهُ) :

ـ بإسكان اللام ـ وقرئ ـ بكسرها ـ على الأصل ، وكذلك لام

__________________

(١) قال جار الله «وقرأ ابن عباس «يطوّقونه» : تفعيل من الطوق ، إما بمعنى الطاقة ، أو القلادة ، أى : يكلفونه ، أو يقلدونه ، ويقال لهم : صوموا ، وعنه يتطوقونه» بمعنى : يتطوقونه ، وأصلهما ، يطيقونه ، ويتطيقونه ، على أنهما من «فيعل» و «تفعيل» من الطوق ، فأدغمت الياء فى الواو بعد قلبها ياء ، كقولهم : تديّر المكان ، وما بها من ديار ، وفيه وجهان : أحدهما : نحو معنى يطيقونه ، والثانى يكلفونه أو يتكلفونه على جهد منهم ، وعسر ، وهم الشيوخ ، والعجائز ، وحكم هؤلاء الإفطار والفدية». ١ / ٢٢٩ الكشاف ، وانظر البحر المحيط ٢ / ٣٣.

(٢) وقد سجل ذلك جار الله فى قوله : «وقرئ بالنصب على صوموا شهر رمضان» أو على الإبدال من أيام معدودات ، أو على أنه مفعول «وأن تصوموا» ١ / ٢٢٧ الكشاف ، وانظر ٢ / ٣٠ النهر.

(٣) انظر ٢ / ٣٨ البحر المحيط.

(٤) فى (أ) «بالقاف».

(٥) قال أبو حبان : «وقرأ ابن كثير «القران» ـ بنقل حركة الهمزة إلى الراء ، وحذف الهمزة ، وذلك فى جميع القرآن ، سواء نكر ، أم عرف بالألف ، واللام ، أو بالإضافة ، وهذا هو المختار من توجيه قراءته» ٢ / ٤٠ البحر.

١١٨

(فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي).

٢١٦ ـ قوله : (الْيُسْرَ) ، و (الْعُسْرَ) :

ـ بالإسكان ـ وقرئ ـ بالضم ـ وهما لغتان (١)

٢١٧ ـ قوله : (سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي) :

ـ الياء ، ساكنة ـ وقرئ ـ بفتحها ـ وهو الأصل ، مثل «عبادك».

وقرئ بحذفها من «عباد» فى الحالتين ، اكتفاء بالكسرة عنها.

٢١٨ ـ قوله : (يَرْشُدُونَ) :

ـ فيها أربعة أوجه : فتح الياء ، وضم الشين ، وفتحهما ، وفتح الياء ، وكسر الشين ، وضم الياء ، وكسر الشين.

فالفتح على : «رشد يرشد» مثل «علم يعلم» والضم ، والكسر من «رشد» ـ بالفتح فى الماضى ، وفى المستقبل لغتان ، ومن ضم الياء جعله من «أرشد يرشد» أى : «يرشد غيره» (٢).

٢١٩ ـ قوله : (عاكِفُونَ فِي الْمَساجِدِ) :

يقرأ «عكفون» ـ بغير ألف ، من «عكف» بفتح الكاف.

والأشبه : أنه لغة ، و «المسجد» ـ على الإفراد ـ وهو جنس (٣).

٢٢٠ ـ قوله : (عَنِ الْأَهِلَّةِ) :

يقرأ ـ بتشديد اللام ـ وأصل ذلك : أن يلقى حركة الهمزة على لام

__________________

(١) فى المختار ، مادة (ع. س. ر) «العسر» ـ بسكون السين ، وضمها ضد اليسر ، قال عيسى بن عمر : كل اسم على ثلاثة أحرف : أوله مضموم ، وأوسطه ساكن : فمن العرب من يخففه ، ومنهم من يثقله ، مثل «عسر ، وعسر ، ورحم ، ورحم ، وحلم ، وحلم.».

(٢) قال جار الله : «وقرئ : يرشدون ، ويرشدون ـ بفتح الشين ، وكسرها». ١ / ٢٢٩ الكشاف. وانظر ١ / ١٥٣ ، ١٥٤ التبيان.

(٣) وهى قراءة مجاهد ، انظر ١ / ١٨٨ الكشاف.

١١٩

المعرفة ، فيفتح ، ويحذف همزة الوصل ، فإذا لقيتها نون «عن» أدغمت فيها (١) ، ومثله (عَنِ الْأَنْفالِ) [الأنفال : ١]. وما أشبهه.

٢٢١ ـ قوله : (وَالْحَجِّ) :

ـ بفتح الحاء ، وكسرها ـ وهما لغتان. (٢).

٢٢٢ ـ قوله : (عَنِ الْأَهِلَّةِ) :

الجمهور : على ضم الراء ، وأسكنها قوم ؛ فرارا من توالى الضمات. (٣)

٢٢٣ ـ قوله : (وَالْحُرُماتُ قِصاصٌ) :

ـ بالنصب ـ عطف على الحج ، و ـ بالرفع ـ على الابتداء ، و «لله» خبره.

ويشير إلى أن العمرة مستحبة ، ولذلك رفع ، فقطعها عن الأمر ، وقيل : لا يدل ذلك على الاستحباب ، بل على زيادة المحافظة عليها ، كما روى «الصوم (٤) لى».

٢٢٤ ـ قوله : (الْهَدْيِ) :

يقرأ ـ بكسر الدال ، وتشديد الياء ، وهو على «فعيل» (٥)

٢٢٥ ـ قوله : (مَحِلَّهُ) :

يقرأ ـ بفتح الحاء ـ أى : موضعه ، وهو اسم المكان. (٦)

__________________

(١) قال أبو حيان : «... وقرأ الجمهور عن الأهلة ـ بكسر النون ، وإسكان لام الأهلة ، بعدها همزة ، وورش على أصله : من نقل حركة الهمزة ، وحذف الهمزة ، وقرأ شاذا بإدغام نون «عن» فى لام الأهلة ، بعد النقل والحذف.» ٢ / ٦١ البحر المحيط ، وانظر ١ / ١٥٦ التبيان.

(٢) فى المختار ، مادة (ح. ج. ج) : «الحج» فى الأصل القصد ، وفى العرف ، قصد مكة للنسك ، وبابه «ردّ» ... و «الحجّ» ـ بالكسر ـ الاسم ...».

(٣) قال أبو حيان : «... وقرئ «والحرمات» ـ بضم الراء ، وإسكانها». ٢ / ٦٩ النهر.

(٤) فى (أ) «الصوم إلى».

(٥) سجل القراءة أبو حيان فى النهر ٢ / ٧٣ ، وفى البحر ٢ / ٧٤.

(٦) قال أبو حيان : «... المحل : هنا المكان ، ولم يقرأ إلا بكسر الحاء ، فيما علمنا ، ويجوز الفتح أعنى : إذا كان يراد به المكان ...» ٢ / ٧٥ البحر ، وانظر رأى الكسائى ٢ / ٧٥ البحر.

١٢٠