القواعد التطبيقية في اللغة العربيّة

المؤلف:

الدكتور نديم حسين دعكور


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مؤسسة بحسون للنشر والتوزيع
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٤٢

التمييز

تعريفه :

التمييز في اللغة بمعنى فصل الشيء عن غيره. قال الله تعالى :

(وَامْتازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ.) أي انفصلوا من المؤمنين وقوله تعالى :

(تَكادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ) أي ينفصل بعضها عن بعض.

والتمييز في الاصطلاح هو اسم نكرة حكمه النصب ، وهو جامد على الأغلب يؤتى به ليوضّح كلمة مبهمة أو ليفصّل معنى محملا. وهو بذلك على نوعين :

١ ـ ما يوضّح كلمة مبهمة ويقال له : تمييز الذات أو المفرد أو الملفوظ.

٢ ـ ما يوضح معنى مجملا ويقال له : تمييز النسبة أو الجملة أو الملحوظ.

ـ تمييز الذات أو المفرد أو الملفوظ :

يقع هذا النوع من التمييز في أربعة مواضع :

١ ـ بعد الأعداد : والأعداد نوعان : الصريحة والكناية.

أ ـ الصريحة : يشمل هذا النوع الأعداد الواقعة بين أحد عشر وما فوقها الى تسعة وتسعين.

نحو قوله تعالى : (إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً.)

أحد عشر : اسم مبني على الفتح الجزئين في محل نصب مفعول به.

٣٠١

كوكبا : تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

ب ـ الكناية : وتشمل كم الاستفهامية التي تتضمّن عددا مجهولا يراد معرفته.

نحو : كم كتابا قرأت؟

كم : اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب مفعول به.

كتابا : تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

ـ يجوز جرّ تمييز كم الاستفهامية وذلك بشرطين :

ـ أحدهما أن يدخل عليها حرف جر.

ـ الثاني أن يكون تمييزها إلى جانبها.

نحو : بكم ليرة اشتريت؟

بكم : الباء حرف جر مبني على الكسر لا محل له من الاعراب. «كم» اسم استفهام مبني على السكون في محل جر بحرف الجر وهو مضاف وشبه الجملة متعلق بالفعل «اشترى» الآتي.

ليرة : مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره (ولك في اعرابها وجه آخر. فالبعض يعربها اسما مجرورا بمن مضمرة والتقدير عندهم : بكم من ليرة اشتريت).

٢ ـ بعد المقادير ، وهي على ثلاثة أنواع :

أ ـ ما يدل على الوزن :

بعتك رطلا عنبا.

بعتك : فعل وفاعل ومفعول به أول.

رطلا : مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

عنبا : تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

٣٠٢

ب ـ ما يدلّ على المساحة.

نحو : اشتريت فدّانا أرضا.

فدانا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

أرضا : تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

ج ـ ما يدلّ على الكيل :

نحو : اشتريت مدّا قمحا.

قمحا : تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

ونحو : اشتريت ليترا حليبا.

حليبا : تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

٣ ـ بعد ما يشبه المقادير وهو على ثلاثة أنواع :

أ ـ بعد ما يشبه الوزن.

نحو قوله تعالى : (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ.)

من : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدإ.

يعمل : فعل مضارع مجزوم لأنه فعل الشرط وعلامة جزمه السكون وفاعله ضمير مستتر جوازا تقديره هو والجملة الفعلية في محل رفع خبر.

مثقال : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره وهو مضاف.

ذرة : مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره.

خيرا : تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

يره : فعل مضارع مجزوم لأنه جواب شرط جازم وعلامة جزمه حذف حرف العلة من آخره وفاعله ضمير مستتر جوازا تقديره هو والجملة الفعلية لا محل لها من الاعراب لأنها جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء أو إذا الفجائية.

وهنا ، نلاحظ أن «مثقال» ليس إسما لشيء يوزن به ولكنه شبيه بالوزن.

٣٠٣

ب ـ بعد ما يشبه الكيل.

نحو : عندي وطب لبنا.

عندي : ظرف مكان منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على ما قبل الياء منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة وهو مضاف والياء ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة وشبه الجملة متعلق بمحذوف خبر مقدم في محل رفع.

وطب : مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

لبنا : تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

الوطب بفتح الواو وسكون الطاء اسم لوعاء اللبن وهو شبيه الكيل وليس له حقيقة لأن الوطب ليس مما يكال به اللبن ويعرف مقداره وإنما هو اسم لوعائه فيكون صغيرا أو كبيرا.

ج ـ بعد ما يشبه المساحة.

نحو : ما في السماء موضع راحة سحابا.

ما : حرف نفي مبني على السكون لا محل له من الاعراب.

في السماء : جار ومجرور وشبه الجملة متعلق بمحذوف خبر مقدم في محل رفع.

موضع : مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره وهو مضاف.

راحة : مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره.

سحابا : تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

٤ ـ بعد ما هو متفرّع منه.

نحو : هذا خاتم ذهبا.

هذا : ها حرف تنبيه مبني على السكون لا محل له من الاعراب. «ذا» اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدإ.

٣٠٤

خاتم : خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

ذهبا : تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

ونحو : اشتريت قميصا حريرا.

حريرا : تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

ـ تمييز النسبة أو الجملة أو الملحوظ :

يقع هذا النوع من التمييز في المواضع الآتية :

أ ـ أن يكون محوّلا عن الفاعل :

نحو قوله تعالى : (وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً.)

شيبا : تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

التقدير : اشتعل شيب الرأس.

ونحو : ازداد زيد علما.

علما تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

التقدير : ازداد علم زيد.

ب ـ أن يكون محوّلا عن المفعول به.

كقوله تعالى : (وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً.)

الأرض : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

عيونا : تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

التقدير : وفجرنا عيون الأرض.

ونحو : طوّرت الحكومة البلاد اقتصادا.

اقتصادا : تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

التقدير : طورت الحكومة اقتصاد البلاد.

ج ـ أن يكون غير محوّل :

نحو قول العرب : لله درّه فارسا.

٣٠٥

لله : اللام حرف جر مبني على الكسر لا محل له من الاعراب «الله» لفظ الجلالة اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره وشبه الجملة متعلق بمحذوف خبر مقدم في محل رفع.

دره : مبتدأ مؤخّر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره وهو مضاف والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة.

فارسا : تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

د ـ يكثر استعمال التمييز بعد اسم التفضيل ، لأن اسم التفضيل لا يبيّن في أي شيء المتحدث عنه أفضل ، والتمييز هو الذي يوضح لنا نسبة هذه الأفضلية.

نحو : زيد أرفع من عليّ رتبة.

زيد : مبتدأ مرفوع.

أرفع : خبر مرفوع.

من علي : جار ومجرور وشبه الجملة متعلق بالخبر «أرفع».

رتبة : تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

ويمكن تأويل هذا النوع من التمييز بأنه محول عن الفاعل لأن المعنى :

ارتفعت رتبة زيد على رتبة عليّ.

ـ في أسلوب التفضيل يجب أن ننتبه إلى أمر هام وهو :

إن كان التمييز الواقع بعد اسم التفضيل فاعلا بعد جعل اسم التفضيل فعلا.

نحو : أنت أعلى منزلة وأكثر مالا.

أنت : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدإ.

أعلى : خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر.

٣٠٦

منزلة : تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

«منزلة» و «مالا» يجب نصبهما على التمييز لأنه يصح أن نجعلهما فاعلين بعد جعل اسم التفضيل فعلا فتقول : أنت علت منزلتك وكثر مالك.

ومثال ما ليس بفاعل في المعنى : زيد أفضل طالب.

زيد : مبتدأ مرفوع.

أفضل : خبر مرفوع وهو مضاف.

طالب : مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره.

في مثل هذه الحالة يجب جر التمييز بالإضافة لأنه لا يصح جعله فاعلا بعد جعل اسم التفضيل فعلا. أما إذا أضيف اسم التفضيل إلى غيره فإنه ينصب حينئذ.

نحو : زيد أفضل الطلاب طالبا.

زيد : مبتدأ مرفوع.

أفضل : خبر مرفوع.

الطلاب : مضاف إليه مجرور.

طالبا : تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

ونستطيع أن نعرف ما ليس بفاعل في المعنى حين يكون اسم التفضيل بعضا من جنس التمييز وذلك حين يصح حذف اسم التفضيل ووضع كلمة بعض موضعه :

زيد أفضل طالب وهند أفضل امرأة.

في هذين المثلين يصح أن نقول : زيد بعض جنس الطالب أي بعض الطلاب وهند بعض جنس المرأة أي بعض النساء.

ـ يكثر استعمال التمييز بعد أفعل التعجب سواء كان بصيغة «ما أفعل» أو «أفعل به» لأن التمييز بعد التعجب هو الذي يوضح لنا نسبة التعجب.

٣٠٧

نحو : ما أكرم عليّا خلقا. وأكرم بعليّ خلقا.

ما : اسم تعجب مبني على السكون في محل رفع مبتدإ.

أكرم : فعل ماض لانشاء المدح مبني على الفتح الظاهر على آخره.

وفاعله ضمير مستتر وجوبا تقديره هو (على خلاف الأصل) والجملة الفعلية في محل رفع خبر.

عليا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

خلقا : تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

أكرم : فعل ماض جاء على صيغة الأمر مبني على الفتح المقدّر منع من ظهوره صيغة الأمر.

بعلي : الباء حرف جر زائد مبني على الكسر لا محل له من الاعراب. «علي» فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد.

خلقا : تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

يمكن تأويل هذا النوع بأنه محول عن الفاعل أيضا لأن المعنى : كرم خلق علي.

ـ يكثر استعمال تمييز الجملة بعد فعل امتلأ وما في معناه.

نحو : امتلأت القاعة طلابا.

طلابا : تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

ونحو : ازدحمت الشوارع بشرا.

بشرا : تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

قد يكون التمييز مسبوقا بحرف جر «من» غير زائد وفي مثل هذه الحالة يعرب إسما مجرورا ولا يعرب تمييزا. وقد تزاد قبله «من» الزائدة فيعرب تمييزا.

نحو : قال الله عزّ من قائل.

٣٠٨

عز : فعل ماض مبني على الفتح الظاهر على آخره وفاعله ضمير مستتر جوازا تقديره هو.

من : حرف جر زائد مبني على السكون لا محل له من الاعراب.

قائل : تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد.

التقدير : قال الله عز قائلا.

٣٠٩

المنادى

المنادى نوع من المفعول به. فهو منصوب بفعل محذوف تقديره «أدعو» أو «أنادي». فأنت حين تقول : يا عبد الله أصله يا أدعو عبد الله.

ولمّا كانت الضرورة داعية إلى استعمال النداء كثيرا أوجب النحاة حذف الفعل اكتفاء بأمرين :

الأول : دلالة قرينة الحال.

الثاني : الاستغناء عنه بما جعلوه كالنائب عنه والقائم مقامه.

وهو يا وأخواتها : أي وآ وهيا للبعيد والهمزة للقريب وان كان مندوبا ـ وهو المتفجّع عليه أو المتوجّع منه ـ فله «وا».

نحو : وا زيداه إذا كان متفجّعا منه. واظهراه إذا كان متوجّعا منه.

وا : حرف ندبة مبني على السكون لا محل له من الاعراب.

زيداه : منادى مبني على الضم المقدر منع من ظهوره الفتحة المناسبة للألف في محل نصب والألف حرف زائد مبني على السكون لا محل له من الاعراب والهاء هاء السكت حرف مبني على الضم لا محل له من الاعراب.

إذا ، فالمنادى منصوب على أنه مفعول به لفعل محذوف ، ولكن النصب لا يظهر أحيانا حين يكون المنادى مبنيا ، لذلك قسموا المنادى إلى قسمين :

٣١٠

١ ـ منادى مبني.

٢ ـ منادى معرب.

أما المنادى المبني فهو يبنى على ما يرفع به في محل نصب وهو نوعان :

النوع الأول : العلم المفرد أي الذي ليس مضافا ولا شبيها بالمضاف.

نحو : يا محمّد.

يا : حرف نداء مبني على السكون لا محل له من الاعراب.

محمد : منادى مبني على الضم في محل نصب.

يا محمّدان.

محمدان : منادى مبني على الألف لأنه مثنى في محل نصب.

يا محمّدون.

محمدون : منادى مبني على الواو لأنه جمع مذكر سالم في محل نصب.

ـ إذا كان العلم المفرد مبنيا في الأصل بقي على بنائه وأعرب كما يلي :

يا سيبويه :

سيبويه : منادى مبني على الضم المقدر منع من ظهوره حركة البناء الأخير في محل نصب.

ـ إذا كان العلم المفرد موصوفا بكلمة ابن أو بنت المضافتين إلى علم أيضا جاز في اعرابه وجهان :

أ ـ البناء على الضم.

ب ـ البناء على الفتح.

نحو : يا محمّد بن عليّ.

٣١١

محمد : منادى مبني على الضم في محل نصب.

بن : نعت منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة وهو مضاف.

علي : مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره.

الوجه الثاني وتقول فيه :

يا محمّد بن عليّ.

محمد : منادى مبني على الضم المقدر منع من ظهوره حركة الاتباع في محل نصب.

بن : نعت منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة وهو مضاف.

علي : مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره.

وأجاز بعضهم نصبه فهو عندهم مضاف إلى ما بعد ابن أي إلى علي وأن «ابن» أفحم بين المضاف والمضاف إليه. وفي هذه الحالة يكون الاعراب :

محمد : منادى مضاف منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

بن : نعت منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة وهو مضاف.

وعدّه بعض النحاة مركبا مع ابن تركيب العدد المركب أي مثل «خمسة عشر». وهو عندهم مبني على فتح الجزئين في محل نصب :

محمد بن : منادى مبني على فتح الجزئين في محل نصب.

ومع هذه الوجوه من الاعراب يبقى الوجه الأول الأفصح والأوضح.

ـ إذا كان العلم المفرد إسما منقوصا جاز فيه وجهان :

أ ـ إبقاء الياء :

نحو : يا هادي.

هادي : منادى مبني على الضم المقدر منع من ظهوره الثقل في محل نصب.

٣١٢

ب ـ حذف الياء.

نحو : يا هاد.

هاد : منادى مبني على الضم المقدر على الياء المحذوفة منع من ظهوره الثقل في محل نصب. والأفضل إبقاء الياء.

ـ إذا كان العلم المفرد المنادى مقصورا فلك في ألفه مثل ما لك في ياء المنقوص والأفضل إبقاؤها.

نحو : يا مصطفى.

مصطفى : منادى مبني على الضم المقدر على الألف منع من ظهوره التعذر في محل نصب.

وتقول : يا مصطف.

مصطف : منادى مبني على الضم المقدر على الألف المحذوفة منع من ظهوره التعذر في محل نصب.

ـ يلتحق بقاعدة العلم المفرد نداء ضمير المخاطب واسم الاشارة واسم الموصول.

ـ ضمير المخاطب :

نحو : يا أنت.

أنت : منادى مبني على الضم المقدر منع من ظهوره حركة البناء الأصلية في محل نصب.

ـ اسم الإشارة :

نحو : يا هذه.

هذه : منادى مبني على الضم المقدر منع من ظهوره حركة البناء الأصلية.

ـ اسم الموصول :

نحو : يا من يؤمن بالله.

٣١٣

من : منادى مبني على الضم المقدر منع من ظهوره حركة البناء الأصلية في محل نصب.

٢ ـ النوع الثاني من المنادى المبني هو النكرة المقصودة.

وهي التي تقصد قصدا في النداء ، لأن النداء يحدّدها من بين غيرها من النكرات وهي تبنى على ما ترفع به في محل نصب.

نحو : يا تلميذ أدرس.

تلميذ : منادى مبني على الضم في محل نصب.

يا مجتهدان أدرسا.

مجتهدان : منادى مبني على الألف لأنه مثنى في محل نصب.

يا مجتهدون أدرسوا.

مجتهدون : منادى مبني على الواو لأنه جمع مذكر سالم في محل نصب.

ـ إذا كانت النكرة المقصودة إسما مقصورا أو منقوصا فلك في ألفه أو يائه ما لألف اسم العلم المفرد ويائه.

نحو : يا فتى.

فتى : منادى مبني على الضم المقدر على الألف منع من ظهوره التعذر في محل نصب.

يا ساهي انتبه.

ساهي : منادى مبني على الضم المقدر على الياء منع من ظهوره الثقل في محل نصب.

٢ ـ المنادى المعرب :

وهو على ثلاثة أنواع :

١ ـ النكرة غير المقصودة :

وسمّيت بذلك لأنها لا تفيد من النداء تعريفا كقول الأعمى :

٣١٤

يا رجلا خذ بيدي.

رجلا : منادى منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

٢ ـ المنادى المضاف :

نحو : يا طالب العلم أدرس.

طالب : منادى مضاف منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

العلم : مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره.

٣ ـ الشبيه بالمضاف :

وهو الاسم الذي تأتي بعده كلمة تتمّم معناه وتعطيه معنى الإضافة ، وذلك بأن يكون ما بعده مرفوعا به.

نحو : يا كريما خلقه أقبل إليّ.

كريما : منادى شبيه بالمضاف منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

خلقه : فاعل (للصفة المشبهة «كريما» التي تعمل عمل اسم الفاعل) مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره وهو مضاف والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة.

أو بأن يكون ما بعده منصوبا :

نحو : يا فاعلا خيرا وفّقك الله.

فاعلا : منادى شبيه بالمضاف منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

خيرا : مفعول به (لاسم الفاعل «فاعلا») منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

٣١٥

أو أن يأتي بعده معطوف غير علم وخصوصا الأعداد :

نحو : يا سبعة وثلاثين تلميذا أقبلوا.

سبعة : منادى شبيه بالمضاف منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

و : حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الاعراب.

ثلاثين : معطوف على خمسة منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم.

٤ ـ النكرة الموصوفة :

نحو : عافاك الله يا تلميذا مجتهدا.

تلميذا : منادى منصوب (لأنه نكرة موصوفة) وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

مجتهدا : نعت منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

ـ المنادى المضاف إلى ياء المتكلم :

إذا أضيف المنادى إلى ياء المتكلم فإمّا أن يكون المنادى صحيحا أو معتلا.

فإن كان معتلا أدغمت ياؤه في ياء المتكلم وفتحت ياء المتكلم.

نحو : يا قاضيّ.

قاضي : منادى مضاف منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على ما قبل الياء منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة والياء ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر بالإضافة.

وأما المنادى المقصور فالمشهور في لغة العرب جعله كالمثنى المرفوع.

٣١٦

نحو : يا عصاي ويا فتاي.

عصاي : منادى مضاف منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر والياء ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر بالإضافة.

وإن كان المنادى صحيحا جاز فيه خمسة أوجه :

١ ـ حذف الياء والاستغناء عنها بالكسرة.

نحو : يا قوم.

قوم : منادى مضاف منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على ما قبل الياء المحذوفة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة والياء المحذوفة ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة.

٢ ـ اثبات الياء ساكنة وهذا الوجه دون الأول في الكثرة.

نحو : يا قومي.

٣ ـ قلب الياء ألفا وحذفها والاستغناء عنها بالفتحة.

نحو : يا قوم.

قوم : منادى مضاف منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على ما قبل الياء المحذوفة المنقلبة ألفا منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة والياء المحذوفة والمنقلبة ألفا والمستغنى عن الألف بالفتحة ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة.

٤ ـ قلب الياء ألفا وابقاؤها وقلب كسرة الحرف الذي قبلها فتحة.

نحو : يا قوما.

قوما : منادى مضاف منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على ما قبل الياء المحذوفة والمنقلبة ألفا منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة

٣١٧

المناسبة والياء المحذوفة والمنقلبة ألفا ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة.

٥ ـ اثبات الياء محركة بالفتح.

نحو : يا قومي.

ـ إذا أضيف المنادى إلى مضاف إلى ياء المتكلم وجب اثبات الياء إلا في «ابن عم» و «ابن أم» فتحذف الياء لكثرة الاستعمال وتكسر الميم أو تفتح.

نحو : يا ابن أمّ ويا ابن عمّ.

ابن : منادى مضاف منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

أم : مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة المقدرة منع من ظهورها الفتحة التي جاءت لقلب الياء ألفا والياء المحذوفة والمنقلبة ألفا والمستغنى عنها بالفتحة ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة.

ـ يقال في النداء يا أبت ويا أمت بفتح التاء وكسرها ولا يجوز اثبات الياء فلا يقال : يا أبتي أو يا أمتي لأن التاء عوض عن الياء فلا يجمع بين العوض والمعوض منه.

أبت : منادى مضاف منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة والتاء للتأنيث حرف جاء عوضا عن الياء المحذوفة لا محل له من الاعراب والياء المحذوفة ـ بعد قلبها ألفا والاستغناء عنها بالفتحة ـ ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة.

ـ لا يكون المنادى معرّفا بالألف واللام. إذ لا يصح الجمع بين أل التعريف وبين حرف النداء إلا في حالات أشهرها :

أ ـ لفظ الجلالة :

نحو : يا الله.

٣١٨

الله : لفظ الجلالة منادى مبني على الضم في محل نصب. وأكثر استعماله مع حذف حرف النداء والتعويض عنه بميم مشددة مفتوحة.

اللهمّ.

اللهم : لفظ الجلالة منادى مبني على الضم في محل نصب والميم عوض عن حرف النداء المحذوف حرف مبني على الفتح لا محل له من الاعراب.

ب ـ أن يكون المنادى مشبّها به.

نحو : يا الثعلب في احتياله.

الثعلب : منادى مبني على الضم في محل نصب.

التقدير : يا مثل الثعلب في احتياله.

ـ تستعمل «أيّ» و «أيّة» في النداء كثيرا فيجب افرادها والحاق ها التنبيه بها ووصفها :

أ ـ باسم معرّف بأل :

نحو : يا أيّها التلميذ أدرس.

أيها : منادى مبني على الضم في محل نصب والها حرف تنبيه مبني على السكون لا محل له من الاعراب.

التلميذ : بدل كل من كل (من أي) أو عطف بيان أو نعت مرفوع على اعتبار لفظ المبدل منه أو المنعوت أو المعطوف عليه. وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

ب ـ باسم موصول فيه أل :

نحو : يا أيّها الذي نجح عافاك الله.

أيها : منادى مبني على الضم في محل نصب والها حرف تنبيه مبني على السكون لا محل له من الاعراب.

٣١٩

الذي : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع نعت لأي على اللفظ.

نجح : فعل ماض مبني على الفتح الظاهر على آخره وفاعله ضمير مستتر جوازا تقديره هو والجملة الفعلية لا محل لها من الاعراب لأنها صلة الموصول.

ج ـ باسم اشارة خال من كاف الخطاب :

نحو : أيّها ذا الناجح افرح.

أيها : منادى مبني على الضم في محل نصب والها حرف تنبيه مبني على السكون لا محل له من الاعراب.

ذا : اسم اشارة مبني على السكون في محل رفع نعت لأي على اللفظ.

الناجح : نعت لاسم الإشارة مرفوع على اعتبار لفظ المنعوت وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

ـ يرخّم المنادى أحيانا إن كان علما مفردا أو نكرة مقصودة وذلك بحذف حرف من آخره أو أكثر.

نحو : يا فاطم.

فاطم : منادى مبني على الضم على التاء المحذوفة للترخيم في محل نصب أصلها : فاطمة.

ولك أن تعربها اعرابا آخر.

نحو : يا فاطم.

فاطم : منادى مبني على الضم في محل نصب.

ـ يكثر استعمال لفظ «يا صاح» في النداء فيعرب :

صاح : منادى مبني على الضم على الباء المحذوفة للترخيم في محل نصب.

وتقول أيضا : يا صاح.

صاح : منادى مبني على الضم في محل نصب.

٣٢٠