القواعد التطبيقية في اللغة العربيّة

المؤلف:

الدكتور نديم حسين دعكور


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مؤسسة بحسون للنشر والتوزيع
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٤٢

نحو قوله تعالى : (إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ.)

عشرون : اسم «يكن» مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه ملحق بجمع المذكر السالم ونحو قوله تعالى : (فَضَرَبْنا عَلَى آذانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً.)

سنين : مفعول فيه (ظرف زمان) منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم.

تحذف النون من جمع المذكّر السالم في حالة الإضافة رفعا ونصبا وجرّا :

نجح طالبو العلم ، إنّ طالبي العلم ناجحون ، أكرم بطالبي العلم.

٨١

جمع المؤنث السالم

هو كل جمع سلمت أحرف مفرده من التغيير بعد زيادة علامة الجمع (ات) ألف وتاء طويلة على آخره وحذف تاء المفرد القصيرة إذا كانت موجودة.

مؤمنة ، شجرة : مؤمنات ، شجرات.

يجمع جمع مؤنث سالما :

ـ أسماء العلم الإناث : فاطمة ، مريم : فاطمات ، مريمات.

ـ المصادر الزائدة على ثلاثة أحرف : إملاء ، تعريف : إملاءات ، تعريفات.

ـ المذكّر المصغّر لغير العاقل : جبيل ، كتيّب : جبيلات ، كتيّبات.

ـ الصفات لغير العاقل : جبل شامخ : جبال شامخات.

ـ ما لم يردّ له جمع تكسير من الخماسي أو الأسماء الأعجميّة : حمّام ، جنرال : حمّامات ، جنرالات.

ـ اسم غير العاقل المصدّر ب «ابن» و «ذو» : ابن آوى ، ذو القعدة : بنات آوى ، ذوات القعدة.

الاسم المقصور تقلب ألفه ياء كما في المثنى : ليلى ، مستشفى :

٨٢

ليليات ، مستشفيات. عصا : عصوات.

الاسم الممدود يعامل معاملته في المثنى : عذراء حسناء : عذراوات حسناوات. نداء : نداءات.

يلحق بجمع المؤنث السالم بعض الألفاظ غير المستوفية الشروط : أولات ، أذرعات ، بنات ، أخوات ، عرفات.

ـ يرفع جمع المؤنث السالم بالضمة نحو قوله تعالى : (وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلى عَلَيْكُمْ آياتُ اللهِ.)

آيات : نائب فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

ـ ينصب ويجرّ بالكسرة نحو قوله تعالى : (وَلَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكَ آياتٍ بَيِّناتٍ.)

آيات : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة عوضا عن الفتحة لأنه جمع مؤنث سالم.

بيّنات : نعت منصوب وعلامة نصبه الكسرة عوضا عن الفتحة لأنه جمع مؤنث سالم.

٨٣

الممنوع من الصرف

الممنوع من الصرف لا ينوّن ، ويجرّ بالفتحة عوضا عن الكسرة ، ويكون في الأسماء والصفات.

ـ الأسماء :

أ ـ اسم العلم المؤنث ما عدا الثلاثي الساكن الوسط (هند ، وعد ، دعد ...).

نحو قوله تعالى : (وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً.)

مريم : مضاف إليه مجرور وعلامة جرّه الفتحة عوضا عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف.

ب ـ اسم العلم المذكر إذا كان :

ـ أعجميا : يوسف ، أبراهيم .. نحو قوله تعالى : (قالُوا يا أَبانا ما لَكَ لا تَأْمَنَّا عَلى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَناصِحُونَ.)

يوسف : اسم مجرور وعلامة جره الفتحة عوضا عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف.

ـ منتهيا بعلامة تأنيث : حمزة ، أسامة ، طلحة.

ـ منتهيا بألف ونون زائدتين (سليمان ، زيدان ..) نحو قوله تعالى : (وَلَقَدْ آتَيْنا داوُدَ وَسُلَيْمانَ عِلْماً.)

٨٤

سليمان : معطوف على «داود» مفعول به أول منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره (لم ينوّن).

ـ مركبّا تركيبا مزجيا : حضرموت ، بعلبك.

ـ على وزن «فعل» : عمر ، مضر.

ـ على وزن الفعل : يزيد.

ـ على وزن «أفعل» : أحمد ، أكرم.

ج ـ الأسماء التي على وزن صيغة منتهى الجموع (مفاعل) و (مفاعيل) :

مدارس ، مفاتيح. ونحو قوله تعالى : (إِنَّا أَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ سَلاسِلَ وَأَغْلالاً وَسَعِيراً.)

سلاسل : مفعول به لفعل «اعتد» منصوب ... (لم ينوّن : سلاسلا) الصفات إذا كانت على وزن : فعلان (عطشان) ، أفعل (أبيض) ، فعل (أخر) ، فعال (سداس) ، مفعل (مربع). الصفة المنتهية بألف تأنيث ممدودة أو مقصورة : غيداء ، ثكلى.

ـ كل اسم منته بألف تأنيث زائدة فوق الثلاثي : صحراء ، شعراء ، أنبياء.

ـ يصرف الممنوع من الصرف إذا عرّف بأل ، وإذا أضيف وفي الشعر :

ـ التعريف ب «أل» : دخل الطّلاب إلى المدارس.

ـ الإضافة : دخل الطلّاب إلى مدارسهم.

(مدارس على وزن «مفاعل» تجرّ بالفتحة عوضا عن الكسرة. ونظرا لتعريفها ب «أل» أو إضافتها لم تعد اسما ممنوعا من الصرف).

ـ في الشعر : يحقّ للشاعر أن ينوّن الممنوع من الصرف لاستقامة الوزن.

٨٥

الفعل الماضي

هو ما دلّ على وقوع حدث ما في الزمن الماضي سواء أكان قريبا أم بعيدا وعلامته قبول تاء التأنيث الساكنة نحو : قامت ـ كتبت.

ـ الفعل الماضي مبنيّ دائما وله ثلاث حالات في البناء هي :

الفتح والسكون والضم.

١ ـ الفتح :

يبنى الفعل الماضي على الفتح إذا لم يتصل به ضمير رفع عدا ألف الاثنين نحو :

كتب : فعل ماض مبني على الفتح الظاهر على آخره وفاعله ضمير مستتر جوازا تقديره هو.

كتبا : فعل ماض مبني على الفتح الظاهر على آخره والألف ألف الاثنين ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.

قد يكون الفعل الماضي معتل الآخر وحينئذ يبنى على الفتح المقدر للتعذر نحو :

رمى ـ دعا : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف منع من ظهوره التعذر وفاعله ضمير مستتر جوازا تقديره هو.

٨٦

٢ ـ السكون :

يبنى الفعل الماضي على السكون إذا اتصل به أحد ضمائر الرفع التالية :

١ ـ تاء المتكلم (ت) أو المخاطب (ت) أو المخاطبة (ت) نحو :

كتبت : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك والتاء ضمير متصل مبني على الضم أو الفتح أو الكسر في محل رفع فاعل.

٢ ـ ضمير المثنى المخاطب وهو (تما) نحو :

كتبتما : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك وتما ضمير متصل مبنى على السكون في محل فاعل.

٣ ـ ضمير جمع المتكلّمين وهو «نا» نحو :

كتبنا : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.

٤ ـ ضمير جمع المخاطبين الذكور العقلاء وهو «تم» نحو :

كتبتم : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك و «ت» ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل والميم لجمع الذكور العقلاء حرف لا محل له من الإعراب.

٥ ـ ضمير جمع المخاطبات وهو «تنّ» نحو :

كتبتنّ : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك و «ت» ضمير متصل مبني على الضّم في محل رفع فاعل.

والنون لجمع الإناث حرف لا محل من الإعراب.

٦ ـ ضمير النسوة الغائبات وهو «ن» مفتوحة نحو :

كتبن : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك و «ن» نون النسوة ضمير متصل مبني على الفتح في محل رفع فاعل.

٨٧

٣ ـ الضم :

يبنى الفعل الماضي على الضم إذا اتصلت به واو الجماعة نحو :

كتبوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة والواو ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل والألف الألف الفارقة بين الاسم والفعل حرف مبني على السكون لا محل له من الاعراب.

ـ إذا اتصلت واو الجماعة بالفعل الماضي المعتل الآخر وجب حذف حرف العلة وتقدير الضمة على الحرف المحذوف نحو :

رموا : فعل ماض مبني على الضم المقدر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين لاتصاله بواو الجماعة والواو ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل والألف الألف الفارقة بين الاسم والفعل حرف مبني على السكون لا محل له من الاعراب (أصل الفعل : رميوا).

ونحو : رنوا : فعل ماض مبني على الضم المقدر على الألف المحذوفة لاتصاله بواو الجماعة والواو ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل والألف الألف الفارقة بين الاسم والفعل حرف مبني على السكون لا محل له من الاعراب (أصل الفعل : رنووا).

يمتنع دخول نون التوكيد على الفعل الماضي لأنه يدل على الزمن الماضي ، والنون تخلص الفعل للمستقبل ، ولذلك لا يصحّ أن يقال :

كتبنّ ـ أو درسنّ.

يدلّ الفعل الماضي على المستقبل في حالتي الدعاء والشرط.

الدعاء : وفّقك الله.

الشرط : إذا جئتني وجدتني.

٨٨

الفعل المضارع

هو ما دل على وقوع حدث ما في الزمن الحاضر. وسمّي مضارعا لأنه يضارع الاسم في الاعراب أي يشبهه. (المضارعة : المشابهة) فالاسم معرب وتقول في اعرابه :

مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره أو منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

وكذلك الفعل المضارع فهو معرب وتقول في اعرابه :

مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره أو منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

ويختلف الفعل المضارع عن الاسم في حالة الجر. فالاسم يكون مجرورا إذا سبق بحرف جر بينما الفعل المضارع لا يجر إلا إذا كان في تأويل مصدر كأن تقول :

ذهبت لأعمل. التقدير : ذهبت للعمل.

لأعمل : اللام حرف تعليل وجر مبني على الكسر لا محل له من الاعراب. «أعمل» فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره وفاعله ضمير مستتر وجوبا تقديره أنا والمصدر المؤول من «أن» والفعل في محل جر بحرف الجر والجار والمجرور متعلقان بالفعل «ذهب».

٨٩

للفعل المضارع علامتان تدلان عليه :

ـ الأولى : أن يقبل دخول «لم» عليه نحو : لم يكتب ، لم نكتب.

ـ الثانية : أن يكون أوله حرفا من أحرف كلمة «نأيت» وهي التي تسمّى أحرف المضارعة :

نكتب ـ أكتب ـ يكتب ـ يكتبان ـ يكتبون ـ تكتب ـ تكتبان ـ تكتبين ـ تكتبون.

ـ يكون الفعل المضارع مرفوعا إذا لم يسبقه جازم أو ناصب أو لم تتصل به نون النسوة أو نون التوكيد المباشرة أو لم يكن مسبوقا بفعل أمر وهو جواب له.

ـ يرفع الفعل المضارع وتكون علامة رفعه الضمة الظاهرة أو المقدرة كما يرفع بثبوت النون إذا كان من الأفعال الخمسة.

ـ الضمة الظاهرة :

يكتب : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره وفاعله ضمير مستتر جوازا تقديره هو.

ـ الضمة المقدرة :

وذلك إذا كان الفعل المضارع معتل الحرف الأخير نحو :

يدعو : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الواو منع من ظهورها الثقل وفاعله ضمير مستتر جوازا تقديره هو.

يبكي : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل وفاعله ضمير مستتر جوازا تقديره هو.

نخشى : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر وفاعله ضمير مستتر وجوبا تقديره نحن.

٩٠

ـ ثبوت النون : يرفع الفعل المضارع بثبوت النون إذا كان من الأفعال الخمسة. والأفعال الخمسة هي التي تتصل بها ألف الاثنين أو ياء المخاطبة أو واو الجماعة.

ـ ألف الاثنين :

يكتبان ـ تكتبان : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والألف ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.

ـ ياء المخاطبة :

تكتبين : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والياء ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.

ـ واو الجماعة :

يكتبون ـ تكتبون : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.

ـ بناء الفعل المضارع :

ـ يبنى الفعل المضارع على السكون إذا اتصلت به نون النسوة نحو :

يكتبن : فعل مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة والنون ضمير متصل مبني على الفتح في محل رفع فاعل.

ـ يبنى الفعل المضارع على الفتح إذا اتصلت به نونا التوكيد الخفيفة أو الثقيلة بشرط أن تكونا مباشرتين أي لا يفصل بينهما وبينه فاصل نحو :

يكتبن : فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة

٩١

المباشرة والنون حرف مبني على السكون لا محل له من الاعراب وفاعله ضمير مستتر جوازا تقديره هو.

يكتبنّ ـ : فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة والنون حرف مبني على الفتح لا محل له من الاعراب وفاعله ضمير مستتر جوازا تقديره هو.

أما إذا لم تكن نون التوكيد مباشرة لوجود فاصل بينها وبين الفعل المضارع مثل ألف الاثنين أو واو الجماعة أو ياء المخاطبة مع النون التي هي علامة الرفع في الأفعال الخمسة ، فإن الفعل المضارع يكون حينئذ معربا نحو (تكتبان). فإذا أردت تأكيده صار تكتباننّ. ومعنى ذلك أنه اجتمع ثلاث نونات : النون الأولى هي علامة رفع المضارع ونون التوكيد الثقيلة التي تتكون من نونين : الأولى ساكنة والثانية متحركة. ووجود حرف مكرر ثلاث مرات يعدّ ثقيلا في اللغة العربية. لذلك حذفوا النون الأولى التي هي نون الرفع وحركوا نون التوكيد بالكسر فصار الفعل (تكتبانّ) ونقول في اعرابه :

فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون المحذوفة لالتقاء الأمثال لأنه من الأفعال الخمسة والألف ألف الاثنين ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل ونون التوكيد حرف مبني على الكسر لا محل له من الاعراب.

وهنا نتساءل : كيف صحّ أن يجتمع ساكنان وهما ألف الاثنين والنون الأولى الساكنة من نون التوكيد؟ والجواب أن اللغة العربية تجمع بين الساكنين إذا كان الأول حرف الألف والثاني حرفا مشددا نحو قوله تعالى : (وَلَا الضَّالِّينَ) حيث اجتمعت الألف وهي ساكنة واللام الأولى من اللام المشددة وهي ساكنة أيضا.

ونحو : تكتبنّ ـ. أصل هذا الفعل (تكتبوننّ).

اجتمعت ثلاث نونات : النون الأولى وهي علامة الرفع ونون التوكيد المؤلفة من نونين الأولى ساكنة والثانية متحركة. وهنا حذفت نون الفعل

٩٢

وهي علامة الرفع لالتقاء الأمثال فالتقى ساكنان واو الجماعة والنون الأولى من نون التوكيد ، حذفت واو الجماعة ونابت الضمة منابها وذلك لتلافي التقاء حرفين ساكنين ويكون الاعراب :

تكتبنّ : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون المحذوفة لالتقاء الأمثال لأنه من الأفعال الخمسة والواو المحذوفة لالتقاء الساكنين ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل والنون للتوكيد حرف مبني على الفتح لا محل له من الاعراب.

ونحو : تكتبنّ. أصل الفعل (تكتبيننّ).

اجتمعت ثلاث نونات ... حذفت النون الأولى لالتقاء الأمثال فالتقى ساكنان ياء المخاطبة والنون الأولى من نون التوكيد فحذفت ياء المخاطبة منعا من التقاء الساكنين. ويكون الاعراب :

تكتبنّ ـ : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون المحذوفة لالتقاء الأمثال لأنه من الأفعال الخمسة وياء المخاطبة المحذوفة لالتقاء الساكنين ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل ونون التوكيد حرف مبني على الفتح لا محل له من الاعراب.

مرّ معنا أن الفعل المضارع يبنى على السكون إذا اتصل بنون النسوة ، وعند اسناده إلى نون التوكيد يصير (تكتبننّ) فالتقت ثلاث نونات نون النسوة ونون التوكيد المؤلفة من نونين ، ولا يمكن الاستغناء عن إحداهما إذ ليس هناك ما يدل عليها إذا حذفت ولكي نتحاشى التقاء هذه النونات نجعل بين نون النسوة ونون التوكيد ألفا مع تحريك نون التوكيد بالكسر فيصير الفعل (تكتبنانّ) ويكون الاعراب :

تكتبنانّ : فعل مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة ونون النسوة ضمير متصل مبني على الفتح في محل رفع فاعل والألف حرف زائد مبني على السكون لا محل له من الاعراب ونون التوكيد حرف مبني على الكسر لا محل له من الاعراب.

٩٣

نصب المضارع

ينصب الفعل المضارع إذا سبقه أحد حروف النصب. وحروف النصب قسمان :

١ ـ أحرف تنصب بنفسها.

٢ ـ أحرف تنصب بأن مضمرة أي مقدرة.

الأحرف التي تنصب بنفسها أربعة هي : أن ـ لن ـ كي ـ اذن.

١ ـ أن : تنصب الفعل المضارع بشرطين :

١ ـ أن تكون مصدرية لا مفسّرة.

٢ ـ أن لا تكون مخفّفة من أنّ الثقيلة التي تنصب الاسم وترفع الخبر.

ومثال ما اجتمع فيه الشرطان قوله تعالى : (وَاللهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ.)

الله : لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

يريد : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره وفاعله ضمير مستتر جوازا تقديره هو والجملة الفعلية في محل رفع خبر.

٩٤

أن : حرف نصب ومصدري مبني على السكون لا محل له من الاعراب.

يتوب : فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره وفاعله ضمير مستتر جوازا تقديره هو والمصدر المؤول من أن والفعل في محل نصب مفعول به.

عليكم : حرف جر مبني على السكون لا محل له من الاعراب والكاف ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بحرف الجر والميم لجمع الذكور العقلاء. حرف مبني على السكون لا محل له من الاعراب وشبه الجملة متعلق بالفعل «يتوب».

ومثال ما انتفى عنه الشرط الأول : كتبت إليه أن افعل

أن : حرف تفسيري مبني على السكون لا محل له من الاعراب وقد حرّك بالكسر منعا من التقاء الساكنين.

افعل : فعل أمر مبني على السكون وفاعله ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت والجملة الفعلية لا محل لها من الاعراب لأنها جملة تفسيرية.

ومثال ما انتفى عنه الشرط الثاني أي المخففة قوله تعالى :

(أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ.)

أيحسب : الهمزة حرف استفهام مبني على الفتح لا محل له من الاعراب. «يحسب» فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

أن : أصلها أنه (مخففة من الثقيلة) حرف نصب وتوكيد مبني على الفتح لا محل له من الاعراب والهاء المحذوفة ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب اسم أنّ.

٩٥

لن : حرف نصب ونفي مبني على السكون لا محل له من الاعراب.

يقدر : فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

عليه : حرف جر مبني لا محل له من الاعراب. والهاء ضمير متصل في محل جر بحرف الجر. وشبه الجملة متعلق بالفعل «يقدر».

أحد : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

٢ ـ لن : تنصب المضارع مطلقا أي دون شرط نحو قوله تعالى : (لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عاكِفِينَ.)

لن : حرف نصب ونفي يدل على الاستقبال مبني على السكون لا محل له من الاعراب.

نبرح : فعل مضارع ناقص منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. واسمه ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن.

عليه : حرف جر مبني على السكون لا محل له من الاعراب والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر بحرف الجر وشبه الجملة متعلق ب «عاكفين» الآتي.

عاكفين : خبر «نبرح» منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم.

٣ ـ كي : تنصب المضارع حين تكون حرفا مصدريا لا حرف تعليل وجر نحو قوله تعالى :

(لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ.)

لكي : اللام حرف تعليل وجر مبني على الكسر لا محل له من الاعراب «كي» حرف نصب ومصدري مبني على السكون لا محل له من الاعراب.

٩٦

لا : حرف نفي مبني على السكون لا محل له من الاعراب.

يكون : فعل مضارع ناقص منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

على : حرف جر مبني على السكون لا محل له من الاعراب.

المؤمنين : اسم مجرور وعلامة جره الياء لأنه جمع مذكر سالم وشبه الجملة متعلق بمحذوف خبر يكون مقدم في محل نصب.

حرج : اسم يكون مؤخر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

وهنا ، نلاحظ أن اللام الداخلة على «كي» هي حرف تعليل وجر و «كي» حرف مصدري بمعنى أن وليست حرف تعليل وجر. إذ لو كانت كذلك لدخل حرف التعليل والجر على مثله وهذا ممتنع مطلقا لأن الشيء لا يدخل على نفسه.

ويمتنع أن تكون كي حرفا مصدريا وناصبا في نحو :

جئتك كي أن تكرمني.

جئتك : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بالتاء والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به.

كي : حرف تعليل وجر بمعنى اللام مبني على السكون لا محل له من الاعراب.

أن : حرف نصب ومصدري مبني على السكون لا محل له من الاعراب.

تكرمني : فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره وفاعله ضمير مستتر وجوبا تقديره أنا والنون للوقاية حرف مبني على الكسر لا محل له من الاعراب والياء ضمير متصل مبني على السكون في

٩٧

محل نصب مفعول به والمصدر المؤول من أن والفعل في محل جر بحرف الجر والجار والمجرور متعلقان بالفعل «جئتك».

وهنا ، يمتنع أن تكون «كي» حرف نصب ومصدري لأن «أن» كذلك ، ودخول حرف على حرف مثله ممتنع.

٤ ـ إذن : للنصب بها ثلاثة شروط :

١ ـ أن يكون الفعل بعدها دالا على المستقبل :

فإن قلت لمن يحدّثك : اذن تصدق «وأنت تقصد الحال» وجب عليك أن ترفع الفعل المضارع لأن النواصب تقتضي الاستقبال وأنت تريد الحال.

٢ ـ أن تكون مصدّرة أي واقعة في صدر جملة تكون جوابا لجملة سابقة عليها :

فإن قلت : أنا إذن أكرمك كان عليك أن ترفع الفعل لأن «اذن» اعترضت بين المبتدأ والخبر وليست في صدر الجملة.

٣ ـ أن لا يفصل بينها وبين الفعل فاصل وإن فصل يجب أن يكون بالقسم أو بلا النافية :

ـ القسم.

نحو : اذن والله أكرمك.

ـ لا النافية.

نحو : اذن لا أفعل.

ومثال نصب اذن للفعل المضارع قولك للذي قال سأدرس :

اذن تنجح أو اذن والله تنجح

اذن : حرف نصب مبني على السكون لا محل له من الاعراب.

والله : الواو حرف قسم وجر مبني على الفتح لا محل له من

٩٨

الاعراب «الله» لفظ الجلالة اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره وشبه الجملة متعلق بمحذوف فعل تقديره أقسم.

والجملة الفعلية لا محل لها من الاعراب لأنها جملة اعتراضية.

تنجح : فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره وفاعله ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت.

أما الأحرف التي تنصب الفعل المضارع بأن مضمرة فهي :

١ ـ أحرف الجر وهي ثلاثة : حتى ـ اللام ـ كي التعليلية.

١ ـ حتى : تنصب الفعل المضارع بعدها بأن مضمرة بشرط أن يكون الفعل دالا على المستقبل.

نحو : أسلمت حتى أدخل الجنّة

أسلمت : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بالتاء والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل.

حتى : حرف غاية وجر مبني على السكون لا محل له من الاعراب.

أدخل : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره وفاعله ضمير مستتر وجوبا تقديره أنا والمصدر المؤول من أن والفعل في محل جر بحرف الجر والجار والمجرور متعلقان بالفعل «أسلم».

الجنة : مفعول فيه منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره متعلق بالفعل «أدخل».

وإذا لم يكن الفعل الذي بعد حتى دالا على المستقبل امتنع اضمار «أن» وأوجب الرفع. وذلك نحو : سرت حتى أدخل البلد. إذا قلت ذلك وأنت في حالة الدخول أو كان الدخول قد وقع وقصدت به حكاية تلك الحال نحو :

٩٩

كنت سرت حتى أدخل البلد

كنت : فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بالتاء والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع اسم كان.

سرت : فعل وفاعل والجملة الفعلية في محل نصب خبر كان.

حتى : حرف غاية وجر مبني على السكون لا محل له من الاعراب.

أدخل : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره وفاعله ضمير مستتر وجوبا تقديره أنا.

البلد : مفعول فيه منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره متعلق بالفعل أدخل.

أما إذا أردت بالفعل «أدخل» مستقبلا فإنه يتوجب نصبه بأن مضمرة فتقول : سرت حتى أدخل البلد.

٢ ـ اللام : وهي على أربعة أنواع :

١ ـ لام التعليل والجر نحو قوله تعالى :

(وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ)

أنزلنا : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع والنا ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.

إليك : حرف جر مبني على السكون لا محل له من الاعراب والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر بحرف الجر وشبه الجملة متعلق بالفعل «أنزلنا».

الذكر : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

لتبين : اللام حرف تعليل وجر مبني على الكسر لا محل له من الاعراب «تبين» فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره وفاعله ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت والمصدر المؤول

١٠٠