القواعد التطبيقية في اللغة العربيّة

المؤلف:

الدكتور نديم حسين دعكور


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مؤسسة بحسون للنشر والتوزيع
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٤٢

الجنّة : مفعول فيه منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

وشبه الجملة متعلق بمحذوف حال في محل نصب.

التقدير : اسكن أنت وزوجك سعيدين أو مطمئنين الجنة.

ـ إذا عطف على الضمير المجرور يجب اعادة حرف الجر مع المعطوف.

نحو قوله تعالى : (قُلِ اللهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْها وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ.)

قل : فعل أمر مبني على السكون وقد حرك بالكسر منعا من التقاء الساكنين وفاعله ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت.

الله : لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

ينجيكم : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل وفاعله ضمير مستتر جوازا تقديره هو والكاف ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به والميم لجمع الذكور العقلاء حرف مبني على السكون لا محل له من الاعراب. والجملة الفعلية في محل رفع خبر والجملة الاسمية المؤلفة من المبتدإ والخبر في محل نصب مقول القول.

منها : جار ومجرور وشبه الجملة متعلق بالفعل «ينجي».

و : حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الاعراب.

من : حرف جر مبني على السكون لا محل له من الاعراب.

كل : معطوف على الضمير المجرور «ها» في «منها» مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره وهو مضاف وشبه الجملة متعلق بالفعل «ينجي».

كرب : مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره.

ونحو : مررت بك وبأخيك.

و : حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الاعراب.

٣٦١

بأخيك : الباء حرف جر مبني على الكسر لا محل له من الاعراب. «أخيك» معطوف على الضمير المتصل المجرور «ك» في «بك» مجرور وعلامة جره الياء نيابة عن الكسرة لأنه من الأسماء الخمسة وهو مضاف والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر بالإضافة وشبه الجملة متعلق بالفعل «مررت».

ويرى بعض النحاة أن إعادة حرف الجر مع المعطوف ليس واجبا مستشهدين بما جاء في القرآن الكريم حيث عطف عزوجل في أكثر من آية من غير اعادة حرف الجر.

ـ تنفرد الواو من بين أحرف العطف بأنها تعطف عاملا محذوفا بقي معموله.

نحو : شربت لبنا ولحما.

و : حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الاعراب.

لحما : مفعول به (الفعل محذوف تقديره «أكلت») : منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

التقدير : شربت لبنا وأكلت لحما.

٣٦٢

عطف البيان

هو التابع لما قبله في الاعراب. ويكون اسما جامدا مشبّها بالصفة في إيضاح متبوعه وعدم استقلاله. وبذلك تخرج الصفة من هذا التعريف لأنها مشتقة أو مؤولة بالمشتق ، ويخرج التوكيد وعطف النسق لأنهما لا يوضحان متبوعهما ويخرج البدل لأنه جامد ومستقل. إذ يجوز أن نحذف المبدل منه ونكتفي بالبدل.

ولما كان عطف البيان مشبها بالصفة لزم فيه موافقة متبوعه كالصفة فيوافقه في واحد من أوجه الاعراب (الرفع والنصب والجر) وفي التعريف أو التنكير وفي التذكير أو التأنيث وفي الافراد أو التثنية أو الجمع.

نحو قوله تعالى : (يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ.)

توقد : فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره ونائب فاعله ضمير مستتر جوازا تقديره هي.

من شجرة : جار ومجرور وشبه الجملة متعلق بالفعل «توقد».

مباركة : نعت مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره.

زيتونة : عطف بيان مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره.

ـ كل ما جاز أن يكون عطف بيان جاز أن يكون بدل كل من كل.

نحو : رأيت الطالب زيدا.

٣٦٣

زيدا : عطف بيان أو بدل كل من كل منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

(وهنا لا يصح أن يكون «زيدا» نعتا ل «الطالب» مع أنه تبعه في الاعراب (النصب) والتذكير والافراد والتعريف. وذلك لأن «زيدا» وهو اسم علم أعرف من «الطالب» المعرف بأل ولا يصح أن يكون النعت أعرف من منعوته بينما يصح العكس).

يستثنى من ذلك حالتان لا يصح أن يكون عطف البيان بدلا :

الأولى : أن يكون التابع معرفة مفردة معربة والمتبوع منادى.

نحو : يا طالب زيدا.

طالب : منادى مبني على الضم في محل نصب.

زيدا : عطف بيان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. (النصب هنا على اعتبار محل المتبوع «طالب» وهو النصب).

وهنا ، لا يجوز أن يكون «زيدا» بدلا من «طالب» لأنه لو كان كذلك لوجب بناؤه على الضم لأننا لو حذفنا المبدل منه لوجب أن ينوب البدل عنه ويأخذ مكانه في الاعراب فكان يجب أن نقول :

يا زيد بالضم وليس بالنصب.

الثانية : أن يكون التابع خاليا من «أل» والمتبوع معرفا ب «أل» وقد أضيفت إليه صفة معرفة أيضا ب «أل».

نحو : أنا الضارب الولد زيد.

أنا : ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدإ.

الضارب : خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره وهو مضاف.

٣٦٤

الولد : مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره.

زيد : عطف بيان مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره.

لا يصح أن يكون «زيد» بدل كل من كل من «الولد» لأننا لو حذفنا المبدل منه وهو «الولد» لناب عنه البدل وهو «زيد» وحينئذ يجب أن نقول :

أنا الضارب زيد.

وهذا لا يجوز لأن «الضارب» يصبح مضافا إلى «زيد» والمضاف إذا كان معرفا بأل لا يضاف إلا إلى ما فيه «أل» أو ما أضيف إلى ما فيه «أل».

٣٦٥

البدل

البدل في اللغة معناه العوض بدليل قوله تعالى :

(عَسى رَبُّنا أَنْ يُبْدِلَنا خَيْراً مِنْها) أي يعوضنا خيرا منها. والبدل في الاصطلاح هو التابع المقصود بالحكم بلا واسطة. والمراد «بالمقصود بالحكم» التمييز بين البدل والنعت وعطف البيان والتوكيد. فانهن متممات للمقصود بالحكم لا مقصودة بالحكم. والمراد بالقول «بلا واسطة» التمييز بين البدل وعطف النسق. فأنت تقول «جاء زيد وعلي» فإن «علي» تابع مقصود بحكم المجيء كما قصد «زيد» ولكنه انما تبع وقصد بواسطة حرف العطف وهو الواو.

البدل أربعة أنواع :

١ ـ بدل كل من كل : وهو البدل المطابق للمبدل منه والمساوي له في المعنى.

نحو : مررت بأخيك زيد.

بأخيك : الباء حرف جر مبني على الكسر لا محل له من الاعراب. «أخيك» اسم مجرور وعلامة جره الياء نيابة عن الكسرة لأنه من الاسماء الخمسة وهو مضاف والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر بالإضافة وشبه الجملة متعلق بالفعل «مررت».

٣٦٦

زيد : بدل كل من كل (من أخيك) مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره.

ونحو قوله تعالى : (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ.)

اهدنا : فعل دعاء (تأدبا) مبني على حذف حرف العلة من آخره وفاعله ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به أول.

الصراط : مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

المستقيم : نعت منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

صراط : بدل كل من كل (من الصراط) منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره وهو مضاف.

الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل جر بالاضافة.

انعمت : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك والتاء ضمير متصل مبني على الفتح في محل رفع فاعل والجملة الفعلية لا محل لها من الاعراب لأنها صلة الموصول.

عليهم : حرف جر مبني على السكون لا محل له من الاعراب والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر بحرف الجر والميم لجمع الذكور العقلاء حرف مبني على السكون لا محل له من الاعراب وشبه الجملة متعلق بالفعل «أنعمت».

٢ ـ بدل بعض من كل : وهو بدل الجزء من كله ويجب أن يذكر فيه ضمير يعود على المبدل منه ملفوظا أو ملحوظا.

نحو قوله تعالى : (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً.)

٣٦٧

لله : اللام حرف جر مبني على الكسر لا محل له من الاعراب. «الله» لفظ الجلالة اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره وشبه الجملة متعلق بمحذوف خبر مقدم في محل رفع.

على الناس : جار ومجرور وشبه الجملة متعلق بمحذوف خبر مقدم في محل رفع.

حج : مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره وهو مضاف.

البيت : مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره.

من : اسم موصول مبني على السكون في محل جر بدل بعض من كل (من المبدل منه «الناس». الضمير هنا ملحوظ التقدير : من استطاع منهم).

استطاع : فعل ماض مبني على الفتح الظاهر على آخره وفاعله ضمير مستتر جوازا تقديره هو والجملة الفعلية لا محل لها من الاعراب لأنها صلة الموصول.

إليه : جار ومجرور وشبه الجملة متعلق بمحذوف حال في محل نصب (الأصل متعلق بمحذوف نعت فلما تقدم على المنعوت أصبح حالا).

سبيلا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

ونحو : أكلت الرغيف ثلثه.

ثلثه : بدل بعض من كل (المبدل منه «الرغيف») منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره وهو مضاف والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالاضافة. (الضمير هنا ملفوظ وهو الهاء في «ثلثه»).

٣ ـ بدل الاشتمال : وهو بدل الشيء من شيء يشتمل على معناه أو يشتمل عامله على معناه بطريق الاجمال. وهو كبدل «بعض من كل» من حيث وجود الضمير العائد على المبدل منه.

٣٦٨

نحو قوله تعالى : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ قِتالٍ فِيهِ.)

يسألونك : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به.

عن الشهر : جار ومجرور وشبه الجملة متعلق بالفعل يسألونك.

الحرام : نعت مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره.

قتال : بدل اشتمال (المبدل منه «الشهر») مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره.

فيه : جار ومجرور وشبه الجملة متعلق بمحذوف نعت في محل جر (ليس القتال الشهر نفسه. أو بعضه ولكنه يقع فيه أي يشتمل عليه).

(الضمير العائد على المبدل منه ملفوظ وهو الهاء في «فيه»).

ونحو : يعجبني زيد علمه.

علمه : بدل اشتمال (المبدل منه «زيد» والضمير العائد على المبدل منه ملفوظ وهو الهاء) مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره وهو مضاف والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة.

البدل المباين :

وهو ثلاثة أقسام :

١ ـ بدل غلط باللسان.

٢ ـ بدل نسيان.

٣ ـ بدل اضراب.

نحو : رأيت زيدا عليا.

عليا : بدل مباين من «زيدا». فإذا كنت أردت أن تقول رأيت عليا ثم غلط لسانك فقلت زيدا فهو بدل غلط ، وإذا كنت قد نسيت أنك رأيت

٣٦٩

عليا ظنّا أنك رأيت زيدا ثم تذكرت فبدل نسيان وإذا كنت أردت أن تخبر أنك رأيت زيدا ثم تريد أن تضرب إلى «عليا» فبدل اضراب.

إذا ، نستطيع أن نعرف بدل المباين بأقسامه الثلاثة من خلال الصفة التي تستفاد من حال المتكلم.

عليا : بدل نسيان أو بدل غلط أو بدل اضراب منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

إذا كان المبدل منه «زيدا» والبدل «عليا» مقصودين قصدا صحيحا كان «عليا» بدل اضراب. وإذا كان المقصود «عليا» فبدل غلط وإذا كان «زيدا» قصد أولا ثم تبيّن فساد القصد فبدل نسيان.

ـ يبدل الاسم من الاسم :

نحو : استقبلت زيدا أخاك.

أخاك : بدل كل من كل (المبدل منه «زيدا») منصوب وعلامة نصبه الألف نيابة عن الفتحة لأنه من الاسماء الخمسة وهو مضاف والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر بالإضافة.

ـ يبدل الاسم من الضمير :

نحو : رأيتك زيدا.

زيدا : بدل كل من كل (المبدل منه «الكاف» في «رأيتك») منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

ـ يبدل الفعل من الفعل بدل كل وبدل اشتمال وبدل مباين :

ـ بدل كل :

نحو : متى تأتنا تلمم بنا في ديارنا تجد خيرا.

٣٧٠

متى : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل نصب مفعول فيه. وشبه الجملة متعلق بجواب الشرط «تجد».

تأتنا : فعل مضارع مجزوم لأنه فعل الشرط وعلامة جزمه حذف حرف العلة من آخره وفاعله ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به.

تلمم : بدل كل (من الفعل «تأتنا») مجزوم وعلامة جزمه السكون وفاعله ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت.

بنا : جار ومجرور وشبه الجملة متعلق بالفعل «تلمم».

ـ بدل اشتمال.

نحو قوله تعالى : (وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً يُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ يَوْمَ الْقِيامَةِ.)

من : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدإ.

يفعل : فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه السكون لأنه فعل الشرط وفاعله ضمير مستتر جوازا تقديره هو والجملة الشرطية في محل رفع خبر.

ذلك : «ذا» اسم إشارة مبني على السكون في محل نصب مفعول به واللام للبعد حرف مبني على الكسر لا محل له من الاعراب والكاف للخطاب حرف مبني على الفتح لا محل له من الاعراب.

يلق : فعل مضارع مجزوم لأنه جواب شرط جازم وعلامة جزمه حذف حرف العلة من آخره وفاعله ضمير مستتر جوازا تقديره هو والجملة الفعلية لا محل لها من الاعراب لأنها جواب شرط جازم عير مقترن بالفاء أو إذا الفجائية.

آثاما : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

يضاعف : بدل اشتمال (المبدل منه «يلق») مجزوم.

له : جار ومجرور وشبه الجملة متعلق بالفعل «يضاعف».

العذاب : نائب فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

٣٧١

ـ بدل مباين :

نحو : أدرس أكتب.

أكتب : بدل غلط أو بدل نسيان أو بدل اضراب.

ـ يبدل الضمير من الاسم.

نحو : رأيت زيدا ايّاه.

إياه : ضمير منفصل مبني على السكون في محل نصب بدل كل (المبدل منه «زيدا») والهاء حرف دال على الغيبة مبني على الضم لا محل له من الاعراب.

ـ يبدل الضمير من الضمير :

نحو : أكرمته ايّاه.

اياه : ضمير منفصل مبني على السكون في محل نصب بدل كل (المبدل منه الضمير المتصل بالفعل «أكرمته» وهو الهاء) والهاء حرف دال على الغيبة مبني على الضم لا محل له من الاعراب.

ـ تبدل المعرفة من المعرفة.

نحو : قوله تعالى : (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ.)

الصراط الأولى معرفة و «صراط» الثانية نكرة أضيفت إلى معرفة فأصبحت معرفة وهي بدل كل من كل من الصراط الأولى.

ـ تبدل النكرة من النكرة.

نحو قوله تعالى : (إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفازاً حَدائِقَ.)

مفازا : اسم «ان» مؤخر منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

حدائق : بدل كل من كل (المبدل منه «مفازا») منصوب وعلامة نصبه

٣٧٢

الفتحة الظاهرة على آخره وقد منع من التنوين لأنه ممنوع من الصرف (جمع تكسير على وزن مفاعل). «مفازا» نكرة وهي المبدل منه و «حدائق» نكرة وهي البدل.

ـ تبدل المعرفة من النكرة.

نحو قوله تعالى : (إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ صِراطِ اللهِ.)

صراط : بدل كل من كل (المبدل منه صراط الأولى) مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره وهو مضاف.

الله : لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره. «صراط» الأولى نكرة وهي المبدل منه و «صراط» الثانية معرفة لأنها مضافة وهي البدل.

ـ تبدل النكرة من المعرفة.

نحو قوله تعالى : (لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ.)

نسفعن : فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد المباشرة والنون حرف مبني على الفتح لا محل له من الاعراب وفاعله ضمير مستتر وجوبا تقديره نحن.

بالناصية : جار ومجرور وشبه الجملة متعلق بالفعل «نسعفن».

ناصية : بدل كل من كل مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره.

كاذبة : نعت مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره.

«الناصية» الأولى معرفة وهي المبدل منه و «ناصية» الثانية نكرة وهي البدل.

ـ يوافق البدل متبوعه (المبدل منه) في الاعراب وجوبا وليس شرطا أن يوافقه في التنكير والتعريف كما رأينا حيث تبدل المعرفة من المعرفة كما تبدل من النكرة وتبدل النكرة من النكرة كما تبدل من المعرفة.

٣٧٣

أمّا الإفراد والتثنية والجمع والتذكير والتأنيث فإن البدل يوافق متبوعه فيها إذا كان بدل كل من كل ولا يوجد مانع من هذه الموافقة.

نحو : جاء زيد أخوك.

أخوك : بدل كل من كل (المبدل منه «زيد») مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه من الأسماء الخمسة وهو مضاف والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر بالاضافة.

ونحو : جاءت هند أختك.

أختك : بدل كل من كل (المبدل منه «هند») مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره وهو مضاف والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر بالاضافة.

أما إذا وجد مانع من هذه الموافقة فإنه يخالف حينئذ متبوعه في الافراد والتذكير وفروعهما.

نحو قوله تعالى : (إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفازاً حَدائِقَ.)

حيث أبدل الجمع وهو حدائق من «مفازا» الذي هو مفرد لأن المفاز لا يقبل التثنية والجمع.

ـ كل ما جاز اعرابه بدلا جاز اعرابه عطف بيان بشرط أن يسلم من وجوه الخلاف التالية :

ـ عطف البيان لا يكون ضميرا ولا تابعا لضمير بخلاف البدل فإنه وان لم يكن ضميرا إلا أنه يكون تابعا لضمير :

ـ عطف البيان لا يخالف متبوعه في تعريفه وتنكيره بخلاف البدل.

ـ عطف البيان لا يكون جملة بخلاف البدل.

ـ عطف البيان لا يكون تابعا لجملة بخلاف البدل.

٣٧٤

ـ عطف البيان لا يكون فعلا تابعا بخلاف البدل.

ـ عطف البيان ليس على نية احلاله محل متبوعه بخلاف البدل.

نحو : رأيت زيدا أخاك.

أخاك : عطف بيان أو بدل كل من كل منصوب وعلامة نصبه الألف لأنه من الاسماء الخمسة وهو مضاف والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر بالإضافة.

٣٧٥

التوكيد

التوكيد تابع لما قبله في الاعراب يؤتى به ليقرّر أمر متبوعه في النسبة والشمول.

والتوكيد نوعان :

١ ـ التوكيد المعنوي.

٢ ـ التوكيد اللفظي.

التوكيد المعنوي أيضا نوعان :

ـ الأول ما يرفع توهم مضاف إلى المؤكد وله لفظتان : النفس والعين ولا بدّ من اضافتهما إلى ضمير يطابق المؤكد.

نحو : جاء زيد نفسه أو عينه.

جاءت هند نفسها أو عينها.

نفسه أو عينه : توكيد معنوي مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره وهو مضاف والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة.

والغاية من التوكيد بالنفس والعين رفع توهم عن السامع كي لا يظنّ ـ كما في المثال السابق ـ أن الذي جاء هو خبر زيد أو رسول منه وليس زيد بدليل قوله تعالى : (جاءَ رَبُّكَ.)

٣٧٦

التقدير : جاء أمر ربك. إذ حاشا لله أن يجيء فهو موجود دائما في كل مكان وزمان.

ـ إذا كان المؤكّد بالنفس والعين مثنى أو جمعا وجب أن تجمعهما على وزن «أفعل» فتقول :

جاء الزيدان أنفسهما أو أعينهما وجاءت الهندان أنفسهما أو أعينهما.

جاء الزيدون أنفسهم وجاءت الهندات أنفسهنّ أو أعينهنّ.

أنفسهما : توكيد معنوي مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره وهو مضاف «والهاء» ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة والميم حرف عماد والألف للتثنية حرف لا محل له من الإعراب.

ـ النوع الثاني من التوكيد المعنوي ما يرفع توهم عدم ارادة الشمول والمستعمل لذلك كل وجميع وكلا وكلتا.

يؤكّد ب «كل» و «جميع» ما كان ذا أجزاء يصح وقوع بعضها موقعه.

نحو : جاء القوم كلّه أو جميعه.

جاءت القبيلة كلّها أو جميعها.

جاء الطلاب كلّهم أو جميعهم.

جاءت الطالبات كلّهنّ أو جميعهنّ.

جاء القوم : فعل وفاعل.

كله أو جميعه : توكيد معنوي مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره وهو مضاف والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة.

لو لم تؤكّد «القوم» بلفظ «كله» أو «جميعه» لظن السامع أن الذي جاء بعض القوم وليس كل القوم وذلك بدليل قوله تعالى :

(فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ.)

٣٧٧

كلهم : توكيد معنوي مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره وهو مضاف والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة والميم لجمع الذكور العقلاء حرف مبني على السكون لا محل له من الاعراب.

أجمعون : توكيد معنوي مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه ملحق بجمع المذكر السالم.

لولا التوكيد ، لظنّ السامع أن كون الساجد أكثرهم وليس كلهم. وقد أتى بلفظ «أجمعون» بعد «كلهم» لتقوية قصد الشمول.

تقول : جاءت القبيلة كلّها جمعاء

جاءت الطالبات كلّهنّ جمع.

جاء الطلاب كلّهم أجمعون.

ـ الأصل في التوكيد أن يؤكّد المعرفة لا النكرة حتى وان كانت النكرة محدودة مثل : يوم وليلة وشهر وحول (أي عام) أو غير محدودة مثل :

وقت وزمن وحين. ولكن أجاز بعضهم توكيد النكرة المحدودة وذلك لحصول الفائدة.

نحو : صمت شهرا كلّه.

كله : توكيد معنوي منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره وهو مضاف والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة.

توكيد الضمائر المتصلة توكيدا معنويا :

إذا أريد توكيد ضمير الرفع المتصل توكيدا معنويا بالنفس أو بالعين وجب أن يؤكد أولا بضمير الرفع المنفصل.

نحو : جئت أنا نفسي وجئت أنت عينك.

٣٧٨

أنا : ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع توكيد لفظي للضمير المتصل «التاء» في «جئت».

نفسي : توكيد معنوي للتاء مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على ما قبل الياء منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة وهو مضاف والياء ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة.

وتقول : قوموا أنتم أنفسكم أو أعينكم.

أنتم : ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع توكيد لفظي للواو في «قوموا».

أنفسكم أو أعينكم : توكيد معنوي للواو مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره وهو مضاف والكاف ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة والميم لجمع الذكور العقلاء حرف مبني على السكون لا محل له من الاعراب.

إذا أكّد ضمير الرفع المتصل بغير النفس أو العين جاز الفصل بضمير منفصل أو عدم الفصل.

نحو : قوموا أنتم كلكم وقوموا كلّكم.

أنتم : ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع توكيد لفظي للواو في «قوموا».

كلكم : توكيد معنوي للواو مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره وهو مضاف والكاف ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة والميم لجمع الذكور العقلاء حرف مبني على السكون لا محل له من الاعراب.

وكذلك الحال إذا كان المؤكّد ضمير نصب أو جر.

نحو : رأيتك نفسك أو عينك.

مررت بك نفسك أو عينك.

٣٧٩

نفسك : توكيد معنوي للكاف في «رأيتك» منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره وهو مضاف والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر بالإضافة.

نفسك : توكيد معنوي للكاف في «بك» مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره وهو مضاف والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر بالإضافة.

ـ إذا أكّد ضمير الرفع المستتر بالنفس أو بالعين وجب الفصل بضمير منفصل.

نحو : زيد حضر هو نفسه أو عينه.

هند حضرت هي نفسها أو عينها.

ونحو : أدرس أنت نفسك.

أنت : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع توكيد لفظي للضمير المستتر في «أدرس».

نفسك : توكيد معنوي (للضمير المستتر في أدرس) مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره وهو مضاف والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر بالإضافة.

قد تزاد الباء في «نفس» و «عين» في حالة التوكيد بهما.

نحو : جاء زيد بنفسه.

بنفسه : الباء حرف جر زائد. نفسه : توكيد معنوي مرفوع محلا مجرور لفظا.

ـ كلا وكلتا :

كلا للمذكر وكلتا للمؤنث.

يؤكّد بهما المثنى ويعربان اعرابه إذا أضيفتا إلى ضميره :

٣٨٠