قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله [ ج ٤ ]

51/362
*

أبي طالب «عليه السلام» ، فإن الله قد شاء الهداية لأبي طالب «عليه السلام» أيضا كما دلت عليه النصوص.

والآية إنما تريد تعليم النبي «صلى الله عليه وآله» : أن محبته لهداية شخص غير كافية ، بل لا بد معها من مشيئة الله سبحانه.

وأما دعوى إجماع المسلمين على نزول هذه الآية في أبي طالب «عليه السلام» ، فيكذبها : أن الأئمة «عليهم السلام» وشيعتهم ، وأكثر الزيدية ، وكثير من علماء السنة يثبتون إيمان أبي طالب «عليه السلام» ، وتآليفهم في هذا الصدد كثيرة وشهيرة ..

٦ ـ (وَلا تُسْئَلُ عَنْ أَصْحابِ الْجَحِيمِ :)

زعموا : أن قوله تعالى : (إِنَّا أَرْسَلْناكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلا تُسْئَلُ عَنْ أَصْحابِ الْجَحِيمِ)(١) .. قد نزلت في أبي طالب «عليه السلام».

ونقول :

إن سياق الآيات قبلها وبعدها يعطي أن الآية إنما نزلت في اليهود ..

وهذا كاف في رد هذه المزعمة.

وقد قال النقدي في كتابه مواهب الواهب في فضائل أبي طالب : وأما ما قيل من أن قوله تعالى : (إِنَّا أَرْسَلْناكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلا تُسْئَلُ عَنْ أَصْحابِ الْجَحِيمِ) نزلت في أبي طالب فقد قال ابن دحلان : هو ضعيف جدا كالقول بأنها نزلت في أبوي النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم فإن ذلك ضعيف أيضا ، بل قيل : إن ذلك باطل لا أصل له والآية إنما نزلت في اليهود.

__________________

(١) الآية ١١٩ من سورة البقرة.