التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة - ج ١

شمس الدين السخاوي

التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة - ج ١

المؤلف:

شمس الدين السخاوي


الموضوع : رجال الحديث
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٧٥
الجزء ١ الجزء ٢

وسبعمائة واستمر بها.

١٧٢٥ ـ شداد بن أسيد : بفتح أوله على الأشهر ، وحكي ضمه ، أبو سليمان السلمي ، الصحابي ، ذكره مسلم في الطبقة الأولى من المدنيين ، وكذا قال ابن السكن : معدود في المدنيين ، وقال البغوي : سكن البادية ، وقال أبو حاتم. وابن ماكولا : له صحبة. وروى البزاز والبغوي والبخاري في التاريخ والطبراني وابن قانع من طريق عمرو بن قيظي بن عامر بن شداد بن أسيد السلمي حدثني أبي عن جده شداد «أنه قدم على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فاشتكى ، فقال له : مالك يا شداد؟ قال : اشتكيت ، ولو شربت من ماء بطحان لبرئت ، قال فما يمنعك؟ قال : هجرتي ، قال : فاذهب فأنت مهاجر حيثما كنت». وقال أبو عمر : تفرد به زيد بن الحباب ، ووقع في رواية ابن مندة عن عمرو بن قيظي ، حدثني جدي عن أبيه ، قبله ، ووقع عند ابن قانع : عن أبيه عن جده عن شداد. زاد فيه «عن» قبل شداد وهو وهم ، وعن أبي حاتم روى عنه ابنه قيظي بن عمرو بن شداد كذا قال. ذكره شيخنا في الإصابة دون كونه في طبقات مسلم.

١٧٢٦ ـ شداد بن أوس بن ثابت : أبو يعلى ، وقيل : أبو عبد الرحمن ، الأنصاري النجاري المدني. ذكره مسلم فيهم. روى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وعنه : ابناه يعلى ومحمد ، وكعب الأحبار ومحمد بن بشير بن كعب العدوي ومحمود بن الربيع ومحمود بن لبيد وأبو أسماء الرحبي وجماعة. قال عبادة بن الصامت : هو من الذين أوتوا العلم والحلم ، مات ببغداد سنة أربعة وستين ، قيل : بالشام سنة ثمان وخمسين عن خمس وسبعين ، وقيل : سنة إحدى وأربعين. قال ابن حبان : قبره ببيت المقدس ، وقال أبو نعيم في الصحابة توفي بفلسطين أيام معاوية ، وعقبة ببيت المقدس. وذكر غيره أن أبا طلحة تصدق بماله فدفعه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لأقاربه : ابن أبي كعب وحسان بن ثابت وشداد بن أوس بن ثابت أو أبو أوس ونمط بن فايد. فتقاوموه فصار لحسان ، فباعه لمعاوية. وهو في التهذيب.

١٧٢٧ ـ شداد بن أبي بن عمرو بن حماس بن عمرو : الليثي المدني ، يروي عن أبيه ، وعنه : أبو اليمان الرحال المدني. قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته وقال الدارقطني في العلل : لا يعرف فيمن يروي «عنه» الحديث ، وأبوه معروف ، وقال الذهبي : لا يعرف هو ، ولا الراوي عنه. وهو في التهذيب.

١٧٢٨ ـ شداد بن الهاد : الليثي المدني ، يقال اسمه أسامة ، وشداد لقب له ، واسم أبيه عمرو ، وقال خليفة : بل أسامة بن عمرو بن عبد الله بن جابر بن بشر بن عتواره بن عامر بن مالك بن ليث بن بكر. روى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وعن ابن مسعود ، وعنه : ابنه عبد الله وعبد الرحمن بن عبد الله بن أبي عثمان ، وإبراهيم بن محمد بن طلحة. قال أبو داود. قد روى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وما أدري ، وجزم البخاري بصحبته وذكره ابن سعد فيمن شهد الخندق ،

٤٤١

وقال غيره : كان سلفا لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ولأبي بكر ، كان تحته سلمى ابنة عميس وهي أخت ميمونة ابنة الحارث لأمها. سكن المدينة ثم تحول إلى الكوفة. وهو في التهذيب.

١٧٢٩ ـ شرحبيل بن حسنة : كانت له دار بالمدينة وهبتها له أم حبيبة إحدى أمهات المؤمنين حتى باعوا صدرها للمهدي ، فزادها حين زاد في المسجد سنة إحدى وستين ومائة. بل هو ممن أرسله أبو بكر مع خالد بن الوليد في قتال أهل الردة ونحوهم.

١٧٣٠ ـ شرحبيل بن سعد بن أبي وقاص : يروي عن أبيه ، وعنه : أهل المدينة ، وعداده في أهلها. قاله ابن حبان في ثانية ثقاته.

١٧٣١ ـ شرحبيل بن سعد : أبو سعد الخطمي ، المدني ، مولى الأنصار ، تابعي. يروي عن زيد بن ثابت وأبي هريرة وابن عباس وأبي سعيد الخدري وجابر ، وعنه : زيد بن أبي أنيسة وابن إسحاق وفطر بن خليفة والضحاك بن عثمان ويحيى بن سعيد الأنصاري وعاصم الأحول وموسى بن عقبة وابن أبي ذئب ، وقال : كان متهما وعبد الله بن الغسيل ومالك ، بل قيل إنه لم يرو عنه شيئا وقيل إنه كنى عن اسمه ، وهو الذي يروي عنه يزيد بن عبد الله الهلالي. قال ابن عيينة : إنه كان يفتي ولم يكن أحد أعلم بالمغازي منه ، ثم احتاج فكأنهم اتهموه ، وكانوا يخافون إذا جاء إلى الرجل يطلب منه فلم يعطه أن يقول له : لم يشهد أبوك بدرا. رواه ابن المديني عن ابن عيينة ولفظه عن العقيلي : لم يكن بالمدينة أحد أعلم بالتدريس مه ، وأصابته حاجة فكانوا يخافون إذا جاء الرجل يطلب منه شيئا فلم يعطه ، أن يقول : لم يشهد أبوه بدرا ، وضعفه أبو حاتم وقال الدارقطني : يعتبر به ، وقال ابن عدي : هو إلى الضعف أقرب ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وخرج له أبو داود والترمذي وابن ماجة. وهو في التهذيب وضعفاء العقيلي ، وأورد أن رجلا جاء إلى القاسم بن محمد فقال : أخبرني عن طرائف العلم ، فقال : عليكم بشرحبيل وأصحابه. مات سنة ثلاث وعشرين ومائة.

١٧٣٢ ـ شرحبيل بن سعيد بن سعد بن عبادة : الأنصاري الخزرجي من أهل المدينة ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين وقال ابن سعد : أبو سعيد يروي عن أبيه عن جده ، وعنه : ابنه عمرو وعبد الله بن محمد بن عقيل. ذكره ابن حبان في الثانية والثالثة معا. وهو في التهذيب.

١٧٣٣ ـ شريك بن سحماء : المذكور في الصحيحين من حديث ابن عباس أن هلال بن أمية قذف امرأة شريك بن سحماء وهي أمه ، واسم أبيه عبد بن مغيث بن الجد بن عجلان البلوي العجلاني. قيل إن أبا بكر أرسله إلى خالد بن الوليد وهو باليمامة ، بل قيل : إنه شهد مع أبيه أحدا ، وهو في الإصابة مطولا.

٤٤٢

١٧٣٤ ـ شريك بن أبي نمر : وهو ابن عبد الله بن أبي نمر ، ابو عبد الله ، القرشي المدني من أهلها. ذكره مسلم في رابعة تابعي المدنيين ، وهو ممن شهد جده بدرا ، ولكن قد ذكره ابن سعد في مسلمة الفتح ، يروي عن : أنس وسعيد بن المسيب وكريب وعطاء بن يسار وغيرهم. وعنه : مالك وسليمان بن بلال والدراوردي وإسماعيل بن جعفر وغيرهم. وخرج له الشيخان. وقال ابن معين والنسائي وابن الجارود : ليس به بأس ، وفي رواية عنهم : ليس بالقوي ، ووثقه أبو داود والعجلي ، وابن حبان وقال : ربما أخطأ ، انتهى. وكان يحيى بن سعيد : لا يحدث عنه ، وقال الساجي : كان يرى القدر. وهو راوي حديث المعراج ، وانفرد فيه بألفاظ غريبة بحيث بالغ ابن حزم فاتهمه بالوضع. ورد عليه بتخريج الشيخين له ، ورواية سعيد المقبري عنه في البخاري ، وهي من رواية الأكابر عن الأصاغر ، وبالجملة : فغيره أوثق منه. ويقال إنه صحب أبا حنيفة وأخذ عنه ، وكان يقول : إنه كبير العقل. مات بعد الأربعين ومائة ، وقال ابن عبد البر : سنة أربعين.

١٧٣٥ ـ شعبان بن حسين بن الناصر محمد بن قلاوون : الأشرف الصالحي النجمي ، صاحب الديار المصرية والشامية وغيرها من البلاد الإسلامية وليها بعد خلع ابن عمه المنصور محمد بن المظفر حاجي بن الناصر في شعبان سنة أربع وستين وسبعمائة ، وولي لصغره تدبير الدولة يلبغا الخاسكي إلى ربيع الآخر سنة ثمان وستين لثوران مماليكه عليه ، وانتموا إلى الأشرف ، وتمكن الأشرف إلى أن خلع وهو غائب فإنه توجه للحج في ذي القعدة سنة ثمان وسبعين وسبعمائة بولده علي الملقب بالمنصور ، كان ثار عليه جماعة وهو بالعقبة فعاد إلى القاهرة ، فوجد الأمر كذلك ، فاختفى بها إلى أن قبض عليه ، وآل أمره إلى أن خنق في هذا الشهر. وكان قد فعل بالحرمين مآثر حسنة ، فقرر دروسا في المذاهب الأربعة ودرسا في الحديث وتصادير وقراء ومؤذنين وغيره ، ومكتبا للأيتام بإشارة كبير دولته يلبغا المشار إليه. ذكره الفاسي مطولا ، وأحكم القبة التي على الضريح النبوي في سنة خمس وستين وسبعمائة ، وجددت في أيامه سنة سبع وستين للمسجد شرفات.

١٧٣٦ ـ شعبة بن دينار : أبو عبد الله أو أبو يحيى ، الهاشمي المدني ، مولى ابن عباس. ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين ، وهو يروي عن : مولاه ، وعنه : ابن أبي ذئب وبكير بن الأشج وداود بن الحصين وغيرهم. قال أحمد : ما أرى به بأسا وقال ابن معين : ليس به بأس ، هو أحب إليّ من صالح مولى التوأمة. كان مالك يقول فيه : ليس من القراء ، وعن ابن معين أيضا : لا يكتب حديثه ، وعن مالك : ليس بثقة ، وقال البخاري : تكلم فيه مالك ويحتمل منه يعني من شعبة كما قاله أبو الحسن بن القطان وليس هو ممن يترك حديثه ، قال : ومالك لم يضعفه وإنما شح عليه بلفظ «ثقة». قال شيخنا : وهذا التأويل غير سائغ بل لفظة «ليس بثقة» في الاصطلاح توجب الضعف الشديد ، وقد قال ابن حبان : روى عن ابن عباس ما لا أصل له حى كأنه ابن عباس آخر ، انتهى. وعن

٤٤٣

الجوزجاني والنسائي وأبي حاتم : ليس بقوي ، وقال ابن سعد : لا يحتج به ، وقال أبو زرعة والساجي : ضعيف ، وقال ابن عدي : أرجو أنه لا بأس به ، وقال العجلي : جائز الحديث.

١٧٣٧ ـ شعبة بن عبد الرحمن : المدني ، يروي عن سعيد بن المسيب ، وعنه : سعيد بن أبي أيوب والليث. قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته.

١٧٣٨ ـ شعيب بن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق : التيمي المدني أخو محمد الآتي ، أبوهما. يروي عن أبيه والقاسم بن محمد ، وعنه : معين بن عيسى أبو مصعب الزهري. قال ابن معين : لا أعرفه ، وقال أبو حاتم : لا أعرفه ، وقال الضياء : هو الذي قال فيه الدارقطني : متروك ، وذكره ابن حبان في الثقات وهو في الميزان.

١٧٣٩ ـ شفي الهذلي : والد النضر ، قال ابن عبد البر : يعد في أهل المدينة وذكره بعضهم في الصحابة ، ولا يصح انتهى. قال شيخنا : لكونه صحابيا ، أورده في الإصابة.

١٧٤٠ ـ شفيع الطواشي : شمس الدين الكرموني ، أحد الخدام ، كان من أحسنهم شكالة وطولا وأعدلهم بنية ومن أقدرهم على مخالطة الناس ، وله صولة عظيمة في المسجد على من يرى منه أدنى مخالفة خصوصا من يراه يخالط أهل الشر. وكان قد بنى هو والشيخ عطاء الله نصر دارين عظيمتين غرما عليهما مالا عظيما وتعبا فيهما تعبا كبيرا فلم يسكنا فيهما ولم يتمتعا بهما حتى ماتا. قاله ابن فرحون ، وقال : إنه كان عظيم الموالاة والخدمة للشيخ محمد القصبتاني كما سيأتي ، وله ذكر أيضا : في محمد السبتي. وأثنى عليه ابن صالح ، وذكره المجد فقال : كان خادما شكلا طوالا أعظم أبناء جلدته هيبة وصيالا يسطو على كل من رأى منه أدنى مخالفة ، ويبطش ببأسه من خالط أحدا من المبتدعة وآلفه. كان قد بنى دارا رقيقة رفيعة جليلة ، وغرم عليها أموالا جزيلة ، فلما بناها وسواها انتقل إلى الآخرة قبل سكناها.

١٧٤١ ـ شقران : مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال البخاري وابن أبي داود وغيرهما : أنه لقب ، وقيل : اسمه صالح بن عدي ذكره مسلم في المدنيين. روى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وعنه : عبيد الله بن أبي رافع ويحيى بن عمارة المزني وأبو جعفر محمد بن علي ، قال مصعب الزبيري : كان عبدا حبشيا لعبد الرحمن بن عوف ، فوهبه لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقيل : اشتراه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأعتقه ، وقال عبد الله الخريبي وغيره : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قد ورثه من أبيه ، فأعتقه يوم بدر ، وبه جزم ابن قتيبة وغيره. وقال أبو معشر المدني : إنه شهد بدرا وهو عبد ، فلم يسهم له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقال أبو حاتم يقال إنه كان على الأسارى يوم بدر ، وقال أبو القاسم البغوي : إنه سكن المدينة. قال خليفة : لا أدري دخل البصرة أو أين مات؟ ، وهو في التهذيب.

٤٤٤

١٧٤٢ ـ شكر بن أبي الفتوح الحسن بن جعفر بن محمد بن الحسن بن محمد بن موسى بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب : أبو هاشم ، الحسني ، أمير مكة ، وليها بعد أبيه ، وجرت له مع أهل المدينة حروب. ملك في بعضها المدينة الشريفة وجمع له بين الحرمين ، ومات في رمضان سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة ، ومن نظمه :

وصلتني الهموم وصل هواك

وجفاني الرقاد مثل جفاك

وحكى لي الرسول أنك غضبى

يا كفى الله شر ما هو حاكي

أنشدهما الباخرزي في «الدمية» والعماد الكاتب في «الخريدة» ، وكان أبو جعفر محمد بن أبي هاشم الحسني أمير مكة : صهره على ابنته. ذكره الفاسي بأطول.

١٧٤٣ ـ شمكل : من أهل السوايفة ، كان من الكبار المعتبرين وخلف أولادا أكبرهم منصور الآتي. ذكره ابن صالح.

١٧٤٤ ـ شماس (واسمه عثمان) بن الشريد بن سويد بن هرمي بن عامر بن مخزوم : القرشي المخزومي ، وشماس : لقبه لأنه من الشمامسة. هاجر إلى الحبشة وشهد بدرا وأحدا وأبلى فيهما بلاء حسنا ، وبالغ في الذب عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بحيث رمى بنفسه دونه حين غشي عليه حتى ارتث ، فحمل وبه رمق إلى المدينة ، فمات بعد يوم وليلة إلا أنه لم يأكل ولم يشرب ، فأمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن يرد إلى أحد ، فدفن هناك في ثيابه ، ولم يغسل ، ولم يصل عليه وله أربع وثلاثون. والقول بأن اسمه عثمان وشماس لقبه قاله ابن إسحاق ، وأما ابن هشام فقال : شماس بن عثمان ، وقاله الزبير بن بكار ، ونسبه إلى ابن هشام وغيره.

١٧٤٥ ـ شمعون : وقيل إنه بالمهملة أوله ، وقيل بإعجام ثالثته أيضا. قال ابن يونس : وهو أصح عندي ، ابن زيد بن خنافة ، أبو ريحانة الأزدي ، حليف الأنصار. ويقال له مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، له صحبة ، وشهد فتح دمشق ، وكان يرابط بعسقلان ، ويقال : إنه والد ريحانة ، سرية النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقيل اسمه عبد الله بن النضر ، والأول أصح ، وهو حليف حضرموت ، وقال ابن عبد البر : كان من بني قريظة ، انتهى. وهو بكنيته أشهر ، روى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وعنه : أبو الحصين الهيثم بن شفي الحجري ومجاهد بن شهر بن حوشب وغيرهم ، وقال ابن البرقي : كان يسكن بيت المقدس ، وذكره ابن يونس فيمن قدم مصر ، وقال ضمرة بن ربيعة عن عروة الأعمى ، مولى سعد بن أمية أبو ريحانة ركب البحر ، وكان يخيط فيه بإبرة فسقطت إبرته فيه ، فقال : «عزمت عليك يا رب ألا رددت عليّ إبرتي فظهرت حتى أخذها». قال : واشتد عليهم البحر ذات يوم وهاج ، قال : اسكن أيها البحر فإنما أنت عبد مثلي ، قال : فسكن حتى صار كالزيت.

٤٤٥

١٧٤٦ ـ شند الأسود : أحد خدام الطواشية بالمدينة ، ومن جملة بوابي الحجرة بل خازندار نائب الحرم أصيب في الحريق الكائن بالمدينة في رمضان سنة ست وثمانين وثمانمائة.

١٦٤٧ ـ شوذب المدني : مولى زيد ثابت ، عن زيد ، وعنه قدامة بن موسى. قاله ابن حبان في ثانية ثقاته.

١٧٤٨ ـ شيبة بن نصاح بن سرجس بن يعقوب القاري : من أهل المدينة وأبوه كما سيأتي مولى أم المؤمنين أم سلمة ، وأحد مشيخة نافع في القراءات. ذكر بعض القراء : أنه تلا على أبي هريرة ، وابن عباس ، واستبعد الذهبي ذلك وقال : لا يعلم له رواية حديث عن أبي هريرة ولا عن ابن عباس ، ولو أخذ القرآن عنهما لكان بالأولى أن يسمع منهما لكن قد مسحت أم سلمة برأسه ودعت له ، ويقال إنه سمع منها ، وكذا أدرك عائشة ، وأخذ القراءة عرضا عن عبد الله بن أبي ربيعة كما قاله الداني ، وروى عن : أبيه. قال ابن حبان : ولا نعلم من روى عنه غيره. وروى عن : خالد بن مغيث والقاسم بن محمد وأبي بكر بن عبد الرحمن وأبي جعفر الباقر وسعيد بن المسيب ، روى عنه جريج وابن إسحاق وإسماعيل بن جعفر ويحيى بن محمد بن قيس وأبو ضمرة أنس بن عياض ، وآخرون منهم : ابن أبي الموالي. وقال قالون : كان نافع أكثر اتباعا لشيبة مني لأبي جعفر. وقد خرج له النسائي حديثا واحدا ، ووثقه. وذكر في التهذيب ، وقال العجلي : إنه أسن من نافع ، وعدد الآي لأهل المدينة عن شيبة ولأهل البصرة : عن عاصم ولأهل الكوفة عن علي ، وقال ابن حبان روى عنه أهل المدينة ، وكان قاضيا بها إمام أهلها في القراءات. مات سنة ثلاثين ومائة في ولاية مروان بن محمد.

١٧٤٩ ـ شيبة الكاتب : يروي عن المدنيين وعمر بن عبد العزيز ، وعنه أياس بن دغفل. قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته.

١٧٥٠ ـ شيحة بن هاشم بن قاسم بن مهنا الأعرج بن حسين بن مهنا الأكبر : أبو عيسى ، الحسيني والد جماز الماضي مع سياق نسبه ، وله من الولد : عيسى ، المكنى به ومنيف وهما أميران وهاشم وبرجس ومحمد وسالم. ثم إنه ولد لعيسى ، وهو جد العباسي مشهر ومخدم وحسن وحسين وتوبة وشداد ومنصور وماجد وقاسم وغيرهم. ولمنيف : حسين المكنى به وأبو هاشم مالك أمير ومنيف باسمه وقاسم وحديثه ، ولهاشم : حجي وعمير وهو جل ولبرجس : إدريس ، ولمحمد : أبو كليب وخليفة وأبو مغامس ، ولسالم أبي رديني :

٤٤٦

سالم باسمه وماجد ، ثم أن لماجد : سالم ، وجمع هذا هنا للفائدة ، وأكثرهم لم يترجم. وشيحة صاحب الترجمة ممن ولي إمرة المدينة ، انتزعها من الجمامزة في سنة أربع وعشرين وستمائة ، وطريق وصوله إليها : أن صاحب المدينة ـ المتولي لها في أيام المستظيء بالله بن المستنجد بالله العباسي ـ هو الأمير عز الدين أبو فليته قاسم جده ، ثم ابنه جماز جد الجمامزة ، ثم ابنه قاسم بن جماز إلى أن قتله بنو لام ، وكان صاحب الترجمة نازلا في عزبة قريبا منه ، فلما بلغه قتله : توجه مسرعا إلى المدينة ، حتى دخلها وملكها وذلك في السنة المذكورة ولم يتمكن الجمامزة من نزعها منه. ولا من ذريته إلى الآن. وأقام شيحة في الولاية مدة طويلة ، وكان يستنيب في غيبته ابنه عيسى المكنى به ، وقدر أنه توجه إلى العراق فظفر به بنو لام أيضا ، فقتلوه ، فطمع الجمامزة في المدينة مع كون عيسى بها ، وجاء منهم جماعة على حين غفلة للاستيلاء عليها ففطن بهم عيسى ، فقبض عليهم ، ويقال إنه قتلهم فالله أعلم. ذكره ابن فرحون ، وتعقبه الفاسي بأن الذي في ذيل المنتظم لابن البزوري : أن عمر بن قاسم بن جماز انضم إليه في صفر سنة تسع وثلاثين جمع عديد ، وأخرجوا شيحة من المدينة ، ولم يزل هاربا حتى تحصن في بعض التلال أو الجبال. ثم عاد لإمرة المدينة ولم أدر متى كان عوده؟. وتوفي سنة سبع وأربعين وستمائة كما ذكره ابن البزوري في تاريخه قتلا من بني لام وقال الفاسي : إنه وجد في تاريخ بعض المصريين ، أن الملك الكامل صاحب مصر أمره أن يكون مع العسكر الذي جهزة لملكه ، لإخراج راجح بن قتادة الحسني وعسكر المنصور صاحب اليمن في سنة تسع وعشرين وستمائة. وذكر أيضا أنه وصل إلى مكة في ألف فارس ، جهزهم الصالح بن الكامل صاحب مصر في سنة سبع وثلاثين وستمائة ، وأخذها من نواب صاحب اليمن ولزمهم شيحة ونهبهم ولم يقتل مهم أحد ، ولزم وزير ابن التعزي ، ثم خرجوا منها لما سمعوا بوصول العسكر الذي جهزه صاحب اليمن مع راجح بن قتادة وابن النصيري. لا أدري : هل كان شيحة في سنة تسع وثلاثين أميرا على مكة مع العسكر أو مؤزرا لهم فقط؟ وكانت ولايته للمدينة بعد قتل قاسم بن جماز بن مهنا الحسيني جد الجمامزة وقال المجد : ولي الأمير شيحة المدينة سنة أربع وعشرين وستمائة ، انتزعها من الجمامزة ببأسه وسطوته ، وحده وشوكته ، وذلك أن الأمير قاسم بن مهنا كان منفردا بولاية المدينة من غير مشارك ولا منازع. فلما توفي تولى مكانه أكبر أولاده جماز جد الجمامزة ، واستمر في ولايته إلى أن توفي ثم استقر في موضعه ولده قاسم بن جماز بن مهنا ، واستقر فيه إلى أن قتله بنو لام ، وركبوا من قبله صهوة الملام ، وكان الأمير شيحة نازلا في عزبة قريبا منه ، فلما بلغه قتل قاسم أمهر من مجتبي شأنه المباسم ، فركب سيل الفرصة وسلكها ، ولم يزل مسرعا حتى دخل المدينة وملكها وذلك في سنة أربع وعشرين وستمائة. فاستقر فيها استقرار المعان الشامخ الأعيان ، ولم يتمكن من نزعها منه ومن ذريته إلى الآن ، وأقام الأمير شيحة في ولايته مدة طويلة وبرهة

٤٤٧

من الزمان حفيلة ، وكان من عادته إذا غاب : أن يستنيب ولده عيسى في المدينة ، وكان مجتباه وحبه وعلى الملك أمينه ، فقدر أن شيحة سافر إلى العراق ، وصفا لأعاديه من بني لام الوقت وراق ، وعارضوه في الطريق وختلوه ، فظفروا به في بعض الأماكن وقتلوه.

١٧٥١ ـ شيخ : المؤيد ، صاحب مصر ، أرسل منبرا سنة اثنتين وعشرين وثمانمائة صنع بالشام ، ليكون لمدرسته بالقاهرة فوجد قد عمل لها غيره ، فجهزه للمدينة وأزيل منبر الظاهر برقوق.

١٧٥٢ ـ شيركوه بن شادي بن مروان : الملك أسد الدين ، أخو النجم أيوب أبي الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب وأخوته ، فهو عم الصلاح يوسف. مات صاحب الترجمة أولا ، فدفن في بيت بالدار السلطانية ، ثم مات أخوه في ليلة الثلاثاء سابع عشر ذي الحجة سنة ثمان وستين وخمسمائة ، فدفن بجانبه ثم نقلا بعد مرة إلى المدينة النبوية ، فدفنا في دار قبالة الشباك من المسجد النبوي شرقي حجرته الشريفة. قبالة رجلي ضجيعية رضي‌الله‌عنهما إلى جانب الوزير جمال الدين الجواد الأصبهاني في دار شريت لهما في سنة ست وسبعين وخمسمائة رحمهما‌الله ، ومن قال : إنهما دفنا بالبقيع كالذهبي فقد وهم.

حرف الصاد المهملة

١٧٥٣ ـ صلح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف : وأبو عمران ، الزهري القرشي ، المدني ، أخو سعيد وأمه كلثوم ابنة سعد بن أبي وقاص ، تابعي ، وثقه العجلي وغيره. روى عن : أبيه وأخيه سعد وأنس : قال ابن حبان روى عن أنس أن كان سمع منه ومحمود بن لبيد الأشهلي والأعرج ، وعنه : ابناه سالم وصالح ، وعمرو بن دينار والزهري وهما أكبر منه ، وابن إسحاق ويوسف بن الماجشون وغيرهم. وخرج له الشيخان : مات وعلى المدينة إبراهيم بن هشام بن إسماعيل المخزومي وقال ابن قانع : مات سعد سنة سبع وعشرين ومائة. ومات أخوه صالح قبله ، وقال حسن بن زيد بن حسن بن علي : كان أفضل الناس. وذكر الزبير بن بكار في ترجمة جده عبد الرحمن قصة فيها : أنه كان كثير الصلاة بالليل والنهار ، وكان منقطعا في ماله له ، وذكر عنه فضلا كثيرا وهو في التهذيب ، وثانية ثقات ابن حبان وثالثتها.

١٧٥٤ ـ صالح بن إبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيد الله : التيمي القرشي من أهل المدينة. يروي عن أبيه عن سعد بن أبي وقاص ، وعنه : طلحة بن صبيح. ذكره ابن حبان في ثالثة ثقاته ، وقال يحيى : ليس بشيء. قاله في الميزان ، وما قيل من أن يحيى لم يقله إلا في صالح بن موسى مردود فقد قاله في كل منهما ، أفاده شيخنا.

٤٤٨

١٧٥٥ ـ صالح بن إسماعيل بن إبراهيم الكناني : قال فيه ابن فرحون : إنه كان كاسمه وممن شهد له بالصلاح أيضا ، أبو عبد الله القصري كما سيأتي في ولده الشمس محمد. قال ابن فرحون : وكان صانعا مبيضا متقانا ناصحا يشتغل بالتبييض في الحرم الشريف ، وذكر ولده : أنه حج ثماني عشرة حجة وأنه اعتق نحو ثلاثين مملوكا وأنه سأل الله يوما أن يرزقه ولدا صالحا قارئا لكتاب الله ، ثم تزوج. فرزق ولديه ورزق فوق ما سأله في محمد ، ومات في سنة سبع وسبعمائة. وقد قارب السبعين رحمه‌الله وإيانا.

١٧٥٦ ـ صالح بن أبي أمامة : واسمه عبد الرحمن ، عداده في أهل المدينة. يروي عن أنس ، وعنه : ابن إسحاق. قاله ابن حبان في ثانية ثقاته.

١٧٥٧ ـ صالح بن جميلة المديني الزيات : روى عن بشير بن سعيد عن أخيه عن أبيه عن أبي هريرة ـ رفعه ـ «ما جاء عن الله فهو حق ، وما جاء مني فهو سنة وما جاء من أصحابي فهو سعة». قال ابن عدي : حدثنا به ابن ناجية حدثنا صالح به ، وصالح ليس بالمعروف. ذكر ذلك في ترجمة الحسن بن علي العدوي ، وذكره الذهبي في الميزان. والظاهر أن «المديني» نسبه إلى المدينة وأن بشيرا هو ابن سعيد المقبري وأخوه هو ...

١٧٥٨ ـ صالح بن حبيب بن صالح السواق المديني : يروي عن أبيه ، وعنه : إسماعيل بن أبي أويس وهارون بن عبد الله الحمال ومحمد بن عوف الطائي ، وهم مدنيون ، وأبوه يروي عن جناح. قاله أبو حاتم : وهو وأبوه جناح مجهولون ، وأعاد بعض ذلك في صالح بن حسين بن صالح السواق ، وتبعه الذهبي في الميزان ويشبه أن يكون محرفا.

١٧٥٩ ـ صالح بن حديثة : من آل فضل ، استنجد به طفيل أمير المدينة في نصرته سنة تسع وعشرين وسبعمائة.

١٧٦٠ ـ صالح بن حسان : أبو الحرث الأنصاري : النضري من أهلها ، ونزل العراق. يروي عن : سعيد بن المسيب وأبي سلمة وعروة ومحمد بن كعب وغيرهم ، وعنه : أبو حمزة وأبو عاصم والهيثم بن عدي وأبو داود الحفري وبكير بن الأشج ويزيد بن أبي حبيب ، وكان شريفا نبيلا لكنه كان صاحب قيان وسماع ، ولذا ضعف ، فقال أبو حاتم : ضعيف الحديث ، وقال البخاري : منكر الحديث ، وقال ابن معين : ليس حديثه بشيء. وقيل إنه بقي إلى خلافة المهدي ، خرج له الترمذي وابن ماجة ، وهو في التهذيب والضعفاء لابن حبان ، وقال : روى عنه أهل المدينة. يروي الموضوعات عن الإثبات.

١٧٦١ ـ صالح بن أبي حسان المدني : يروي عن : عبد الله بن حنظلة الغسيل وسعيد بن المسيب وأبي سلمة ، وعنه : خالد بن أياس وبكير بن الأشج وابن أبي ذئب وغيرهم ، وثقه البخاري ، وقال النسائي : مجهول ، ومرة : ثقة مستقيم الحديث. أبو حاتم :

٤٤٩

ضعيف الحديث ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وخرج له الترمذي والنسائي ، وجرى ذكره في مقدمة مسلم وذكر في التهذيب. مات بعد سنة خمسين ومائة.

١٧٦٢ ـ صالح بن حصين بن صالح المدني : يروي عن أبيه : وعنه : إسماعيل بن أبي أويس. قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته. وذكره الذهبي في الميزان. وسمي والده حسينا لا حصين وأحدهما بتصحيف. بل أجوز أن يكون هو ابن حبيب الماضي قريبا.

١٧٦٣ ـ صالح بن حبيب : أبو موسى المدني ، سكن الشام يروي عن رجل من الصحابة ، وعنه : لقمان بن عامر. قاله ابن حبان في ثانية ثقاته.

١٧٦٤ ـ صالح بن خوّات بن جبير بن النعمان الأنصاري المدني : يروي عن أبيه وخاله عمر وسهل بن أبي حثمة ، وعنه : ابنه خوات والقاسم ويزيد بن رومان وعامر بن عبد الله بن الزبير. وثقه النسائي ثم ابن حبان ، وقال ابن سعد : قليل الحديث ، وخرج له الستة حديث صلاة الخوف وذكر في التهذيب.

١٧٦٥ ـ صالح بن خوّات بن صالح بن خوّات بن جبير : الأنصاري المدني من أهلها ، حفيد الذي قبله. يروي عن أبيه وشعبة مولى ابن عباس وأبي طوالة ويزيد بن رومان ، وعنه : ابن المبارك وفضيل بن سليمان والواقدي. روى له البخاري في كتاب الأدب ، ووثقه ابن حبان ، وهو في التهذيب وقال الذهبي : ما علمت به بأسا.

١٧٦٦ ـ صالح بن دينار التمار : المدني مولى الأنصار ووالد داود ، ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين. يروي عن أبي سعيد الخدري ، وعنه : ابنه. قاله ابن حبان في ثانية ثقاته ، ووثقه النسائي أيضا ، وهو في التهذيب.

١٧٦٧ ـ صالح بن ذكوان : ابن أبي صالح يأتي قريبا.

١٧٦٨ ـ صالح بن ربيعة بن الهدير : القرشي التيمي. المدني أخو عثمان الآتي. ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين وهو يروي عن عائشة ، وعنه : هشام بن عروة. قاله ابن حبان في ثانية ثقاته ، وهو في التهذيب.

١٧٦٩ ـ صالح بن سعيد : حجازي صدوق ، يروي عن المدنيين وعمر بن عبد العزيز ونافع بن جبير بن مطعم وسليمان بن يسار ، وعنه : سعيد بن السائب الطائفي ، وابن جريج. وعبيد الله بن عبد الله بن وهب. وثقه ابن حبان وخرج له النسائي وهو في التهذيب.

١٧٧٠ ـ صالح بن أبي صالح ذكوان : أبو عبد الرحمن ، المدني السمان مولى جويرية ابنة الأحمس الغطفاني أخو سهيل وعبادة. سمع أباه وموتهما متقارب وأنسا. وعنه :

٤٥٠

هشام بن عروة وبكير بن الأشج وعبد الله بن سعيد بن أبي هند وابن أبي ذئب. وثقه ابن معين ، والبزار وابن حبان ، وخرج له مسلم وغيره ، وهو مقل. استغرب الترمذي حديثه ، وحسنه. ذكر في التهذيب.

١٧٧١ ـ صالح بن أبي صالح : نبهان ، مولى التوأمة ، هو ابن نبهان ، يأتي.

١٧٧٢ ـ صالح بن عبد الله بن صالح العامري : مولاهم المدني ، عن يعقوب بن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير ، وعنه : إبراهيم بن المنذر الحزامي قال البخاري فيما نقله ابن عدي : منكر الحديث ، وهو مذكور في التهذيب.

١٧٧٣ ـ صالح بن عبد الله بن عروة بن الزبير بن العوام : ممن قتل بالمدينة سنة ثلاثين في جماعة من بني أسد بن عبد العزي ، على يد الخارجي أبي حمزة المختار.

١٧٧٤ ـ صالح بن عبد الله بن أبي فروة : أبو عروة وأبو عفراء ، القرشي ، الأموي ، مولى عثمان من أهل المدينة وأخو عبد الأعلى وعبد الكريم وعمار وإسحاق ، يروي عن عامر بن سعد بن أبي وقاص ، وعنه : الزهري. قال ابن معين : هو وإخوته إلا إسحاق ثقات ، ووثقه ابن حبان وقال : مات سنة أربع وعشرين ومائة ، وقال أبو جعفر الطبري في تهذيبه : ليس بمعروف في أهل النقل عندهم ، وهو في التهذيب.

١٧٧٥ ـ صالح بن عبد الرحمن بن المسور المدني : عن عائشة ابنة سعد ، وعنه مزاحم بن زفر. قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته.

١٧٧٦ ـ صالح بن عبد الرحمن : في ابن أبي أمامة.

١٧٧٧ ـ صالح بن علي : قتل عبد الواحد بن سليمان الآتي في سنة اثنتين وثلاثين ومائة.

١٧٧٨ ـ صالح بن عمر الحاجاني المغربي المالكي : قال ابن فرحون : إنه كان من إخواننا وأصحابنا القدماء ممن توسط حاله بين التصرف في أمور الدنيا والآخرة ، وكان سعيه في معيشته بتعفف وديانة ، من أحسن الناس خلقا وأرعاهم صحبة ، كثير التلاوة. توفي عن عقب صالحين ، منهم : عبد الرحمن وعمر ، في طريق مكة محرما بالحج في المفازة التي بين بدر ورابغ سنة أربع وأربعين وسبعمائة.

١٧٧٩ ـ صالح بن قدامة بن عبد الله بن إبراهيم بن محمد بن حاطب : الجمحي القرشي المدني ، أخو عبد الملك ، صدوق. وثقه ابن حبان ، وقال : النسائي : ليس به بأس ، وقال الأزدي : فيه لين ، انتهى. والأزدي : لا عبرة بقوله إذا انفرد ، وهو في التهذيب. روى عن أبيه وعبد الله بن دينار ، وعنه : يعقوب بن محمد الزهري وأبو بكر الحميدي وإسحاق بن راهويه وابن كاسب ونعيم بن حماد وأبو مصعب.

٤٥١

١٧٨٠ ـ صالح بن كيسان : أبو محمد وأبو الحارث ، المدني من أهلها ، المؤدب ، مولى بني غفار أو ذوس. ذكره مسلم في رابعة تابعي المدنيين ، وقد أدب أولاد عمر بن عبد العزيز زمان إمرته على المدينة. تابعي رأى ابن عمر وسمع منه كما لابن معين ، وقول ابن حبان : ما أرى ذلك بمحفوظ فيه نظر ، وسمع عروة وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة ونافع بن جبير وسالم ونافع ونافعا مولى أبي قتادة والأعرج والزهري وطائفة ، وعنه : ابن جريح ، ومعمر وعمرو بن دينار وحماد بن زيد وأنس بن عياض ومالك بن أنس وسليمان بن بلال وإبراهيم بن سعد وابن عيينة وخلق ، وكان أسن من الزهري بل كان مؤدبه بحيث كان يقول له إذا رد عليه : تكلمني! وأنا أقمت أود لسانك ، وعن بعضهم : أنه لقن من الزهري العلم وهو ابن التسعين. مات بعد الأربعين ومائة ، ويقال : إنه عاش مائة سنة ، وإنما طلب العلم كهلا قال فيه الإمام أحمد : بخ بخ ، وقال مصعب الزبيري : كان جامعا بين الفقه والحديث والمروءة ، وتبعه ابن حبان فقال : كان من فقهاء أهل المدينة والجماعين للحديث والفقه من ذوي الهيئة والمروءة. روى عنه أهل المدينة. قلت : ودل عمرو بن دينار سفيان بن عيينة وغيره من أصحابه المكيين على السماع من صالح هذا حين قدمها عليهم. كما وقعت الإشارة لذلك في الحج من صحيح البخاري. هذا بعد أن لقي عمرو صالحا وأخذ عنه مع كون عمرو أقدم منه ، فكان فيه دلالة على استجاب الإعلام بما يؤخذ عنه كما بيناه في علوم الحديث ، وقال يعقوب بن شيبة : ثقة ، ثبت. وهو في التهذيب ، وثالث الإصابة.

١٧٨١ ـ صالح بن محمد بن زائدة : أبو واقد الليثي ، المدني من أهلها. ذكره مسلم في رابعة تابعي المدنيين ، وهو يروي عن : أنس وأبي أروى الدوسي وسعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن وعمر بن عبد العزيز وسالم وابن سعد بن أبي وقاص وجماعة ، وعنه : أبو إسحاق الفزاري وسعيد بن عبد الرحمن الجمحي وعبد الله بن دينار مع تقدمه ووهيب بن خالد وحاتم بن إسماعيل والدراوردي. قال النسائي والعجلي : ليس بالقوي ، وقال ابن معين : ضعيف ، وقال البخاري : منكر الحديث. تركه سليمان بن حرب ، وقال أحمد : ما أرى به بأسا. وخرج له أبو داود والترمذي وابن ماجة. وذكر في التهذيب وثقات العجلي وضعفاء العقيلي وابن حبان. قيل مات سنة خمس وأربعين ومائة.

١٧٨٢ ـ صالح بن محمد بن موسى بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن علي بن عبد الجبار بن تميم بن هرمة بن حاتم بن قصي بن يوسف بن يوشع : المجد ، أبو محمد الحسني ، المغربي ، الزواوي الأصل. ثم القاهري المالكي. ولد في أول عشر السبعين وسبعمائة ، وحج ، وجاور بالمدينة مدة ، وسمع بها من الزين أبي بكر المراغي ورقية ابنة يحيى بن مزروع ، ثم قدم القاهرة ، وسكن تربة الظاهر بالصحراء ، وسمع بها من الشرف

٤٥٢

ابن الكويك والنور القوي وأبي هريرة بن النقاش والشمس محمد بن قاسم السيوطي والجمال عبد الله بن علي الكناني وغيرهم. ولبس الخرقة من الزين أبي بكر السطي وجماعة ، وينزل في المحدثين بالمؤيدية ورتب له في الجوالي ، وحسن ظن كثيرين فيه ودخل في وصايا كثيرة ، ولم يسمع عنه فيها إلا الخير ، وكان يصل إليه بره من سلطان المغرب كل سنة وحصلت له جذبة. وكان ذاكرا لكثير من الفقه ملازما لحضور مجالس العلم شهما يقوم في الحق عند الظلمة ولا يبالي بهم ، أجاز لجماعة ، وكان من أخصاء شيخنا الزين رضوان المستملي ، أثنى عليه شيخنا في أنبائه ، وغيره. مات في يوم الثلاثاء سادس عشرة رجب سنة تسع وثلاثين وثمانمائة بالقاهرة ، ودفن من الغد بجوار الزين العراقي من الصحراء خارج باب البرقية من القاهرة. رحمه‌الله ونفعنا به.

١٧٨٣ ـ صالح بن مسعود بن محمد : التقي ابن الشيخ سعد الدين العتمي الشافعي المؤدب بالمدينة سمع في سنة سبع وستين وسبعمائة على البدر بن فرحون ، ووصفه بالفقيه.

١٧٨٤ ـ صالح بن موسى بن عبد الله بن إسحاق بن طلحة بن عبيد الله : التيمي الطلحي الكوفي. عداده في أهل المدينة. يروي عن : عبد العزيز بن رفيع وسهيل بن أبي صالح ومعاوية بن إسحاق وهشام بن عروة وعاصم بن بهدلة ومنصور وعبد الملك بن عمير وعدة ، وعنه : سعيد بن منصور وقتيبة وسويد بن سعيد ومحمد بن عبيد المحاربي ومنجاب بن الحارث وداود بن عمرو الضبي وطائفة. خرج له الترمذي وابن ماجة ، وذكر في التهذيب ، وهو ضعيف. قال البخاري منكر الحديث ، وقال ابن معين : ليس بشيء ، وقال الجوزجاني : ضعيف الحديث على حسنه ، وقال ابن حبان في الضعفاء : عداده في أهل المدينة. روى عن أهلها.

١٧٨٥ ـ صالح بن نبهان : أبو محمد بن أبي صالح المدني ، عداده في أهلها ، وهو مولى التوأمة ، والتوأمة ابنة أمية بن خلف القرشي. تابعي يأتي أبوه. ذكره وأباه مسلم في ثالثة تابعي المدنيين. روى عن أكابر أهل المدينة ، وهو يروي عن : أبي هريرة وابن عباس وعائشة وزيد بن خالد وأنس ، وعنه : موسى بن عقبة والسفيانيان وعبد الرحمن بن أبي الزناد وآخرون من أكابر وأهل المدينة. ضعف لاختلاطه ، ومشاه ابن عدي بل وثقه العجلي ، وقال ابن عيينة : سمعت منه ولعابه يسيل من الكبر ، وقد لقيه الثوري بعدي وممن سمع منه قبل أن يخرف ابن أبي ذئب. وخرج له أبو داود والترمذي وابن ماجة ، وذكر في التهذيب ، وضعفاء ابن حبان والعقيلي. وروى عن ابن عيينة أنه لقيه سنة خمس أو ست وعشرين ومائة أو نحوها وقد تغير. فلقيه سفيان الثوري بعدي ، وأرخ بعضهم وفاته سنة خمس وعشرين ومائة.

١٧٨٦ ـ صالح : أبو داود التمار في ابن دينار.

٤٥٣

١٧٨٧ ـ صالح : أبو عبد الله مولى الجندعيين ، من أهل المدينة. يروي عن أبي هريرة ، وعنه : أبو الأسود محمد بن عبد الرحمن بن نوفل وسعيد بن أبي هلال قاله ابن حبان في ثانية ثقاته.

١٧٨٨ ـ صالح القبطي : روى أبو نعيم في ترجمة مارية من كتاب «المعرفة» من طريق مجاشع بن عمرو عن الليث عن الزهري ، حدثني أنس أن صالحا خرج مع مارية يعني من مصر إلى المدينة ولم يهده المقوقس ، وإنما كان أتبعها من قريتها ، وذكره ابن الأثير لذلك في الصحابة ، وكتبته هنا لتجويز إقامته بها.

١٧٨٩ ـ صامت الأنصاري : ذكره مسلم في الطبقة الأولى من المدنيين ، وهو في الإصابة لشيخنا بما نصه : صامت مولى حبيب بن خراش حليف الأنصار. زعم ابن الكلبي أنه شهد بدرا هو ومولاه. استدركه ابن فتحون وابن الأثير ، انتهى.

١٧٩٠ ـ صباح : مولى العباس بن عبد المطلب ، روى عن عمر بن شبة من طريق صالح بن أبي الأخضر عن عمر بن عبد العزيز «أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم استعمله ، وأعطاه عمالته». وذكر غيره عن عمر أيضا أنه هو الذي عمل المنبر. ذكره شيخنا في الإصابة.

١٧٩١ ـ صبح بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي : معدود في بنيه ، وقال ابن عبد البر : لكلهم صحبة ، وهو في ثاني الإصابة.

١٧٩٢ ـ صبيح : مولى أسيد ، ذكر يعقوب بن شيبة في مسنده من طريق ابن جريج عن عكرمة : أنه أحد من نزل فيهم قول الله تعالى : (وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ) وكذا أخرجه سنيد بن داود في تفسيره عن حجاج عن ابن جريج ، وفيه أنهم ثلاثة : عمار بن ياسر وسالم مولى أبي حذيفة وصبيح. ذكره في الإصابة.

١٧٩٣ ـ صبيح العلائي : الطواشي ، من المباركين. ذكره ابن صالح.

١٧٩٤ ـ صبيح : أبو المليح المدني. يروي عن أبي صالح ، وعنه : مروان بن معاوية وأبو صالح. قاله ابن حبان في ثانية ثقاته ، وسيأتي في الكنى.

١٧٩٥ ـ صخر بن حرب بن أمية عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب : أبو سفيان ، القرشي الأموي ، المكي ، وهو بكنيته أشهر. ذكره مسلم في المدنيين. أسلم يوم فتح مكة وأمن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم من دخل داره يومه ، وشهد مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الطائف وحنينا ، وأعطاه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم من غنائمها مائة بعير وأربعين أوقية ، واستعمله فيما قيل على نجران. فلما مات النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم رجع إلى مكة وسكنها. ثم عاد إلى المدينة ، وبها مات لتسع مضين من خلافة عثمان بعد أن كفّ بصره ، قيل سنة إحدى وثلاثين وقيل اثنتين وقيل ثلاث وقيل :

٤٥٤

أربع وهو ابن ثمان وثمانين ، وقيل : بضع وسبعين ، ودفن بالبقيع بعد أن صلّى عليه ابنه ، وقيل : عثمان في موضع الجائز. ومولده يوم الفيل. وكان ربعة دحداحا ذا هامة عظيمة ، وفقئت عينه يوم الطائف والأخرى يوم اليرموك ، فعمي ، وكان من أشراف قريش في الجاهلية ومن أجودها رأيا ، فلما جاء الإسلام انحل رأيه. روى عنه : ابنه معاوية بن عباس وقيس بن أبي حازم والمسيب بن حزن ، وترجمته تحتمل التطويل.

١٧٩٦ ـ صدقة بن بشير : أبو محمد المدني ، مولى العمريين ، وقيل مولى ابن عمر. يروي عن قدامة بن إبراهيم الجمحي عن ابن عمر في الحد ، وعنه : إبراهيم بن المنذر وإبراهيم بن محمد عرعرة وكناه وإسماعيل بن أبي أويس وغيرهم. وهو في التهذيب.

١٧٩٧ ـ صدقة بن يسار الجزري : سكن مكة ، يروي عن ابن عمر والقاسم بن محمد والنغيرة بن حكيم الصنعاني ومالك بن أوس بن الحدثان وسعيد بن جبير وطاووس والزهري وهو من أقرانه ، وغيرهم ، وعنه : شعبة وابن جريج ومالك وابن إسحاق ومعمر والسفيانان وعدة. قال أحمد : ثقة من الثقات ، وكذا وثقه ابن معين وأبو داود والنسائي ويعقوب بن سفيان ، وقال أبو حاتم : صالح ، وقال أبو داود : وقيل له : «من أهل مكة» ، لأنه من أهل الجزيرة ، سكن مكة. قال له سفيان : «بلغني أنك من الخوارج»؟ قال : «كنت منهم. فعافاني الله». قال أبو داود : وكان موحشا يصلي بمكة جمعة وبالمدينة جمعة. وقال ابن سعد : توفي في أول خلافة بني العباس يعني السفاح ، وكان ثقة قليل الحديث ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال بعضهم : إنه عم محمد بن إسحاق بن يسار ، وهو وهم ، وهو في التهذيب والفاسي.

١٧٩٨ ـ صديق بن محمد بن خليفة بن المنتصر بن محمد المدني : الآتي أبوه والماضي أخوه أحمد ، ممن سمع على الزين المراغي في سنة اثنتين وثمانمائة ، وسمع مع أبيه : الموطأ على البرهان بن فرحون سنة ثمان وتسعين وسبعمائة.

١٧٩٩ ـ صديق بن موسى بن عبد الله بن الزبير بن العوام : الأسدي الزبيري المدني. يروي عن رجل صحابي وعن المدنيين ، وعنه : حفيده عتيق بن يعقوب وعثمان بن أبي سليمان. قاله ابن حبان في ثانية ثقاته ، وهو في الميزان ، وقال : حدث عنه ابن جريج ، ليس بالحجة. قال ابن عيينة : كان شريفا مهنأ وساق قول ابن حبان بلفظه. روى عنه الوليد بن أبي سليمان ، لا عثمان ، فيحرر. زاد غيره في الرواة عنه : حفص بن ميسرة. ولم يذكر فيه ابن أبي حاتم جرحا.

١٨٠٠ ـ صرمة بن أنس : وقيل ابن أبي أنس وقيل : غير ذلك أبو قيس ، الأوسي الخزرجي ، مشهور بكنيته. أسلم حين قدم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم المدينة وآمن به هو وأصحابه ، وكان

٤٥٥

معظما في قومه. له شعر حسن ، ولا يدخل بيتا فيه جنبا ولا حائض ، وعمر نحو مائة وعشرين سنة ، ومن نظمه :

يقول أبو قيس ، وأصبح غازيا

ألا ما استطعتم من زماني فافعلوا

أوصيكم بالخير والبر والتقى

وإن كنتم أهل الرياسة فاعدلوا

وإن أنتم ذا مغرم. فتعففوا

وإن كان فضل لكم فيكم فافعلوا

وهو في الإصابة مطول.

١٨٠١ ـ صعصعة بن مالك : ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين.

١٨٠٢ ـ صفوان بن سليم : أبو عبد الله وأبو الحارث ، المدني من أهلها ، التابعي ، مولى حميد بن عبد الرحمن بن عوف الزهري وأحد الفقهاء. يروي عن مولاه وابن عمر وجابر وأنس وسعيد بن المسيب وعطاء بن يسار ونافع بن جبير وعبد الرحمن بن غنم وطائفة ، وعنه : ابن جريج ومالك والسفيانان والإبرهيمان ابن طهمان وابن سعد والدراوردي وأنس وابن عياض وخلق. وكان رأسا في العلم والعمل. يصلّي في الشتاء بالسطح ، وفي الصيف ببطن البيت يتيقظ بالحر والبرد حتى يصبح ، ويأتي المقابر فيجلس عندها ، ويبكي حتى يرحمه من يراه ، وحلف أن لا يضع جنبه على الأرض حتى يلقى الله ، فمكث على ذلك أكثر من ثلاثين عاما حتى مات وإنه لجالس. ويقول أهل المدينة : إنه نقب جبهته من كثرة السجود ، لو قيل له : الساعة غدا ما كان عنده مزيد عمل. قال أحمد : ثقة من خيار عباد الله ، يستنزل بذكره القطر ، وقال غيره : إذا رأيته علمت أنه يخشى الله ، خرج له الستة. وهو في التهذيب ، وثقات العجلي ، وابن حبان وقال : من عباد أهل المدينة وزهادهم. مات سنة اثنتين وثلاثين ومائة.

١٨٠٣ ـ صفوان بن قدامة التميمي المرئي : من بني امرىء القيس ، والد عبد الرحمن وعبد الله صحابة ، هاجرا هما معه. فقال نصر :

حمل صفوان فأصبح غاديا

بأبنائه عمدا ، وخلى المواليا

فيا ليتني يوم الحنين اتبعتهم

قضى الله في الأشياء ما كان قاضيا

فأجابه صفوان :

من مبلغ نصرا رسالة غائب

بأنك بالتقصير أصبحت راضيا

أقام بالمدينة حتى مات ، فرثاه ابنه عبد الرحمن بأبيات منها :

وأنا ابن صفوان الذي سبقت له

عند النبي سوابق الإسلام

ذكره في الإصابة بأطول.

٤٥٦

١٨٠٤ ـ صفوان بن المعطل السلمي : ثم الذكواني ، صحابي. جرى ذكره في حديث الإفك في الصحيحين ، وفيه يقول النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ما علمت عليه إلا خيرا». قال البغوي : سكن المدينة ، وترجمته طويلة في الإصابة وغيرها. قتل في خلافة عمر بن الخطاب في غزوة أرمينية شهيدا في سنة تسع عشر ، وقيل غير ذلك.

١٨٠٥ ـ صفوان بن وهب : أو وهيب ، أبو عمر ، القرشي الفهري ، صحابي ، أخو سهل وسهيل الماضيين. أمهم بيضاء. قيل : إنه الأخ المشار إليه في حديث عائشة «ما صلّى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم على سهيل بن بيضاء وأخيه إلا في المسجد» ، ولكن قيل : إنه استشهد ببدر ، بل قيل إنه بقي إلى عام الفتح ، فالله أعلم.

١٨٠٦ ـ صفوان بن أبي يزيد : وقيل ابن يزيد ، ويقال ابن سليم ، المدني : تابعي. وثقه ابن حبان ، وخرج له البخاري في الأدب المفرد والنسائي ، وذكر في التهذيب. يروي عن أبي سعيد الخدري وابن اللجلاج المختلف في اسمه ، وعنه : سهيل بن أبي صالح وعبيد الله بن أبي جعفر المصري محمد بن عمرو بن علقمة وصفوان بن سليم.

١٨٠٧ ـ الصلت بن زبيد : (بضم أوله وكسره ثم مثناتين تحتانيتين) ابن الصلت بن معد يكرب الكندي : من أهل المدينة ، يروي عن سليمان بن يسار ، وعنه : عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون. قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته ، وقال غيره : انه كان قاضي المدينة ، ووهم ابن الحذاء حيث زعم أن القاضي هو أبوه ، وذلك في زمن هشام بن عبد الملك ، ولذا قال شيخنا : إنه بعيد وأظن ذلك ولده ـ يعني هذا. وجزم شيخه العراقي بتوهم ابن الحذاء في ذلك ، ويكون الصلت هو القاضي.

١٨٠٨ ـ الصلت بن عبد الله بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم : الهاشمي ، أخو إسحاق وابن عم عبد الله بن الحارث ، ببه. يروي عن أبيه وابن عباس ، وعنه : الزهري وابن إسحاق ويوسف بن يعقوب بن حاطب. وثقه ابن حبان ، وخرج له أبو داود والنسائي وذكر في التهذيب. وقال الزبير : كان فقيها عابدا. ولي وأبوه وكان يشبه بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قضاء المدينة زمن معاوية ، وفي الثانية من ثقات ابن حبان : الصلت بن عبد الله المخزومي يروي عن ابن عمر ، وعنه : الأوزاعي ، وكأنه هذا.

١٨٠٩ ـ الصلت بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف : أبو قيس المطلبي ، ذكره ابن إسحاق فيمن أطعم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم من خيبر.

١٨١٠ ـ الصلت بن معد يكرب بن معاوية الكندي : والد كثير وزبيد وعبد الرحمن. استعمله النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم على الخرص وهاجر بنوه إلى المدينة فسكنوها. طوله شيخنا في الإصابة.

٤٥٧

١٨١١ ـ صندل : بهاء الدين الطواشي ، كان خيرا شفوقا على المساكين يجمعهم في رمضان ويفطر معهم ، ذكره ابن صالح.

١٨١٢ ـ صندل البغدادي : أحد الخدام بالمسجد النبوي ، أثنى عليه ابن فرحون.

١٨١٣ ـ صندل الخشقدمي : أحد الطواشية الذين أرسل لهم مولاهم خشقدم الزمام ليكونوا خدمة بالمسجد النبوي ، فترقى هذا إلى الخازندارية ، وفيه عقل وأدب ، مع حسن خط ومباشرة. باشر الخازندارية إلى أن صرف برفيقيه أحد الأربعة أيدمر الرومي.

١٨١٤ ـ صندل الهندي الأشرفي : قايتباي بن شاهين ، أرسل به الأشرف وهو وابن أخته هلال صحبة أبي البقاء سنة تسع وثمانين ليكون هو شادا على مدرسته ، وجعل لهما خبزا كالخدام ، ثم توجه في سنة إحدى وتسعمائة ، وعاد في آخرها وقد استقر في نيابة المشيخة بعد وفاة متوليها. ولمولاه الأصلي به مساراة لفجوره وإقدامه ، وبينه وبين الذي قبله بون كبير.

١٨١٥ ـ صندل : أحد خدمة المسجد النبوي ، كان من الأكابر القدماء الرؤساء المتعففين الدينيين ، كثير الصدقة ، والبر والخير ، وقف وأعتق وأثر آثارا حسنة مع كونه من أحسن الناس خلقا وخلقا ومحبة في المجاورين ، وشفقة على أولادهم ، وسلامة الناس من يده ولسانه. قاله ابن فرحون.

١٨١٦ ـ صهيب بن سنان بن مالك بن عبد عمرو : وأبو يحيى الرومي ، سبتة الروم من نينوى بالموصل ، وكان أبوه أو عمه عاملا بها لكسرى ، وأمه سلمى ابنة قعيد ، وهو من النمر بن قاسط. جلب إلى مكة ، فاشتراه عبد الله بن جدعان التيمي وقيل : بل هرب من الروم ، فقدم مكة وحالف ابن جدعان ، وصار من السابقين الأولين ، وهاجر قبل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، شهد بدرا والمشاهد كلها ، وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «صهيب سابق الروم» ، وقيل فيه نزلت (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ). روى عنه من أولاده حبيب وزياد وحمزة وسعيد بن المسيب وعبد الرحمن بن أبي ليلى وكعب الأحبار وغيرهم من الصحابة والتابعين ، ومن مناقبه : أنه حين رام الهجرة إلى المدينة ، قال له أهل مكة : أتيتنا صعلوكا حقيرا فتنطلق بنفسك ومالك؟ والله لا يكون ذلك أبدا ، قال أرأيتم إن تركت لكم مالي ، أمخلون أنتم سبيلي؟ قالوا : نعم ، فترك لهم ماله أجمع. ولما بلغ ذلك النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «ربح صهيب ، ربح صهيب». وروي أنهم أدركوه وقد سار عن مكة ، فأطلق لهم ماله ، ولحق برسول الله وهو بقباء ، قال : «فلما رآني قال : ربح البيع أبا يحيى قالها ثلاثا فقلت : يا رسول الله ما أخبرك إلا جبريل» ، واستحلفه عمر على الصلاة حتى يتفق أهل الشورى على خليفة ، وصلّى على عمر. مات بالمدينة في شوال سنة ثمان وثلاثين في خلافة علي عن

٤٥٨

سبعين أو ثلاث وسبعين سنة ، وقيل ابن أربع وثمانين كما ليعقوب بن سفيان وصلّى عليه سعد بن أبي وقاص ، ودفن بالبقيع ، وذكره مسلم في أهل المدينة. ومن أولاده أيضا : عمارة وحديثه في الكتب ، وذكر في التهذيب وأول الإصابة والفاسي.

١٨١٧ ـ صهيب : أبو الصهباء البكري البصري ، ويقال المدني. مولى ابن عباس ، روى عنه وعن ابن مسعود وعلي ، وعنه : سعيد بن جبير ويحيى بن الجزار وطاوس وغيرهم. قال أبو زرعة : ثقة ، ووثقه ابن حبان ، وقال النسائي بصري ضعيف ، وله ذكر في صحيح مسلم في حديث داود عن أبي نضرة عن أبي سعيد رضي‌الله‌عنه في الصرف ، وفي ثالثة تابعي المدنيين لمسلم. صهيب العباسي ، وهو فيما يظهر هذا.

١٨١٨ ـ صهيب مولى العتواريين : من أهل المدينة. ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين ، وقال : مولى العتواري. يروي عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري ، وعنه : نعيم بن عبد الله المجمر. قاله ابن حبان في ثانية ثقاته ، وهو في التهذيب.

١٨١٩ ـ صواب الإفتخاري : من خيار الطواشية ، ذكره ابن صالح.

١٨٢٠ ـ صواب الأيبكي : أحد الخدام بالمسجد النبوي ، أثنى عليه ابن فرحون.

١٨٢١ ـ صواب : الشمس الجمداري ، أحد خدمة المسجد النبوي ، كان من أجاويدهم وذوي الرأي منهم ممن يعظم الشرع وأهله ، عليه سكينة ووقار وحلاوة أخلاق ، وبشاشة عند التلاق ، مع رئاسة وحشمة وإطعام للكسرة ، وكان نائبا للعز دينار ، وله عتقاء منهم خادم رئيس قليل الخلطة بالناس ، وبنى دارا حسنة وأوقفها ، وكذا اشترى في آخر عمره نخلا جيدا وأوقفه إلى غير ذلك من الأوقاف ، وكان ذا حياء لا تكاد تراه يمزح ولا يضحك ، ولا يجلس إلا في وقت ضرورته وأيام نوبته. مات في سنة ثمان وخمسين وسبعمائة. قاله ابن فرحون ، وذكره المجد فقال : كان من أجاويد الخدام الأخيار ، إذا شاهدته رأيت جملا من الحشمة والوقار وما البشاشة والهشاشة فبالإحمال والأوقار ، وكان يتفقد بكسرته المحتاجين وأرباب الافتقار ، وأما تعظيمه للشرع وأهله فهجيره الذي كان يفتخر به غاية الافتخار ، ولم يذكر عنه أنه تعرض لأحد من أهل العلم بنوع ازدراء واحتقار. ناب «عن» الشيخ عز الدين في المشيخة فأرضى الصغار والكبار ، وأعتق العبيد والإماء ووقف النخيل والديار ، فرحمة الله تصيب وجهه المدرار.

١٨٢٢ ـ صواب : الشمس الحسامي ، أحد الخدام بالحرم النبوي ، ممن سمع على خلف الفيتوري الشفاء في سنة اثنين وسبعمائة.

١٨٢٣ ـ صواب : الشمس الحموي الناصري ، أحد خدام المسجد النبوي ، كان من شيوخهم ورؤسائهم قليل لكلام ، لا تراه إلا مشتغلا بنفسه ، إذا جلس إلى الشيخ أمر

٤٥٩

بمعروف ونهى عن منكر ، وله رأي صائب وحسنات خفيات ، وهو معتق «مفيد» الآتي. مات سنة تسع عشرة وسبعمائة. ذكره ابن فرحون ، وقد سمع على الجمال المطري وكافور القصري في سنة ثلاث عشرة وسبعمائة تاريخ المدينة لابن النجار ، وذكره المجد ، فقال : كان من رؤساء الخدام كبرائهم الأعلام مبادرا عند اللقاء إلى السلام محاذرا ما لا يغني عن الكلام ، وإذا جلس إلى الشيخ أمر بالمعروف ونهى عن المنكر على الدوام ، وقام في ذلك على الشيخ أشد القيام ، ويغتنم الشيخ موافقته فيما يقوله غاية الاغتنام. وكان ذا رأي صائب وفكر ثاقب ، وجملة صالحة من المفاخر والمناقب ، له كثير حسنات اجتهد في إخفائها حتى خفي وحفظ من شر الرياء والسمعة فيها وكفي ، ثم أراد الله إظهار ذلك فظهر بعد أن توفي ، وغرس في الحرم غرسا صالحا ، وأعتق خادما دينا فالحا ، وكان لقبه أمينا كاسمه مفيدا.

١٨٢٤ ـ صواب : الشمس الملطي ، شيخ الخدام ، سيأتي له حكاية مع الثناء عليه في هارون بن عمر بن الزغب.

١٨٢٥ ـ صواب : الشمس المغيثي ، أحد خدام المسجد النبوي ، كان فائقا في دينه وورعه ، ولذا كان أول من يأخذ المحط من خدمة المسجد يعلق قنديله ، وأول من يشق طريقة إلى المسجد من المصلين ، ولزم أسطوانة المهاجرين وهي الثالثة من أسطوان التوبة عند المحققين حتى عرف بها ، وكان إذا جاءت نوبته في الخدمة يصنع الأطعمة الكثيرة والألوان الفاخرة ، ويدعو إليها من عرفه ومن لم يعرفه ، وكذلك كان يفعل جميع لخدام سوى أنهم يتفاضلون بحسب السخاء. يريدون بذلك وجه الله تعالى. ذكره ابن فرحون ، وأنه قام معهم بعد وفاة والدهم في تحريض شيخ الخدام ظهير الدين على كف منصور الأمير بالبلد عن ميله مع من سعى عنده في وظائفهم كسبع سيده بالمال ، وقال : والله لا يصل هذا اللعين إلى وظيفتنا ، ولا يقرأ فيها أبدا إلا أن يفعل بي كذا وكذا. فكف. اتفق أن دارت الدوائر على ذلك الرجل حتى أخرج من جميع وظائفه المتعلقة بالحرم وكانت وفاة صاحب الترجمة في سنة أربع وثلاثين وسبعمائة ظنا ، ودفن أمام باب قبة سيدي إبراهيم عليه‌السلام ، وذكره المجد فقال : كان من الخدام الموصوفين بالدين المتين والورع المكين والسابقين إلى الخيرات الفاخرة. واللاحقين بالسالفين من أولئك الفئة الزاهرة. كان مجتهدا في البدار إلى مباشرة الخدمة الشريفة ، معتنيا على الاستباق إلى تعليق القناديل وما تعلق بها من وظيفة ، وكان من أول الداخلين إلى المسجد للصلاة والحائزين بها من مواهب الله أجزل الصلات. لزم أسطوانة المهاجرين وإليها ألف وواظب على الصلاة إليها حتى بها عرف. بذل في طاعة الله الأيام فليله قام ونهاره صام وقوي له بحبل الله الاعتصام ، ولاقى أرباب الدولة بصولة أمضى من حد الصمصمام ، وأما في إطعام الطعام وإكرام الأقوام ،

٤٦٠