التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة - ج ١

شمس الدين السخاوي

التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة - ج ١

المؤلف:

شمس الدين السخاوي


الموضوع : رجال الحديث
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٧٥
الجزء ١ الجزء ٢

أبا رباح» شيء انفرد به ، والمكنى بها : آخر غيره كما حققه شيخنا. يروي عن أبي هريرة. يروي عنه : الحسن البصري ، وغيلان بن جرير ، وحكام بن سلم الكناني. ذكره ابن حبان في ثانية ثقاته بروايته عن أبي هريرة. وفي ثالثها بروايته عن الحسن. وقال العجلي : تابعي ثقة. وهو في التهذيب.

١٣٣٦ ـ زياد بن أبي زياد : ميسرة أو قيس ، مولى بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي القرشي المدني. تابعي من أهل المدينة. ذكره مسلم في ثالثة تابعيها. يروي عن مولاه وجابر وأنس وعراك بن مالك ، وابن تجرية عبد الله بن قيس ، ونافع بن جبير ، وجماعة. ويروي عنه جماعة. منهم يزيد بن الهاد ، وعمرو بن يحيى المازني ، وابن إسحاق وعبد الله بن سعيد بن أبي هند ، ومالك بن أنس. وقال كان عابدا معتزلا ، يكون وحده يدعو الله ، وكانت فيه لكنة ، يلبس الصوف ولا يأكل اللحم ، وله دريهمت يعالج له فيها ، وكان يمر بي وأنا جالس فربما أفزعني حسه من خلفي ، فيضع يده بين كتفي ، فيقول لي عليك بالجد. فإن كان يقول أصحابك هؤلاء من الرخص حقا ، لم يضرك ، وإن كان الأمر على غير ذلك كنت قد أخذت بالحذر. وكان مملوكا قد أعانه الناس على فكاك رقبته ، وسرع إليه في ذلك ففضل سعد الذي قوطع عليه مال كثير ، فرده زياد إلى من أعانه بالحصص وكتبهم عنده ، فلم يزل يدعو الله لهم حتى مات ، رحمه‌الله. قال : ودخل على عمر بن عبد العزيز يوما. وكان يكرمه ، وإياه عنى الفرزدق بقوله يا أيها القارىء المرخي عمامته هذا زمانك ، إني قد مضى زمني. زاد غيره : أنه بينما كان عمر المذكور يتغذى إذ بصر به ، فأمر حرسيا أن يكون معه ، فلما خرج الناس وبقي زياد ، قام عمر حتى جلس معه ثم قال : يا فاطمة ، هذا زياد فاخرجي فسلمي عليه ، هذا زياد عليه جبة صوف ، وعمر قد ولي أمر الأمة ، فجاشت نفسه حتى قام إلى البيت فقضى عبرته ، ثم خرج ، فعل ذلك ثلاث مرات ، فقالت فاطمة : يا زياد هذا أمرنا وأمره ، ما فرحنا به ولا قرت أعيننا منذ ولى. وقال غيره : كان صالحا زاهدا كبير القدر ممن وثقه الجماعة ، كالنسائي وابن حبان وذكره في التابعين ، ثم في أتباعهم ، وقال كان عابدا زاهدا. وقال ابن عبد البر : كان أحد الفضلاء العباد الثقات ، لم يكن في عصره مولى أفضل منه. وقال أبو القاسم الجوهري ، في مسند الموطأ ، كان أفضل أهل زمانه. ويقال إنه كان من الأبدال. مات سنة خمس وثلاثين ومائة. وخرج له مسلم وغيره. وهو في التهذيب ، وتاريخ حلب لابن العديم ، وطوله. وكانت له دار وذرية بدمشق ، وسيأتي له ذكر في هشام بن إسماعيل.

١٣٣٧ ـ زياد بن سعد بن عبد الرحمن : أبو عبد الله الخراساني ، سكن مكة ثم تحول إلى اليمن. قال مالك : وقدم علينا المدينة فحدثنا وله هيبة وصلاح وكان ثقة. وذكره ابن حبان في الثقات وقال : كان من الحفاظ المتقنين. وقال الخليلي : ثقة محتج به. وقال

٣٦١

ابن المديني : من أهل البيت والعلم. وقال العجلي : مكي ثقة ووثقه جماعة ، وزاد النسائي : ثبت. وقال ابن عيينة : كان عالما بحديث الزهري. وقال مرة : إنه أثبت أصحابه. يروي عنه وعن ثابت بن عياض الأحنف ، وأبي الزناد ، وابن عجلان ، وأبي الزبير ، وحميد الطويل ، وآخرين. وروى عنه مالك ، وابن عيينة ـ وترجماه بما تقدم ـ ابن جريج ، وكان شريكه وهمام ، وآخرون. وذكرته هنا حديثا.

١٣٣٨ ـ زياد بن سعد الأنصاري : المدني ، يروي عن أبيه عن ابن عمرو ، ويروي عنه ابنه سعد ، قاله ابن حبان في ثانية ثقاته.

١٣٣٩ ـ زياد بن السكن بن رافع بن امرىء القيس بن زيد بن عبد الأشهل الأشهلي الأنصاري : استشهد بأحد.

١٣٤٠ ـ زياد بن سوقة : المدني ، من أهلها ، وليس هو بأخ لمحمد بن سوقة ذاك كوفي ، وهذا مدني يروي عن أبي الزبير. يروي عنه المنذر بن جهم ، قليل الحديث فيما لا يتابع عليه. قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته.

١٣٤١ ـ زياد بن صباح : في الذي بعده.

١٣٤٢ ـ زياد بن صبيح : المدني ، تابعي ، وثقه العجلي ، وابن حبان ، وقال : يروي عن ابن عمر. ويروي عن سعد بن زرارة ، وهو الذي يروي عنه يزيد بن أبي زياد ويسمى أباه صباحا.

١٣٤٣ ـ زياد بن عبد الله الأسوار بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان بن حرب : الأموي ، أبو محمد. سجنه الوليد بن عبد الملك لقيامه مع الوليد بن يزيد ، فلما استخلف مروان أطلقه ثم حبسه ثم أطلقه ، وقد خرج بقنسرين ودعا إلى نفسه وتبعه ألوف من الناس ، وقالوا : هو السفياني. ثم أنه عسكر ، وحارب بني العباس في أول دولتهم ، فالتقى هو وعبد الله بن علي ، فهزمه عبد الله ، فانسحب واختفى بالمدينة مدة ، ثم قتل في دولة المنصور بالمدينة ، إما في ثلاث وثلاثين ومائة أو في التي بعدها. وذكره ابن عساكر وغيره ، ثم ابن العديم في حلب ، وطول ترجمته.

١٣٤٤ ـ زياد بن عبد الله بن زيد بن مربع الأنصاري : من بني الحرث ، عداده في أهل المدينة ، وهو أخو علاقة. يروي عن سهل بن سعد. ويروي عنه : كثير بن جعفر. قاله ابن حبان في ثانية ثقاته. ولم يتحرر لي اسمه من النسخة ولعله جعله مرة بهاء زائدة وأخرى زيادة فيحرر.

١٣٤٥ ـ زياد بن عبيد الله بن عبد المدان : الحارثي المكي ، أمير مكة والطائف ، من

٣٦٢

أخوال أبي العباس السفاح ، ولي إمرة الموسم له في سنة ثلاث وثلاثين ومائة ، ثم إمرة الحرمين لأخي السفاح المنصور ، وكان على ولايته زمنا مجتمعة ومنفردة ، ثم عزل في سنة أربعين ومائة. وقال شيخنا إنه تبع الترمذي ، وهو وهم ، اشتبه عليه بأبي الأوبر. فاسمه زياد. ويحكى أن أعرابيا وقف عليه فقال : إن بقرة خرجت من منزل جاري فنطحت ابنا لي فمات. فقال زياد لكاتبه : «ما ترى؟» قال : «يكتب إلى أمير المؤمنين الحين ، إن كان الأمر كما وصف دفعت البقرة إليه بابنه». قال : «فاكتب بذلك» ، فكتب. فلما أراد ختم الكتاب مر ابن جريج فأرسل إليه فسأله عنها؟ فقال : ليس له شيء فالعجماء جرحها جبار ، كما قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال لكاتبه : فشقق الكتاب ، وقال للأعرابي : انصرف. فقال : «سبحان الله ، تجتمع أنت وكاتبك على شيء ثم يأتي هذا فيردكما»؟ فقال : «لا تغتر بي ولا بكاتبي ، فو الله ما بين جبليها أجهل مني ولا منه». هذا الفقيه يقول : ليس لك شيء. وساق الزبير بن بكار عن مصعب بن عثمان أن أبا حمزة الربعي دخل على زياد والي المدينة ، هذا فقال : أصلح الله الأمير ، بلغني. أن أمير المؤمنين وجه إليك بمال تقسمه على القواعد والعميان والأيتام ، فاثبتني في القواعد. فقال : يرحمك الله إنما القواعد اللاتي قعدن عنن الأزواج ، وأنت رجل ، فقال : ففي العميان ، فقال : أما هذا فنعم ، فإن الله تعالى يقول : (فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) وأنا أشهد أن أبا حمزة أعمى. قال : واكتب بنيّ في الأيتام ، فقال : يا غلام اكتبهم فمن كان أبوه أبا حمزة فهو يتيم. وقال الواقدي : طلب زياد بن أبي ذئب ليستعمله. فأبى ، فحلف ليعملن ، وحلف ابن أبي ذئب لا يعمل ، فأمر زياد بسجنه فقال يا ابن الفاعلة. وقال ابن أبي ذئب : والله ما من هيبتك تركت الرد عليك ولكن لله ، ثم كلموا زياد فيه فاستحى وندم وأراد تطييب قلبه ، وأخذ يتحيل في رضاه حتى توصل إليه وأهدى له جارية على يد ابن أخيه من حيث لا يشعر محمد. فهي أم ولد لابن أبي ذئب مات في عشر الخمسين ومائة. وهو عند الفاسي مطول.

١٣٤٦ ـ زياد بن قيس القرشي : مولاهم ، المدني تابعي ، يروي عن أبي هريرة ، وعن : عاصم بن بهدلة. قاله ابن حبان في ثانية ثقاته. وهو في التهذيب.

١٣٤٧ ـ زياد بن قيس : في ابن أبي الزناد.

١٣٤٨ ـ زياد بن لبيد بن ثعلبة بن سنان بن عامر : الأنصاري البياضي ، ممن شهد العقبة وبدرا ، وكان عامل النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم على حضرموت ، وولاه أبو بكر رضي‌الله‌عنه قتال أهل الردة ، ولما قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «هذا أوان انقطاع العلم ، قال هو كيف يذهب العلم يا رسول الله ، وقد ثبت ووعته القلوب؟ قال له صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ثكلتك أمك زياد إن كنت لأراك من أفقه أهل المدينة».

٣٦٣

١٣٤٩ ـ زياد بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب : أخو : واقد ، وعمر ، وعاصم ، وأبي بكر ، من أهل المدينة. يروي عن أبيه ونافع ويروي عنه شعبة ، وعمار بن زريق ، قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته.

١٣٥٠ ـ زياد بن ميسرة : في ابن أبي زياد.

١٣٥١ ـ زياد بن ميناء : ذكره والحكم بن مينا : مسلم في ثالثة تابعي المدنيين ، وفي نسخة بلال ، فيحرر.

١٣٥٢ ـ زياد بن نعيم العبدي : قتل يوم الدار ، حين قتل عثمان.

١٣٥٣ ـ زياد أبو الأبرد : المدني ، مولى بني خطمة ، روى عن أسيد بن ظهير ، وروى عنه عبد الحميد بن جعفر. ذكره في التهذيب. أما أبو الأبرد : فلا يعرف اسمه.

١٣٥٤ ـ زياد ، أبو سفيان الزهري : مولاهم ، المدني ، يروي عن داود بن فراهيج.

وروى عنه : يعقوب بن محمد الزهري وعلي بن المديني ، وأحمد الغداني ، وثقه أبو حاتم.

١٣٥٥ ـ زياد مولى عبد الله بن عياش المخزومي : مدني ، ثقة ، خرج له مسلم ، وهو ابن أبي زيادة ميسرة مضى.

١٣٥٦ ـ زيان بن منصور بن جماز بن شيحة : أبو حميد الحسيني ، أخو عطية وجد آل زيان المنسوبين إليه ، بحيث يقال للواحد منهم الزياني ، كان هو وأخوه في مقتله بالمدينة سنة ست وثلاثين وسبعمائة ، ورأيت مكتوب دار مؤرخ في سنة إحدى وثمانين وسبعمائة : بايعها زيان بن منصور بن جماز ، فجوزت كونه هذا وحينئذ فيكون قد عمر.

١٣٥٧ ـ زيد بن أرقم بن زيد بن قيس : أبو عامر الأنصاري ، صحابي ، غزا مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم سبع عشرة غزوة أولها فيما قاله ابن السكن : الخندق ، وهو الذي أنزل الله تصديقه في سورة المنافقين. ونزل الكوفة وفيهم ذكره مسلم. وشهد صفين مع علي رضي‌الله‌عنه ، وكان من خواصه ، مات بالكوفة سنة ست وستين ، وقيل سنة ثمان وستين ، وقيل خمس. روى عنه : أنس كتابة ، وأبو الطفيل ، والنضر بن أنس ، وأبو عثمان النهدي وأبو عمرو الشيباني ، وأبو اسحاق السبيعي ، وطاووس ، وآخرون.

١٣٥٨ ـ زيد بن أسلم : أبو عبد الله ، وأبو أسامة ، العدوي. والمدني. مولى عمر ، تابعي جليل ، مخرج له في الستة ، وهو أخو خالد ، وذكره مسلم في رابعة تابعي المدنيين ، وكناه أبا أسامة. وهو يروي عن أبيه وابن عمر ، وقال لأبيه لما ولد ما سميته»؟ فقال : زيد. فقال : «بأي الزيدين ابن حارثة أو ابن ثابت؟ فقال له : «بابن حارثة وكنيته بكنيته» ، فقال : «أصبت». وعن سلمة بن الأكوع ، وأنس ، وعلي بن الحسين ، وعطاء بن

٣٦٤

يسار ، وبشر بن سعيد وطائفة. وروايته عن أبي هريرة في جامع الترمذي ، وعن عائشة في سنن أبي داود وأظنهما غير متصلتين. وقال ابن معين : إنه لم يسمع من أبي هريرة ولا من جابر. وعن غيره : إنه لم يسمع من سعد شيئا. وعن ابن عبد البر : إنه لم يسمع من محمد بن لبيد. وذكر في مقدمة تمهيده : ما يدل على أنه كان يدلس. روى عنه بنوه ـ أسامة أو عبد الرحمن ، وعبد الله وابن عجلان ، ومالك ، وقال : ما هبت أحدا هيبته لم يكن أحد يجترىء على مساءلته ، إلا أن يكون هو المبتدىء ومعمر ، وهمام ، وابن جرير ، وأبو غسان محمد بن مطرف ، والسفيانان وحفص بن ميسرة وهشام بن سعد والداروردي ، ويحيى بن محمد بن قيس ، وخلق بن قيس ، وخلق. وكانت له حلقة للعلم بالمسجد النبوي من أهل الفقه وإلمام بالتفسير ، وله فيه كتاب قال حماد بن زيد : ورأيت أهل المدينة يتكلمون فيه. فقلت لعبد الله بن عمر ، «ما تقول في مولاكم»؟ قال : «ما نعلم به بأسا ، إلا إنه يفسر القرآن برأيه». وكان أحد من أقدمه الوليد بن يزيد للاستفتاء في الطلاق قبل النكاح ، وعن يعقوب بن الأشج قال : قلت اللهم إنك تعلم أنه ليس من الخلق أحد أمن «عليّ» من زيد ، اللهم فزد في عمره من أعمار الناس ، وابدأ بي. فربما قال لي زيد : «طلبك هذا لي أو لنفسك»؟ فأقول : «لنفسي». فيقول : «فتمن علي بشيء طلبته لنفسك»؟ وعنه : ما قال القدرية كما قال الله ولا كما قالت الملائكة ، ولا كما قال النبيون ولا أهل الجنة ولا أهل النار ، ولا أخوهم إبليس. فالله قال : «وما تشاءون إلا أن يشاء الله» والملائكة قالوا : «لا علم لنا إلا ما علمتنا» وشعيب قال : «وما يكون لنا أن نعود فيها إلا أن يشاء الله ربنا» وأهل الجنة قالوا : ما كنا لنهتدي لو لا أن هدانا الله» وأهل النار : «قالوا ربنا غلبت علينا شفوتنا» وآخرهم إبليس قال : «رب بما أغويتني». ومناقبه كثيرة تحتمل كراسات فأكثر وهي عند ابن العديم في تاريخ حلب تقارب ذلك. مات في العشر الأول من ذي الحجة سنة ست وثلاثين ومائة على المعتمد ، وهي السنة التي استخلف فيها أبو جعفر.

١٣٥٩ ـ زيد بن بولا : بالموحدة ، أبو يسار مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أصابه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في غزوة بني ثعلبة ، فأعتقه. روى عنه : ابنه يسار ، وله حديث عند أبي داود ، والترمذي. وذكره شيخنا في أول الإصابة بما ذكرناه.

١٣٦٠ ـ زيد بن ثابت بن الضحاك بن زيد بو لوزان بن عمرو بن عبد عوف بن غنم بن مالك بن النجار : أبو سعيد وأبو خارجة وأبو عبد الرحمن الأنصاري ، النجاري ، المدني المقرىء ، الفرضي ، أخو يزيد وكاتب الوحي ، ومن بني سلمة ، أحد بني الحارث بن الحارث ، وفي نسبه من ثقات ابن حبان مخالفة لما هنا. قتل أبوه يوم بعاث ، حرب كانت بين الأوس والخزرج قبل الهجرة. وقدم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم المدينة وهو ابن إحدى عشرة سنة ، فأسلم وتعلم الخطين ، العربي والعبراني وجود ذلك. فكان يكتب الوحي ، وحفظ القرآن

٣٦٥

وأتقنه ، وأحكم الفرائض ، والناس على قراءته وفرضه وشهد الخندق وما بعدها ، ذكره هو وأخوه في المدنيين مسلم ، وكان فطنا ذكيا إماما في القرآن وفي الفرائض ، بحيث قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنه أفرض أمتي». روى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وعرض عليه القرآن وعن الشيخين أبي بكر وعمر رضي‌الله‌عنهما. وروى عنه خلق من الصحابة والتابعين ، كابنه خارجة وابن عباس ، وقال أبو عمرو الداني : أن ابن عباس ممن عرض عليه القرآن. وقال غيره : إنه أخذ بركابه ، فقال له : تنح يا ابن عم رسول الله ، فقال : «إنا هكذا أمرنا أن نفعل بعلمائنا وكبرائنا» كابن عمر ، وأنس ، وكان عمر رضي‌الله‌عنه إذا حج استخلفه على المدينة ، وندبه الصديق رضي‌الله‌عنه لجمع القرآن ، فتبعه وتعب على جمعه ، وكذا ندبه عثمان رضي‌الله‌عنه لكتابة المصاحف ، وثوقا بحفظه ودينه وأمانته وكتابته. وهو الذي تولى قسمة غنائم اليرموك ، وقال عامر الشعبي إنه غلب الناس على الفرائض والقرآن ، وقال ابن عمر رضي‌الله‌عنهما : إنه لما فرق عمر الصحابة في البلدان ، حبسه بالمدينة ليفتي أهلها وعن نافع : أن عمر استعمله على القضاء وفرض له رزقا ، وترجمته طويلة وحديثه عند الستة ، وترجم له في التهذيب والإصابة. مات بالمدينة سنة خمس وأربعين وصلى عليه مروان ، وقيل : إحدى أو أربع ، أو خمس وخمسين ، وجزم بعضهم بإحدى ، في ولاية معاوية. وقال أبو هريرة رضي‌الله‌عنه : «مات حبر الأمة. ولعل الله أن يجعل في ابن عباس منه خلفا» وقال ابن عباس لما دلي في قبره «من سره أن يعلم كيف ذهاب العلم فهكذا ذهابه». وله عقب بالمدينة. وكان قتل له يوم الحرة سبعة أولاد لصلبه. قلت ومن بنيه : إسماعيل ، ويحيى ، وسعد. فلاسماعيل : مصعب والد اسماعيل ، وليحيى : إبراهيم والد إدريس الماضي ، ولسعد : قيس والد إسماعيل أبي مصعب.

١٣٦١ ـ زيد بن جارية الأنصاري : الأوسي ، المدني ، هو يزيد يأتي.

١٣٦٢ ـ زيد بن جبيرة بن محمود بن أبي جبيرة : أبو جبيرة الأنصاري ، المدني ، يروي : عن أبيه ، وداود بن الحصين وأبي طوالة. ويروي عنه يحيى بن أيوب ، والليث بن سعد ، وسويد بن عبد العزيز ومحمد بن حمير ، وإسماعيل بن عياش. تركه أبو حاتم ، والبخاري ، وقال : منكر الحديث. وقال النسائي وغيره : ليس بثقة. وقال ابن عبد البر : أجمعوا على ضعفه. وخرج له الترمذي وغيره ، وضعفه العقيلي. وهو في التهذيب.

١٣٦٣ ـ زيد بن حارثة بن أبي زهير بن مالك بن امرىء القيس بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج الأنصاري : شهد بدرا وتوفي في زمن عثمان ، وهو الذي يقال إنه تكلم بعد الموت وأبوه ممن شهد أحدا. قاله ابن حبان ، وكذا هو في تاريخ البخاري ، سوى ذكر أبيه ، وبنحو ذلك ذكره أبو علي بن السكن وزاد : وكان أبو بكر الصديق رضي‌الله‌عنه تزوج أخته ، فولدت له أم كلثوم. وكذا ذكره في البدريين وأنه المتكلم بعد الموت : ابن

٣٦٦

سعد وابن أبي حاتم والترمذي ، ويعقوب بن سفيان ، والبغوي ، والطبري ، وأبو نعيم وغيرهم.

١٣٦٤ ـ زيد بن حارثة بن شراحبيل بن كعب بن عبد العزى بن يزيد بن امرىء القيس بن عامر بن النعمان بن عامر بن عبدود بن كانة بن عوف بن زيد اللات بن رفيدة ابن كلب أبو أسامة الكلبي : وحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ومولاه ، ومن أول الناس إسلاما ، وهاجر النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، واستخلفه على المدينة في بعض أسفاره. قتل في حياة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم مؤته سنة ثمان من الهجرة عن خمس وخمسين سنة ، ونعاه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم لأصحابه في اليوم الذي قتل فيه ، وعيناه تذرفان ، وكان ابن عمر رضي‌الله‌عنه يقول «ما كنا ندعوه إلا زيد بن محمد حتى نزلت (ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ). قال النووي ، قال العلماء : لم يذكر الله في القرآن أحدا باسمه العلم من أصحاب نبينا وغيره من الأنبياء ، عليهم أفضل الصلاة والسلام ، إلا زيدا ، حيث قال : (فَلَمَّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَراً). ولا يرد على هذا قول من قال «السجل» في قوله تعالى : (كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ) اسم كاتب ، فإنه ضعيف ، أو غلط. قال ابن إسحاق وهو أول ذكر آمن بالله ورسوله ، وصلى ، بعد علي. وقال أبو نعيم : رآه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بالبطحاء ينادي عليه بسبعمائة درهم فذكره لخديجة ، فاشتراه من مالها ، فوهبته خديجة له ، فتبناه وأعتقه. وقال ابن السكن : وكان قصيرا شديد الأدمة في أنفه فطس. وهو في أول الإصابة والتهذيب ، وتاريخ مكة للفاسي.

١٣٦٥ ـ زيد بن حاطب بن عمرو بن أمية بن رافع : الأنصاري الأوسي ، ثم الظفري ، قال الواقدي : شهد أحدا وجرح بها ، فرجع به قومه إلى أبيه ، وكان أبوه منافقا ، فجعل يقول لمن يبكي عليه «أنتم فعلتم به هذا ، أنتم غررتموه حتى جرح» ، انتهى. وكأنه أفاق من جراحته ، فإنه لم يذكره فيمن استشهد بأحد ، واعتذر بعض الحفاظ عنه بأنه لم يستوعبهم ، وسيأتي في «يزيد بن حاطب» بزيادة باء في أوله.

١٣٦٦ ـ زيد بن الحسن بن أسامة بن زيد بن حارثة : الكلبي ، الماضي أبوه ، روى عن أبيه الحسن. وعنه : ابنه أبو عقال هلال قصة إسلام حارثة. أخرج الحديث أبو عبد الله بن مندة في معرفة الصحابة وتمام في فوائده ، واستدركه شيخنا في لسانه.

١٣٦٧ ـ زيد بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي : حفيد الآتي بعده ، يروي عن أبيه عن جده ، روى إسحاق بن جعفر بن محمد العلوي عن أبيه عن علي بن محمد عنه. ذكره في التهذيب للتمييز.

١٣٦٨ ـ زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب : والد أمير المدينة الحسن ، أبي

٣٦٧

الست نفيسة وهو شقيق يزيد ، وأم الحسن ، أمهم أم بشير ابنة أبي مسعود عقبة بن عمرو ، تابعي ، سمع أباه وابن عباس. روى عن أبيه الحسن وجابر وعبد الله بن عباس. وعنه : ابنه ، ويزيد بن عياض بن جعدية ، وعبد الرحمن بن أبي الموالي ، وأبو معشر السندي. وعبد الله بن عمرو بن خداش ، ذكره ابن حبان في ثقاته. وكتب عمر بن عبد العزيز في حقه إلى عامله «أما بعد ، فإنه شريف بني هاشم وذو سنهم ، فأد إليه صدقات رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأعنه يا هذا على ما استعانك عليه». وعزله سليمان بن عبد الملك عن صدقات آل علي ، وكان جوادا ممدحا يتعجب الناس من عظم خلقته ، وللشعراء فيه مدائح ، وهو من سادات بني هاشم ، يتولى صدقات النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بالمدينة. وله وفادة على الوليد بن عبد الملك. قال بعضهم : رأيته أتى يوم الجمعة من ثمانية أميال إلى المدينة. وكأنه محل سكنه فإنه مات يعني عن تسعين سنة في حدود العشرين ومائة بالبطحاء ، وبينها وبين المدينة هذه المسافة. وهو في التهذيب ، وثانية ثقات ابن حبان ، ويرى أن الوليد بن عبد الملك كتب إليه أن يبايع لابنه ، ويخلع سليمان بن عبد الملك من ولاية العهد ، ففرق زيد وأحباب الوليد. فلما استخلف سليمان وجد كتاب زيد بذلك ، فكتب إلى أبي بكر بن عمرو بن حزم وهو أمير المدينة أدع زيدا فأقرئه هذا الكتاب ، فإن عرفه فاكتب إلي ، وإن هو نكل فحلفه ، قال : فخاف واعترف ، وبذلك أشار عليه القاسم وسالم. فكتب أبو بكر بن حزم بذلك ، فكان جواب سليمان أن اضربه مائة سوط ، ودرّعه عباءة ، ومشيه حافيا ، قال : فجلس عمر بن عبد العزيز في عسكر سليمان وقال «حتى أكلم أمير المومنين فيما كتب به» ومرض سليمان. ثم مات وحرق عمر بن عبد العزيز الكتاب.

١٣٦٩ ـ زيد بن خارجة بن زيد بن أبي زهير بن مالك بن امرىء القيس بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج : من بني الحرث بن الخزرج من الأنصاري ، الأنصاري الخزرجي ، المتكلم بعد الموت له صحبة ورواية ، وخرج له النسائي. وأمه هزيلة ابنة عتيك بن عامر من بني هاشم بن الحارث بن الخزرج. وقتل أبوه يوم أحد ، وهو في التهذيب ، وأول الإصابة. وينظر زيد بن حارثة الماضي ويحرر الصواب.

١٣٧٠ ـ زيد بن خالد : أبو عبد الرحمن ، أبو طلحة الجهني ، صحابي شهير ، نزل الكوفة بعد المدينة ، ذكره فيهم ، وحدث عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وعن عثمان وأبي طلحة الأنصاري. وعنه : ابنه خالد وبشر بن سعيد وعطاء بن يسار ، وأبو سلمة بن عبد الرحمن وعطاء بن أبي رباح وسعيد بن يسار وجماعة. مات بالمدينة ، كما قاله ابن حبان عن خمس وثمانين سنة ، سنة ثمان وسبعين. وقال خليفة : سنة ثمان وستين ، وقيل إن وفاته بالكوفة. قاله بعض الحفاظ : وكأنه لتضعيفه ، لم أر للكوفيين عنه رواية. وهو في الإصابة ، والتهذيب.

٣٦٨

١٣٧١ ـ زيد بن الخطاب : أبو عبد الرحمن ، أخو أمير المؤمنين عمر ، صحابي بدري ، شهدها وما بعدها ، قتل يوم مسلمة شهيدا ، ذكره بعضهم في أهل الصفة ونسبه الحاكم ومسلم في المدنيين. وهو ممن هاجر كأخيه عمر قبل النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ولما قتل قال أخوه عمر «سبقني إلى الحسنيين». وهو في التهذيب.

١٣٧٢ ـ زيد بن رباح : المدني من أهلها ، يروي عن أبي عبد الله الأغر. روى عنه : مالك. قتل سنة إحدى وأربعين ومائة ، وقيل : إحدى وثلاثين وقيل سنة ثلاثين. قال أبو حاتم : ما أرى بحديثه بأسا ، وهو في ثالثة ثقات ابن حبان. والتهذيب وخرّج له البخاري وغيره. ووثقه ابن البرقي ، والدارقطني ، وابن عبد البر. وزاد مأمون.

١٣٧٣ ـ زيد بن حارثة بن شراحبيل الكلبي : أخو أسامة ، روى سعد : أن أمه أم كلثوم ابنة عقبة ، أقبلت مهاجرة في الهدنة سنة ست فخطبت ، فأشار عليها النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بزيد ، وقتل لمؤته سنة ثمان ، فولدت له ابنه هذا ، ورقية. فهلك زيد صغيرا وماتت رقية في حجر عثمان.

١٣٧٤ ـ زيد بن السائب : أبو السائب المدني ، يروي : عن عبد الله بن محمد بن الحنفية وخارجة بن زيد. ويروي عنه : معن القزاز وزيد بن الحباب وأبو جعفر النفيلي وغيرهم. قال أبو حاتم صدوق. وقال ابن حبان في ثالثة ثقاته : يروي المقاطيع.

١٣٧٥ ـ زيد بن سهل بن الأسود بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك النجار : أبو طلحة ، الأنصاري النجاري ، المدني ، زوج أم سليم ، أم أنس بن مالك عمر رضي‌الله‌عنهم ، شهد بدرا ، والمشاهد بعدها. ذكره مسلم في المدنيين ، وكان فارس رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. وقتل يوم حنين عشرين رجلا ، وأخذ أسلابهم ، وهو القائل :

أنا طلحة ، واسمي زيدا

وكل يوم فى سلاحي صيد

وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم «صوت أبي طلحة في الجيش خير من فئه». وأبلى يوم أحد بلاء عظيما ، وكان يجثو بين يدي النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وينثر كنانته ويقول :

وجهي لوجهك الوقاء

ونفسي لنفسك الفداء

وحلق النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم رأسه في حجة الوداع. وأعطى شعر رأسه الأيمن أبا طلحة. وقيل؟؟؟ يوما (انْفِرُوا خِفافاً وَثِقالاً) فقال : ما اسمع الله عذر أحدا. فخرج إلى الغزو وهو شيخ؟؟؟

٣٦٩

كبير. وكان آدم مربوعا ، لا يغير شيبه ، ويأكل البرد وهو صائم ويقول : ليس بطعام ولا شراب وسنده صحيح ، وكان أكثر الأنصار مالا ، وهو الذي تصدق ببئر حاء ، وكانت من أحب أمواله ومن خير أموال المدينة ، لما أنزل الله (لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ). روى عنه : ابنه عبد الله ، وربيبه أنس بن مالك ، وزيد بن خالد الجهني وعبد الله بن عباس ، وغيرهم. وسرد الصيام بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وغزا بحر الشام فمات فيه في السفينة. فلم يجدوا جزيرة يدفنونه بها إلا بعد سبعة أيام ، فدفنوه ولم يتغير. وقيل : بل بالمدينة ، مات سنة أربع وثلاثين ، وقيل : سنة اثنتين ، عن سبعين سنة ، وصلى عليه عثمان. ويقال إنه عاش بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أربعين سنة ، وحينئذ تكون وفاته سنة إحدى وخمسين. واستشهد شيخنا ابن حجر لكونه الصواب : بما ساقه في مختصره للتهذيب وهو في أول الإصابة والتهذيب.

١٣٧٦ ـ زيد بن طلحة : أبو يعقوب التيمي ، المدني ، ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين. وهو يروي عن عبد الله بن عباس ، وعن سعيد المقبري. وعنه : ابنه يعقوب ، وسعيد المقبري ، والتيمي ، وعبد الرحمن بن إسحاق وأبو علقمة عبد الرحمن بن محمد الفروي ، سفيان الثوري ، وثقه ابن معين ، ثم ابن حبان وهو في رابع الإصابة.

١٣٧٧ ـ زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب : القرشي ، العدوي المدني. أمه أم ولد ، تابعي ، ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين. ويروي عن أبيه عبد الله بن عمر رضي‌الله‌عنهم. وعنه : نافع مولى ابن عمر ، وحفيده عمر بن محمد. ذكره في التهذيب.

١٣٧٨ ـ زيد بن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب : القرشي ، العدوي ، الخطابي ، المدني. يروي عن أهل المدينة ، وعن عمر بن عبد العزيز وعنه : عبد الرحمن بن عمر الأوزاعي. قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته. وهو في التهذيب.

١٣٧٩ ـ زيد بن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم : المدني ، مولى عمر بن الخطاب رضي‌الله‌عنه. يروي : عن أبيه عبد الرحمن وعنه : ابن أبي أويس ، وإبراهيم بن المنذر الحزامي. قال السخاوي : منكر الحديث ، وتبعه ابن حبان في الضعفاء ، ولكنه قال : لا أدري التخليط في حديثه منه ، أو من أبيه؟ لأن أباه ليس بشيء في الحديث وأكثر روايته عنه. فمن هنا جبّنا عن إطلاق الجرح عليه ، انتهى. ذكره العقيلي ، وابن الجارود ، في الضعفاء وقال أولهما عقب حديثه لا يتابع عليه ، ولا يعرف إلا به ، وهو في الميزان.

٣٧٠

١٣٨٠ ـ زيد أبي نعيم : المدني ، أخو نافع القاري. يروي عن : محمد بن شهاب الزهري. وأورد له ابن عدي في ترجمة عبد الله بن إبراهيم الغفاري حديثين ، قال : لم أسمع يزيد أخي نافع إلا فيهما ، ولا أعلم روى عنه إلا عبد الله بن إبراهيم. وقال الذهبي في ترجمة الغفاري : زيد مجهول. وليس سلفه في ذلك أبو حاتم فإن أبا حاتم ليس له في زيد كلام أصلا. قاله شيخنا في اللسان.

١٣٨١ ـ زيد بن أبي عبس : عبد الرحمن بن جبر ، الأنصاري ، المدني ، الآتي أبوه ، يروي عن أبيه. وعنه : ابنه ميمون. قاله ابن حبان في ثقاته.

١٣٨٢ ـ زيد بن أبي عتاب : المدني ويقال زيد بن عتاب ، مولى أم حبيبة ، زوج النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ويقال : مولى أخيها معاوية. روى عنه وعن أبي هريرة ، وعبد الله بن رافع مولى أم سلمة ، وعمرو بن سليم الزرقي وغيرهم. روى عنه : عبد الله بن ميسر ، وسعيد بن أبي أيوب ، ويحيى أبي سليمان المدني ، وغيرهم. وثقه ابن معين. روى له البخاري في الأدب ، ومسلم ولم يسمه وأبو داود ، والنسائي وابن ماجة وهو في التهذيب.

١٣٨٣ ـ زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب : أبو الحسين الهاشمي العلوي ، المدني ، أخو أبي جعفر محمد الباقر وعبد الله وعمر وعلي والحسين ، وهو ابن أمة ، روى عن أبيه وأخيه أبي جعفر ، وعروة. وعنه : ابنه الحسين ، وابن أخيه جعفر بن محمد ، وشعبة ، وفضيل بن مرزوق ، والمطلب بن زياد ، وسعيد بن خثيم الهلالي. وعبد الرحمن أبي الزناد. وخلق سواهم. وكان أحد العلماء الصلحاء ، وبدت منه هفوة. استشهد ، فكان سببا لرفع درجته في الآخرة ، وهو الذي رفضته الطائفة الملقبون ، بسبب رفضهم له الرافضة ، لما خالفهم في التبرىء من الشيخين بحيث ثبت عنه أنه قال : أنا أتبرأ من كل من تبرأ منهما ، وقال مرة : أبو بكر إمام الشاكرين. ثم تلا : (وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ.) وقال مرة أخرى : البراءة من أبي بكر براءة من علي. قال عمر بن القاسم : دخلت على جعفر بن محمد ، وعند أناس من الرافضة ، فقلت : «إن هؤلاء يبرأون من عمك زيد» ، فقال : «برىء الله ممن تبرأ منه ، كان والله أقرأنا لكتاب الله ، وأفقهنا في دين الله ، وأوصلنا للرحم ، ما ترك فينا مثله». وترجمته محتملة للبسط ، وهو ممن خرج له أبو داود وغيره وهو في التهذيب. قتل عن اثنتين وأربعين سنة ، في صفر سنة عشرين ومائة ، وقيل : يوم عاشوراء ، أو ثاني صفر سنة اثنتين وعشرين. وقال مغيرة : كنت أكثر الضحك ، فما قطعه عني إلا قتله. ورأى جرير بن حازم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في المنام متساندا إلى جذع وهو مصلوب

٣٧١

وهو يقول للناس : هكذا تفعلون بولدي؟ وإليه تنسب الطائفة الزيدية نسبا ومذهبا وهو بريء من بدعهم رحمه‌الله.

١٣٨٤ ـ زيد بن عمر بن عثمان بن عفان : الآتي أبوه ، زوج سكينة ابنة الحسين ، أحلفته أن لا يمنعها سفرا.

١٣٨٥ ـ زيد بن عياش أبو عياش الزرقي : ويقال المخزومي ، ويقال مولى بني زهرة ، المدني. ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين. وقال : زيد أبو عياش ، مولى لبني زهرة. يروي عن : سعد بن أبي وقاص. وعنه : عبد الله بن يزيد مولى الأسود بن سفيان ، وعمران بن أبي أنس الأسلمي. وثقه : ابن حبان ، والدارقطني. وصحح الترمذي وابن خزيمة ، وابن حبان حديثه. وهو في التهذيب. وفرق الحاكم أبو أحمد بينه وبين زيد أبي عياش الصحابي. ويتأيد قول أبي حنيفة ، ثم ابن حزم ، وابن عبد البر : إنه مجهول وأن تعقب المقالة للخطابي.

١٣٨٦ ـ زيد بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب : القرشي العدوي المدني ، يروي عن أبيه ونافع. وعنه : أخواه ـ عاصم ، وعمر ، وشعبة. وثقه أبو داود ، والنسائي ، وأبو حاتم ، وزاد : لا بأس به. وقال الدارقطني : مقل فاضل ، وهم خمسة أخوة كلهم ثقات. وذكره ابن حبان في الثقات. وهو في التهذيب.

١٣٨٧ ـ زيد بن أبي نعيم : مضى قريبا في ابن عبد الرحمن بن أبي نعيم.

١٣٨٨ ـ زيد البربري : مولى أمير المؤمنين الرشيد. كانت له ثلاث سقايات بالمسجد الحرام.

١٣٨٩ ـ زيد أبو يسار : مولى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، روى حديثه بلال بن زيد عن أبيه وجده ، قال أبو موسى المديني : هو ابن بولا. وقال ابن شاهين : كان عبدا نوبيا. أصابه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في غزوة بني تعلبة ، فأعتقه. وهو في التهذيب.

١٣٩٠ ـ زبيدة (بضم أوله وكسرة ثم تحتانيتين) مصغرا ـ ابن الصلت بن معدي كرب الكندي : أخو عبد الرحمن وكثير الآتي ذكرهم ، ذكره مسلم في ثانية تابعي المدنيين ، وهو تابعي ممن روى عنه مالك. زعم ابن الحذاء : أنه قاضي المدينة زمن هشام بن عبد الملك. واستبعده شيخنا وقال : وأظن ذلك والده الصلت ، وبنو نعيم بن الحذاء. وكون الصلت هو القاضي : جزم به شيخنا العراقي ، كما سيأتي في الصاد. وذكره مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عنه ، فذكر القصة في إعادته الصلاة ، قال عبد الغني بن سعيد وهو

٣٧٢

والد الصلت الذي روى عنه مالك. وقال ابن سعد : هاجر كثير وأخوه إلى المدينة ، بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فسكنوها ، وكان اسم كثير : «قليلا فسماه عمر كثيرا». وقيل : سماه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، والأول أرجح.

حرف السين المهملة

١٣٩١ ـ سالم بن أمية أبو النصر : المدني من أهلها. ومولى عمر بن عبيد الله بن معمر القرشي ، التيمي وكاتبه ، ووالد إبراهيم الذي يقال له : «بردان» الماضي ، تابعي ، ذكره مسلم في رابعة تابعي المدنيين. يروي : عن أنس وعن عبد الله بن أبي أوفى كتابة وذلك في الصحيحين ، ثم عن عبيد بن حنين ، وبشر بن سعيد وسليمان بن يسار ، وعمير مولى ابن عباس وعامر بن سعد ، وأبي سلمة بن عبد الرحمن. وعنه : ابنه إبراهم المعروف ببردان ، ومالك وعمرو بن الحارث ، والليث بن سعد ، والسفيانان ، وفليح بن سليمان ، وغيرهم. قال أبو حاتم : صالح ثقة ، وكذا قال العجلي : مدني صالح ثقة ، ووثقه ابن حبان ، وقال : مات في ولاية مروان بن محمد ، وعينه خليفة بن خياط فقال : في سنة تسع وعشرين ومائة. وأبو عبيد : بسنة ثلاث وثلاثين. وهو ممن خرجوا له ، وذكر في التهذيب.

١٣٩٢ ـ سالم بن خربوذ : هو ابن سرج.

١٣٩٣ ـ سالم بن خلف بن دارم بن أسلم بن أفصي الخزاعي : استشهد هو وأخوه النعمان يوم أحد ، ودفنا في قبر واحد.

١٣٩٤ ـ سالم بن سرح : وهو ابن خربوذ ، أبو النعمان ، ويقال سالم بن النعمان المدني ، مولى أم حبيبة. يروي عن : مولاته ولها صحبة ، وعنه ، أسامة بن زيد المدني ، وخارجة بن الحارث بن رافع بن مكيث الجهني ، قال ابن معين : ثقة ، شيخ مشهور ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال الدارقطني سرج ، يعرف بخربوذ ، وقال الحاكم أبو أحمد : من قال : «ابن سرج» فقد غربه ، ومن قال : «ابن خربوذ» أراد به الأكاف بالفارسية. وقال البخاري ، قال بعضهم : «ابن النعمان» ولم يصح ، وخالفه أبو زرعة فرجح رواية من قال : «عن سالم بن النعمان» وهي رواية الثوري ، وابن وهب عن أسامة. وقال وكيع في روايته عند أبي داود عن ابن خربوذ ، ولم يسمه ، وسماه غيره عن وكيع «النعمان بن خربوذ» وحكاه ابن أبي حاتم.

١٣٩٥ ـ سالم بن صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري : القرشي ، من أهل المدينة. يروى عن أبيه صالح بن إبراهيم. وعنه : إبراهيم بن سعد ، ذكره ابن حبان في ثالثة ثقاته : ورابعها ، وهو في اللسان.

٣٧٣

١٣٩٦ ـ سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب : أبو عمر ، وقيل : أبو عبد الله القرشي العدوي ، المدني أحد الأعلام المكثرين ، والفقهاء الذين يصدر عنهم أهلها قضاء وفتيا ، تابعي ، ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين ، أمه أم ولد ، سمع أباه وعائشة ورافع بن خديج ، وأبا هريرة وسفينة ، ثم سعيد بن المسيب ، وقال إن أباه قال له : «إنه سماه باسم سالم مولى أبي حذيفة» وغيرهم. وعنه خلق كثيرون منهم : عمرو بن دينار ، والزهري ، وصالح بن كيسان وموسى بن عقبة ، وعبيد الله بن عمر ، وحنظلة بن أبي سفيان. وذكره في التهذيب لرواية الجماعة له. وقدم الشام وافدا على عبد الملك بن مروان ببيعة والده له ثم على الوليد ، وعلى عمر بن عبد العزيز ، وكان يشبه أباه في السمت والهدى بل كان أشبه ولد عمر به وأبوه كان يشبه أباه. قال مالك : ولم يكن أحد في زمانه أشبه بمن مضى من الصالحين في الزهد والقصد في العيش منه ، كان يلبس الثوب بدرهمين ، ويشتري الثياب يحملها. زاد غيره : أن سليمان بن عبد الملك ، قال له وقد رآه خشن السحنة «أي شيء تأكل»؟ قال : «الخبز والزيت ، وإذا وجدت اللحم أكلته». وكان لا يأكل إلا ومعه سكين ، ويخضب بالحناء ، وكان له حمار هرم فنهاه بنوه عن ركوبه ، فأبى ، فجدعوا أنف الحمار فأبى أيضا ، فقطعوا أذنيه ، فأبى. وكان يركبه أجدع الأذنين ، مقطوع الأنف والأذن. ورآه هشام بن عبد الملك يطوف بالكعبة فقال له : سلني حاجة فقال : «إني أستحي من الله أن أسأل في بيته غيره» ، فلما خرج لحق به وقال له : «الآن خرجت». فقال : «والله ما سألت الدنيا من يملكها ، فكيف أسألها من لا يملكها»؟. وكان أبوه يقبله ويقول : شيخ يقبل شيخنا ، ويقول : إني أحبك حبين ، حب الإسلام وحب القرآن. وإذا ليم في حبه يقول :

يلومونني في سالم وألومهم

وجلدة بين العين والأنف سالم

قال أبو الزناد : كان أهل المدينة يكرهون اتخاذ الإماء حتى نشأ فيهم السادة علي بن الحسين بن أبي طالب ، والقاسم بن محمد ، وسالم بن عبد الله فقهاء موال ، ففاقوا أهل المدينة علما وتقى وعبادة وورعا. فرغبوا حينئذ في السراري. وقال ابن راهوية : أصح الأسانيد كلها الزهري عن سالم عن أبيه. وترجمته طويلة فهي عند ابن العديم في كراريس ، وفي التهذيب وغيرهما. مات أول سنة سبع وعند الجمهور سنة ست ومائة. وهشام بن عبد الملك يومئذ بالمدينة ، وكان حج فيها ، ولم يحج في ولايته غيرها ، فوافق موته ، فصلّى عليه بالبقيع لكثرة الناس. فلما رأى هشام كثرتهم قال لإبراهيم بن هشام المخزومي : اضرب على أهل المدينة بعث أربعة آلاف ، فكان الناس إذا دخلت الصائفة خرج أربعة آلاف من أهلها إلى السواحل فكانوا هناك إلى قفول الناس ومجيئهم من الصائفة. ويقال : إن جماعة منهم لم يرجعوا ، فتشاءم أهل المدينة بهشام. وقالوا : عان.

١٣٩٧ ـ سالم عبد الله : المدني ، مولى محمد بن كعب القرظي ، كان عمر بن عبد العزيز قد آخاه في الله وحضر سالم عنده حين استخلف ، فوعظه ، وأظنه كان مع مولاه

٣٧٤

بخناصرة عند عمر. ذكره ابن العديم في تاريخ حلب.

١٣٩٨ ـ سالم بن عبد الله : أبو عبد الله النصري ، مولاهم ، فإنه مولى مالك بن أوس بن الحدثان النصري ، المدني ، تابعي ثقة ، هو سالم سبلان ، وسلم مولى المهري ، وسالم السدوسي ، ومولاهم مولى مالك بن أوس بن الحدثان النصري ، وسالم مولى شداد بن الهاد. وذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين فقال : سالم مولى دوس ، ويقال له سالم سبلان ، عمر دهرا ، ويروي عن سعد بن أبي وقاص ، وعائشة وأبي هريرة وجماعة. وعنه : سعيد المقبري ، وأبو الأسود يتيم عروة ، ومحمد بن عمرو ، ومحمد بن إسحاق ، ونعيم المجمر ، وبكير بن الأشج ، وآخرون. ممن احتج به مسلم وغيره ، ذكر ابن عاصم : أنه مات سنة عشر ومائة. وذكر في التهذيب.

١٣٩٩ ـ سالم بن عبيد الأشجعي : صحابي من أهل الصفة ، ثم نزل الكوفة ، روى له أصحاب السنن بإسناد صحيح في تشميت العاطس وله رواية عن عمر رضي‌الله‌عنه فيما قاله عمر وصنعه عند وفاة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وكلام أبي بكر رضي‌الله‌عنه في ذلك. أخرجه يونس بن بكير في زياداته. روى عنه هلال بن يساف ونبيط بن شريط عنه ، وكان من أهل الصفة «أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم لما اشتد مرضه أغمي عليه ، فلما أفاق قال : مروا بلالا فليؤذن ، ومروا أبا بكر فليصل ـ الحديث».

١٤٠٠ ـ سالم بن عتبة بن عويم بن ساعدة : ويقال سالم بن عبد الله ويقال : ابن عبد الرحمن ، الأنصاري المدني. روى حديثه محمد بن طلحة التيمي عن عبد الرحمن بن سالم عن أبيه عن جده رفعه «عليك بالأبكار ـ الحديث». ولكون الطبراني جعل الضمير في «جده» عائدا على سالم ، لا على عبد الرحمن قال : إنه لا يروى عن عويم بن ساعدة إلا بهذا الإسناد. وهو من رجال التهذيب.

١٤٠١ ـ سالم بن عمير : ذكره بعضهم في أهل الصفة تبعا للحاكم ، قال أبو نعيم : وقد شهد أحدا وبدرا والمشاهد كلها ، وهو من الأوس من بني ثعلبة بن عمرو بن عوف بن ثعلبة بن زيد ، وكان أحد البكائين الذين نزل فيهم (وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذا ما أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ ما أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ ، تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلَّا يَجِدُوا ما يُنْفِقُونَ) ، وهو عند شيخنا في الإصابة ، وحكى في أبيه عمرا. وقال ابن عبد البر : شهد العقبة وبدرا وما بعدها ، ومات في خلافة معاوية. وروى ابن جريج من طريق أبي معشر عن محمد بن كعب وغيره في تسمية البكائين : سالم بن عمير بن بني واقف. قال شيخنا : فيحتمل أن يكون آخر ، غير صاحب الترجمة. والله أعلم.

١٤٠٢ ـ سالم بن قاسم الحسيني : صاحب المدينة ، كان بينه وبين أبي عزيز قتادة صاحب مكة حرب سنة إحدى وستمائة ، فأسر النجم سليمان بن عبد الله بن الحسن الريحاني

٣٧٥

فيه ، فأطلقه سالم هذا وقال له : من كان يدبر رأى قتادة وهذه صورته ، فإنه كان أسود اللون ، ضخم الجثة ، قبيح الصورة يجب أن لا يحبسه خصمه عنه متى حصل في يده ، فاذهب إلى صاحبك قال النجم : فقلت له فقد ضاع الشكر أيها الأمير بحسن المبادرة ، فقال : وتوريتك أحسن منها ثم أحسن إلي ، وخلى سبيله. فلما عدت إلى أميري حرت فيما أجاوبه به إن سألني عن إحسان عدوه؟ فقال لي : ما كان من فعل سالم معك؟ فقلت : يا أمير المؤمنين ، الفاطميون يحسنون إلى الناس ويسيء بعضهم إلى البعض. قال : فما رأيته طرب لكلام مثل طربه لما استمع ، وجعل يعيد ما قلت ويظهر لي أني وفقت فيه للصواب.

١٤٠٣ ـ سالم ابن أبي مريم : من أهل المدينة. يروي عن عقيصا دينار. وعنه : علي بن جبلة. قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته.

١٤٠٤ ـ سالم بن مهنا بن حسين بن مهنا : أخو قاسم الآتي ، له ذكره فيه ، وفي منصور بن جماز بن شيخه. وأنه مات في طريق الشام إلى المدينة سنة تسع وعشرة وستمائة ، وكان دخل دمشق مع المعظم لما حج.

١٤٠٥ ـ سالم ابن النعمان : هو ابن سرج.

١٤٠٦ ـ سالم أبو الغيث : مولى عبد الله بن مطيع العدوي المدني ، ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين ، وهو يروي عن أبي هريرة فقط. وعنه : سعيد المقبري ، وثور بن يزيد الديلمي ، وصفوان بن سليم ، وعثمان بن عمر بن موسى التيمي ، ويزيد بن خصيفة ، وآخرون. قال أحمد : لا أعلم أحدا روى عنه إلا ثور وأحاديثه متقاربة. ولكن ذكر ابن شاهين : أن كلام أحمد اختلف فيه. وثقه يحيى بن معين وقال : يكتب حديثه. وكذا وثقه ابن سعد ، وزاد : حسن الحديث. ووثقه ابن حبان وقال : عداده في أهل المدينة. وذكر في التهذيب.

١٤٠٧ ـ سالم ، أبو النضر : في ابن أبي أمية.

١٤٠٨ ـ سالم : مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، يأتي في سلمى.

١٤٠٩ ـ سالم مولى أبي حذيفة : هو سالم بن عبيد بن ربيعة بن عتبة بن عبد شمس ، أحد السابقين الأولين من الصحابة ، ذكر في أهل الصفة واستشهد باليمامة. أخذ اللواء بيمينه فقطعت ، ثم بشماله فقطعت ، ثم اعتنق اللواء وجعل يقرأ : (وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ) الآية ، إلى أن قتل. ذكره أبو نعيم ، وساق من طريق الوليد بن مسلم عن حنظلة بن أبي سفيان عن عبد الرحمن بن سابط عن عائشة رضي‌الله‌عنها قالت : «استبطأني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ذات ليلة ، فلما جئت قال : أين كنت»؟ قلت : «سمعت قراءة رجل في المسجد ما سمعت مثله قط». فقام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وتبعته. فقال : «أما تدرين من هو»؟ قلت : «لا».

٣٧٦

قال : «هو سالم مولى أبي حذيفة». ثم قال : «الحمد لله الذي جعل في أمتي مثل هذا». قال : ورواه ابن المبارك عن حنظلة نحوه ، انتهى. وحديث ابن المبارك في الجهاد له بلفظه عن ابن سابط : «أن عائشة احتسبت ـ وذكره» مرسلا والذي قبله متصلا بقوله عن عائشة. ورواه ابن نمير عن حنظلة ، أخرجه أحمد عنه ، وابن المبارك أحفظ من الوليد. ولكن له شاهد أخرجه البزاز من حديث ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن عائشة بالمتن دون القصة ، ورجاله ثقات. وترجمته مبسوطة في الإصابة.

١٤١٠ ـ سالم مولى قدامة بن مظعون : قال له عمر رضي‌الله‌عنهما «إذا رأيت من يقع من شجر المدينة شيئا ـ يعني بالمدينة فخذ فأسه ، قال : وثوبه يا أمير المؤمنين؟ قال : لا». نقله ابن عبد البر في التمهيد عن عبد الملك بن الماجشون ، قال : بلغنا أن عمر ـ فذكره. قال شيخنا في ثالث الإصابة : وله ـ يعني بمقتضى هذا ـ إدراك.

١٤١١ ـ سالم العلوي الحسيني : صاحب المدينة ، مات سنة اثنتي عشرة وستمائة

١٤١٢ ـ السائب بن أبي حبيش بن المطب بن أسد بن عبد العزي بن قصي القرشي الأسدي : أخو فاطمة ابنة حبيش المستحاضة ، معدود في أهل المدينة ، والصحيح : إنه الذي قال فيه عمر بن الخطاب رضي‌الله‌عنه «لا أعلم فيه عيبا ، وما أحد بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلا وأنا أقدر أن أعيبه» وقيل إن المقول فيه هذا : هو ابنه عبد الله ، لا هذا. وروى عن عمر قوله في الحج. وعنه : سليمان بن يسار. وكان ذا سن عالية وله دار بالمدينة. وهو في التهذيب. وسمي أباه حبيشا والصواب ما تقدم. وذكره الفاسي في تاريخ مكة ، وقال ابن سعد في الطبقة الرابعة : ممن أسلم يوم الفتح ، أمه جميلة ابنه الفاكة بن المغيرة المخزومي. وتزوج عاتكة ابنة الأسود المطلب فولد له منها عبد الله ورقية وأسلم يوم الفتح ، وأطعمه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بخيبر ثلاثين وسقا ، ولا أعلمه. روى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم شيئا ، وكانت له سن عالية. وله بالمدينة دار كبيرة. ومات في زمن معاوية بن أبي سفيان بالمدينة. وقال ابن عبد البر : هو الذي قال فيه عمر : «ذاك رجل لا أعلم فيه عيبا ، بخلاف غيره» ، ويقال : إن عمر إنما قال ذلك في ولده عبد الله بن السائب.

١٤١٣ ـ السائب بن حزم بن أبي وهب بن عمرو بن عائد بن عمران بن مخزوم ـ المخزومي : الماضي أبوه ، والآتي ابن أخيه سعيد بن المسيب ، وللمسيب والسائب أخوة هم : عبد الرحمن ، وأبو معبد ، وحكيم ، وأدرك السائب ـ فيما قاله ابن عبد البر ـ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بمولده.

١٤١٤ ـ السائب بن خباب : أبو مسلم المدني ، صاحب المقصورة ، صحابي ، ذكره مسلم في الطبقة الأولى من المدنيين ويقال : هو مولى فاطمة ابنة عتبة بن ربيعة. قال أبو

٣٧٧

حاتم روى عنه : محمد بن عمرو بن عطاء ، وإسحاق بن سالم ، وصرح أولهما بقوله : رأيت السائب بن خباب وكذا قال غيره. وروى عمر بن شبة في أخبار المدينة أن عثمان استعمل السائب بن خباب على المقصورة ورزقه دينارين في كل شهر ، فتوفي عن ثلاثة رجال مسلم ، وبكير ، وعبد الرحمن. وهو في التهذيب وأول الإصابة.

١٤١٥ ـ السائب بن خلاد بن سويد بن ثعلبة بن عمرو بن حارثة بن امرىء القيس : أبو سهلة الخزرجي ، المدني ، ذكره مسلم فيهم. روى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم. وعنه : ابنه خلاد. وقيل لم يرو عنه غيره ، مات سنة إحدى وسبعين. وقال أبو عبيدة : شهد بدرا ، وولي اليمن لمعاوية. وقال البخاري : السائب بن خلاد ، أبو سهلة بن الحرث بن الخزرج قاله مالك ، وابن جريج ، وابن عيينة عن عبد الملك بن أبي بكر عن خلاد عن أبيه ، وفرق بينه وبين السائب الجهني ، روى عنه أيضا ابنه خلاد. وكذا فرّق بينهما جماعة من المصنفين.

١٤١٦ ـ السائب بن خلاد : أبو سهلة ، صحابي ، له حديث عند أبي داود ، وابن حبان في البصاق في القبلة.

١٤١٧ ـ السائب بن سويد : مديني ، روى ابن عاصم والبغوي من طريق محمد بن كعب عنه رفعه «ما مر شىء يصيب من زرع أحدكم من العوافي إلا كتب الله له بها أجرا». قال البغوي : لا أعلم له غيره. قاله شيخنا في الإصابة.

١٤١٨ ـ السائب بن عبد الله بن السائب : القاضي ، أبو الغمر ـ بغين معجمه وراء مهملة ـ الأنصاري الخزرجي الطنجي ، مزيل الحرمين سمع بمكة من الصفي والرضي الطبريين مع الأقشهري ، بقراءة الوادياشي. وقال فيه ابن فرحون ما ملخصه : إنه أقام بالمدينة مدة طويلة وسكن بالحجرة التي هي سكن الأولياء والأخيار برباط دكالة ، وكان من كبار الأولياء المتحلين بالعلم والعمل والزهد ، وذكر أنه قرأ عليه الفرائض والحساب ، ثم انتقل إلى مكة ، فأقام بها على عبادة وكثرة طواف ، حتى أنه لا يكاد يوجد إلا فيه يعني الطواف. وذكر أنه طاف يوما ثم خرج من الطواف ودخل دهليز الفقيه خليل ـ يعني المالكي ـ عند باب إبراهيم ، ثم دعا بفراش واستقبل القبلة ثم قضى. وذلك في رمضان سنة ثمان عشرة وسبعمائة. وصلى عليه القاضي نجم الدين ، وكانت جنازته حافلة جدا لم ير مثل ما اجتمع فيها ورؤي نعشه وهو محمول على رؤوس الأصابع ، والكفن قد اسود من كثرة لمس الناس له بأيديهم ، ذكره الفاسي.

١٤١٩ ـ السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف المطلبي : جد الإمام الشافعي وابنه شافع وكانا صحابيان ، والسائب كان ممن يشبه بالنبي

٣٧٨

صلى‌الله‌عليه‌وسلم. روى الحاكم في مناقب الشافعي أنه اشتكى ، فقال عمر : «اذهبوا بنا لنعوده فإنه من خصاصة قريش». قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم حين أتى به وبعمه العباس : «هذا أخي». وأمه الشفاء ابنة الأرقم بن هاشم ، وأم الشفاء خالدة ابنة أسد بن هاشم خالة علي بن أبي طالب وأخوته. ذكره شيخنا في الإصابة.

١٤٢٠ ـ السائب بن عثمان بن مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح : القرشي الجمحي ، هاجر مع أبيه وعميه قدامة وعبد الله إلى أرض الحبشة ، الهجرة الثانية ، وشهد بدرا والمشاهد. وقتل عن بضع وثلاثين يوم اليمامة شهيدا. وكان فيما قيل قد استخلفه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم على المدينة لما خرج منها في غزوة بواط ، وقيل : المستخلف سعد بن معاذ. والأول يعزى لابن عبد البر وكان من الرماة المذكورين. قاله الذهبي وهو في الإصابة ، وتاريخ مكة للفاسي.

١٤٢١ ـ السائب بن أبي لبابة بن عبد المنذر : أبو عبد الله الأنصاري من أهل المدينة ، يقال : إنه ولد في عهد النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم. ويروي عن عمر بن الخطاب ، مات في ولاية يزيد بن عبد الملك. قاله ابن حبان في ثانية ثقاته.

١٤٢٢ ـ السائب بن مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح : الجمحي شقيق عثمان بن مظعون ، وعم ولده السائب الماضي قبله ، من المهاجرين الأولين إلى أرض الحبشة وشهد بدرا. قال الذهبي : إن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم استخلفه على المدينة.

١٤٢٣ ـ السائب بن يزيد بن سعيد بن ثمامة بن الأسود بن عبد الله : وزاد ابن حبان في نسبه : عبد الله بن يزيد وسعيد ، أبو يزيد الكندي المدني الصحابي ابن أخت النمر بن قاسط ، يعرفون بذلك ، وجده سعيد حليف بني عبد شمس. حج بالسائب أبوه مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في حجة الوداع ، وهو ابن سبع سنين ، وخرج مع الصبيان إلى ثنية الوداع يتلقون رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عائدا إلى المدينة من غزوة تبوك. وذهبت به خالته إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقالت : «إنه وجع». فمسح رأسه ودعا له ورأى خاتم النبوة بين كتفيه كزرّ الحجلة ، حسبما روى هذا عنه. وروى أيضا عن عمر بن الخطاب ، وعثمان ، وخاله العلاء بن الحضرمي ، وطلحة وحويطب بن عبد العزي رضي‌الله‌عنهم ، وجماعة. وروى عنه ابنه عبد الله وإبراهيم بن عبد الله بن قارظ ، والزهري وحميد بن عبد الرحمن بن عوف ، ويحيى بن سعيد الأنصاري ، وعبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف ، ويزيد بن عبد الله ، وعمر بن عطاء بن أبي الخوار ، وآخرون. وكان أسود من هامته إلى مقدم رأسه وسائر رأسه ومؤخره وعارضه ولحيته أبيض ، فقيل له فقال «مر بي النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأنا ألعب ، فمسح يده على رأسي وقال : بارك الله فيك. فموضع كفه صلى‌الله‌عليه‌وسلم لا يشيب أبدا». وكان عليه مطرف خز ، وجبة خز ،

٣٧٩

وعمامة. قال الزهري : ما اتخذ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قاضيا ، ولا أبو بكر ، ولا عمر حتى قال عمر للسائب «لو روّحت عني بعض الأمر» حتى كان عثمان. وفي ثقات ابن حبان : أنه كان على السوق أيام عمر. وكذا قال ابن عبد البر. وسبقهما مصعب الزبيري ، فقال : استعمله عمر على سوق المدينة ، هو وسليمان بن أبي حثمة ، وعبد الله بن عتبة بن مسعود. مات سنة ثمانين ، فيما قاله الهيثم بن عدي وغيره أو اثنتين وثمانين ، أو إحدى وتسعين ، كما قال الواقدي مصرحا بالمدينة ، وأبي مشهر ، وجماعة عن ثمان ، أو سبع وثمانين ، وعن الحميد بن عبد الرحمن : أنه توفي سنة أربع وتسعين. وذكره الذهبي في فصل من مات ما بين التسعين إلى المائة. قال ابن أبي داود : وهو آخر من مات بالمدينة من أصحابه. وهو في التهذيب وأول الإصابة.

١٤٢٤ ـ السائب : رجل من أهل المدينة. يروي عن أبي سعيد الخدري. وعنه أسماء بن عبيد. وهو في التهذيب ، وقال : المحفوظ أنه أبو السائب مولى هشام بن زهرة ، وسيأتي.

١٤٢٥ ـ سبأ بن شعيب اليمني : مفتي الحرمين ، أفتى بحضرة أحمد بن عجيل بجواز تقديم طواف الوداع على النحر مع طواف الإفاضة لمن عزم على النفر من منى ، وعزم على الذي أفتى به على النفر من منى مع أصحابه. مات بالمهجم من اليمن سنة خمس وستين وستمائة. وذكره الفاسي بأطول.

١٤٢٦ ـ سباع بن عرفطة الغفاري : صحابي ، ولاه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم المدينة حين خرج إلى خيبر ، قاله ابن حبان في الأولى ، وهو في أول الإصابة. وروى ابن خزيمة والبخاري في تاريخه الصغير ، والطحاوي من طريق خثيم بن عراك عن أبيه عن أبي هريرة قال : «قدمت المدينة والنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بخيبر وقد استخلف على المدينة سباعا ، فشهدنا معه الصبح وجهزنا ، فأتينا النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بخيبر». قال البخاري : ورواه وهيب عن أبيه عن نفر من قومه قالوا : «قدم أبو هريرة ـ فذكر نحوه» ، وقد وصل البيهقي في الدلائل طريق وهيب. وقال أبو حاتم : استعمله النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم على المدينة في غزوة خيبر ، وفي غزوة دومة الجندل.

١٤٢٧ ـ سبرة بن معبد ، أو ابن عوسجة بن حرملة الجهني المدني : صحابي ، خرج له مسلم وغيره ، وكان رسول علي إلى معاوية من المدينة بعد مقتل عثمان ، وذكره ابن سعد فيمن شهد الخندق فما بعدها. روى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وعن عمرو بن مرة الجهني ، على اختلاف فيه وعنه : ابنه الربيع ، وكان ينزل المروة. مات في خلافة معاوية ، وهو في التهذيب ، وأول الإصابة. ولكن قال ابن حجر في التهذيب : فرق ابن حبان بين سبرة بن معبد والد الربيع وبين سبرة بن عوسجة النازل في ذي المروة.

٣٨٠