التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة - ج ١

شمس الدين السخاوي

التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة - ج ١

المؤلف:

شمس الدين السخاوي


الموضوع : رجال الحديث
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٧٥
الجزء ١ الجزء ٢

٥٥٨ ـ أوس بن ثعلبة الأنصاري : أحد المتخلفين عن غزوة تبوك ، وأحد من ربط نفسه في السارية ، كأبي لبابة ، حتى نزلت (وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ) [التوبة : ١٠٢].

٥٥٩ ـ أوس بن حذيفة : ذكره بعضهم في أهل الصفة ، نشأ عن قول المالكيين «أنزلهم قبته» كما أوضحه أبو نعيم في الحلية ، وعنده أنه أوس بن أوس الثقفي.

٥٦٠ ـ أوس بن خالد بن قرط بن قيس بن وهب بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار ، الأنصاري النجاري ، والد صفوان التابعي : ذكره الذهبي في الصحابة : ثم شيخنا ، وبرهن على أنه مات بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، لكون ابنه من التابعين ، إذ لو مات في الجاهلية لكان لابنه صحبة ، قال : ولم يبق بالمدينة من الأنصار في حياة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أحد كافرا.

٥٦١ ـ أوس بن خذام الأنصاري : أحد من قيل إنه من المتخلفين عن تبوك ، وربطوا أنفسهم بالسواري حتى نزل قوله تعالى (وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ) [التوبة : ١٠٢] كما رواه أبو الشيخ في تفسيره ، وتبعه شيخنا في إصابته.

٥٦٢ ـ أوس بن خولي بن عبد الله بن الحارث بن عبيد بن مالك بن سالم بن غنم بن عوف بن الخزرج ، أبو ليلى من بني سالم ، الحبلي : أنصاري شهد بدرا ، وهو الذي حضر غسل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ونزل في قبره ، توفي بالمدينة في خلافة عثمان قبل قتله ، وهو محصور ، وذكره شيخنا في الإصابة بأطول.

٥٦٣ ـ أوس بن سعد بن أبي سرح العامري : صحابي من مسلمة الفتح ، وسكن المدينة ، واختط بها دارا ، وعاش إلى ولاية عبد الملك بن مروان على المدينة ، أو إلى خلافته ، ذكره شيخنا في الاصابة.

٥٦٤ ـ أوس بن سلامة ، وقيس أخو سلامة وسعد ، وأبي ناقلة : قال ابن الكلبي في الجمهرة : إنه قتل يوم أحد.

٥٦٥ ـ أوس بن الصامت بن قيس بن أصرم بن فهر بن ثعلبة بن غنم بن سالم بن عوف بن الخزرج ، الأنصاري ، أخو عبادة : وكلاهما ممن شهد بدرا ، وأوس هو زوج المجادلة في زوجها ، التي أنزل الله فيها وفي زوجها ما أنزل ، خولة ـ ويقال : اخويلة ـ ابنة ثعلبة ، وقد آخى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بينه وبين مرثد بن أبي مرثد الغنوي ، مات في خلافة عثمان ، وله خمس وثمانون سنة ، قاله ابن حبان ، وقيل : سنة أربع وثلاثين بالرملة ، وهو ابن اثنتين وسبعين سنة ، طوله شيخنا ابن حجر في الإصابة.

٢٠١

٥٦٦ ـ أوس بن المنذر الأنصاري ، من بني عمرو بن مالك بن النجار : ذكره ابن اسحاق ، وأبو الأسود عن عروة ، فيمن استشهد بأحد ، قاله شيخنا في الإصابة.

٥٦٧ ـ أوس مولى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : جزم ابن حبان بأنه اسم أبي كبشة ، وقال الطبراني : أوس ، وقيل : سليم ، وسيأتي في الكنى.

٥٦٨ ـ أوس بن مالك الأنصاري : روى مقاتل في تفسيره أنه توفي يوم أحد ، وترك امرأته أم كجه ، فذكر القصة في سبب نزول قوله تعالى : (لِلرِّجالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ) [النساء : ٧].

٥٦٩ ـ أويس بن مالك بن أبي عامر الأصبحي : حليف بني تيم من قريش ، وأخو أنس ، والد الإمام مالك الماضي ، وجد إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس يروي عن أبيه ، وعنه مصعب بن محمد ، ذكره ابن حبان في الثقات.

٥٧٠ ـ أويس بن معاذ بن أنس بن قيس الأنصاري النجاري : ويقال اسمه أنيس فربما صغر ، شهد بدرا والمشاهد ، وتوفي في خلافة عثمان.

٥٧١ ـ أياد ـ أبو المسيح ـ مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : في الكنى.

٥٧٢ ـ إياس بن أوس بن عتيك ، الأنصاري الأشهلي : استشهد يوم أحد ، كما ذكره موسى بن عقبة عن ابن شهاب ، وكذا ابن اسحاق ، وأبو الأسود عن عروة ، وخالفهم ابن الكلبي ، فزعم أنه استشهد بالخندق.

٥٧٣ ـ اياس بن سلمة بن الأكوع ، أبو سلمة ـ ويقال : أبو بكر ـ الأسلمي المدني ، أخو محمد ويزيد : الآتيين ، ذكرهم مسلم في ثالثة تابعي المدنيين ، يروي عن أبيه ، وعنه ابناه سعيد ، محمد وعكرمة بن عمار ، وموسى بن عبيدة الربذي ، والنسائي ، ثم ابن حبان غيرهم ، وقال ابن سعد : كان ثقة ، وله أحاديث كثيرة ، وقال العجلي : حجازي تابعي ثقة ، وهو إياس بن سلمة بن عمرو بن الأكوع وهو من رجال التهذيب لتخريج الستة له ، مات بالمدينة سنة تسع عشرة ومائة عن سبع وسبعين.

٥٧٤ ـ إياس بن عدي الأنصاري النجاري : من بني عمرو بن مالك بن النجار ، استشهد بأحد ـ فيما قاله ابن هشام ، مما زاده على ابن اسحاق ـ وتبعه ابن عبد البر ، قاله في الإصابة.

٥٧٥ ـ إياس بن معاذ ، الأنصاري الأشهلي من بني عبد الأشهل ، الأوسي : صحابي ، روى عنه محمود بن لبيد قصة فيها الحض على الدخول في الإسلام ، ومات في حياة

٢٠٢

النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأنه أخبره من حضر من قومه ، أنهم لم يزالوا يسمعونه يهلل الله ، ويكبره ، ويحمده ، ويسبحه ، فكانوا لا يشكون أنه مات مسلما ، رواه جماعة عن ابن اسحاق ، وهو من صحيح حديثه ، وأشار إليه البخاري في تاريخه ، وطوله شيخنا في الاصابة.

٥٧٦ ـ إياس ، أبو عمرة الأنصاري : صحابي ذكره مسلم في المدنيين.

٥٧٧ ـ إياس الرومي الأشرفي قايتباي : استقر به في مشيخة الخدام بالمدينة بعد صرف شاهين في سنة خمس وتسعين ، فلم يلبث أن مات في رجب من التي تليها ، ولم يرتضه أكثر المدنيين.

٥٧٨ ـ أيتمش : صاحب المدرسة بباب الوزير له ، درّس للحنفية بالمدينة.

٥٧٩ ـ أيدن الخشقدمي ، الزمامي الرومي : أحد خدام المسجد النبوي ، ممن سمع مني به ، وارتقى أيام إياس إلى الخازندارية ، عوض ابنه صندل الآتي ، وأقره من بعده ، وهو باين الطول متحرك ، ورام أن يتحول بين أمير المدينة حسن ، حين طلب منه مفتاح القبة ليفتحها ، فضربه بعض أتباعه ، حتى غشي عليه ، أقول : وقد عمر وتمول ، وصار المعول عليه ثم إن بعض الخدام غار منه ، فدس له السم في الطعام ، فمات شهيدا في شهر رمضان سنة تسعمائة وثلاث وثلاثين بالمدينة ، ودفن بالبقيع رحمه‌الله ، فختم القضاة على بيته ، ففتحه والد أمير المدينة مانع الزبيري ، وأخذ ما فيه من النقد ، وألحقه في صناديق ، وخرج إلى البر ، فعزل ولده من إمرتها بسببه ، والله أعلم بمقصده لما هنا.

٥٨٠ ـ أيماء بن رحضة الغفاري : قديم الإسلام ، كان يأوي إلى المدينة ، ويسكن غيقة من ناحية السقيا ، ثم انتقل إلى المدينة ، روى مسلم في صحيحه قصة إسلام أبي ذر الغفاري رضي‌الله‌عنه ، وفيها «أن أيماء كان يؤم قومه قبل أن يقدم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم المدينة» ، وذكر الزبير بن بكار أنه حضر بدرا مع المشركين ، فيكون إسلامه بعد ذلك ، وذكر ابن سعد : أنه أسلم قريبا من الحديبية ، وهاتان تعارضان رواية مسلم.

٥٨١ ـ أيمن بن عبيد الحبشي ، وهو أيمن بن أم أيمن ـ مولاة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وأخو أسامة بن زيد لأمه ، صحابي جليل مشهور : ولد بيثرب ، وكان على مطهرة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ويعاطيه حاجته ، وله ابن يقال له : الحجاج ، في الإصابة ، والفاسي وغيرهما.

٥٨٢ ـ أيمن بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد ، أبو البركات السعدي التونسي المالكي : نزيل طيبة ، قال ابن فرحون : كان من الأشياخ المباركين ، وأحبابنا السالكين ، كتب بخطه في آخر كتاب : أيمن بن محمد ، وعدّ من آبائه أحد عشر نفسا ، كل

٢٠٣

اسمه محمد ، وكان له في كل يوم وليلة ثلاث ختمات ، وترك أهله وإخوانه بتونس ، وهاجر إلى الله ورسوله ، وجمع ديوانا كبيرا يشتمل على مدائح نبوية ، وقال لي : إنه رأى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في منامه ، وإنه أنشده بعض قصائده فيه ، فبصق في فيه ، وقال له : لا فض فوك ، فلم يسقط له سن ، وكان قد جاوز السبعين حين إخباره لي بذلك ، ولقد أعطيته خشكنانة قديمة يابسة ، لا تكاد تنكسر إلا بالحجر ، فأخذها وقرضها ، كأنها قطعة سكر ، بل كان يأخذ الدرهم النحاس فيقطعه بأسنانه نصفين ، وكان أعجوبة الزمان ، وطرفة الإخوان ، من أدب وشعر وحكايات ، من جلس إليه لا يكاد يحب فراقه ، حسن البديهة ، سريع الجواب ، حكى لنا أنه كان ساكنا بمدرسة في تونس ، قال : فنزلت يوما في درجتها وكنت عجلا ، واتفق أن كان قاضي القضاة ـ ابن عبد الرفيع ـ طالعا في الدرجة ، ولم أشعر به ، فلما سمع حسي ، قال ـ قبل أن يراني ـ : من النازل؟ فقلت : الطالع ، فغضب عليّ ، وأمر بإخراجي من المدرسة ، وله من أمثال هذا كثير ، كما سيأتي بعضه في ترجمة السراج الدمنهوري ، ومن شعره :

بلغت بشعري في الصبا وعقيبه

جميع الأماني من جميع المطالب

فلما رأت عيناي سبعين حجة

قريبا هجرت الشعر هجر الأجانب

أيجمل بالشيخ الذي ناهز الفنا

بقاء على ذكر الصبا والكواعب؟

حثثت السرى ليل الشباب فكيف لا

أريح لذي صبح المشيب بجانب

لعمري فإن العمر يوم وليلة

يكران ، والدنيا مناخ لراكب

وله في معنى قول الحكماء : من طال عمره كانت مصيبته في أحبابه ، ومن قصر عمره ، كانت مصيبته في نفسه.

إذا طال عمر المرء سر وساءه

على أي حال كان فقد الحبائب

وفي نفسه ، إن مات قبل انتهائه

مصيبته ، فالمرء رأس المصائب

وهو مسبوق بما قيل :

المرء رهن مصائب لا تنقضي

حتى يواري جسمه في رمسه

فمؤجل يلقي الردى في غبره

ومعجل يلقى الردى في نفسه

وأنشد لنفسه في يوم عيد :

إن عيدا بطيبة وصلاة

بمصلى الرسول في يوم عيد

نعم ضاق واسع الشكر عنها

فهي بشرى لكل عيد سعيد

كم تمنيتها فنلت التمني

آخر العمر من مكان بعيد

وإذا كان في البقيع ضريحي

وتوسدت طيب ذلك الصعيد

٢٠٤

فاشهدوا لي بكل خير ويسر

عند ربي ومبدئي ومعيدي

وله في الغزل :

وكم رمت كتم الحب عمن أحبه

وكيف بكتم الحب عن ساكن القلب؟

إذا أصلح السر المصون بخاطري

تقلب مني القلب جنبا إلى جنب

فيبدو ولا تبدو سرائر لوعتي

وتخفي ، ولا تخفي وفي الحال ما ينبي

وله في النخل ، وقد رآه مجدودا :

أنظر إلى النخل ، وأعناقها

قد جردت من ثمرها الزاهي

مثل عروس تم أسبوعها

فجردت من حليها الباهي

ما زينها إلا عراجينها

وكلها من حكمة الله

وله :

مالي أجيء إلى الزيارة دائما

فيقال لي : سر ، إنه مشغولا

حتى لقد حدثت نفسي أنني

فيما يقول القائلون الغول

رأيت بعد وفاته في النوم ، وقد تحققت موته ، فقلت له : أخبرني ، يا أبا البركات ما صنع الله بك؟ فرأيته كأنه كره مني العلم بموته ، فتغير عند ذلك ، فقلت له : بالله عليك أخبرني ، فقال لي : والله ما لقيت من الله إلا خيرا ، فقلت له : والله لابد ، وكان في ذهني ما كان يحكيه من حاله في أيام شبوبيته ، وما كان فيه من التخليط الذي نحن فيه من قراءة الأسباع ، والربعات ، والدروس ، وتناول الصرر ، وقلت : إن من حاله كذلك ، لا يسلم من تبعة ، ولو بالسؤال عن ذلك؟ ، فقال لي : والله لا شيء ، فأعدت عليه ثلاث مرات ، فقبض على شيء يسير من جلد ظاهر كفه بأسنانه فقال : والله ولا مثل هذا ، فأوقع الله في ذهني أنه في دار الحق ، وأنه لم يقل إلا حقا ، فبكيت ، وأردت أن أسأله عن حاله ، ثم أنسيت ، وقلت له : أنت صاحبي ، فلا تنسني ، واشفع لي ، مات في سنة أربع وثلاثين وسبعمائة ، ومولده سنة تسع وخمسين وستمائة ، وذكره المجد ، فقال : من الأدباء البارعين ، والفضلاء الفارعين ، والعلماء العاملين ، والكبراء الكاملين ، كان أعجوبة وقته في الفطانة والفكاهة ، وسرعة الجواب الحسن ، على البداهة ، وإيراد الحكايات المطرفة ، وإسناد الروايات الغربية المتحفة ، يقضي المجلس بلوامع الأدب وبأرقيته العجيبة ، ولا يخطر ببال جليسه مباعدته ومفارقته ، كان يخبره أنه رأى سيدنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في المنام ، فأنشده بعض قصائده ، فبصق النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في فيه ، وقال له : لافض فوك ، ومن صفات هذه الرؤيا أنه نيف عن السبعين ، وأسنانه ألمع وأجمع من ابن عشرين ، لم تسقط إلى أن تمت له مائة سنة ، وأجيبت فيه دعوة مشرع الفرض

٢٠٥

والسنة ، كان يتناول الخشكنانة العتيقة التي تحاكي الحجر ، فيقرضها قرضة الصبي الحرر ، وقال ابن صالح : الشيخ الصالح الأديب ، ملازم للتلاوة ، ومدح النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، هاجر إلى المدينة ، وكانت أول مجاورته سنة عشرين ، فالله أعلم ، واجتمع فيها بأبي عبد الله القصري ، وحضر حلقته ، بل كان اجتمع به في تونس وعرفه ، وكان يعظم القصيري كثيرا ، وكان ضعيف البصر ، ويقرأ كل يوم ختمة درجا ، وفي بعض الأوقات ختمتين في اليوم والليلة ، ومن قصائده :

حضرنا مسجد الهادي الشفيع

وجئنا لندفن بالبقيع

وكذا من نظمه :

إذا كان قبري في البقيع بطيبة

فلا شك أني في حمى صاحب القبر

نبي الهدى المبعوث من آل هاشم

عليه صلاة الله في السر والجهر

وهما مكتوبان في البقيع على عدة من القبور ، الحمى حمى الله وحده ، وكان فيه انبساط ، وله فضيلة واستحضار فضائل ، واجتماع بكبار من الفضلاء ، وبقي في المدينة مدة سنين ، ملازما للتلاوة ، وللصف الأول في الصلوات غالبا ، حتى مات بالمدرسة الشهابية ، ودفن بالبقيع كما أحب ، وممن أخذ عنه : أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن مرزوق ، وذكره شيخنا في الدرر فقال : في كونه آبائه أربعة عشر أبا في نسق لم يوجد نظيره إن كان تونسيا ، فقدم القاهرة ، وكان كثير الهجاء والوقيعة ، ثم قدم المدينة ، فجاور بها وتاب ، والتزم أن يمدح النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم خاصة إلى أن يموت ، فوفى بذلك ، ثم أراد الرحلة عنها ، فذكر أنه رأى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في النوم ، فقال له : يا أبا البركات ، كيف ترضى بفراقنا؟ فترك الرحيل ، فأقام بها حتى مات وسمى نفسه عاشق النبي ، روى عنه من شعره أبو حيان ، والبهاء بن إمام المشهد ، ومنه :

فررت من الدنيا إلى ساكن الحمى

فرار محب عابد لحبيبه

لجأت إلى هذا الجناب وإنما

لجأت إلى سامي العماد رحيبه

وهي طويلة ، كذا اختصره الصفدي ، وقرأت في «دمية القصر» لابن فضل الله العمري ، قال : صاحبنا البهاء بن إمام المشهد ، ذكر لي أن صاحب تونس بعث يطلب منه العودة إلى بلده ، ويرغبه ، فذكر أنه رأى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في تلك الليلة ، فأطعمه ثلاث لقم من دشيشة الشعير ، قال : وقال لي كلاما لا أقوله لأحد ، غير أن في آخره «واعلم أني عنك راض» فعمل هذه الأبيات التي منها المقطوع المذكور ، وأنشد له :

لقد صدق الباقر المرتضى

سليل الإمام عليه‌السلام

٢٠٦

بما قال في بعض ألفاظه

سلاح اللئام : قبيح الكلام

قال ابن فضل الله ، وذكر أبو البركات أنه رأى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأنشده هذا البيت :

لولاك لم أدر الهوى

لولاك لم أدر الطريق

وله فيمن كان يعاشره :

أنا المحب إذا ما

أراك بّرا تقيا

وعنك أسلو إذا ما

أراك تسلك غيا

فاختر لنفسك عندي

زيا به تتزيّى

أمسا عفافا وصونا

أو فاطو ما كان طيا

وابعد إلى أن تراني

من الثرى كالثريا

لا حسن إلا بتقوى

دع عنك حسن المحيا

وفي المقص :

نحن محبان ما رأينا

في الحب أشفى من العناق

فمن يحل بيننا نبادر

بقطعه خشية الفراق

٥٨٣ ـ إينال شيخ ، الإسحاقي الظاهري ، جقمق : ولي مشيخة الخدام بالمدينة النبوية عقب مرجان التقوى الظاهري في سنة ثمانين ، وكان شديدا ، سريع المبادرة بالضرب ، فضلا عن غيره ، حتى للفقهاء وللسلطان إليه ميل تام ، ومبالغة في الثناء على دينه وبيته ، حج غيره مرة ، آخرها في سنة خمس وثمانين ، ورجع إلى المدينة ، فمات بها في المحرم سنة ست وثمانين ، عفا الله عنه ، واستقر بعده في المشيخة قاتم.

٥٨٤ ـ أيوب بن أبي أمامة بن سهل الأنصاري : من أهل المدينة ، يروي المقاطيع والمراسيل ، وعنه محمد بن بكر ، قاله ابن حبان في ثقاته ، وقال الذهبي في الميزان : منكر الحديث ، قاله الأزدي ، قال الذهبي : الضعف من قبل صاحبه ، يعني : أبا معشر السندي.

٥٨٥ ـ أيوب بن بشير بن سعد بن النعمان ، أبو سليمان الأنصاري المعادي المدني : ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين ، وسمى جده أكال ، وهو ولد في العهد النبوي ، وروى عن عمر بن الخطاب ، وحكيم بن حزام ، وعنه أبو طوالة ، وعاصم بن عمر بن قتادة ، والزهري ، قال ابن سعد : كان ثقة ، وليس بكثير الحديث ، شهد الحرة ، وجرح بها جراحات كثيرة ، ثم مات بعد ذلك ، وهو من رجال التهذيب ، لتخريج أبي داود والترمذي له ، وكذا ذكر في ثاني الإصابة.

٢٠٧

٥٨٦ ـ أيوب بن أبي تميمة السختياني : كتبته تخمينا ، لقول مالك بن أنس رحمه‌الله إنه حج حجتين ، فكنت أرمقه فلا أسمع منه ، فلما رأيت من إجلاله للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ما رأيت كتبت عنه ، وعن ابن المبارك : سمعت أبا حنيفة يقول : إن أيوب قدم المدينة ، وأنا بها ، فقلت : لأنظرن ما يصنع ، فجعل ظهره مما يلي القبلة ، ووجهه مما يلي وجه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وبكى غير متباك ، فقام مقام رجل فقيه.

٥٨٧ ـ أيوب بن جابر ، أبو سليمان ، السحيمي اليمامي ، ثم المدني ، أخو محمد : يروي عن الكوفيين : سماك بن حرب ، وآدم بن علي ، وحماد بن أبي سليمان وطائفة ، وعنه سعيد بن يعقوب الطالقاني ، وخالد بن مرداس ، وقتيبة ، وعلي بن حجر ، ولوين ، وآخرين ، قال أحمد : حديثه يشبه حديث أهل الصدق ، وقال الفلاس : صالح ، وقال النسائي : ضعيف ، وقال ابن معين : ليس بشيء ، وهو في التهذيب.

٥٨٨ ـ أيوب بن حبيب ، القرشي الزهري ، المدني : مولى سعد بن أبي وقاص : يروي عن أبي المثنى ، عن أبي هريرة ، وعنه مالك ، وفليح بن سليمان ، وثقه النسائي ، ثم ابن حبان ، وأخرج له هو والحاكم في صحيحيهما ، وقال البخاري في تاريخه : مات سنة إحدى وثلاثين ومائة ، وحكى بن عبد البر أنه من بني جمح ، قال : وكان من ثقات المدنيين ، وهو في التهذيب.

٥٨٩ ـ أيوب بن الحسن بن علي بن أبي رافع ، مولى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن جدته سلمى : وعنه عبد الرحمن بن أبي الموالي ، قال أبو زرعة ـ كما عند ابن أبي حاتم ـ يعد في المدنيين ، وذكره ابن أبي حاتم أيضا فقال : أيوب بن الحسن المدني عن أبيه ، وعنه ابن أخيه ابراهيم بن علي الراقهي ، وقد وثقه ابن حبان ، وقال الأزدي : منكر الحديث.

٥٩٠ ـ أيوب بن خالد بن أبي أيوب : هو الذي بعده.

٥٩١ ـ أيوب بن خالد بن صفوان بن أوس بن جابر الأنصاري المدني : نزيل الرقة ، ويعرف بأيوب بن خالد بن أبي أيوب الأنصاري لكونه سبط أبي أيوب ، أمه عمرة ابنة أبي أيوب ، يروي عن أبيه وجابر ، وزيد بن خالد الجهني ، وعبد الله بن رافع مولى أم سلمة رضي‌الله‌عنهم ، وعنه : عمر مولى غفرة ، واسماعيل بن أمية ، وموسى بن عبيدة ، ويزيد بن أبي حبيب ، والوليد بن أبي الوليد ، خرج له مسلم وغيره.

٥٩٢ ـ أيوب بن أبي خالد ـ يزيد ـ بن حكيم الخياط ، المدني : يروي عن عمارة بن غزية ، وداود بن بكر ، وعنه ابراهيم بن حمزة الزبيري ، ذكره ابن حبان في ثقاته ، وهو في اللسان.

٢٠٨

٥٩٣ ـ أيوب بن سلمة ، أبو سلمة المخزومي ، من أهل المدينة : يروي عن عامر بن سعيد بن أبي وقاص وعنه عمرو بن عثمان المدني ، ذكره ابن حبان في ثقاته ، وأظنه الآتي في ترجمة خالد بن الوليد سيف الله الذي ورث دورة بالمدينة.

٥٩٤ ـ أيوب بن سليمان بن بلال ، أبو يحيى ، القرشي التيمي : مولاهم المدني ، مشهور ، صدوق ، له عن عبد الحميد بن أبي أويس ، روى عن أبي بكر بن أبي أويس وحكى عن عبد العزيز بن أبي حازم ، وعنه البخاري في صحيحه ، وأحمد بن شبويه المروزي ، وابراهيم بن أبي داود ، والبرلسي ، والزبير بن بكار ، وأبو حاتم ، ومحمد بن اسماعيل الترمذي ، وعبد الله بن شبيب وجماعة ، وثقه أبو داود ، وقال الدارقطني : ليس به بأس ، ذكره ابن حبان في ثقاته ، وقال : سمع مالكا ، مات سنة أربع وعشرين ومائتين ، انتهى ، ووهم ابن عبد البر في تضعيفه ، فلم يسبقه أحد إلى ذلك ، نعم قال الساجي ، ثم الأزدي إنه يحدث بأحاديث لا يتابع عليها ، وهو في التهذيب.

٥٩٥ ـ أيوب بن سليمان المغراوي المؤدب : شيخ صالح ، جاور بالمدينة ، وقرأ ألفية ابن مالك ، على القاضي نور الدين علي بن محمد الزرندي ، بعد العشرين وثمانمائة.

٥٩٦ ـ أيوب بن سيار ، أبو سيار الزهري : من أهل المدينة ، يروي عن محمد بن المنكدر ، وشرحبيل بن سعيد ، ويعقوب بن زيد ، وسعيد المقبري ، وربيعة الرأي ، وزيد بن أسلم وغيرهم ، وعنه الصلت بن محمد ، وجبارة بن المغلس ، وشبابة ، وسويد بن سعيد ، وأبو عامر العقدي ، وابراهيم بن موسى ، وغيرهم ، ضعفوه ، وقال البخاري : منكر الحديث ، بل قال أبو داود : كان من الكذابين ، وهو في الميزان.

٥٩٧ ـ أيوب بن شادي بن مروان بن يعقوب ، الأمير نجم الدين ، الملقب بالأفضل ، أبو سعيد ، وأبو الشكر ، الكردي الدويني : والد السلطان صلاح الدين يوسف ، وأخو أسد الدين شيركوه ، خرج من باب النصر بالقاهرة ، فألقاه الفرس إلى الأرض يوم الثلاثاء ثامن عشر من ذي الحجة سنة ثمان وستين وخمسمائة ، فحمل إلى داره فمات في اليوم الذي يليه ، وقيل : لثلاث بقين منه ، ودفن عند أخيه المذكور ، ثم نقلا إلى المدينة النبوية في سنة ثمان وخمسمائة ، كما سيأتي هناك ، وهو ممن روى بالإجازة عن الوزير أبي المظفر بن هبيرة ، سمع منه ابن الطفيل ، والحافظ عبد الغني ، والشيخ الموفق.

٥٩٨ ـ أيوب بن صالح بن نمران ، أبو سليمان المخزومي ، المدني : سكن الرملة ، عن مالك ، في الميزان ، دون جده فما بعده.

٥٩٩ ـ أيوب بن عبد الرحمن بن صعصعة الأنصاري ، المدني ، ابن أخي مالك بن

٢٠٩

صعصعة : يروي عن يعقوب بن أبي يعقوب ، وأيوب بن بشير المعادي ، وعنه فليح بن سليمان ، وأبو بكر بن أبي سبرة ، وإبراهيم بن أبي يحيى ، وآخرون ، خرّج له أبو داود ، والترمذي ، والنسائي حديثا واحدا.

٦٠٠ ـ أيوب بن ميسرة : ـ مولى الخطميين ـ من أهل المدينة ، يروي عن أبي هريرة ، وعنه هشام بن عروة ، ذكره ابن حبان في ثقاته ، وهو في اللسان للتمييز.

٦٠١ ـ أيوب المغربي : له مكان موقوف بالمدينة ، وقف عليه بعض الكتب سنة سبع وأربعين وثمانمائة ، ما علمته الآن.

حرف الباء الموحدة

٦٠٢ ـ باذام مولى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ذكره البغوي فيهم ، وتبعه ابن عساكر ، ثم شيخنا في الإصابة.

٦٠٣ ـ باقوم ـ ويقال باللام آخره ـ النجار ، مولى بني أمية : وفي لفظ : مولى سعيد بن العاص ، يروى : أنه صانع المنبر النبوي ، من طرفاء الغابة ، ثلاث درجات المقعد ودرجتين ، وليس كونه صانع المنبر بمتفق عليه ، بل فيه اختلاف كثير ، منه أن صانعه غلام امرأة من الأنصار ، ويمكن التئامه مع الأول بأن يكون خدمها بعد هجرته إلى المدينة ، فعرف بها ، مع كونه من موالي بني أمية ، ثم إنه لا مانع أن يكون هو الرومي ـ باني الكعبة لقريش ـ فاسمه «باقوم» بأن يكون عمل المنبر بعد ذلك ، ذكره شيخنا في الإصابة بأطول ، ومن الاختلاف : أنه غلام للعباس ، قيل : اسمه «صباح» أو لسعيد بن العاص ، وقيل : لا مرأة من الأنصار ، من بني ساعدة ، أو لا مرأة لرجل منهم ، ويقال : اسمه «مينا» وقيل «ميمون» ، قال شيخنا : وأشبهها أنه «ميمون» وأقواها رواية أن تميما الداري قال لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم «يا رسول الله ، ألا نتخذ لك منبرا؟».

٦٠٤ ـ بدر ، أبو الضياء الحبشي ، الشهابي الطواشي : توفي بالمدينة سنة إحدى وستين وستمائة ، وكان قد روى عن عبد الوهاب بن رواح ، كتب عنه الشريف عز الدين وغيره ، ذكره الذهبي ، وكذا سمع منه العفيف أبو محمد بن محمد بن مزروع الآتي.

٦٠٥ ـ بدر الضعيف : شيخ فاضل يقوم الليل ، ويصوم النهار ، من فتيان بني العباس ، وأحد القومة بالمسجد ، اختير حين سمعت ـ في نحو سنة سبعين وخمسمائة تقريبا ـ هدّة بالحجرة النبوية ، للنزول لكشف ذلك ، فدلي بحبل ، ثم أخبر بما رأى ، حكاه أبو عمر أحمد بن هارون بن عات في رحلته.

٢١٠

٦٠٦ ـ البراء بن عازب بن الحارث بن عدي بن جشم ، أبو عمارة ـ وقيل : أبو عمرو ، أو أبو الطفيل ـ الأنصاري ، الحارثي ، المدني : نزيل الكوفة ، وأحد الصحابة كأبيه ، ممن روى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وعن أبي بكر ، وغيره ، روى عنه أبو جحيفة السوائي ، وعبد الله ابن زيد الخطمي ، الصحابيان رضي‌الله‌عنهما ، وعدي بن ثابت ، وسعد بن عبيدة ، وأبو عمر زاذان ، وأبو اسحاق السبيعي وآخرون ، وما قدم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم المدينة حتى قرأ سورا من المفصل ، ولكنه استصغر يوم بدر ، وشهد خمسة عشر غزوة ، وكان ممن بعثه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى اليمن مع علي رضي‌الله‌عنهما ، ثم رجع معه ، فأدركوا حجة الوداع سنة عشر ، وقال أبو السفر : رأيت عليه خاتم ذهب ، وكان هو وابن عمر لدة ، مات في سنة اثنتين وسبعين ، وقيل : سنة إحدى ، وقال ابن حبان : في ولاية مصعب بن الزبير على العراق ، زاد بعضهم : بالمدينة.

٦٠٧ ـ البراء بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام ، الأنصاري النجاري : أخو أنس ، من فضلاء الأنصار ، وأحد السادة الأبرار ، قتل من المشركين مائة مبارزة ، وكان أحد الأبطال الأفراد ، الذين يضرب بهم المثل في الفروسية والشدة ، شهد أحدا وما بعدها ، واستشهد بتستر سنة عشرين ، وقيل بالسوس سنة ثلاث وعشرين ، وعن بعضهم : مات بالمدينة بعد اجتماع الناس على عبد الملك بن مروان ، قال أخوه أنس : إنه استلقى على ظهره ، ثم ترنم ، فقال له أنس : أي أخي! فاستوى جالسا ، فقال : أتراني أموت على فراشي ، وقد قتلت مائة من المشركين مبارزة سوى من شاركت في قتله ، أخرجه أبو نعيم في الحلية ، قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم «رب أشعث أغبر ذي طمرين لا يؤبه له لو أقسم على الله لأبره» وذكره منهم ، ذكره أبو نعيم في الحلية ، وأنه لما كان يوم تستر انكشف الناس ، فقالوا له : يا براء ، أقسم على ربك؟ فقال : أقسمت عليك يا رب لما منحتنا أكتافهم ، وألحقتني بنبيك صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فاستشهد ، وأورد أيضا : أنه كان حسن الصوت ، وكان يرجز برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فبينما هو يرجز به صلى‌الله‌عليه‌وسلم في بعض أسفاره ، إذ قارب النساء ، فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم «إياك والقوارير» ، ونقل أبو نعيم عن جامع أهل الصفة أنه ذكره فيهم ، وعزاه بدون إسناد لابن اسحاق.

٦٠٨ ـ البراء بن معرور بن صخر بن خنساء ، أبو أنس ، الأنصاري ، السلمي ، الخزرجي : أول من بايع بيعة العقبتين ، وكان نقيب بني سلمة من الاثني عشر ، وكان يصلي إلى الكعبة ، حين كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بمكة ، قاله ابن حبان ، زاد ، غيره ومات بالمدينة في حياته صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

٦٠٩ ـ بردان ، أبو اسحاق المدني : مضى في ابراهيم بن سالم.

٢١١

٦١٠ ـ بردبك التاجي : كان معمارا أيام الظاهر جقمق لما حصل من الخلل في سقف الروضة وغيرها من أسقف المسجد في سنة ثلاث وخمسين وما قبلها.

٦١١ ـ برده الحاج ، عتيق كافور الحريري : أحد الفراشين ، كان رجلا صالحا مباركا مشتغلا بنفسه ، لا يعرف الفضول وأهله ، انقرضت ذريته ، قاله ابن فرحون ، وقال ابن صالح إنه عمر في خدمة الحرم ، ومات ودفن بالبقيع.

٦١٢ ـ برد ، مولى سعيد بن المسيب القرشي : من أهل المدينة ، يروي عن مولاه سعيد بن المسيب ، وعنه عبد الرحمن بن حرملة ، كان يخطىء ، وأهل الحجاز يسمون الخطأ كذبا ، قاله ابن حبان في ثقاته ، وعنى تفسير قول مولاه له «لا تكذب علي كما كذب عكرمة على ابن عباس» وهو في اللسان.

٦١٣ ـ برسباي ، الأشرف : صاحب مصر ، استقر في السلطنة بعد خلع الصالح محمد بن ططر في ثامن ربيع الآخر سنة خمس وعشرين وثمانمائة ، واستمر إلى أن مرض ، فعهد لابنه العزيز يوسف في رابع ذي القعدة سنة إحدى وأربعين ، واستمر متوعكا إلى أن مات في عصر يوم السبت ثالث عشر ذي الحجة من السنة ، وحصل له سعد في أيام تملكه ، بحيث دانت له البلاد والعباد ، وفتحت في أيامه بلاد كثيرة ، منها قبرص ، وأسر ملكها ، وفودي بمال جزيل ، وقرر عليه شيء يحمله كل سنة ، وأطلقه ، وحرج بعساكره إلى البلاد الشامية والحلبية ، لطرد عثمان بن قرايلوك عن البلاد ، حتى وصل إلى أمد ، فنازلها وعاد بعد أن حلف أهلها على بذل الطاعة له ، وكان بخيلا مقتا ، متلونا ، وله مآثر ، منها في سنة إحدى وثلاثين وثمانمائة جدد الرواقين اللذين كان سقفهما الناصر محمد بن قلاون في سنتي ست وخمس وسبعمائة ، على يد مقبل القديدي ، من مال جوالي قبرص ، بل جدد الأشرف أيضا شيئا من السقف الشامي مما يلي المنارة السنجارية ، وأمر ـ بعد الثلاثين وثمانمائة ـ بتسمير أبواب الدرابزين التي جعلت على الحجرة الشريفة.

٦١٤ ـ برغوث بن بثير بن جريس الحسيني الجريسي : من شرفاء المدينة الرافضة ، تجرأ على الحجرة الشريفة ، وسرق هو وغيره ـ كركاب الآتي ـ من قناديلها جملة ، فشنق في شعبان سنة إحدى وستين وثمانمائة.

٦١٥ ـ برقوق بن أنس الظاهر ، أبو سعيد الجركسي : صاحب الديار المصرية والشامية والحجازية وغيرها من البلاد الشامية ، ممن له مآثر جليلة ، وكان يبعث في بعض السنين قمحا ، وفي بعضها ذهبا ليفرق بالحرمين ، بل عمر فيهما أماكن شريفة ، ولذا أدخلناه هنا ، بويع بالسلطنة في رمضان سنة أربع وثمانين وسبعمائة حتى خلع في أوائل جمادي الثاني

٢١٢

سنة إحدى وتسعين وسبعمائة ، وأرسل إلى الكرك ، ثم بويع في محرم التي تليها مستحبا ، وسار إلى مصر ، فوصل في صفرها ، وصفا له الأمر إلى أن عهد لولده الناصر ، وخرج ، ثم مات في شوال سنة احدى وثمانمائة على فراشه ، وسيرته طويلة ، أفردها بعضهم في مجلد ، وأرسل منبرا في آخر سنة سبع وتسعين وسبعمائة ، فقلع منبر الظاهر بيبرس ، واستمر هذا إلى ما بعد العشرين وثمانمائة.

٦١٦ ـ بركات بن محمد بن يوسف الشامي ، المدني سبط ابن عبد العزيز أحد شهود الحرم : ممن سمع مني بالمدينة.

٦١٧ ـ بريدة بن الحصيب بن عبد الله بن الحارث بن الأعرج بن سعد بن رزاح بن عدي بن سهم بن مازن بن الحارث بن سلامان بن أسلم بن أفصى بن حارثة بن عمرو بن عامر ، أبو عبد الله ، وقيل : أبو سهل ، وقيل : أبو ساسان الأسلمي ، من المهاجرين : لحق بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قبل قدومه المدينة ، فقال «يا رسول الله لا تدخلها إلا ومعك لواء ، ثم حل عمامته وشدها في رمح ، ومشى بين يدي النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم قدومها» ، أسلم قبل غزوة بدر ، وله عدة مشاهد ، وأكثر من مائة وخمسين حديثا ، وهو ممن بعثه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى اليمن مع علي رضي‌الله‌عنهما ، ثم رجع وغزا خراسان زمن عثمان رضي‌الله‌عنه ، وقال «لا عيش إلا طراد الخيل بالخيل ، وقد شهدت خيبر ، فكنت فيمن صعد الثلمة ، فقاتلت حتى رؤي مكاني ، وعليّ ثوب أحمر ، فما أعلم أني ركبت في الإسلام ذنبا أعظم عليّ منه ، للشهرة» ، روى عنه ابناه عبد الله وسليمان ، والشعبي ، وجماعة ، نزل البصرة ، وأقام بها زمانا ، ثم خرج إلى سجستان ، ثم مرو في إمارة يزيد بن معاوية في آخر عمره ، وبها مات في سنة اثنتين وستين على الأصح ، وقبر بها.

٦١٨ ـ بريدة بن سفيان بن فروة الأسلمي المدني : الآتي أبوه ، يروي عنه ، وعن غلام لجده ، يقال له مسعود بن هبيرة ، وعنه أفلح بن سعيد ، وابن اسحاق ، قال البخاري : فيه نظر ، وقال النسائي : ليس بالقوي في الحديث ، وقال الجوزجاني : رديء المذهب جدا ، غير مقنع ، مغموص عليه في دينه ، وقال ابن عدي : ليس له كبير رواية ، ولم أر له شيئا منكرا جدا ، وقال ابراهيم بن سعد : أخبرني من رآه يشرب الخمر في طريق الري ، قال الدوري ـ بعد إيراده له بسنده ـ أهل مكة والمدينة يسمون النبيذ خمر فالذي عندنا : أنه رآه يشرب نبيذا ، وقال ابن حبان ـ في ثقات التابعين ـ قيل إن له صحبة ، وحكى ابن شاهين في الثقات ، عن أحمد بن صالح أنه صاحب مغاز ، وأبوه سفيان بن فروة ، له شأن من تابعي أهل المدينة ، وقال الدارقطني : متروك.

٦١٩ ـ بريه بن عمر بن سفينة : مولى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، اسمه ابراهيم و «بريه» لقب غلب

٢١٣

عليه ، أبو عبد الله المدني ، يروي عن أبيه عن جده في أكل الحبارى ، وعنه ابن أبي فديك ، وابراهيم بن عبد الرحمن بن مهدي ، قال البخاري : إسناده مجهول ، وقال العقيلي : لا يعرف إلا به ، ولا يتابع على حديثه ، ونحوه قول ابن عدي ، وزاد : وأرجو أنه لا بأس به ، وذكره ابن حبان في الضعفاء في ابراهيم ، وقال : لا يحل الاحتجاج بخبره بحال ، ثم ذكره في «بريه» من الثقات ، وقال : كان ممن يخطىء ، وكأنه ظنه اثنين ، وهو في التهذيب.

٦٢٠ ـ بسر بن أبي أرطاة ـ عمير ـ بن عويم بن عمران بن نزار ـ ويقال : بسر بن أرطاة ـ أبو عبد الرحمن العامري ، القرشي : نزيل دمشق ، روى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقال الواقدي ، وأحمد ، وابن معين إنه لم يسمع منه ، لأنه صلى‌الله‌عليه‌وسلم توفي وهو صغير ، قال الواقدي : كان ابن سنتين ، وعنه : جنادة بن أبي أمية ، وأيوب بن ميسرة ، وأبو راشد الحبراني ، وغيرهم ، قال ابن يونس : كان صحابيا ، شهد فتح مصر ، وله بها دار وحمام ، وكان من شيعة معاوية ، وولي الحجاز واليمن ، ففعل أفعالا قبيحة ، ووسوس في آخر أيامه ، وقال غيره ، كان أميرا سريا ، بطلا شجاعا فاتكا ، خرج إلى اليمن في ألف فارس يطلب بدم عثمان ، ساق ابن عساكر في تاريخه أخياره ، وكان قد سكن الشام ، ويروى عن الشعبي : أنه هدم بالمدينة دورا كثيرا ، وصعد المنبر وصاح : يا دينار ، يا زريق ، شيخ شمخ ، عهدته هنا بالأمس ما فعل؟ ـ يعني : عثمان ـ بأهل المدينة ، لو لا عهد أمير المؤمنين ما تركت بها أحدا إلا قتلته ، ثم مضى إلى اليمن ، وكان إذا دعا ربما يجاب ، مات في إمارة عبد الملك بن مروان بالمدينة ، وقيل بالشام ، وهو أيضا في التهذيب ، لرواية أبي داود ، والترمذي ، والنسائي له حديثا واحدا ، وفي الاصابة وغيرهما.

٦٢١ ـ بسر بن سعيد المدني ، مولى بني الحضرمي : لكونه كان ينزل في دار الحضرميين ، فنسب اليهم ، ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين ، وقال : مولى الحضرميين ، وهو سيد عابد فقيه ، يروي عن عثمان بن عفان ، وسعد بن أبي وقاص ، وزيد بن ثابت ، وأبي هريرة ، وأبي واقد الليثي رضي‌الله‌عنهم ، وطائفة ، وعنه : بكير ويعقوب ، ابنا عبد الله ابن الأشج ، وسالم أبو النضر ، وأبو سلمة بن عبد الرحمن ، ومحمد بن ابراهيم التيمي ، وزيد ابن أسلم ، وآخرون ، وثقة غير واحد ، كابن معين ، والنسائي ، وقال ابن سعد : كان من العباد المتقطعين ، والزهاد ، كثير الحديث ، وورد أن الوليد سأل عمر بن عبد العزيز : من أفضل أهل المدينة؟ فذكره ، ويقال إن رجلا وشى به عنده بأنه يعيبكم ، فأحضره وسأله فقال : لم أقله ، واللهم إن كنت صادقا فأرني به إياه ، فاضطرب الرجل حتى مات ، مات سنة مائة ، وهو ابن ثمان وسبعين سنة ، وقال مالك إنه ما خلف كفنا ، زاد غيره : حتى كفنه الناس.

٢١٤

٦٢٢ ـ بسر بن محجن الديلمي ، المدني : ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين ، يروي عن أبيه في صلاة الجماعة ، وعنه زيد بن أسلم ، وهو ممن ضبطه مالك وغيره ـ بالضم والإهمال ـ ، وقال بعضهم : الأصح ، إنه بشر ـ بالكسر والإعجام ـ ، لكن قال ابن حبان إنه وهم ، وعداده في أهل الحجاز ، وهو من رجال التهذيب ، لتخريج النسائي له.

٦٢٣ ـ بشر ـ بالمعجمة ـ بن البراء بن معرور ، صحابي ابن صحابي : شهد العقبة مع أبيه ، وبدرا وما بعدها ، وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم «يا بني فضالة ، إنه سيدكم» ، ومات بعد خيبر من أكلة أكلها مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم من الشاة التي سم فيها ، و «لما زار النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أمه في بني سلمة ، وضعت له طعاما وحانت الظهر» الحديث في تحويل القبلة.

٦٢٤ ـ بشر بن حميد المزني ، المدني : عن عروة ، وأبي قلابة ، وعمر بن عبد العزيز ، وعنه ابنه محمد ، وأبو بكر بن أبي سبرة ، وسليمان بن بلال وغيرهم ، قال الذهبي : لم أر أحدا ضعفه.

٦٢٥ ـ بشر بن سعيد المدني : الزاهد العابد ، المجاب الدعوة ، تابعي ، روى عن عثمان ، وزيد بن ثابت ، مات سنة مائة.

٦٢٦ ـ بشر بن عقربة ، أبو اليمان الجهني وقيل بشير : بزيادة ياء ـ وله ولأبيه صحبة ، و «مرّ به النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وقد استشهد أبوه معه في بعض غزواته ، وهو يبكي ـ فقال له : اسكت ، أما ترضى أن أكون أنا أبوك ، وعائشة أمك؟ فقال : بلى» ، مات سنة خمس وثلاثين ، قيل : بقرية من كور فلسطين ، طوله شيخنا في الإصابة.

٦٢٧ ـ بشر محجن ، الأكثر : أنه بسر : ـ بضم الباء ، ثم مهملة ـ مضى.

٦٢٨ ـ بشر بن ثابت الأنصاري ، المدني : عن أبيه ، عن جده : حديث رافع بن خديج يوم أحد ، وعنه : محمد بن طلحة بن الطويل التيمي ، ذكره المزي للتمييز ، وقال شيخنا : كذا سماه الطبراني في روايته ، وذكره البخاري في ترجمة أنس بن ظفر ، فقال : عن حسين بن ثابت ابن أنس بن ظهير عن أبيه عن جده ، قال : وهو الأظهر.

٦٢٩ ـ بشير بن حامد بن سليمان بن يوسف بن سليمان النجم ، أبو النعمان بن أبي بكر ، القرشي ، الهاشمي ، الجعفري ، التبريزي ، البغدادي ، الشافعي : شيخ الحرمين ومفتيهما ، وإمام الصوفية بهما ، ولد في ربيع الأول سنة سبعين وخمسائة بأردبيل ، ثم تحول إلى تبريز ، فأقام بها مدة ، وتفقه بيحيى بن فضلان ، ويحيى بن الربيع ، وسمع من عبد المنعم بن كليب جزء ابن عرفة ، ومن ابن طبرزد ، وابن الجوزي ، وأبي جعفر الصيدلاني ، ويحيى بن محمود الثقفي وغيرهم ، وقرأ على ابن سكينة جزء الأنصاري ، وجزء الغطريف ، وحدث ،

٢١٥

ودرس ، وأفتى ، صنف تفسيرا وغيره ، وله نظم حسن ، ومناقبه جمة ، وتخرج به الفضلاء ، ولبس منه الدمياطي الخرقة الصوفية ، وكان حاويا لعلوم ، منها علم الخلاف ، وإليه انتهت الرياسة فيه بالعراق ، أثنى عليه غير واحد ، كابن الحاجب الأميني ، وابن السباعي ، وابن مسدي ، ومن نظمه :

دخلت إليك يا أملي بشيرا

فلما أن خرجت خرجت بشرا

أعديائي التي سقطت من إسمي

فيائي في الحساب تعد عشرا

مات في صفر ، سنة ست وأربعين وستمائة بمكة ، ودفن بالمعلاة ، وذلك بعد أن كف بصره ، وتطاولت به الأمراض ، بحيث تعذر من أجلها الدخول عليه في بعض الأحيان ، طوله الفاسي.

٦٣٠ ـ بشير بن خارجة ، الجهني المدني : ذكره الطوسي في رجال الشيعة ، من رواة الصادق ، وزاد شيخنا في لسانه.

٦٣١ ـ بشير بن الخصاصية : في ابن معبد قريبا.

٦٣٢ ـ بشير بن سعد بن ثعلبة بن الجلاس بن زيد بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج ، الخزرجي ، وأمه أنيسة ابنة خليفة بن عدي بن عمرو بن امرىء القيس : كان من كبار الأنصار ، أول من أسلم منهم ، شهد بدرا ، والعقبة ، وقتل بعين التمر من الشام ، سنة اثنتي عشرة ، وكان مع خالد بن الوليد بعد انصرافه من اليمامة ، وفي الطبقات لابن سعد أنه كان يكتب العربية في الجاهلية ، وكانت الكتابة في العرب قليلة ، واستعمله النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم على بعض السرايا ، وعلى المدينة في عمرة القضاء ، وله ذكر في صحيح مسلم وغيره ، في حديث أبي مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري رضي‌الله‌عنه ، «أتانا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ونحن في مجلس سعد بن عبادة ، فقال له بشير بن سعد : أمرنا الله أن نصلي عليك ، فكيف نصلي عليك؟ ـ الحديث» ، وفي تاريخ البخاري عن الزهري ، عن محمد بن النعمان بن بشير : عن أبيه : أن عمر قال يوما ـ وحوله المهاجرون والأنصار ـ «أرأيتم لو أترخص في بعض الأمر ماذا كنتم فاعلين؟ قال : فقال له بشير بن سعد : لو فعلت ، قومناك تقويم القدح ، قال عمر : أنتم إذن أنتم».

٦٣٣ ـ بشير بن سعد المدني : يروي عن ابن المنكدر ، وعنه سعيد بن أبي أيوب ، قاله ابن حبان في ثقاته.

٦٣٤ ـ بشير بن سلام ، وقيل : سلمان ، الأنصاري المدني : والد حسين ، ومولى صفية ابنة عبد الرحمن ، تابعي ، يروي عن جابر بن عبد الله ، وابن الزبير ، وعنه ابنه الحسين ، قال

٢١٦

أبو داود : لا بأس به ، وكذا قال النسائي : ليس به بأس ، وسمي أبو داود ، والنسائي ، والبخاري ، وابن أبي حاتم ، وابن حبان في الثقات أباه «سلمان» ، ووقع عند عبد الرزاق ، حدثنا خارجة بن عبد الله بن زيد عن حسين بن بشير بن سلام عن أبيه ـ فذكر الحديث الذي أخرجه النسائي ، وهكذا وقع في المعجم الأوسط ، للطبراني ، وكان الصواب «سلمان» ، وهو في التهذيب.

٦٣٥ ـ بشير بن سليمان المدني : ذكره الطوسي في رجال الشيعة من الرواة عن أبي جعفر الباقر ، وزاد شيخنا في لسانه.

٦٣٦ ـ بشير بن عبد الله بن مكنف بن محيصة ، الأنصاري : من أهل المدينة ، يروي عن الحجازيين ، وعنه محمد بن يحيى بن سهل ، قاله ابن حبان في ثقاته.

٦٣٧ ـ بشير بن عبد المنذر بن زبير بن زيد بن أمية بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن أوس ، أبو المنذر الأنصاري ، أخو رفاعة ، وأبي لبابة : ورجح ابن حبان في اسمه بشيرا ، تبعا لجزم ابراهيم بن المنذر ، وابن سعد ، قال : وقيل رفاعة ، وسيأتي في الكنى.

٦٣٨ ـ بشير بن أبي مسعود ، عقبة بن عمرو البدري الأنصاري ، المدني : تابعي ثقة ، يروي عن أبيه عقبة بن عمرو ، وعنه ابن عبد الرحمن ، وعروة بن الزبير ، وهلال بن جبير ، ويونس ابن ميسرة بن حابس ، ممن خرج له الشيخان وغيرهما ، وقال العجلي : مدني ، تابعي ثقة ، ذكره ابن حبان في الثقات ، وكذا البخاري ، ومسلم ، وأبو حاتم الرازي ، وهو في التهذيب ، في الطبقة الأولى ، من تابعي أهل المدينة لمسلم.

٦٣٩ ـ بشير بن معبد بن شراحيل بن سبع بن ضباري بن سدوس بن شيبان بن ذهل ، السدوسي ، الصحابي الجليل : وقيل : في نسبه غير هذا ، ويعرف بابن الخصاصية ـ بفتح الخاء المعجمة وتخفيف المهملة ـ وهي أم ضبار ، وقيل : بل أمه ، وكان اسمه زحما ـ بالزاي ، أو نذيرا ـ فغيره النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وله أحاديث ، ذكره أبو نعيم ، مستدركا على ابن الأعرابي والسلمي في أهل الصفة ، وأنه صلى‌الله‌عليه‌وسلم لما قدم عليه أنزله بها ، فكان إذا أتته هدية أشركهم فيها ، وإذا أتته صدقة خصهم بها.

٦٤٠ ـ بشير بن المهلب : يروي عن أهل المدينة ، وعنه : ابن أبي ذئب ، قاله ابن حبان في ثقاته.

٦٤١ ـ بشير بن النعمان بن بشير بن سعد ، الأنصاري الخزرجي : الماضي جده قريبا يروي عن أبيه النعمان بن بشير ، وعنه بنوه ، وأهل المدينة ، قاله ابن حبان في ثقاته أيضا.

٢١٧

٦٤٢ ـ بشير مولى معاوية بن بكر : يروي عن أهل المدينة ، وعنه نافع بن يزيد المصري ، قاله ابن حبان أيضا.

٦٤٣ ـ بشير بن سعد الدين التيمي ، الطواشي : استقر في مشيخة الخدام ، بعد فيروز الركين المطلوب إلى القاهرة ، سنة أربع وثلاثين ، واستقر عوضه الشرف بن قاسم في سنة تسع وثلاثين وثمانمائة ، ومات هو آخر سنة أربعين ، وهو متوجه لمكة ، ودفن ببدر.

٦٤٤ ـ بشير الرنبغاوي : أحد خدام الحرم الشريف ، مات في عاشر شوال سنة إحدى وسبعين وسبعمائة ، أرخه أبو حامد المطري ، ووصفه بالطواشي الصالح ، قال وقيل إنه كان له حاصل ، فمات : ولم يوجد عنده منه شيء ، وقيل : إنه كان يقارض فيه بعض أهل المدينة ، فمات وهو عنده ، وكانت وفاته على وصية لخرسه عند الموت.

٦٤٥ ـ بشير الطيردمري : أحد خدام المسجد النبوي ، مات سنة إحدى وسبعين وسبعمائة ، أرخه أبو حامد المطري ، والظاهر أنه الذي قبله.

٦٤٦ ـ بشير بن عبد الله بن بشير ، مولى بني حارثة ، الأنصاري : يروي عن جدته عن جابر بن عبد الله رضي‌الله‌عنهما ، عداده في أهل المدينة ، يروي عنه أهلها ، قاله ابن حبان في ثقاته.

٦٤٧ ـ بشير بن يسار ، أبو كيسان : فيما كناه ابن اسحاق المدني : مولى الأنصاري ، ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين ، وهو ثقة ، وليس بأخ لسليمان بن يسار ، يروي عن رافع بن خديج ، وسهل بن أبي حثمة ، وسويد بن النعمان ، ومحيصة بن مسعود ، وأنس ، وعنه حفيده بشير بن عبد الله ، ويحيى بن سعيد الأنصاري ، وربيعة الرأي ، والوليد بن كثير ، ومحمد بن اسحاق وغيرهم ، وأبوه ـ يعني أبا كيسان ـ وإن أفرده ابن حبان في ثقاته عن هذا ، فقال : بشير بن أبي كيسان ، من بني حارثة ، وثقه ابن معين ، وقال : إنه ليس بأخي سليمان بن يسار ، وكذا وثقه النسائي ، ثم ابن حبان ، وقال ابن سعد : كان شيخنا كبيرا فقيها ، وكان قد أدرك عامة أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وكان قليل الحديث.

٦٤٨ ـ بعجة بن عبد الله بن بدر الجهني ، من بادية الحجاز ، أخو معاوية الآتي : ذكرهما مسلم في ثالثة تابعي المدنيي ، روى عن أبي هريرة ، وعقبة بن عامر ، وعنه يحيى بن أبي كثير ، وأبو حازم المديني ، وأسامة بن زيد بن أسلم ، ويزيد بن أبي حبيب ، وثقه النسائي ، وكان يقيم مرة بالبادية ، ومرة بالمدينة ، ومات بها قبل القاسم بن محمد سنة مائة ، وهو ممن خرج له الشيخان وغيرهما ، ولذا هو في التهذيب ، بل هو في رابع الإصابة.

٦٤٩ ـ بكار بن جارست بن محمد المدني : يروي عن موسى بن عقبة عن أم خالد ابنة

٢١٨

خالد بن سعيد عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : وعنه ابراهيم بن المنذر الحزامي ، قاله ابن حبان في ثقاته ، وذكره ابن الجوزي ، فسمى أباه عبد الرحمن ، ولينه ، وقال الذهبي : بكار بن محمد بن الجارست المدني ، المقرىء النحوي ، من قراء أهل المدينة ، روى عن موسى بن عقبة ، وعنه يحيى بن محمد بن قيس ، وابن أبي فديك ، وابراهيم بن المنذر الحزامي قال أبو زرعة : لا بأس به.

٦٥٠ ـ بكار بن عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام ، أبو بكر الأسدي ، المدني : الأمير بها ، كأبيه ، ووالد الزبير ، وليها للرشيد اثنتي عشرة سنة وأشهرا ، وكان به معجبا ، وعنده وجيها ، وكانت ولايته في حياة أبيه ، إذ توجه أبوه إلى بغداد ، وكان جوادا ممدحا ، قوي الولاية ، متفقدا لمصالح العوام ، شديدا على المبتدعة ، أمنت المدينة في أيامه ، ومات سنة خمس وتسعين ومائة ، طول ابنه الزبير ترجمته وبالغ ، فيراجع.

٦٥١ ـ بكار بن محمد بن الجارست : مضى قريبا بدون محمد بينهما.

٦٥٢ ـ بكتمر السعدي ، سعد الدين بن غراب : جهزه الأشرف برسباي إلى المدينة ، بعسكر لتقوية أمرها ، ونصر السنة بها ، ممن أثنى عليه شيخنا بالفضل والشجاعة ، والمعرفة بالأمور ، والورع ، والمقريزي : بالديانة والصيانة ، والشجاعة والفروسية ، وشيء من الفقه ، واتفقا على أنه مات سنة إحدى وثمانمائة.

٦٥٣ ـ بكر بن سليم الطائفي ، ثم المدني الصواف : يروي عن زيد بن أسلم ، وربيعة ابن أبي عبد الرحمن ، وأبي طوالة ، وسهيل ، وابن المنكدر ، وأبي صخر حميد بن زياد ، وعنه اسحاق الخطمي ، وابراهيم بن المنذر الحزامي ، وأبو الطاهر أحمد بن السرح ، وآخرون ، وعمر دهرا ، فقال أبو حاتم : يكتب حديثه ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال ابن عدي : ضعيف ، وقال عثمان الدارمي عن يحيى : ما أعرفه ، وذكره الخطيب في الرواة عن مالك ، وهو ممن خرج له ابن ماجة ، والبخاري في الأدب المفرد ، وترجم في التهذيب.

٦٥٤ ـ بكر بن عبد الوهاب بن محمد بن الوليد بن يحيى المدني ابن أخت الواقدي : يروي عنه ، وعن محمد بن الوليد بن فليح ، وعبد الله بن نافع الصايغ وغيرهم ، وعنه ابن ماجة ، وأبو بكر بن أبي عاصم ، وأبو صاعد ، وعبد الرحمن بن أبي حاتم وآخرون ، قال أبو حاتم : صدوق ، وأثنى عليه أحمد بن صالح خيرا ، وكان حيا سنة خمس وخمسين ومائتين ، وهو في التهذيب.

٦٥٥ ـ بكر بن مبشر بن حبر الأنصاري ، المدني : من بني عبيد ، روى عنه اسحاق ابن سالم ، مولى بني نوفل ، قال أبو حاتم : له صحبة ، وكذا أثبت ابن حبان ، وابن عبد البر ،

٢١٩

وابن السكن صحبته وقال : إن إسناد حديثه صالح ، وصححه الحاكم ، وقال القطان : لا نعرف صحبته من غير هذا الحديث ، وهو غير صحيح ، كذا قال.

٦٥٦ ـ بكر بن يزيد المدني : روى عنه القعنبي ، قال الذهبي في ميزانه : لا يدري من هذا؟ ، وقال أحمد : لا أعرفه ، وقد ذكره ابن أبي حاتم ، وروى عن أسامة بن زيد.

٦٥٧ ـ بكير بن عبد الله بن الأشج المدني ، الفقيه ، مولى المسور بن مخرمة ، وأحو يعقوب ، وعمر الآتيين : نزل مصر ، يروي عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف ، وسعيد بن المسيب ، وأبي صالح السمان ، وبشر بن سعيد ، وحمران مولى عثمان ، وكريب ، وسليمان بن يسار ، وطائفة كبيرة ، وعنه ابنه مخرمة ، وعياش بن عياش القتباني ، وعمر بن الحارث ، والليث بن سعد ، وابن لهيعة ، ولم يسمع منه مالك ، لأنه خرج من المدينة قديما ، فسكن مصر ، والمصريون رووا عنه ، وكان من أوعية العلم ، مجمع على ثقته وجلالته ، وقال فيه مالك ابن أنس : كان من العلماء ، وقال معن بن عيسى : ما ينبغي لأحد أن يفوقه في الحديث ، وقال يحيى بن معين : ثقة ، وقال العجلي : مدني ثقة ، مات ـ على الصحيح ـ سنة سبع وعشرين ومائة ، قلت : وذكره ابن حبان في ثقاته ، فقال : مولى أشجع ، كان من صلحاء الناس من أهل المدينة ، يروي عن نافع ، وعنه ابنه مخرمة ، مات بالمدينة سنة اثنتين وعشرين ومائة في ولاية هشام بن عبد الملك.

٦٥٨ ـ بكير بن مسمار ، أبو محمد الزهري المدني : مولى سعد بن أبي وقاص وأخو مهاجر ، يروي عن زيد بن أسلم ، وعامر بن سعد بن أبي وقاص ، وعبد الله بن خراش وضمرة ابن عبد الله بن أنس ، وأرسل عن ابن عمر ، روى عنه أنس بن عياض ، وحاتم بن اسماعيل ، وعمرو بن محمد العنقري ، وأبو بكر عبد الكبير الحنفي ، والواقدي وغيرهم ، وثقه العجلي ، والدارقطني ، قال النسائي : ليس به بأس ، وقال البخاري : في حديثه بعض النظر ، وقال ابن عدي : مستقيم الحديث ، قال ابن حبان : مات سنة ثلاث وخمسين ومائة ، ليس هو بالراوي عن الزهري ، ذاك ضعيف ، وهذا ثقة ، ولكن قد جمع بينهما البخاري في التاريخ ، وهو في التهذيب.

٦٥٩ ـ بلال بن الحارث بن عاصم ، أبو عبد الرحمن المزني : ـ مزينة مضر ـ عداده في أهل المدينة ، ذكره بينهم مسلم ، صحابي معروف ، عاش ثمانين سنة ، ومات بها سنة ستين وكان ينزل جبل مزينة المعروف بالأذخر ، ويتردد إلى المدينة ويبيع الأذخر ، روى عنه ابنه الحارث ، وعلقمة بن وقاص ، وحديثه في السنن ، وابنه حسان أول من أظهر الأرجاء بالبصرة ، وحكى شيخنا في الإصابة «أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أقطعه العقيق» ، وكان صاحب لواء مزينة

٢٢٠