التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة - ج ١

شمس الدين السخاوي

التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة - ج ١

المؤلف:

شمس الدين السخاوي


الموضوع : رجال الحديث
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٧٥
الجزء ١ الجزء ٢

آخرها ، بل قرأ عليّ من أولها دروسا ، بل قال : إنه لقيه في مصاهرة مع الشيخ زروق. ومولده سنة خمس وخمسين أو بعدها تقريبا ومن شيوخه ، وقد كان بمكة كل ذلك ، وبعده يحضر الدروس عند قاضيها الشافعي والمالكي ، كما أنه كان يحضر بالمدينة عند مالكيها ، بل لازم فيها السيد السمهودي حتى حمل عنه كتابه ـ الأوسط الذي هو الأكبر الآن ـ في تاريخ المدينة ، ومعانا قراءة وسماعا ، إلى أن سافر مع ابن جبير ، ليكون معلما لهم أو قاضيا فبقي هناك إلى سنة اثنتين وتسعمائة. ووصفه في الكراسة التي كتبتها له بالشيخ الفاضل الأوحد الكامل ، العالم المتقن الضابط مفيد الطالبين وقدوة المخلصين ، جمال المدرسين. وقلت : إن ما أخذه مني للتفقيه في البحث والتقرير ، والإيضاح والتحرير ، فأفاد واستفاد وظهر فضله للنقاد ، وحقق ووفق ووقف حتى عرف ، وقال فطال بحيث ثبتت لدى معلوماته وتقررت في الفنون زياداته ، واستحق الإذن له في التصدر للإفادة ، والإقراء والإعادة.

١١٤٢ ـ خليفة بن الشمس محمد بن خليفة المنتصر بن محمد المدني : الآتي صديق أخوه وأبوهما ، سمع معه في سنة ثمان وتسعين وسبعمائة الموطأ على البرهان بن فرحون.

١١٤٣ ـ خليل بن عبد الرحمن بن محمد بن عمر بن محمد بن عمر بن الحسن أبو عبد الله الضياء : أبو الفضل القسطلاني المكي المالكي إمام المالكية بها ويسمى محمدا. له ذكر في أحمد بن عبد العزيز بن القاسم النويري ، قال ابن فرحون : إنه كان من أئمة الدين ، والمتسمين باليقين. كانت مكة بلده ودار إقامته ، ولكنه قل أن تجيء قافلة منها للزيارة ليس هو معها ، بل كان قد أقام بها وجاور وقتا ، وقرأ على والدي العربية ، ولازم درسه وانتفع وحصل ، وكان يقول لي : ماذا كتب الشيخ من العربية؟ فأقول له ما علمت عنده سوى شرح من شرح الجمل لابن عصفور ، فيقول لي : ما هذا من حوائج ابن عصفور ، فهذا الذكر العظيم وحسن الإلقاء والتفهيم لا يكون إلا عن إلهام أو كثرة اشتغال ، وكتب كثيرة يلتقط محاسنها ويرتب قوانينها ، فأقول له : ما عنده غير ما ذكرت لك. وكان حال الفقيه خليل معلوم مشهور ، من البر والصدقة ومواساة الفقراء وتحمل الدين العظيم لأجلهم ، ينتهي دينه في بعض السنين إلى قرب مائة ألف درهم نقود ، ثم يقضيها الله عنه على أبر ما يكون ، وكان له من الدين فوق ما يصفه الواصفون ، ومن العلم مثل ذلك ، ومن الورع والتمسك بالسنة فوق ذلك ، قل عن البحر فالبحر يقف دونه. كان لي النصيب الوافر في دعائه ومكاتبته ونشر ذكره عند أهل الخير ، جزاه الله خيرا وكان عنده الوسواس في طهارته ما اشتهر مثلا في الأقطار. مات في شوال سنة ستين وسبعمائة ، سنة مات القاضي شهاب الدين قاضي مكة. وكلنا سراجى مكة في فنيهما. وقل أن يخلفهما أحد مثلهما فيما بقي من الدهر رحمهما‌الله. انتهى. وقد ذكر الفاسي بما ملخصه : أنه سمع على العماد عبد الرحمن بن محمد الطبري وأخيه يحيى ، والأمين القسطلاني ، والفخر التوزي ، والصفي

٣٢١

والرضي الطبريين ، والشريف أبي عبد الله الفاسي ، وابن حريث وغيرهم بمكة والمدينة في آخرين ، كجده لأمه قاضي مكة الجمال ابن المحب الطبري ، وجد أمه المحب الطبري ، مما لم نقف عليه. وأشغله خاله النجم الطبري القاضي في المذهب الشافعي. فحفظ الحاوي ، والتنبيه ثم تحول مالكيا. واشتغل على قاضي اسكندرية الشمس بن جميل وقاضي دمشق الفخر سلامة وأبي عبد الله الغرناطي بمكة ، وقرأ الأصول على العلاء القرنوي ، والنحو عليه وعلي العز النشائي ، وجود للسبع على العفيف الدلاصي بمكة ، وأبي عبد الله القصري ، وصحب الشريف أبا عبد الله الفاسي بمكة مدة طويلة ورباه وسلكه ، وأخذ عنه طريق القوم وأبا محمد البسكري وتلقن منه وأخذ عنه وصحب الشيخ خليفة وآخرين ، وحدث بالكثير. سمع منه والد التقي ، ودرّس وأفتى مع الفضيلة والشهرة الجميلة ، وكونه وافر الصلاح ظاهر البركة شديد الورع والاتباع ، له من الجلالة عند الخاص والعام ما لا يوصف ، خصوصا المغاربة والتكاررة والسودان ، فإنهم كانوا يرون الاجتماع به من كمال حجهم ، وكانوا يحملون إليه الفتوحات الجزيلة فيفرقها على أحسن الوجوه ، بل كان يستدين ويحسن إلى الخلق بحيث انفرد في بلاد الحجاز بذلك ، ويقضي الله دينه ، وكان مبتلى بالوسواس في الطهارة والصلاة ، بحيث يعيد الصلاة بعد صلاته بالناس ، وربما أذّن العصر ولم ينته من الإعادة. حتى أنه يبكي في بعض الأحيان. ولما مات أوصى بكفارات كثيرة خوفا من حنثه فيما صدر منه من الأيمان ، فنفذت ودفن بالمعلاة على جده الإمام ضياء الدين المالكي ، ومولده في شوال سنة ثمان وثمانين وستمائة. واستقل بإمامة المالكية من سنة ثلاث عشر وسبعمائة حين موت أبيه إلى أن مات. فكان سبعا وأربعين سنة ، وممن أخذ عنه الجمال بن ظهيرة وكان أقدم من لقيه وفاة. وذكر في معجم شيوخه بالوصف بشيخ الحرم وبركته ، وأنه كان عالما صالحا مباركا ، ظاهر البركة مع الورع الشديد. حصل له من الجلالة والعظمة والقبول عند الخاص والعام ، ما لم يحصل لأحد من أقرانه ولم يخلف بعده مثله.

١١٤٤ ـ خليل بن محمد بن محمد بن عبد الرحيم بن عبد الرحمن : الحافظ غرس الدين ، وصلاح الدين ، أبو الصفا ، وأبو الحرم ، وأبو سعيد ، الأقفهسي المصري الشافعي. ولد في عشر السبعين وسبعمائة ، وسمع الحديث على خلق كالصلاح الزفتاوي ، وابن حاتم ، وعبد الواحد الصردي ، والمطرز ، والشهاب المظفر ، وابن الشيخة ، ومريم ابنة الأذرعي بالقاهرة ومصر ، وعلى ابن صديق والشمس بن سكر ، وغيرهما بمكة والمدينة ، والشهاب أحمد بن أبي بكر بن العز ، وأبي هريرة بن الذهبي وابن أبي المجد وفرج الحافظي ، وخديجة ابنة ابن سلطان ، وغيرهم بدمشق. وجد في الطلب ، وتخرج بالزين العراقي وولده ، والهيثمي ، وغيرهم ، وتميز في معرفة المتأخرين ، والمرويات والعوالي ، مع بصارة في المتقدمين ، وخرج لنفسه المتباينات وأحاديث الفقهاء الشافعية ، ولغيره كمعجم ابن ظهيرة ومشيخة المجد إسماعيل الحنفي وغيرهما من شيوخه وأقرانه ، وتقدم في هذا الفن مع

٣٢٢

مشاركة في الفقه والعربية ومعرفة حسنة بالفرائض والحساب والشعر ممن حج كثيرا ، وجاور بمكة سبع سنين متوالية غير أنه تخللها بزيارة المدينة النبوية مرارا وكذا زار مع قافلة عقيل بعد ذلك. وقرأ بها وسمع قديما وحديثا على غير واحد وترافق مع شيخنا ، والتقي الفاسي وغيرهما ، وعظموه وحمدوا مرافقته وحدث باليسير. وسمع منه شيخنا والفاسي ، وسمع هو من كل منهما ، وبسطت ترجمته في الضوء اللامع وهو جدير بذلك فهو أحد الحفاظ المشار إليهم. وتوجه في قافلة عقيل إلى الأحساء والقطيف ، ثم سافر من هناك إلى هرموز ، ثم إلى كنباية من بلاد الهند ، ثم صار يتردد من هرموز إلى بلاد العجم للتجارة ، وحصل قليلا من الدنيا ثم ذهب منه. واستمر على تنقله حتى مات في أواخر سنة عشرين وثمانمائة بيزد من بلاد العجم في مسلخ الحمام. ومن نظمه ، مما كتبه عنه شيخنا الشهاب الشوائطي ، قصيدة طويلة أولها :

دع التشاغل بالغزلان والغزل

يكفيك ما ضاع من أيامك الأول

ضيعت عمرك ، لا دنيا ظفرت بها

وكنت عن صالح الأعمال في شغل

تركت طرق الهدى كالشمس واضحة

وملت عنها لمعوج من السبل

١١٤٥ ـ خليل بن هارون بن مهدي بن عيسى بن محمد : أبو الخير الصنهاجي الجزائري ، المغربي المالكي ، نزيل مكة ، ممن ترجمته في التاسعة ، اشتغل في بلاد المغرب بالعربية وغيرها ولقي هناك جماعة من العلماء والصالحين ، وحفظ عنهم وعمن لقيه بديار مصر والشام والحجاز أخبارا حسنة من حكايات الصالحين ، وانقطع بمكة نحو عشرين سنة ، وتزوج زينب ابنة اليافي ، وقرأ بمكة كثيرا على ابن صديق ، والزين المراغي ، والقاضي علي النويري ، والشريف عبد الرحمن الفاسي ، وأبي اليمن الطبري وغيرهم ، وبالمدينة على إبراهيم بن علي بن فرحون. والعلم سليمان السقا وغيرهم ، وببيت المقدس على أبي الخير بن العلائي ، والشيخ محمد بن أحمد بن محمد القرمي ، وعلي بن محمد بن أحمد ، وإبراهيم ومحمد ابني إسماعيل بن علي القلقشندي وغيرهم ، وبالقاهرة على ابن الملقن ، وبالإسكندرية على عبد الله بن أبي بكر الدمياميني ومحمد بن يوسف بن أحمد المسلاتي ، وكان قد قرأ بتونس على أبي عبد الله بن عرفة ، وأجاز له خلق كثيرون. خرج له ربيبة الحافظ الجمال محمد بن موسى المراكشي فهرستا لبعض مسموعاته لم يكمل ، وله الأحاديث القدسيات ، وتذكرة الإعداد لهول يوم المعاد في الأذكار والدعوات وهو كتاب جليل حسن كثير الفوائد. واختصره ، وأخذ عنه التقي ابن فهد وأورد عنه لبعضهم شعرا. مات بالمدينة في ثامن رمضان سنة ست وعشرين وثمانمائة ، ودفن بالبقيع وقد قارب الستين ، رحمه‌الله.

١١٤٦ ـ خنيس بن حذافة بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم : أبو حذافة القرشي السهمي ، أخو عبد الله بن حذافة ، من المهاجرين الأول. شهد بدرا وأحدا ، ونالته بأحد

٣٢٣

جراحات فمات منها بالمدينة. وكان زوج حفصة أم المؤمنين قبل النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وعده بعضهم في أهل الصفة ، فيما حكاه علي بن أبي طالب الحافظ ، ومحمد بن إسحاق.

١١٤٧ ـ خوات بن جبير بن النعمان بن أمية بن البرك بن امرىء القيس بن ثعلبة بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس : أبو عبد الله وقيل أبو صالح الأنصاري الأوسي المدني أخو عبد الله صحابي. خرج لبدر ، فأصابه في ساقه حجر بالصفراء فرجع ، فضرب له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بسهمه ، ثم شهد المشاهد بعدها وكان أحد الأبطال المشهورين. ذكره مسلم في المدنيين ، وله أحاديث ، روى له البخاري منها في كتاب الأدب المفرد مما هو موقوف «النوم أول النهار خرق وأوسطه خلق وآخره حمق». روى عنه ابنه صالح ، وعبد الرحمن بن أبي ليلى ، وعطاء بن يسار ، وبسر بن سعيد وغيرهم. ومات بالمدينة ، بعد أن كف بصره سنة أربعين ـ أو التي يليها ـ عن أربع وسبعين وله عقب ويقال إنه صاحب النحيين. قال زيد بن أسلم ، قال خوات : «نزلنا مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم مر الظهران فخرجت فإذا بنسوة يتحدثن ، فأعجبنني. فرجعت فأخرجت حلة لي فلبستها ، وجئت فجلست معهن ، وخرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من قبته ، فقال : أبا عبد الله ، ما يجلسك معهن؟ ـ وذكر الحديث بطوله». وقال قيس بن حذيفة عنه : «خرجنا حجاما مع عمر ، فسرنا في ركب فيهم أبو عبيدة ، وعبد الرحمن بن عوف ، فقال القوم : غنينا ، فقال عمر : دعوا أبا عبد الله فليغن من شعره ، فما زلت أغنيهم حتى كان السحر ، فقال عمر : أرفع رأسك يا خوات فقد أسحرنا». وهو في التهذيب وأول الإصابة.

١١٤٨ ـ خويلد بن عمرو ، أبو شريح الخزاعي الكعبي : مات بالمدينة وسيأتي في الكنى.

١١٤٩ ـ خلاد بن السائب بن خلاد بن سويد بن ثعلبة بن عمرو بن حارثة بن امرىء القيس بن ثعلبة بن الخزرج ـ أو الحارث بن الخزرج ـ الأنصاري الخزرجي من بلحارث بن الخزرج : صحابي صغير ، ذكره مسلم فيهم ، أمه مارية ابنة الحارث بن سلامان من أزد شنوءة يروي أيضا عن أبيه ، وزيد الجهني ، وعنه حبان بن واسع ، وعبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، والمطلب بن عبد الله بن حنطب ، والزهري ، وقتادة. وهو في التهذيب وأول الإصابة. ولكن قال العجلي : إنه مدني تابعي ثقة.

١١٥٠ ـ خلاد بن سويد بن ثعلبة ، الأنصاري الخزرجي : جد الذي قبله ، صحابي قديم ، شهد العقبة وبدرا ، وهو والد السائب بن خلاد ، فالثلاثة صحابة. واستشهد هذا بقريظة ـ طرحت عليه امرأة رحا فشدخته ـ فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن له أجر شهيدين» انتهى. وقال صاحب الروضة : مات بالمدينة.

٣٢٤

١١٥١ ـ خلاد بن عمرو الجموح الأنصاري السلمي : أخو أبي أيمن ، صحابي ابن صحابي بدري ممن استشهد بأحد. وذكر الواقدي : أن أمه هند ابنة عمرو عمة جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام ، وأنها حملت ابنها وزوجها وأخاها على بعير ، ثم أمرت بهم فردوا إلى أحد فدفنوا هناك ، وذكره في الإصابة.

١١٥٢ ـ خيثمة بن الحرث بن مالك الأنصاري الأوسي : صحابي استشهد بأحد. قال موسى بن عقبة ، عن ابن شهاب : استهم يوم بدر هو وابنه سعد الآتي فخرج سهم سعد ، فقال له أبوه : «يا بني آثرني اليوم» ، فقال : «يا أبت : لو كان غير الجنة فعلت» فخرج سعد إلى بدر ، فقتل بها ، وقتل أبوه خيثمة يوم أحد ، وهو في الإصابة.

١١٥٣ ـ خير بك بن حتيت لا حديد : كما هو على الألسنة ، الأشرف برسباي له دروس بالمسجدين وأتباع ، وله غير ذلك بغيرهما وقربات كثيرة. واختل أكثرها بعده وأوقف على ذلك أوقافا كثيرة ، وصار من بعد أستاذه في أيام ولده خاصكيا وخازاندارا صغيرا. ثم قربه الظاهر جقمق وجعله دوادارا صغيرا ، ثم جعله الأشرف أمين عشرة ، ثم الأشرف قايتباي ، ثم صيره أحد المقدمين ثم غضب عليه لما أمره بالخروج مع التجريد فامتنع وأودعه البرج ، ثم نفاه إلى دمشق مقيد في الحديد وسجن بقلعتها ، ثم أمره بالتوجه لمكة فتوجه لها صحبة الركب. وأقام بها على طريقة من العبادة والأوراد وجمع الأوراد على ذلك إلى أن تعلل بمرض حاد مدة طويلة ، ثم بإسهال إلى أن مات في ربيع الأول سنة سبع وثمانمائة ، ودفن بالمعلاة. وكان قد كتب الخط الحسن ، واشتغل بالقرآن والفقه وأصول الدين ، وفيه محبة للعلم والعلماء والصالحين ، والأدب والكرم وغير ذلك.

١١٥٤ ـ خير الواثقي مولاه : أحد خدام الحرم النبوي ، سمع سنة اثنتي وسبعمائة الشفاء للقاضي عياض ، ووصف بالطواشي الكبير ، المتعبد المحترم أمين الدين.

حرف الدال

١١٥٥ ـ داود العجمي : جاور بالمدينة مدة وقطن مكة وبها مات. وكان متعبدا كثير الاستغفار ، ذكره ابن صالح.

١١٥٦ ـ داود بن بكر بن أبي الفرات : الأشجعي مولاهم ، من أهل المدينة أخو عبد الملك ، وقد ينسب إلى جده. يروي عن محمد بن المنكدر وغيره وعنه أبو ضمرة أنس بن عياض ، وعبد الله بن نافع الصائغ وغيرهما ، وثقة ابن معين ، ثم ابن حبان. وقال أبو حاتم لا بأس به ، ليس بالمتين. وقال الدارقطني : يعتبر به. وهو في التهذيب وتاريخ البخاري وغيرهما ، وسيأتي داود بن عمرو بن الفرات.

١١٥٧ ـ داود بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف : أخو سهل الآتي ذكره مسلم في رابعة تابعي المدنيين.

٣٢٥

١١٥٨ ـ داود بن جبير : أخو سعيد بن المسيب لأمه ، أمهما نسيبة ، مدني. يروي عن أخيه سعيد ، واقتصر البخاري على قوله : واه. روى عنه زيد الحباب وثقه ابن حبان ، وهو في اللسان.

١١٥٩ ـ داود بن الحصين بن عقيل بن منصور : أبو سليمان الأموي ، مولاهم المدني. قال البخاري : أراه مولى عمرو بن عثمان الأموي. وقال ابن حبان : مولى عبد الله بن عمرو بن عثمان. يروي عن أبيه ، والأعرج ، وعكرمة ، وأبي سفيان مولى ابن أبي أحمد ، وغيرهم. وعنه : مالك ، وابن إسحاق ، ومحمد بن جعفر بن أبي كثير. وجماعة. وهو صدوق له غرائب تنكر عليه ، وثقه ابن معين وغيره مطلقا. وقال مصعب الزبيري : كان فصيحا عالما. ويتهم برأي الخوارج ، وعنده مات عكرمة ، مولى ابن عباس. وكذا قال ابن حبان في ثقاته : إنه كان يذهب مذهب الشراة ، وكل من ترك حديثه على الإطلاق ، وهم. لأنه لم يكن بداعية ، ومن انتحل بدعة ولم يدع إليها ، وكان متقنا كان جائز الشهادة ، محتجا بروايته. فإن وجب ترك حديث عكرمة ، لأنه كان يذهب مذهب الشراة مثله. ووثقه العجلي أيضا. على أن ابن حبان قد ذكره في الضعفاء وقال : إنه من أهل المنصورة ، حدث بمنكرات عن الثقات ، مما لا يشبه حديث الإثبات ، يجب مجانبة روايته ، ونفى الاحتجاج بما روى. وقال علي بن المديني : مرسل الشعبي ، وسعيد بن المسيب أحب إلي من داود عن عكرمة عن ابن عباس. وقال غيره : إنه مات بالمدينة سنة خمس وثلاثين ومائة. وهو في التهذيب.

١١٦٠ ـ داود بن خالد بن دينار المدني : سمع ربيعة بن أبي عبد الرحمن وروى عن إبراهيم بن عبيد بن رفاعة ، وعنه محمد بن معن الغفاري المدني ، وابن أبي فديك. قاله البخاري وابن حبان في ثالثة ثقاته ، ووثقه أيضا العجلي ، وقال ابن عدي : أرجو أنه لا بأس به. وقال يعقوب بن أبي شيبة : مجهول لا تعرفه ، ولعله ثقة. وهو في التهذيب.

١١٦١ ـ داود بن خالد : أبو سليمان الليثي العطار المدني ، من أهل المدينة ، سكن مكة ، ولذا قيل : المدني أو المكي. واقتصر البخاري على الأول. وقال ابن حبان : من أهل المدينة ، سكن مكة. يروي عن سعيد المقبري ، وعثمان بن سليمان بن أبي حثمة ، وعنه أهل بلده والمعلى بن منصور. ذكره ابن حبان في ثالثة ثقاته ، ومن قبله البخاري ، وأفرده عن الذي قبله ، وقال ابن معين : لا أعرفه. وهو في التهذيب.

١١٦٢ ـ داود بن أبي داود ، عامر : وقيل عمير بن عامر وقيل مازن الأنصاري المزني المدني ، أخو حمزة بن داود. ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين ، يروي المراسيل ، وعنه أهل المدينة. قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته ، وذكره البخاري ، وهو في التهذيب.

١١٦٣ ـ داود بن سليمان بن داود الشيرازي : المدني ، سمع في سنة ثلاث عشرة

٣٢٦

وسبعمائة على الجمال المطري ، وكافور الحصري في تاريخ المدينة لابن النجار.

١١٦٤ ـ داود بن سنان القرظي المدني : مولى عمير أو عمرو بن تميم الحكمي. يروي عن أبان بن عثمان ، ومحمد بن كعب القرظي ، ومسور بن رفاعة ، وثعلبة بن أبي مالك ، وعنه القعنبي ، وإسحاق الفروي ، وعبد العزيز بن عبد الله الأويسي وخالد بن مخلد وزياد بن يونس الاسكندراني. قال أبو حاتم وغيره : لا بأس به. ووثقه ابن حبان ، وجعله من الثالثة. وهو في تاريخ البخاري ، والميزان.

١١٦٥ ـ داود بن صالح بن دينار التمار : الأنصاري ، مولاهم وقيل إنه مولى أبي قتادة المدني ، الآتي أبوه ، يروي عن أمه عن عائشة وعن أبيه ، وأبي أمامة بن سهل ، وأبي سلمه بن عبد الرحمن وسالم بن عبد الله ، والقاسم بن محمد. وعنه هشام بن عروة وهو من أقرانه ، وابن جريج وعبد العزيز الدراوردي ، والوليد بن كثير ، وآخرون. قال حرب عن أحمد : لا أعلم به بأسا. ووثقه ابن حبان في ثالثة ثقاته. وقال : روى عنه أهل المدينة ، وليس هو بالذي يقال له داود بن أبي صالح التمار ، أحسبه الذي روى عنه أبو عبد الله أشقري ، يعني : فقد أفرده البخاري عنه ، وهذا في التهذيب وتاريخ البخاري ، وقال : إن ابن جريج نسبه بداود بن أبي صالح التمار مولى أبي قتادة.

١١٦٦ ـ داود بن أبي صالح الليثي : المدني ، عداده في أهلها ، يروي عن نافع ، وعنه أهل المدينة ، ساق البخاري حديثه عن نافع عن ابن عمر : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم «نهى أن يمشي الرجل بين المرأتين». وقال : لا يتابع عليه ، ولا يعرف إلا به. وقال أبو زرعة : لا أعرفه إلا في حديث واحد. وهو حديث منكر. وقال أبو حاتم ، مجهول ، حدث بحديث منكر. وذكره ابن حبان في الضعفاء ، وقال : يروي الموضوعات عن الثقات ، حتى كأنه يتعمد. وهو في التهذيب.

١١٦٧ ـ داود بن عامر بن سعد بن أبي وقاص الزهري القرشي : المدني يروي عن أبيه عامر بن سعد ، وعنه يزيد بن أبي حبيب ، ويزيد بن عبد الله بن قسيط ، ومحمد بن إسحاق وغيرهم ، وهو مقل ثقة. وثقه العجلي ، وابن حبان ، ومسلم. وقال البخاري : حجازي. قال الذهبي : أظنه مات شابا. وهو في التهذيب.

١١٦٨ ـ داود بن عامر الأنصاري المدني : في ابن أبي داود.

١١٦٩ ـ داود بن عبد الكريم بن أبي الكرم محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب : أبو سليمان الهاشمي الجعفري ، عداده في أهل المدينة ، يروي عن مالك وإبراهيم بن أبي يحيى ، والدراوردي. وعنه أبو بكر وعثمان ابنا أبي شيبة ، وابن نمير ، وأبو حاتم ، وابراهيم بن المنذر الحزامي ومحمد بن غالب تمتام ، وثقه أبو حاتم ، وقال كان عنده عن حاتم بن إسماعيل مصنفات شريك نحو ثلاثين جزءا ، وابن حبان ، وقال : لا يخطىء.

٣٢٧

زاد غيرهما وقيل : إنه كان سريا جوادا ممدحا ، مكثرا عن حاتم بن إسماعيل. وقال العقيلي : في حديثه وهم وهو في التهذيب.

١١٧٠ ـ داود بن عطاء : أبو سليمان المدني ، مولى آل الزبير ، وقال البخاري مولى المدنيين. يروي عن زيد بن أسلم ، وهشام بن عروة ، وصالح بن كيسان ، وزيد بن عبد الحميد ، وموسى بن عقبة. وعنه الأوزاعي وهو من طبقته ، وقيل : إنه شيخه وعبد الملك بن مسلمة ، وغيرهما كاسماعيل بن محمد الطلحي ، وإبراهيم بن المنذر الحزامي وعبد الله بن محمد الأذرمي. روى شيئا قليلا لأنه مات قبل الشيخوخة ، قال ابن عدي : في حديثه بعض النكرة وقال البخاري : منكر الحديث. وقال أحمد : رأيته وليس بشيء. وفي لفظ عنه : رأيته قبل أن يموت بأيام. لا يحدث عنه. وقال غيرهم : متروك. وذكره ابن حبان في الضعفاء وقال : إنه من أهل المدينة ، وهو الذي يقال له : داود بن أبي عطاء ، وهو من موالي مزينة ، كثير الوهم في الأخبار ، لا يحتج به بحال لكثرة خطئه وغلبته على صوابه. وكذا هو عند العقيلي في الضعفاء.

١١٧١ ـ داود بن عطاء المكي : في الميزان ، وقال : أظنه المدني يعني الذي قبله.

١١٧٢ ـ داود بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب : أبو سليمان الهاشمي العباسي ، أمير مكة والمدينة ، واليمن ، واليمامة ، والكوفة. ولي ذلك لابن أخيه أبي العباس السفاح ، فالكوفة أولا ثم البقية في سنة اثنتين وثلاثين ومائة. وفعل بالحرمين أفعالا ذميمة ، قتل من ظفر فيهما من بني أمية ، بحيث قال له عبد الله بن الحسن بن الحسن : يا أخي إذا قتلت هؤلاء ، فبمن تباهي بملكك؟ أما يكفيك أن يروك غاديا ورائحا فيما يسرك ويسوءهم؟ فلم يقبل منه وقتلهم. وكان فصيحا مفوها ومع ذلك لما صعد المنبر ليخطب : أرتج عليه ، لكن نقل ، أن أبا العباس السفاح ، لما صعد ليخطب ، فلم يتكلم ، فوثب عمه صاحب الترجمة بين يدي المنبر فخطب. وذكر أمرهم وخروجهم ، ومنى الناس ، ووعدهم بالعدل ، فتفرقوا عن خطبته. وذكر له صاحب العقد خطبتين بليغتين ، إحداهما : خطب بها المدينة وساقها ، وقد مدحه إبراهيم بن علي بن هرمة بأبيات لامية ، ولم يلبث أن مات في ليلة من ليالي ربيع الأول سنة ثلاث وثلاثين ومائة. ومولده سنة ثمان وسبعين. روى عن أبيه عن جده ، وعنه الثوري ، والأوزاعي ، وابن جريج وغيرهم ، ذكره ابن حبان في الثقات وقال يخطىء.

١١٧٣ ـ داود بن علي الغماري : في أبي موسى.

١١٧٤ ـ داود بن عمر : العلامة شرف الدين بن الركن الشاذلي ، السكندري ، تلميذ أبي العباس المرسي ، ولد كما كتبه العفيف المطري في سنة تسعين وستمائة. وقال

٣٢٨

العثماني قاضي صفد ، فيما نقله شيخنا في درره عنه : إنه كان يشتغل ويتكلم على الناس ، ولا يخلو بنفسه إلا ساعة بعد الظهر. قال شيخنا : وزعم أنه مات تقريبا سنة خمس عشرة وسبعمائة. فليحرر ، قلت : أرخه العفيف المطري سنة ثلاث وثلاثين بالتكرور. وله تأليف في زيارة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، والرد على منكرها ، سماه «البيان والانتصار في زيارة النبي المختار» وهو مطول في مجلدين ، أجاد فيه. قال شيخنا : ورأيت له قصيدة يرغب فيها في الموت أولها

أرى الناس تخشى من حلول المنية

وتطمع أن تبقى بدار تولت

لك الخير ، ماذا تحذرين؟ وما الذي

ترجين مما بالمكاره حفت

أمن نقلة للموطن الأول الذي

إليه نفوس العارفين ترقت؟

جزعت وترضين الدنى ، وتنزعي

عن الوطن الأعلى إلى دار غربة؟

١١٧٥ ـ داود بن عمير بن عامر : في ابن أبي داود.

١١٧٦ ـ داود بن عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس : الهاشمي العباسي ، والد محمد الآتي. وسيأتي فيه : أنه ممن جمع له في الولاية في خلافة بني هاشم الخطابة على منبر مكة والمدينة ، وقد روى عن أبيه ، وأبي بكر بن بكار. وعنه حفيده محمد بن عيسى ، وغيره. ولي إمرة الحرمين للأمين محمد ، ثم خرج إلى مكة ، وأقام بها عشرين شهرا ، فكتب إليه أهل المدينة يلتمسون منه الرجوع ويفضلونها على مكة ، في شعر لهم ، فأجابهم أهل مكة بشعر مثله وحكم بينهم رجل من بني عجل ، كان مقيما بجدة في شعر له عظمهما معا فيه والقصة مشهورة. وقد قال وكيع : أهل الكوفة اليوم بخير ، أميرهم داود بن عيسى ، وقاضيهم : حفص بن غياث ، ومحتسبهم : حفص الدورقي. ويحكى أن داود خلع الأمين وبايع المأمون ، واحتج بكون الأمين قد بغى على أخويه المأمون والمؤتمن ، وكتب لولده سليمان عامله على المدينة أن يفعل مثل ذلك. ثم سار إلى المأمون ، وأعلمه بذلك فسر ، وتيمن ببركة مكة والمدينة. وكان داود في سنة تسع وتسعين ومائة ، واتفق أنه أقام بمكة عشرين شهرا ، واستناب على المدينة ولده سليمان ، فكتبوا إليه : إن مقامه بالمدينة أفضل ، وقالوا له شعرا يحرضونه فيه على الهجرة من مكة إليها. فلما ورد عليه الكتاب أرسل إلى رجال من أهل مكة فقرأه عليهم ، فأجابه عيسى بن عبد العزيز المكي المعروف بالسلعسي بقصيدة ذكر فيها مكة وما فضلها الله به من المشاعر أولها :

أداود أنت الإمام الرضي

وأنت ابن عم إمام الهدى

وفي سنة ثمان وتسعين أصلح داود المنبر النبوي.

١١٧٧ ـ داود بن أبي الفرات : مضى في داود بن بكر بن أبي الفرات.

٣٢٩

١١٧٨ ـ داود بن فراهيج المدني : ثم البصري مولى قيس بن الحرث بن فهر ، ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين. وهو يروي عن أبي هريرة ، وأبي سعيد الخدري ، وعنه محمد بن عجلان ، وابن إسحاق ، وشعبة ، وعبد الرحمن بن إسحاق ، وأبو غسان محمد بن مطرف. ضعفه شعبة ، والنسائي ، وقال حنبل بن إسحاق عن أحمد : مدني. صالح الحديث وقال ابن معين : ليس به بأس. وقال عباس الدوري عنه : إنه ضعيف الحديث. وقد بقي إلى أيام قتل الوليد ، فإنه قدم الشام إذ ذاك ، قال شعبة : وقد كبر وافتقر وافتتن. وقال بعضهم : كان شعبة يضعفه. وذكره ابن حبان في ثانية ثقاته وقال : أصله من المدينة. قدم البصرة وحدثهم بها ، وسبقه ابن المديني فقال : مدني قدم البصرة وهو في الميزان ، وحديثه عند الإمام أحمد في مسنده.

١١٧٩ ـ داود بن قيس : أبو سليمان الفراء ، الدباغ ، المدني من أهلها ، ومولى قريش ، ولذا قال البخاري : القرشي. يروي عن موسى بن يسار ، ونعيم المجمر ، وسعيد المقبري ، وعبيد الله بن مقسم ، وعدة. وعنه : ابنه سليمان ، والسفيانان ، وابن مهدي ، وأبو نعيم ، وعبد الرزاق ، والقعنبي وقال : ما رأيت بالمدينة أفضل منه ، ومن حجاج بن صفوان في آخرين ، وثقه الإمام أحمد ، وابن المديني ، وأبو زرعة ، وأبو حاتم ، والنسائي ، والساجي وابن سعد وقال : مات بالمدينة ، وله أحاديث صالحة ، وابن حبان. وقال الشافعي : ثقة حافظ. وقال القعنبي : ما رأيت بالمدينة رجلين كانا أفضل من داود بن قيس ومن الحجاج بن صفوان. مات في ولاية أبي جعفر ، وهو ممن خرج له مسلم وغيره ، وترجم في التهذيب. وسيأتي له ذكر في ولده سليمان.

١١٨٠ ـ داود بن مازن : هو ابن داود ، مضى.

١١٨١ ـ داود بن موسى الغماري الفاسي : المالكي ، نزيل الحرمين سكنهما نحو عشرين سنة ، وبالمدينة أكثر بيسير. وكان قد عني في شبابه بفنون من العلم ، وتنبه في ذلك وصار على ذهنه فوائد ونكت حسنة يذاكر بها. ثم أقبل على التصوف والعبادة وجد فيهما كثيرا. مات بالمدينة أول سنة عشرين وثمانمائة ، ودفن بالبقيع. ترجمته في التاسعة ، وقال الفاسي : وكانت بيننا مودة ومحبة ، وأظنه في عشر الستين. وقال في ذيل النبلاء : كان كثير العناية بالعبادة وله بالفقه وغيره إلمام ، ومذاكرة حسنة ، جاور بالحرمين أظن من أول القرن التاسع أو آخر الثامن ، وكان للناس فيه اعتقاد. قال ابن فهد : ووجد بخط شيخنا الجمال بحمد بن إبراهيم المرشدي : أنه داود بن علي الغماري ، والشيخ الصالح الناسك العالم.

١١٨٢ ـ داود الجبرتي : كان بحفظ القرآن مع التدين والسكون ، ومات بالمدينة. ذكره ابن صالح.

٣٣٠

١١٨٣ ـ داود الرومي : أحد باشات ملك الروم عثمان ، له سبع.

١١٨٤ ـ داود الزيلعي : شاب صالح ، جاور بالمدينة ومات بها. ذكره ابن صالح ، وهو غير الأول.

١١٨٥ ـ داود : رجل ذكره ابن صالح ، فقال : كان فاضلا صالحا ، جاور بالمدينة ودرس بها واشترى بها دارا ، كان بها هو وزوجته ، وولده. ثم باعها وارتحل ، وأظنه مات بالشام.

١١٨٦ ـ دبوس بن سعيد الحسيني الطفيلي : من شرفاء آل الطفيل ، ابن منصور. رأس المتجرئين على الحجرة النبوية في أخذ جملة من قناديلها ، وكان ذا شوكة بحيث خاف أمير المدينة زبيري منه وقوع فتنه ، وكان ذلك سببا لتغافله عنه حتى انسحب إلى الفرع. وراسل أبو الفرج المراغي في طالب كسوة ، فامتنع من إبلاغه مقصده ، فحمله ذلك حين ذخل المدينة مختفيا على ضربه إياه وهو داخل لصلاة العشاء من باب السلام بالسيف على كتفه ، فكانت الثياب حائلة بينه وبين تمام غرضه ، لكنه جرح جرحا يسيرا ، ثم هرب. وطلبه الشريف محمد بن أبي ذر بن عجلان من آل نعير فلم يظفر به تلك الليلة ، ثم أدركه في صبحتها فقتله تحت جبل عير ، ولم يكن يتوهم الغريم قتله. وذلك في سنة اثنتين وستين وثمانمائة ، على ما تتحرر.

١١٨٧ ـ دحية بن خليفة الكلبي : الصحابي ، الشهير ، ويحتمل أن يكون زوج درة ابنة أبي لهب الذي ذكره مسلم في الطبقة الأولى من المدنيين ، ودحية الكلبي ، نزل دمشق بعد ذلك وسكن المزة. وهو صاحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ورسوله إلى قيصر ملك الروم ، وكان جبريل يأتي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم على صورته في بعض الأحيان ، وكان أجمل الناس وجها. وكان إذا قدم المدينة من الشام ، لم تبق معصر إلا خرجت تنظر إليه ، أسلم قديما ، وشهد المشاهد بعد بدر وشهد اليرموك ، وبقي إلى خلافة معاوية. روى عنه خالد بن يزيد بن معاوية ، وعامر الشعبي ، ومنصور بن سعيد بن الأصبغ. روى له أبو داود.

١١٨٨ ـ دفيف ـ كعظيم ـ : المدني ، مولى عبد الله بن عباس. روى عنه في العزل ، وعنه حميد بن قيس ، ذكره البخاري ولم يزد على ما في السند. وقال أبو جعفر : مات سنة تسع ومائة في خلافة هشام بن عبد الملك ، وحديثه في الموطأ. وذكره ابن الحذاء في رجاله.

١١٨٩ ـ دكين بن سعيد المزني : وقيل : الخثعمي ، صحابي ، قدم على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في أربعمائة نفس يستطعمونه ، فأطعمهم وزودهم. نزل الكوفة ، وعده بعضهم من أهل الصفة ، وقال أبو نعيم : لا أعلم لا ستيطانه الصفة ونزولها أثرا صحيحا.

١١٩٠ ـ دمشق خواجا بن جوبان : الماضي له ذكر في أبيه ، وإنهما دفنا بالبقيع.

٣٣١

١١٩١ ـ دوس مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : قال ابن السندي له ذكر في حديث رواه محمد بن سليمان الخزاعي عن وحشي بن حرب عن أبيه عن جده : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كتب إلى عثمان وهو بمكة : «أن جندا توجهوا قبل مكة ، وقد بعثت إليك دوسا مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأمرته أن يتقدم بين يديك باللواء ، وبعثت إليك خالد بن الوليد لتسير» رواه صدقة بن خالد عن وحشي ، فلم يذكر فيه دوسا. قال أبو نعيم : وليس المراد بدوس إلا القبيلة ، ولا يعرف في موالي النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أحد اسمه دوس. قال شيخنا في الإصابة : والسياق يأبى ما قاله أبو نعيم ، ولكن الإسناد ضعيف.

١١٩٢ ـ دينار ، العزّ الحبشي الشهابي ، المرشدي ، الشافعي : قال ابن فرحون : استقر في مشيخة الخدام بالمسجد النبوي ، عقب وفاة ناصر الدين نصر عطاء الله في سنة سبع وعشرين وسبعمائة بعد أن كان من جملة الخدام بالقاهرة ، فكان ذا حشمة ودين وعزة وحسن تفنن. صحب المشايخ الكبار من المجاورين ، وتأدب بآدابهم ، واكتسب من أخلاقهم ، فلزم التلاوة ومجاهدة نفسه بالصيام والقيام والصدقة والإحسان. وأوقف أملاكا ، ما بين نخيل ودور ، وأعتق خداما وعبيدا وإماء يزيد عددهم على الثلاثين وعلق القناديل من خدامه في الحرم السبعة. وكفل أيتاما وحرما ، ونعمهم بالمأكل والملابس والمساكن حتى كانوا يعدون من عياله ، وله محاسن متعددة منها أنه سافر مرة إلى مصر فاستخلف على بيته وأمواله بعض أصدقائه من المجاورين ، ففرط بعدم تحرزه ممن بالبيت من خدام وإماء وعبيد لظنه عدم خيانتهم ، فأفسدوا ، ونقص مما خلفه ببيته مقدار أربعة وعشرين ألفا. فلما جاء وعلم بذلك قال له : «إن ذلك يلزمك شرعا لتفريطك» ، فقال له : «نعم». وأمره أن يأخذ من أملاكه ونخله ما شاء ، واستشار أصحابه فوافقوه على الأخذ ، فلم يصوب رأيهم ، فقال : إن هذا الرجل ممن صحبته في الله ، وقد أقرأني القرآن ، فلا أغرمه شيئا أفسده عبيدي لم يتدنس منه بشيء ، وأبرأ ذمته من ذلك ، ولم يزل صديقا له ، حتى فرق الموت بينهما. وله بالحرم آثار شريفة. وكان فيه من الشدة في الدين على الإشراف ، ما كان في مختار الآتي وزيادة مع الانقياد إلى الشرع ، والموافقة على الخير ، وكان صديقا للجمال المطري يحبه ، زاد في ذلك على عطاء الله الآتي. فلما سعى إليه وهو بالقاهرة في المشيخة صفي الدين جوهر خادم اللالا وأعاطيها تسلط أهل الشر على الجمال المشار إليه ، بحيث اغتم لذلك. فاتفق أنه رأى في المنام كأن باب جبريل حول إلى باب الرحمة ، وصار يقول : كيف يزال باب ثابت إلى باب غيره ، ويبقى هذا المكان لا باب له؟ فلم يلبث إلا يسيرا ، وجاء الخبر بالرجوع عن جوهر وولاية العز هذا ، وكان بيته بباب الرحمة ، وبيت جوهر بجوار رباط صفي الدين السلامي ، فجاء المنام كفلق الصبح ، وانكف أهل الشر عن الجمال المذكور. وكان الأولاد المجاورين كالأب الشفيق ، يسأل كل من لقيه منهم عن حاله وحال أهل بيته وأولاده ، ويقول له : كيف إخواننا؟ ويقضي

٣٣٢

الحوائج بطيب نفس وانشراح ، وكان إذا غضب أو انزعج يرجع عن قريب ، لا يؤيس من خيره ولو أيس بقوله ، وطالت مدته. ثم عزل بمختار الديري الآتي ثم أعيد وهو بالقاهرة ، وناب عنه في غيبته شمس الدين الجمداري ، وصار عز الدين في ولايته على طريقته الأولى من فعل الخيرات ، وعتق المماليك ووقف النخيل على الفقراء. فلما ضعف بدنه وقوته لكبر سنه ، ولزم العزلة والإقبال على الخير ، سعى عليه لذلك فولى افتخار الدين ياقوت الخازندار عوضه ، في سنة ثمان وخمسين وسبعمائة ، ولزم التأدب مع صاحب الترجمة بحيث كان يأتيه إلى مجلسه ويعوقه بالشهر ، ويتقرب إليه حتى أحبه وصار يقول أنا خادم محتشم رئيس ، ولقد صدق فيما قال. فلم يلبث أن مات في أيامه سنة إحدى وستين وسبعمائة ، ولخص بعضهم هذه الترجمة وقال : إنه بعد استقراره حسنت سيرته إلى الغاية ، ولازم التلاوة والعبادة ، وعمل آثارا حسنة بالمسجد الشريف مع شدة على الرافضة وقيام في الأمور الشرعية. ومع ذلك انعزل بصفي الدين جوهر ولكن لم يتم له أمرا ، وعزل قبل خروجه من القاهرة واستمر دينار على عادته ، ثم عزل بالشريف مختص الخازندار ، فباشر بأخلاق غير مرضية وترفع على الناس ، فعزل وأعيد دينار ، وبقي مختص نائبه في المشيخة لكبر سن دينار ، وإقباله على العبادة ، وإلى أن مات بعد عزله قبيل موته سنة ثمان وخمسين بافتخار الدين ياقوت. وذكره المجد ، فقال : وكان كلقبه ذا عز ودين وحشمة وتمكين ورئاسة وترقين ، وطريق رضى وحسن يقين. ولي المشيخة في الحرم الشريف النبوي ، وعلى ساكنه أفضل الصلاة والسلام في عام سبع وعشرين وسبعمائة ، بعد وفاة الشيخ ناصر الدين نصر عطا الله. وكان قد صحب أكابر الأشياخ وسادات المجاورين والعلماء المتقين ، وكان بهديهم يهتدي وبطريقتهم يقتدي ، وإلى خدمتهم ينتمي وعن المكاره بهمتهم يحتمي. وقف نفسه على أفضل العبادات فنال به أكمل السعادات وأجمل المرادات ، وذلك أنه لم يبرح في قراءة القرآن ، وقرى الأقران ، ومد الخوان ، وسد خلة الإخوان ، بالإنعام والإحسان والمواظبة على القيام ، والمداومة على الصيام في أكثر الأيام ، بذل في الله الأنفاس والنفائس ، وساس المنصب بعلو همته وكان أحسن سائس ، شرح الله بولايته الصدور وأطلع به من أفق الكرم أتم بدور ، ووقف أملاكا كثيرة ما بين نخيل ودور ، واعتق من الإماء والعبيد زهاء الثلاثين بل تزيد ، وكفل جماعات من الأرامل والأيتام وعمهم بالأنعام ، ورتب لهم الشراب والطعام والمسكن والملبس والمقام ، وأنالهم في جميع أحوالهم أحسن إنالة وبرهم ونعمهم بمثل ما بر به أهله وعياله. أما شدته على الأشراف فقد سبق فيه من تقدمه خفضا ، وأما القيادة إلى الشرع الشريف : فكان إلى الأمد الأقصى ومسابقته إلى الخيرات كانت سدا ومبادرته إلى المآثر كانت جدا ، ومساعدته لذوي الضرائر لا يعرف له أحدا حدا ، ومع ملاطفته مع أولاد المجاورين تحكي ملاطفة الأب الرؤوف والأم العطوف ، إذا رأى أحدا سأل عن حاله ثم عن حال عياله ، ثم عن كل من في البيت من نسائه

٣٣٣

ورجاله ، سؤالا يشعر بالمحبة في الله للطف مقاله ، ويتصدى لقضاء حوائجهم بنفس مبشوش ووجه بشوش. قد طهر الله قلبه من أدناس الغشوش ، حتى كأنه لتمكن الإخلاص والودادة الربانية ملبوس مرشوش ، وهي طويلة.

١١٩٣ ـ دينار المعزي البدري : قال ابن فرحون : كان من خدام المسجد النبوي ، غاية في الإحسان والخيره قد جعل مسكنه دار الشرابي الذي بزقاق الخدام موئلا للخدام ومرفقا للمرتادين ، يعد فيها للمرضى أنواعا من الأمواه والأشربة والأغذية ، فلا يمرض فقير أو مجاور أو خادم إلا جاءه في الحين ، وحمل إليه من كل ما يحتاج إليه. وعطاؤه كالسلاطين إن أعطى ماء لسان ، أو ماء خلاف ، وما أشبه ذلك ملاء الإناء ، وكذلك يفعل في الشراب والسكر وغيرهما. ومتى وصف للفقير دواء سعى في تحصيله حتى يأتيه به ، ثم إنه لا يزال يطبخ في بيته الأشياء اللطيفة المناسبة ويحملها بنفسه على يده ، لا يستعين بعبده ولا بغلامه. وفعله هذا عام في جميع الناس حتى أهل الربط والمدارس ، فيأتيهم ويترفق لهم ويشفق عليهم ويشهيهم. هذا فعله فيما ملكت يمينه ، وأما غير ذلك من مساعدة الضعفاء والقيام مع المنكسر بدين أو فقر فالعجب العجاب يخرج من ماله ويضمن في ذمته ، ويدخل على الغريم في بيته. ولقد ضمن مرة نحو خمسين ألف درهم طولب بها وضيق عليه فيها ، ففرج الله عنه بنيته وأمره في ذلك أجل من أن يوصف ، بحيث يحتمل التدوين. وأما سعيه في التئام الكلمة واختلاجه بين الناس ، وجمع الشمل بين الإخوان والتأليف بين الأقران : فمن عجائب الزمان. توفي سنة أربع وثلاثين وسبعمائة. وذكره المجد ، فقال : كان هو والمتقدم قبله كأنهما ديناران وازنان ، وفي ميزان الاختبار والاعتبار راجحان وازنان ، وكان لم يل المشيخة لكن سبق في المكارم كثيرا من المشايخ ، له قدم في المفاخر راسية ، وعرق في الرئاسة راسخ غوث الراجين ، وغيث للمحتاجين. كان مسكنه بدار الشرابي في زقاق الخدام ، هيأ فيه منزلا للخاص والعام ، وكل من يتحشم إليه بنقل الأقدام ، قام في معارك المشار إليه إقدام وأي إقدام ، وجعل في منزله مارستانا للمرضى ويعد القيام بحالهم عليه حتما فرضا. لا يسمع بمريض من الخدام والمجاورين والفقراء والمسافرين ، إلا وتبادر في الحين إلى عيادته ، ويحمل إليه من الأشربة والأغذية الملوكية حسب شهوة المريض وإرادته. وإذا وصف لمريض دواء مفقود بذل في تحصيله النقود ، ولا يبقى في ذلك شيئا من المجهول. وأما ما هو سهل الوجدان كالسكر والشربات فهي مبذولة لكل سائل ، محمولة إلى منازل المرضى المنقطعة الوسائل ، يبذل بذل الملوك ، ويعطي عطاء السلاطين ، لا يفرق عند التصدق بين التبر والتين ، ولا بين الطيب والطين ، إذا سئل سكرة أعطى شيئا كثيرا وإذا طلب ماء ورد أو خلافه ملأ الإناء ولو كان كبيرا ، وإذا تحقق مريضا داوم في بيته على الأغذية اللطيفة العطرة الفائقة والأدوية المناسبة اللائقة ، ويحمله بنفسه ويحضرها عنده ولا يستعمل في ذلك أحد ، لا غلامه ولا عبده ، ولا

٣٣٤

يخص بعوارفه معارفه بل كان يعم به كل من كان جاهله أو عارفه. وهكذا شأنه في كل ما ملكت يمينه كأنه انعقدت في على الإنفاق يمينه ، ووراء ذلك بذل الغرض وكسر الوجه في مساعدة المنكسر المديون ، والفقير الذي قللت الديون منه نور العيون ، فإنه كان يجتهد في إرضاء مديونهم وإن أحوج الحال الضمان دخل بنفسه في ضمانهم. ولقد ضمن مرة نحو خمسين ألف درهم ، فطولب بها وضيق عليه الغريم فلم يكترث بذلك حتى فرج الله عنه ببركة هذا النبي الكريم.

١١٩٤ ـ دينار أبو عبد الله بن القراظ : ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين. هو الذي بعده.

١١٩٥ ـ دينار أبو عبد الله القراظ : مدني جليل ، مولى خزاعة ، تابعي. يروي عن معاذ بن جبل ، وسعد بن أبي وقاص ، وأبي هريرة رضي‌الله‌عنهم. وعنه : عمر نبيه الكعبي ومحمد بن عمرو وموسى بن عبيدة وأسامة بن زيد الليثي ، وآخرون. وقال ابن حبان في الثقات : روى عنه أهل المدينة. زاد غيره : وكان ذا صلاح ووقار وفضل. وهو في التهذيب. لتخريج مسلم وغيره له.

١١٩٦ ـ دينار القرظي : أحد الخدام بالمسجد النبوي ، أثنى عليه ابن فرحون.

١١٩٧ ـ دينار الطواشي : خادم أبي شامة ، كان من الصالحين ، ذكره ابن صالح.

حرف الذال المعجمة

١١٩٨ ـ ذربان الحسيني : الطفيلي أبو شادي الآتي ، من أشرار أشراف المدينة كولده ، كان ممن عاون عجلان بن نعير أمير المدينة في نهبها ، واحتال زبيري أمير المدينة في ولايته الأولى حتى وصل هو وابن عمه محمد بن سند أحد رؤوسهم أيضا عنده بالحصن. وقد قررت جماعة الفتك بهما فقتلوهما.

١١٩٩ ـ ذكوان بن عبد قيس بن خلدة بن مخلد بن عامر بن زريق : أبو أليسع ، الأنصاري الزرقي ، صحابي ، شهد العقبتين. وكان يقال : إنه من المهاجرين ومن الأنصار جميعا ، وذكر أنه خرج إلى مكة من المدينة مهاجرا ، وأقام بها مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى أن قدم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم المدينة فقدمها. وشهدا بدرا واستشهد بأحد. وهو من أول الإصابة ، وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم «من أحب أن ينظر إلى رجل يطأ بقدميه غدا خضرة الجنة فلينظر إليه». وروى عمر بن شبة في أخبار المدينة بسند له إلى أنس أن سعد بن أبي وقاص «اشترى من ذكوان هذا بين السقيا ببعيرين» ومن طريق جابر نحوه ، وزاد : «أن أباه أوصاه أن يشتريها. قال : فوجدت سعدا سبقني».

١٢٠٠ ـ ذكوان مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ذكره ابن حبان في الصحابة وهو مختلف في

٣٣٥

اسمه في الحديث الذي من جهته ، وأصح الروايات فيه : مهران ، ذكره في الإصابة.

١٢٠١ ـ ذكوان مولى جويرية ابنة الأحمس الغطفانية : هو أبو صالح السمان ، يأتي في الكنى.

١٢٠٢ ـ ذكوان مولى جويرية الغطفانية أبو صالح السمان : من كبار علماء المدينة ، كان يجلب السمن والزيت إلى الكوفة. قيل : إنه شهد حصار عثمان يوم الدار وسمع سعد بن أبي وقاص ، وأبا هريرة ، وعائشة وابن عباس ، وأبا سعيد وابن عمر ، ومعاوية وجماعة. وعنه ابنه سهيل ، والأعمش. وقال : إنه سمع منه ألف حديث. وسمى مولى أبي بكر عبد الرحمن ، وزيد بن أسلم ، وبكير الأشج ، وعبد الله بن دينار. ويحيى بن سعيد الأنصاري ، وابن شهاب ، وخلق. قال أحمد : ثقة ثقة. من أجل الناس وأوثقهم ، ووثقه ابن معين ، وأدرجه في إثبات أصحاب أبي هريرة ، والعجلي وأبو حاتم ، وزاد أبو حاتم : صالح الحديث ، يحتج بحديثه. وأبو زرعة ، وزاد : مستقيم الحديث. وابن سعد ، وزاد كثير الحديث. وكان يقدم الكوفة بجلب فينزل في بني أمية ، والساجي وزاد : صدوق. وقال الحربي : من الثقات. وكذا ذكره ابن حبان في الثقات. وقيل : كان عظيم اللحية. فإذا ذكر عثمان بكى فارتجت لحيته ، وقال : هاه هاه. وذكر الإمام أحمد من فضله وقال الأعمش : كان مؤذنا. فأبطأ الإمام ، فأمنا ، فكان لا يكاد يجيزها من كثرة الرقة والبكاء. مات سنة إحدى ومائة. وهو في التهذيب في الأسماء ، وقيل : إن أبا هريرة كان إذا رآه قال : ما على هذا لا يكون من بني عبد مناف.

١٢٠٣ ـ ذكوان ، مولى عائشة ، أبو عمرو : ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين ، روى عنها. وعنه : عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ـ وهو أكبر منه ـ وابن أبي مليكة ، وعلي بن الحسين ، ومحمد بن عمرو بن عطاء ، وغيرهم. قال أبو زرعة : ثقة. وقال العجلي : مدني تابعي ثقة. ذكره ابن حبان في الثقات. وقال البخاري في تاريخه من طريق ابن مليكة إنه أحسن على ذكوان الثناء. وفي صحيح البخاري : «وكانت عائشة يؤمها عبدها ذكوان في المصحف» ووصله شيخنا في تعليقه.

١٢٠٤ ـ ذؤيب بن حبيب بن تويت ـ بمثناتين ـ مصغر ، بن أسد بن عبد العزي القرشي الأسدي : ذكره عمر بن شبة في أخبار المدينة عن أبي غسان المدني ، قال : اتخذ ذؤيب وساق نسبه قال : وكانت له صحبة بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم دارا بالمصلى مما يلي السوق. وهي بأيدي ولده إلى اليوم ، قاله في الإصابة.

١٢٠٥ ـ ذؤيب بن حلحلة وقيل ابن حبيب بن حلحلة ـ بن عمرو بن كليب بن أصرم أبو قبيصة : الخزاعي الكلبي ، شهد الفتح مع النبي ، وله رواية عنه. روى عنه ابن عباس كما عند مسلم ، وأبي داود ، وابن ماجه. وكان يسكن قديدا ، وله دار بالمدينة ،

٣٣٦

وعاش إلى زمن معاوية وهو في الإصابة. والفاسي ، والتهذيب ، وغيرها. وقد فرق ابن شاهين بين ذؤيب بن حلحلة والد قبيصة ، وبين ذؤيب بن حبيب الذي روى عنه ابن عباس ، وزعم ابن عبد البر : أن أبا حاتم سبقه لذلك. قال : وهو خطأ قال شيخنا : ولم يظهر لي كونه خطأ. فأما والد قبيصة فقد ذكر الغلابي عن ابن معين : «أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أتى بقبيصة بن ذؤيب ليدعو له بعد وفاة أبيه». والذي روى عنه ابن عباس : قد نبه عليه في صحيح مسلم «أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يبعث معه بالبدن إلى الحرم ، ثم يقول : إن عطب منها شيء ـ قبل محله ـ الحديث». وذكر ابن سعد أنه يسكن قديدا ، وعاش إلى زمان معاوية فهما اثنان.

١٢٠٦ ـ ذؤيب ، أبو قبيصة : ذكره مسلم في الطبقة الأولى من المدنيين ، وهو في الذي قبله.

١٢٠٧ ـ ذؤيب بن عبد الله بن عمرو بن محمد بن ذؤيب بن عمامة : أبو عبد الله القرشي ، السهمي ، وينسب لجده الأعلى ، فيقال : ذؤيب بن عمامة يروي عن عبد المهيمن بن سهل ، ويوسف بن الماجشون ، ومالك بن أنس ، ومحرز بن هارون وعبد العزيز بن أبي حازم. وعنه : إسحاق بن مرسي الأنصاري ، والنضر بن سلمة المروزي شاذان ، وأبو حاتم الرازي ، وقال : صدوق ، وجماعة. وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال : يروي الغرائب ، يجب أن يعتبر حدوثه من غير رواية شاذان عنه ، ولذا ذكره الذهبي في الميزان ، وهو ممن سكن الموصل وحدث بها ، ثم رجع إلى المدينة. فتوفي بها في ذي الحجة سنة عشرين ومائتين.

١٢٠٨ ـ ذو البجادين المزني : صحابي من المهاجرين السابقين ، واسمه عبد الله ، عده بعضهم في أهل الصفة فيما حكاه عن ابن المديني ، وكان اسمه عبد العزي ، فقال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «بل أنت عبد الله ذو البجادين».

١٢٠٩ ـ ذو الزوائد الجهني : صحابي ، عداده في أهل المدينة. روى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في حجة الوداع ، روى حديثه مسلم بن مطير عن أبيه عنه. وقيل عن أبيه عن رجل عنه ، وقال ابن عبد البر : إنه جهني. روى عنه أيضا أبو أمامة بن سهل بن حنيف «أنه كان يجيء إلى السوق في الحوائج فيصلي الضحى». ذكر ذلك ابن حجر في الإصابة ، وهو في التهذيب.

١٢١٠ ـ ذو الشمالين : مختلف في اسمه ، فقيل : عمير أو الحارث ، وهو من أهل مكة. قال ابن إسحاق إنه خزاعي يكنى أبا محمد ، حليف لبني زهرة ، وأبو عبد عمرو بن نضلة ، قيل : إنه استشهد بأحد وهو خطأ ، فهو إنما قتل ببدر على ما ذكره غير واحد من

٣٣٧

العلماء ، منهم : ابن عبد البر ، الذي نسب إليه استشهاده بأحد مما سببه غلط ناسخ الاستيعاب.

١٢١١ ـ ذو مخبر : ويقال : ذو مخمر أبو مخبر الحبشي ، ابن أخي النجاشي. وفد على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وخدمه ، ثم نزل الشام ، وله أحاديث. ذكره شيخنا في الإصابة.

١٢١٢ ـ ذو اليدين : راوي حديث السهو في الصلاة ، كان ينزل بذي خشب من ناحية المدينة ، له صحبة رواه شعيب بن مطير عن أبيه عنه ، وروى عنه أيضا خالد بن معدان ، وجبير بن نفير ، وأبو الزهراية ، وغيرهم. ويقال ان اسمه الخرباق ، وحديثه عند عبد الله بن أحمد في زوائد مسند أبيه.

حرف الراء المهملة

١٢١٣ ـ راجح بن طراد بن عامر التربي السوارقي أبوه : شهد في نحو الأربعين وسبعمائة.

١٢١٤ ـ راشد بن حفص بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف الزهري : القرشي ، من أهل المدينة ، وأمه من بني سليم. يروي عن أبيه وعنه محمد بن إبراهيم بن المطلب ، وثقه ابن حبان ، وهو في الميزان.

١٢١٥ ـ رافع بن إسحاق الأنصاري : مولى آل الشفاء ويقال مولى أبي طلحة. والشفاء امرأة قرشية هي أم سليمان بن أبي حثمة ، تابعي ، من أهل المدينة ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين وقال مولى الشفاء ، ويقال له مولى أبي أيوب ، يروي عن أبي أيوب الأنصاري وأبي سعيد الخدري وعنه إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة وثقه ابن حبان والعجلي وقال مدني تابعي ، وقال ابن عبد البر هو من تابعي أهل المدينة ، فيما نقل ، وهو في التهذيب.

١٢١٦ ـ رافع بن أسيد بن ظهير الأنصاري : الخزرجي المدني ، روى عن أبيه في كراء الأرض ، وعنه جعفر بن عبد الله الأنصاري والد عبد الحميد ، ذكره ابن حبان في الثقات وهو في التهذيب.

١٢١٧ ـ رافع بن جحش المحاربي : ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين وهو (١) (بياض بالأصل).

١٢١٨ ـ رافع بن خديج بن رافع بن عدي بن زيد بن جشم بن حارثة : أبو عبد الله أو أبو خديج الأنصاري ، الخزرجي الحارثي من بني حارثة بن الحارث بن

٣٣٨

الخزرج ، ابن أخي ظهير ومظهر ، صحابي ، ذكره مسلم في المدنيين ، وله أحاديث ، وشهد أحدا والخندق واستصغر يوم بدر ، ويقال أصابه سهم يوم أحد فنزعه وبقي النصل حتى مات ، وقال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أنا أشهد لك يوم القيامة» ، وشهد صفين مع علي بن أبي طالب. روى عنه ابنه رفاعة ، وحفيده عباية بن رفاعة ، وبشير بن يسار ، وحنظلة بن قيس الزرقي والسائب بن يزيد ، وعطاء بن أبي رباح ، ومجاهد ، ونافع مولى ابن عمر ، وآخرون وكان يتعانى المزارع ويفلحها. مات بالمدينة عن ست وثمانين سنة في أول سنة أربع وسبعين. وقيل في التي قبلها ، وصلّى عليه عبد الله بن عمر ، بل أخذ بعمودي جنازته ، فجعله على منكبيه ، يمشي بين يدي السرير حتى انتهى إلى القبر. وحديثه في الستة وهو في التهذيب ، وأول الإصابة. وتاريخ حلب لابن العديم.

١٢١٩ ـ رافع بن رفاعة : أبو خديج ، المدني ، مات سنة مائة في خلافة عمر بن عبد العزيز ، تابعي ، يحتمل أن يكون هو المذكور في ثقات التابعين ، وإنه يروي عن حذيفة.

١٢٢٠ ـ رافع بن زيد بن كرز بن سكن بن زعوراء بن عبد الأشهل : الأنصاري ، الأوسي الأشهلي ، ويقال : رافع بن سهل ، ويقال : رافع بن زيد. بدري استشهد بأحد في أول الإصابة.

١٢٢١ ـ رافع بن سالم الفزاري : ذكره مسلم في ثانية تابعي المدنيين.

١٢٢٢ ـ رافع بن سنان : أبو الحكم الأنصاري ، الأوسي المدني الصحابي ، جد عبد الحميد بن جعفر بن عبد الله بن الحكم بن رافع. يروي عنه : عبد الحميد. وفي إسناد حديثه اختلاف. في التهذيب وأول الإصابة.

١٢٢٣ ـ رافع بن مالك بن العجلان : الزرقي ، الأنصاري ، الخزرجي الصحابي ، والد رفاعة في البخاري أنه كان من أهل بيعة العقبة وكان يقول لابنه رفاعة : ما يسرني أني شهدت بدرا بالعقبة ، وبه يرد على ما ذكره موسى بن عقبة عن ابن شهاب في عدة البدريين ، وأصرح منه ما لأبي نعيم في المعرفة من طريق معاذ بن رفاعة بن رافع قال : كان رافع ، يعني جده ، من أصحاب العقبة ولم يشهد بدرا ، وعن أبي غسان عن عبد العزيز «أن رافعا استشهد بأحد ، فدفن في بني زريق».

١٢٢٤ ـ رافع بن المعلى : الأنصاري ، المدني ، في أبي سعيد : من الكنى.

١٢٢٥ ـ رافع بن مكيث : كعظيم آخره مثلثة ، الجهني ، صحابي ، ذكره مسلم في المدنيين ، أخو جندب بن مكيث الماضي وهو ممن شهد الحديبية وبيعة الرضوان ، وكان أحد من يحمل ألوية جهينة يوم الفتح ، واستعمله النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم على صدقات قومه ،

٣٣٩

وشهد الجابية مع عمر بن الخطاب رضي‌الله‌عنه ، له عند أبي داود حديث واحد عن طريق ولده الحارث عنه في حسن الملكة ، ذكره في الإصابة والتهذيب.

١٢٢٦ ـ رافع : المدني ، بواب مروان بن الحكم ، أرسله مروان بن الحكم إلى ابن عباس يسأله عن قوله تعالى : (لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِما أَتَوْا) ، حكى ذلك ابنه حميد بن عبد الرحمن وعلقمة بن وقاص ، وكأنهما سمعا منه جواب ابن عباس ، وقد روى الخبر المذكور : مسلم والترمذي أيضا ، وفيه ذكر رافع.

١٢٢٧ ـ رافع أبو البهاء : مولى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، هو أبو رافع في الكنى.

١٢٢٨ ـ رباح بن حبان : يروي عن أهل المدينة ، وعمر بن عبد العزيز ، وعنه : مالك بن أنس ، قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته.

١٢٢٩ ـ رباح بالموحدة وقيل بالمثناة للأكثر ، ابن الربيع بن صيفي التميمي : أخو حنظلة التميمي ، ذكرهما مسلم في المدنيين ، وله عند أبي داود والنسائي وابن ماجة في النهي عن قتل الذرية ، وهو في التهذيب والإصابة.

١٢٣٠ ـ رباح بن عبد الرحمن بن أبي سفيان بن حويطب بن عبد العزى : أبو بكر القرشي ، العامري المدني ، قاضيها ، تابعي. روى عن جدته عن أبيها وهو سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل وأبي هريرة ، وعنه إبراهيم بن سعد ، وأبو تفال المري ، وصدقه غير منسوب ، وثقه ابن حبان. قال سعيد بن عفير : قتل مع بني أمية ، يوم نهر أبي بطرس سنة اثنتين وثلاثين ومائة ، وهو في التهذيب. وفي ثقات العجلي : رباح مدني ، تابعي ، ثقة والظاهر : أنه هذا.

١٢٣١ ـ رباح بن عبيد الله العمري : الآتي أبوه عن سهيل بن أبي صالح ، وغيره. قال أحمد والدارقطني : منكر الحديث وقال ابن حبان : لا يجوز الاحتجاج بما انفرد به. وذكره العقيلي وابن الجارود في الضعفاء وقال العقيلي : لا يحفظ حديث الدابة إلا عنه. وسبقه البخاري فقال : لا يتابع عليه. وهو في الميزان.

١٢٣٢ ـ رباح بن عثمان بن حبان المري : أمير المدينة لأبي جعفر المنصور ، وثب عليه محمد بن عبد الله بن الحسن وجماعته حين خروجهم وسحبوه ، وبويع محمد بالخلافة فولاه المنصور القضاء سنة أربع وأربعين ومائة ، وعزل محمد بن خالد القسري.

١٢٣٣ ـ رباح ، مولى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ثبت ذكره في الصحيحين ، في قصة اعتزال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم نساءه ، وقول عمر : «يا رباح ، استأذن لي». وقال البلاذري : كان يستأذن. وكان أسود ، ثم صيره مكان يسار بعد قتله ، فكان يقوم على لقاحه. وذكر عمر بن شبة في

٣٤٠