التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة - ج ١

شمس الدين السخاوي

التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة - ج ١

المؤلف:

شمس الدين السخاوي


الموضوع : رجال الحديث
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٧٥
الجزء ١ الجزء ٢

ليدخل على فيمي يعودني ، فيقال له : فلم لم تعرفنا به لنقتله؟ فيقول : والذي شاء لم أنطق لا عرفت به ، وبيني وبينه الله عزوجل ، ومات في تلك الحال ، ولم يعرف به رحمه‌الله.

٧٧٣ ـ جعفر بن عمر بن أمية بن إياس الضمري المدني ، أخو يزيد ، الآتي من النسب ، وعبد الملك بن مروان من الرضاعة : أبوه صحابي ، وهو ثقة من كبار التابعين ، أمه نحيلة ابنة عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب ، ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين ، يروي عن أبيه ، ووحشي بن حرب ، وأنس بن مالك ، وعنه : أخوه الزبرقان ، وابن أخيه الزبرقان بن عبد الله بن عمرو ، وابن أخيه يعقوب بن عمرو بن عبد الله بن عمرو ، (ويوسف بن أبي ذرة ، والزهري ، ومحمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان وغيرهم ، قال العجلي : مدني تابعي ثقة من كبار التابعين ، قال الواقدي : مات في خلافة الوليد ، وقال خليفة : مات سنة خمس ، أو ست).

٧٧٤ ـ جعفر بن عياض ، مدني : يروي عن أبي هريرة في التعوذ من الفقر والقلة ، وعنه : إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ، أخرجا له هذا الحديث الواحد ، قلت ـ القائل : الحافظ بن حجر في التهذيب ـ ذكره ابن حبان في الثقات ، وأخرج حديثه في صحيحه ، وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل : سألت أبي عنه ، فقال : لا أذكره ، وقرأت بخط الذهبي : لا يعرف.

٧٧٥ ـ جعفر بن الفضل بن جميز بن يحيى بن الفضل بن أبي جعفر ، البغدادي ، الوزير الشهير ويعرف بابن جنكز الديلمي ....

٧٧٦ ـ جعفر بن محمد بن الحسن بن موسى بن علاء الدين ... بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ، الحسني : ... منها الفتوح حائل من المدينة إلى مكة ، فملكها ، وخطب ... سمع بمكة يزيد على ... جوهرة العقائد ، فأرسل إليه ... ذكره ابن .... فمنع ذلك جعفر ، وجعل عليه علي بن محمد سعيد بن محمد بن أبي محمد جعفر ... إلى العراق ... أبو محمد المليجي الواعظ الشهير.

٧٧٧ ـ جعفر الصادق بن محمد الباقر بن زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، الإمام العلم ، أبو عبد الله ، الهاشمي العلوي ، الحسيني المدني ، سبط القاسم بن محمد بن أبي بكر ، أمه فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر ، وأمها أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر : ولهذا كان جعفر يقول : ولدني الصديق مرتين ، يقال : ولد سنة ثمانين ، سنة سيل الجحاف ، الذي ذهب بالحاج من مكة ، والظاهر أنه رأى سهل بن سعد ، وغيره من الصحابة ، يروي عن جده القاسم ، وأدرك جده زين العابدين ، وهو

٢٤١

مراهق ، لكن لم نقف له على شيء عنه ، وروى عن أبيه ، وعروة بن الزبير ، وعطاء ، ونافع ، والزهري ، وابن المنكدر في آخرين ، وعنه أبو حنيفة ـ وقال : ما رأيت أفقه منه ـ وابن جريج ، وشعبة ، والسفيانان ، وسليمان بن بلال ، والدراوردي ، وابن أبي حازم ، وابن إسحاق ، ومالك ـ وقال : اختلفت إليه زمانا ، فما كنت أراه إلا مصليا أو صائما ، أو قائما ، وما رأيته يحدث إلا على طهارة ـ ووهيب ، وحاتم بن اسماعيل ، ويحيى القطان ، وخلق كثير ، آخرهم وفاة : أبو عاصم النبيل ، ومن جملة من روى عنه : ولده موسى الكاظم ، وقد حدث عنه من التابعين : يحيى بن سعيد الأنصاري ، ويزيد بن الهاد ، وثقه ابن معين ، والشافعي وجماعة ، وقال أبو حاتم : ثقة : لا يسأل عن مثله ، وقد احتج به مسلم ، وكان من سادات أهل البيت ، فقها وعلما ، وفضلا وجودا ، يصلح للخلافة ، لسؤدده وفضله ، وعلمه وشرفه ، ومناقبه كثيرة تحتمل كراريس ، مات سنة ثمان وأربعين ومائة ، عن ثمان وستين ، ودفن بالبقيع مع أبيه وجده وعمه ، ومن كلامه : الفقهاء أمناء الرسل ، فإذا ركنوا إلى السلاطين فاتهموهم ، وإياكم والخصومة في الدين ، فإنها تشغل القلب ، وتورث النفاق ، وسئل : لم جعل الموقف من وراء الحرم ، ولم يصر في المشعر الحرام؟ وعن كراهة صوم الحاج أيام التشريق ، وعن تعلقهم بأستار الكعبة ، وهي خرق لا تنفع شيئا؟ ، فقال : الكعبة بيت الله ، والحرم حجابه ، والموقف بابه ، فلما قصدوه أوقفهم بالباب ليتضرعوا ، فلما أذن لهم بالدخول : أدناهم من الباب الثاني ، وهو المزدلفة ، فلما نظر إلى كثرة تضرعهم ، وطول اجتهادهم : رحمهم ، فلما أمرهم بتقريب قربانهم ، فلما قربوا قربانهم ، وقضوا تفثهم ، وتطهروا من الذنوب أمرهم بالزيارة لبيته ، وكره لهم الصوم أيام التشريق ، لأنهم في ضيافة الله ، ولا يجب للضيف أن يصوم ، وتعلقهم بالأستار : مثلهم مثل رجل بينه وبين الآخر جرم ، فهو يتعلق به ، ويطوف حوله ، رجاء أن يهب له جرمه.

٧٧٨ ـ جعفر بن محمد بن أبي محمد أموسان : يأتي فيمن جده سعيد بن محمد قريبا.

٧٧٩ ـ جعفر بن محمد بن هارون ، المتوكل على الله ، بن المعتصم بالله بن الرشيد العباسي : عمر في المسجد أيام خلافته ، ومن ذلك : ترخيم القبر الشريف ، بويع بالخلافة بعد أخيه الواثق هارون ، واستمر حتى مات مقتولا في شوال سنة سبع وأربعين ومائتين ، وكانت خلافته خمسة عشر عاما ، وحمل على أبطال المحنة ، بخلق القرآن ، إلا أنه ـ على ما قيل ـ كان ناصبيا ، يقع في علي وآله رضي‌الله‌عنهم ، وفيه انهماك على اللهو والمكاره ، وفيه كرم زائد ، وكان أسمر رقيقا ، مليح العينين ، خفيف اللحية ، ليس بالطويل.

٧٨٠ ـ جعفر بن محمود بن عبد الله بن محمد بن سلمة ، الحارثي المدني والد إبراهيم :

٢٤٢

الماضي ، وعم سليمان بن محمد ، ومنهم من لم يذكر عبد الله في نسبه ، يروي عن جابر بن عبد الله الأنصاري ، وعنه : ابنه ، وابن أخيه سليمان ، وثقه ابن حبان ، وقال أبو حاتم : محله الصدق ، وهو في التهذيب.

٧٨١ ـ جعفر بن مصعب بن الزبير بن العوام : يروي عن عروة بن الزبير ، وعنه الزبير بن عبد الله بن أبي خالد ، وثقه ابن حبان ، وقال الذهبي في الميزان : لا ندرك من هو ، وقال الزبير بن بكار ـ في ذكر ولد الحسن بن الحسن ـ وكانت مليكة بنته عند جعفر ابن مصعب بن الزبير ، فولدت له فاطمة ابنة جعفر ، وهو في التهذيب باختصار ، وقال : إنه حجازي.

٧٨٢ ـ جعفر بن المطلب بن أبي وداعة القرشي ، السهمي ، المدني أخو كثير : ومنهم من قال أبو كثير ، يروي عن أبيه ، وعمرو بن العاص ، وعنه : ابن أخيه سعيد بن كثير بن المطلب ، وعكرمة بن خالد ، وعبد العزيز بن رفيع ، وثقه ابن حبان ، وهو في التهذيب.

٧٨٣ ـ جعفر بن نجيح المدني ، والد عبد الله ، وجد الأستاذ علي بن المديني : سيأتي له ذكر في ترجمة ولده ، وفي الثقات : جعفر بن نجيح ، شيخ يروي عن عطاء ، وعبد الرحمن بن القاسم ، روى حميد بن عبد الرحمن الرواشني ، عن أبيه عنه ، وقال شيخنا في لسانه : ذكره أبو جعفر الطوسي ، في رجال الشيعة ولم يزد شيخنا على ذلك.

٧٨٤ ـ جعفر بن يحيى بن خالد البرمكي : الآتي والده ، له دار بالمدينة.

٧٨٥ ـ جعيد بن عبد الرحمن المدني : يروي عن يزيد بن خصيفة ، والسائب بن يزيد ، وإن كان سمع منه ، وعنه : يحيى بن سعيد القطان ، قاله ابن حبان في ثقاته ، وسيأتي له ذكر في عبد الرحمن بن محمد.

٧٨٦ ـ جعيل بن سراقة الضمري ، وقيل : الغفاري ، أخو عوف ، وقيل : جعال : صحابي من أهل الصفة ، ممن أثنى عليه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأنه وكله إلى إسلامه ، طوله في الإصابة.

٧٨٧ ـ جقمق الجركسي ، الظاهر ، أبو سعيد : وقع في أيامه إصلاح الخلل الواقع في سقف الروضة من سقف المسجد على يد يرويك التاجي سنة ثلاث وخمسين وثمانمائة وما قبلها ، وله ربعة ودشيشة ومصحف وغير ذلك ، بويع بالسلطنة بعد خلع العزيز بن الأشرف برسباي ، في يوم الأربعاء تاسع عشر ربيع الأول سنة اثنتين وأربعين وثمانمائة ، واستمر إلى أن عهد لولده المنصور أبي السعادات عثمان في يوم الأربعاء العشرين من المحرم سنة سبع

٢٤٣

وخمسين في ضعف موته ، ثم مات في ثالث صفر منها ، فكانت مدته خمسة عشر سنة إلا نحو شهر ، وكان ملكا عادلا ، دينا كثير الصلاة ، والصوم والعبادة ، عفيفا عن المنكرات ، متواضعا ، كثير المعروف ، لا تنحصر ترجمته ، وقد أفردت بالتأليف.

٧٨٨ ـ جلو خان بن جوبان النوين : ذكره شيخنا في درره ، وقال : قتل مع أبيه في سنة ثمان وعشرين وسبعمائة ، وقال محمد بن يونس البعلي : إنه كان بالمدينة في يوم الجمعة عاشر شهر ربيع الآخر ، أظنه من التي بعدها ، وإنه نودي بالصلاة على الغائبين : النجم البالسي بمصر ، والتقي أحمد بن عبد الحليم بن تميمة بدمشق ، وأحضر تابوت جوبان ، وتابوت ولده جلو خان ، صاحب الترجمة ، وكان قد جيء بتابوتهما إلى عرفة ، وطيف بهما حول الكعبة ، فوضعا في الروضة ، فصلى الخطيب على الأربعة جملة.

٧٨٩ ـ جماز بن شيخة بن هاشم بن قاسم ـ أبي فليتة ـ بن مهنا بن حسين بن مهنا بن داود بن قاسم بن عبد الله بن عامر بن طاهر بن يحيى بن الحسين بن جعفر ابن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، عز الدين ، أبو سند الحسيني : أمير المدينة وليها بعد موت أخيه منيف ، وفي حياة أخيهما عيسى ، سنة سبع وخمسين وستمائة ، ثم انتزعها منه ابن أخيه مالك بن منيف ، في سنة ست وستين وستمائة ، فاستنجد عليه صاحب الترجمة بأمير مكة ، وبغيره من العربان ، وساروا إلى المدينة ، فلم يقدروا على إخراجه منها ، فلما أيسوا رحل صاحب مكة وغيره من العربان ، وبقي جماز مع جماعته ، فأرسل إليه ابن أخيه مالك المذكور ، يقول له ، معناه : أراك حريصا على إمرة المدينة ، وأنت عمي وصنو أبي ، وقد كنت لي معاضدا ومساعدا ، ويجب علينا أن نحترمك ونرعى لك حقوقك ، وقد استخرت الله تعالى ، ونزلت لك عن الإمرة طوعا لا كرها ، فسرّ بذلك ، وحمد الله على حقن الدماء ، وبلوغ مقصده ، واستقل بها من يومئذ ، وذلك في رمضان من سنة سبعمائة ، فلم تخرج عنه إلى أن مات في صفر سنة أربع وسبعمائة ، واستقرت بيد ذريته إلى الآن ، وله بنون كثيرون ، فممن تأمر منهم : منصور وودي دون ثابت ، وحنيس ، وراجح ، وسند ، وقاسم ومبارك ، ومسعود ، ومقبل ، فلم يلوا ، فلثابت سعد ، ولسند مغامس ، وسند باسمه ، ولقاسم جوشن ، وأبو فليتة منيف ، وقاسم باسمه ، ولمقبل ماجد ، ومبارك ، وحسن ، ومحمد ، وعساف ، ثم إنه لعساف عكاظ ، وذكروا للفائدة ، كما في شيخه ، قال ابن فرحون : وكان ذا رأي مصيب ، وكرم عظيم على إخوته وبينهم ، يوافيهم بالعطاء الجزيل ، حتى استمال قلوبهم ، وقوي أمره بينهم ، وعضده أولاده ، وكان إخوته ثمانية ، منهم : منيف ، وعيسى ، ومحمد ـ جد الفواطم ـ وأبو رديني ـ جد الردينية ـ وأولاده أحد عشر ، واستمر في الولاية مستقلا بها بدون منازع من يوم سلمها له ابن أخيه مالك إلى سنة سبعمائة فخلع

٢٤٤

نفسه حينئذ ، وكأنه أضر في آخر عمره وشاخ ، ونزل عنها لولده أبي غانم منصور ، وكان ما سيأتي في ترجمته ، وأقام جماز بداره التي بناها في عرصة السوق المعروفة بدار خزيمة ، حتى مات في صفر أربع وسبعمائة ، وكان قد بنى قلعة ليتحصن فيها ، ويكشف منها ضواحي المدينة ، قال ابن فرحون : وهو أول من أدركته من أمراء المدينة ، وكان شجاعا مهيبا سائسا حازما ، ذا رأي صليب ، وهمة علية ، ترقت همته إلى أن قصد صاحب مكة ـ وهو الأمير نجم الدين أبو نمى محمد ابن صاحبها أبي سعد بن علي بن قتادة الحسني ـ وحاصره ، وانتزع منه مكة ، فاستولى عليها ، وحكم فيها ، وأقام بها يسيرا ، ثم عادت إلى أبي نمى ، وذلك في سنة سبع وثمانين وستمائة ، وكان والده الأمير شيحة متوليا المدينة ، انتزعها من الجمامزة في سنة أربع وعشرين وستمائة ، كما سيأتي في ترجمته ، وذكره المجد ، فقال : كان بطلا باسلا ، وعمنيا منازلا ، ومهيبا سائسا ، وقليبا حمارسا ، وفتاكا صرمرما ، وسفاكا غشمشما ، وقرما هماما ، وعبقريا قمقاما ، ترقت به همته إلى أن قصد مكة ، في صكة عمى ، وأراد انتزاعها من يد الأمير نجم الدين أبي نمى ، فهجم على مكة هجوم الطيف ، وافتض عذرتها بحد السيف ، وذلك : أنه بات ليالي على بابها مخيما ، وعلى إخراجه منها عازما مصمما ، فحاصرهم وقاتلهم ، ودافعهم ونازلهم ، إلى أن دب إليها ، واستولى عليها ، وخرج الأمير نمى منها ، وصدق عزم جماز مكة ، ولم يمتها ، واستقر بها مدة حاكما ، وصار الخمول متكامنا والسعد متراكما ، ثم رد الله تعالى مكة إلى أبي نمى ، وجمع الزمان بين غيلان ومي ، وعاد جماز إلى محل ولايته ، باسطا على المدينة ظل رايته ، وكانت ولايته وراثة عن والده ، ومنه كان تهيأ تناول مقالده ، ولكن لم تصف له إلا بعد هزاهز ومنازعات بينه وبين مالك ، وعيسى وغيرهما من ذوي قرابتهم الجمامز ، كما ذكرناه في ترجمة شيحة مطولا ، وبيناه مجملا ومفصلا ، وكان جماز ذا رأي سديد ، وقلب مجيد ، وجأش جليد ، وسماح على ذوي قرابته عظيم ، وعطاء إلى بني عمه عميم ، ولم يزل يبرهم بالإنعام الجزيل ، ويغمرهم بالنوال الحفيل ، إلى أن استمال قلوبهم ، وملك بجوده غالبهم ومغلوبهم ، وكان أولاده أحد عشر ولدا كأنهم أسود ، منهم : منصور ، وسند ، ومقبل ، وودي ، وقاسم ، وجوشن ، وراجح ، ومبارك ، وثابت ، ومسعود ، وكان له من الأخوة ثمانية يحطمون ببأسهم المحاطم الأسود ، منهم : منيف ، وعيسى ، وأبو رديني ـ جد الردينية ، ومحمد ـ جد الفواطم ، ولم يزل جماز مستقلا في ولايته إلى رأس السبعمائة ، فلما وجد شمس الشباب قد غربت في عين حمئة ، وارتفع السن ، وتقعقع الشن ، وخان البصر ، وماتت القوى والقدر ، نزل عن المنصب لأبر أولاده منصور وفوض إليه أمر الإمارة بحضور الجمهور ، وحالف الناس على معاملته بالطاعة والنصرة والوفاء ، وأمر أن يخطب له بحضرته على منبر هذا النبي المصطفى ، وقال شيخنا في درره : وليها قديما بعد قتل أبيه ، وقدم مصر سنة اثنتين وتسعين ، فأكرمه الأشرف خليل وعظمه ، وبشفاعته أفرج عن أمير الينبع ، ورضي

٢٤٥

السلطان عن أبي نمى ، صاحب مكة ، وحمد السلطان لجماز صنيعه في ثانيهما ، واستمر جماز في إمرتها ، حتى طعن في السن ، وصار كالشن وأضر ، فقام بالأمر في حياته ولده أبو غانم منصور في ربيع الأول ـ أو صفر ـ سنة اثنتين وسبعمائة ، ومات بعد جماز ، إما في صفر ـ أو ربيع الأول ـ سنة أربع ، بعد أن أضر ، وكان ربما شاركه في الإمرة أحيانا غيره ، فمدة إمرته ـ مع ما تخللها ـ بضع وخمسون سنة ، قال الذهبي : وكان فيه تشبع ظاهر ، وكان جده قاسم أميرها في دولة صلاح الدين بن أيوب ، وهو عند الفاسي مطولا.

٧٩٠ ـ جماز بن قاسم بن مهنا : جد الجمازة : استقر في إمرة المدينة بعد أبيه ، إلى أن مات ، فاستقر بعده ابنه قاسم ، ذكره ابن فرحون.

٧٩١ ـ جماز بن منصور بن جماز بن شيخة ، الهاشمي الحسيني : وباقي نسبه تقدم في جده قريبا ، قدم المدينة متوليا لها بمرسوم من السلطان في ربيع الثاني سنة تسع وخمسين وسبعمائة ، وكان ذلك على حين غفلة ، ففر آل جماز من الأسرار والأبواب ، ونادى جماز بعدم تتبعهم ، ومنّ عليهم وعفا عنهم ، وحاول رجوع الإمامية على ما كانوا عليه ، وأذن ليوسف الشريشير أن يحكم بين الغرباء ، وظهرت كلمتهم ، وارتفعت رايتهم ، وأظهر الأمير لي وللمجاورين الجفاء والغلظة في الكلام ، فسافر الناس في أثناء السنة إلى مصر ، وتحدثوا بذلك ، فبلغ السلطان فاغتاظ ، وكذا بلغه ما جرى للشيخ ضياء الدين الهندي من الضرب في القلعة ، فبعث مع الموسم شخصين أشقرين شقيين فقتلاه ، وانتقل إلى رحمة الله شهيدا ، وباء بذنبهما ، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ، ذكره ابن فرحون ، وذكره المجد ، فقال : استقر في إمرة المدينة بعد ماتع بن علي ، لكونه المقدم على جماعته من بعد وفاة طفيل ، وذلك في ربيع الأول سنة تسع وخمسين ، فجرى في أحكامه على الشدة ، حتى خرج عن الحد ، ودانت له البادية والحاضرة ، وكان خليقا للملك ، شهما شجاعا ، وافر الحرمة ، عظيم الهيبة ، ظاهر الجبروت ، هذا ، وغالب أيامه كان مريضا ، ومدة ولايته ثماني أشهر وعشرة أيام ، ثم قتل على يد فدائيين جهزا مع الركب الشامي لذلك في حادي عشر ذي القعدة سنة تسع وخمسين وسبعمائة ، واستقر بعده أخوه عطية.

٧٩٢ ـ جماز بن هبة بن جماز بن منصور ، الحسيني ، الجمازي ، المنصوري ، حفيد الذي قبله ، وأخو هيازع الآتي : ولي إمرة المدينة ، ووصلها في ذي القعدة سنة ثلاث وثمانين وسبعمائة ، ومعه المرسوم بذلك ، فامتنع نعير بن منصور من تسليمها له ، فوقع بينهما ـ مع دخول الركب الكركي إليها ـ قتال ، فطعن نعير ، وانهزم أصحابه ، فدخلوا المدينة ، وأغلقوا أبوابها ، فأحرق جماز الأبواب وقت أذان المغرب ، ودخلها صبيحة يوم الجمعة ثالث عشريه ، واطمأن الناس ، ومات نعير بعد يومين ، ثم صرف جماز ، واشترك معه في سنة خمس وثمانين

٢٤٦

ابن عم أبيه محمد بن عطية بن منصور ، ووليها مرة أخرى بعد سنة تسع وثمانين وسبعمائة ، ثم سجن بإسكندرية سبع سنين ، إلى أن أطلق في سنة خمس وثمانمائة ، وأعيد للإمرة عوضا عن ثابت بن نعير ، وأرسل إليه في سنة تسع وثمانمائة ـ حين طلب الإمرة ـ أنه يقتتل هو وثابت ، فمن غلب كان الأمير ، فاقتتلا في ذي القعدة منها ، فغلب جماز ، واستولى على المدينة ، وقال المقريزي : إنه ولي المدينة ثلاث مرات ، آخرها : في سنة خمس وثمانمائة ، واستمر ـ على صغر سنه ـ إحدى عشرة ، وما خرج حتى نهب ما في القبة من حاصل الحرم ، وقال في ربيع الآخرة من سنة اثنتي عشرة : إنه ولي وشرط عليه إعادة ما أخذه من حاصل الحرم ، ويحرر التئامه مع الذي قبله ، وقتل في جمادي الآخرة سنة اثنتي عشرة وثمانمائة ، وهو في عشر الستين.

٧٩٣ ـ جمال بن يوسف بن جمال القرشي الهاشمي : الآتي أبوه وعمه يعقوب ، قال ابن فرحون : إنه كان أدين بني أمية وأصلحهم ، وأكثرهم اشتغالا بالعلم ، وأوصلهم للرحم ، اخترمته المنية شبابا في سنة تسع وخمسين وسبعمائة ، وخلف أولادا مباركين ، وأدرجه أيضا في الأجلاء الذين عليهم هيبة وسكون ووقار ، وسمي فيهم ـ من القرشيين أيضا ـ أخويه : أحمد ، وحسين ، قال ابن صالح : وصاحب الترجمة أكبرهم ، ظنا.

٧٩٤ ـ جمال البكري : كانت له صورة جميلة ، وأفعال جميلة ، ولم يكن بالمدينة من ينسب لأبي بكر الصديق غيره ، ولذا كان أبو عبد الله القصري ، إذا رآه يقول : ينبغي أن يتزوج هذا زوجتين وثلاثا ، ويعان على ذلك ، حتى يكون له بالمدينة ذرية بكرية ومات عن بنت ، فتزوجت ، ثم ماتت ، قاله ابن فرحون ، وقال : إنه كان بالمدينة جماعة من أهل الخير والصلاح ينسبون إلى أبي بكر ، كانوا أمنة للخدام والمجاورين ، لهم حكايات حسنة ، ومناقب كثيرة ، وكانوا يسمون بالخلفاء ، أبادهم الدهر ، ولم يبق منهم اليوم بالمدينة بشر ، وارتحل بعضهم إلى مصر ، فأقاموا وتناسبوا فيها ، فإنّا لله ، وأقول : وقد خلف صاحب الترجمة عقبه ابنة ، اسمها سيدة قريش ، عمرت وتزوجت عدة أزواج ، ورزقت أولادا وأحفادا ، ومات بعضهم في حياتها وهي ضريرة البصر ، جميلة المنظر.

٧٩٥ ـ جمهان أبو العلاء ـ ويقال : أبو يعلى ـ مولى الأسلميين ـ ويقال : مولى يعقوب ـ القبطي : يعد في أهل المدينة ، يروي عن عثمان ، وسعد ، وأبي هريرة وغيرهم ، وعنه : عروة بن الزبير ، وموسى بن عبيدة ، وغيرهما ، كان علي بن المديني يقول : أمي من ولد عيسى بن يونس ، ذكره مسلم في الطبقة الأولى من أهل المدينة ، وابن حبان في الثقات والمديني ، قال : هو جد أبي.

٢٤٧

٧٩٦ ـ جميل بن بشير ـ أو بشر ـ أبو بشير المزني ، كوفي : كذا في اللسان ، وفي ثقات ابن حبان : المدني ، يروي عن سالم عبد الله وعنه : خلف بن خليفة ، فيحرر.

٧٩٧ ـ جميل بن عبد الرحمن ـ أو ابن عبد الله ـ بن سواد ـ أو سويد ـ الأنصاري المؤذن المدني : ومولى ناجية ابنة غزوان أخت عتبة ، وأمه ابنة سعد القرظ ، أو هي من ذريته ، وكان يؤذن معهم ، عداده في أهل المدينة ، يروي عن سعيد بن المسيب ، وعمر بن عبد العزيز ، وعنه : يحيى بن سعيد الأنصاري ، ومالك ، وثقه ابن حبان ، وذكره ابن الحذاء في رجال الموطأ ، وصوب أن اسم أبيه : عبد الرحمن.

٧٩٨ ـ جميل بن عبد الله المدني ، المؤذن : عن أنس ، وسعيد بن المسيب ، وعمر بن عبد العزيز ، وعنه : يحيى بن سعيد الأنصاري ، وابن اسحاق ، ومالك بن أنس وغيرهم ، قال الذهبي : ما علمت به بأسا ، قلت : هو ابن عبد الرحمن الماضي.

٧٩٩ ـ جناح التّمار المديني : مولى ليلى ابنة سهيل القرشية ، يروي عن عائشة ابنة سعد بن أبي وقاص ، وعنه : عمرو بن دينار ، قاله ابن حبان أيضا.

٨٠٠ ـ جندب بن جنادة : في أبي ذر.

٨٠١ ـ جندب بن سلامة ، ويقال سلام المدني : عن ابن عمر ، وعنه : مسلم بن جندب ، ذكره ابن حبان في ثقاته.

٨٠٢ ـ جندب بن مكيث بن جراد بن يربوع الجهني ، أخو رافع الآتي ، وأحد بني كعب بن عوف ، مدني صحابي : روى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وعنه : مسلم بن عبد الله بن حبيب الجهيني ، وهو وأخوه ، عند مسلم في المدنيين.

٨٠٣ ـ جهجاه بن قيس ـ وقيل : ابن سعيد ، وقيل : ابن مسعود ـ الغفاري ، مدني : له صحبة ، شهد بيعة الرضوان ، وكان في غزوة المريسيع أجيرا لعمر رضي‌الله‌عنه ، قال ابن عبد البر : وهو الذي تناول العصى من يد عثمان ـ وهو يخطب ـ فكسرها على ركبته ، فوقعت فيها الأكلة ، لأنها كانت عصى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ومات بعد عثمان بسنة ، بل قال ابن السكن : بأقل ، وهو في الطبقات لمسلم.

٨٠٤ ـ جهمان أبو يعلى : مولى أبي يعقوب القبطي ، ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين.

٨٠٥ ـ جهمان : مولى الأسلميين ، ذكره مسلم كذلك.

٨٠٦ ـ جهيم بن الصلت بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف الكلبي : أسلم بعد

٢٤٨

الفتح ، بعد أن تعلم الخط في الجاهلية ، فجاء الإسلام وهو يكتب ، وقد كتب لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقال ابن عبد البر : أسلم عام خيبر ، وأطعمه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم من خيبر ثلاثين وسقا ، وعن غيره : أنه كان ـ هو والزبير ـ يكتبان أموال الصدقات ، ذكره شيخنا في الإصابة.

٨٠٧ ـ جوبان بن تدوان : نائب القان ، أبو سعيد بن خربندا ، امتلك البلاد المشرقية ، وهو صاحب المدرسة الجوبانية بالمدينة ، التي بنيت في سنة أربع وعشرين وسبعمائة ، وجعل له فيها تربة ملا صقة لجدار المسجد بين جدار الشباك ، والحصن العتيق ، واتخذ فيها شباكا في جدار المسجد ، وهو اليوم مسدود ، كان مناصحا للمسلمين في الباطن ، وفيه خير ودين ، دبر المملكة في أيامه مدة طويلة على السداد ، ثم تغير عليه سلطانه ، وقتل ولده خواجا في سنة سبع وعشرين ، فهمّ جوبان بمحاربة أبي سعيد ، فلم يتمكن ، ثم ظفر أبو سعيد به فقتله ، بل وكتب إلى الناصر صاحب مصر يسأله في قتل تمرتاش بن جوبان ـ وكان قد فرّ بعد قتل أخيه ـ إلى الديار المصرية ، فأقام بها مدة ، فأجابه وقتله ، على أن أبا سعيد يقتل الأمير قرا سنقر المنصوري الخارج على الناصر ، والمقيم عند أبي سعيد ، فقدر موت قرا سنقر قبل قتل تمرتاش بهراة سنة ثمان وعشرين وسبعمائة ، السنة التي قتل فيها جوبان ، وذلك بهراة أيضا ، ونقل إلى المدينة بأمر أبي سعيد مع الحاج العراقي ، فوقفوا به في عرفة ، ودخل مكة ليلا ، وطافوا به ، وصلوا عليه ، ثم توجهوا به إلى المدينة ليدفن في تربة له هناك ، فلم يمكن من ذلك أمير المدينة ، إلا إذا استؤذن صاحب مصر ، فدفن حينئذ بالبقيع في سلخ ربيع الآخر سنة تسع وعشرين ، ودفن معه بالبقيع ولده ، وكانا في هذه المدة بقلعة إمرة المدينة ، وكان شجاعا مهيبا ، شديد العطاء ، كبير الشأن ، كثير الأموال ، عالي الهمة ، صحيح الإسلام ، ذا حظ من صلاة وبر ، بذل ذهبا كثيرا ، حتى أوصل الماء إلى بطن مكة ، وقيل : إنه أخذ من ملكه ألف ألف دينار ، وكانت ابنته بغداد زوجة أبي سعيد ، وابنه تمرتاش : متولي ممالك الروم ، وابنه دمشق : قائد عشرة آلاف ، وكان سلطانه أبو سعيد تحت يده ، ثم زالت سعادتهم ، وتنمر لهم أبو سعيد فقتل دمشق ، وفرّ أبوه جوبان إلى والي هراة لائذا به ، فقتله بأمر أبي سعيد في سنة ثمان وعشرين وسبعمائة ، ولعله من أبناء الستين ، قاله الذهبي في ذيل سير النبلاء ، وقد ترجمه المجد ، فقال : الجوبان الأمير الكبير ، نائب المملكة القاءانية ، وأتابك العساكر المغلية ، ومنشىء المدرسة الجوبانية بالمدينة الشريفة ، وليس بها مدرسة ولا رباط ولا دار أحسن بناء وأتقن ، وأمكن وأمتن وأحصن منها ، مع شرف الجوار ، وقرب الديار ، وقرب الجدار بالجدار ، ولو صرف من أوقافها المعشار ، لما وجدت أعمر منها ، ولا أفخر ولا أشهر في جميع مدارس الأقطار ، ولكن على كل خير مانع ، ولا يدري أحد أسرار ما الله في عباده صانع ، وكان ملكا مهيبا ، منجدا شرسا جبل أجبال ، بطلا مهيبا ، بهسكا جوليا

٢٤٩

قلبيا نبيل أفعال ، صارما ثبت الجنان ، رابط الجأش ، صادق اللقاء سرابا نقع أدادا ، وسميدعا أريحيا ، غمر الرداء نشيط النفس ، طليق اليدين ، خذم العطاء ، عالي الهمة ، رفيع الأعلام ، صحيح الإسلام ، متين الدين ، ذا حظ من الصلاة والصيام ، بذل الأمور بالأحمال ، حتى أجرى إلى مكة الماء الزلال ، فجرى سلسا له من الأبطح إلى المسفل ومال ، وأذهب عنهم العطش وأزال ، ولم يبق للماء غير أجرة النقال ، ومما يدل على علوّ همته ، وحقارة الدنيا في نظره : أنه لما فوض في أمر عين مكة ، وأنه يمكن إجراؤها من مسيرة يومين ، بادر في الحال إلى تجهيز المال ، ولم يصدر منه عن كمية ما يحتاج إليه سؤال ، وإنما أمرهم بالشروع ، ووعدهم بمواصلة الأموال ، إلى انتهاء الأعمال ، وأخبرني الثقة : أنه أقبل على من فاوض في ذلك ، وقال : ادخل الخزانة ، وخذ منها ما يكفي لإجزاء الماء من أجزاء المال ، ومن ذلك : أنه لما رجع في شأن المدرسة التي أمر بإنشائها بالمدينة الشريفة ، وأنهى إليه الحال ، وأن طينها محتمل أن يكون غير قابل لعمل الآجرة ، فقال : يحمل ذلك من بغداد على ظهور الجمال ، ولا يخفى أن بعض حمولة ذلك تبنى منه مدارس ، ولكن النظر إلى صعوبة ذلك سجية الأشحاء الطافس ، وله على المسلمين أياد ، منها : إيقاع الصلح بين السلطانين أبي سعيد ، والملك الناصر ، ولولاه لثارت فتن تقطعت منها الأواصر ، وتشققت منها الخواصر ، ومنها : ترحيل خربندا عن رحبة ملك ابن طوق ، وإخماد تلك الثائرة التي جل غمرها عن الطوق ، يحكى أنه لما نزل خربندا على الرحبة ، ونصب المجانيق ، رمى منجنيق قرا سنقر حجرا زعزع القلعة ، وشق منها برجا ، ولو رمى آخر لهدمها ـ وكان رحمه‌الله يطوف على العساكر ، ويشاهد المحاصرين ـ فلما رأى ذلك ، أحضر المنجنيقي ، وقال له : تريد أن أقطع يدك الساعة؟! وسبه وذمه بانزعاج وحنق ، وقال ـ وذلك في شهر رمضان ـ تحاصر المسلمين ، وترميمهم بحجارة المنجنيق؟ ولو أراد القاءان أن يقول لهؤلاء المغل الذين معه : ارموا على هذه القاعدة ترابا ، كل فارس مخلاة كانوا طموها ، وإنما يريد هو أن يأخذها بالأمان من غير سفك دم ، والله متى عدت لرمي حجر آخر سمرتك على سهم المنجنيق ، وكان ـ رحمه‌الله ـ ينزع النصل من النشاب ، ويكتب عليه : إياكم أن تذعنوا وتسلموا ، وطولوا روحكم ، فهؤلاء ما لهم ما يأكلونه ، وكان يحذرهم هكذا دائما بسهام يرميها إلى القلعة ، ثم اجتمع بالوزير ، وقال له : هذا القاءان ما يبالي ، ولا يقع عليه عتب ، وفي غد وبعده إذا تحدث الناس ايش يقولون؟ نزل خربندا على الرحبة ، وقاتل أهلها ، وسفك دماءهم ، وأهدرها في شهر رمضان؟ فيقول الناس : فما كان له نائب مسلم ، ولا وزير مسلم؟ وقرر معه أن يحدثا القاءان خربندا في ذلك ، ويحسنا له الرحيل عن الرحبة فدخلا إليه ، وقالا له : المصلحة أن تطلب كبار هؤلاء وقاضيهم ، ويطلبوا منك الأمان ، وتخلع عليهم ، ونرحل بحرمتنا ، فإن الطايق وقع في خيلنا ، وما للمغل ما تأكل خيولهم ، وإنما هم يأخذون قشور الشجر ينحتونها

٢٥٠

ويطعمونها خيلهم ، هؤلاء مسلمون ، وهذا شهر رمضان ، وأنت مسلم وتسمع قراءتهم القرآن ، وضجيج الأطفال والنساء في الليل ، فوافقهم على ذلك ، وطلبوا القاضي ، وأربعة أنفس من كبار البحرية ، وحضروا قدام خربندا ، وخلعوا عليهم ، وأعادوهم وباتوا ، فما أصبح للمغل أثر ، وأنزلوا ، المجانيق ، وأثقالها رصاصا ، والطعام والعجين وغيره ، وهذه الحركة تكفيه إن شاء الله تعالى ذخيرة ليوم حسابه ، حقن دماء المسلمين ، ودفع الأذى عنهم ، وكان السلطان أبو سعيد تزوج بابنته بغداد ، وكان ابنه دمشق قائدا لعشرة آلاف فارس ، فدالت دولتهم ، وزالت سعادتهم ، وتنمر لهم أبو سعيد ، وقتل دمشق خواجا ولده ، وهرب أبوه إلى سلطان هراة مستجيرا ، فآواه ، ثم أدخله القلعة ، ثم أشار عليه بعض المفسدين بقتله ، فقتله ، ونقل في تابوت إلى بغداد ، في سابع عشر شوال سنة ثمان وعشرين وسبعمائة ، وصلى عليه في المدرسة المستنصرية ، فعل ذلك بإشارة ابنه بغداد خاتون ، وسلم إلى أمير الركب العراقي بمرسوم السلطان أبي سعيد ، ليأخذه معه إلى الحجاز الشريف ، ويدفنه في تربته التي بناها في مدرسته المشار إليها تحت الشباك الذي يستنشق من الحجرة النبوية الروح والريحان ، ويتنعم من شميم فوائح جوها نسيم الرضى والرضوان ، فلما وصلوا به إلى عرفات ، وقفوا به الوقفة ، ثم حملوه في محمل السلطان أبي سعيد ودخلوا به ليلا إلى مكة ، وطافوا به حول البيت ، وصلوا عليه ، ثم حملوه معهم إلى المدينة ، فلما أرادوا أن يدفنوه في تربته لم يمكنهم صاحب المدينة ، حتى يشاور الملك الناصر ، هكذا ذكره بعض المؤرخين ، وأما الصلاح الصفدي ، فإنه قال : لما جهزت ابنته بغداد تابوته ليدفن بالمدينة ، بلغ الخبر السلطان الملك الناصر ، فجهز الهجن إلى المدينة ، وأمرهم أن لا يمكنوه من الدفن في تربته ، فدفن تابوته في البقيع ، وجه الجمع بين القولين ظاهر ، وهو أنه يحتمل أن السلطان أرسل بالمنع ، وأمير المدينة أرسل بالاستئذان فتوافقا ، والله أعلم ، ولعل دفنه بالبقيع كان من دلائل قبوله ، وأقرب إلى نيل مقصوده ومأموله ، وأدل على درك مراده وسؤله ، من الاقتراب بعد وفاته من حرم الله وحرم رسوله ، توفي في العالم المذكور شهيدا ، وخلف من الأولاد : تمرتاش ، ودمشق خواجا ، وصرغان شرا ، ويغبصبطي وسلجوق شاه ، والأشرف ، والأشتر ، انتهى ما ترجمه بن المجد ، وهو في الدرر ، وتاريخ الفاسي ، ويقال : إن سبب المنع من دفنه بتربته : كونه إذا وضع فيها للقبلة تكون رجلاه للجهة الشريفة ، فإن تربته غربي المسجد ، بخلاف الجواد وغيره ممن دفن في شرقي المسجد ، فإن رؤوسهم إلى جهة الأرجل الشريفة ، فالله أعلم ، ومضى ابنه جلو خان قريبا.

٨٠٨ ـ جؤبة بن عبيد ، أبو عبيد الديلمي : عن أنس ، وأبي سلمة بن عبد الرحمن ، وعنه : يزيد بن أبي حبيب ، وابن عجلان ، وعياش بن عياش القتباني ، وروى عنه غنجار ، فقال حؤبة ـ بحاء مهملة ـ وهو تصحيف ، مات سنة سبع وعشرين ومائة ، قال ابن حبان

٢٥١

في ثقاته : ولا أعلمه سمع من أحد من الصحابة ، سوى اثنين.

٨٠٩ ـ جوشن بن قاسم بن جماز ، الحسيني : قتل ـ هو وأخوه قاسم ـ في معركة بالمدينة سنة تسع وسبعمائة ، وله ذكر في محمد بن غصن القصري.

٨١٠ ـ جوهر صفي الدين الجلالي : أحد الخدام بالحرم النبوي ، سمع سنة ثمان وتسعين وسبعمائة على البرهان بن فرحون كل الموطأ.

٨١١ ـ جوهر التمرازي الطواشي : شيخ الخدام بالحرم النبوي ، قال العيني : مات بالمدينة ، وقدم الخبر بذلك في ذي الحجة سنة خمسين وثمانمائة ، واستقر عوضه الطواشي فارس ، الذي كان في المدينة كبير الطواشية.

٨١٢ ـ جوهر الحلبي الطواشي : أحد الخدام بالحرم النبوي ، ممن سمع على الزين أبي بكر المراغي في سنة اثنتين وثمانمائة.

٨١٣ ـ جوهر الشهابي الحبشي : أحد خدام المدينة ، سمع على ابن سبع قاضيها في البخاري سنة ست وخمس وسبعمائة.

٨١٤ ـ جوهر الكريمي السكندري : أحد خدام الحرم النبوي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، سمع على العفيف المطري بالروضة سنة ثلاث وخمسين وسبعمائة مسند الإمام الشافعي رحمه‌الله.

٨١٥ ـ جوهر المجاور بالحرمين ـ عتيق الأخوين الأميرين الجمال أبي الهيجاء ، والفخر عبد الله ، ابني عيسى بن الحسن المهرجاني : بل أحد خدام النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان حيا في سنة اثنتي عشرة وستمائة ، ذكره الفاسي في ضمن الفخر عبد الله.

٨١٦ ـ جوال الخجندي ، هو أحمد بن طاهر.

حرف الحاء المهملة

٨١٧ ـ حاتم بن إسماعيل ، أبو اسماعيل الحارثي : مولاهم ، مولى بني عبد المدان ، الكوفي الأصل ، المدني ، يروي عن هشام بن عروة ، ويزيد بن أبي عبيد ، وخثيم بن عراك ، وجعفر بن محمد ، والجيعد بن عبد الرحمن ، ومعاوية بن أبي مزرد ، وبشير بن المهاجر ، وعمران القصير ، وعنه : القعنبي ، واسحاق بن راهويه ، وهناد بن السّري ، وقتيبة بن سعيد ، وأبو بكر ، وعثمان ابنا أبي شيبة ، وأبو كريب ، وهشام بن عمار ، وخلق سواهم ، قال ابن سعد : أصله من الكوفة ، ولكنه انتقل إلى المدينة ، فنزلها ، ومات بها ، وكان ثقة مأمونا ، كثير الحديث ، وكذا وثقه العجلي ، وابن حبان ، بل ابن معين ، وقال أحمد : زعموا أنه كانت فيه

٢٥٢

غفلة إلا أن كتابه صالح ، وقال النسائي : ليس به بأس ، وقول الذهبي في الميزان ـ نقلا عن النسائي ـ «إنه ليس بالقوي» ما رأيناه لغيره ، وقد خرجوا له ، ويقال : مات سنة ست ـ أو سبع ـ وثمانين ومائة ، والثاني : أصح ، فإن ابن حبان ، قال : مات في ليلة الجمعة لسبع ليال بقين من جمادي الأولى سنة سبع ، وهو من رجال التهذيب.

٨١٨ ـ حارثة ابن أبي الرجال ـ محمد ـ بن عبد الرحمن الأنصاري ، ثم النجاري المدني ، أخو عبد الرحمن ومالك الآتيين : يروي عن أبيه ، وجدته أم أبيه عمرة بنت عبد الرحمن ، وعبيد الله بن أبي رافع ، وعنه : الثوري ، وأبو معاوية ، ويعلى بن عبيد ، وعبدة ابن سليمان ، وابن نمير ، وأبو بدر السكوني ، ووكيع ، سكن الكوفة ، وقال ابن معين : ليس بثقة ، وقال أبو زرعة : واهي الحديث ، وقال النسائي ، وعلي بن الجنيد : متروك الحديث ، وكذا قال ابن حبان : تركه أحمد ويحيى ، وقال ابن سعد : مات سنة ثمان وأربعين ومائة ، وهو في التهذيب ، لتخريج الترمذي ، وابن ماجة له.

٨١٩ ـ حارثة بن سراقة بن الحارث بن عدي : بن مالك بن غنم بن عدي بن النجار ، الأنصاري النجاري ، وأمه الربيع ابنة النضر : عمة أنس بن مالك رضي‌الله‌عنهما ، استشهد ببدر على المعتمد ، وقيل : بأحد ، طوله شيخنا في الإصابة.

٨٢٠ ـ حارثة بن سهل بن حارثة بن قيس بن عامر بن لوذان بن عمرو بن عوف ، الأنصاري صحابي : استشهد بأحد ، وهو ممن شهدها اتفاقا ، ذكره شيخنا في الإصابة.

٨٢١ ـ حارثة بن عمرو الأنصاري ، الساعدي : قتل يوم أحد ، ذكره ابن عبد البر مختصرا ، قال شيخنا : ويحتمل أن يكون «خارجة» الآتي في المعجم.

٨٢٢ ـ حارثة بن النعمان بن رافع ـ أو نقيع ـ بن زيد بن عبيد بن ثعلبة أبو عبد الله ، الأنصاري ، النجاري ، المدني : شهد بدرا وأحدا ، والمشاهد كلها ، وثبت يوم حنين ، ولم يفر في جماعة آخرين ، ورأى جبريل يكلم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فسلم عليها ، فردا عليه‌السلام وأصيب ببصره في آخر عمره ، وكان من الفضلاء ، روى عنه عبد الله بن رباح ، وعبد الله بن عامر بن ربيعة وغيرهما ، وحديثه في الموطأ والمسند ، بل رؤيته لجبريل في موضع الجنائز يكلم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم رواها ابن زبالة عن عبد المطلب بن عبد الله «أن حارثة مرّ ، والنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم مع جبريل ـ الحديث» وهو عند البيهقي في الدلائل ، يقال : توفي في إمارة معاوية ـ بعد ذهاب بصره ـ بحيث اتخذا خيطا في مصلاه إلى باب حجرته ، فكان إذا جاء المسكين أخذ من مكتله شيئا ، ثم أخذ بطرف الخيط ، حتى يناوله ، وكان أهله يقولون له : نحن نكفيك ،

٢٥٣

فيقول : إني سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «منازلة المسكين تقي مصارع السوء» ، وذكر في أهل الصفة.

٨٢٣ ـ الحارث بن النعمان : ذكره مسلم ، كما في نسختين من رابعة تابعي المدنيين.

٨٢٤ ـ الحارث بن أسد المحاربي : له كلام في تحديد المسجد الأول ، فيحتمل أن يكون جاور ، ويحتمل غيره.

٨٢٥ ـ الحارث بن أنس الأنصاري ، الأشهلي : استشهد بأحد.

٨٢٦ ـ الحارث بن أوس بن معاذ : ذكره ابن اسحاق فيمن استشهد بأحد ، وليس هو بابن أخي سعد بن معاذ وإن ذكره ابن الكلبي ، ثم ابن عبد البر ، فيمن استشهد بأحد ، فإنه وهم متعقب ، فابن أخي سعد شهد بعد الخندق ، وهي بعد أحد بمدة ، نبه عليه شيخنا.

٨٢٧ ـ الحارث بن بلال بن الحارث المزني المدني : يروي عن أبيه الحارث المزني ، وعنه : ربيعة بن أبي عبد الرحمن ، قال الإمام أحمد : ليس إسناد حديثه بالمعروف ، وهو في التهذيب ، وفي الإصابة في الرابعة.

٨٢٨ ـ الحارث بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هاشم المخزومي المدني : يروي عن أبيه ، وعنه : محمد بن اسحاق ، ذكره ابن حبان في ثقاته.

٨٢٩ ـ الحارث بن ثابت بن سعيد بن عدي بن امرىء القيس بن مالك بن ثعلبة ابن كعب ، بن الخزرج ، الأنصاري الخزرجي ، صحابي : استشهد بأحد ، وسمى ابن عبد البر جده سفيان ، لا سعيد.

٨٣٠ ـ الحارث بن ثابت بن عبد الله بن سعد بن عمرو بن امرىء القيس بن عمرو ابن امرىء القيس بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج : استشهد بأحد ، وهو غير الذي قبله ، لاختلاف النسبتين ، كما قال شيخنا ، وإن جوز ابن الأثير أنه هو.

٨٣١ ـ الحارث بن حاطب بن الحارث بن معمر بن حبيب بن وهب بن حذاقة بن جمح ، القرشي الجمحي المكي : أميرها صحابي ، قيل : إنه خرج هو وأبو لبابة بن عبد المنذر مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى بدر ، فردهما ، وأمّر أبا لبابة على المدينة ، وضرب لهما بسهم مع أصحاب بدر ، ورد القول بأن الذي ردّه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم من الطريق إلى المدينة ، فذاك : إنما هو الحارث بن حاطب بن عمرو بن عبيد ، وأما هذا : فلم يقدم على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلا بعد بدر ، وهو صبي ، إذ مولده كان بأرض الحبشة ، نعم استعمله ابن الزبير على مكة سنة ست وستين ، وذكره ابن

٢٥٤

حبان في ثقات التابعين ، قال مصعب الزبيري : كان يلي المساعي في أيام مروان ـ يعني على المدينة ـ وبقي إلى أيام عبد الملك بن مروان ، وهو في التهذيب.

٨٣٢ ـ الحارث بن الحكم الضمري : عداده في أهل المدينة ، يروي عن أبي عمرو بن حماس ، وعنه : ابن أبي ذئب ، قاله ابن حبان في ثقاته.

٨٣٣ ـ الحارث بن خالد بن صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة ، القرشي التيمي ، جد محمد بن ابراهيم ، صحابي قديم : هاجر إلى أرض الحبشة بزوجته ريطة ابنة الحارث ، فولدت له هناك موسى ، وعائشة ، وزينب ، وفاطمة ، وماتوا قبل رجوعهم إلى المدينة ، إلا هو ، فإنه ورد المدينة ، فزوجه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ابنة يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف ، ذكره في الإصابة والفاسي.

٨٣٤ ـ الحارث بن خزمة ـ بفتحتين ـ كذا قيده ابن ماكولا ، وقيل : خزيمة بن عدي ، أبو بشير ، وأبو خزيمة ، الأنصاري ، الخزرجي : من حلفاء بني عبد الأشهل ، شهد بدرا ، والمشاهد كلها ، وآخى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بينه وبين إياس بن البكير ، مات بالمدينة سنة أربعين ، وله سبع وستون سنة ، وهو الذي جاء بناقة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حين ضلت بتبوك ، وروى ابن اسحاق عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عباد ، قال «أتى الحارث بن خزيمة بهاتين الآيتين ، من آخر سورة براءة ، إلى عمر».

٨٣٥ ـ الحارث بن خزامة : يأتي في الحر.

٨٣٦ ـ الحارث بن أبي ذباب الدوسي : ذكره مسلم في ثانية تابعي المدنيين ، وهو .....

٨٣٧ ـ الحارث بن رافع بن مكيث الجهني ، ثم الربعي المدني ، والد خارجة : يروي عن جابر بن عبد الله ، وعنه : ابنه خارجة ، ذكره ابن حبان في ثقاته ، وهو في التهذيب ورابع الإصابة.

٨٣٨ ـ الحارث بن رافع ، صحابي : استشهد بأحد ، ولا يعرف له حديث ، ذكره عبدان المروزي ، عن أحمد بن سيار ، فيما سمعه منه ، ذكره شيخنا في أول الإصابة.

٨٣٩ ـ الحارث بن ربعي بن الحارث ، أبو قتادة ، الأنصاري السلمي : مختلف في اسمه ، وسيأتي في الكنى.

٨٤٠ ـ الحارث بن أبي الزبير ، أبو محمد ، مولى ابن عوف ، من أهل المدينة : يروي عن عبد العزيز الدراوردي ، وأهل المدينة ، وعنه : محمد بن ابراهيم البكري ، ومحمد بن

٢٥٥

يزيد بن محمش ، ذكره ابن حبان في ثقاته ، وهو في الميزان ، ويوسف أيضا ، عن يوسف بن أبي ذر.

٨٤١ ـ الحارث بن زياد الأنصاري ، صحابي : ذكره مسلم في المدنيين ، وهو أنصاري ساعدي بدري : روى حمزة بن أبي أسيد عنه «أنه أتى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم الخندق ، وهو يبايع الناس على الهجرة ، ومعه ابن عمه حوط بن يزيد الساعدي ، فقال : يا رسول الله ، بايعه ، فقال : إنكم معشر الأنصار لا تهاجرون إلى أحد ، ولكن الناس يهاجرون إليكم» ، ومن زعم أنه خال البراء بن عازب ، فقد وهم ، ذاك الحارث بن عمر ، ذكره في الإصابة والتهذيب ، فحديثه عند أحمد وأبي داود وغيرهما.

٨٤٢ ـ الحارث بن سعد بن أبي وقاص : بيض له ابن أبي حاتم ، وقال : سمعت أبي يقول : لا أعرفه ، ذكره شيخنا في لسانه.

٨٤٣ ـ الحارث بن سليم بن ثعلبة بن كعبة بن حارثة الأنصاري : شهد بدرا ، واستشهد بأحد ، ذكره في الإصابة.

٨٤٤ ـ الحارث بن سويد بن الصامت الأنصاري ، الأوسي ، أخو الجلّاس ، صحابي : أمر النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم «عويم بن ساعدة بقتله على باب مسجد قباء ، لكونه قتل مجذر بن زياد غيلة ، أخذ بثأر أبيه سويد ، إذ قتله في الجاهلية» ، ذكره شيخنا في الإصابة.

٨٤٥ ـ الحارث بن الصلت المدني الأعور ، المؤذن : سمع أباه ، وعبد الملك بن المغيرة ، وعنه : القعنبي ، والهيثم بن جميل ، وخالد بن مخلد ، وغيرهم ، محله الصدق.

٨٤٦ ـ الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب الدوسي ، المدني المؤذن : كان ينزل الأعوص من المدينة ، عن سعيد بن المسيب ، وبسر بن سعيد ، والأعرج ، وأبي سلمة ، وعطاء بن ميناء ، وجماعة ، وعنه : أنس بن عياض ، وصفوان بن عيسى ، ومحمد بن فليح ، ومحمد بن اسحاق ، وأهل المدينة وغيرهم ، قال أبو زرعة : ليس به بأس ، وقال ابن حزم في المحلي : ضعيف ، ذكره ابن حبان في ثقاته ، وقال : مات سنة ست وأربعين ومائة ، هو في التهذيب.

٨٤٧ ـ الحارث بن عبد الرحمن بن عبد الله بن سعيد ـ ويقال : المغيرة ـ أبي ذباب الدوسي المؤذن : من أهل المدينة ، يروي عن سعيد بن المسيب ، وبسر بن سعيد ، والأعرج ، وعطاء بن مينا وجماعة ، وعنه : أنس بن عياض ، وصفوان بن عيسى ، ومحمد بن اسحاق ، ومحمد بن فليح ، وأهل المدينة ، كان ينزل الأعوص منها ، قال أبو زرعة : ليس به بأس ، وضعفه ابن حزم ، وذكره ابن حبان في ثالثة الثقات ، وقال : مات سنة ست وأربعين ومائة

٢٥٦

وقال ابن معين : مشهور ، وقال أبو حاتم : يروي عنه الدراوردي أحاديث منكرة ، ليس بالقوي ، وقال الساجي : حديثه عند أهل المدينة ، ولم يحدث عنه مالك ـ يعني : بصريح اسمه ـ وإلا فقد قال ابن المديني في حديث لمالك ـ قال فيه : أخبرت عن سليمان بن يسار ـ أرى مالكا سمعه من الحارث ، ولم يسمه ، انتهى. قال شيخنا : وهذه عادته فيمن لا يعتمد عليه لا يسميه ، وقال ابن سعد : كان قليل الحديث ، وهو في التهذيب لرواية مسلم ، وللأربعة إلا أبا داود له.

٨٤٨ ـ الحارث بن عبد الرحمن ، أبو عبد الرحمن القرشي ، المدني ، خال ابن أبي ذئب ، وأمه أم ولد : غزا مع جماعة من الصحابة ، وروى عن حمزة وسالم ابني عبد الله ، وأبي سلمة بن عبد الرحمن ، ومحمد بن جبير بن مطعم ، وعنه : ابن أخته ابن أبي ذئب وجده ، وقيل : إن ابن اسحاق روى عنه ، قال النسائي : ليس به بأس ، مات سنة تسع وعشرين ومائة عن ثلاث وسبعين.

٨٤٩ ـ الحارث بن عبد الرحمن ، أبو عبد الرحمن ، القرشي العامري ، خال ابن أبي ذئب ، ومن أهل المدينة ، وأمه أم ولد : غزا مع جماعة من الصحابة ، ولذا ذكره ابن حبان في ثانية ثقاته ، ثم أعاده في ثالثها ، لكونه يروي عن محمد بن جبير بن مطعم ، وحمزة وسالم ابني عبد الله ، وأبي سلمة بن عبد الرحمن ، وعنه : ابن أخته فقط ، كما جزم به ابن حبان ، حيث قال : لم يرو عنه غيره ، وقيل : إن اسحاق روى عنه ، قلت : وأظنه التبس على قائله بالذي قبله ، روى له الأربعة ، وهو في التهذيب ، وقال النسائي : ليس به بأس ، وكذا قال أحمد : لا أرى به بأسا ، وقال ابن معين : يروي عنه ، وهو مشهور ، مات سنة تسع ـ وفي نسخة : سبع ـ وعشرين ومائة ، وهو ابن ثلاث وسبعين.

٨٥٠ ـ الحارث بن عبد الله بن سعد بن عمرو بن قيس بن عمرو بن امرىء القيس بن مالك ، الأنصاري ، الخزرجي ، صحابي : قال ابن عبد البر : استشهد بأحد ، وقيل : هو الحارث بن ثابت بن عبد الله بن سعد ، ويحتمل أن يكون عمه ، قاله شيخنا في الإصابة.

٨٥١ ـ الحارث بن عبد الله المديني ، مولى بني سليم : روى عن اسحاق الفروي ، عن مالك ، عن نافع بن عمر ، «خرج علينا رسول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأبو بكر عن يمينه ، وعمر عن يساره فقال : هكذا نبعث يوم القيامة» ورواه عنه أبو جعفر محمد بن صالح بن بكر الكيلاني ، قال الدارقطني في غرائب مالك : لا يصح ، والحارث هذا ضعيف ، ذكره العراقي في زوائده على الميزان ، وتبعه شيخنا.

٨٥٢ ـ الحارث بن عبد ، مولى عثمان بن عفان : روى عنه أبو عقيل زهرة بن معبد

٢٥٧

حديث الوضوء ، مات في ولاية معاوية ، قاله ابن حبان في الثانية ، وحديثه في مسند أحمد ، ويكنى أبا صالح المدني ، وهو في ثابت أقسام الإصابة ، ونسبه أزدي ، وقال في أبيه ، ويقال : ابن عبدة ، وهم بعضهم ، فسمى والده عبيدا ـ بالتصغير ، ولم يذكره البخاري ، ولا ابن أبي حاتم فيمن اسمه الحارث ، وإنما سماه البخاري «تركان» ، وذكر روايته عن عثمان ، رواية أبي عقيل معبد عنه ، وتبعه أبو أحمد الحاكم.

٨٥٣ ـ الحارث بن عدي بن خرشة بن أمية بن عامر بن خطم الأنصاري ، الخطمي : استشهد بأحد ، وهو في أول الإصابة.

٨٥٤ ـ الحارث بن عقبة بن قابوس المزني ، ابن أخي وهب بن قابوس الآتي : استشهد بأحد ذكر في أول الإصابة.

٨٥٥ ـ الحارث بن عمران الجعفري من أهل المدينة : يروي عن هشام بن عروة ، وجعفر الصادق ، ومحمد بن سوقة ، وحنظلة بن أبي سفيان ، وغيرهم ، وعنه : الأشج ، وابراهيم بن يوسف الصيرفي ، وعبد الله بن هاشم الطوسي ، ومحمود بن غيلان ، وجماعة : كأحمد بن سليمان ، وعلي بن حرب ، ضعفه أبو زرعة ، بل قال ابن حبان : إنه كان يضع الحديث على الثقات ، ثم ذكر له حديثا.

٨٥٦ ـ الحارث بن عمرو : وقال ابن حبان : عمرو الهذلي المدني ، ولد في حياة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وحدّث عن عمر بن الخطاب ، وابن مسعود رضي‌الله‌عنهما ، وعنه : مسلم بن جندب ، قاله ابن سعد ، وابن حبان في ثاني الثقات ، وقال : مات سنة سبعين ، وذكره شيخنا في ثاني الإصابة.

٨٥٧ ـ الحارث بن عوف ، أبو واقد الليثي : يأتي في الكنى.

٨٥٨ ـ الحارث بن الفضل المدني : ذكره في اللسان ، وقال : ذكره الطوسي في رجال الشيعة.

٨٥٩ ـ الحارث بن فضيل ، أبو عبد الله الأنصاري الخطمي ، من أهل المدينة : يروي عن جعفر بن عبد الله بن الحكم ، ومحمود بن لبيد ، وسفيان بن أبي العوجاء ، وعبد الرحمن ابن أبي قراد ، أحد من له صحبة ـ كما قاله ابن حبان ـ بحيث ذكره هذا في التابعين ، بل ذكره في أتباعهم بدونه في آخرين ، وعنه : صالح بن كيسان ، وأبو جعفر الخطمي عمير ، وفليح ، والدراوردي ، وجماعة ، كابنه عبد الله ، ومحمد بن اسحاق ، وثقه ابن معين ، والنسائي ، وابن حبان ، وهو من رجال التهذيب ، لرواية مسلم وغيره له.

٢٥٨

٨٦٠ ـ الحارث بن مالك بن قيس بن عوذ بن جابر بن عبد مناف ، الكناني الليثي ، وهو المشهور ، وقيل الخزاعي ، المعروف بابن البرصاء ، وهي أمه وقيل : أم أبيه : سكن مكة ، ثم المدينة ، وعده مسلم في المكيين ، وحديثه عند الترمذي ، وابن حبان ، وصححاه ، والدارقطني من طريق الشعبي عنه «لا تغزى مكة بعد اليوم إلى يوم القيامة» ، وقال سعيد بن المسيب ـ فيما رواه الزبير بن بكار ـ إنه كان من جلساء مروان بن الحكم ، وكان يسمر فذكروا الفيء عند مروان ، فقالوا : الفيء مال الله ، وقد وضعه عمر رضي‌الله‌عنه مواضعه ، فقال مروان : الفيء مال أمير المؤمنين معاوية يقسمه فيمن شاء ، فخرج ابن البرصاء ، فلقي سعد بن أبي وقاص فأخبره ، قال سعيد : فلقيني سعد ، وأنا أريد المسجد ، فقال : الحقني ، فتبعته حتى دخلنا على مروان ، فأغلظ له ـ وذكر القصة ـ ، قال ، فقال مروان : من ترون قال هذا : لهذا الشيخ؟ قالوا : ابن البرصاء ، فأتى به ، فأمر بتجريده ليضرب ، فدخل البواب يستأذن الحكيم بن حزام ، فقال : ردوا عليه ثيابه ، وأخرجوه ، لا يهيج علينا هذا الشيخ الآخر ، فذكر القصة بطولها ، وهي دالة على أن الحارث بقي إلى خلافة معاوية.

٨٦١ ـ الحارث بن مالك الأنصاري ـ وقيل : حارثة ـ صحابي : روى عنه زيد السلمي وغيره ، روى أبو عاصم خنيس بن أصرم ـ في كتاب الاستقامة له ـ من طريق فضيل بن غزوان ، قال : «أغير على سرح المدينة ، فخرج الحارث هذا ، فقتل منهم ثمانية ثم قتل» ، وهو الذي قال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم «كيف أصبحت يا حارثة؟ ـ الحديث» وهو في الإصابة بأطول.

٨٦٢ ـ الحارث بن مخلد الزرقي ، الأنصاري ، المدني تابعي : يروي عن أبي هريرة رضي‌الله‌عنه ، وعنه : سهيل بن أبي صالح ، وبشر بن سعيد ، أورده شيخنا في رابع الإصابة ، وهو في التهذيب.

٨٦٣ ـ الحارث بن معاوية الكندي : قال ابن سعد وفد على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فشهد خيبر ، وسكن المدينة ، وذكره ابن منده في الصحابة ، وقال : هو أول من بعث بصدقات قومه إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأورد له ابن منده ـ من طريق عبادة بن الصامت ـ أنه قال لأبي الدرداء ، والحارث بن معاوية «أيكم يذكر يوم صلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى بعير من المغنم؟ ـ الحديث» ، وله ذكر في حديث واثلة بن الأسقع في الهواتف ، لابن أبي الدنيا ، فذكر بسنده قصة إسلامه ، واجتماعه بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقوله «لقد سمعت حقا يا أبا كلاب» ، واستدركه ابن فتحون على الاستيعاب ، ولكن رجح شيخنا أنه مخضرم ، أدرك زمن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ووفد في خلافة عمر ، وذكره البخاري : أنه رأى عمر ، قال : وروى عنه مسلم بن مشكم ، وقال ابن أبي حاتم : روى عنه سليم بن عامر ، وكذا قال ابن حبان في ثقات التابعين ، وهو عند ابن

٢٥٩

سعد أيضا وأبي زرعة الدمشقي في كبار تابعي أهل الشام ، والعجلي ، في ثقاتهم ، وكذا ذكره في التابعين البخاري ومسلم ، وأبو حاتم ، وابن سميع ، وقد أخرج أحمد في المسند حديثه عن عمرو ، وعنه : عبد الرحمن بن جبير بن نفير ، وسليم بن عامر ، وأبو أمامة الباهلي ، وغضيف بن الحارث ، والمهاجر بن حبيب ، ومكحول ، ويروي أيضا عن أبي الدوداء ، ورأى بلالا ، وروى مكحول عن الحارث بن معاوية الكندي ، قال «كنت أتوضأ أنا وأبو جندل بن سهيل بن عمرو ـ فذكر حديث المسح على الخفين» ، وأخرج يعقوب بن سفيان : أن الحارث قدم على عمر ، فقال «ما أقدمك؟ وكيف تركت أهل الشام؟» ، وبالجملة ، فقال شيخنا : الذي يظهر أنه من المخضرمين.

٨٦٤ ـ الحارث بن يزيد بن أنسة ـ ويقال : ابن أبي أنيسة ، من بني معيط بن عامر بن لؤي ، القرشي العامري ، صحابي : قتله عياش بن أبي ربيعة بالبقيع ، بعد قدومه المدينة وإسلامه ، لظنه أنه على شركه ، لكونه كان يعذبه مع أبي جهل بمكة ، وكان قتله له بعد أحد ، طول شيخنا ترجمته في الإصابة ، وأن ابن عبد البر ذكره في موضعين ، فيمن جده زيد ، ويزيد ، تعددهما ، وهو واحد.

٨٦٥ ـ الحارث بن يزيد ـ ويقال : ابن أبي يزيد ـ مولى الحكم ، مدني : يروي عن جابر بن عبد الله ، وعنه : كثير بن زيد ، ومحمد بن أبي يحيى الأسلمي ، وثقه ابن حبان ، وحديثه في مسند أحمد ، وقال البخاري : قال وكيع «عن كثير بن سلمة بن أبي يزيد» بدل «الحارث» ولا يصح.

٨٦٦ ـ حازم بن حرملة بن مسعود الغفاري : من أهل المدينة المعدودين في الصحابة ، بحيث أورده مسلم في الطبقة الأولى من المدنيين ، وابن حبان في الأولى من ثقاته ، وشيخنا في أول الإصابة ، وذكر أبو نعيم : حازم بن الأسلمي ، وقال : إن بعضهم نسبه إلى أهل الصفة ، نقلا عن الحسن بن سفيان ، وساق له أبو نعيم ـ من طريق أبي زينب ، مولاه ـ عنه في «لا حول ولا قوة إلا بالله : أنها كنز من كنوز الجنة».

٨٦٧ ـ حاطب بن أبي بلتعة ، عمرو بن عمير : ولابن حبان : بدل «عمير» أردب ، ابن حرملة بن بحر بن عدي بن الحارث ، أبو محمد اللخمي ، الحجازي ، والد عبد الرحمن ، وحليف بني أسد بن عبد العزي ، صحابي ، شهد بدرا ، والمشاهد ، وهو الذي كتب إلى المشركين قبل الفتح يخبرهم ببعض أمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأطلع الله رسوله على ذلك ، وكلمه فيه ، فاعتذر ، وقبل عذره ، وعفا عنه ، وكان رسول النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أرسله إلى المقوقس ملك إسكندرية ، مات عن خمس وستين سنة بالمدينة سنة ثلاثين ، في خلافة عثمان ، وصلى عليه ، وهو في التهذيب ، وأول الإصابة ، والفاسي.

٢٦٠