التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة - ج ١

شمس الدين السخاوي

التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة - ج ١

المؤلف:

شمس الدين السخاوي


الموضوع : رجال الحديث
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٧٥
الجزء ١ الجزء ٢

١٦٣٨ ـ سليمان بن علي بن سليمان بن وهبان : المدني المالكي والد أبي الفرج وابن أخي محمد بن سليمان الآتي ، قرأ الشفاء على الشهاب أحمد بن محمد الصبيبي في رمضان سنة سبع وأربعين وثمانمائة ، ثم الموطأ على التاج عبد الوهاب بن محمد بن صالح في سنة خمسين ، وفي الظن أنه مات قبل الستين.

١٦٣٩ ـ سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب : أبو أيوب وقيل أبو محمد ، الهاشمي المدني البصري عم المنصور ووالد إسحاق الماضي. وروى عن : أبيه وأبي بردة بن أبي موسى وعكرمة. وعنه : بنوه جعفر ومحمد وزينب ، وابن أخيه عبد الملك بن صالح بن علي والأصمعي وآخرون. ذكره ابن حبان في الثقات ، وقال ابن عساكر : كان كريما جوادا وبلغني أنه كان مقدما عند السفاح والمنصور ، وولي البصرة والأهواز والبحرين. وقال ابن القطان : هو مع شرفه في قومه لا يعرف حاله في الحديث. قال محمد بن سعيد : مات بالبصرة سنة اثنتين وأربعين ومائة عن تسع وخمسين سنة.

١٦٤٠ ـ سليمان بن عمرو بن حديدة : في سليم.

١٦٤١ ـ سليمان بن عمرو بن عبد العتواري : وهو أبو الهيثم ، وكان في حجر أبي سعيد الخدري. ذكره مسلم هكذا في ثالثة تابعي المدنيين.

١٦٤٢ ـ سليمان بن عزيز بن هيازع بن هبة بن جماز بن منصور الحسيني : أمير المدينة وليها بعد عزل أميان بن مانع بن عطية في أواخر سنة اثنتين وأربعين وأول التي تليها ، واستمر إلى أن مات في ربيع الآخر سنة ست وأربعين ، واستمر عقبه نائبه حيدرة بن دوغان بن هبة وسبق له ذكر في أميان ، وكذا يأتي له ذكر في أبي الفضل محمد بن أبي بكر بن الحسين المراغي.

١٦٤٣ ـ سليمان بن كعب بن عجرة : هو الذي بعده نسب لجده.

١٦٤٤ ـ سليمان بن محمد بن كعب بن عجرة : عن عمته زينب ابنة كعب عن أبي سعيد في مناقب علي. وأبو طوالة عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر ومحمد بن يحيى بن حبان. قال ابن أبي حاتم : سئل عنه أبو زرعة؟ فقال : مدني ثقة ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وحديثه في مسند أحمد ونسب في سياق السند لجده.

١٦٤٥ ـ سليمان بن محمد بن محمود بن عبد الله بن محمد بن مسلمة : الأنصاري الحارثي ، من أهل المدينة ومنهم من أسقط «عبد الله» من نسبه. يروي عن : عمه جعفر وسعيد بن زيد الأشهلي ، وعنه : ابن عمه إبراهيم بن جعفر وسعد بن سعيد الأنصاري. ذكره ابن حبان في ثالثة ثقاته. وهو في التهذيب.

٤٢١

١٦٤٦ ـ سليمان بن محمد بن يحيى بن عروة بن الزبير بن العوام : القرشي الأسدي المدني ، روى : عن أبيه وعن عبد الله بن عبد العزيز العمري في بعث النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم عليا إلى اليمن. وعنه : محمد بن المغيرة المخزومي ويحيى بن إبراهيم المخزومي ويحيى بن إبراهيم أبي قتيلة وهو في التهذيب.

١٦٤٧ ـ سليمان بن مساحق : عن نافع قال الذهبي في الميزان : مجهول. وذكره ابن المديني في الطبقة السادسة من أصحاب نافع ، قرنه الأوزاعي والليث بن سعد ، وقد مضى سعيد بن سليمان بن نوفل بن مساحق.

١٦٤٨ ـ سليمان بن مسلم بن جماز : الزهري المدني المقري ، أخذ القراءة عن أبي جعفر وشيبة بن فصاح وعرض أيضا على نافع بن أبي نعيم ، قرأ عليه إسماعيل بن جعفر وقتيبة بن مهران.

١٦٤٩ ـ سليمان بن هبة بن جماز بن منصور : أخو جماز الماضي ، استقر به صاحب مكة حسن بن عجلان في إمرة المدينة بعد عجلان بن نعير إلى أن قبض عليه بعد الحج بالمدينة لسوء سيرته في العشر الأخير من ذي الحجة سنة خمس عشرة وثمانمائة وقرر يلبغا المظفري أمير الحاج المصري عوضه ابن أخيه غرير بمعجمة ، ثم مهملتين مصغر ، بن هيازع به هبة ، وحمل صاحب الترجمة وأخاه إلى مصر فسجنا بها ، حتى مات صاحب الترجمة مسجونا سنة سبع عشرة «وثمانمائة».

١٦٥٠ ـ سليمان بن وهبان بن محمد بن غانم بن حضين بن حسين التربي السوارقي المدني : ممن سمع على الزين العراقي سنة تسع وثمانين وسبعمائة جزء «قص الشارب» له ، ورأيت بخطه المؤرخ بسنة سبع وتسعين.

١٦٥١ ـ سليمان بن يزيد بن قنفذ : أبو المثنى الكعبي ، الخزاعي المدني من أهلها. يروي عن : أنس (وقيل) إنه لم يسمع منه ، وروايته عنه في القبور لابن أبي الدنيا وعن سعيد المقبري وربيعة الرأي ويحيى بن سعيد الأنصاري وهشام بن عروة وعمر بن طلحة وعدة. وعنه : ابن أبي فديك وابن أبي مليكة ويحيى بن غسان التنيسي وابن وهب وعبد الله بن نافع الصائغ وغيرهم. قال أبو حاتم : منكر الحديث ليس بقوي ، ووثقه ابن حبان وقال في الضعفاء أيضا : أبو المثنى شيخ يخالف الثقات في الروايات ، لا يجوز الاحتجاج به ولا الرواية عنه إلا للاعتبار ، وتعقبه الدارقطني في حواشيه فقال : أبو المثى هو سليمان بن يزيد الكعبي مديني. وقال في العلل : سليمان بن يزيد ضعيف. وهو في التهذيب في الكنى.

١٦٥٢ ـ سليمان بن يسار : أبو أيوب أو أبو عبد الله أو أبو عبد الرحمن المدني ، أخو

٤٢٢

عطاء وعبد الله وعبد الملك. ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين ، تابعي كان أبوه فارسيا. روى عن مولاته وعائشة وأبي هريرة وميمونة وزيد بن ثابت وأبي رافع والمقداد بن الأسود وابن عباس ورافع بن خديج وطائفة. وعنه : الزهري وعمرو بن دينار وسالم بو النضر وصالح بن كيسان ويحيى بن سعيد الأنصاري وأسامة بن زيد الليثي وآخرون. وخرج له الستة ، وذكر في التهذيب. وكان فقيها مقرئا إماما مجتهدا كثير الحديث ، رفيع الذكر ، من أحسن الناس ، بحيث دخلت عليه امرأة فراودته فامتنع ، فقالت : إذا أفضحك ، فتركها في منزله وهرب. فحكى : أنه رأى يوسف الصديق في النوم يقول : أنا يوسف الذي هممت وأنت سليمان الذي لم يهم. وكان الحسن بن محمد بن الحنيفة يقول : هو أفقه من سعيد بن المسيب بحيث كان سعيد يحيل في المسائل عليه ، ويقول : إنه أعلم من بقي ، وعن قتادة : قدمت المدينة ، فسألت عن أعلم أهلها بالطلاق؟ فقيل : سليمان. وقال مالك : كان من علماء الناس بعد ابن المسيب. وقال ابن سعد : كان ثقة عالما رفيعا فقيها كثير الحديث ، وقال أبو زرعة : ثقة مأمون ، فاضل عابد ، وقال ابن حبان : كان من فقهاء المدينة وقرائهم. وقد ولي سوق المدينة لأميرها عمر بن عبد العزيز ، وكان يصوم الدهر ، وعطاء أخوه : يصوم يوما ويفطر يوما. مات وهو ابن ثلاث وسبعين في عشر الثمانين سنة أربع وتسعين ، وهو غلط أو سنة أربع أو سبع ومائة ، وسبع أصح وأكثر ، وصحح ابن حبان سنة عشر. قال : وكان مولده سنة أربع وعشرين ، والأخوة الأربعة ممن حمل عنهم العلم. قال ابن حبان : وهو مولى ميمونة ابنة الحارث ، ووهبت ولاءة لابن عباس وبه جزم غير واحد ، ويقال : إنه كان مكاتبا لأم سلمة.

١٦٥٣ ـ سليمان : أبو الربيع الغماري. المالكي ، كان من شأنه التجرد والتقلل من الدنيا والتعبد بحيث يأخذ في الموسم قوته كفافا ويتصدق بما زاد ، وكان الشيخ عمر الخراز يشتري له إدامه ويحاول هو ذلك بنفسه ، ولم يزل كذلك حتى كف بصره. فعرض عليه القيام بما يحتاج من الإدام فأبي وكان يضع القدر على كانون فحم ويضع فيها ما تيسر ، فإذا طابت أكل مما وجده فيها ما تيسر ، فإذا طابت أكل ما وجده فيها على أي وجه كان ، وينزل البئر فيملأ الإبريق بنفسه فيقول له القيم أو غيره ممن يعتقده : يا سيدي أنا أكفيك ذلك فيأبي. ولم يزل على طريقته حتى مات. قاله ابن فرحون قال : وأخبرني الجمال المطري أن السنة التي جاء فيها التتر إلى أطراف الشام وتحرك عليهم فيها الملك الناصر : أيقن الناس أنه لا يكون في تلك السنة حاج ، وأن المسلمين اشتغلوا بأنفسهم ، فهم الأشراف والمجاورين والخدام وقالوا : نغتالهم ونقتلهم ونطيب المدينة مهم ، وجال الكلام بين الناس حتى أرجفوا بالمجاورين والخدام ، قال الجمال فجئته وهو في الحرم فقلت له : يا سيدي ما ترى ما الناس من الوعيد والتهديد؟ فقل لي : ما يقولون فقلت : كذا كذا. فقال : إنهم يكذبون بل هذه السنة أمن السنين ، والسلطان طيب وسيحج في هذه السنة. وكانت سنة

٤٢٣

اثنتي عشرة وسبعمائة. قال : فلم نلبث إلا قليلا ، إذ جاء الخبر بحج السلطان من الشام ، وجاءت الإقامات وتهدمت الإرجافات ، وقوي حال أهل السنة والجماعة بعد تلك المخافة. وأخبرني الشيخ أبو عبد الله محمد بن سالم المكي : أنه كان ساكنا في المدرسة الشهابية في بيت بإزاء صاحب الترجمة ، قال : فكنت أدرس التنبيه ، فأرفع صوي لكوني جهور به لا أحسن أقرأ إلا كذلك ولا أحفظ إلا أن رفعت صوتي ، قال : فتشوش الشيخ من رفع صوتي ، وقال لي : فقلت له : يا سيدي. ما أقدر إلا هكذا ، فقال لي : فاخفض قليلا فلم أفعل ، فأصابني عارض من نزلة منعتني أن أتكلم ، فمر علي فقال لي : يا محمد ما ترفع صوتك ، فقلت بالإشارة يا سيدي أنا تائب إلى الله ، ففرج الله عني في الحين. وكان صاحب الترجمة فقيه المدينة ومفتيها على مذهب مالك ، وكان إذا سئل عن المسألة يقول للسائل : هل سألت الشيخ أبا عبد الله بن فرحون؟ ـ يعني والدي ـ فإن قال لا يقول له : اذهب واسأله ، وأخبرني بما يقول لك ، وإن قال : سألته ، يقول له : فماذا قال لك؟ فإذا أخبره ، نظر ، فإن كان مما اتفقا عليه أمر السائل به ، وإن كان مخالفا ما قال ، قال له : اذهب حتى أجتمع به ، فيجتمعان ويحرران المسألة ثم يأمران جميعا السائل بما يتفقان عليه ، ولم يزالا كذلك حتى توفي الشيخ قبل والدي بمدة طويلة. وجاءت إلى السراج وظيفة التدريس بدرس سلار ، فكتب عن والدي وطلع إلى صاحب الترجمة ، وقال له : خذ هذه الوظيفة فدرس فيها ، فقال له يا سراج الدين وأين أنت عن الشيخ أبي عبد الله بن فرحون؟. والله إنه أعلم وأحق بها مني ، وامتنع منها حتى رجع إلى السراج يطلب لها والدي ، وكان ذلك منه لشيء حسن من وقوعه ، فوقع ما توقع والله غالب على أمره. وأخبرني الشيخ عمر الخراز : أنه حضر موته ، فكان يقرأ القرآن ، فلما فاضت روحه كان يقرأ آية في سورة يوسف انتهت قراءته إليها ، وهي قوله تعالى : (تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ). وكان لي منه نصيب وافر ودعاء كثير ، أرجو من الله أن يحقق لي قبوله ، وذكره المجد فقال : كان من العباد المتكلمين والزهاد المتقللين ، والأولياء المحققين والأسخياء المتصدقين. أضر في أواخر عمره ، فعرض عليه الخدمة والقيام بنحو الطعام والإدام ، وما لا بد منه للضرير من طبخ أو ملء إبريق من البئر. فامتنع وأبى كل الإباء ولم يجعل بينه وبين الله سببا ، باشر بنفسه خدمة نفسه فثبت الله لذلك قدمه ، وحفظه عن إخلال أعمال العميان وعصمه ، وسلك في طريقته أحسن المسالك ، وكان إليه مرجع الفتيا على مذهب مالك وتستنير بأنوار كراماته دياجير الحوالك ، وذكره ابن صالح في تاريخه ، وأنه مات بالمدينة ودفن بالبقيع. وأنه كان بالمدرسة الشهابية.

١٦٥٤ ـ سليمان : أبو الربيع الونشريسشي ، قال ابن فرحون : إنه خلف إبراهيم العريان بالمدرسة الشيرازية ، وكان من أصحابنا الكبار له مجاهدة وتوجه عظيم ومكاشفة في كل حين ، ومتى شكى إليه من شدة الخوف اشتغل خاطره بتفريجها ، وأطلعه الله في المنام

٤٢٤

على عاقبتها ، فلا يمضي يوم حتى يخبر بما يكون من أمرها ، وذلك شيء كان منه دائما لإخوانه ومعتقديه. وكان مكبا على الصيام والقيام لا يزال رطب اللسان بذكر الله والتلاوة ولا يتلو كتلاوة الناس اليوم بل يرفع بها صوته ويرتله ترتيلا عجيبا ، مع تدبر وتأمل حتى يغيب عن حواسه ، وكان تلاوته نظرا ليتقوى بذلك على التدبر ولأفضليتها على الغائب ، وله شىء من التصنيف ذكر فيه أحوال القوم وطريقتهم ، وفصله بمواعظ وتقريبات وينتفع بها من وقف عليها. ذكر لي رحمه‌الله أنه لما قدم المدينة سكن في رباط السبيل وهو على قلة رفاقه ، فكان يطوي الأيام لا يجد شيئا ولا يفطن له لتعففه وتكففه حتى سقطت قوته وخشي على نفسه ، قال : وكان بجواري رجل صالح يذهب كل يوم إلى البر ، فيأتي بحزمة حطب يبيعها ويتقوت بها ، وهو شيخ كبير ، وكنت أشفق عليه لما أرى من ضعفه ، وكنت أقرأ على الشيخ عبد الحميد القرآن تجويدا مع جماعة من الناس ولا يعلم أحد بحالي ، ولا ما أقاسي من الجوع والقلة ، قال : فجلست يوما في القبلة في المسجد فجاءني إنسان من ورائي ، ورمى في حجري رغيفا وذهب ، فلم أعلمه ولا عرفت مكانه ، قال : فأخذت الرغيف فأكلته فوقع في فمي شيء فأعرجه فوجدته دينارا مغربيا ، فأخذته وذهبت به إلى السوق في الوقت وأخذت به طعاما ، وتقوت به أياما ، ثم عدت إلى ما كنت عليه من الفاقة فعاد كصنيعه الأول ، ثم عدت فعاد ، وصرت أتعجب من معرفته بحالي بحيث ظننته ملكا أو وليا ، ولما فرغ ما كان عندي في المرة الثالثة ارتقبته فلما جاء حققت فيه النظر فعرفته وأنه جاري الحطاب ، فقلت : هذا هو الحق لأنه يعلم من حالي ما لا يعلمه غيره ، فإن يأتي فبيانه. قال فمالت إليه نفسي ووانسته فانعطف علي مع كراهته ظهور إحسانه إليّ ، ثم تخيلت أنه ينفق من الغيب أو معه علم من الصنعة لأن من ظفر بإحدى الخصلتين وزهد في لدنيا وطلبها بتعب النفس ليكون ذلك من شكر الله الذي ملكه ما لم يملكه غيره. قال : فأنست به حتى سألته عن سبب تكلفة نقل الحطب مع السعة ، وقلت له : هذا غير نظر منك لك ، فقال : أردت أشياء يا مسكين ، منها : التستر عن الخلق وذل النفس وتهذيبها ، فإنها إذا ملكت طاشتت وطغت ، ولم أزل به حتى أخبرني : أنه عن علم ورثه وانفرد به فسألته أن يعلمنيه لأذكره به وأستعين به على حالي ، فقال لي : إن صحبتني إلى بلادي علمتك وإلا هنا فلا ، فأقام إلى الموسم ثم سافر ولم يقطع الله بي ، انتهى. وما مات حتى تزوج زوجة صالحة ، كان يقول : إنه في بركتها اتسع حاله. واشتهر ذكره. وكان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وزوجه ميمونة على قدم العبادة والخير. مات عقب الحج ، فإنه حج ماشيا من طريق الماشي ، فلما كمل حجه اجتمع بي في منى وقال لي : قد عجزت عن الرجوع ماشيا ، فاكتريت له واستصجته إلى المدينة ، فلم يقم بعد الموسم إلا قليلا. ثم مات في أول سنة وخمسين وسبعمائة. وقال ابن صالح : إنه كان بمدرسة السراج عرض القرآن على العز الواسطي وليس منه الخرقة ، وخرج عن بعض وطائفة واشتغل بالعبادة

٤٢٥

والتلاوة وجاور بمكة ، ورجع إلى المدينة ومات بها عقب حجة حجها. وترك امرأة صالحة كانت في عصمته ، رحمه‌الله ، وهو في درر شيخنا.

١٦٥٥ ـ سليمان : البواب بباب السلام أحد أبواب المسجد النبوي ، قال ابن صالح : كان سليم القلب بعيدا من الشر ، فيه خوف من الله ، وخشوع وشفقة على الضعفاء.

١٦٥٦ ـ سليمان التلمساني : ابنان من أصحاب أبي مدين بن شعيب المدفون ببلدهما ، حجا جميعا في سنة خمس وستين وسبعمائة ، وهما صالحان ، جاورا على خير وعبادة وتعفف ، وتركا أهلها وأولادهما ، ونيتهما الرجوع. قاله ابن صالح قال : ورأى أحدهما النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في ربيع الأول سنة ست وستين في مجاورتهما ، وقد أعطاه ثيابه وديعة عنه.

١٦٥٧ ـ سليمان القسطنطيني : الشيخ الصالح ، قال ابن صالح جاور بمكة ، وكان يتردد منها كثيرا للزيارة في طريق الماشي ، وهو حسن الهيئة يحفظ عقيدة في أصول الدين للعز بن عبد السلام ، وهو ممن أدرك أبا عبد الله القصري في مجاورته بالمدينة. ومات بمكة ظنا.

١٦٥٨ ـ سليمان المقدسي : بالمعجمة ، جاور بمكة نحو عشرين سنة ، وتزوج فيها بالشريفة منصورة ابنة علي الفاسي ، ومات عنها. وتردد إلى المدينة وحصلت له شهرة بالحرمين واسكندرية ، وعظمه الخاص والعام ، وكان من الأولياء وله كرامات. ولما ورد إلى مكة كان معه مال ليقسمه ، ففرقه على الناس. مات في عشر السبعين وسبعمائة بالقدس. ذكره ، الفاسي.

١٦٥٩ ـ سليم بن جبير : أبو يونس الدوسي ، مولى أبي هريرة ، تابعي من أهل المدينة ، سكن مصر. روى عن مولاه وأبي أسيد الساعدي ، وعنه : عمرو بن الحرث وحرملة بن عمران وحيوة بن شريح والليث وابن لهيعة وغيرهم. وثقه النسائي ثم ابن حبان ، وخرج له مسلم وغيره. وهو في التهذيب. مات سنة ثلاث وعشرين ومائة.

١٦٦٠ ـ سليم بن عش : العدوي ، روى ابن السكن والبارودي من طريق ابن مطير عن أبيه عنه قال : «صلّى بنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في المسجد الذي في صعيد الفرع. ما علمنا مصلاه بحجارة ، فهو الذي يجمع فيه أهل الوادي» ، وقال ابن السكن : إسناد مجهول ، وذكر الزبير بن بكار ـ من طريق سليم بن مطير ـ بهذا السند خبرا. ذكره شيخنا في الإصابة قال : واستدركه ابن الدباغ وابن فتحون.

١٦٦١ ـ سليم بن عمرو بن حديدة بن عمرو بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة : الأنصاري السلمي ، ويقال له سليمان ، ويقال في أبيه عامر. قتل يوم أحد شهيدا

٤٢٦

مع مولاه عنترة ، وهو من أهل بدر. «وشهد» العقبة «مع السبعين» ، وذكره شيخنا في الإصابة.

١٦٦٢ ـ سليم الأنصاري السلمي : من بني سلمة ، يعد في أهل المدينة ، شهد بدرا وأحدا ، وهو أول من استشهد بها. يروي عنه : معاذ بن رفاعة الأنصاري وقد قيل سليم بن الحارث بن ثعلبة بن كعب بن عبد الأشهل الأنصاري ، فقد جعلهما ابن مندة وأبو نعيم وغيرهما واحدا ، وفرق ابن عبد البر بينهما وهو الصواب. وحديث الأول عند أحمد والطحاوي والبغوي والطبراني من طريق وهيب بن خالد وغيره عن عمرو بن يحيى المازني عن معاذ بن رفاعة عن رجل من بني سلمة ، يقال له سليم أنه أتى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : يا رسول الله ، إن معاذ بن جبل يأتينا بعد ما ننام ونكون في أعمالنا بالنهار ، فينادي بالصلاة ، فنخرج إليه ، فيطول بنا الحديث. ومنهم من قال : عن معاذ بن رفاعة : «أن رجلا من بني سلمة جاء فذكره» وهو الأكثر في الروايات ، وصورته مرسل ، وقد ذكره شيخنا في الإصابة.

١٦٦٣ ـ سليم : مولى عمرو بن الجموح ، له ذكر في كتاب الجهاد لابن المبارك من حديث ابن عباس رضي‌الله‌عنهما ، قال : «كان عمرو بن الجموح شيخا كبيرا أعرج فذكر الحديث في شهوده أحدا قال : وكان معه غلام له يقال له سليم فقال «له سليم» : ارجع إلى أهلك ، فقال وما عليك أن أصيب معك اليوم خيرا؟ فتقدم العبد فقاتل حتى قتل» أخرجه أبو موسى ، ورواه الحاكم في الإكليل من حديث ابن المبارك مطولا ، وصاهر سياقه : أنه مرسل. قاله شيخنا في الإصابة.

١٦٦٤ ـ سمرة بن جندب بن هلال : أبو سليمان الفزاري ، صحابي شهير ، كان من حلفاء الأنصار ، قدمت به أمه بعد موت أبيه فتزوجها رجل أنصاري ، و «كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يعرض غلمان الأنصار ، فمر به غلام فأجازه في البعث ثم سمرة فرده ، فقال : يا رسول الله ، أجزت هذا ورددتني ولو صارعته لصرعته قال : فدونكه ، فصارعه ، فصرعه سمرة ، فأجازه» قاله ابن إسحاق. وعن عبد الله بن بريدة عن سمرة قال «كنت غلاما على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فكنت أحفظ عنه وما يمنعني من القول إلا أن ههنا رجالا هم أسن مني ـ الحديث» ونزل سمرة البصرة فكان زياد يستخلفه عليها ، إذا سار إلى الكوفة ، وكان شديدا على الخوارج. فكانوا يطعنون عليه ، وكان الحسن وابن سيرين عينان عليه. قال ابن سيرين : في رسالة سمرة إلى بنيه علم كثير. روى عنه أبو رجاء العطاردي وعامر الشعبي وابن أبي ليلى ومطرف بن عبد الله بن الشخير وآخرون. ولعبيد الله بن سليمان عنه نسخة. مات قبل سنة ستين. وقيل سنة ثمان وخمسين وقيل تسع وخمسين بل قيل في أول سنة ستين. قال ابن عبد البر : سقط في قدر مملوء ماء حارا. وكان ذلك تصديقا لقول

٤٢٧

النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم لأبي هريرة وأبي محذورة «آخركم موتا في النار». قاله شيخنا في الإصابة.

١٦٦٥ ـ سمعان : أبو يحيى الأسلمي ، مولى أسلم ، المدني ، تابعي ، يروي عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة. وعنه : ابناه محمد وأنيس وموسى بن عثمان. قاله ابن حبان في ثانية ثقاته ، وقال في صحيحه : أبو يحيى من جلة التابعين ، وقال النسائي : ليس به بأس.

١٦٦٦ ـ سمي : أبو عبد الله ، مولى أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزمي ، القرشي المدني من أهلها ، سمع من مولاه وسعيد بن المسيب وأبي صالح ذكوان والقعقاع بن حكم وغيرهم ، وعنه : ابن عجلان والسفيانان ومالك. وقد قال ابن حبان : من أهل المدينة ، وثقه أحمد وأبو حاتم والنسائي وابن حبان. وقال ابن معين : هو خير من سهيل بن أبي صالح ، يعني في أبيه. وقال يحيى بن سعيد : القعقاع أحب إليّ منه ، فقتلته الحرورية ـ فيما قاله ابن عيينة ـ يوم وقعة قديد في سنة إحدى وثلاثين ومائة. وقال البخاري : وقال لنا عبد الملك بن شيبة قتل سنة ثلاثين ، وتبعه ابن حبان وهو في التهذيب ، لتخريج الستة له.

١٦٦٧ ـ سنان بن أبي سنان : يزيد بن أمية ويقال ابن ربيعة بن أمية ، الديلي ، من حلفاء بني الديل المدني ، أخو الهيثم الآتي وأبوهما. ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين ، تابعي ، يروي عن : أبي هريرة وأبي واقد الليثي وجابر ، وعنه : الزهري وزيد بن أسلم وثقه العجلي وابن حبان وخرج له الشيخان. وهو في التهذيب. مات سنة خمس ومائة عن اثنتين وثمانين. فمولده سنة ثلاث وعشرين.

١٦٦٨ ـ سنان بن سنة : الأسلمي المدني ، صحابي. ذكره مسلم في المدنيين ، يقال أنه عم والد عبد الرحمن بن حرملة الأسلمي ، وإنه توفي سنة اثنتين وثلاثين في خلافة عثمان. روى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم. وعنه : حفيده حرملة بن عمرو وحكيم بن أبي حرة ويحيى بن هند بن حارثة الأسلمي ، وثقه ابن حبان ، وهو في أول الإصابة والتهذيب.

١٦٦٩ ـ سنان بن عبد الوهاب بن نميلة بن محمد بن إبراهيم بن عبد الوهاب بن مهنا الأكبر : والد حسن أول أمراء المدينة وباقي نسبه في حسين ، القاضي شمس الدين أبو هاشم الحسيني الوحادي ، نسبة لعبد الواحد المدني قاضيها وابن قضاتها الذي لم يعقب منهم غير صاحب الترجمة. كتب إلى دمشق رسالة بكائنة النار التي خرجت شرقي المدينة في ليلة الأربعاء ثالث جمادي الآخر سنة أربع وخمسين وستمائة ، أودعها عنه أبو شامة في أخبار الدولتين ثم ابن فرحون برمتها ، وكان يخطب على المنبر ويترضى عن الصحابة ثم يذهب إلى بيته ، فيكفر عن ذلك بكبش يذبحه ويتصدق به ، يفعل ذلك كل جمعة عقب

٤٢٨

الصلاة ، قلت : وهذا لكونه من الشيعة فالحكم كان بأيدي سنان. ثم آله ثم السراج عمر بن أحمد بن الخضر أحد أئمة السنة وبه زالت تلك الشيعة كما سيأتي ، وقد رأيت من ذرية سنان هذا بالمدينة شخصا على الهيئة يقال له : سرواح بن مقبل ، وأما صاحب الترجمة فله من الولد : علي وعيسى وقاسم والنجم مهنا وهاشم ويعقوب ، فلهاشم حسن ويوسف.

١٦٧٠ ـ سنان بن يزيد : مضى قريبا في ابن سنان.

١٦٧١ ـ سنجر علم الدين العزي : مولى عز الدين منيف بن شيحة أمير المدينة ، قال الجمال المطري إنه أخبره : أن أمير المدينة منيف بن شيحة بعثه لما خرجت النار شرقي المدينة ليكشف خبرها فقرب منها ، فلم يجد لها حرا ولا ألما ورآها تأكل الحجر دون الشجر ـ إلى آخر ما حكي ، مما أورده ابن فرحون وغيره.

١٦٧٢ ـ سنجر تركي : أمير المدينة ، جماز ، له ذكر في عبد الله البسكري.

١٦٧٣ ـ السندي بن عبدويه : أبو الهيثم الكلبي ، الدهلكي الرازي من أهل الري ، قاضي قزوين وهمذان ، واسمه سهيل بن عبد الرحمن ، ويقال سهل بن عبدويه. قال ابن حبان في رابعة ثقاته : إنه يروي عن ابن أبي أويس من أهل المدينة وأهل العراق ، وذكره غيره من شيوخه : إبراهيم بن طهمان وأبا بكر النهشلي وجرير بن حازم وعمرو بن أبي قيس. روى عنه. أحمد بن الفرات ومحمد بن حماد الطهراني ومحمد بن عمار ، ورآه أبو حاتم وسمع كلامه ، وروى أن أبا الوليد الطيالسي قال : ما رأيت بالري أعلم منه ومن يحيى بن الضريس ، وهو في اللسان ، وكتبته هنا : لظن أنه أقام بالمدينة مع احتمال عدمه.

١٦٧٤ ـ سند بن رميثة بن أبي نمي (محمد ، بن أبي سعد ، حسن) بن علي بن قتادة الحسني : والمكي أميرها ، فر من أخيه عجلان ووالده أحمد إلى وادي نخلة ، ثم إلى الطائف ثم إلى الشرق ثم إلى المدينة النبوية ثم إلى الينبع ، ثم لم ينجح له أمر سيما قد نهب أثر ذلك في سنة ثلاث وستين جلبة فيها مال جزيل لتاجر مكي ، يقال له : ابن عرفة ولم يلبث أن عرض له مرض مات به في السنة المذكورة بالجديدة ، واستولى ابن أخيه عنان بن مغامس على ما خلفه وذهب به إلى اليمن ذكرته تخمينا.

١٦٧٥ ـ سنقر الزيني : أبو السعادات ، الرومي الجمالي ناظر الخاص يوسف بن كاتب حكم شقيق شاهين الآتي ، وهذا أكبرهما. ولد تقريبا في سنة خمس وثلاثين وثمانمائة ، وبينما هو وأخوه وهما صغيران بحذاء أمهما وهي تخبز ، فمد هذا يده ليتناول شيئا من ذلك فضربته بعود ، فتألم وبكى وقال : إن شاء الله يأخذنا المسلمون ، فما كان إلا شهر إذ أسروا وأمهما حتى جيء بهم إلى إنطاكية فاشتراهم بعض التجار ، وجلبهم إلى حلب ثم

٤٢٩

إلى مصر ، وصار إلى الجمال في سنة ثلاث وخمسين فتشهدا ، وتعلم الكتابة وقرأ وفهم واختص بمولاه. ولا زال يترقى حتى عمل بعد موت أستاذه الشادية سنة ثمان وثمانين على عمائر السلطان بمكة ، ثم في أثنائها أضيفت له الحسبة بها ، وقبل ذلك كان يشارف مع أخيه لصلاح طريق مجرى الماء لعرفة وبازان مع عمارة مسجدي نمرة والخيف وغير ذلك. ثم لما حصل له الحريق بالمسجد النبوي : رسم بتوجهه واستصحاب من شاء الله من العمال معه فدخلها في موسم سنة ست وثمانين ، وشرع في ذلك إلى أن ورد الناظر على العمائر بالحرمين الشمسي بن الزمن برا في أثناء «السنة» التي بعدها ، ومعه من الخلق الصناع والمؤن وغير ذلك مما يحتاج إليه سوى ما جهزه في البحر ، ثم عاد هذا بعد انقضاء جل الأمر لمكة على الشادية بالمدرسة وغيرها والحسبة بحيث رسخت قدمه وملك بها وبمنى الدور ونمي ، وأنشأ بستانا بأسفل حراء وتربة المعلاة ، وصارت له درجة وخبرة بالعمائر ، بل وباشر الحسبة بالديار المصرية نيابة عن خجداشة يشبك الجمالي. كل ذلك مع عقل وأدب وتأن وتواضع وتودد ومداراة واحتمال ، بحيث أكثر من التردد إلى مكة وغيرها ، وسمع مني المسلسل وحديث زهير العشاري وصفته في ثبت ولده محمد بالأميري الكبيري المشيري الفاضلي الكاملي الأوحدي الأمجدي. حبيب العلماء والصالحين ، ونسيب الأجلاء المعتمدين الفائق بتدبره وتعقله وأرائق بتودده وتوسله. من ندب في الأيام الأشرفية لخدمة الحرمين وانتصب لما تقر به من أحبائه العين. ومع عقله فلم يعدم من يفسد عليه مالا كبيرا بحجة الكيمياء ، وصار مقصودا منهم بذلك ولم يحصل منه على طائل ، ولما حج السلطان أنعم عليه بمائتي دينار واقطاع ، ومع ذلك فهو متوسط في معيشته مائل إلى التقنع وعدم الهرج مع الخبرة ، واستمر على طريقته حتى مات في ليلة الخميس سادس جمادي الثانية سنة اثنتين وتسعمائة ، وكثر الأسف عليه والثناء ، وخلف ولدا بآل سرد ، وعمره نحو ثمانية عشرة سنة وابنه رحمه‌الله وعفا عنه.

١٦٧٦ ـ سنين (بالتصغير) أبو جميلة السلمي : ويقال الضمر ، قيل اسم أبيه واقد ، حكاه ابن حبان ، وقيل فرقد ، وروى البخاري من طريق الزهري عن أبي جميلة أنه حج مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وفي صحيح البخاري تعليقا أنه شهد فتح مكة ، وذكر قصته مع عمر في المنبوذ وأن عريفة شهد عند عمر : أنه رجل صالح ، ووصله مالك. وله رواية أيضا عن أبي بكر وعمر. وعنه : الزهري. وذكره مسلم في الطبقة الأولى من تابعي المدنيين ، وكذا ذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من التابعين ، وقال : له أحاديث. وقال العجلي : تابعي ثقة. وهو في الإصابة.

١٦٧٧ ـ سهل بن أبي أمامة (أسيد) بن سهل بن حنيف : الأنصاري الأوسي المدني ، أحد التابعين ، وأخو محمد الآتي ، وهو يروي عن أبيه وأنس ، وعنه : أبو شريح

٤٣٠

عبد الرحمن بن شريح الإسكندراني وسعيد بن عبد الرحمن بن أبي العمياء وخالد بن حميد المهري وعيسى بن عمر القاري وزيد بن أبي حبيب ، ووثقه ابن معين والعجلي وابن حبان وآخرون. وخرج له مسلم وغيره. مات بإسكندرية في حدود العشرين ومائة.

١٦٧٨ ـ سهل بين بيضاء : وهي أمه واسمها دعد ، ابنة جحدم بن عمرو بن عامر الفهرية واسم أبيه : وهيب بن ربيعة بن هلال بن مالك بن ضبة بن الحارث بن فهر القرشي الفهري. مات هو وأخوه سهيل بالمدينة ، وصلّى عليهما النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في المسجد ، ويقال : إن سهلا إنما مات بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقيل : سنة ثمان وثلاثين والمعتمد الأول وأنه بوفى مرجع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم من تبوك. في الإصابة ، والفاسي.

١٦٧٩ ـ سهل بن حارثة بن سهل : الأنصاري المدني يروي المراسيل ، وعنه : سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة قاله ابن حبان في ثانية ثقاته. وهو في أول الإصابة فقال : ذكره ابن أبي عاصم في الأجياد. وروى من طريق الدراوردي عن سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة عنه : قال : «شكى قوم إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنهم سكنوا دارا وهم ذوي عدد فقلوا فقال : فهلا تركتموها ، ذميمة؟».

قال ابن مندة : لا تصح صحبته ، وعداده في التابعين ، وكذا ذكره في التابعين : ابن حبان ، ونقل ابن الأثير عن أبي علي الغساني عن ابن القداح : أن حارثة بن سهل والد هذا شهد أحدا والمشاهد ، وكذا ولده سهل وقال نحوه : ابن ماكولا وزاد : ولسهل عقب بالمدينة ، وبغداد ، وأخرج الحديث المذكور أبو نعيم من طريق أبي ضمرة عن سعد بن إسحاق. فقال فيه : سلمة بن حارثة. فاختلف في اسمه على سعد.

١٦٨٠ ـ سهل بن أبي حثمة بن ساعدة بن عامر بن لؤي بن عدي بن جشم بن مجدعة بن حارثة بن الحرث بن الخزرج : أبو عبد الرحمن وأبو محمد وأبو يحيى ، الحارثي النجاري الأنصاري الخزرجي المدني معدود في أهلها ، واسم أبيه عبد الله ، وقيل عامر ، وأمه : أم الربيع ابنة أسلم بن حريش ، صحابي. قال أبو حاتم : كان دليل النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ليلة أحد ، وشهد المشاهد كلها سوى بدر. حدثني بذلك رجل من ولده. وأما الواقدي فقال : توفي النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وله ثمان سنين والأول غلط ، ولذا قال ابن مندة : قول الواقدي أصح. وبه جزم ابن حبان وأبو جعفر الطبري وابن السكن أبو أحمد الحاكم وغيرهم ومنهم من عين مولده : سنة ثلاث من الهجرة. وأن الذي كان الدليل إلى أحد أبوه. روى عنه من الصحابة : محمد بن مسلمة وأبو ليلى الأنصاريان وابنه محمد وابن أخيه محمد بن سليمان وصالح بن خوات وبشير بن يسار وعروة بن الزبير ونافع بن جبير وآخرون. وخرج له الستة ، وذكر في التهذيب. وتوفي ظنا في خلافة معاوية بالمدينة. ورواية الزهري عنه مرسلة.

٤٣١

١٦٨١ ـ سهل بن حنيف بن واهب بن عكيم بن ثعلبة بن الحرث بن مجدعة بن الحرث بن عمرو بن خناس (ويقال ابن خنساء ، وقيل ابن حنش) بن عوف عمرو بن عوف بن مالك بن أوس : أبو سعيد الأنصاري الأوسي. والد أبي أمامة وأخو عثمان ، له عقب بالمدينة لكنه سكن الكوفة. وذكره مسلم فيهم. ومات فيها بعد صفين سنة ثمان وثلاثين وصلّى عليه علي فإنه كان معه وكبر عليه أربعا أو ستا ، وقال لمن أنكر عليه كونها ستا «إنه بدري» وكان علي رضي‌الله‌عنه لما خرج يريد العراق ، استخلفه على المدينة ثم عزله ، واستخلصه لنفسه ، وقد كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم آخى بينه وبين علي وثبت مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم أحد ، وبايعه على الموت ، وجعل ينضح يومئذ بالنبل عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. فقال رسول الله : «انبلوا سهلا. فإنه سهل». وقد خرج له الجماعة ، وهو في التهذيب ، وأول الإصابة. وقال يوم صفين : «أيها الناس ، اتهموا رأيكم. فإنا والله ما وضعنا سيوفنا على عواتقنا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لأمر يفظعنا إلا أسهلنا إلى أمر نعرفه إلا أمرنا هذا».

١٦٨٢ ـ سهل بن رومي بن وقش بن زغبة : الأنصاري الأشهلي ، قتل يوم أحد شهيدا. ذكره الواقدي ثم ابن عبد البر وشيخنا في الإصابة.

١٦٨٣ ـ سهل بن يعد بن مالك بن خالد بن ثعلبة بن حارثة بن عمرو بن الخزرج ابن ساعدة بن كعب بن الخزرج : أبو العباس الساعدي ، الأنصاري ، صحابي ابن صحابي. ذكره مسلم في المدنيين وكان اسمه حزنا ، فغيره النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وسماه سهلا. روى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وعن أبي كعب وغيره. وعنه : ابنه عباس والزهري وأبو حازم الأعرج وآخرون. مات بالمدينة سنة إحدى وتسعين كما للجمهور وقيل ثمان وثمانين ، وكان آخر الصحابة بها موتا ، وقد قارب المائة ، فإنه شهد المتلاعنين عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وله خمس عشرة سنة ، وتزوج خمس عشرة امرأة. بل روي : أنه حضر وليمة فيها تسعة من مطلقاته. فلما خرج وقفن له. وقلن : كيف أنت يا أبا العباس؟. وخرج له الستة ، وذكر في التهذيب وأول الإصابة.

١٦٨٤ ـ سهل بن عبيد بن قيس الأنصاري : يأتي قريبا في سهل بن مالك.

١٦٨٥ ـ سهل بن عدي بن زيد بن عامر بن عمرو بن جشم بن الحرث بن الخزرج : الأنصاري ، قتل يوم أحد شهيدا ، قاله ابن عبد البر.

١٦٨٦ ـ سهل بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود العامري : أخو سهيل الآتي ، والسكران الماضي ، من مسلمة الفتح ، مات في خلافة أبي بكر أو صدر خلافة عمر ، وقال الكاشغري : في آخرها ، وله عقب بالمدينة ودار. ذكره في الإصابة والفاسي وزوجته صفية ابنة عمرو.

٤٣٢

١٦٨٧ ـ سهل بن عمرو الأنصاري النجاري : له ذكر في حديث الهجرة ، قال ابن إسحاق : وبركت الناقة على باب المسجد وهو يومئذ مربد لغلامين يتيمين من بني النجار يقال لهما : سهل وسهيل ابنا عمرو ، في حجر معاذ بن عفراء. وقال موسى بن عقبة عن ابن شهاب : في حجر أسعد بن زرارة ، فلعلهما كانا تحت حجرهما معا. ووقع في الصحيح قوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يا بني النجار ثامنوني». ذكره في الإصابة.

١٦٨٨ ـ سهل بن عمرو : ... أبو يزيد ، مات بالمدينة.

١٦٨٩ ـ سهل بن قيس بن أبي كعب بن القين بن كعب بن سواد بن كعب بن سلمة : الأنصاري الخزرجي السلمي ، بدري. ذكره ابن إسحاق فيمن استشهد بأحد. وهو صاحب القبر المعروف به ، وأمه نائلة ابنة سلامة بن وقش الأشهلية. قال ابن سعد : وبقي من عقبة رجل وامرأة. ذكره في الإصابة.

١٦٩٠ ـ سهل بن قيس الأنصاري : المدني ، استشهد يوم أحد. فكان ضجيع حمزة بن عبد المطلب ، وهو جد طالب بن حبيب بن عمرو بن سهل الآتي. الذي يقال له لذلك : طالب بن الضجيع. وهو في الإصابة حوالة على عمر بن سهل بن قيس بل قال شيخنا وأظنه الذي قبله.

١٦٩١ ـ سهل بن مالك بن عبيد بن قيس : الأنصاري ويقال بدون مالك ، ذكره ابن عبد البر وقال : لا يصح واحد منهما قال ويقال : إنه حجازي ، سكن المدينة. ومدار حديثه على خالد بن عمرو القرشي ، وهو متروك. حكى هذا شيخنا في سهل بن مالك بن أبي كعب بن القين الأنصاري أخي كعب. وأطال في حكاية الخلاف والإشارة لما وقع فيه من الغلط بما يراجع من الإصابة.

١٦٩٢ ـ سهل بن وهب بن ربيعة : مضى في سهل بن بيضاء.

١٦٩٣ ـ سهل : أبو حريز المدني ، مولى المغيرة بن أبي الغيث بن حميد بن عبد الرحمن ابن عوف. ويقال له أيضا مولى الزهري. يروي عن الزهري العجائب وعلي بن زيد بن جدعان ومحمد بن عمرو بن علقمة وآخرين ، وعنه : عبد الغفار بن داود الحراني والعباس بن طالب وحسان بن غالب وسعيد بن عفير ويحيى بن بكير ومؤمل بن عبد الرحمن الثقفي وغيرهم. وفيه ضعف. وهو في الميزان.

١٦٩٤ ـ سهل بن فلان بن عبادة : الأنصاري الخزرجي ابن أخي سعد بن عبادة ، منع عمه سعد بن عبادة لما قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «خير دور الأنصاري بنو النجار» من معارضة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في مقاله. ذكره شيخنا في الإصابة.

٤٣٣

١٦٩٥ ـ سهل الأنصاري : روى عمر بن شيبة في أخبار المدينة من طريق الوليد أبي سندر الأسلمي عن يحيى بن سهل الأنصاري عن أبيه «أن هذه الآية نزلت في أهل قباء. كانوا يغسلون أدبارهم من الغائط (فِيهِ رِجالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا) الآية» ، ذكره في الإصابة.

١٦٩٦ ـ سهم بن يزيد الحمراوي المصري : يروي عن المدنيين وعمر بن عبد العزيز ، وعنه : حيوة بن شريح. قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته ، وكتبه تخمينا.

١٦٩٧ ـ سهل بن بيضاء : في ابن وهب ، مضى قريبا ، وكذا ابن دعد : هو ابن بيضاء ، والبيضاء لقب له.

١٦٩٨ ـ سهيل بن أبي صالح ذكوان : أبو يزيد المدني من أهلها ، ويعرف بالسمان أخو صالح ومحمد وعبد الله وعباد ، وهو مولى جويرية ابنة الأحمس الغطفانية. سمع أباه والحارث بن مخلد الأنصاري وعبد الله بن دينار والزهري وسعيد بن بشار والنعمان بن أبي عياش وعطاء بن يزيد وجماعة كابن المسيب ، وعنه : ابن جريح والسفيانان ومالك وفليح والدراوردي وأبو عوانة وأبو معاوية وابن إدريس وخالد بن عبد الله وخلق. وهو صدوق احتج به مسلم ، وروى له البخاري مقرونا وقال النسائي : هو خير من كل من فليح وحسين المعلم وابن اليمان وإسماعيل بن أبي أويس ويحيى بن بكير ، وقال أحمد : ما أصلح حديثه ، وأثبت من محمد بن عمرو ، ولكن قال يحيى القطان : محمد أحب إلينا منه وقال النسائي وغيره : ليس به بأس ، ووثقه العجلي وغيره. وقال أبو حاتم وابن معين : لا يحتج به ، وقال ابن حبان ، يخطىء ، وذكره العقيلي في الضعفاء وقال بعض الحفاظ : ما نقموا منه إلا أنه مرض ونسي بعض حديثه. مات سنة أربعين ومائة أو قبلها بيسير في ولاية أبي جعفر. وهو في التهذيب.

١٦٩٩ ـ سهيل بن سهيل : المدني العابد ، يروي عن أبيه عن عائشة ، وعنه : عمرو بن الحارث. قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته.

١٧٠٠ ـ سهيل بن أبي صالح : في ابن ذكوان ، مضى قريبا.

١٧٠١ ـ سهيل بن عبد الرحمن بن عوف : الزهري المدني ، أخو إبراهيم ومصعب.

١٧٠٢ ـ سهيل بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي : أبو يزيد القرشي ، والد أبي جندل ، وأمه لبنى ابنة قيس بن حبيش بن ثعلبة بن خزاعة ، مكي ، انتقل إلى المدينة وخرج مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى حنين وهو مشرك ، وهو الذي مشى في صلح الحديبية ثم أسلم بالجعرانة ، وكان من المؤلفة قلوبهم ، حسن إسلامه. وقام خطيبا بمكة عند الوفاة النبوية بنحو خطبة أبي بكر الصديق رضي‌الله‌عنه

٤٣٤

فسكنهم ، وكان خطيب قريش ، وخرج إلى الشام في خلافة عمر رضي‌الله‌عنه غازيا ، ومات بها في طاعون عمواس سنة ثمان عشرة ، وقيل بل استشهد يوم اليرموك وإنه كان أميرا على كردوس يوم اليرموك ، وقيل إنه مات سنة خمس عشرة. وكان سمحا جوادا فصيحا كثير الصلاة والصوم والصدقة ، كثير البكاء عند قراءة القرآن ، ويقال : إنه صام وقام حتى شحب تغير ، وطول في الإصابة ترجمته.

١٧٠٣ ـ سهيل بن عمرو : صاحب المربد ، مضى مع أخيه سهل ، وزعم ابن الكلبي : أن هذا قتل بصفين مع علي. قاله شيخنا في الإصابة.

١٧٠٤ ـ سهيل بن قيس بن أبي كعب : الأنصاري ابن عم كعب ذكر ابن الكلبي : أنه شهد بدرا. وقد مضى سهل بالتكبير ، فيحتمل أن يكون أحدهما تحرف أو هما أخوان.

١٧٠٥ ـ سهيل بن وهب بن ربيعة بن هلال بن مالك بن ضبة بن الحرث بن فهر : القرشي الفهري ويقال له : سهيل بن بيضاء والبيضاء أمه ، وهو لقب لها واسمها دعد ، صحابي ، وهو أخو سهل الماضي ، ووقع في بعض طرق حديثه عند أحمد أنه عبدري ، وفي المسند أيضا من رواية محمد بن إبراهيم التيمي عن سهيل بن بيضاء قال : «نادى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأنا رديفة : يا سهيل بن بيضاء إنه من قال لا إله إلا الله. أوجب الله له بها الجنة وأعتقه من النار». وفي رواية : أدخل بين محمد بن إبراهيم وسهيل سعيد بن الصلت ، أسلم قديما وهاجر إلى الحبشة ، ثم رجع ، فهاجر من مكة إلى المدينة. وشهد بدرا وغيرها ، مات في عهد النبي بالمدينة سنة تسع فصلى عليه في المسجد قال أنس : «كان من أسن أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أبو بكر الصديق رضي‌الله‌عنه ، وسهيل بن بيضاء» روى عنه سعيد بن المسيب مرسلا. وله ذكر في حديث سعد بن أبي وقاص. وهو في الإصابة والفاسي.

١٧٠٦ ـ سواد بن غزية الأنصاري : من بني عدي بن النجار ، وقيل : سوادة ، وقيل إنه بلوى حليف الأنصار ، والمشهور فيه : التخفيف ، وحكى السهيلي : التشديد ، شهد بدرا. و «أمره النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم خبير ، فقدم عليه بتنر جنيب» الحديث ، وهو في الصحيحين غير مسمى. ذكره شيخنا في الإصابة.

١٧٠٧ ـ سودون المحمدي : رأيت من وصفه بناظر الحرمين وما علمت مستنده في المدينة خاصة.

١٧٠٨ ـ سويبق بن حاطب بن الحارث بن حاطب بن هيشة الأنصاري : قتل يوم أحد ، ذكره ابن عبد البر ثم شيخنا وقال : هو سبيع الماضي.

١٧٠٩ ـ سويد بن عامر بن زيد بن حارثة : الأنصاري ، من أهل المدينة ، يروي

٤٣٥

المراسيل ، وقد سمع الشموس ابنة النعمان ولها صحبة. روى عنه ابنه عاصم ومجمع بن يحيى الأنصاريان. قاله ابن حبان في ثانية ثقاته. وهو في رابع الإصابة.

١٧١٠ ـ سويد بن مقرن بن عائذ : أبو عدي المزني ، أخو النعمان وأخوته ، صحابي روى حديثه مسلم وأصحاب السنن. ذكره مسلم فيمن نزل الكوفة. روى عنه ابنه معاوية ومولاه أبو سعيد وهلال بن يساف وغيرهم. وهو في الإصابة والتهذيب.

١٧١١ ـ سويد بن النعمان بن مالك بن عامر بن مجدعة : أبو عقبة ، الأوسي الأنصاري المدني ، صحابي ، ذكره مسلم في المدنيين بايع تحت الشجرة وشهد فيما جزم به ابن سعد وغير واحد أحدا وما بعدها. روى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في المضمضة من السويق. وعنه : بشير بن يسار وذكره العسكري فقال : إنه استشهد يوم القادسية. قال شيخنا : وفيه نظر. وهو في التهذيب.

١٧١٢ ـ سويد : أبو عقبة الأنصاري حليف لهم ، ويقال الجهني ، ويقال المزني ، عداده في أهل المدينة له صحبة ، ورواية قال : «قفلنا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من غزوة حنين». يروي عنه ابنه عقبة كذلك وهو في مسند أحمد من طريق الزهري أخبرني عقبة بن سويد ، أن أباه حدثه فذكره ولكن أخرجه البغوي وغيره من وجه آخر عن الزهري ، فقلبه قال : عن سويد بن عقبة عن أبيه ، وسيأتي.

١٧١٣ ـ سويد : غير منسوب ، ذكره ابن قانع في معجم الصحابة.

١٧١٤ ـ سلام بن سلم (أو سليم أو سليمان والصواب سلم أو سليمان): أبو سليمان وقيل أبو أيوب أو أبو عبد الله : وهو سلام الطويل المدني ، خراساني الأصل يروي عن : حميد الطويل وثور بن يزيد ومنصور بن زاذان وزيد العمي وأكثر روايته عنه في آخرين ، وعنه : عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان وهو أكبر منه ، وعبد الرحمن بن محمد المحاربي وقبيصة بن عقبة وعلي بن الجعد وأبو الربيع الزهراني وجماعة. قال أحمد : روى أحاديث مناكير ونحوه عن ابن معين ، وقال ابن المديني وغيره : ضعيف ، زاد البغوي جدا. ابن عمار : ليس بحجة ، والجوزجاني : ليس بثقة ، والبخاري : تركوه. ومرة : يتكلمون فيه ، وأبو حاتم : ضعيف الحديث تركوه ، والنسائي : متروك ، ومرة : ليس بثقة ولا بكتب حديثه ، وابن خراش : كذاب ، ومرة : متروك ، وابن حبان : روى عن الثقات والموضوعات كأنه المتعمد لها ، والحاكم : روى أحاديث موضوعة ، وأبو نعيم في ترجمة الشعبي : سلام بن سلم الخراساني متروك باتفاق وقال إسحاق بن عيسى حدثنا سلام الطويل وكان ثقة ، قال الذهبي : قيل إنه مات في حدود سنة سبع وتسعين ومائة ، وهو في التهذيب.

١٧١٥ ـ سيف بن مالك بن أبي الأسحم : أخو أبي تميم عبد الله الجيشاني ، يأتي في أخيه في الكنى.

٤٣٦

حرف الشين المعجمة

١٧١٦ ـ شامة : أمير من أمراء الشام ، كانت له في المسجد بركة كبيرة يأتي إليها الماء من العين ، ولا تملأ إلا في أيام الموسم أشار إليها ابن النجار.

١٧١٧ ـ شاه شجاع بن محمد بن المظفر : جلال الدين ، أبو الفوارس اليزدي ، سلطان بلاد فارس له كتب موقوفة بالحرم النبوي. مات في سنة سبع وثمانين وسبعمائة بعد أن ملك فارس. قال المجد : شاه شجاع الملك المطاع والسلطان الرواع والخاقان القعقاع جلال الدين أبو الفوارس بن الملك المؤيد والسلطان المسدد والصنديد الأصيد ، مبارز الدين محمد بن المظفر ، ومن نصيبه من جميع الفضائل موفى موفر ، وصناديد الأرض في ساحاته تفخر بالعنق الخاضع والخد المعفر. أحيى الله تعالى به دولة زهت بملكها على الأيام وباهت بمحاسنه المجتمعة فيه على ملوك الأنام ، وتاهت بما أوتيته من حكم لما استلبه الورى فهم لديه بلا أحلام ، ملكه الله في البسيطة أزمة البسط والقبض والإعلاء والخفض والإبرام والنقض ، فهو عين الأنام بل نور إنسانها وزينة الأيام ومعدن إحسانها ، ومدبر فلكها ومنير حلكها وكوكب سعدها ، وشمس ضحاها والشهاب الثاقب لضدها بل بدر دجاها. كم له من موقف تشيب له الولدان وثباب في مواقف فرقها من عجز عن نطاحه الفرقدان. فشرفت فيه بسيطة الثرى ، وافتخرت سجاياه على ملوك الورى ، وتمكنت محبته من القلوب فكانت أحلى في القلوب من نيل المنى ، وألذ في الأجفان من سنة الكرى وصحت أسانيد المدح إلى صفاته الذكية ، فلم يكن حديثا يفترى. وولي قواعد المجد في الممالك ، وخص به الحرمين الشريفين طيبة وأم القرى وانتشر فيهما من جميل آثاره وأخباره ما أشبه الروض الأنف منظرا ومخبرا. جمع بين شرف الملوك وشرف العلماء فكانت أسرة الملك اليسرى لمواطنيه وهي وريفة بقطر الماء. وكم له من سعي أجمل فيه للدر وأنجى عدوا ، وكم أغنى وأقنى لسعيه وسيفه في طوري الميعاد والإيعاد وليا وعدوا. أشرق الله به ممالك طالما شرفت بأسلافه ، وعلم أهلها كيف يستخرج الدر من أصدافه وشاهدوا من عزته نضرة النعيم ، وكادوا يقولون عند رؤيته : ما هذا بشر إن هذا إلا ملك كريم. له في الحرم المدني آثار أبرز بها خوافي المحامد وآثار منها الخزانة الشريفة المشتملة على محاسن الكتب ومفاخرها ، فما من طالب مقتبس إلا وهو يستند من جواهر زواخرها ، ومنها التربة التي أمر بإنشائها في صدر البقيع ، فافتخرت بها على آخرها أخلص نياته قاصدا أن تكون مدفنه بعد عمر طويل ، ويأوي إليه لنيل شرف الجوار إذا نودي بالرحيل. للمنقطعين بالمدينة من عوارفه رزق دار وعيش قار وقلب سار وأملهم في مضاعفته بجميل عاطفته حقيق مديد. وحبل رجائهم في مرادفته ومكاتفته وثيق شديد ، وله بمكة رباط بذكر الله معمور ولوقوعه في لصق أمن الله وشجاع نهى الله بالنور مغمور ، وله سجايا ملوكية تتصل بي أخبارها ، لكني

٤٣٧

أضرع إلى الله في تيسير النظر إلى محياه لتغمرني أنوارها فأثبت حينئذ جملة صالحة بأسنة البنان ، وأخبر عن النظر ، فإن البون كبير بين الخبر والعيان. توفي في شعبان سنة ست وثمانين وسبعمائة بشيراز ، هكذا ترجمه المجد.

١٧١٨ ـ شاهين : الأمير شجاع الدين الرومي ، ثم القاهري ، الجمالي الحنفي ، أحد الأمراء العشراوات الماضي شقيقه سنقر. ولد تقريبا في سنة ثمان وثلاثين ، وملكه الجمالي ـ كما تقدم ـ في ثلاث وخمسين ، وقد بلغ فتعلم الكتابة وأجادها ، وحج في سنة اثنتين وستين وفهم ، وتطلع إلى الترقي. فأخبرني أنه قرأ على الزين قاسم بن قطلوبغا شرحه لمختصر المنار في أصولهم وعليه وعلى الصلاح الطرابلسي القدوري ، وعلى النجم بن قاضي عجلون في الصرف والعربية ، وكذا على البدر بن خطيب الفخرية فيها ، وعلى البدر المارداني في الفرائض والحساب ، وتردد إليه كثيرون من فضلاء المذاهب كالسيد شيخ القجماستية وعباس المغربي وغيرهما ، فكان يتدرب بمذاكرتهم. بل قرأ على الفخر الديمي البخاري ، وكذا الشفاء غير مرة وغير ذلك ، وتميز وشارك في الفضائل ، وظهرت براعته ، وعمل شادية عدة سنين ، بل ندبه السلطان للوقوف على عمارته في البندقانيين والخشابين ، وقبل ذلك في مكة ونواحيها وكإجراء عين عرفة وعمارة مسجدي نمرة والخيف فشكر ، وكانت له في كله اليد البيضاء وحمدت مباشرته بالنسبة لغيره لعقله ورفقه وفهمه وعدم هرجه وسكونه ، وهو في كل ذلك راغب في لقاء الفضلاء ، محب في الاستكثار من الفضائل إلى أن استقر به الأمر في مشيخة الخدام بالمدينة النبوية سنة إحدى وتسعين عقب شغورها بموت قاتم قليلا ، وأرسل مملوكه جان بلاط نائبا عنه حتى ورد هو في آخر السنة مع الركب ، فباشرها. وقام بإعادة المنارة الرئيسية بعد نقضها حتى بلغ الماء لميلان كان بها. ونقض علو القبة الشريفة لشقوق كان بها وإعادتها مع قرب عمارتها بل أضاف لضريح السيد حمزة من جهته اليمنى رحابا واسعة بها ، وأدخل البئر. وكذا رمم حصن أمير المدينة وبعض السور المحيط للاحتياج لذلك ، وبعد انتهاء هذه المآثر والقرب رسم بتوجيهه لنيابة جده ، وأضاف لذلك في ثاني سنيها عمارة بالمسجد المكي كعلو بئر زمزم ورفرف المقام الحنفي. ثم سقاية العباس وساعده فيها أخوه ، واجتهد بعد في إجراء عين حنين. وراسل سنة خمس في الاستعفاء من جدة أنفه من الجمع بين الأمرين المتنافرين ، فصرف عنهما معا ، ففي جدة بتنم ، ورسم له بتدريبه في مباشرتها ، وفي المشيخة بالطواشي أياس الأشرفي الأبيض ، وقدم فباشر ، ولم يلبث أن مات بالمدينة في رجب سنة ست وتسعين. وأعيد صاحب الترجمة بعد شغورها قليلا إلى أن عين لإمرة الركب الأول في السنة المشار إليها ، وتعب كثيرا ممن كان معه ، ثم رجع بالركب ، وترك مملوكه بالمدينة. فباشر سنة سبع إلى أن ورد مولاه مع الركب في آخرها ، فباشر على عادته ، ورسخت قدمه ، وابتنى بها دارا بلصق المدرسة الشهابية المقاربة لباب جبريل أحد أبواب المسجد النبوي ، ثم رغب عنها لصاحب الحجاز ، ثم عوض عنها

٤٣٨

بقربها دارا لسكناه وجعلها متصلة بدار المشيخة القديمة. وفي سنة ثمان وتسعين حصلت صاعقة رمت جانبا من المنارة الرئيسية فسقط على سطح المسجد بعض أحجارها بحيث خسف بعض المباني التي علوّ موقف الزائرين ، فبادر لتنظيفها مباشرا ذلك بنفسه ، وأصلح بعضه ثم رسم بإصلاح المنارة ، فأصلح ما أمكنه من ذلك ، وترك الباقي إلى مجيء مهندسها أو غيره ، وأصلح بعلو سطح مسجد قباء ساتر الكرسي «الذي» جدده ابن الزمن ، كان قد تداعى للسقوط ، وكذا جدد سقف مسجد القبلتين والمسجد الذي جمع فيه ومحل عتبان بن مالك ومسجد بني قريظة من العوالي. وفي سنة اثنتين وتسعين حين جاء على ولاية المشيخة عين في مدرسة السلطان غالب صوفيتها ، وفوض إليه فيها النظر في القبة التي على الحجرة النبوية حين تشققت من أعاليها وفي المنارة الرئيسية ، فأحكم الأمر في ذلك ونمت أمواله بحدائق اشتراها كبئر بضاعة أحد الآبار النبوية ، وجل «بها» النفع سوى ما يستأجره منها وما هو تحت نظره ، واقتدى في هذا ونحوه بعمر بن عبد العزيز كاتب الحرم ، وعظم شأنه بالأقطار الحجازية عند أمرائها وأشرافها وقضاتها وعربها وقبائلها ، بحيث كان الانفراد بذلك مع إمساكه ، ولكنه في الجملة أبسط من أخيه. وسار يعمل المولد في ليلته بالروضة النبوية بين العشائين ، ثم بمنزله بعد العشاء ويقرأ الشمس المسكين بين يديه من محل جلوسه بصحن المسجد الشريف في السير والحديث والتفسير ونحو ذلك ، ويحضر ذلك من شاء الله من القضاة وغيرهم ، ولا يخلو غالب أوقاته عن تلاوة أو مطالعة مع سبع يقرؤه كل ليلة في جماعة بعد صلاة العشاء. وكان قبل ذلك يتذاكر في شرح الهداية مع الشمسي بن جلال وقبله قليلا مع الطرابلسي ويجود القرآن قبله وبعده مع الشمس البكري ، ويتخاصم بمجلسه أو بحضرته الطلبة بالكلمات الفاحشة المنكرة والمشافهات القبيحة. ولا ينكر عليهم. ولما كنت بالحضرة الشريفة تكدر بين الخطيب الوزيري والشريف السمهودي من ذلك وقالوا : لو لم يكن يرضيه ما جسر الخطيب عليه ، وكان يرغبني في الزيارة النبوية ويفهم تلقنه للأخذ ، فلما قدمتها في أثناء سنة ثمان وتسعين وكانت معاملة قانم معي أحسن بل لا نسبة لهذا به. نعم عنده من تصانيفي أشياء ، والله يحسن العاقبة. وتزوج ابنة استاذه بعد موت زوجها الأمير خير بك الظاهري خشقدم ، ثم فارقها بعد أن أولدها ما أثكلاه ، وبعد مدة تزوج ابنة أخيها الكمالي بعد موت والدها ، وكذا زوج ابنته من مستولدة له بمملوكه جان بلاط ، وكان العقد في ثامن شعبان سنة ثمان وتسعين بسكن أبيها. أقول : وذكر المؤلف في تاريخه باختصار مما تقدم مع عظمته ، وذكر وظائفه وعمائره بالحرمين الشريفين ، وهو كفؤ في كل ما كان يفوض إليه حسن النظر والتأمل وإنفاد أوقاته بالعبادة والتلاوة وسماع الحديث والمطالعة والتطلع إلى الترقي في الفضائل ، وعنده من تصانيفي عدة لما حواه من كتب العلم. وبالجملة فهو نادرة في أبناء جنسه ، حسنة من حسنات الدهر ، ومحاضرته جيدة وأدبه كثير ، وعقله شهير ، وأهل طيبة

٤٣٩

مسرورون به ، انتهى. وقد عاش بعد المؤلف نحو عشرين سنة حتى جاوز عمره ثمانين سنة ، وضعفت بنيته وقلت حركته ، ومعها كان يحج في كل عام ، ويباشر وظيفته مع جميع الأنعام حتى عزل عنها في موسم سنة ثلاثة عشر وتسعمائة بقانصوه القيم الجاركسي ، ونوبه في موسمه بالقاهرة.

١٧١٩ ـ شاهين المنصوري : شيخ الخدام الكرام بالحرم النبوي ، ويلقب بفارس الدين ، سمع على ابن الجزري الشفاء وثم في ربيع الآخر سنة ثلاث وعشرين وثمانمائة بالروضة ، بل قرأه بنفسه تاما أيضا على طاهر بن جلال الخجندي الحنفي ، ورأيت فيمن سمع على الزين المراغي سنة خمس عشرة شاهين المنصوري ، ووصفه بشيخ الخدام والظاهر أنه هذا.

١٧٢٠ ـ شبث (أو شبيب وهو الصحيح) بن ربعي بن حصين التميمي اليربوعي ابن حنظلة الكوفي : تابعي ، أحد الأشراف ، يروي عن علي وحذيفة ، وعنه : أنس بن مالك ومحمد بن كعب القرظي وسليمان التيمي ، وكان من كبار الحرورية بل هو أول من حرر الحرورية ، وأول من أعان على قتل عثمان ، وكذا على قتل الحسين بن علي. قام رجل من مراد لما قتل علي. فقال : «هذا الرجل الذي قتل أمير المؤمنين ينبغي أن يقتل هو» وسبه وأهل بيته ، فأخبروه أنه من مراد فقال قدر الله تعالى : إن النفس بالنفس ، وكان ممن خرج على علي ثم أنه أناب وتاب ورجع. قال حفص بن غياث سمعت الأعمش يقول : شهدت جنازة شبيب ، فأقاموا العبيد على حدة والجواري على حدة والخيل على حدة والجمال على حدة ، وذكر الأصناف ، ورأيتهم ينوحون عليه يلتدمون. ذكر ابن سعد ، وكذا ابن حبان في الثقات ، وكذا العجلي ، وهو في التهذيب لتخريج أبي داود له. وفي ثالث الإصابة.

١٧٢١ ـ شبل الدولة : ثلاثة كل منهم اسمه كافور.

١٧٢٢ ـ شبل بن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب : الآتي أبوه وجده ، يروي عن أبيه عن جده ، قال ابن عدي : روى أحاديث مناكير ، ليست بمحفوظة. وذكره ابن حبان في الثقات وقال : روى عنه ابن أبي فديك نسخة مستقيمة ، حدثنا بها الفضل بن محمد العطار بانطاكية حدثنا أحمد بن الوليد بن برد عنه كنيته : أبو الفضل ، انتهى. وروى عنه أيضا : عبد العزيز بن عمران المدني ، وهو في الميزان.

١٧٢٣ ـ شبيب بن ربعي بن حصين : ذكر قريبا في شبث.

١٧٢٤ ـ شجاع : أبو العباس التوزري ، قال ابن صالح الشيخ الصالح هاجر إلى المدينة ترك أمواله وولده ، وهو فاضل ، يفيد هناك ، وانقطع بها. وذلك قبل الستين

٤٤٠