التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة - ج ١

شمس الدين السخاوي

التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة - ج ١

المؤلف:

شمس الدين السخاوي


الموضوع : رجال الحديث
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٧٥
الجزء ١ الجزء ٢

«أخبار المدينة» عن أبي غسان المدني ، قال : اتخذ رباح مولى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم دارا على زاوية الدار اليمانية ، ثم أخرج من طريق كريمة ابنة المقداد ، قالت : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يا رباح ، ادن منزلك إلى هذا المنزل ، فإني أخاف عليك السبع» ذكره في الإصابة.

١٢٣٤ ـ ربيح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري : المدني أخو سعيد ، يروي عن أبيه عن جده أبي سعيد الخدري. وعنه : إسحاق بن محمد الأنصاري ، وفليح بن سليمان وكثير بن زيد ، والدراوردي. نقل الترمذي في العلل الكبير عن البخاري أنه قال : منكر الحديث. وقال أبو زرعة : شيخ. وقال ابن عدي : أرجو أنه لا بأس به. وقال أحمد : ليس بمعروف. ووثقه ابن حبان ، وذكر ابن سعد في الطبقات أن اسمه سعيد ، وربيح لقبه ، وهو في التهذيب.

١٢٣٥ ـ ربيعة بن أمية : هو يزيد بن أمية ، أبو سنان ـ يأتي.

١٢٣٦ ـ ربيعة بن أمية بن خلف الجمحي : ذكره مسلم في ثانية تابعي المدنيين.

١٢٣٧ ـ ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب : أبو أروى ، القرشي الهاشمي ، أخو أبي سفيان وله صحبة ، وهو من مسلمة الفتح ، وأمه عزة ابنة قيس الفهرية. روى عنه ابنه المطلب ، وله صحبة أيضا. مات بالمدينة وله دار بها في بني خويلد سنة ثلاث وعشرين في خلافة عمر ، بعد أخيه أبي سفيان بسنتين وكان أسن من العباس. وهو في التهذيب وأول الإصابة.

١٢٣٨ ـ ربيعة بن الحرث بن نوفل : ذكره البغوي في الصحابة. قال : سكن المدينة ، انتهى. وقد روى عبد الله بن الفضل عنه رفعه «إذا ركع أحدكم فليقل اللهم لك ركعت الحديث». ذكره أبو نعيم في ترجمة الذي قبله ، مع أن سياقه ربيعة بن الحرث بن نوفل ، فإن كان هو الذي بعده فإن لأبيه وجده صحبة ولأخيه عبد الله بن الحرث رؤية. قاله شيخنا في الإصابة.

١٢٣٩ ـ ربيعة بن روح : المدني ، في أول الإصابة.

١٢٤٠ ـ ربيعة بن سيف : مدني ، تابعي ، ثقة ، قاله العجلي في ثقاته.

١٢٤١ ـ ربيعة بن عباد : بالكسر والتخفيف على المعتمد ـ الديلي ، أو الدؤلي : الحجازي ، رأى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بسوق ذي المجاز ، وشهد اليرموك وذكره مسلم في الطبقة الأولى من المدنيين. روى عنه محمد بن المنكدر ، وهشام بن عروة ، وزيد بن أسلم. وأبو الزناد. وقال البخاري وغيره : له صحبة. قال خليفة وغيره : توفي بالمدينة في خلافة الوليد بن عبد الملك ، سنة خمس وتسعين. وهو في أول الإصابة. وقال الذهبي : لا شك في سماعه

٣٤١

من النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بمكة ، قبل الهجرة وإنما أسلم بعد ذلك ، ولم يرد نص : أنه رأى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو مسلم. انتهى. ولذا ذكره ابن حبان في الثانية وقال : شيخ من أهل المدينة ، وفي صحبته نظر وذكر في الطبقة الأولى ربيعة بن عباد الدؤلي من أهل الحجاز ، وقال : له صحبة ، ومن زعم أنه الأول فقد وهم ، انتهى. وقد جعل الهيثمي الثاني ابن عياد بالتحتانية فحرّف.

١٢٤٢ ـ ربيعة بن عبد الله بن الهدير بن عبد العزى : القرشي ، التيمي ، عم محمد بن المنكدر والآتي حفيده ربيعة بن عثمان. عداده في أهل المدينة ، وأمه سمية ابنه قيس بن الحرث بن نضلة بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب. تابعي ، بل قال العجلي : إنه من كبارهم ، يروي عن عمر بن الخطاب ، وطلحة بن عبيد الله. وعنه : ابنا أخيه محمد وأبو بكر ابنا المنكدر ، ومحمد بن إبراهيم التيمي ، وربيعة الرأي وابن أبي مليكة. مات سنة ثلاث وسبعين ، أو بعدها. وثقه العجلي قال : مدني من كبار التابعين ، وابن حبان ، بل قال في موضع آخر : له صحبة. وفي تاريخ البخاري عن أبي بكر بن أبي مليكة : أنه كان من خيار الناس. وقال الدارقطني تابعي كبير ، قليل المسند. ذكره جماعة ، كابن عبد البر في الصحابة ، على قاعدتهم فيمن أدرك ، وهو في ثاني الإصابة وكذا في التهذيب ، لتخريج البخاري وغيره له.

١٢٤٣ ـ ربيعة بن عبد الرحمن بن الهدير : ذكره مسلم في ثانية تابعي المدنيين ، وهو

١٢٤٤ ـ ربيعة أبي عبد الرحمن فروخ ، أبو عثمان أو عمرو ، أو أبو عبد الرحمن ، التيمي : تيم قريش مولى آل المنكدر ، مفتي أهل المدينة وشيخهم ، ويقال له ربيعة الرأي ، ذكره مسلم في رابعة تابعي المدنيين ، وهو من الثقات. يروي عن أنس بن مالك ، والسائب بن يزيد ، وحنظلة بن قيس الزرقي ، وسعيد بن المسيب والقاسم بن محمد وطائفة. وعنه : الأوزاعي ، والثوري ، ومالك ، وسليمان بن بلال ، واسماعيل بن جعفر ، وفليح بن سليمان ، والدراوردي ، وابن عيينة ، وأبو بكر بن عياش ، وشعبة ، وعمر بن الحرث ، وأبو ضمرة ، وآخرون. قال مصعب بن عبد الله : كان صاحب الفتيا بالمدينة ، يجلس إليه وجوه الناس ويحضر مجلسه أربعون معمما ، وعليه تفقه مالك بن أنس. قال الخطيب : كان حافظا للفقه والحديث ، أقدمه السفاح الأنبار ليوليه القضاء ، فمات في مدينة السفاح وذلك سنة ست وثلاثين ومائة. وفي المجالسة للدينوري : أن فرّوخا ، والده خرج في البعوث إلى خراسان أيام بني أمية غازيا وابنه حمل ، وترك عند الزوجة ثلاثين ألف دينار ، ثم قدم المدينة بعد سبع وعشرين سنة ، فنزل عن فرسه ، ثم دفع الباب برمحه ، فخرج ابنه فقال : «يا عدو الله ، أتهجم على منزلي؟» وقال هو له : «يا عدو الله ، أنت

٣٤٢

رجل دخلت على حرمتي» ، فتواثبا واجتمع الجيران ، وجعل ربيعة يقول : والله لا فارقتك إلى السلطان ، وجعل فروخ يقول كذلك وكثر الضجيج ، فلما أبصروا بمالك ، سكت الناس كلهم ، فقال مالك : أيها الشيخ ، لك سعة في غير هذه الدار. فقال : «إنها داري ، وأنا فروخ مولى بني فلان» ، فسمعت امرأته كلامه ، فخرجت وقالت : «هذا زوجي» ، وقالت له : هذا ابنك الذي خلفتني حاملا به» ، فتعانقا جميعا وبكيا ، ودخل فروخ المنزل ، وقال : «هذا ابني»؟ قالت : «نعم». قال : «فاخرجي المال ، وهذه أربعة آلاف دينار معي» ، قالت : «إني قد دفنته وسأخرجه» ، وخرج ربيعة إلى المسجد فجلس في حلقته ، وأتاه مالك والحسن بن زيد ، وابن أبي علي اللهبي ، والأشراف ، فأحدقوا به فقالت امرأة فروخ : «اخرج فصل في المسجد» ، فخرج فنظر إلى حلقة وافرة ، فأتى إليها فوقف ، ففرجوا له قليلا ، ونكس ربيعة رأسه يوهم أنه لم يره ، وعليه طويلة ، فشك فيه أبو عبد الرحمن ، فسأل «من هذا؟» فقالوا : ربيعة ، فرجع إلى منزله وقال لأمه : «لقد رأيت ولدك في حالة ما رأيت أحدا من أهل العلم والفقه عليها» ، قالت : «فأيما أحب إليك ، المال الذي تركته أو ما رأيته؟» قال : «لا ، والله إلا هذا» ، قالت : «فإني قد أنفقت المال كله عليه» ، قال «فوالله ما ضيعتيه» ، انتهى. وهي حكاية عجيبة ، لكن توقف الذهبي فيها وكذبها لوجوه منها ، أن ربيعة لم يكن له حلقة وهو ابن سبع وعشرين سنة ، بل كان في ذلك الوقت شيوخ المدينة مثل القاسم وسالم وسليمان بن يسار وغيرهم من الفقهاء السبعة. ومنها ، أنه كان مالك حين بلوغ ربيعة هذا السن فطيما ، أو لم يولد بعد. ومنها أن الطويلة لم تكن خرجت للناس وإنما أخرجها المنصور ، فما أظن ربيعة لبسها ، وإن كان لبسها فيكون في آخر عمره ، وهو ابن سبعين سنة ، لا وهو شاب. ومنها : أنه كان يكفيه في المدة المذكورة ألف دينار لا أكثر. وقال عبد الرحمن بن زيد فيما سمعه ابن وهب منه إنه مكث دهرا طويلا عابدا يصلي بالليل والنهار ، ثم نزع عن ذلك وجالس العلماء كالقاسم ، فنطق بلب وعقل ، فكان القاسم إذا سئل عن شيء ، قال : سلوه ، وصار إلى فقه وفضل وعفاف. وما كان بالمدينة أسخى منه ، قال ابن وهب إنه أنفق على إخوانه أربعين ألف دينار ثم جعل يسأل إخوانه في إخوانه. وعن غيره : أنه كان يقول : المروءة ست خصال ، ثلاثة في الحضر تلاوة القرآن ، وعمارة المساجد ، واتخاذ الإخوان في الله. وثلاثة في السفر بذل الزاد ، وحسن الخلق والمزح في غير معصية ، ومن ذلك : قدم الزهري المدينة فأخذ بيده ، ودخلا المنزل فما خرجا إلى العصر ، وقال الزهري في خروجه : ما ظننت أن بالمدينة مثله. وكذا قال الآخر إلى غير هذا من الثناء عليه ، وهو ممن أجمع على توثيقه ، وكان يقول : مثل الذي يعجل بالفتيا قبل أن يتثبت كمثل الذي يأخذ شيئا من الأرض لا يدري ما هو. قال الأويسي عن مالك ، كان

٣٤٣

ربيعة يقول للزهري : إن حالي ليست تشبه حالك ، قال : وكيف ، قال : أنا أقول برأيي ، من شاء أخذه ومن شاء تركه ، وأنت تحدث عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فيحفظ. وعن مالك قال : ذهبت حلاوة الفقه منذ مات. وعن أنس بن عياض أن ربيعة وقف على قوم يتذاكرون القدر ، فقال ما معناه : لئن كنتم صادقين فلما في أيديكم أعظم مما في يدي ربكم ، إن كان الخير والشر بأيديكم. قال ووقف غيلان عليه ، فقال أنت الذي تزعم أن الله يحب أن يعصى؟ فقال : ويلك يا غيلان ، أفأنت الذي تزعم أن الله يعصى قسرا؟ وقيل لربيعة (الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى) كيف استوى؟. فقال : الاستواء منه غير معقول ، وعليك السلام ، هكذا في الثقات للعجلي. ويقال إنه قال الاستواء غير مجهول ، والكيف غير معقول ، ومن الله الرسالة ، وعلى الرسول البلاغ وعلينا التصديق ، ومثله مشهور عن صاحبه مالك بن أنس وغيره. وصح عن ربيعة أنه قال : العلم وسيلة إلى كل فضيلة. وعن مالك قال : قدم ربيعة على أمير المؤمنين ، فامتنع عن قبول جائزته. وترجمته تحتمل كراريس ، فلتقتصر على ما أثبتناه.

١٢٤٥ ـ ربيعة بن عثمان بن ربيعة بن عبد الله بن الهدير : أبو عثمان القرشي ، التيمي ، المدني ، الماضي جده قريبا ، وأمه أم يحيى ابنة المنكدر بن عبد الله بن الهدير. يروي عن نافع مولى ابن عمر ، وسعد بن إبراهيم ، وابن المنكدر ، ومحمد بن يحيى بن حبان ، وعنه : ابن عجلان ، وابن المبارك ، ووكيع ، وجعفر بن عون ، وابن أبي فديك ، والواقدي وقال : ثقة ، قليل الحديث ، وكان فيه عسر ، وغيرهم. قال أبو حاتم : منكر الحديث يكتب حديثه ، وقال ليس به بأس. وقال ابن نمير : ثقة. وقال الحاكم : من ثقات أهل المدينة ، ممن يجمع حديثه. وخرج له مسلم ، وذكر في التهذيب. مات سنة أربع وخمسين ومائة ، عن سبع وسبعين سنة.

١٢٤٦ ـ ربيعة بن عطاء الأزهري : مولاهم ، المدني ، ويقال إنه ربيعة بن عطاء بن يعقوب مولى ابن سباع. قاله ابن حبان في الثقات روى عن القاسم بن محمد. وعنه : بكير بن الأشج. قال أبو داود : حدث عنه العمري الصغير ، معروف. وقال النسائي : ثقة. وقال ابن حبان في الثقات : روى عن عروة بن محمد ، وعنه يحيى بن سعيد الأنصاري وقال البخاري في التاريخ الكبير وتبعه أبو حاتم الرازي في كونه مولى ابن سباع. وهو في التهذيب.

١٢٤٧ ـ ربيعة بن الفضل بن حبيب بن زيد بن تميم : من بني معاوية بن عوف ، ذكره ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة فيمن شهد أحدا وقتل بها ، أخرجه الطبراني وغيره ، وقاله شيخنا في الإصابة.

١٢٤٨ ـ ربيعة بن كعب بن مالك بن يعمر ، أبو فراس : الأسلمي ، المدني ، صحابي ، عداده فيما قاله ابن حبان في أهل الحجاز ، ذكره مسلم في المدنيين ، وكان في

٣٤٤

الصفة ، خدم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ونزل بعد موته صلى‌الله‌عليه‌وسلم على بريد المدينة. وله أحاديث وهو الذي سأل النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم مرافقته في الجنة ، فقال : «فأعني على نفسك بكثرة السجود». وروى عنه أبو سلمة بن عبد الرحمن ، ونعيم المجمر ، ومحمد بن عمرو بن عطاء وأبو عمر الجوني ، وحديثه عند مسلم وغيره. وذكر في التهذيب ، وأول الإصابة. توفي أيام الحرة ، وقال بعضهم : بعدها سنة ثلاث وستين.

١٢٤٩ ـ الربيع بن سبرة بن معبد الجهني : المدني ، يروي عن أبيه وله صحبة ، وعن أنس ، وعن عمر بن عبد العزيز. وعنه ابناه عبد العزيز وعبد الملك ، وعمارة بن غزية ، وعمر بن عبد العزيز ومات قبله ، وعبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز ، وعمرو بن الحرث ، والليث ، وابن لهيعة ، وخلق ، منهم من أقرانه الزهري ، ويزيد بن أبي حبيب. وكان من علماء التابعين ، وثقه العجلي والنسائي وابن حبان. وخرج له مسلم وغيره ، وهو في التهذيب.

١٢٥٠ ـ ربيع بن عبد الله بن محمود بن هبة الله : أبو الفضل المرديني الحنفي ، منشىء الرباط الشهير بمكة بأجياد منها عن الملك الأفضل علي بن يوسف بن أيوب الأيوبي سنة أربع وخمسين وخمسمائة ، وأحد الأولياء المعروفين بالكرامات الظاهرة. سمع من الحافظ أبي محمد القاسم بن علي بن عساكر. روى عنه ، وعن ابن أبي الصيف اليمني المكي. روى عنه أبو الفضل محمد بن هبة الله بن أحمد بن قرناص ، وأبو غانم محمد بن هبة الله بن أبي جرازة ، وغيرهما. وجال في البلاد. فدخل بغداد ، والموصل والكوفة ، واسكندرية ، ودمشق ، وحلب وجاور بالحرمين كثيرا. وأقام بالمدينة مدة اثنتي عشرة سنة يعمل بالفاعل ، ويسقي بالقربة وما حصل بالنهار يعمل به جفنة للفقراء. ولا يدخر لغدائه من عشائه ، ولا لعشائه من غدائه ، ولا يفطر في كل شهر غير يوم أو يومين ، ويؤثر أصحابه على نفسه ، ولا يأكل من مال السلطان ولا جنده ، ولا من يتولى وقفا. وكان أميا لا يعرف الخط ، ويقرأ القرآن في المصحف. فمات ببيت المقدس ، وكان توجه إليه من مكة حين وصوله إليه في أواخر صفر وأوائل ربيع سنة اثنتين وستمائة. وأوصى أن يجهزه بعض من كان غائبا بدمشق فتعجب الناس. فما كان بأسرع من وصوله قبيل موته ، ودفن بمقبرة ماملا ، وقبره ظاهر يزار. روى عنه يوسف بن أبي طاهر بن علي الجزري الكردي ما سمعه ينشده في مسيرهما من مكة إلى المدينة مع كونه كان لا يرى إنشاد الشعر ، وينكر على من يسمعه ينشد ، قال : ولم أسمعه ينشد غيرها.

ليالي وأيام تمر خواليا

من الوصل ، وما فيها لقاء ولا وعد

إذا قلت : هذي مدة قد تصرمت

أتت مدة أخرى تطول وتمتد

١٢٥١ ـ الربيع بن مالك بن عامر : أبو مالك الأصبحي ، عم مالك بن أنس حليف بني تميم ، يروي عن المدنيين. وعنه : أهلها ، وكان قليل الحديث. مات سنة ستين

٣٤٥

ومائة. وكان أكبر بني أبيه أنس والد مالك ، ثم أويس جد إسماعيل بن أبي أويس ، ثم سهيل نافع ، ثم هنا ، قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته.

١٢٥٢ ـ الربيع مولى أمير المؤمنين : له دار كانت قبله لنافع بن عتبة بن أبي وقاص.

١٢٥٣ ـ رجاء بن الحارث بن الأخنس : من أهل المدينة ، يروي المراسيل ، قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته.

١٢٥٤ ـ الرجال : أبو اليمان في الكنى.

١٢٥٥ ـ ردّاد الليثي : ذكره مسلم في ثانية تابعي المدنيين ، ويأتي في أبو الرداد ، وهو في التهذيب هنا.

١٢٥٦ ـ رزيق بن سعيد بن عبد الرحمن المدني : ويقال رزق ، يروي عن أبي حازم بن دينار. وعنه : موسى بن يعقوب الزمعي. في التهذيب.

١٢٥٧ ـ رزين بن معاوية بن عمار : أبو الحسن العبدي ، الأندلسي السرقسطي ، ثم المكي ، إمام المالكية بها وممن جاور بالمدينة. له كتابان أحدهما في أخبارها ، والآخر في أخبار مكة. سمع بمكة من أبي مكتوم بن أبي ذر «صحيح البخاري» ، ومن الحسين بن علي «صحيح مسلم» ، وحدث. روى عنه قاضي مكة أبو المظفر الشيباني. والحافظان أبو موسى المديني ، وأبو القاسم بن عساكر. وأجاز للحافظ السلفي ، وذكره في كتابه الوجيز ، فقال : شيخ عال الكتب ، نازل الإسناد ، وقال : وله تآليف منها كتاب جمع فيه ما في الصحاح الخمسة والموطأ ، ومنها كتاب في أخبار مكة ، وذكر لي أبو محمد عبد الله بن أبي البركات الصقلي الطرابلسي أنه توفي في الحرم سنة خمس وعشرين وخمسمائة بمكة ، وأنه من جملة من كتب عنه بالإسكندرية ، انتهى. وكتابه لمكة تلخيص من الأزرقي ، وكذا له أخبار المدينة أيضا ، وفي كتابه المسمى بالصحيح أحاديث ليست في أصوله ، بل ولا تعلم إلا من كتابه ، وتصانيفه عندنا بعلو من طريق السلفي عنه.

١٢٥٨ ـ رسام : ذكره ابن صالح فيمن كان حيا وقت ذكره له من الوحاوحة ، وقال إنه مطوّع صالح.

١٢٥٩ ـ رشدين بن كريب بن أبي مسلم : أبو كريب الهاشمي ، مولاهم ، المدني أخو محمد ، روى عبد الله بن عمر ، وروى عن أبيه ، وعلي بن عبد الله بن عباس. ويروي عنه : عيسى بن يونس ، والمحاربي ، ومروان بن معاوية ، ومحمد بن فضيل ، وابراهيم بن أبي يحيى ، وغيرهم. قال الإمام أحمد : كل منه وأخيه عندي منكر الحديث. وعن ابن معين : ليس هما بشيء. وقال الدارمي : لهما مناكير ، ورشدين أرجحهما ، يعني أخفهما

٣٤٦

ضعفا. ونقل الترمذي عن البخاري ترجيح محمد على رشدين ، وقال : القول عندي ما قاله الدارمي وضعفه غير واحد. وقال البخاري : منكر الحديث. وقال ابن حبان : كثير المناكير. يروي عن أبيه أشياء ليست تشبه حديث الاثبات ، والغالب عليه الوهم والخطأ حتى خرج عن حد الاحتجاج به. وقال ابن عدي : أحاديثه مقاربة ولم أر فيها منكرا جدا ، ومع ضعفه يكتب حديثه.

١٢٦٠ ـ رشيد بن عبد الله : الحاج رشيد الدين ، الفهدي البهائي ، أحد الفراشين بالحرم النبوي. ويعرف هكذا. سمع على الغرابي عمر بن جماعة جزءا ، قرأه عليه الشرف أبو الفتح المراغي في سنة اثنتي عشرة وثمانمائة بمبرك الناقة النبوية من دار أبي أيوب الأنصاري. المعروفة بالمدرسة الشهابية ووصفه بالشيخ الصالح الخير.

١٢٦١ ـ رشيد بن عبد الله الحبشي : فتى الزين المراغي ، ممن سمع عليه في سنة تسع وسبعين وسبعمائة.

١٢٦٢ ـ رشيد السعدي : أحد الخدام ، كتب في شهادة سنة إحدى وثمانين وسبعمائة.

١٢٦٣ ـ رشيد بن عبد الله : شهاب الدين السعيدي ، أحد الخدام بالمسجد النبوي ، كان فقيها متدينا متعبدا يصحب العلماء ويأخذ منهم ويشتري كتب العلم ويوقفها عليهم ، وله خزانة جيدة كان فيها كتب غريبة ، أعرفها في دار الزيات. وله رباط ودور وقفها بعد أن تعب في عمارتها وإنشائها ، بحيث كان له من اسمه نصيب وافر. قاله ابن فرحون ، ومات بعد العشرين وسبعمائة. وذكره المجد ، فقال : تميز من بين الخدام باشتغاله حتى نفقه ، وتفطن للنظر في الكتب العلمية وتنبه مع دوام التعبد والقيام والتهجد. وكان مولعا بشراء الكتب المليحة ، وكان له حزانة بدار الزيات تحتوي جملة من الكتب العربية الصحيحة ، وله بالمدينة رباط ودور موقوفة ، جهلت أماكنها بعد أن كانت معروفة. عاش حميدا ومات سعيدا ، وكان كاسمه رشيدا ، مات بعد العشر والسبعمائة.

١٢٦٤ ـ رشيد : شهاب الدين العزيزي ، من عتقاء شيخ الخدام ، عزيز الدولة ، ريحان العزيزي. سمع على الجمال المطري وكافور الخضري في سنة ثلاث عشرة وسبعمائة في «تاريخ المدينة» لابن النجار. ولرشيد هذا عتقاء كثيرون ، وهو خشداش ياقوت. ذكره : ابن صالح.

١٢٦٥ ـ رشيد الدورخاتي : شمس الدين ، أحد خدام المسجد النبوي ، كان فيه من مكارم الأخلاق ومحبة الإخوان والشفقة على الطلبة ما لا يزيد عليه ، مع السذاجة وعدم الحذق في الدنيا. مات سنة ثلاث وأربعين وسبعمائة. وذكره المجد ، فقال : كان من

٣٤٧

الخدام المذكورين بمكارم الأخلاق ومحاسن الآداب ، محبا للصالحين ، مكبا على خدمة العلماء العاملين ، كثير الإحسان إلى المعارف والأجانب من السذاجة السودانية على جانب ترجمه بعض المشايخ ، فقال : كان بيته بيت الملوك ، لا يعرف الغش والنفاق ، وأحب ما إليه الإنفاق ، والإحسان إلى الناس والإشفاق ، فرأس بين الأقران وفاق.

١٢٦٦ ـ رشيد البهائي الحر : أحد الفراشين ، ويعرف بعبد رسلان. ممن سمع على الزين العراقي سنة تسع وثمانين جزء قص الشارب وتصنيفه.

١٢٦٧ ـ رضوان المغربي : هاجر إلى المدينة ومعه زوجته فأقام يعلم الأبناء القرآن ، مع سلامة القدر والقناعة والاشتغال بعبادة ربه ، لا يشتغل بأحد ولا يؤذيه. وطالت مدته بالمدينة. ذكره ابن صالح.

١٢٦٨ ـ رفاعة بن رافع بن خديج : أبو خديج الأنصاري ، الحارثي ، المدني. يروي عن أبيه رفاعة بن خديج ، ويروي عنه ابنه عبابة والياس ، وقيل عن عباية عن جده وهو المحفوظ. مات في ولاية الوليد بن عبد الملك ، قاله ابن حبان في ثانية ثقاته ، وهو في التهذيب.

١٢٦٩ ـ رفاعة بن رافع بن مالك بن العجلان بن عمرو بن عامر بن زريق : أبو معاذ الأنصاري ، الزرقي ، أخو مالك ، وخلاد ، ويقال له ابن عفراء ، صحابي شهد هو وأخوه خلاد بدرا ، وكان أبوهما من نقباء الأنصار. ولرفاعة أحاديث منها في البخاري ، وغيره. روى عنه : ابناه «عبيد ، ومعاذ» وابن أخيه يحيى بن خلاد ، وغيرهم. وله عقب كثير بالمدينة وبغداد. مات في حدود سنة أربعين. وقال ابن قانع : سنة إحدى أو اثنتين وأربعين. وقال ابن سعد : في أول خلافة معاوية. وهو في التهذيب.

١٢٧٠ ـ رفاعة بن رافع الزرقي الأنصاري : تابعي ، من أهل المدينة. يروي عن أنس بن مالك. ويروي عنه : عبد الله بن عمر ، والياس. قاله ابن حبان في الثانية ، والذي قبله في الأولى.

١٢٧١ ـ رفاعة بن سموأل القرظي : صحابي ، وهو خال صفية بنت حيي بن أخطب أم المؤمنين ، له ذكر في رفاعة القرظي قريبا ، بل له ذكر في الصحيح من حديث عائشة ، قالت : «جاءت امرأة رفاعة إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقالت يا رسول الله ، إن رفاعة طلقني فبت طلاقي ـ الحديث». وهو عند مالك عن المسور بن رفاعة بن سموأل «أن رفاعة طلق امرأته تميمة ابنة وهب ـ فذكر الحديث» وهو مرسل عند جمهور رواة الموطأ ، ووصله ابن وهب ، وابراهيم بن طهمان ، وأبو علي الحنفي ، ثلاثتهم عن مالك فقالوا فيه : عن

٣٤٨

الزبير بن عبد الرحمن بن الزبير عن أبيه ، والزبير الأعلى بفتح الزاي والأدنى بالتصغير. وروى ابن شاهين من طريق تفسير مقاتل بن حيان ، في قوله تعالى : (فَإِنْ طَلَّقَها فَلا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ) أنها نزلت في عائشة ابنة عبد الرحمن بن عتيك ، وهو ابن عمها. فطلقها طلاقا بائنا ، فتزوجت بعده عبد الرحمن بن الزبير ، فذكر القصة مطولة. قال أبو موسى : الظاهر أن القصة واحدة. قال شيخنا : بل ظاهر السياقين أنهما قصتان ، لكن المشكل اتحاد اسم الزوج الثاني عبد الرحمن بن الزبير ، وأما المرأة ففي اسمها اختلاف كثير كما سيأتي في زوجة رفاعة من مبهمات النساء.

١٢٧٢ ـ رفاعة بن عبد المنذر : ذكره مسلم في المدنيين ، وهو أبو لبابة الأنصاري من بني عمرو بن عوف ، وهو بدري ، وقيل اسمه بشير. عده بعضهم في أهل الصفة نقلا عن الحاكم ، قال في الروضة الفردوسية : إنه استشهد بأحد ، وسيأتي في الكنى.

١٢٧٣ ـ رفاعة بن عرابة ويقال ابن عرادة ، الجهني : المدني ، ذكره مسلم في الطبقة الأولى من المدنيين وقال ابن حبان : من أهل الحجاز. وقد ينسب إلى جده وهو في التهذيب وأول الإصابة. وقال الترمذي عرادة وهم. وقال ابن حبان : إنه جده ، فمن قال : «ابن عرادة نسبه إلى جده». وذكر مسلم : أن عطاء بن يسار تفرد بالرواية عنه. وحديثه عند النسائي بسند صحيح ، وحكى ابن أبي حاتم ثم ابن منده : أنه يكنى أبا حزامة. قال شيخنا : ويظهر أنه وهم ، والمكنى بها غيره.

١٢٧٤ ـ رفاعة بن عمر بن زيد بن عمرو بن ثعلبة بن مالك بن سالم : أبو الوليد الخزرجي ، الأنصاري السالمي ، بدري ، قال في الروضة الفردوسية : استشهد بأحد. وسمى بعضهم جده قيس بن ثعلبة.

١٢٧٥ ـ رفاعة بن عمرو بن نوفل بن عبد الله بن سنان الأنصاري : ذكره مسلم بن عقبة فيمن شهد بدرا واستشهد بأحد ، وعند ابن اسحاق في شهداء أحد : رفاعة بن عمرو من بني الحبلى. قاله شيخنا في الإصابة.

١٢٧٦ ـ رفاعة بن قرظة : يأتي قريبا في رفاعة القرظي.

١٢٧٧ ـ رفاعة بن هرير بن عبد الرحمن بن رافع بن خديج : الأنصاري ، الحارثي ، من أهل المدينة. وهو أخو عبد الرحمن ، يروي عن أبيه. روى عنه : ابن أبي فديك. قال البخاري : فيه نظر. وذكره ابن حبان والعقيلي في الضعفاء ، وهو في الميزان.

١٢٧٨ ـ رفاعة بن وقش : أخو ثابت وعم سلمة ، وعمرو بن ثابت. قتلوا جميعا بأحد شهداء ، وقاتلهم هو خالد بن الوليد قبل إسلامه. ذكره شيخنا في الإصابة.

٣٤٩

١٢٧٩ ـ رفاعة بن يحيى بن عبد الله بن رفاعة بن رافع : الأنصاري الزرقي ، المدني ، إمام مسجد بني زريق. روى عن عم أبيه معاذ بن رفاعة. وروى عنه : سعيد بن عبد الجبار ، وقتيبة بن سعيد ، وعبد العزيز بن أبي ثابت وبشر بن عمر الزهراني. خرج له أصحاب السنن ، وحسن له الترمذي ، بل صحح حديثه. وذكره ابن حبان في ثالثة ثقاته ، وقال من أهل البصرة.

١٢٨٠ ـ رفاعة القرظي : صحابي ، ذكره مسلم في الأولى من المدنيين ، وفي الإصابة : رفاعة بن قرظة القرظي قال أبو حاتم له رؤية. وروى البارودي ، والطبراني من طريق عمرو بن دينار عن يحيى بن جعدة : أن رفاعة القرظي وفي رواية الحضرمي قال : نزلت الآية في عشرة أنا أحدهم (وَلَقَدْ وَصَّلْنا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) الحديث ، وهو عند البغوي. لكن وقع عنده في رفاعة الجهني ، وقال لا أعلم له غير هذا الحديث. وقيل : هو رفاعة بن سموأل وبه جزم ابن منده ، ولكن قال البارودي وابن السكن إنه كان من سبي قريظة ، وإنه كان هو وعطية صبيين. قال شيخنا في الإصابة : وعلى هذا فهو غير ابن سموأل ، والله أعلم.

١٢٨١ ـ ركاب ـ ككتاب ـ : أحد شرفاء المدينة ، ورفضتهم ، وقريب برغوت الماضي. تجرأ وغيرهما على الحجرة النبوية وسرقوا من قناديلها جملة ، فشنق في شعبان سنة إحدى وستين وثمانمائة غير مأسوف عليه.

١٢٨٢ ـ ركانة بن عبد العزيز بن هاشم بن عبد المطلب بن عبد مناف بن قصي بن كلاب : القرشي ، المطلبي ، صحابي ، من مسلمة الفتح له أحاديث وهو الذي صارع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فصرعه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم مرتين أو ثلاثا بحيث كان سبب إسلامه. نزل المدينة وتوفي بها ، في أول خلافة معاوية. وقيل في سنة اثنتين وأربعين ، وقيل سنة إحدى ، وقيل في خلافة عمر بن الخطاب وقال أبو نعيم : سكن المدينة ، وبقي إلى خلافة عثمان. ويقال : إنه لا نظير له في الأسماء. روى عنه ابنه يزيد ، وحفيده علي بن يزيد ، ونافع بن عجير. وكان أشد الناس بحيث يضرب به المثل ، فيقال للشيء إذا كان ثقيلا : أثقل من محمد بن ركانة ، وأخو طلحة. وهو في التهذيب ، والإصابة ، والفاسي.

١٢٨٣ ـ روح بن زنباع : استخلفه مسلم بن عقبة القائم بكائنة الحرة ، لما فرغ من محنته ، وسار لمكة في سنة أربع وستين.

١٢٨٤ ـ رويشد بن علاج الثقفي : الطائفي ، ثم المدني ، له إدراك وله قصة مع عمر بسبب بيعه الشراب. قال ابن أبي ذؤيب : روى سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه «أن عمر أمر بإحراق بيت رويشد ، كان يبيع فيه الشراب فنهاه عمر فلم

٣٥٠

ينته ، قال ابراهيم : فلقد رأيت بيته يلتهب نارا ، كأنه جمرة». وذكره ابن الحذاء في رجال الموطأ عن مالك. وعن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب «أن طليحة الأسدية كانت تحت رويشد الثقفي فطلقها فنكحت في عدتها ، فضربها عمر بالدرة وضرب الذي تزوجها ، وفرق بينهما» وهو في الموطأ. وذكره عمر بن شبة في أخبار المدينة. وإنه اتخذ دارا بالمدينة في جملة من اختلط بها من بني عدي.

١٢٨٥ ـ رويفع بن ثابت بن السكن بن عدي بن حارثة : الأنصاري المدني ، صحابي ، سكن مصر ، وأمره معاوية على طرابلس سنة ست وأربعين فغزا أفريقية. روى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم. وروى عنه : بشر بن عبيد الله الحضرمي ، وشييم بن بيتان ، وحنش الصنعاني ، وأبو الخير مرثد ، وغيرهم. قال أحمد بن البرقي : مات ببرقة وهو أميرا عليها ، وقد رأيت قبره بها. وكذا قال ابن يونس في وفاته ، وعينها سنة ست وخمسين ، وهو أمير عليها لمسلمة بن مخلد. وهو في التهذيب.

١٢٨٦ ـ رويفع مولى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ذكره فيهم أبو أحمد العسكري ، وكذا الفضل الغلابي عن مصعب الزبيري وقال ابن أبي خيثمة : جاء ابن رويفع إلى عمرو بن عبد العزيز ، ففرض له ولا عقب له. حكاه ابن عساكر ، وقال : لا أعلم أحدا ذكره غيره. وقال ابن عبد البر : لا أعلم له رواية.

١٢٨٧ ـ ربحان عز الدين أو عزيز الدولة ، الطباخي : أحد خدمة المسجد النبوي ، كان حنفيا متفقها ملائما للعلماء ، محبا في الفضلاء ، مساعدا عند الشيوخ على تشديد المعضلات وترفيع الخصومات ، كثير الحج. مات سنة ست وأربعين وسبعمائة : وكان قد رحل إلى بلاده ، وحصل له من ملوكها عناية كبيرة ، وإحسان جزيل. وذكره المجد فقال : كان حنيفا متفقها ، كثير الاهتمام بالعلماء ، شديد الانتظام في سلك الفقهاء ، يقوم بأعباء المعضلات ، والقيام عند الشيوخ في حل المشكلات وإزالة الخصومات ، مرتضعا من أطباء الكرم أفاويق ، مولعا بتكرار الحج إلى بيت الله العتيق. وأثنى عليه ابن صالح.

١٢٨٨ ـ ربحان عتيق الجمال المطري : امتحن بالضرب من ثابت بن جماز ، ليدلهم على ما زعموا أنه مودع عند ابن سيده العفيف عبد الله المختار البغدادي الطواشي.

١٢٨٩ ـ ريحان : الزيني ، أحد الفراشين بالحرم النبوي. مات في يوم الاثنين منتصف ذي القعدة ، سنة إحدى وسبعين وسبعمائة. أرخه كذلك أبو حامد المطري ، ووصفه بالحاج.

١٢٩٠ ـ ريحان ، عزيز الدولة العزيزي : يأتي في العزيزي ، وفي عزيز الدولة.

١٢٩١ ـ ريحان عزيز الدولة : السراجي ، التكريتي ، فيمن سمع الشفا على خلف القنبوري وكتبه هو وعزيز الدولة ريحان الموصلي.

٣٥١

١٢٩٢ ـ ريحان الموصلي : أحد الخدّام كان ممن وكل بالمساجد التي تؤيد بالمسجد النبوي ليلا ونهارا فيزيلون منها سجادة من لم يكن لذلك أهلا. قاله ابن فرحون في مقدمة تاريخه وهو ممن عاصر ريحان هذا : قال ابن صالح إنه كان كريم النفس يخدم في الحرم. وامتدح بقصيدة أولها :

أحب من الخدّام ريحان وحده

لسبع خصال فيه مجتمعات

أديب كريم محسن متواضع

أمين مكين صاحب الحسنات

وفيمن سمع الشفا على خلف القنبوري سنة اثنين وسبعمائة عزيز الدولة وريحان الموصلي.

١٢٩٣ ـ ريحان النوبي : أحد من كان يخدم عبد الله البكري وعبد الله الجزولي حتى كانوا على أخلاقهما وطريقتهما وعدوا من الأعيان ذكره ابن فرحون.

١٢٩٤ ـ ريحان الهندي : أحد خدمة المسجد النبوي من الخدام الذين طالت إقامتهم في الخدمة الشريفة وله مآثر حسنة كرباطين حسنين عمّ النفع بهما ونخل جيد وسقاية للماء ودارين ، وكان كثير المعروف محبا للخير وأهله مؤثرا الباقي على الفاني. قاله ابن فرحون. وأرخ المجد وفاته بعد العشرين وسبعمائة ، وقال : كان ريحانة الجماعة ، وأطال الله في الخيرات باعه ، وكان ذا طريقة طريفة ، ومن الخدام الذين طالت إقامتهم في الخدمة الشريفة. وله مفاخر مذكورة ومآثر مشهورة ، لم يكن بنفائسة بخيلا ، ووقف على الفقراء رباطين ودورا ونخيلا ، وبنى سقاية للماء وحبس بره على الصلحاء والعلماء. وقال ابن صالح : إنه صاحب السقاية ، وغيرها. وخلف نخيلا موقوفة ، وكان طويلا جدا عالي الهمة في العمارة.

حرف الزاي المنقوطة

١٢٩٥ ـ الزبرقان بن عمرو بن أمية الضمري : أخو جعفر ، ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين. وهو ...

١٢٩٦ ـ الزبير بن أسيد : في ابن مالك بن ربيعة.

١٢٩٧ ـ الزبير بن بكار بن عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام : أبو عبد الله بن أبي بكر ، قاضي مكة ، المدني ، القرشي ، الأسدي ، الزبيري ، أخو هارون. يروي عن أبيه الماضي ، وعمه مصعب الآتي ، ومالك ، وإبراهيم بن الحارث ، واسماعيل بن أبي أويس ، وأبي ضمرة بن عياض ، وابن عيينة وآخرين. وروى عنه ابنه مصعب ، وابن أبي الدنيا ، وأبو حاتم الرازي ، وأبو القاسم البغوي ، وقال : كان عالما ، ثبتا ، ثقة ، وابن ناجية ، وابن صاعد والقاضي المحاملي ، وإبراهيم بن عبد الصمد

٣٥٢

الهاشمي ، وغيرهم. ووثقه الدارقطني ، والخطيب ، وقال : كان ثقة ، ثبتا ، عالما بالنسب عارفا بأخبار المتقدمين ، ومآثر الماضين. وله الكتاب المصنف في نسب قريش وأخبارها ، وولي قضاء مكة ، وورد بغداد وحدث بها ، وقال غيره نقلا عنه أتيت الفتح بن خاقان ليستأذن لي على المتوكل في الحج فوعدني ، فأنشدته :

ما أنت بالسبب الضعيف ، وإنما

نجح الأمور بقوة الأسباب

باليوم حاجتنا إليك. وإنما

يدعى الطبيب لساعة الأوصاب

فاستأذن لي علي المتوكل فودعته ، ثم خرجت وخرج الفتح ، فقال : جائزتك تلحقك وكتاب عهدك بالقضاء على مكة لاحق منه ، فلما صرت إلى منزلي إذا خادم معه ثلاثون ألف درهم ، فخرجت ، فلما وافيت مكة إذا رسول معه عهد لي ، فدخلتها واليا عليها. مات بمكة في ذي القعدة سنة ست وخمسين ومائتين عن أربع وثمانين ، وقع من فوق سطحه فمكث يومين لا يتكلم ومات. وذلك بعد الفراغ من قراءة النسب عليه بثلاثة أيام ، وصلى عليه ابنه مصعب. وأنشد ابن طاهر لنفسه فيه :

ما قال لا قط إلا في تشهده

ولا جرى لفظه إلا على «نعم»

بين الحواريّ ، والصديق نسبته

وقد جرى رسول الله في رحم

وهو في التهذيب ، والفاسي ، والجرح فيه مردود. وذكر الخطيب له في الرواة عن مالك : اعتمد فيه على رواية منقطعة. كما قاله شيخنا ، قال شيخنا : ولم يلحق الزبير السماع من مالك ، فإنه مات والزبير صغير فلعله رآه. وقد طالعت كتابه «في النسب» عن أقرانه ، ومن أطرفها : أنه أخرج في مناقب عثمان عن زهير بن حرب عن قتيبة عن الداروردي حديثا والداروردي في طبقة شيوخه.

١٢٩٨ ـ الزبير بن حبيب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام : الأسدي المدني ، أخو المغيرة الآتي. يروي عن هشام بن عروة وطبقته ، كنافع ، ومجد بن عباد بن جعفر ، وغيرهما وروى عنه معن بن عيسى. وهو ضعيف مقل ، كان منقطعا بقريبه بوادي الفرى ، له فضل وتعبد. وقد وفد على الرشيد فاحترمه وأعطاه أربعة آلاف دينار ، وكذا وفد مع أخيه على المهدي. وقد وثقه ابن حبان وذكره الذهبي في ميزانه.

١٢٩٩ ـ الزبير بن سعد بن عبد الله بن أحمد القفطي : مات هو وأخوه طلحة بالقاهرة في طاعون سنة سبع وثمانين.

١٣٠٠ ـ الزبير بن سعد بن سليمان بن سعيد بن نوفل بن الحرث بن عبد المطلب بن هاشم : أبو القاسم ويقال أبو هاشم الهاشمي ، من شيوخ المدينة وأمه حمادة ابنة عم أبيه يعقوب بن سعيد ، والحرث في أعلى نسبة هو عم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم. روى عن

٣٥٣

صفوان بن سليم وعبد الحميد بن سالم ، والقاسم بن محمد ، وعبد الرحمن بن القاسم ، وابن المنكدر ، وعبد الله بن علي بن يزيد بن ركانه ، واليسع بن المغيرة وغيرهم. وعنه : ابن المبارك ، وسعيد بن زكريا المدائني ، وأبو عاصم النبيل ، وجماعة ومنهم جرير بن حازم ، مع أنه أكبر منه ، وسكن المدائن. قال ابن معين : ليس بشيء ، وقال مرة : ضعيف. وكذا ضعفه النسائي. وذكره ابن حبان في الثقات ، والضعفاء معا ، وقال في ثانيتهما : إنه قليل الحديث ، منكر الرواية فيما يرويه. وكذا ذكره العقيلي في الضعفاء. وقال الدارقطني : يعتبر به. وقال أبو أحمد الحاكم : ليس بالقوي عندهم ، وهو ممن خرج له أبو داود ، وغيره. وذكر في التهذيب. مات في ولاية أبي جعفر. وقال الصريفيني : توفي سنة بضع وخمسين ومائة.

١٣٠١ ـ الزبير بن أبي صعصعة : أبو طلحة الأسواني ، نزل المدينة ، أخذ عنه أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن مرزوق.

١٣٠٢ ـ الزبير بن عباد بن حمزة بن الزبير بن العوام ، الأسدي : يروي عن المدنيين. ويروي عنه : ابنه يحيى. قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته.

١٣٠٣ ـ الزبير بن عبد الله بن أبي خالد الأموي : مولاهم ، مولى عثمان بن عفان وأبوه يقال له ابن رهيمة ، من أهل المدينة يروي عن القاسم بن محمد ، ونافع مولى ابن عمر ، وصفوان بن سليم ، وغيرهم. وروى عنه : أبو عامر العقدي ، وابن المبارك ، وحماد بن خالد ، وغيرهم. وهو الذي يروي عن جدته رهيمة خادم عثمان بن عفان. قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته.

١٣٠٤ ـ الزبير بن عبد الرحمن بن الزبير بن باطا القرنطي : المدني ، من أهلها ، يروي عن رفاعة بن سموأل وله صحبة وقيل عن أبيه عن رفاعة قال النسائي : والصواب مرسل. روى عنه مسور بن رفاعة القرظي. قاله ابن حبان في ثانية ثقاته. وهو في التهذيب ، ورابع الإصابة.

١٣٠٥ ـ الزبير بن عبد الرحمن بن عوف الزهري : المدني ، عن أبيه وعنه أهل المدينة. قتل يوم الحرة سنة ثلاث وستين. قاله ابن حبان في ثانية ثقاته.

١٣٠٦ ـ الزبير بن عثمان بن عبد الله بن سراقة بن مالك : القرشي ، العدوي ، السراقي ، المدني من بني كعب. يروي عن محمد بن عبد الله بن ثوبان. وعنه : موسى بن يعقوب الزمعي. قتل سنة إحدى أو اثنتي وثلاثين ومائة. قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته. وهو في التهذيب.

١٣٠٧ ـ الزبير بن عروة بن الزبير بن العوام : يأتي قريبا في ابن هشام بن عروة.

٣٥٤

وذكره الذهبي في ميزانه ، وقال : بيض له ابن أبي حاتم مجهول.

١٣٠٨ ـ الزبير بن علي بن سيد الكل بن أبي صفرة : ويقال سيد الكل ، بن أبي الحسن بن قاسم بن عمار. الشرف الأزدي المهلبي ، الأسواني الشافعي ، نزيل المدينة ، وأخو حسن الماضي ، ووالد عبد الله ومحمد ، وجد أبي الحسن علي بن محمد بن موسى المحلي لأمه. من بيت صلاح وخير علم. كان مثل أخيه في الصلاح والدين ، وسلامة الباطن كان إماما في القراءات. نفع الله به الناس فيها. وأسمع الحديث. قال ابن فرحون ، وقال : سمعنا عليه «الشفاء» و «دلائل النبوة» للبيهقي ، مع السراج الدمنهوري وغير ذلك ، وكان فقيها شافعيا من أعظم الناس ديانة وعفة مع كثرة عيال ، يصلي في الروضة بجانب المنبر ، ويعز عليه إذا رأى أحدا في موضعه ، لكثرة ملازمته له متصديا للإقراء وأصم في آخر عمره. وحكى لي من أثق به : أنه جاء كتاب من مكة إلى الشمس صواب المغيثي ، أن يعطي الزبير مائة درهم ، ولم يعلم بما فيه أحد ، فحصل عند الطوشي من المائة نصفها فأرسلها إليه مع الجمال المطري. وكان يفرح بخدمة الصالحين ، وإدخال المسرة عليهم. فلما أتاه بالخمسين قال له : «قد بقي مثل ذلك» ، وردها. فرجع إلى المغيثي وحكى له ما جرى. فقال له : «صدق الشيخ ، هي مائة». ولكن لم تتيسر لي ، وأحببت تعجيل ما تيسر لي لينتفع به حتى يحصل الباقي ، فرجع الجمال إليه وأعلمه ، فقال : «ألم أقل لك»؟ فقال له : «فمن أين علمت هذا» فقال : «رأيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في المنام» ، فشكوت له حالي وفاقتي ، فأعطاني مائة. فلما أعطيتني خمسين علمت أن الرؤيا حق فطلبت الباقي فلا تلمني. وذكر لي : أنه كان يوما على فاقة ، فرأى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأعطاه ستة عشر درهما. وقال له : «خذ هذه فأنفقها» ، والأمر أقرب من ذلك. قال : «فانتظرت ، فلم يأتني شي» ، فلما صليت الظهر صلّى إلى جنبي الشيخ أبو بكر الشيرازي ، فجعل تحت سجادتي شيئا ثم مضى ، وكان التعامل يومئذ بين الناس بالعلوية وهي قطيعات فضة مسكوكة باسم صاحب المدينة كل واحد صرفه سدس درهم ولم تكن يومئذ فلوس ، قال : فكشفت السجادة ، فوجدت علوية صرفها تلك العدة التي أعطانيها النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في المنام ، فحمدت الله وقلت : «الأمر أيسر من ذلك». فما فرغت حتى فتح الله بغيرها. وحكى عنه ابن صالح : أنه سمعه يقول كان والدنا لا يأتي أمنا إلا وهو على وضوء وبعد قراءة سورة الإخلاص ثلاثا. وحملت منها الثلاثة أعني حسنا ، وحسينا ، والزبير بعد ذلك ، رحمهم‌الله. ووصفه الأسنوي في ترجمة أخيه النجم حسين ، من طبقاته هو وأخوه حسن بالصلاح والعلم ، إن هذا قرأ بالسبع وسكن المدينة ، وإن حسنا مات بالمدينة قبل أخيهما حسين بنحو خمسة عشر سنة ، انتهى. وقد حدث الزبير هذا بالمدينة في سنة سبع وثلاثين وسبعمائة بالشفاء ، حمله عنه جماعة وممن أخذه عنه أبو عبد الله بن مرزوق ، وكذا سمع عليه عبد الله بن محمد بن أبي القاسم بن

٣٥٥

فرحون اليعمري. وذكره شيخنا في الدرر ، فقال : أبو عبد الله المقري ، شرف الدين. أخو حسين المتقدم ذكره ، ولد سنة ستين وستمائة ، وسمع قطعة من «المطر» لابن دريد على العز الحراني ، وسمع الشفاء من ابن تاميث في ذي الحجة سنة خمس وسبعين ، وسمع أيضا من الرشيد أبي بكر محمد وأبي الحسن ابني عبد الحق بن مكي بن الرماص ، وحدث. ذكره ابن رافع في معجمه وأورد عنه بالإجازة ، وقال : كان خيرا صالحا متصدرا للإقراء بجامع عمرو بمصر ، ثم انتقل إلى المدينة النبوية وحدث بها ، قلت وحدثنا عنه محمد بن علي السحولي بمكة بالسماع ، ومات في صفر سنة ثمان وأربعين وسبعمائة.

١٣٠٩ ـ الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزي بن قصي بن كلاب ، أبو عبد الله وأبو الطاهر : القرشي ، الأسدي ، وأمه صفية ابنة عبد المطلب عمة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ابن عمة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وصاحبه وحواريه وأحد العشرة الذين شهد لهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بالجنة ، وتوفي وهو عنهما راض. وأحد الستة أصحاب الشورى الذين جعل عمر الخلافة في أحدهم ، وسابع من في المدنيين لمسلم. أسلم بعد أبي بكر الصديق بيسير وهاجر إلى الحبشة والمدينة ، وكان ممن دخل المدينة قبل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ولم يتخلف عن غزوة غزاها النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم. وكان عليه يوم بدر عمامة صفراء ، وكان معتجرا بها فيقال : إنها كانت يومئذ سيما الملائكة ، وقال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ارم فداك أبي وأمي». وقال ابنه عبد الله : إنه لم يل إمارة قط ، ولا جباية ، ولا خراجا ، ولا شيئا. وقال : فيه حسان :

وإن امرءا كانت صفية أمه

ومن أسد في بيته لمرقل

له من رسول الله قربى قريبة

ومن نصرة الإسلام مجد مؤثل

وكم كربة ذب الزبير بسيفه

عن المصطفى والله يعطي ويجزل

وكان رضي‌الله‌عنه كثير أفعال الخير والرزق. أوصى إليه عثمان ، وعبد الرحمن بن عوف ، والمقداد بن الأسود ، وابن مسعود ، وعبد الله بن عمرو ، وأبو العاص بن الربيع ، فكان يحفظ على أولادهم مالهم ، وينفق عليهم من ماله ، ولما امتنع من قبول وصية مطيع بن الأسود قائلا له : «إن في قومك من ترضى» ، قال له مطيع : «إنك دخلت على عمر وأنا عنده ، فلما خرجت» قال : «نعم ولي تركة المرء المسلم» ، فقبل حينئذ. وكان له ألف مملوك يؤدون إليه الخراج ، فما يدخل بيته منها درهم بل يتصدق بذلك كله ، وبارك الله في تجارته ، بل بارك في تركته حتى قامت بدينه ، وفضل منها فضل كبير لورثته ، والقصة بذلك مشهورة. ولم يدع دينارا ولا درهما إلا أربعين سهما بالغابة ، وإحدى عشر دارا بالمدينة ودارين بالبصرة ، ودارا بالكوفة ، وأخرى بمصر. وشهد يوم الجمل ، ثم انفصل عن المعركة بعد قليل إلى موضع يعرف بوادي السباع قريبا من البصرة ، فقتل به يوم الخميس لعشر خلون من جمادي الأولى سنة ست وثلاثين ، وفي هذا اليوم كانت الواقعة ، وكان سبب

٣٥٦

انفصاله عن المعركة : أن عليا ناداه وقد قاتل ساعة وانفرد به فذكره أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال له : وقد وجدهما يضحكان بعضهما بعض «أما أنك ستقاتل عليا. وأنت له ظالم». فذكر الزبير ذلك فانصرف عن القتال ، فاتبعه ابن جرموز ، فقتله. وهي محتملة البسط وهي في الإصابة ، والتهذيب والفاسي.

١٣١٠ ـ الزبير بن مالك بن ربيعة : وهو الزبير بن أبي أسيد ، ويقال : هو الزبير بن المنذر بن أبي أسيد. روى عن أبيه مالك بن ربيعة. وعنه : عبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل. روى له البخاري مقرونا بحمزة بن أبي أسيد حديثا واحدا ، وفي إسناده اختلاف ، وقال الحاكم عن الدارقطني لا بأس به. وذكره ابن حبان في الثقات. وهو في التهذيب.

١٣١١ ـ الزبير بن المنذر بن أبي أسيد مالك بن ربيعة ، الساعدي الآتي : أبوه وجده ، وقد ينسب إلى جده. يروي عن أبيه عن جده أبي أسيد. وعنه : علي بن الحسين بن أبي الحسن البراد. وأخوه محمد. قال المزي. وهو ابن أخي الزبير بن أبي أسيد ، انتهى. وقد جعلهما ابن أبي حاتم واحدا ، وكذا لم يترجم البخاري ، وابن أبي خيثمة وابن عدي وابن سعد وابن حبان إلا للزبير بن أبي أسيد فقط. وهو في التهذيب ، لرواية ابن ماجة.

١٣١٢ ـ الزبير بن هشام بن عروة بن الزبير بن العوام الأسدي : المدني ، أخو محمد ، وقد ينسب إلى جده ، فيقال الزبير بن عروة. يروي عن أبيه ، وعن أهل المدينة. وعنه : نافع بن يزيد. قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته.

١٣١٣ ـ زبيري ـ اسم بلفظ النسب ، ابن قيس بن ثابت بن نعير بن منصور الحسيني : أمير المدينة ، وليها بعد ابن عمه أميان بن مانع سنة خمس وخمسين ، ثم انفصل في آخر سنة خمس وستين بزهير بن سليمان بن هبة بن جماز بن ابن منصور ، ثم سافر إلى مصر طالبا للإمرة. ففوض الأمر ـ في المدينة ، وينبع وسائر الحجاز لصاحب مكة. وكتب مع زبير إليه صحبة ، شاد العمائر التي كانت بعد الحريق ، فجاء به الشريف إلى المدينة واستشار أهلها ، فاتفقوا على ولايته ، فولاه في ربيع الآخرة سنة سبع وثمانين بعد صرف قسيطل بن زهير بن سليمان بن هبة ، موافقة لاختيار أهل السنة. فدام شهرا ، ثم مات في رمضان سنة ثمان وثماني. فكاتب أهل المدينة صاحب الحجاز صحبة ولده ، فاستنابه ، فاستمر كما سبق ، وقد تجرأ زبيري في أول ولايته سنة اثنتين وستين بضرب شمس الدين الأزهري حتى مات. لكونه كان جالسا بالروضة النبوية فداس بعض الرافضة سجادته ، وقال له : يا رافضي ، فاستغاث عند الأمير ، فأمر بأخذه من المسجد ، فأخذ بعد صلاة العصر ، وحمل إلى القلعة وضرب حتى مات.

٣٥٧

١٣١٤ ـ زرارة بن جرول ، أو جرو ، بن مالك بن عمرو بن عوف بن مالك بن أوس : الأنصاري ، الماضي أبوه. ممن هدم بسر بن أرطأة داره بالمدينة لما غزاها من قبل معاوية في أواخر خلافة علي بن أبي طالب. لأنه كان ممن أعان على عثمان ، كما سلف في جرول.

١٣١٥ ـ زرارة بن مصعب بن عبد الرحمن بن عوف : الزهري ، المدني جد أبي مصعب أحمد بن أبي بكر بن الحارث بن زرارة. يروي عن عمه أبي سلمة ، وعن المغيرة بن شعبة إن صح والمسور بن مخرمة وغيرهم. وعنه : مكحول ، والزهري ، وعبد الرحمن بن أبي بكر المليكي ، وغيرهم ، وثقه النسائي ، وابن حبان. وخرج له الترمذي ، وذكره في التهذيب.

١٣١٦ ـ زرعة بن عامر بن مازن بن ثعلبة بن هوازن بن أسلم الأسلمي : صحابي قديم ، شهد أحدا ، فكان أول من قتل من المسلمين بها. قاله ابن الكلبي ، وتبعه شيخنا في الإصابة.

١٣١٧ ـ زرعة بن عبد الله : أبو عبد الرحمن ، الأنصاري ، البياضي المدني. يروي عن مولى لمعمر التيمي عن أسماء ابنة عميس في الاستمشاء. وعنه : يزيد بن أبي زياد القرظي. قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته. وهو في التهذيب.

١٣١٨ ـ زرعة بن عبد الرحمن بن جرهد : ويقال زرعة بن مسلم بن جرهد ، ولا يصح الأسلمي المزني ، من أهلها. يروي عن جده جرهد ويقال عن أبيه جرهد. وعنه : أبو الزناد ، وسالم أبو النضر. قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته ، وقال : من زعم أنه ابن مسلم ، نقدوهم ، وقال النسائي : ثقة. وهو في التهذيب.

١٣١٩ ـ زرعة بن عبد الرحمن الأنصاري البياضي : في ابن عبد الله مضى قريبا.

١٣٢٠ ـ زرعة بن مسلم بن جرهد : في ابن عبد الرحمن بن جرهد. مضى قريبا.

١٣٢١ ـ زفر بن أوس بن الحدثان النصري : المدني أخو مالك. روى عن : أبي السنابل بن بعكك قصة سبيعة الأسلمية. وعنه : عبد الله بن عبد الله بن عتبة ، ذكره ابن مندة ، وأبو نعيم في كتابيهما في الصحابة. وقال : يقال أدرك النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ولا تعرف له رؤية ولا صحبة. ولم يذكره البخاري ، ولا ابن أبي حاتم. وهو في التهذيب.

١٣٢٢ ـ زفر بن عبد الرحمن بن أردك : من أهل المدينة. يروي عن : محمد بن سليمان بن والبة. روى عنه ابن أبي أويس. قاله ابن حبان في رابعة ثقاته.

١٣٢٣ ـ زفر بن محمد الفهري المدني : حدث عنه : عثمان بن عبد الرحمن الحراني ، قال أبو حاتم : يكتب حديثه وقال الأزدي : ليس حديثه بالقائم. ويقال فيه : العجلي ،

٣٥٨

انتهى. والعجلي : ذكره البخاري ، فقال : زفر العجلي عن قيس ، في الذين يضعفون عند الذكر. وقد ذكر الذهبي صاحب الترجمة في ميزانه.

١٣٢٤ ـ زكريا بن زيد المدني : شيخ للواقدي مجهول. قاله الذهبي في ميزانه.

١٣٢٥ ـ زكريا الزيلعي : جاور بالمدينة حتى مات ، وكان شابا صالحا ذكره ابن صالح.

١٣٢٦ ـ زمعة بن أبي بن خلف الجمحي : صحابي ، ذكره عمر بن شبة فيمن استوطن المدينة واتخذ بها دارا ، وأبوه قتله النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بأحد ، وليس هو ربيعة بن أمية ، ذلك ابن عمه ، وهذا زمعة لا ربيعة.

١٣٢٧ ـ زميل بن عباس المدني الأسدي : مولى عروة بن الزبير ، روى عنه. وعنه : يزيد بن الهاد. قال البخاري إنه لا يعرف سماعه من عروة ، ولا سماع يزيد من زميل ، ولا تقوم به حجة. وحديثه عند أبي داود والنسائي. وعنده التصريح بسماع يزيد من زميل. وقال ابن عدي : إنه معروف بزميل ، وإسناده لا بأس به. وقال النسائي : ليس بالمشهور. وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال مهنا عن الإمام أحمد : لا أدري من هو. وقال الخطابي : مجهول. وهو في التهذيب.

١٣٢٨ ـ زهرة بن معبد بن عبد الله بن هشام بن زهرة : أبو عقيل القرشي التيمي المدني ، نزيل اسكندرية ، تابعي. روى عن جده ، وابن عمر ، وابن الزبير ، وسعيد بن المسيب ، وغيرهم. وعنه : حيوة بن شريح ، والليث ، وسعيد بن أبي أيوب ، وابن لهيعة ، ورشدين بن سعد ، وكان خاتمة من روى عنه. وكان عبدا صالحا. قال الدارمي : زعموا أنه من الابدال. وقال أبو حاتم : مستقيم الحديث ، لا بأس به. ووثقه الإمام أحمد ، والدارقطني والنسائي وقال : لجده صحبة. وكذا ذكره ابن حبان في ثالثة ثقاته ، وقال إنه يخطى ويخطأ عليه. وقيل إنه من التابعين وهو ممن استخير الله فيه. انتهى. يروى أن عمر بن عبد العزيز قال له : أين تسكن؟ فقال : الفسطاط. فقال : أف ، أتسكن الخبيثة المنتنة ، وتذر الطيبة ، الإسكندرية؟ فإنك تجمع بها دنيا وأخرى ، طيبة الموطىء ، وددت أن قبري يكون بها. روى له البخاري وغيره. مات سنة خمس وقيل سبع وثلاثين ومائة ، وقيل غير ذلك بإسكندرية ، قال والأول عندي أصح. وقال أبو حاتم : أدرك ابن عمر ، ولا أدري سمع منه أم لا ، وتعقبه شيخنا بأن توقفه لا وجه له. ففي البخاري : ما يدل لسماعه منه. وكذا تعقب ابن حبان في قوله يخطىء بأنه لم يقف له على خطأ. وهو في التهذيب.

١٣٢٩ ـ زهير بن سليمان بن زياد بن منصور بن جماز بن شيخة الحسيني الزياني :

٣٥٩

أبو شقراء والدة صاحب الحجاز الجمالي محمد بن البركات وأخيه علي ، قتل في حرب وقعت بينه وبين أمير المدينة مانع بن علي بن عطية الآتي في شهر رجب سنة ثمان وثلاثين وثمانمائة ، وقتل معه جمع من بني حسين منهم : هلمان بن عزيز بن هيازع ، الذي كان أبوه أمير المدينة. وكان زهير هذا فاتكا ، يقطع هو وجماعته الطريق ، وله مقتلة في سنة أربع وثلاثين فإنه خرج على الركب المتوجه في جمادي الأولى مع سعد الدين بن المرة المتوجه لمكس جده في رابغ ، ومعه نحو مائة فارس ، وأرادوا نهبه ، فصالحوهم على مال بعد أن وقعت بينهم وبينه وقعة وقتل من قتل من الفريقين فيها أناس قليل.

١٣٣٠ ـ زهير بن سليمان بن هبة بن جماز بن منصور الحسيني الجمازي : أمير المدينة ، ووالد قسيطل ، الآتي. وليها بعد زبيري في آخر سنة خمس وستين تقريبا بضيغم بن خشرم فدام نحو أربعة أشهر ، ثم أعيد صاحب الترجمة إلى أن مات في صفر سنة أربع وسبعين وأعيد ضيغم المشار إليه. ورأيت من يثني على سيرته بالنظر لأهل السنة ، والقمع والمبتدعة بحيث كانت الرافضة تكرهه ، ومن عداهم بضده ، إلا بعض من هواه مع آل منصور.

١٣٣١ ـ زهير بن محمد : أبو المنذر التميمي العنبري المروزي الخرقي ، نسبة لقرية من قرى مرو تسمى خرق. يروي عن حميد الطويل ، وأبي إسحق السبيعي ، وعمرو بن شعيب ، وابن المنكدر وخلق. وعنه : ابن المهدي وأبو داود الطيالسي وأبو عامر العقدي وجماعة. وثقه أحمد وابن معين وغيرهما. وخرج له الجماعة. وقال صاحب الكمال : إنه سكن مكة والمدينة. ونحوه : قول المزي في التهذيب سكن الحجاز.

١٣٣٢ ـ زياد بن ثوبان : يروي عن أبي هريرة وعنه نافع ، وابنه عمر بن نافع. قاله ابن حبان في ثانية ثقاته.

١٣٣٣ ـ زياد بن الحرث الصدائي : الصحابي ، ممن أذن للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بعد أن قدم عليه. وله حديث طويل في قصة إسلامه. أخرجه الإمام أحمد بطوله. وروى طرفا منه أبو داود ، والترمذي ، وابن ماجة. وقال ابن يونس ؛ هو رجل معروف ، نزل مصر. وهو في التهذيب.

١٣٣٤ ـ زياد بن راشد : أبو سفيان ، المديني ، مولى محمد بن مسلم بن شهاب الزهري ، ويعرف بالكاتب يروي عن داود وابن فراهيج. وعنه علي بن المديني ، وأحمد بن عبيد الله الغداني ، وعبد الرحمن بن جبلة بن علي. وثقه أبو حاتم ، وابن حبان.

١٣٣٥ ـ زياد بن رياح : بالمثناة من تحت ، ويقال : ابن رباح بالموحدة أبو قيس القيسي ويقال : أبو رياح البصري ، ويقال المدني ، وقول صاحب الكمال : «إنه

٣٦٠