قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الإيضاح في علوم البلاغة

الإيضاح في علوم البلاغة

الإيضاح في علوم البلاغة

تحمیل

الإيضاح في علوم البلاغة

172/415
*

لكلّفتني ذنب امرىء وتركته

كذي العرّ يكوى غيره وهو راتع

وأما الإفساد ؛ فلأن سبّابة المتندّم أول شيء يتألّم منه ؛ فلا يكون المعاقب غير الجاني. وهذا بخلاف بيت النابغة ، فإن المكويّ من الإبل يألم وما به عرّ البتّة وصاحب العرّ لا يألم جملة.

وهو إما غير خارج عن حقيقة الطرفين ، أو خارج.

والأول : إما تمام حقيقتهما ، كما في تشبيه إنسان بإنسان في كونه إنسانا ، أو جزئهما ، كما في تشبيه بعض الحيوانات العجم بالإنسان في كونه حيوانا.

والثاني : صفة ، إما حقيقية ، أو إضافية.

والحقيقة : إما حسّيّة ، وهي الكيفيات الجسيمة مما يدرك بالبصر من الألوان ، والأشكال ، والمقادير ، والحركات ، وما يتصل بها من الحسن والقبح وغير ذلك. أو بالسمع ، من الأصوات القوية ، والضعيفة ، والتي بين بين ، أو بالذّوق من أنواع الطعام ، أو بالشم من أنواع الروائح ، أو باللمس ، من الحرارة والبرودة ، والرطوبة واليبوسة ، والخشونة والملاسة ، واللين والصلابة ، والخفة ، والثقل ، وما ينضاف إليها.

وإما عقلية : كالكيفيات النفسية ، من الذكاء ، والتيقّظ ، والمعرفة ، والعلم ، والقدرة ، والكرم ، والسخاء ، والغضب ، والحلم ، وما جرى مجراها من الغرائز والأخلاق.

والإضافية : كإزالة الحجاب في تشبيه الحجّة بالشمس.

تقسيم آخر باعتبار آخر

ووجه الشبه : إما واحد ، أو غير واحد.

والواحد : إما حسّيّ ، أو عقليّ.

وغير الواحد : إما بمنزلة الواحد ـ لكونه مركّبا من أمرين أو أمور ـ أو متعدّد غير مركب.

والمركب : إما حسّيّ أو عقليّ.

والمتعدد : إما حسي ، أو عقلي ، أو مختلف.

والحسيّ لا يكون طرفاه إلا حسّيّين ، لامتناع أن يدرك بالحس من غير الحسّ شيء.