آية الله ناصر مكارم الشيرازي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مدرسة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام
المطبعة: سليمانزاده
الطبعة: ١
ISBN: 964-533-003-3
ISBN الدورة:
الصفحات: ٣٥٢
ويقول الحاكم النيسابوري بعد ذكره هذا الحديث : إنّه حديث صحيح معتبر (١).
تجدر الإشارة إلى أنّ : مؤلف «مختصر تاريخ دمشق» أورد هذا الحديث في كتابه مع عدّة أحاديث اخرى ، عن «جابر» ، و «سعد بن أبي وقاص» ، و «عمرو بن شاس» ، وكلها تُجمع على أنّ ايذاء علي عليهالسلام يعد ايذاءً للرسول صلىاللهعليهوآله (٢).
إنّ هذه الأحاديث «متظافرة» وكثيرة ، وأنّ الكثير منها يعدّ من الأحاديث التي قال بصحة سندها علماء أهل السنّة ، وهي تدل بشكل واضح على أنّ علياً عليهالسلام هو نفس الرسول صلىاللهعليهوآله ، ومودته مودة للرسول صلىاللهعليهوآله ومحبته محبة لرسول الله صلىاللهعليهوآله وايذاؤه ايذاء لرسول الله صلىاللهعليهوآله.
وبناءً على ما تقدم ، هل من شك في أنّ علياً عليهالسلام أفضل الامّة بعد رسول الله ، وأنّه أليق فرد في الامّة لتولي منصب الإمامة والولاية وخلافة رسول الله صلىاللهعليهوآله؟
* * *
__________________
(١) مستدرك الصحيحين ، ج ٣ ، ص ١٢٢ ، وقد ورد هذا ورد هذا الحديث نصاً في تلخيص الذهبي.
(٢) مختصر تاريخ دمشق ، ج ١٧ ، ص ٣٤٢.
٢٣ ـ آية الانفاق
(الَّذِينَ يُنْفِقُونَ امْوَالَهُمْ بَالَّليلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلَانِيَةً فَلَهُم اجْرُهُم عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ). (البقرة / ٢٧٤)
لاشك أنّ مفهوم الآية مفهوم عام وشامل ، إذ إنّ الترغيب بالانفاق في سبيل الله يتخذ اشكالاً مختلفة ، في السر والعلن وفي الليل والنهار ، وتبشر المنفقين بشارة عظيمة : (فَلَهُمْ اجْرُهُمْ عِندَ رَبَّهِم وَلَا خَوفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحزَنُونَ) ممّا قد سلف أو ممّا هو آت ، ولكن يستفاد من الروايات الإسلامية أنّ مصداق هذه الآية الأكمل هو علي عليهالسلام.
لاسيما أنّه وردت روايات كثيرة في سبب نزول هذه الآية ، تؤكد على أنّها نزلت أول مرّة في حق علي عليهالسلام.
يقول ابن عباس : نزلت هذه الآية في علي بن أبي طالب عليهالسلام وكانت عنده أربعة دراهم فقط ، أنفقهن في سبيل الله ، درهماً في الليل ، ودرهماً في النهار ، ودرهماً في العلن ، ودرهماً في السر ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله «ما حملك على هذا؟ قال : حملني عليها رجاء أنّ استوجب على الله ما وعدني».
فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «ألا ذلك لك» ، فنزلت الآية السابقة في هذه الأثناء.
أورد هذا الحديث «الحاكم الحسكاني» في «شواهد التنزيل» مع سبعة أحاديث اخرى بنفس هذا المضمون بطرق مختلفة (١).
وينقل «السيوطي» هذا المضمون نفسه في «الدر المنثور» بطرق متعددة منها : عن ابن عباس ، أنّ هذه الآية نزلت في علي بن أبي طالب عليهالسلام وعنده أربعة دراهم ، انفق منها درهماً
__________________
(١) شواهد التنزيل ، ج ١ ، ص ١٠٩ ـ ١١٥.
في الليل ، ودرهماً في النهار ، ودرهماً في السر ودرهماً في العلن ، ونزلت هذه الآية (١).
معنى هذا الحديث أنّ علياً عليهالسلام كان يسلك مختلف السبل من أجل الحصول على رضا الله تعالى ، فقد انفق كل ما تحت بساطه في سبيل الله ، وكذلك فإنّه اعطى ليلاً وانفق في حالتين مختلفتين سراً وعلناً ، وفي النهار أيضاً انفق في كلا الحالتين سراً وعلانية ، إنّ هذا الإيثار والإخلاص المقرون بالشوق العظيم لكسب رضا الله تعالى ، وبكل وسيلة ممكنة ، نال قبول الله تعالى فنزلت تلك الآية الشريفة.
ومن الذين نقلوا هذه الرواية ، «محب الدين الطبري» في «ذخائر العقبى» (٢) ، و «سبط ابن الجوزي» في «التذكرة» (٣) ، و «العلّامة الكنجي» في «كفاية الطالب» (٤) ، والمفسر المعروف «القرطبي» في تفسيره (٥) ، وأورد هذا الحديث ـ بنفس تلك العبارة أو باختلاف بسيط ـ جمع آخر في كتبهم.
وكذلك ذكره «الشبلنجي» في «نور الأبصار» (٦) ، و «الشيخ سليمان القندوزي» في «ينابيع المودة» (٧).
وينقل مؤلف «الفضائل الخمسة» هذا الحديث أيضاً في كتابه عن جمع آخر منهم «ابن الاثير» في «اسد الغابة» (٨) ، و «ابن حجر» في «الصواعق المحرقة» (٩) ، و «الواحدي» في «أسباب النزول» (١٠).
ونختم هذه الأحاديث بجملة عن ابن أبي الحديد المعتزلي : إنّه وبعد الإشارة إلى
__________________
(١) تفسير در المنثور ، ج ١ ، ص ٣٦٣.
(٢) ذخائر العقبى ، ص ٨٨.
(٣) تذكرة الخواص ، ص ١٧.
(٤) كفاية الطالب ، ص ١٠٨.
(٥) تفسير القرطبي ، ج ٢ ، ص ١١١٥ ، (ذيل الآية مورد البحث).
(٦) نور الابصار ، ص ١٠٥.
(٧) ينابيع المودة ، ص ٩٢.
(٨) اسد الغابة ، ج ٤ ، ص ٢٥.
(٩) الصواعق المحرقة ، ص ٧٨.
(١٠) أسباب النزول ، ص ٦٤ (استناداً لنقل الفضائل الخمسة) ، ج ١ ، ص ٣٢١ و ٣٢٢.
الصفات السامية لعلي عليهالسلام ، وعندما يصل إلى مسألة الجود والسخاء يقول بعد الإشارة لآيات سورة «هل أتى : وروى المفسرون أنّه لم يملك إلّا أربعة دراهم ، فتصدق بدرهم ليلاً ، وبدرهم نهاراً ، وبدرهم سراً ، وبدرهم علانية ، فأنزل فيه (الذين ينفقون أموالهم ...) (١).
يبين هذا التعبير أنّ هذه المسألة متفق عليها بين المفسرين أو على الأقل مشهورة.
* * *
__________________
(١) شرح ابن أبي الحديد ، ج ١ ، ص ٢١ (أورده ضمن مقدمة في وصف المولى علي عليهالسلام).
٢٤ ـ آية المحبة
(يَا ايُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِى اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ اذِلَّةٍ عَلَى المُؤْمِنِينَ اعِزَّةٍ عَلَى الكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِى سَبِيلِ اللهِ وَلَايَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ). (المائدة / ٥٤)
تصرح هذه الآية بوضوح : بأنّ ارتداد المسلمين الداخلين توّاً إلى الإسلام لا يشكل ضرراً عليه ، فإنّ الله تعالى قد أوكل أمر الدفاع عن هذا الدين المقدس إلى طائفة من المؤمنين ذوي الخصال المتميزة ، من الذين يحبون الله ويحبهم.
والذين يمتازون بالتواضع والتخضع أمام المؤمنين ، وبالشدة والشجاعة أمام الكافرين ، الذين يحاربون ويجاهدون دون كلل في سبيل الله ، ولا يخافون لومة لائم أبداً.
أجل ، إنّ اجتماع هذه الصفات في فرد أو مجموعة من الأفراد ، يعد فضلاً إلهياً لا يليق بكائن من كان.
ولا شك في أنّ مفهوم هذه الآية واسع وشامل كما هو الحال في كثير من الآيات السابقة ، ولكن يستفاد من الروايات المنقولة عن طرق الشيعة والسنة وبشكل واضح أنّ علياً عليهالسلام أفضل واكمل مصداق لهذه الآية.
وعندما يصل الفخر الرازي إلى تفسير هذه الآية ، وينقل اقوالاً عن المفسرين حول تطبيق هذه الآية ، يقول في نهاية البحث :
قال جمع إنّ هذه الآية نزلت في علي عليهالسلام ، ثم يستدل بدليلين لدعم هذا القول ، أولاً عندما اعطى الرسول صلىاللهعليهوآله الراية بيد علي عليهالسلام يوم خيبر ، قال «لأدفعن الراية غداً إلى رجل يحبُّ الله ورسوله ويحبه الله ورسوله».
ثم يقول : وهي عين الصفة التي اشير إليها في الآية الآنفة ، والدليل الآخر أنّ الآية التالية لها هي آية : (انَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ ...) إذ نزلت بحق علي عليهالسلام لذا من الأجدر القول أنّ الآية السابقة هي الاخرى نزلت بحقه أيضاً (نهاية كلام الفخر الرازي) (١).
إنّ استدلال الفخر الرازي بكلام الرسول صلىاللهعليهوآله يوم فتح خيبر إشارة إلى حديث معروف نقل في الكثير من الكتب المشهورة على أنّه قيل بحق علي عليهالسلام ، ويعد من أعظم فضائله عليهالسلام ، سيما وأنّه طبقاً لهذا الحديث ، وبعد أن فشل نفر من قادة جيش الإسلام في فتح خيبر ، فإنّ الرسول صلىاللهعليهوآله وقف في ليل ذلك اليوم وسط الجيش وخاطبهم قائلاً : «لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله كراراً غير فرار ، لا يرجع حتى يفتح الله على يده!».
ثم قال : اين علي؟ قالوا : إنّه مريض ، وعينه تؤلمه (ولا يقوى على الحرب) فقال : عليّ به ، فجاء علي ونفخ الرسول صلىاللهعليهوآله في عينه (أو مسح من ريق فمه على عينه) فبرأت عينه المباركة ، فأعطاه الراية ، وفي اليوم التالي فتح خيبر في هجوم خاطف (فتحقق هذا التنبوء العجيب للرسول صلىاللهعليهوآله بشأنه).
وقد أورد هذا الحديث ـ إضافة للفخر الرازي ـ كثير من المحدثين والمؤرخين (باختلاف بسيط في التعابير) في كتبهم ، ومنهم الحاكم النيسابوري في كتاب مستدرك الصحيحين : وقد أشار إليه في ثلاثة مواضع : أولاً نقل في حديث عن «ابن عباس» أنّ جماعة تحدثوا عنده بألفاظ غير مناسبة بشأن علي عليهالسلام فانزعج بشدّة وقال : «اف وتف ، وقعوا في رجل له بضع عشرة فضائل ليس لأحد غيره وقعوا في رجل قال له النبي صلىاللهعليهوآله لأبعثن رجلاً لا يخزيه الله أبداً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله» (٢).
وينقل في حديث آخر عن «عامربن سعدبن أبي وقاص» أنّ معاوية قال لأبي «سعد» ذات يوم : ما يمنعك أن تسب ابن أبي طالب؟ فقال : لا أسبه ماذكرت ثلاثاً قالهن له رسول الله صلىاللهعليهوآله لأنّ تكون لي واحدة منهن احب الي من حمر النعم ، قال معاوية : وما هن؟ قال : «حين أنزل
__________________
(١) التفسير الكبير ، ج ١٢ ، ص ٢٠.
(٢) المستدرك ، ج ٣ ، ص ١٣٢.
عليه (انَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجسَ اهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) فأخذ علياً وفاطمة وابنيها فادخلهم تحت ثوبه وقال : «ربّ إنّ هؤلاء أهل بيتي» ، ولا أسبه ما ذكرت حين خلفه في غزوة تبوك ، فقال له : خلفتني مع الصبيان والنساء ، قال : «إلّا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلّاأنّه لا نبوة بعدي» ، ولا اسبه ماذكرت يوم خيبر ، وقال : «لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله ويفتح الله على يديه» فتطاولنا لرسول الله صلىاللهعليهوآله فقال : أين علي ، قالوا : هو أرمد ، قال : ادعوه ، فدعوه فبصق في وجهه ثم أعطاه الراية ففتح الله عليه ، قال : فلا والله ماذكره معاوية بحرف حتى خرج من المدينة (١).
وينقل في الحديث الثالث عن «عبد الله بن بريدة الأسلمي» أنّ الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآله قال الجملة التالية في خيبر ... ثم ينقل القصة مع بعض الإضافات علاوة على ماذكر آنفاً (٢).
ومن الذين صرحوا بأنّ الآية السابقة نزلت بحق علي عليهالسلام ، «الثعلبي» في تفسيره (استناداً إلى ما ورد في مناقب عبد الله الشافعي) إذ يقول في نهاية الآية السابقة : «إنّها نزلت في علي عليهالسلام» (٣).
ويصرح العلّامة «الثعلبي» في نهاية هذه الآية أيضاً (بناءً على نقل ابن بطريق في كتاب العمدة) : أنّها نزلت في علي بن أبي طالب عليهالسلام (٤).
وينقل ذلك أيضاً مؤلف «كنز العمال» في كتابه عن «سعد بن أبي وقاص» ، وفي حديث آخر عن «عامر بن سعد» أورد نفس هذا المعنى مع بعض الإضافات (٥).
إنّ هذه الأحاديث وما يشابهها التي وردت في الكتب المعروفة للسنة واتباع مذهب أهل البيت عليهمالسلام تحكي عن فضيلة لا مثيل لها على قول سعد بن أبي وقاص ، التي إن وجدت في أحد الأفراد تكفيه فخراً وفضلاً.
__________________
(١) تلخيص المستدرك المطبوع في حاشية المستدرك ، ج ٣ ، ص ١٠٨ و ١٠٩.
(٢) المستدرك ، ج ٣ ، ص ٤٣٧.
(٣) المناقب ، ص ١٦٠ مخطوطة (بناءً على نقل احقاق الحق ، ج ١٤ ، ص ٢٤٨).
(٤) العمدة ، ص ١٥١ ، (طبقاً لنقل احقاق الحق ، ج ٣ ص ١٩٨).
(٥) كنز العمال ، ج ١٣ ، ص ١٦٢ و ١٦٣ (الحديث رقم ٣٦٤٩٥ و ٣٦٤٩٦) (طبع مؤسسة الرسالة ـ بيروت).
وبوجود مثل هذه الشخصية وسط الامّة ، هل يجدر بنا أن نتصور أنّه بالإمكان تسليم خلافة الرسول صلىاللهعليهوآله لغير شخصه؟!
* * *
ولهذه الملاحظة أيضاً أهميّة بالغة في تأكيد مفهوم آية المودّة ، أنّه يستفاد من الروايات الواردة في الكتب المعروفة والمشهورة أنّ علياً عليهالسلام لم يحظ برعاية الرسول صلىاللهعليهوآله ولطف الله تعالى به فحسب ، بل إنّه كان أحبّ المخلوقات عند الله ورسوله أيضاً.
والشاهد على هذا الكلام حديث «الطير» المعروف.
نقرأ في كتاب «المستدرك على الصحيحين» إنّ «أنساً» خادم الرسول صلىاللهعليهوآله مرض بعد أن عمَّر طويلاً بعد النبي صلىاللهعليهوآله فأتاه محمد بن الحجاج يعوده في أصحاب له ، فجرى الحديث حتى ذكروا علياً عليهالسلام فتنقصه محمد بن الحجاج ، فقال أنس : من هذا أقعدوني فأقعدوه ، فقال : يا ابن الحجاج ، إلّاأراك تنقص علي بن أبي طالب ، والذي بعث محمداً صلىاللهعليهوآله بالحق ، لقد كنت خادم رسول الله صلىاللهعليهوآله بين يديه وكان كل يوم يخدم بين يدي رسول الله صلىاللهعليهوآله غلام من أبناء الأنصار ، فكان ذلك اليوم يومي ، فجاءت ام أيمن مولاة رسول الله صلىاللهعليهوآله بطير فوضعته بين يدي رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : يا ام أيمن ما هذا الطائر؟ قالت : هذا طائر أصبته فصنعته لك ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «اللهم جئني بأحبّ خلقك إليك وإليَّ يأكل معي من هذا الطائر» ، وضرب الباب ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : ياأنس انظر من على الباب ، قلت : اللهم اجعله رجلاً من الأنصار ، فذهبت فاذا علي بالباب ، قلت : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله على حاجة فجئت حتى قمت مقامي فلم ألبث أن ضرب الباب ، فقال : يا أنس انظر من على الباب ، فقلت : اللهم اجعله رجلاً من الأنصار فذهبت فاذا علي بالباب ، قلت : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله على حاجة فجئت حتى قمت مقامي فلم ألبث أن ضرب الباب ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله يا أنس اذهب فأدخله فلست بأول رجل أحبّ قومه ليس هو من الأنصار فذهبت فأدخلته ، فقال : يا أنس قرب إليه الطير ، قال : فوضعته بين يدي رسول الله صلىاللهعليهوآله فأكلا جميعاً ، قال محمد بن
الحجاج : يا أنس كان هذا بمحضر منك؟ قال : نعم ، قال : اعطي بالله عهداً أن لا انتقص علياً بعد مقامي هذا ولا أعلم أحد ينتقصه إلّاأشنت له وجهه (١).
وأورد «الذهبي» هذا الحديث أيضاً في «تلخيص المستدرك» المطبوع في حاشية «المستدرك».
وإضافة لما قلناه ، فإنّ الحديث المعروف بـ «حديث الطير» في مختلف المصادر الإسلامية ، ورد في كتب كثيرة ، بحيث إنّ العلّامة الأميني رحمهالله يقول بشأنه : حديث الطير حديث متواتر وصحيح سلّم أئمّة الحديث بتواتره وصحته.
وأورد هذا الحديث «موفق بن أحمد» وهو فقيه ، ومحدث كبير ، وخطيب فذ ، وأديب ، وشاعر في كتاب المناقب (٢).
والأهم من ذلك أنّ المحدث المعروف «الترمذي» ينقل في كتابه المشهور باسم «صحيح الترمذي» عن «أنس بن مالك» أنّه كان بين يدي الرسول صلىاللهعليهوآله طيراً ، فقال : «اللهم أئتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي هذا الطير فجاء علي فأكل معه» (٣).
يقول العلّامة الكنجي الشافعي في «كفاية الطالب» بعد نقله هذا الحديث : «وفيه دلالة واضحة على أنّ علياً عليهالسلام أحبّ الخلق إلى الله وأدل الدلالة على ذلك اجابة دعاء النبي صلىاللهعليهوآله فيما دعا به ، وقد وعد الله تعالى من دعاه بالاجابة حيث قال : «ادعوني استجب لكم» فأمر بالدعاء ووعد بالاجابة ، وهو عزوجل لا يخلف الميعاد ، وما كان الله عزوجل ليخلف وعده رسله ولا يرد دعاء رسوله لأحبّ الخلق إليه ومن أقرب الوسائل إلى الله تعالى محبته ومحبة من يحبّه لحبّه» (٤).
وينقل «العلّامة النسائي» ـ وهو من علماء القرن الثالث الهجري ـ هذا الحديث أيضاً مع
__________________
(١) المستدرك على الصحيحين ، ج ٣ ، ص ١٣١.
(٢) المناقب ، ص ٦٧.
(٣) صحيح الترمذي ، ج ١٣ ، ص ١٧٠.
(٤) كفاية الطالب ، ص ٥٩ ، (طبقاً لنقل احقاق الحق ، ج ٥ ، ص ٣١٩).
بعض الإضافات في كتابه المعروف «الخصائص» (١).
ومن العلماء الآخرين الذين نقلوا هذا الحديث في كتبهم : «سبط ابن الجوزي» في «التذكرة» ، و «ابن الأثير» في «اسد الغابة» ، و «ابن مسعود الشافعي» في «مصابيح السنة» ، و «محب الدين الطبري» في «ذخائر العقبى» ، و «الشيخ سليمان البلخي القندوزي» في «ينابيع المودة» ، وطائفة اخرى غيرهم لو أردنا ذكر أسمائهم وشرح كلماتهم لطال بنا المقام.
ومن الملاحظات التي قد تثير الدهشة لدى البعض أنّ ابن الأثير في «اسد الغابة» عندما ينقل حديث الطير بعدة طرق ، يقول في احدى طرق الحديث المنقول عن أنس بن مالك : إنّ النبي صلىاللهعليهوآله كان عنده طائر فقال اللهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر فجاء أبو بكر فرده ، ثم جاء عثمان ، فرده (وفي رواية اخرى نقلها النسائي في الخصائص ورد اسم عمر بدل عثمان) فجاء علي فأذن له.
يقول «ابن الأثير» في نهاية هذا الحديث أن ذكر أسماء «أبو بكر وعثمان» في هذا الحديث غريب جدّاً (٢).
والأعجب من ذلك أنّ بعض المحدثين من السنّة إذ أرادوا المرور بهذه الفضيلة الفريدة مرّوا مستطرقين وأغمضوا أعينهم عن الحقائق ، ولجأوا إلى التشكيك في سند هذا الحديث ، مثل ابن كثير الدمشقي كاتب «البداية والنهاية» إذ يقول بعد ذكر هذا الحديث : «وفي القلب من صحة هذا الحديث نظر وإن كثرت طرقه» (٣).
بينما نجد أنّ هذا الحديث المتواتر الذي ورد في الكثير من المصادر المعروفة بشكل واسع ، لا غبار عليه من حيث السند والدلالة سوى أنّه لا ينسجم مع الأحكام المسبقة للبعض ، وللمرحوم العلّامة الأميني جملة لطيفة بعد ذكر هذه العبارة إذ يقول : «باجتماع جميع شروط الصحة في هذا الحديث إن كان شك ما في القلب تجاه هذا الحديث أيضاً ، فالإشكال يكمن في ذلك القلب وليس في الحديث».
__________________
(١) الخصائص ، ص ٥.
(٢) اسد الغابة ، ج ٤ ، ص ٣٠.
(٣) البداية والنهاية ، ص ٣٥٣.
٢٥ ـ آية المسؤولين
نقرأ في قوله تعالى بشأن الظالمين : إنّ الخطاب يأتي إلى ملائكة العذاب : (وَقِفُوهُم انَّهُمْ مَّسْؤولُونَ). (الصافات / ٢٤)
وهناك أخذ ورد بين المفسرين فيما سيسألون عنه ، قال بعضهم : عن البدع التي ابتدعوها ، وقال بعضهم الآخر : عن أعمالهم السيئة وعن خطاياهم ، وأضاف بعضهم : عن التوحيد : «ولا إله إلّاالله» (١).
ولا مانع من اجتماعهن جميعاً في مفهوم الآية.
إلّا أنّه ورد في العديد من الروايات أنّ المراد هو السؤال عن «ولاية علي بن أبي طالب عليهالسلام».
وقد وردت هذه الروايات في المصادر الإسلامية المعروفة.
ومنها في «شواهد التنزيل» ، إذ ينقل بطريقين عن أبي سعيد الخدري ، عن الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآله أنّه قال في تفسير هذه الآية : «عن ولاية علي بن أبي طالب» (٢).
وينقل في حديث آخر عن «سعيد بن جبير» ، عن «ابن عباس» أنّ الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآله قال : «إذا كان يوم القيامة أوقف أنا وعلي على الصراط فما يمر بنا أحد إلّاسألناه عن ولاية علي ، فمن كانت معه ، وإلّا ألقيناه في النار! وذلك قوله وقفوهم إنّهم مسؤولون» (٣).
ونقل «الحاكم الحسكاني» هذا الحديث أيضاً في الكتاب المذكور ، عن طرق اخرى
__________________
(١) تفسير مجمع البيان ، ج ٧ ، ص ٤٤١ (نهاية الآية التي نحن بصددها).
(٢) شواهد التنزيل ، ج ٢ ، ص ١٠٦ ـ ١٠٧ ، ح ٧٨٦ و ٧٨٧.
(٣) المصدر السابق ، ح ٧٨٨.
ونقل «ابن حجر» أيضاً في كتاب «الصواعق» هذا الحديث عن «أبي سعيد الخدري» عن الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآله (١).
وممن نقل هذا الحديث «أحمد بن حنبل» (أحد الأئمّة الأربعة للسنّة) في كتاب المسند عن أبي سعيد الخدري : «إنّه يسأل في يوم القيامة عن ولاية علي بن أبي طالب عليهالسلام».
ونقل هذا الحديث أيضاً كل من : «عز الدين الحنبلي» في «كشف الغمة» (٢) ، والآلوسي في تفسيره (٣) ، و «سبط ابن الجوزي» في «التذكرة» (٤) ، و «أبو نعيم الاصفهاني» في «كفاية الخصام» (٥) ، و «الشيخ سليمان القندوزي» في «ينابيع المودة» (٦) ، وجمع آخر لو أردنا ذكر اسمائهم وكتبهم لطال بنا المقام.
والطريف أنّه ـ في بعض هذه الروايات ـ وردت «ولاية أهل البيت» إضافة لولاية علي عليهالسلام (٧).
كما أنّ هذه الملاحظة جديرة بالاهتمام أيضاً وهي أنّ جميع الروايات الآنفة الذكر نقلت عن المصادر المعروفة والكتب المشهورة للسنة ، والرواة المقبولين ، ولكن مع ذلك فإنّ «الآلوسي» عندما ينقل هذه الرواية يقول : «روى بعض الإمامية عن ابن جبير عن ابن عباس يسألون عن ولاية علي» ، و «كذلك نقل الإمامية هذه الرواية عن أبي سعيد الخدري» (٨).
ويضيف من عنده ولاية سائر الخلفاء بكل تعجب!
إنّ هذا المفسر المتعصب يتصور أنّ كل حديث بشأن فضائل علي عليهالسلام لابدّ وأن يكون
__________________
(١) الصواعق ، ص ٨٩.
(٢) كشف الغمة ، ص ٩٢.
(٣) تفسير روح المعاني ، نهاية الآية التي نحن بصددها.
(٤) التذكرة ، ص ٢١.
(٥) كفاية الخصام ، ، ص ٣٦١.
(٦) ينابيع المودة ، ص ٢٥٧.
(٧) علي في الكتاب والسنة ، ج ١ ص ٢٢٩.
(٨) تفسير روح المعاني ، ج ٢٣ ، ص ٧٤.
رواته من الإمامية والشيعة حتماً ، وكأنّ أحكامه الطائفية المسبقة لا تسمح له التصديق بأنّ هذه الأحاديث منقولة بهذا الشكل الواسع في المصادر المعروفة للسنّة ، وكأنّه لا يصدق أيضاً بأنّ الاجيال اللاحقة سيقرأون كلماته ، ويشكلون عليه ، أنّ رواة هذا الحديث ليسوا من الإمامية فحسب ، بل إنّهم غالباً من علماء السنّة.
وعلى أيّة حال فإنّ مفهوم هذه الأحاديث وكذلك الآية الآنفة لا يعني أنّه في يوم القيامة يسأل عن ولاية «علي بن أبي طالب» فقط ، ذلك أنّ يوم القيامة هو يوم السؤال عن جميع الأعمال ، والنعم ، وجميع أنواع المسؤوليات ، بل المراد أنّ احدى أهم الامور التي يسأل عنها هي ولاية هذا الإمام المعصوم ، وبلا أدنى شك فإنّ الولاية هنا ليست بمعنى نوع من المحبة العادية والدارجة التي لابدّ وأن يتحلى بها كل مؤمن تجاه الآخرين ، ذلك أنّ هذا الأمر يعد أحد الفروع العادية للدين ، بل إنّ المراد شيء أبعد من هذه المسألة ويعد من أهم أركان الإسلام واسس الدين.
فهل يمكن أن يكون هذا الموضوع شيئاً آخر غير مقام القيادة والخلافة الإلهيّة بعد رسول الإسلام صلىاللهعليهوآله؟!
نعم ، علي بن أبي طالب عليهالسلام هو ذلك الشخص الذي تعد ولايته من أهم أركان الإسلام وشروط الإيمان ، وعلى رأس تسلسل الامور التي يُسال عنها في يوم القيامة.
وكيف لا يكون كذلك ، وقد ملأت فضائله ومفاخره جميع كتب الحديث ، وتتلألأت شخصيته الرفيعة في آيات القرآن المجيد ، بالرغم من كل المواقف العدائية التي اتخذها أعداؤه معه ، وكتموا فضائله (ولايزالون يكتمونها لحد الآن أيضاً) ، وبالرغم من أنّ أصحابه واتباعه اضطروا إلى اخفاء فضائله أيضاً خوفاً من بطش الأعداء!.
ونختم هذا الكلام بنقل حديث معروف عن ابن عباس ورد في الكثير من المصادر الإسلامية إذ يقول : ما نزل في القرآن (يَا ايَّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) إلّاعلي سيدها وشريفها وأميرها ، وما أحد من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآله إلّاقد عاتبه الله في القرآن ، ما خلا علي بن أبي طالب فإنّه لم يعاتبه بشيء ، وما نزل في أحد من كتاب الله مانزل في علي ... نزلت في علي ثلاثمائة آية!» (١).
__________________
(١) مختصر تاريخ دمشق ، ج ١٨ ، ص ١١.
ونقل هذا الحديث ـ أو قسمه الأول ـ عن طائفة اخرى كثيرة أيضاً ، مثل الحافظ «أبو نعيم الاصفهاني» في «حلية الأولياء» ، و «محب الدين الطبري» في «ذخائر العقبى» ، و «العلّامة الكنجي الشافعي» في «كفاية الطالب» ، و «سبط ابن الجوزي» في «التذكرة» ، و «الشبلنجي» في «نور الأبصار» ، و «الهيثمي» في «الصواعق» ، و «السيوطي» في «تاريخ الخلفاء» ، و «القندوزي» في «ينابيع المودة» (١).
كانت هذه طائفة من الآيات التي نزلت بشأن علي عليهالسلام في القرآن ، إذ عمدنا إلى اختيار هذا العدد منها.
* * *
__________________
(١) للمزيد من الاطلاع على هذه المصادر يرجى مراجعة احقاق الحق ، ج ٣ ، ص ٤٧٦.
الأئمّة الاثنى عشر
الأئمّة الاثنى عشر عليهمالسلام
تمهيد :
بالرغم من أنّ المذهب الشيعي لا ينحصر بـ «الإمامية الاثنى عشرية» ، بل يضم الشعب والفرق الاخرى مثل «الزيدية» الذين يعتقدون بأربعة من الأئمّة فقط ، و «الاسماعيلية» الذين يعتقدون «بسبعة أئمّة» وغيرهم من الفرق ، إلّاأنّه وبلا أدنى شك يعد الشيعة الاثنى عشرية أشهر تلك الفرق قاطبة ، إذ يشكلون جزءً مهماً من المسلمين في سائر انحاء العالم ، ويشكلون في بعض الدول كايران والعراق والبحرين الأكثرية القاطبة من السكان ، وفي البعض الآخر يشكلون نسبة كبيرة من السكان كما هو الحال في أغلب البلدان الإسلامية.
إنّ للشيعة الاثنى عشرية مراكز علمية هامة ، تضم عشرات الآلاف من العلماء والطلاب المنهمكين في التحقيق والتدريس وتعلم العلوم الإسلامية.
وقد تمّ تأليف وطبع ونشر عشرات الآلاف من الكتب العلمية حول العقائد الإسلامية ، والفقه ، والاصول ، والتفسير ، والحديث ، والفلسفة ، والرجال ، والدراية ، والتاريخ الإسلامي من قبل علماء الشيعة.
وقد ذكر المرحوم المحقق الجليل «الشيخ آقا بزرك الطهراني» في كتابه «الذريعة إلى تصانيف الشيعة» والذي تمّ طبعه مؤخراً في ٢٦ مجلداً ، أسماء عشرات الآلاف من كتب علماء الشيعة مع ذكر مؤلفيها مع شرح وجيز عن كل منهم ، مما يوضح بشكل جلي حجم الخدمات الجليلة التي قدمها العلماء الشيعة للعلوم الإسلامية ، وكيف أنّهم خلفوا وراءَهم تصانيف ثمينة جدّاً في جميع الفنون الإسلامية والعلوم الإنسانية مخلدة ذكراهم.
ويجدر بالذين لا يدركون هذه الحقائق أن يقوموا بزيارة المراكز العلمية للشيعة في
مختلف مناطق العالم ، ليروا الطلاب والفضلاء وعلماء الشيعة الذين يمتازون بالمهارة الفائقة في العلوم الإسلامية المختلفة عن كثب ، ويطلعوا على مكتباتهم المملوءة بالكتب العلمية لهؤلاء العلماء ، وكذلك بالكتب العلمية للعلماء السنّة.
ويلاحظوا عن قرب ، الفقهاء ، والمتكلمين ، ومفسري القرآن ، والكتاب اللامعين ، والخطباء ، والكم الهائل من حفظة القرآن الكريم.
ولكن مما يؤسف له أنّ الرقابة الشديدة المفروضة على الكثير من المحافل الخبرية الإسلامية والحاكمة كذلك على أغلب المكتبات المعروفة للدول الإسلامية ، لم تسمح لحد الآن بأن يقوم المحققون المحايدون للسنّة من التعرف بشكل واضح على اتباع مذهب أهل البيت عليهمالسلام والعلماء وآثارهم العلمية.
ونجد هنا أنّ المكتبات مليئة بكتب علماء السنّة إلى جانب كتب علماء الشيعة دون ملاحظة أدنى فرق بينهم من حيث الحضور في المكتبات ، ولا يشعر أي منهم أيضاً بأدنى خطر من هذه الناحية على مذهبه ، إلّاأنّ مكتبات الاخوة السنة لها شكل آخر غالباً ، ولا يلاحظ فيها أي أثر لعشرات الآلاف من المؤلفات العلمية المعروفة للشيعة ، أو أنّها تقتصر على مقدار قليل منها فقط!.
وعلى أيّة حال نأمل أن يأتي اليوم الذي يتمكن فيه المحققون وبحياد تام ، أن يدققوا ويبحثوا فيما قلناه آنفاً ، ويعرفوا المجتمع الشيعي الإمامي كما هم عليه ـ وليس كما يقوله اعداؤهم ، أو كما تحاول أن تصوره الأبواق الاستعمارية عنهم ـ ويقيناً سيشهد ذلك اليوم وقائع جديدة في العالم الإسلامي مع اتباع هذا المذهب ، وسينعم العالم الإسلامي بتفاهم وانسجام أفضل.
ولكي لا نبتعد عن أصل الموضوع ، تلاحظ في الآيات القرآنية ، إشارات لأئمّة أهل البيت المعصومين عليهمالسلام تزداد جلاءً ووضوحاً بمساعدة الروايات الواردة في المصادر الإسلامية المعروفة بشأن تفسير هذه الآيات.
وهذه الآيات متعددة ، ونشير في النهاية إلى بعض منها فقط ، وتمت الإشارة إلى مجموعة