آيات الأنوار

آية الله الميرزا محمود اليوسفي الغروي

آيات الأنوار

المؤلف:

آية الله الميرزا محمود اليوسفي الغروي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مركز انتشارات دار النشر اسلام
المطبعة: مهدية قم المقدسة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٧١

قوله تعالى : (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) (٢٧٤)

١١١ ـ العياشي عن ابي اسحق قال : كان لعلي بن ابي طالب «عليه‌السلام» اربعة دراهم لم يملك غيرها ، فتصدّق بدرهم ليلا ، وبدرهم نهارا ، وبدرهم سرّا وبدرهم علانيّة ، فبلغ ذلك النّبي «ص» فقال : يا عليّ ما حملك على ما صنعت ، قال : انجاز وعد الله ، فانزل الله ، (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً)(١).

١١٢ ـ ابن شهر آشوب في المناقب روى عن جماعة كثيرة من ابناء السنّة انهم رووا في تفاسيرهم نزول هذه الآية في عليّ «عليه‌السلام» (٢).

قوله تعالى : (آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ) (٢٨٥)

١١٣ ـ العياشي عن عبد الصمد بن بشير قال : سمعت ابا عبد الله «عليه‌السلام» يقول : اتى جبرئيل رسول الله وهو بالابطح بالبراق ، اصغر من البغل واكبر من الحمار عليه الف الف محفّة من نور فشمس البراق حين ادناه منه ليركبه ، فلطمه جبرئيل لطمة عرق البراق منها ، ثم قال : اسكن فانّه محمّد «ص» ، ثمّ زفّ به من بيت المقدس الى السّماء فتطايرت الملائكة من ابواب السماء ، فقال جبرئيل : الله اكبر مرتين ، فقالت الملائكة اعبد مخلوق ، قال : ثم لقوا جبرئيل ، فقالوا : يا جبرئيل من هذا ، قال : هذا محمّد «ص» فسلّموا عليه ، ثم زفّ به الى السماء الثانية ، فتطايرت الملائكة ، فقال جبرئيل : اشهد انّ لا إله إلّا الله ، فقالت الملائكة عبد مخلوق : فلقوا جبرئيل فقالوا : من

__________________

(١) تفسير العياشي ج ١ ص ١٥١ حديث ٥٠٢.

(٢) المناقب ج ٢ ص ٧٠.

٦١

هذا ، فقال : هذا محمّد «ص» فسلّموا عليه ، ولم يزل كذلك في سماء سماء ، ثم اتمّ الأذان ، ثمّ صلّى بهم رسول الله «ص» في السماء السابعة وامّهم رسول الله ، ثم مضى به جبرئيل حتى انتهى به الى موضع فوضع إصبعه على منكبه ثمّ دفعه فقال له : إمض يا محمّد ، فقال له : يا جبرئيل ، تدعني في هذا الموضع قال : فقال له : يا محمّد ليس لي أن اجوز هذا المقام ، ولقد وطئت موضعا ما وطئه احد قبلك ولا يطأه احد بعدك ، قال : ففتح الله له من العظيم ما شاء الله ، قال : فكلّمه الله : (آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ) ، قال : نعم يا ربّ ، (وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ ، لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقالُوا ، سَمِعْنا وَأَطَعْنا غُفْرانَكَ رَبَّنا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ،) قال الله تبارك وتعالى : (لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها ، لَها ما كَسَبَتْ وَعَلَيْها مَا اكْتَسَبَتْ ،) قال محمّد «ص» : (رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا رَبَّنا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا رَبَّنا وَلا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ ، وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا أَنْتَ مَوْلانا فَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ ،) قال : قال الله : يا محمّد من لأمّتك بعدك ، فقال : الله اعلم ، قال : عليّ امير المؤمنين ، قال : قال ابو عبد الله «عليه‌السلام» : والله ما كانت ولايته إلّا من الله مشافهة لمحمّد «ص» (١).

__________________

(١) العياشي ج ١ ص ١٥٩ والبرهان ج ١ ص ٢٦٨.

٦٢

سورة آل عمران

قوله تعالى : (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ ، وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ...) (٧)

١١٤ ـ في الاحتجاج بإسناده الى محمّد بن علي باقر العلوم «عليه‌السلام» في حديث يذكر فيه خطبة رسول الله «ص» في يوم الغدير ، وفيها قال رسول الله «ص» :

معاشر النّاس تدبّروا القرآن وافهموا آياته وانظروا محكماته ولا تتبعوا متشابهه ، فو الله لم يبيّن لكم زواجره ، ولا يوضح لكم تفسيره إلّا الّذي أنا آخذ بيده ومصعد اليّ وشائل بعضده ومعلمكم ، : إنّ من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه وهو علي بن ابي طالب أخي ووصيّ وموالاته من الله عزوجل انزل عليّ (١).

١١٥ ـ في روضة الكافي : ابن محبوب عن جميل بن صالح عن ابي عبيدة قال : سألت أبا جعفر «عليه‌السلام» عن قول الله عزّ ذكره : (الم ، غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى

__________________

(١) الاحتجاج ج ١ ص ٧٥.

٦٣

الْأَرْضِ ،) فقال : يا ابا عبيدة إنّ لهذا تأويلا لا يعلمه إلّا الله والرّاسخون في العلم من آل محمّد «صلى‌الله‌عليه‌وآله» (١).

١١٦ ـ الشيخ الصدوق «ره» في اكمال الدين بإسناده الى سليم بن قبس الهلالي قال : سمعت عليّا «عليه‌السلام» يقول : ما نزلت على رسول الله آية من القرآن إلّا اقرأنيها عليّ واكتبها بخطّي وعلّمني تأويلها وتفسيرها وناسخها ومنسوخها ومحكمها ومتشابهها ودعى الله عزوجل أن يعلّمني فهمها وحفظها فما نسيت آية من كتاب الله ولا علما املاه عليّ فكتبته وما ترك شيئا علمه الله عزوجل من حلال وحرام ولا امر ولا نهي وما كان وما يكون من طاعة أو معصية إلّا علّمنيه وحفظته ، فلم أنس منه حرفا واحدا (٢).

قوله تعالى : (شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ) (١٨)

١١٧ ـ العياشي في حديث جابر عن ابي جعفر «عليه‌السلام» ... وأمّا قوله :

(وَأُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ ،) قال : اولوا العلم الأنبياء والأوصياء وهم قيام بالقسط ، والقسط العدل في الظاهر ، والعدل في الباطن امير المؤمنين (٣).

١١٨ ـ عن مرزبان القمي قال : سألت أبا الحسن عن قول الله : (شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ ،) قال : هو الإمام (٤).

قوله تعالى : (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الْإِسْلامُ ...) (١٩)

__________________

(١) روضة الكافي ص ٢٦٩ ح ٣٩٧.

(٢) اكمال الدين ص ٢٨٣.

(٣) تفسير العياشي ج ١ ص ١٦٥ ح ١٨.

(٤) تفسير العياشي ج ١ ص ١٦٦ ح ١٩.

٦٤

١١٩ ـ ابن شهر آشوب عن الباقر «عليه‌السلام» في قوله تعالى : (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الْإِسْلامُ ،) قال : التسليم لعليّ بن ابي طالب بالولاية (١).

قوله تعالى : (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ ...) (٣١)

١٢٠ ـ في روضة الكافي قال : حدّثني علي بن ابراهيم عن ابيه عن ابن فضّال عن حفص المؤذّن عن ابي عبد الله «عليه‌السلام» ... ومن سرّه أن يعلم أنّ الله يحبّه فليعمل بطاعة الله ، وليتّبعنا ، الم يسمع قول الله عزوجل : (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ،) والله لا يطيع الله عبد إلّا ادخل الله عليه في اطاعته اتباعنا ، ولا والله لا يتبعنا عبد أبدا إلّا احبّه الله ، لا والله لا يدع احد اتباعنا ابدا إلّا أبغضنا ، ولا والله لا يبغضنا احد إلّا عصى الله ومن مات عاصيا لله اخزاه الله واكبّه على وجهه في النّار والحمد لله ربّ العالمين (٢).

١٢١ ـ محمّد بن يعقوب عن عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد عن بريد بن معاوية قال : كنت عند ابي جعفر «عليه‌السلام» في فسطاط له بمنى فنظر إلى زياد الأسود منقطع الرجلين فرنى له فقال له : ما لرجليك هكذا ، قال : جئت على بكر لي فضه فكنت أمشي عنه عامة الطريق فرنى له ، فقال عند ذلك زياد ، انّي المّ بالذنوب حتى إذا ظننت انّي قد هلكت ذكرت حبّكم فوجدت النجاة وتجلّى عنّي ، فقال ابو جعفر «عليه‌السلام» : وهل الدّين إلّا الحبّ ، قال الله : (حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ ،) وقال : (إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ ،) وقال : (يُحِبُّونَ مَنْ هاجَرَ إِلَيْهِمْ ،) إنّ رجلا أتى النبيّ وقال : يا رسول الله ، إنّي أحبّ المصلين ولا أصلّي وأحبّ الصائمين ولا أصوم ، فقال له رسول الله «ص» : أنت مع من احببت ولك ما اكتسبت ،

__________________

(١) المناقب ج ٣ ص ٩٥.

(٢) الروضة ص ١٤ وص ٤٠٨ في آخر الكتاب.

٦٥

وقال : ما تبغون وما تريدون ، اما إنّها لو كان فزعة من السماء فزع كلّ قوم الى مأمنهم فزعنا الى نبيّنا وفزعتم الينا (١).

قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ (٣٣) ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (٣٤)

١٢٢ ـ العياشي عن حنّان بن سدير عن ابيه عن ابي جعفر «عليه‌السلام» قال :

(إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ ،) قال : نحن منهم ، ونحن بقيّة تلك العترة (٢).

١٢٣ ـ ابن بابويه «ره» في اكمال الدين بإسناده الى محمّد بن فضيل عن ابي حمزة الثمالي عن ابي جعفر محمّد بن علي الباقر «عليه‌السلام» في حديث طويل يقول فيه : فلمّا قضى محمّد نبوّته واستكمل ايّامه اوحى الله اليه : أن يا محمّد قد قضيت نبوّتك واستكمل أيامك فاجعل العلم الذي عندك والايمان والإسم الأكبر وميراث العلم وآثار علم النبوّة عند عليّ بن أبي طالب «ع» فإنّه لم أقطع العلم والايمان والإسم الأكبر وميراث العلم وآثار علم النبوّة من العقب من ذريّتك كمالم اقطع من بيوت الأنبياء الّذين كانوا بينك وبين ابيك آدم ، وذلك قوله عزوجل : (إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)(٣).

١٢٤ ـ الثعلبي في تفسيره رفعه الى ابي وائل قال قرأت في مصحف ابن مسعود : إنّ الله إصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران (وآل محمّد) على

__________________

(١) الروضة ص ٨٠ ح ٣٥.

(٢) تفسير العياشي ج ١ ص ١٦٨ ح ٢٩.

(٣) اكمال الدين ج ١ ص ٢١٧.

٦٦

العالمين (١).

قوله تعالى : (وَإِذْ قالَتِ الْمَلائِكَةُ يا مَرْيَمُ إِنَّ اللهَ اصْطَفاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفاكِ عَلى نِساءِ الْعالَمِينَ) (٤٢)

١٢٥ ـ علل الشرائع بإسناده الى ابي عبد الله «عليه‌السلام» إنّه قال : إنّما سمّيت فاطمة «عليها‌السلام» محدّثة لأنّ الملائكة كانت تهبط من السّماء فتناديها كما تنادي مريم بنت عمران ، فتقول : يا فاطمة إنّ الله اصطفاك وطهّرك على نساء العالمين ، يا فاطمة اقنتي لربّك واسجدي واركعي مع الرّاكعين ، فتحدّثهم ويحدّثونها ، فقالت لهم ذات ليلة : أليست المفضّلة على نساء العالمين مريم بنت عمران ، فقالوا : إنّ مريم كانت سيّدة نساء عالمها وإنّ الله عزوجل جعلك سيّدة نساء عالمك وعالمها وسيّدة نساء الاوّلين والآخرين (٢).

١٢٦ ـ من لا يحضره الفقيه بإسناده عن ابن عباس قال : قال النبيّ «ص» : إنّ عليّا وصيّي وخليفتي ، وزوجه فاطمة سيّدة نساء العالمين ابنتي (٣).

قوله تعالى : (فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ، فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللهِ عَلَى الْكاذِبِينَ) (٦١)

١٢٧ ـ الشيخ المفيد «ره» في الاختصاص عن محمّد بن الحسن بن احمد يعني ابن الوليد عن احمد بن ادريس عن محمّد بن ادريس عن محمّد بن احمد بن

__________________

(١) البرهان ج ١ ص ٢٧٩ ح ١٧ وفي تأويل آية ٣٧ راجع سعد السعود ص ٩٠ يرويه عن محمّد بن العباس.

(٢) العلل ص ١٨٣.

(٣) الفقيه ج ٤ ص ٣٠٢.

٦٧

اسماعيل العلوي قال : حدّثني محمّد بن زبرقان الدمغاني الشيخ قال : قال ابو الحسن موسى بن جعفر «عليه‌السلام» : اجتمعت الأمّة برّها وفاجرها أن حديث النجراني حين دعاه النبيّ «ص» الى المباهلة لم يكن في الكساء إلّا النبيّ وعليّ وفاطمة والحسن والحسين ، فقال الله تبارك وتعالى : (فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ، فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ،) فكان تأويل أبنائنا الحسن والحسين ونسائنا فاطمة وأنفسنا علي بن ابي طالب (١).

١٢٨ ـ مسلم في صحيحه في فضائل علي بن ابي طالب «عليه‌السلام» روى حديثا في تفسير قوله تعالى : (فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللهِ عَلَى الْكاذِبِينَ ،) يتضمن فضائل لعلي خاصة يقول في آخره : لمّا نزلت هذه الآية دعى رسول الله «ص» عليا وفاطمة وحسنا وحسينا وقال : اللهمّ هؤلاء أهل بيتي (٢).

١٢٩ ـ روى الثعلبي وغيره نزول الآية في هؤلاء «عليهم‌السلام» (٣).

قوله تعالى : (إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ) (٦٨)

١٣٠ ـ العياشي عن علي بن نعمان عن ابي عبد الله «عليه‌السلام» في قوله : إنّ اولى النّاس الى آخر الآية قال : هم الأئمّة وأتباعهم (٤).

١٣١ ـ وعن ابي الصباح الكناني قال : سمعت ابا عبد الله «عليه‌السلام» يقول :

__________________

(١) الاختصاص ص ٥٦ في أثناء الحديث.

(٢) صحيح مسلم ج ٧ ص ١٢٠ ـ ١٢١ وراجع سعد السعود ص ٩١.

(٣) راجع العمدة ص ٩٥.

(٤) تفسير العياشي ج ١ ص ١٧٦ ح ٦٣.

٦٨

إنّ اولى النّاس بابراهيم للّذين اتبعوه وهذا النبيّ والّذين آمنوا ، ثمّ قال : عليّ وليّ الله على دين ابراهيم ومنهاجه وانتم اولى به (١).

قوله تعالى : (أُولئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) (٧٧)

١٣٢ ـ العياشي عن علي بن ميمون الصائغ ابي الاكراد عن عبد الله بن ابي يعفور قالم سمعت ابا عبد الله «عليه‌السلام» يقول : ثلاثة لا ينظر اليهم الله يوم القيامة ولا يزكّيهم ولهم عذاب أليم ، من إدّعى إمامة ليست من الله ومن جحد إمامة من الله ، ومن قال : لفلان وفلان في الإسلام نصيبا (٢).

١٣٣ ـ عن ابي حمزة الثمالي عن علي بن الحسين «عليه‌السلام» قال : ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر اليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم ، من جحد إماما من الله ومن ادّعى إماما من غير الله ، او زعم إنّ لفلان وفلان في الإسلام نصيبا (٣)

قوله تعالى : (وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ ...) (٨١)

١٣٤ ـ في تفسير علي بن ابراهيم : حدّثني ابي عن نضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن ابن سنان ، قال : قال ابو عبد الله «عليه‌السلام» : اوّل من سبق رسول الله الى ان قال : ثم أخذ بعد ذلك (مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ) يعني رسول الله (لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ) يعني أمير المؤمنين

__________________

(١) تفسير العياشي ج ١ ص ١٧٨ ح ٦٣.

(٢) تفسير العياشي ج ١ ص ١٧٨ ح ٦٤.

(٣) تفسير العياشي ج ١ ص ١٧٨ ح ٦٤.

٦٩

صلوات الله عليه تخيروا اممكم بخبره وخير وليه من الإمامة (١).

١٣٥ ـ العياشي عن سلام المستنير عن ابي عبد الله «عليه‌السلام» قال : لقد تسمّوا بأسم ما سمي الله به احدا الّا علي بن ابي طالب ، وما جاء تأويله ، قلت : جعلت فداك متى يجيىء تأويله ، قال : اذا جاء جمع الله أمامه النبييّن والمؤمنين حتى ينصروه وهو قول الله : (وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَحِكْمَةٍ) الى قوله : (وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ) فيومئذ يدفع رآية رسول الله «ص» اللواء الى علي بن ابي طالب ، فيكون أمير الخلائق كلهم تحت لوائه ويكون هو أميرهم فهذا تأويله (٢).

قوله تعالى : (وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ) (٨٣)

١٣٦ ـ العياشي عن صالح بن ميثم قال : سألت أبا جعفر «عليه‌السلام» عن قول الله : (وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً) ، قال : ذلك حين يقول علي : أنا أولى النّاس بهذه الأمّة واقسموا بالله جحد ايمانهم لا يبعث الله من يموت بلى وعدا عليه ، الى قوله : كاذبين (٣).

١٣٧ ـ عن رفاعة بن موسى قال : سمعت ابا عبد الله «عليه‌السلام» يقول : (وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً ،) قال : إذا قام القائم لا تبقى ارض إلّا نودي فيها بشهادة أن لا إله إلّا الله وأنّ محمّدا رسول الله (٤).

قوله تعالى : (فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً وَما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (٩٥)

__________________

(١) تفسير القمي ج ١ ص ٢٤٦.

(٢) تفسير العياشي ج ١ ص ١٨١ ح ٧٧.

(٣) تفسير العياشي ج ١ ص ١٨٣ ح ٨٠ و ٨١.

(٤) تفسير العياشي ج ١ ص ١٨٥ ح ٨٨.

٧٠

١٣٨ ـ العياشي عن حبّابة الوالبيّة قالت : سمعت الحسين بن علي «ع» يقول : ما اعلم أحدا على ملّة إبراهيم إلّا نحن وشيعتنا (١).

قوله تعالى : (فِيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ إِبْراهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً ...) (٩٧)

١٣٩ ـ علل الشرايع بإسناده الى ابي زهير شبيب بن انس عن بعض الاصحاب عن ابي عبد الله «عليه‌السلام» قال : قال أبو عبد الله لابي حنيفة : يا أبا حنيفة تعرف كتاب الله حق المعرفة وتعرف الناسخ والمنسوخ قال : نعم ، قال : يا أبا حنيفة لقد إدّعيت علما ويلك ما جعل الله ذلك إلّا عند أهل الكتاب الذين أنزل اليهم ويلك لا هو إلّا عند الخاص من ذريّة نبيّنا محمّد «ص» وما ورّثك الله من الكتاب حرفا ، فإن كنت كما تقول فأخبرني عن قول الله عزوجل : (سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ ،) أين ذلك من الأرض؟ ، قال : أحسبه ما بين مكّة ومدينة ، فالتفت أبو عبد الله «ع» إلى أصحابه فقال : تعلمون انّ الناس يقطع عليهم بين المدينة ومكّة فتؤخذ أموالهم ، ولا يؤمّنون على أنفسهم ويقتلون ، قالوا : نعم ، فسكت أبو حنيفة ، فقال : يا أبا حنيفة أخبرني عن قول الله عزوجل : (وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً ،) أين ذلك من الأرض ، فقال الكعبة ، فقال : أتعلم انّ الحجاج ابن يوسف حين وضع المنجنيق على ابن الزبير في الكعبة فقتله كان آمنا فيها ، قال : فسكت ، فقال : أبو بكر الحضرمي : جعلت فداك ، الجواب في المسئلتين الأوليتين ، فقال يا أبا بكر ، (سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ ،) مع قائم أهل البيت ، امّا قوله تعالى : (وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً ،) فمن بايعه ودخل معه ، ومسح على يده ودخل في عقد اصحابه كان آمنا (٢).

١٤٠ ـ محمّد بن يعقوب عن عبد الخالق الصيقل ، قال : سألت

__________________

(١) تفسير العياشي ج ١ ص ١٨٥ ح ٨٨.

(٢) بحار الأنوار ج ٢ ص ٢٩٣ والعلل ص ٨٩ في ح ٥.

٧١

أبا عبد الله «عليه‌السلام» عن قول الله : (وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً ،) قال : لقد سألتني عن شيء ما سألتي عنه إلّا ما شاء الله ثمّ قال : إنّ من أمّ هذا البيت وهو يعلم أنّه البيت الذي امر الله به وعرّفنا أهل البيت حق معرفتنا كان آمنا في الدنيا والآخرة (١).

قوله تعالى : (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا ...) (١٠٣)

١٤١ ـ السيد الرضي في الخصائص قال : حدّثني هارون بن موسى قال : حدّثني احمد بن محمّد بن علي قال : حدّثنا أبو موسى عيسى الغدير البجلي عن ابي الحسن «عليه‌السلام» في خطبة خطبها رسول الله «ص» في مرضه ، وفي الخير ، فقال رسول الله «ص» ادعوا لي عمّي يعني العباس فدعي له ، فحمله وعليّ حتى اخرجاه فصلّى بالنّاس وانه لقاعد ، ثم حمل فوضع على المنبر بعد ذلك ، فاجتمع لذلك أهل المدينة من المهاجرين والانصار حتى برزت العواتق من خدورها ، فبين باك وصائح ، والنّبي يخطب ساعة ويسكت ساعة ، وكان فيما ذكر من خطبته ، قال : يا معشر المهاجرين والأنصار ومن حضر في يومي وساعتي هذه من الأنس والجنّ ليبلّغ شاهدكم غائبكم ، ألا وإنّي قد خلّفت فيكم كتاب الله ، فيه نور وهدى وبيان لما فرض الله تبارك وتعالى من شيي ، حجة الله عليكم وحجتي وحجة ولييّ ، وخليفتي فيكم ، العلم الأكبر علم الدين ونور الهدى وضيائه ، وهو علي بن ابي طالب ، وهو حبل الله ، (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا ، وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْداءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْواناً ، وَكُنْتُمْ عَلى شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْها كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آياتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ،) يا أيّها النّاس هذا عليّ من أحبّه وتولاه اليوم وبعد اليوم فقد اوفى بما عاهد عليه الله ، ومن عاداه وابغضه اليوم وبعد اليوم

__________________

(١) في فروع الكافي ج ٤ ص ٥٤٥ ح ٢٥.

٧٢

جاء يوم القيامة اصمّ واعمى لا حجة له عند الله (١).

قوله تعالى : (وَكُنْتُمْ عَلى شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْها) (١٠٣)

١٤٢ ـ محمّد بن يعقوب عن علي بن ابراهيم عن احمد بن محمّد بن خالد عن ابيه عن ابي عبد الله «عليه‌السلام» ، قوله تعالى : (وَكُنْتُمْ عَلى شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ) بمحمّد ، هكذا والله نزل بها جبرئيل على محمّد «ص» (٢).

قوله تعالى : (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ) (١١٠)

١٤٣ ـ العياشي عن ابي بصير قال : قال ، انّما انزلت هذه الآية على محمّد «ص» فيه وفي الاوصياء خاصّة ، فقال : (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ) هكذا والله نزل بها جبرئيل وما عنى به إلّا محمّد واوصيائه «صلوات الله عليهم» (٣).

قوله تعالى : (ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ ما ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ ...) (١١٢)

١٤٤ ـ العياشي عن يونس بن عبد الرحمن عن عدة من أصحابنا رفعه الى ابي عبد الله «عليه‌السلام» في قول الله : (إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ ،) قال : الحبل من الله كتاب الله ، وحبل من النّاس هو علي بن ابي طالب (٤).

__________________

(١) تفسير البرهان ج ١ ص ٣٠٦ ح ٤.

(٢) الروضة ص ١٨٣ ح ٢٠٨.

(٣) تفسير العياشي ج ١ ص ١٩٥.

(٤) تفسير العياشي ج ١ ص ١٩٦.

٧٣

قوله تعالى : (لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظالِمُونَ) (١٢٨)

١٤٥ ـ العياشي عن جابر الجعفي قال : قرأت عند ابي جعفر «عليه‌السلام» قول الله : (لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ ،) قال : بلى والله انّ له من الأمر شيئا وشيئا وشيئا ، وليس حيث ذهبت ، ولكن اخبرك ان الله تبارك وتعالى لمّا أمر نبيّه أن يظهر ولاية علي تفكّر في عداوة قومه ومعرفته بهم وذلك الذي فضلّه الله به عليهم في جميع خصاله ، كان أوّل من آمن برسول الله وبمن ارسله وكان انصر النّاس له ولرسوله ، واقتلهم لعدوّهما ، واشدهم بغضا لمن خالفهما ، وفضلّ علمه الذي لم يساوه احد ، ومناقبه التي لا يحصى شرفا ، فلما فكّر النبي في عداوة قومه له في هذه الخصال وحسدهم له عليها ، ضاق من ذلك ، فاخبره الله انه ليس له من الأمر شيىء إنّما الامر فيه الى الله ، أن يصيّر عليا وصيّه ووليّ الأمر بعده ، فهذا عنى الله (١).

قوله تعالى : (وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) (١٦٩)

١٤٦ ـ في روضة الكافي : يحيى الحلبي عن عبد الله بن مسكان عن ابي بصير قال : قلت جعلت فداك الرادّ على هذا الأمر فهو كالرّادّ عليكم ، فقال : يا أبا محمّد من ردّ عليك هذا الأمر فهو كالرادّ على رسول الله ، وعلى الله تبارك وتعالى ، يا أبا محمّد إنّ الميّت على هذا الامر شهيد ، قال : قلت : وإن مات على فراشه ، قال : اي والله وإن مات على فراشه حيّ عند ربّه يرزق (٢).

١٤٧ ـ في اصول الكافي ، محمّد بن يحيى عن احمد بن محمّد بن عيسى

__________________

(١) تفسير العياشي ج ١ ص ١٩٧.

(٢) الروضة ص ١٤٦ ح ١٢٠.

٧٤

ومحمّد بن ابي عبد الله ومحمّد بن الحسن عن سهل بن زياد جميعا عن الحسين بن العباس الحريش عن ابي جعفر الثاني «عليه‌السلام» : إنّ أمير المؤمنين قال يوما لأبي بكر : (لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ،) اشهد انء رسول الله «ص» مات شهيدا ، والله ليأتينك فأيقن إذا جاءك فإن الشيطان غير متخيّل به ، فأخذ عليّ بيد أبي بكر فأراه النّبي «ص» فقال له : يا أبا بكر ، آمن بعليّ وبأحد عشر من ولده وإنّهم مثلي ، إلّا النّبوة وتب إلى الله ممّا في يدك ، فإنّه لاحق لك فيه ، قال : ثم ذهب فلم ير (١).

قوله تعالى : (وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) (١٧٠)

١٤٨ ـ محمّد بن يعقوب عن ابن محبوب عن الحارث بن محمّد بن نعمان عن بريد العجلي قال : سألت أبا جعفر «عليه‌السلام» عن قول الله عزوجل : (وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ،) قال : هم والله شيعتنا ، حين صارت أرواحهم في الجنّة واستقبلوا الكلام من الله عزوجل علموا واستيقنوا أنّهم كانوا على الحق وعلى دين الله عزوجل واستبشروا بمن لم يلحق بهم من اخوانهم من خلفهم من المؤمنين ألّا خوف عليهم ولا هم يحزنون (٢).

قوله تعالى : (الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزادَهُمْ إِيماناً وَقالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) (١٧٣)

١٤٩ ـ العياشي عن جابر عن محمّد بن علي «عليه‌السلام» قال : لمّا وجّه النبيّ

__________________

(١) اصول الكافي ج ١ ص ٥٣٣.

(٢) الروضة ص ١٥٦ ح ١٤٦.

٧٥

أمير المؤمنين وعمار بن ياسر الى أهل مكّة ، قالوا : بعث هذا الصبيّ ولو يبعث غيره الى أهل المكّة ، وفي مكّة صناديد قريش ورجالها ، والله الكفر اولى بنا ممّا نحن فيه ، فصاروا وقالوا لهما وخوّفهما بأهل مكّة وغلظوا عليهما الأمر ، فقال عليّ «عليه‌السلام» : حسبنا الله ونعم الوكيل ، ومضيا ، فلمّا دخلا مكّة أخبر الله نبيّه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» بقولهم لعليّ ويقول عليّ لهم ، فانزل الله بأسمائهم في كتابه وذلك قوله : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ* قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزادَهُمْ إِيماناً وَقالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ، فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوانَ اللهِ وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ ،) وإنّما نزلت : الم تر الى فلان وفلان لقوا عليا وعمّارا فقالا : إنّ أبا سفيان وعبد الله بن عامر وأهل مكّة قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا : (حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ)(١).

قوله تعالى : (فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فازَ ...) (١٨٥)

١٥٠ ـ في تفسير علي بن ابراهيم : حدّثني ابي عن سليمان الديلمي عن ابي بصير عن ابي عبد الله «عليهم‌السلام» قال : إذا كان يوم القيامة يدعى محمّد فيكسى حلّة ورديّة ثمّ يقام عن يمين العرش ، ثمّ يدعى ابراهيم فيكسى حلّة بيضاء فيقام عن يسار العرش ، ثمّ يدعى بعليّ فيكسى حلّة ورديّة فيقام عن يمين النّبي «ص» ، ثمّ يدعى باسماعيل فيكسى حلّة بيضاء فيقام عن يسار ابراهيم ، ثمّ يدعى بالحسن فيكسى بالحلّة الورديّة فيقام عن يمين أمير المؤمنين ، ثمّ يدعى بالحسين فيكسى حلّة ورديّة فيقام عن يمين الحسن ، ثمّ يدعى بالأئمّة فيكسون حللا وردية فيقام كلّ واحد عن يمين صاحبه ، ثمّ يدعى بالشيعة فيقومون أمامهم ، ثمّ يدعى بفاطمة «صلوات الله عليها» ونسائها من ذريّتها فيدخلون الجنّة بغير حساب ، ثمّ

__________________

(١) العياشي ج ١ ص ٢٠٦.

٧٦

ينادي مناد من بطنان العرش : من قبل ربّ العزّة والافق الأعلى ، نعم الاب أبوك يا محمّد وهو إبراهيم ، ونعم الأخ أخوك وهو علي بن ابي طالب ، ونعم السبط سبطاك وهما الحسن والحسين ، ونعم الجنين جنينك وهو محسن ، ونعم الأئمّة الراشدون ذريّتك ، ونعم فلان وفلان ونعم الشيعة شيعتك ألا إنّ محمّدا ووصيّه وسبطيه والأئمّة من ذريّته هم الفائزون ثمّ يؤمر بهم إلى الجنّة وذلك قوله : (فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فازَ)(١).

قوله تعالى : (رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِياً يُنادِي لِلْإِيمانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا ...) (١٩٣)

١٥١ ـ العياشي عن عمرو بن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله «ع» في قوله : (رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِياً يُنادِي لِلْإِيمانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا ،) قال : هو أمير المؤمنين ونودي من السّماء : أن آمن بالرسول فآمن به (٢).

١٥٢ ـ في التهذيب في دعاء الوارد عن الصادق «عليه‌السلام» بعد صلوة الغدير : ربّنا إنّنا سمعنا بالدعاء وصدّقنا المنادي رسول الله إذ نادى بنداء عنك بالّذي أمرته به أن يبلغ ما انزلت إليه من ولاية وليّ أمرك (٣).

قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصابِرُوا وَرابِطُوا وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (٢٠٠)

١٥٣ ـ علي بن ابراهيم عن سعد بن عبد الله عن يعقوب بن بريد وابراهيم بن هاشم عن الحسن بن محبوب عن يعقوب السّراح قال : قلت لأبي عبد الله «ع» : لا

__________________

(١) تفسير القمي ج ١ ص ١٢٨.

(٢) تفسير العياشي ج ١ ص ٢١١ ح ١٧٩.

(٣) التهذيب ج ٣ ص ١٤٤ ح ٢١٧.

٧٧

تخلوا الارض من عالم منكم حيّ ظاهر يفزع اليه الناس في حلالهم وحرامهم ، فقال : لا يا أبا يوسف وإنّ ذلك لشيء في كتاب الله عزوجل قوله : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصابِرُوا وَرابِطُوا ،) إصبروا على دينكم وصابروا على أعدائكم ورابطوا إمامكم فيما أمركم وفرض عليكم (١).

__________________

(١) بصائر الدرجات ص ٥٠٧ وتفسير العياشي ج ١ ص ٢١٢ ح ١٨١.

٧٨

سورة النساء

قوله تعالى : (وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحامَ) (١)

١٥٤ ـ محمّد بن يعقوب بإسناده عن الوشاء عن محمّد بن فضيل الصيرفي عن الرضا «عليه‌السلام» : ان رحم آل محمّد معلّقة بالعرش تقول : أللهمّ صل من وصلني ، واقطع من قطعني ، ثمّ هي جارية في ارحام المؤمنين ، ثمّ تلا هذه الآية : (وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحامَ)(١).

قوله تعالى : (يُرِيدُ اللهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ) (٢٦)

١٥٥ ـ في اصول الكافي : محمّد عن احمد عن علي بن نعمان رفعه عن ابي جعفر «عليه‌السلام» قال : أبو جعفر «عليه‌السلام» : يمصّون الثماد ويدعون النهر العظيم ، قيل له : وما النهر العظيم ، قال : قال رسول الله والعلم الّذي اعطاه الله ، إنّ الله جمع لمحمّد سننن النبيّين من آدم وهلمّ جرّا الى محمّد ، قيل له : وما تلك السنن ، قال : علم النبيّين بأسره ، وأنّ رسول الله «ص» صيّر ذلك كلّه عند أمير المؤمنين «ع» ،

__________________

(١) اصول الكافي ٢ / ١٥١ ح ٧ باب صلة الأرحام.

٧٩

فقال له رجل : يا بن رسول الله فأمير المؤمنين أعلم أم بعض النبيّين ، فقال أبو جعفر : إستمعوا ما يقولون ، إنّ الله يفتح مسامع من يشاء ، إنّي حدّثته : إنّ الله جمع لمحمّد علم النبيّين وإنّه جمع ذلك كلّه عند أمير المؤمنين ، وهو يسئلني ، أهو أعلم أم بعض النبيّين (١).

قوله تعالى : (وَاعْبُدُوا اللهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً) (٣٦)

١٥٦ ـ العياشي عن أبي بصير عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : إنّ رسول الله أحد الوالدين وعليّ الآخر ، فقلت : اين موضع ذلك من كتاب الله ، قال : إقرأ : (وَاعْبُدُوا اللهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً)(٢).

١٥٧ ـ وعن أبي بصير عن أبي جعفر «عليه‌السلام» في قول الله : (وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً) ، قال : قال إنّ رسول الله أحد الوالدين وعليّ الآخر ، وذكر أنها الآية التي في النساء (٣).

ويؤيّد ذلك ما رواه صاحب الفائق : بأنّ رسول الله «ص» قال : أنا وعليّ أبوا هذه الأمّة.

١٥٨ ـ وروى أبن شهر آشوب عن محمّد بن جرير بن خالد في كتاب المناقب : إن النّبي «ص» قال لعلي : اخرج فناد : ألا من ظلم أجيرا أجرته فعليه لعنة الله ، ألا ومن تولّى غير مواليه فعليه لعنة الله ، ألا ومن سبّ أبويه فعليه لعنة الله ، فنادى بذلك فدخل عمر وجماعة على النّبي «ص» وقالوا : هل من تفسير لما نادى ، قال : نعم ، إنّ الله يقول : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ،) فمن ظلمنا فعليه

__________________

(١) أصول الكافي ج ١ ص ٢٢٢ ح ٦.

(٢) تفسير العياشي ج ١ ص ٢٤١ ح ١٢٨.

(٣) تفسير العياشى ج ١ ص ٢٤١ ح ١٢٨.

٨٠