آيات الأنوار

آية الله الميرزا محمود اليوسفي الغروي

آيات الأنوار

المؤلف:

آية الله الميرزا محمود اليوسفي الغروي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مركز انتشارات دار النشر اسلام
المطبعة: مهدية قم المقدسة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٧١

وجعفر بن محمد بن مسرور ، قالا : حدّثنا محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري عن أبيه عن الريان بن الصلت عن الرضا «عليه‌السلام» قال : في حديث مع مأمون ، قال «عليه‌السلام» : الذّكر رسول الله «ص» ونحن أهله وذلك بيّن في كتابه حيث يقول في سورة الطّلاق : (فَاتَّقُوا اللهَ يا أُولِي الْأَلْبابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنْزَلَ اللهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً رَسُولاً يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِ اللهِ مُبَيِّناتٍ ،) قال : فالذّكر رسول الله «ص» ونحن أهله (١).

سورة التحريم

قوله تعالى : (وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلى بَعْضِ أَزْواجِهِ حَدِيثاً فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَها بِهِ قالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هذا قالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ) (٣)

٦٩٠ ـ الشيخ في اماليه باسناده عن أبن عباس قال : وجدت حفصة رسول الله مع أمّ إبراهيم في يوم عائشة ، فقالت : لأخبرنّها ، فقال رسول الله «ص» : اكتمي ذلك وهي عليه حرام ، فأخبرت حفصة ، عائشة بذلك ، فأعلم الله نبيّه فعرفت حفصة أنّها أفشت سرّه ، فقالت له : من أنبأك هذا ، قال : نبّأني العليم الخبير ، فالى رسول الله من نسائه شهرا ، فأنزل الله عزّ إسمه : إن تتوبا الى الله فقد صغت قلوبكما ، قال ابن عباس : فسألت عمر بن الخطّاب من اللتان تظاهرتا على رسول الله «ص» ، فقال له : حفصة وعائشة (٢).

قوله تعالى : (وَإِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصالِحُ

__________________

(١) البرهان ص ١٢٢٦ وعيون أخبار الرضا «ع» : ١٣٢.

(٢) البرهان ص ١١٢٧ واما لي الشيخ ١ / ١٥٠.

٣٦١

الْمُؤْمِنِينَ ...) (٤)

٦٩١ ـ علي بن ابراهيم قال : حدّثنا محمد بن جعفر قال : حدّثنا عبد الله بن محمد عن ابن أبي نجران عن عاصم بن حميد عن أبي بصير ، قال : سمعت أبا جعفر «عليه‌السلام» يقول : (إِنْ تَتُوبا إِلَى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما وَإِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ،) قال صالح المؤمنين عليّ «عليه‌السلام» (١).

٦٩٢ ـ محمد بن عباس قال : حدّثنا جعفر بن محمد الحسيني عن عيسى بن مهران عن محلول بن ابراهيم عن عبد الرحمن بن الأسود عن محمد بن عبد الله بن أبي رافع قال : لمّا كان اليوم الّذي توفّى فيه رسول الله «ص» غشى عليه ، ثمّ أفاق وأنا أبكي ، وأقبّل يده وأقول : من لي ولولدي بعدك يا رسول الله «ص» ، قال : لك الله بعدي ووصيّ صالح المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه‌السلام) (٢).

أقول : اورد محمد بن العباس إثنين وخمسين حديثا من طريق الخاصّة والعامّة في أن عليّا «عليه‌السلام» صالح المؤمنين.

٦٩٣ ـ الواحدي والشهروزي في مختصر وسيطه قال : روى ابن عباس قال : أردت أن أسئل عمر بن الخطّاب فمكثت سنتين فلمّا كنّا بمنزل الظهران ، وذهب ليقضي حاجته ، فجاء وقد قضى حاجته فذهبت أصبّ عليه الماء ، فقلت : يا أمير المؤمنين ، من المرئتان اللّتان تظاهرتا على رسول الله «ص» ، قال : عائشة وحفصة (٣).

__________________

(١) تفسير القمي ج ٢ ص ٣٧٧.

(٢) البرهان ص ١١٢٨.

(٣) نفس المصدر السابق.

٣٦٢

قوله تعالى : (يَوْمَ لا يُخْزِي اللهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ ...) (٨)

٦٩٤ ـ محمد بن يعقوب عن علي بن محمد ومحمد بن الحسن عن سهل بن زياد عن محمد بن حسن بن شمون عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصمّ عن عبد الله بن قاسم عن صالح بن سهل الهمداني قال : قال أبو عبد الله «عليه‌السلام» في قوله : (يَسْعى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ ،) ائمّة المؤمنين يوم القيامة ، تسعى بين أيدي المؤمنين وبأيمانهم ، حتّى ينزلوهم منازل أهل الجنّة (١).

قوله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ جاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنافِقِينَ ...) (٩)

٦٩٥ ـ الشيخ في اماليه باسناده الى ابن عباس قال : لمّا نزلت : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ جاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنافِقِينَ ،) قال النبيّ «ص» : لأجاهدنّ العمالقة ، يعني الكفّار والمنافقين ، وآتاه جبرئيل قال : أنت أو عليّ (٢).

قوله تعالى : (وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها فَنَفَخْنا فِيهِ مِنْ رُوحِنا وَصَدَّقَتْ بِكَلِماتِ رَبِّها وَكُتُبِهِ وَكانَتْ مِنَ الْقانِتِينَ) (١٢)

٦٩٦ ـ شرف الدين في تأويل الآيات روى عن محمد بن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن داود بن فرقد عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» أنّه قال : (وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها ،) مثلا ضرب الله لفاطمة «عليها‌السلام» ، وقال : انّ فاطمة أحصنت فرجها فحرّم الله ذريّتها على النّار (٣).

__________________

(١) البرهان ص ١١٣٠ واصول الكافي ج ١ ص ١٩٥ ح ٥.

(٢) البرهان ص ١١٣١ وامالي الشيخ ٢ / ١١٦.

(٣) البرهان ٢ / ١١٣١.

٣٦٣

سورة الملك

قوله تعالى : (أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلى وَجْهِهِ أَهْدى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) (٢٢)

٦٩٧ ـ محمد بن يعقوب عن علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن فضيل عن أبي الحسن الماضي «عليه‌السلام» قال : قلت : (أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلى وَجْهِهِ أَهْدى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ،) قال : انّ الله ضرب مثلا من حادّ عن ولاية علي «عليه‌السلام» كمن يمشي على وجهه لا يهتدي لامره وجعل من تبعه سويّا على صراط مستقيم ، والصراط المستقيم أمير المؤمنين (١).

قوله تعالى : (فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ) (٢٧)

٦٩٨ ـ محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن جمهور عن اسماعيل بن سهل عن القسم بن عروة عن أبي السفاتج عن زرارة عن أبي جعفر «عليه‌السلام» في قوله : (فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ ،) قال : هذه نزلت في أمير المؤمنين وأصحابه ، الّذين عملوا ما عملوا يرون عمل أمير المؤمنين في أغبط الأماكن ، فيسؤوا وجوههم ويقال لهم هذا الّذي كنتم تدّعون ، الّذي انتحلم اسمه (٢) ، أي سميتم أنفسكم بأمير المؤمنين.

__________________

(١) اصول الكافي ج ١ ص ٤٣٣ ح ٩١.

(٢) اصول الكافي ص ٤٢٥ ح ٦٨.

٣٦٤

قوله تعالى : (فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) (٢٩)

٦٩٩ ـ محمد بن يعقوب «ره» عن الحسين بن محمد عن معلّى بن محمد عن علي بن الاسباط عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» في قول الله عزوجل : (فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ ،) يا معشر المكذّبين حيث أنبأتكم رسالة ربّي في ولاية عليّ «عليه‌السلام» والأئمّة من بعده ، (مَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ)(١).

قوله تعالى : (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ) (٣٠)

٧٠٠ ـ محمد بن العباس عن احمد بن القاسم عن احمد بن محمد بن يسار عن محمد بن خالد عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن أبي عبد الله «ع» في قوله عزوجل : (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ ،) قال : ان غاب إمامكم فمن يأتيكم بإمام جديد (٢).

سورة القلم

قوله تعالى : (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) (٤)

٧٠١ ـ الشيخ ورّام روى إنّ رسول الله «ص» كان يمشي ومعه بعض أصحابه فادركه اعرابي فجذبه جذبا شديدا ، وكان عليه بردا نجراني غليظ الحاشية ، وأثرت الحاشية في عنقه «ص» فضخك ثمّ أمر بعطائه ، ولمّا أكثرت قريش اذاه وضربوه ، قال : أللهمّ أعفر لقومي فإنّهم لا يعلمون ، فلذلك قال الله تعالى : (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ)(٣).

__________________

(١) اصول الكافي ج ١ ص ٤٢١ ح ٤٥.

(٢) البرهان ص ١١٣٧.

(٣) البرهان ص ١١٣٩ ومجموعة ورّام ج ١ / ٩٩.

٣٦٥

قوله تعالى : (بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ) (٦)

٧٠٢ ـ محمد بن يعقوب باسناده عن ابي عباس المكّي قال : سمعت أبا جعفر «عليه‌السلام» يقول : انّ عمر لقي عليّا «عليه‌السلام» ، فقال له : أنت الّذي تقرأ هذه الآية (بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ ،) تعرّضا بي وبصاحبي ، قال : أفلا أخبرك بآية نزلت في بني اميّة : (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ ،) فقال : كذبت بنو اميّة اوصل منكم للرحم ولكنك أبيت إلّا عداوة لبني تميم وبني عدّي وبني أميّة (١).

قوله تعالى : (يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ) (٤٢)

٧٠٣ ـ قال علي بن ابراهيم قال : يكشف عن الأمور الّتي خفيت وما غضبوا آل محمّد حقّهم ، ويدعون الى السجود ، قال : يكشف لأمير المؤمنين «ع» فتصير أعناقهم مثل صياصي البقر ، يعني قرونه فلا يستطيعون أن يسجدوا ، وهي عقوبة لانّهم لم يطيعوا الله في الدنيا امره ، قال : وقوله : (وَقَدْ كانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سالِمُونَ ،) قال : قال : الى ولاية في الدنيا وهم يستطيعون (٢).

قوله تعالى : (وَإِنْ يَكادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ) (٥١)

٧٠٤ ـ الشيخ «ره» في التهذيب باسناده عن محمد بن احمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن الحجّال عن عبد الله بن بشير عن حسّان الجمّال ، قال : حملت أبا عبد الله «عليه‌السلام» من المدينة الى مكّة ، فلمّا انتهينا الى مسجد الغدير في مسيرة الجبل ، فقال : ذلك موضع قدم رسول الله «ص» قال : من كنت مولاه فهذا عليّ

__________________

(١) الروضة ص ١٣٦ ح ٧٦.

(٢) البرهان ص ١١٤١.

٣٦٦

مولاه ، أللهمّ وال من والاه ، وعاد من عاداه ، ثمّ نظر في الجانب الآخر قال : ذلك موضع فسطاط أبي فلان ، وفلان وسالم مولى أبي حذيفة وأبي عبيدة بن الجراح ، فلمّا رأوه رافعا يده ، قال بعضهم : انظروا الى عينيه تدوران كأنهما عينا مجنون ، فنزل جبرئيل بهذه الآية : (وَإِنْ يَكادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ وَما هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ ،) ثمّ قال : يا حسّان لو لا إنّك جمّالي ما حدّثتك بهذا الحديث (١).

سورة الحاقّة

قوله تعالى : (جاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكاتُ بِالْخاطِئَةِ) (٩)

٧٠٥ ـ شرف الدين النجفي في تأويل الآيات عن محمد البرقي عن سيف بن عميرة عن أخيه عن منصور بن حازم عن حمران ، قال : سمعت أبا جعفر «ع» يقرأ : (وَجاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكاتُ بِالْخاطِئَةِ ،) قال : وجاء يعني الثالث ومن قبله الأوّلين ، والخاطئة يعني عائشة ، وقوله : والمؤتفكات أهل البصرة ، فقال : جاء في كلام أمير المؤمنين لأهل البصرة : يا أهل المؤتفكة ، ائتفكت بأهلها ثلاثا وعلى الله تمام الرابعة ، ومعنى ائتفكت بأهلها ، أي خسفت بهم (٢).

قوله تعالى : (وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ) (١٢)

٧٠٦ ـ سعد بن عبد الله عن الحسن بن موسى بن الخشّاب عن علي بن

__________________

(١) البرهان ص ١١٤٢ والتهذيب ج ٣ / ٢٦٣ ح ٦٦ ، والكافي الفروع ج ٤ ص ٦٦ باب مسجد الغدير ح ٢ والفقيه ج ١ ص ١٤٨.

(٢) البرهان ص ١١٤٢.

٣٦٧

الحسّان عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» في قول الله : (وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ ،) قال : وعت اذن أمير المؤمنين «عليه‌السلام» ما كان وما يكون (١).

٧٠٧ ـ محمد بن يعقوب عن احمد بن مهران عن عبد العظيم بن عبد الله عن يحيى بن سالم عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : لمّا نزلت : (وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ ،) قال رسول الله «ص» أذنك يا عليّ (٢).

٧٠٨ ـ كتاب الياقوت عن أبي عمرو وغلام ثعلب والكشف والبيان عن الثعلبي قال : عبد الله بن الحسن ، وفي الكتاب الكلبي واللفظ له الميمون بن مهران عن ابن عباس عن النّبيّ «ص» : لمّا نزلت (وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ ،) قلت : أللهمّ إجعلها أذن عليّ ، فما سمع شيئا بعدها إلّا حفظه (٣).

قوله تعالى : (وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ) (١٧)

٧٠٩ ـ قال الشيخ الصدوق «ره» في كتاب اعتقاداته : أمّا العرش الّذي هو العلم ، فحملته أربعة ، من الأوّلين وأربعة من الآخرين ، فأمّا الأربعة من الأوّلين ، فنوح وابراهيم وموسى وعيسى ، وأمّا الأربعة من الآخرين ، محمّد «ص» وعليّ والحسن والحسين «صلوات الله عليهم أجمعين» ، هكذا روي بالأسانيد الصحيحة عن الأئمّة «عليهم‌السلام» (٤).

قوله تعالى : (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ) (١٩)

٧١٠ ـ محمد بن العباس قال : حدّثنا محمد بن الحسين عن جعفر بن عبد الله

__________________

(١) البرهان ص ١١٤٣ ، البصائر ص ٥٣٧ ح ٤٧.

(٢) اصول الكافي ج ١ ص ٤٢٣ ح ٥٧.

(٣) البرهان ص ١١٤٣ وراجع سعد السعود : ١٠٨.

(٤) اعتقادات الصدوق ص ٧٥.

٣٦٨

بن المحمدي عن كثير بن عياش عن أبي الجارود عن أبي جعفر «عليه‌السلام» في قوله عزوجل : (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ) الى آخر الآية ، فنزلت في علي وجرت في أهل الإيمان (١).

٧١١ ـ ابن مردويه روى عن رجاله عن ابن عباس في قوله عزوجل : (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ) ، الى قوله : (الْخالِيَةِ ،) هو علي بن أبي طالب «عليه‌السلام» (٢).

قوله تعالى : (ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ (٣١) ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً فَاسْلُكُوهُ) (٣٢)

٧١٢ ـ محمد بن يعقوب «ره» عن عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد عن علي بن الحكم عن الحسين بن أبي العلاء قال : قال أبو عبد الله «عليه‌السلام» : كان معاوية صاحب السلسلة التي قال الله عزوجل : (فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً فَاسْلُكُوهُ إِنَّهُ كانَ لا يُؤْمِنُ بِاللهِ الْعَظِيمِ ،) وكان فرعون هذه الأمة (٣).

قوله تعالى : (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ) (٤٠)

٧١٣ ـ محمد بن يعقوب باسناداه عن أبي بصير عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : قلت له : (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ،) قال : يعني جبرئيل عن الله في ولا ية علي «عليه‌السلام» قلت : (وَما هُوَ بِقَوْلِ شاعِرٍ قَلِيلاً ما تُؤْمِنُونَ ،) قال : قالوا : إن محمدا كذاب على ربه ، وما أمره الله بهذا في علي ، فأنزل الله بذلك قرآنا ، فقال : إن ولايته (تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ ، وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا بَعْضَ الْأَقاوِيلِ لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ، ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنْهُ الْوَتِينَ ،) ثم عطف القول : إن ولا ية علي لتذكرة للمتقين ، للعالمين ، (وَإِنَّا

__________________

(١) البرهان ص ١١٤٤.

(٢) نفس المصدر السابق.

(٣) فروع الكافي ج ٤ ص ٢٤٣.

٣٦٩

لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ ، إِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكافِرِينَ ،) وان ولا ية علي لحق اليقين ، فسبح يا محمد باسم ربك العظيم ، يقول : أشكر ربك العظيم الذي أعطاك هذا الفضل (١).

سورة المعارج

قوله تعالى : (سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ) (١)

٧١٤ ـ محمد بن يعقوب عن علي بن ابراهيم عن احمد بن محمد عن محمد بن خالد عن محمد بن سليمان عن أبيه عن أبي بصير عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» في قوله : (سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ لِلْكافِرينَ) (بولاية علي) (لَيْسَ لَهُ دافِعٌ ،) ثم قال : هكذا والله نزل بها جبرئيل على محمد «صلى‌الله‌عليه‌وآله» (٢).

٧١٥ ـ محمد بن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان عن أبيه عن أبي بصير قال : بينا رسول الله «ص» ذات يوم جالس إذ أقبل أمير المؤمنين «عليه‌السلام» ، فقال رسول الله «ص» : لو لا أن يقول فيك طوائف من امتي ما قالت النصارى في عيسى ابن مريم ، لقلت فيك قولا لا تمر بملا من الناس إلا أخذوا التراب من تحت قدميك ، ويلتمسون البركة ، قال : فغضب الأعرابيان والمغيرة بن شعبة وعدة من قريش معهم ، فقالوا : ما رضى أن يضرب لإبن عمه مثلا إلا عيسى ابن مريم ، فأنزل الله على نبيه «ص» : (وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ

__________________

(١) البرهان ص ١١٤٥ ـ ١١٤٦ ، الكافي الاصول ج ١ ص ٤٣٣ ح ٩١ ، سند الحديث في البرهان غير الذي في الكافي.

(٢) اصول الكافي ج ١ ص ٤٢٢ ح ٤٧.

٣٧٠

يَصِدُّونَ ، وَقالُوا أَآلِهَتُنا خَيْرٌ أَمْ هُوَ ما ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلاً ، بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ ، إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنا عَلَيْهِ وَجَعَلْناهُ مَثَلاً لِبَنِي إِسْرائِيلَ وَلَوْ نَشاءُ لَجَعَلْنا مِنْكُمْ ،) يعني من بني هاشم ، (مَلائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ ،) فغضب الحارث بن عمرو الفهري ، فقال : أللهم إن كان هذا هو الحق من عندك ، إن بني هاشم يتوارثون هرقلا بعد هرقل ، (فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ ، وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ ، وَما كانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ،) ثم قال : يا أبا عمرو إما تبت وإما رحلت ، فقال : يا محمد ، إن تجعل لسائر قريش شيئا مما في يديك ، فقد ذهبت بنو هاشم بمكرمة العرب والعجم ، فقال له النبي «ص» : ليس ذلك إلى ، ذلك الى الله تبارك وتعالى ، فقال : يا محمد ، قلبي ما يتابعني على التوبة ، ولكن أرحل عنك ، فدعا براحلته فركبها ، فلما صار بظهر المدينة أتته جندلة فرضت هامته ، ثم أتى الوحي إلى النبي «ص» فقال : (سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ لِلْكافِرينَ) (بولاية علي) (لَيْسَ لَهُ دافِعٌ مِنَ اللهِ ذِي الْمَعارِجِ ،) قال : قلت : جعلت فداك ، إنا لا نقرء هكذا ، فقال : هكذا أنزل الله بها جبرئيل على محمد «ص» ، وهكذا والله مثبت في مصحف فاطمة «عليها‌السلام» ، فقال رسول الله «ص» لمن حوله من المنافقين : إنطلقوا الى صاحبكم فقد أتاه بما أستفتح به ، قال الله عزوجل : (وَاسْتَفْتَحُوا وَخابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ)(١).

أقول : قد مر هذا الحديث في تفسير الآية (٥٧) من سورة زخرف.

٧١٦ ـ الحاكم أبو القاسم الحسكاني في شواهد التنزيل ، قال : أخبرنا أبو عبد الله الشيرازي ، أخبرنا أبو بكر الجرجرائي ، أخبرنا أبو أحمد البصري قال : حدثني محمد بن سهل قال : حدثني زيد بن اسماعيل مولى الأنصاري ، حدثني محمد بن أيوب الواسطي عن سفيان بن عينية عن جعفر بن محمد «عليه‌السلام» عن أبيه عن

__________________

(١) روضة الكافي ص ٥٧ ـ ٥٨ ح ١٨.

٣٧١

علي «ع» قال : لما نصب رسول الله «ص» عليا يوم غدير خم ، فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، طار ذلك في البلاد ، فقدم على رسول الله ، النعمان بن الحرث الفهري ، فقال : أمرتنا عن الله أن نشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله ، وأمرتنا بالجهاد والحج والزكاة والصوم ، فقبلناها منك ، ثم لم ترض حتى نصبت هذا الغلام فقلت : من كنت مولاه فهذا مولاه ، فهذا شيء منك أو أمر من عند الله؟ قال : الله الذي لا إله إلا هو إن هذا من الله ، قال : فولى النعمان وهو يقول : (اللهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ ، أَوِ ائْتِنا بِعَذابٍ أَلِيمٍ ،) فرماه الله بحجر على رأسه فقتله ، فأنزل الله تعالى : (سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ) الى آخر الآيتين (١).

أقول : لا منافات بين طلب الحارث بن عمرو الفهري العذاب عنادا وغضبا لتشبيه رسول الله ، عليا بعيسى ابن مريم ونزول العذاب عليه وبين طلب النعمان بن الحارث الفهري العذاب لنفسه لتعيين رسول الله ، عليا بالخلافة في الغدير ونزول العذاب عليه ، فهما ومن كان مثلهما خسرا الدنيا والآخرة ، أللهم إنا نعوذ بك من عناد الحق.

قوله تعالى : (الَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ دائِمُونَ) (٢٣)

٧١٧ ـ الشيخ الصدوق «ره» عن محمد بن موسى بن المتوكل عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الماضي «عليه‌السلام» في قوله عزوجل : (إِلَّا الْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ دائِمُونَ ،) قال : اولئك والله أصحاب الخمسين من شيعتنا ، قال : قلت : (وَالَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ يُحافِظُونَ ،) قال : اولئك أصحاب الجنة من شيعتنا ، قال : قلت : وأصحاب اليمين ، قال : هم والله من شيعتنا (٢).

__________________

(١) شواهد التنزيل ج ٢ ص ٢٨٦.

(٢) البرهان ص ١١٤٨ ومجمع البيان ج ١٠ / ٥٧.

٣٧٢

قوله تعالى : (وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ) (٢٦)

٧١٨ ـ محمد بن يعقوب «ره» عن علي بن العباس عن الحسن بن عبد الرحمن عن عاصم بن حميد عن أبي حمزة عن أبي جعفر «عليه‌السلام» في قوله : (وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ ،) قال : بخروج القائم «عليه‌السلام» (١).

قوله تعالى : (فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ إِنَّا لَقادِرُونَ) (٤٠)

٧١٩ ـ شرف الدين في تأويل الآيات عن محمد بن خالد البرقي باسناداه يرفعه عن محمد بن سليمان عن أبيه عن أبي بصير عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» ، (فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ ،) قال : المشارق الأنبياء ، والمغارب الأوصياء «صلوات الله عليهم» (٢).

سورة نوح

قوله تعالى : (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً ...) (٢٨)

٧٢٠ ـ محمد بن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد بن عيسى ابن فضال عن المفضل بن صالح عن محمد بن علي الحلبي عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» في قوله عزوجل : (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً ،) انما يعني الولاية من دخل في الولاية دخل في بيت الأنبياء ، وقوله : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ،) يعني الأئمة وولايتهم من

__________________

(١) روضة الكافي ص ٢٨٧ ح ٤٣٢ والبرهان ص ١١٤٩.

(٢) البرهان ص ١١٥٠.

٣٧٣

دخل فيها دخل في بيت النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» (١).

سورة الجن

قوله تعالى : (وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدى آمَنَّا بِهِ ...) (١٣)

٧٢١ ـ محمد بن يعقوب عن علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن فضيل عن أبي الحسن الماضي «عليه‌السلام» قال : قلت ، قوله : (وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدى آمَنَّا بِهِ ،) قال : الهدى الولاية ، آمنا بموالاتنا فمن آمن بولاية هؤلاء فلا يخاف بخسا ولا رهقا ، قلت : تنزيل ، قال : لا تأويل ، قلت : قوله : (لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا رَشَداً ،) قال : إن رسول الله «ص» دعا الناس الى ولا ية علي فاجتمعت اليه قريش ، فقالوا : يا محمد ، إعفنا من هذا ، فقال لهم رسول الله «ص» : هذا إلى الله ليس إلي ، فاتهموه ، وخرجوا من عنده ، فأنزل الله : (قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا رَشَداً ، قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً ، إِلَّا بَلاغاً مِنَ اللهِ وَرِسالاتِهِ ،) في علي ، قلت : هذا تنزيل ، قال : نعم ، ثم قال توكيدا ، (وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ ،) في علي ، (فَإِنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها ،) قلت : (إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ ناصِراً وَأَقَلُّ عَدَداً ،) يعني بذلك القائم وأنصاره (٢).

قوله تعالى : (وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً) (١٦)

٧٢٢ ـ محمد بن يعقوب عن احمد بن مهران عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني عن موسى بن محمد عن يونس بن يعقوب عن من ذكره عن

__________________

(١) اصول الكافي ج ١ ص ٤٢٣ ح ٥٤.

(٢) أصول الكافي ج ١ ص ٤٣٣ ـ ٤٣٤ في حديث ٩١.

٣٧٤

أبي جعفر «عليه‌السلام» في قوله تعالى : (وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً ،) يقول : لأشربنا قلوبهم الايمان ، والطريقة هي ولا ية علي بن أبي طالب والأوصياء «عليهم‌السلام» (١).

قوله تعالى : (فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً ...) الى قوله : (وَأَحْصى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً) (٢٨)

٧٢٣ ـ علي بن ابراهيم قال : حدثنا جعفر بن محمد بن مالك ، قال : حدثنا جعفر بن عبد الله ، قال : حدثنا محمد بن عمرو عن عباد بن صهيب عن جعفر بن محمد عن أبيه «عليه‌السلام» في قوله عزوجل : (فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً ، وَأَمَّا الْقاسِطُونَ فَكانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً ،) معاوية وأصحابه ، وان لو استقاموا على الطريقة الولاية لعلي «عليه‌السلام» لنفتنهم فيه ، قتل الحسين «عليه‌السلام» ، (وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذاباً صَعَداً ، وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَداً ،) أي الأخذ من آل محمد فلا تتخذوا من غيرهم إماما ، (وَأَنَّهُ لَمَّا قامَ عَبْدُ اللهِ يَدْعُوهُ ،) يعني رسول الله «ص» الى ولا ية أمير المؤمنين «عليه‌السلام» ، كادت قريش يكونون عليه لبدا ، أي يعاونون عليه ، (قُلْ إِنَّما أَدْعُوا رَبِّي ،) قال : (إِنَّما أَدْعُوا رَبِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا رَشَداً ،) إن توليتم عن ولا ية علي ضرا ولا رشدا ، (قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً ،) يعني مأوى ، (إِلَّا بَلاغاً مِنَ اللهِ) أبلغكم ما أمرني الله به من ولا ية علي بن أبي طالب «عليه‌السلام» ، (وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ) في ولا ية علي (فَإِنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها أَبَداً ،) قال النبي «ص» : يا علي ، أنت قسيم النار ، تقول هذا لي وهذا لك ، قالوا : فمتى يكون ما تعدنا به من أمر علي والنار ، فأنزل الله : (حَتَّى إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ) (يعني الموت والقيامة) (فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ ناصِراً وَأَقَلُّ عَدَداً ،) يعني

__________________

(١) اصول الكافي ج ١ ص ٤١٩ ح ٣٩.

٣٧٥

فلان وفلان ومعاوية وعمر بن العاص وأصحاب الضغائن من قريش ، من أضعف ناصرا وأقل عددا ، قالوا : فمتى يكون ذلك ، قال الله لمحمد «ص» : (قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ ما تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَداً ،) قال : أجلا ، (عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً ، إِلَّا مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ ،) يعني عليا المرتضى من الرسول وهو منه ، قال الله : (فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً ،) قال : في قلبه العلم ، ومن خلقه الرصد ، يعلمه علمه ، يزقه العلم زقا ، ويعلمه الله العلم الهاما ، والرصد ، التعليم من النبي «ص» ليعلم النبي أن قد أبلغوا رسالات ربهم وأحاط بما لدى الرسول من الرسول العلم ، وأحصى كل شيء عددا ، ما كان أو يكون منذ يوم خلق الله آدم الى أن تقوم الساعة ، من فتنة أو زلزلة أو خسف أو قذف أو أمة هلكت فيما مضى ، أو يهلك فيما بقي ، وكم إمام جائر أو عادل يعرف باسمه ونسيه من يموت موتا او يقتل قتلا ، وكم من امام مخذول لا يضره خذلان من خذله ، وكم من امام منصور لا ينفعه نصر من نصره (١).

سورة المزمل

قوله تعالى : (وَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً) (١٠)

٧٢٤ ـ محمد بن يعقوب «ره» عن علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن فضيل عن أبي الحسن الماضي «عليه‌السلام» قال : قلت له : (وَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ ،) قال : يقولون فيك ، (وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً ،) وذرني

__________________

(١) البرهان ص ١١٥٣ وتفسير القمي ج ٢ ص ٣٨٩ ـ ٣٩٠.

٣٧٦

والمكذبين «بوصيك» واولي النعمة ومهلهم قليلا ، قلت : إن هذا تنزيل ، قال : نعم (١).

سورة المدثر

قوله تعالى : (فَإِذا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ فَذلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ (٩) عَلَى الْكافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ) (١٠)

٧٢٥ ـ محمد بن يعقوب عن أبي علي الأشعري عن محمد بن علي عن عبد الله بن القسم عن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» في قوله عزوجل : (فَإِذا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ ،) قال : إن منا إماما مظفرا مستترا ، فاذا أراد الله عزوجل : إظهار أمره نكت في قلبه نكتة فظهر ، فقام بأمر الله تعالى (٢).

قوله تعالى : (ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً) (١١)

٧٢٦ ـ علي بن ابراهيم قال : حدثنا أبو العباس قال : حدثنا يحيى بن ذكريا عن علي بن حسان عن عمه عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» في منزله : (ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً ،) قال : الوحيد ولد الزّنا ، وهو زفر ، وجعلت له مالا ممدودا الى مدّة ، وبنين شهودا ، قال : أصحابه الذين شهدوا بأن رسول الله «ص» لا يورث ، ومهّدوا له تمهيدا ، ملكه الّذي ملّكه مهدّه له ، ثمّ يطمع ان أزيد ، كلّا إنّه كان لآياتنا عنيدا ، قال : لولاية أمير المؤمنين «عليه‌السلام» جاحدا عاندا لرسول الله «ص» سارهقه صعودا ، إنّه فكرّ وقدّر ، فيما أمر من الولاية ، وقدّر ، فيما أمر من الولاية ، وقدّر إن مضى رسول الله «ص» لا يسلم لأمير المؤمنين «عليه‌السلام» بالبيعة ، الّتي بايعه بها

__________________

(١) اصول الكافي ج ١ ص ٤٣٤ في حديث ٩١.

(٢) البرهان ص ١١٥٧ واصول الكافي ج ١ ص ٣٤٣ ح ٣٠.

٣٧٧

على عهد رسول الله «ص» ، فقتل كيف قدّر ، قال : عذاب بعد عذاب ، يعذبه القآئم «عليه‌السلام» ثمّ نظر الى رسول الله «ص» وأمير المؤمنين فعبس ز وبصر بما أمر به ، ثمّ أدبر واستكبر ، وقال : إن هذا إلّا سحر يؤثر ، قال : إنّ زفر ، قال : إنّ النبيّ سحر النّاس ، لعليّ ، إن هذا إلّا قول البشر ، أي ليس يوحي من الله عزوجل ، سأصليه سقر ، الى آخر الآية فيه نزلت (١).

قوله تعالى : (إِنَّها لَإِحْدَى الْكُبَرِ (٣٥) نَذِيراً لِلْبَشَرِ) (٣٥)

٧٢٧ ـ علي بن ابراهيم قال : أخبرنا الحسين بن محمد عن معلّى بن محمد عن الحسن بن علي الوشا عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر «ع» في قوله : (إِنَّها لَإِحْدَى الْكُبَرِ ، نَذِيراً لِلْبَشَرِ ،) قال : يعني فاطمة «عليها‌السلام» (٢).

قوله تعالى : (كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ (٣٨) إِلَّا أَصْحابَ الْيَمِينِ) (٣٩)

٧٢٨ ـ احمد بن محمد بن خالد البرقي في عن أبي يوسف ، يعقوب بن يزيد عن نوح المضروب عن أبي شيبة عن علي العابد عن أبي جعفر «عليه‌السلام» في قول الله عزوجل : (كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ إِلَّا أَصْحابَ الْيَمِينِ) ، قال : هم شيعتنا أهل البيت (٣).

٧٢٩ ـ محمد بن العباس قال : حدّثنا احمد بن محمد بن النوفلي عن محمد بن عبد الله عن الحسن بن علي بن محبوب عن ابن الزكريا الموصلي عن جابر الجعفي عن أبي جعفر عن أبيه عن جدّه عن النبيّ «ص» قال لعليّ «عليه‌السلام» : يا عليّ قوله عزوجل : (كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ إِلَّا أَصْحابَ الْيَمِينِ ، فِي جَنَّاتٍ

__________________

(١) البرهان ص ١١٥٨ وتفسير القمي ٢ / ٣٩٥.

(٢) البرهان ص ١١٥٨ وتفسير القمي ج ٢ ص ٣٩٦.

(٣) البرهان ص ١١٥٩.

٣٧٨

يَتَساءَلُونَ عَنِ الْمُجْرِمِينَ ، ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ ،) فالمجرمون هم المنكرون لولايتك ، (قالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ ، وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخائِضِينَ ،) فيقول لهم أصحاب اليمين : ليس من هذا اوتيتم ، فمن الّذي سلككم في سقر يا أشقياء ، قالوا (وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ حَتَّى أَتانَا الْيَقِينُ ،) فقالوا لهم : هذا الّذي سلككم في السقر ، يا أشقياء يوم الدّين يوم الميثاق ، حيث جحدوا وكذّبوا بولايتك وعتوا عليك واستكبروا (١).

سورة القيامة

قوله تعالى : (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ (٢٢) إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ) (٢٣)

٧٣٠ ـ الشيخ الصدوق «ره» في حديث باسناده عن عبد السلام بن صالح الهروي عن الرّضا «عليه‌السلام» فيه : فقلت له : يا بن رسول الله «ص» ، فما معنى الخبر الذي رووه : انّ ثواب لا إله إلّا الله ، النظر الى وجه الله تعالى ، فقال : يا أبا الصلت من وصف الله بوصف كالوجوه فقد كفر ، ولكن وجه الله تعالى أنبيائه ورسله ، وحججه ، هم الّذين بهم يتوجّه الى الله عزوجل والى دينه ومعرفته ، وقد قال الله تعالى : (كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ،) وقال عزوجل : (كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ،) فالنظر الى وجه أنبياء الله ورسله وحججه في درجاتهم له ثواب عظيم للمؤمنين يوم القيامة ، وقد قال النبيّ «ص» : من أبغض أهل بيتي وعترتي لم يرني ولم أره يوم القيامة ، وقال «ص» إنّ فيكم من لا يراني بعد أن يفارقني ، يا أبا الصلت إنّ الله تعالى لا يوصف

__________________

(١) البرهان ص ١١٥٩.

٣٧٩

بمكان ولا تدركه الأبصار والأوهام (١).

قوله تعالى : (فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى (٣١) وَلكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى) (٣٢)

٧٣١ ـ قال علي بن ابراهيم انّه كان سبب نزولها انّ رسول الله «ص» دعا الى بيعة عليّ يوم غدير خم ، فلمّا بلّغ النّاس وأخبرهم في عليّ ما أراد الله أن يخبرهم به ، وجمع النّاس ، فاتّكى معاوية على المغيرة بن شعبة وأبي موسى الاشعري ، ثمّ أقبل يتمطّى نحو أهله ، ويقول : والله لا نقرّ لعليّ بولايته أبدا ، ولا نصدّق محمّدا مقالته فيه ، فأنزل الله جلّ ذكره : (فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى ، وَلكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى ، ثُمَّ ذَهَبَ إِلى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى ، أَوْلى لَكَ فَأَوْلى)(٢).

سورة الدّهر أو الإنسان

قوله تعالى : (إِنَّ الْأَبْرارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً (٥) عَيْناً يَشْرَبُ بِها عِبادُ اللهِ يُفَجِّرُونَها تَفْجِيراً (٦) يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً (٧) وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً (٨) إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَلا شُكُوراً) (٩)

٧٣٢ ـ علي بن ابراهيم قال : حدّثني أبي عن عبد الله بن ميمون القدّاح عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : كان عند فاطمة شعير فجعلوها عصيدة ، فلمّا أن طبخوها ووضعوها بين أيديهم جاء مسكين فقال : رحمكم الله أطعمونا ممّا رزقكم الله ، فقام عليّ «عليه‌السلام» فأعطاه ثلثها ، فلم يلبث أن جاء يتيم ، فقال اليتيم :

__________________

(١) البرهان ص ١١٦١ وتوحيد الصدوق ١١٧ ـ ١١٨ ح ٢١.

(٢) البرهان ص ١١٦٢ وتفسير القمي ج ٢ ص ٣٩٧.

٣٨٠