آيات الأنوار

آية الله الميرزا محمود اليوسفي الغروي

آيات الأنوار

المؤلف:

آية الله الميرزا محمود اليوسفي الغروي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مركز انتشارات دار النشر اسلام
المطبعة: مهدية قم المقدسة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٧١

سورة البقرة

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)

(الم (١) ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ (٢) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ (٣))

١٤ ـ قال أبو الحسن علي بن ابراهيم : حدّثني أبي عن يحيى بن أبى عمران عن يونس عن سعدان بن مسلم عن أبي بصير عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» ، قال : الكتاب عليّ ، لا شكّ فيه هدى للمتّقين ، قال : بيان لشيعتنا (١).

١٥ ـ العياشي عن سعدان بن مسلم عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله «ع» في قوله تعالى : (الم ، ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ) قال : الكتاب عليّ ، لا ريب هدى للمتقين ، قال : المتقون شيعتنا الذين يؤمنون بالغيب ، ويقيمون الصلوة وممّا رزقناهم ينفقون ، وممّا علّمناهم ينبئون (٢).

__________________

(١) تفسير القمي ١ / ٣٠ ح ١.

(٢) تفسير العياشي ١ / ٢٥ ح ١.

٢١

١٦ ـ ابن بابويه «ره» قال : حدثنا احمد بن زياد بن جعفر الهمداني قال : حدثنا علي بن ابراهيم عن أبيه عن يحيى بن أبي عمران عن يونس بن عبد الرحمن عن سعدان عن أبي بصير عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : «الم» حرف من حروف اسم الله الأعظم المقطّع في القرآن ، الذي يؤلفه النّبي والامام فاذا دعا به اجيب ، (ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ ،) قال : بيان لشيعتنا ، (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ ،) وممّا علّمناهم من القرآن يتلون (١).

١٧ ـ ابن بابويه «ره» قال : حدثنا محمّد بن موسى المتوكل «رضي الله عنه» قال : حدّثنا احمد بن محمد بن عيسى عن عمر بن عبد العزيز عن غير واحد من اصحابنا عن داود بن كثير الرقي عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» في قوله عزوجل :

(الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) قال : من آمن بقيام القائم إنّه حق ، وفي نسخة : من أقرّ بقيام القائم (٢).

١٨ ـ ابن بابويه «ره» باسناده عن جابر بن عبد الله الأنصاري عن رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» في حديث يذكر فيه الأئمة الاثنى عشرة وفيهم القائم «عج» قال : قال رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : طوبى للصابرين في غيبته ، طوبى للمتقين على محبتهم ، اولئك من وصفهم الله في كتابه ، فقال : (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ ،) ثم قال : اولئك حزب الله ، ألا إن حزب الله هم الغالبون (٣).

قوله تعالى : (خَتَمَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ (٧))

__________________

(١) معاني الأخبار ص ٢٣ والبحار ج ٢٤ ص ٢٧.

(٢) تفسير البرهان ١ / ٥٣ واكمال الدين : ٢٢٩ ـ ٢٣٠.

(٣) تفسير البرهان ١ / ٥٤ واكمال الدين ص ٣٢٠ ح ١٩.

٢٢

١٩ ـ الامام العسكري «عليه‌السلام» قال : قال رسول الله «ص» : ايّكم وقى نفسه نفس رجل مؤمن البارحة ، فقال عليّ «ع» : أنا هو يا رسول الله وقيت بنفسي نفس ثابت بن شماس الأنصاري ، فقال رسول الله «ص» : حدّث بالقصة أخوانك المؤمنين ، ولا تكشف عن أسماء المنافقين الكائدين لنا ، فقد كفاكم الله شرّهم ، وأخّرهم للتوبة لعلّهم يتذكرون ويخشون ، فقال علي «ع» : اني بينا اسير في بني فلان بظاهر المدينة وبين يديّ بعيدا مني ثابت بن قيس إذ بلغ ببئر عادية عميقة بعيدة القعر وهناك رجل من المنافقين فدفعه ليرميه في البئر فتماسك ثابت ثم علا فدفعه والرجل لا يشعر بي حتى وصلت اليه وقد اندفع ثابت في البئر ، فكرهت ان اشتغل بطلب المنافقين خوفا على ثابت ، فوقعت في البئر لعليّ اخذه ، فنظرت فاذا أنا قد سبقته الى قرار البئر ، فقال رسول الله «ص» : وكيف لا تسبقه وأنت اوزن منه ، ولو لم يكن من رزانتك الّا ما في جوفك من علم الأولين والآخرين الذي اودعه الله رسوله لكان من حقك ، أن تكون اوزن من كل شيىء ، فكيف كان حالك وحال ثابت ، قال : يا رسول الله فسرت الى البئر واستقررت قائما وكان ذلك سهل عليّ من خطائي التي كنت اخطوها رويدا رويدا ، ثم جاء ثابت فانحدر فوقع على يديّ وقد بسطتهما اليه ، وخشيت أن يضرني سقوطه عليّ أو يضرّه ، فما كان الّا كطاقة ريحان تناولته بيدي ، ثم نظرت فاذن ذلك المنافق ومعه آخران على شفير البئر ، وهو يقول لهما : اردنا واحدا فصار اثنين ، فجاءوا بصخرة فيها مأة من فأرسلوها فخشيت أن تصيب ثابت فاحتضنته وجعلت رأسه الى صدري وانخيت عليه ، فوقعت الصخرة على مؤخر رأسي ، فما كانت الّا كترويحة بمروحة تروحت بها في حماوة القيظ ، ثم جاءوا بصخرة أخرى فيها قدر ثلاثمائة من فأرسلوها علينا ، وانخيت على ثابت فاصابت مؤخر رأسي ، فكان كماء صبّ على رأسي وبدني في يوم شديد الحرّ ، ثم جاءوا بصخرة ثالثة فيها قدر خمسمائة من ،

٢٣

يدورونها على الارض لا يمكنهم أن يقلبوها ، فارسلوها علينا فانحينت على ثابت فاصابت مؤخّر رأسي وظهري فكانت كثوب ناعم صببته على بدني ولبسته فتنعمت به ، فسمعتهم يقولون : لو أنّ لابن أبي طالب وابن قيس مأة الف روح مانجت منها واحدة من بلاء هذه الصخور ، ثم انصرفوا فدفع الله عنّا شرهم ، فأذن الله لشفير البئر فانحط ولقرار البئر فارتفع ، فاستوى القرار والشفير بعد بالارض فحطونا وخرجنا ، فقال رسول الله «ص» : يا أبا الحسن إنّ الله عزوجل اوجب لك من الفضائل والثواب ما لا يعرفه غيره ، ينادي مناد يوم القيامة : أين محبّوا علي بن أبي طالب ، فيقوم قوم من الصالحين فيقال لهم خذوا بأيدي من شئتم من عرصات القيامة فأدخلوهم الجنة ، وأقلّ رجل منهم ينجو بشفاعته من أهل تلك العرصات الف ، الف رجل ، ثم ينادي مناد : اين البقية من محبي علي بن أبي طالب ، فيقوم قوم مقتصدون فيقال لهم تمنّوا على الله ما شئتم ، فيتمنون فيفعل لكل واحد منهم ما تمنّى ، ثم يضاعف له مأة الف ضعف ، ثم ينادي مناد : اين البقية المبغضون لعلي بن أبي طالب ، فيؤتى بهم جمّ غفير وعدد كثير ، فقال : ان لا يجعل كل الف من هؤلاء فداء لواحد من محبّي علي بن أبي طالب ليدخلوا الجنة ، فينجي الله عزوجل محبيك ويجعل اعدائهم فدائهم ، ثم قال رسول الله «ص» : هذا الفضل الأكرم ، محبه محب الله ومحبّ رسوله ، ومبغضه مبغض الله ومبغض رسوله ، هم خيار خلق الله من أمّة محمّد ، ثمّ قال رسول الله «ص» : أنظر فنظر الى عبد الله أبّي والى سبعة من اليهود قال : قد شاهدت (خَتَمَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ ، وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ ،) فقال رسول الله «ص» : أنت يا عليّ افضل شهداء الله في الارض بعد محمد رسول الله ، قال : فذلك قوله تعالى : (خَتَمَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ) ، تبصرها الملائكة فيعرفونهم بها ويبصرها رسول الله ، ويبصرها خير خلق الله بعده علي بن أبي طالب ، ثم قال : ولهم عذاب

٢٤

عظيم في الآخرة بما كان من كفرهم بالله وبكفرهم بمحمّد رسول الله «ص» (١).

قوله تعالى : (وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ قالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ (١٤)).

٢٠ ـ أبن شهر آشوب روى عن الباقر «عليه‌السلام» ، انها نزلت في ثلاثة لمّا قام النبي بالولاية لأمير المؤمنين ، اظهروا الإيمان والرّضا بذلك فلمّا خلوا باعداء أمير المؤمنين (قالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ)(٢).

قوله تعالى : (مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً فَلَمَّا أَضاءَتْ ما حَوْلَهُ ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُماتٍ لا يُبْصِرُونَ ... صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ (١٧)).

٢١ ـ قال موسى بن جعفر «عليه‌السلام» : مثل هؤلاء المنافقين كمثل الذي استوقد نارا ابصر بها ما حوله ، ذهب الله بنورهم بريح ارسلها فأطفأها أو مطر ، وكذلك مثل هؤلاء المنافقين لما اخذ الله عليهم من البيعة لعلي بن ابي طالب واعطوا ظاهرها شهادة أن لا اله الّا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، وانّ عليا وليه ووصيه ووارثه وخليفته في أمّته ، وقاضي دينه ، ومنجز عداته ، والقائم بسياسة عباد الله مقامه ، فورث موارث المسلمين بها ، ونكح في المسلمين بها ، فوالوه من اجلها ، واوجبوا من اجلها الدفاع بسببها ، واتخذوها اخا يصونون عنه انفسهم بسماعهم منه لها ، فلمّا جاءت الموت وقع في حكم ربّ العالمين ، العالم بالإسرار الذي لا تخفى عليه خافية ، فأخذهم بعذاب باطن كفرهم ، فذلك حين ذهب بنورهم وصاروا في ظلمات عذاب الله ، ظلمات احكام الآخرة ، لا يرون منها خروجا ، ولا يجدون عنها محيصا ، ثم قال : صمّ : يعني يصمّون في الآخرة في عذابها ، بكم :

__________________

(١) البرهان ١ / ٥٨.

(٢) المناقب ٣ / ٩٤.

٢٥

يبكمون هناك بين اطباق نيرانها ، عميّ يعمون هناك وذلك نظير قوله عزوجل : (وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَلى وُجُوهِهِمْ عُمْياً وَبُكْماً وَصُمًّا مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّما خَبَتْ زِدْناهُمْ سَعِيراً)(١).

٢٢ ـ وقال العالم عن ابيه عن جده رسول الله «ص» قال : ما من عبد ولا امة اعطى بيعة امير المؤمنين في الظاهر ونكثها في الباطن ، واقام على نفاقه إلّا واذا جاء ملك الموت يقبض روحه مثل له ابليس وأعوانه ، وتمثل له النيران واصناف عقاربها بعينه وقلبه ومقاعده من مضائقها ، وتمثّل له ايضا الجنان ومنازله فيها لو كان بقى على إيمانه ووفى ببيعته ، فيقول له ملك الموت : انظر فتلك الجنان التي لا يقدر إن قدر شرائها وبهجتها وسرورها إلّا ربّ العالمين كانت معدّة لك لو كنت بقيت على ولا يتك لأخي محمّد «ص» كان اليها مصيرك يوم فصل القضاء ، فاذا نكثت وخالفت فتلك النيران وأصناف عذابها وزبانيتها بمرزباتها ، وافاعيها الفاغرة افواهها ، وعقاربها الناصبة أذنابها ، وسباعها السائلة مخالبها ، وسائر اصناف عذابها هو لك ، واليها مصيرك ، فيقول : يا ليتني اتّخذت مع الرّسول سبيلا ، فقبلت ما امرني والتزمت ما لزمني من موالاة علي بن أبي طالب «ع» (٢).

٢٣ ـ محمّد بن يعقوب باسناده الى أبي جعفر «عليه‌السلام» في قوله عزوجل : (كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً فَلَمَّا أَضاءَتْ ما حَوْلَهُ) ، يقول : اضائت الارض بنور محمّد «ص» كما يضيء الشمس فضرب الله مثل محمّد الشمس ، ومثل الوصيّ القمر وهو قوله عزوجل : (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَالْقَمَرَ نُوراً) ، وقول : (وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ فَإِذا هُمْ مُظْلِمُونَ) وقوله عزوجل : (ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ وَ

__________________

(١) البرهان ج ١ ص ٦٥.

(٢) البرهان ج ١ ص ٦٥.

٢٦

تَرَكَهُمْ فِي ظُلُماتٍ لا يُبْصِرُونَ) يعني قبض محمّدا فظهرت الظلمة ، فلم يبصروا فضل اهل بيته ، وهو قوله عزوجل : (وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدى لا يَسْمَعُوا ، وَتَراهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لا يُبْصِرُونَ)(١).

قوله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (٢١).

٢٤ ـ عيون اخبار الرضا «ع» ، ابن بابويه باسناده الى الرضا «ع» انه قال : النظر الى ذرياتنا عبادة ، فقيل له يابن رسول الله : النظر الى الأئمة منكم عبادة او النظر الى جميع ذرية النبي «ص» قال : بل النظر الى جميع ذرية النبيّ عبادة مالم يفارقوا منهاجه ، ولم يتلوثوا بالمعاصي (٢).

قوله تعالى : (وَإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً).

٢٥ ـ إكمال الدين باسناده الى محمّد بن زياد عن ايمن بن محرز عن الصادق جعفر بن محمّد «عليه‌السلام» : إن الله تبارك وتعالى علّم آدم اسماء حجج الله كلها ثم عرضهم وهم ارواح على الملائكة ، فقال : (أَنْبِئُونِي بِأَسْماءِ هؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ ،) بانكم احقّ بالخلافة لتسبيحكم وتقديسكم من آدم ، قالوا : (سُبْحانَكَ لا عِلْمَ لَنا إِلَّا ما عَلَّمْتَنا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) ، قال الله تبارك وتعالى : (يا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمائِهِمْ ،) فلمّا انبئهم بها وقفوا على عظيم منزلتهم عند الله تعالى ذكره ، فعلموا إنّهم أحقّ بأن يكونوا خلفاء الله في ارضه ، وحججه على بريته ، ثم غيبّهم عن أبصارهم واستعبدهم بولايتهم ومحبّتهم ، وقال لهم : (أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ،

__________________

(١) روضة الكافي ص ٣٨ في حديث ٥٧٤.

(٢) العيون ٢ / ٥١ ح ١٩٦.

٢٧

وَأَعْلَمُ ما تُبْدُونَ وَما كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ)(١).

قوله تعالى : (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْماءِ هؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) (٣١).

٢٦ ـ ابن بابويه «ره» قال : حدثنا محمّد بن موسى بن المتوكل «رضي الله عنه» ، قال : حدثنا محمّد بن أبي عبد الله الكوفي عن محمّد بن اسماعيل البرمكي عن الحسين بن سعيد عن محمّد بن زياد وعن ايمن بن محمّد عن الصادق جعفر بن محمّد «عليهما‌السلام» : إنّ الله تبارك وتعالى علّم آدم أسماء حججه كلّها ثمّ عرضهم وهم ارواح ، الى آخر الحديث الذي مرّ آنفا.

قوله تعالى : (وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبى وَاسْتَكْبَرَ وَكانَ مِنَ الْكافِرِينَ) (٣٤).

٢٧ ـ محمّد بن يعقوب عن الحسين بن محمّد عن معلى بن محمّد عن من أخبره عن علي بن جعفر قال : سمعت أبا الحسن يقول : لمّا رأى رسول الله «ص» تيمّا وعديّا وبني أميّة يركبون منبره أفظعه ، فأنزل الله تعالى قرآنا يتأسّى به ، (وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبى) ، ثمّ اوحى اليه : يا محمّد إنّي أمرت ولم أطع فلا تجزع أنت أمرت فلم تطع في وصيّك (٢).

قوله تعالى : (وَقُلْنا يا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلا مِنْها رَغَداً حَيْثُ شِئْتُما وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونا مِنَ الظَّالِمِينَ) (٣٥)

٢٨ ـ ابن بابويه «ره» قال : حدثنا احمد بن محمّد الهيثم العجلي «رضي الله عنه» قال : حدثنا ابو العباس احمد بن يحيى بن زكريا العطار قال : حدثنا ابو بكر محمّد بن

__________________

(١) اكمال الدين ص ١٣ ونور الثقلين ١ / ٤٦ ح ٨٧.

(٢) اصول الكافي ج ١ ص ٤٢٦ ح ٧٣.

٢٨

عبد الله بن حبيب قال : حدثنا تميم بن بهلول عن محمّد بن سنان عن المفضل بن عمر ، قال : قال أبو عبد الله «عليه‌السلام» : إنّ الله تبارك وتعالى خلق الارواح قبل الاجساد بألفي عام ، فجعل اعلاها وأشرفها أرواح محمّد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين والأئمة بعدهم فعرضها على السموات والارض والجبال فغشيها نورهم ، فقال الله تبارك وتعالى (السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبالِ) : هؤلاء أحبّائي وأوليائي ، وحججي على خلقي وأئمة بريّتي ، ما خلقت خلقا هو احبّ اليّ منهم ، ولهم ولمن تولّاهم خلقت جنّتي ، ولمن خالفهم وعاداهم خلقت ناري ، فمن ادّعى منزلتهم منّي ، ومكانتهم من عظمتي خصصته معهم في روضات جنّاتي ، وكان لهم ما يشاءون عندي واجتهم كرامتي واحللتهم جواري ، وشفعتهم في المذنبين من عبادي وامائي ، فولايتهم أمانة عند خلقي يحملها باثقالها ويدّعيه لنفسه دون خيرتي ، فأبت السموات والارض والجبال أن يحملنها واشفقن من ادعاء منزلتها وتمنّي محلها من عظمة ربّها ، فلّما اسكن الله عزوجل آدم وزوجته الجنة قال لهما : (كُلا مِنْها رَغَداً حَيْثُ شِئْتُما وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ) ، يعني شجرة الحنطة فتكونا من الظالمين ، فنظرا الى منزلة محمّد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين والأئمة بعدهم فوجداها اشرف منازل الجنة ، فقالا : يا ربّنا لمن هذه المنزلة ، فقال جلّ جلاله : إرفعا رؤوسكما الى ساق العرش فرفعا رؤوسهما فواجدا أسماء محمّد وعليّ فاطمة والحسن والحسين والأئمة صلوات الله عليهم مكتوبة على ساق العرش بنور من نور الله الجبّار جلّ جلاله ، فقالا : يا ربّنا ما اكرمة أهل هذه المنزلة عليك ، وما احبّهم عليك وما اشرفهم لديك ، فقال الله جلّ جلاله : لولاهم ما خلقتكما ، هؤلاء خزنة علمي ، وامنائي على سرّي وايّاكما ان تنظرا اليهم بعين الحسد وتتمنيا منزلتهم عندي ، ومحلّهم من كرامتي فقد اخلا بذلك في نهي وعصياني فتكونا من الظالمين ، قالا : ربّنا ومن

٢٩

الظالمون ، قال : المدّعون لمنزلتهم بغير حق ، قالا : ربّنا فأرنا منزلة ظالميهم في نارك حتى نراها كما رأينا منزلتهم في جنتك ، فأر الله تبارك وتعالى النار فابرزت جميع ما فيها من انواع النكال والعذاب ، وقال الله عزوجل : مكان الظالمين لهم المنزلين لمنزلتهم في اسفل درك منها ، («كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها أُعِيدُوا فِيها)(١) ، (كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها لِيَذُوقُوا الْعَذابَ)(٢) ، يا آدم ويا حوّا ، لا تنظرا الى أنواري وحججي بعين الحسد فاهبطتكما من جواري واحلّ بكما هوان ، (فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطانُ لِيُبْدِيَ لَهُما ما وُورِيَ عَنْهُما مِنْ سَوْآتِهِما) ، وقال : (ما نَهاكُما رَبُّكُما عَنْ هذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونا مِنَ الْخالِدِينَ ، وَقاسَمَهُما إِنِّي لَكُما لَمِنَ النَّاصِحِينَ ،) فدّلاهما الغرور وحملهما على تمنّي منزلتهم ، فنظرا إليهم بعين الحسد فخذلا حتى أكلا من شجرة الحنطة كلّها ممّالم يأكلاه ، واصل الشعير كله ممّا عاد مكان ما أكلا فلّما أكلا من الشجرة طار الحلى والحلل عن اجسادهما وبقيا عريانين («وَطَفِقا يَخْصِفانِ عَلَيْهِما مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ) ، وناداهما ربهما : (أَلَمْ أَنْهَكُما عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُما إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُما عَدُوٌّ مُبِينٌ) ، قالا : (رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا ، وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا وَتَرْحَمْنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ») ، قال : فاهبطا من جواري فلا يجاورني في جنّتي من يعصيني ، فهبطا موكّلين الى انفسهما في طلب المعاش ، فلمّا اراد الله عزوجل أن يتوب عليهما جائهما جبرئيل ، فقال لهما : انكما ظلمتما انفسكما بتمنّي منزلة من فضل الله عليكما فجزائكما ما قد عوقبتما به ، من الهبوط من جوار الله عزوجل الى ارضه ، فسئلا ربّكما بحق الأسماء التي أريتموها على ساق العرش حتى يتوب عليكما ، فقالا : أللهمّ إنّا نسئلك بحق الاكرمين عليك محمّد وعليّ وفاطمة

__________________

(١) السّجدة / ٢٠.

(٢) النّساء / ٥٦.

٣٠

والحسن والحسين والأئمة إلّا تبت علينا ورحمتنا ، فتاب الله عليهم إنّه هو التواب الرحيم ، فلم يزل انبياء الله يحفظون هذه الأمانة يخبرون بها أوصيائهم والمخلصين من اممهم فيأبون حملها ويشفقون من ادّعاها ، وحملها الذي قد عرفت فاصل كلّ ظلم منه الى يوم القيامة ، وذلك قول الله عزوجل : (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها وَأَشْفَقْنَ مِنْها وَحَمَلَهَا الْإِنْسانُ إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولاً)(١).

٢٩ ـ الشيخ الصدوق «رحمه‌الله» قال : حدثنا عبد الواحد بن محمّد بن عبدوس النيسابوري العطار «رحمه‌الله» ، قال : حدثنا علي بن محمّد بن قتبة عن حمدان بن سلمان عن عبد السلام بن الصالح الهروي قال : قلت للرضا «ع» : يابن رسول الله أخبرني عن الشجرة التي أكل منها آدم وحوّاء ممّا كانت فقد اختلف الناس فيها ، فمنهم من يروي انها الحنطة ، ومنهم من يروي انّها شجرة الحسد ، فقال : كلّ ذلك حق ، قلت : فما معنى هذه الوجوه على اختلافها ، فقال : يابن الصلت إنّ شجرة الجنة تحمل انواعا ، وكانت شجرة الحنطة وفيها عنب ، وليست كشجرة الدنيا ، وآدم لما اكرمه الله تعالى ذكره ، باسجاد الملائكة له ، وبادخاله الجنة ، قال في نفسه : هل خلق الله بشرا افضل منّي ، فعلم الله عزوجل ما وقع في نفسه ، فناداه : ارفع رأسك يا آدم فانظر الى ساق العرش ، فنظر الى ساق العرش ، فوجد عليه مكتوبا : لا إله إلّا الله محمّد رسول الله وعلي بن أبي طالب أمير المؤمنين ، وزوجته فاطمة سيدة نساء العالمين ، والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ، فقال آدم : يا ربّ من هؤلاء ، فقال عزوجل : يا آدم هؤلاء ذريتك وهم خير منك ومن جميع خلقي ، ولولاهم ما خلقتك ولا الجنة والنار ، ولا السّماء ولا الارض ، فايّاك ان تنظر إليهم بعين الحسد

__________________

(١) البرهان ح ١ ص ٨٢ ـ ٨٣ ومعاني الأخبار : ٤٢ والبحار : ٢٦ / ٣٢٠ ح ٢.

٣١

وتمنّى منزلتهم ، فتسلط عليه الشيطان حتى أكل من الشجرة التي نهي عنها ، وتسلط على حوّاء لنظرها الى فاطمة بعين الحسد حتى أكلت ، من الشجرة كما أكل آدم ، فاخرجهما الله تعالى من جنّته واهبطهما الى الارض (١).

٣٠ ـ بصائر الدرجات : محمّد بن مسلم عن ابي عبد الله «عليه‌السلام» قال : اهدي الى رسول الله «ص» الخوج فيه حب مخلطّ فجعل رسول الله «ص» يلقّن الى علي حبّة حبّة ويسأله ايّ شيء هذا ، وجعل عليّ يخبره فقال رسول الله «ص» : أما إنّ جبرئيل اخبرني إنّ الله علّمك إسم كلّ شيء كما علّم آدم الأسماء كلّها (٢).

٣١ ـ العيون عن الرضا «ع» في حديث : إنّ الله تبارك وتعالى خلق آدم فاودعنا صلبه ، وأمر الملائكة بالسجود له تعظيما لنا واكراما وكان سجودهم لله تعالى عبودية ولآدم إكراما وطاعة لكوننا في صلبه ، وكيف لا نكون أفضل من الملائكة وقد سجدوا لآدم كلّهم أجمعون (٣).

قوله تعالى : (فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ فَتابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) (٣٧)

٣٢ ـ ابن بابويه «ره» قال : حدّثنا علي بن الفضل بن عباس البغدادي قال : قرأت على احمد بن محمّد بن سليمان بن الحارث ، قلت : حدّثكم محمّد بن علي بن خلف العطار ، قال : حدثنا حسين الاشقر ، قال : حدثنا عمرو بن ابي المقدام عن ابيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : سألت النبيّ «ص» عن الكلمات التي تلقّاها آدم من ربّه فتاب عليه ، قال : سأله بحقّ محمّد وعليّ وفاطمة والحسن

__________________

(١) معاني الأخبار ص ١٢٤ ح ١.

(٢) نور الثقلين ج ١ ص ٧٤ حديث ٩٠ وبصائر الدرجات ص ٤٢٨ ح ١.

(٣) العيون ص ح ١ ص ٢٦٣.

٣٢

والحسين إلّا تبت عليّ ، فتاب عليه (١).

٣٣ ـ الصدوق «رحمه‌الله» قال : حدثني محمّد بن موسى بن المتوكل قال : حدثني يحيى بن احمد عن العباس بن معروف عن بكر بن محمّد قال : حدثني ابو سعيد المدائني رفعه في قول الله عزوجل : (فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ) ، قال : سأله بحق محمّد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين (٢).

٣٤ ـ عن عبد الرحمن بن كثير عن ابي عبد الله «عليه‌السلام» قال : إن الله تعالى عرض على آدم في الميثاق ذريتّه فمرّ به النبيّ «ص» وهو متّكىء على عليّ ، وفاطمة تتلوهما ، والحسن والحسين يتلوان فاطمة ، فقال : يا آدم ايّاك ان تنظر عليهم (بعين) الحسد ، اهبطك عن جواري ، فلمّا اسكنهما الله الجنة مثل له النّبي وعليّ وفاطمة والحسن والحسين «صلوات الله عليهم» فنظر اليهم بحسد ثم عرضت عليه الولاية فانكرها ، فرمته الجنة باوراقها ، فلّما تاب إلى الله من حسده واقرّ بالولاية ودعا بحق الخمسة : محمّد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين «صلوات الله عليهم» غفر الله له ذلك قوله تعالى : (فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ)(٣).

٣٥ ـ عن محمّد بن عيسى عن عبد الله العلوي عن أبيه عن جدّه عن علي «عليه‌السلام» قال : الكلمات التي تلقاها آدم من ربه ، قال : يا ربّ أسئلك بحقّ محمّد لمّا ثبت عليّ ، وقال : وما علمك بمحمّد ، قال : رأيته في سرادقك مكتوبا وأنا في الجنّة (٤).

__________________

(١) معاني الأخبار ص ١٢٥ ج ١ و ٢.

(٢) معاني الأخبار ص ١٢٥ ح ١ و ٢.

(٣) تفسير العياشي ١ / ٤١ ح ٧ م و ٨ م.

(٤) تفسير العياشي ١ / ٤١ ج ٢٧ و ٢٨.

٣٣

٣٦ ـ عن القاضي أبي عمرو وعثمان بن أحمد أحد شيوخ أهل السنّة يرفعه الى ابن عباس عن النّبي «ص» لمّا اشتملت آدم الخطيئة نظر الى اشباح تضيء حول العرش ، فقال : يا ربّ إنّي ارى أنوار أشباح تشبه خلقي فما هي ، قال : هذه الأنوار أشباح اثنين من ولدك ، اسم احدهم محمّد ، أبدأ النبوّة بك وأختمها به ، والآخر أخوه وابن أخي أبيه إسمه عليّ أؤيد محمّدا به ، وانصره على يده ، والأنوار التي حولها أنوار ذريّة هذا النّبي من أخيه هذا يزوّجه بنته ، تكون لها زوجة يتصل بها أوّل الخلق إيمانا به ، وتصديقا له ، اجعلها سيدة النسوان وافطمها وذريتها من النيران ، فتقطّع الأسباب والأنساب يوم القيامة الّا سببه ونسبه ، فسجد آدم شكرا لله أن جعل ذلك في ذريّته فعوّضه الله عن ذلك السجود أن سجد له ملائكته (١).

قوله تعالى : (وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ) (٤٠)

٣٧ ـ أصول الكافي ، علي بن ابراهيم عن ابيه عن ابن أبي عمير عن سماعة عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» في قول الله عزوجل : (وَأَوْفُوا بِعَهْدِي) ، قال : بولاية أمير المؤمنين ، (أُوفِ بِعَهْدِكُمْ) ، أوف لكم بالجنّة (٢).

٣٨ ـ أحمد بن محمّد بن محمّد بن الحسين عن عبد الله بن محمّد عن الخشاب قال : حدثنا بعض أصحابنا عن خثيمة ، قال : قال لي أبو عبد الله «عليه‌السلام» يا خثيمة نحن عهد الله فمن وفى بعهدنا فقد وفى بعهد الله ، ومن خفرها فقد خفر ذمة الله وعهده (٣).

__________________

(١) البرهان ج ١ ص ٨٩ حديث ١٦.

(٢) أصول الكافي ج ١ ص ٤٣١ ح ٨٩.

(٣) نور الثقلين ج ١ ص ٦١ حديث ١٦١ وبصائر الدرجات ص ٧٧ في حديث بغير هذا السند.

٣٤

٣٩ ـ ابن بابويه «ره» في كتاب معاني الأخبار ، حدثنا أبي «رضي الله عنه» قال : حدثنا محمّد بن أبي القاسم عن محمّد بن علي القرشي قال : حدثنا أبو الربيع الزهراني قال : حدثنا حريز عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد عن ابن عباس قال : قال رسول الله «ص» : أنزل الله عزوجل : (وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ) ، والله لقد خرج آدم من الدنيا وقد عاهد قومه على الوفاء لولده شيث فما وفى له ، وخرج نوح من الدنيا وعاهد قومه على الوفاء لوصيّه سام فما وفت أمته ، ولقد خرج ابراهيم من الدنيا وعاهد قومه على الوفاء لوصيّه اسماعيل فما وفت أمته ، ولقد خرج موسى من الدّنيا وعاهد قومه على الوفاء لوصيّه يوشع بن نون فما وفت أمته ، ولقد رفع عيسى بن مريم الى السماء وقد عاهد قومه على الوفاء لوصيّه شمعون بن حمون الصفا وما وفت أمته ، وإنّي مفارقكم عن قريب وخارج من بين اظهركم ولقد عهدت الى أمتي في عليّ في عهده عليّ بن أبي طالب وانها الراكبة سنن من قبلها من الأمم في مخالفة وصيي وعصيانه ، ألّا وانّي مجدد عليكم عهدي في عليّ (فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفى بِما عاهَدَ عَلَيْهُ اللهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً ،) أيّها الناس إنّ عليا إمامكم من بعدي ، وخليفتي عليكم وهو وصيّ ووزيري وأخي وناصري وزوج ابنتي ، وأبو ولدي وصاحب شفاعتي والحوض ، من عصى عليّا فقد عصاني ، ومن عصاني فقد عصى الله ، ومن اطاع عليّا فقد اطاعني ، ومن اطاعني فقد اطاع الله عزوجل ، يا أيّها الناس من ردّ على عليّ في قول أو فعل فقد ردّ عليّ ومن ردّ عليّ فقد ردّ على الله فوق عرشه ، أيّها الناس من اختار منكم على عليّ إماما فقد اختار عليّ نبيّا ، ومن اختار عليّ نبيا فقد اختار على الله عزوجل ربّا ، أيّها الناس إنّ عليا سيد الوصيين ، وقائد الغرّ المحجلين ، ومولى المؤمنين ، وليه وليي ، ووليي وليّ الله وعدوه عدوّي ، وعدوّي عدو الله عزوجل ، ايّها الناس ، اوفوا بعهد الله في عليّ يوف

٣٥

لكم بالجنّة ، يوم القيامة. (١).

قوله تعالى : (وَآمِنُوا بِما أَنْزَلْتُ مُصَدِّقاً لِما مَعَكُمْ وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كافِرٍ بِهِ ، وَلا تَشْتَرُوا بِآياتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ) (٤١)

٤٠ ـ العياشي عن جابر الجعفي قال : سئلت أبا جعفر عن تفسير هذه الآية في باطن القرآن (وَآمِنُوا بِما أَنْزَلْتُ مُصَدِّقاً لِما مَعَكُمْ وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كافِرٍ بِهِ) يعني فلانا وصاحبه ومن تبعهم ودان بدينهم ، قال الله يعنيهم : (وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كافِرٍ بِهِ) ، يعني عليا (٢).

قوله تعالى : (وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً ، وَلا يُقْبَلُ مِنْها شَفاعَةٌ) (٤٨)

٤١ ـ علي بن ابراهيم في تفسيره : (وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً وَلا يُقْبَلُ مِنْها شَفاعَةٌ) وهو قوله «عليه‌السلام» : والله لو أنّ كلّ ملك مقرّب وكلّ نبيّ مرسل شفعوا في ناصب ما شفّعوا (٣).

قوله تعالى : (وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْها حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً وَقُولُوا حِطَّةٌ ، نَغْفِرْ لَكُمْ خَطاياكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ) (٥٨)

٤٢ ـ العيون باسناده الى الحسين بن خالد عن الرضا علي بن موسى «عليه‌السلام» عن آبائه عن أمير المؤمنين علي بن ابي طالب «ع» قال : قال رسول الله «ص» :

لكلّ أمّة صدّيق وفاروق ، وصدّيق هذه الأمّة وفاروقها علي بن ابي طالب ، إنّ عليا

__________________

(١) البرهان ج ١ ص ٩٠ ومعاني الأخبار ص ٣٧٢.

(٢) تفسير العياشي ج ١ ص ٤٢ حديث ٣١.

(٣) تفسير القمي ج ١ ص ٤٩.

٣٦

سفينة النجاة ، وباب حطتها (١).

٤٣ ـ الصدوق «رحمه‌الله» في الخصال في مناقب أمير المؤمنين «ع» قال : قال عليّ «عليه‌السلام» : وامّا العشرون فأني سمعت رسول الله «ص» يقول لي : مثلك في أمّتي مثل باب حطّة في بني اسرائيل فمن دخل في ولايتك فقد دخل الباب كما أمر الله عزوجل (٢).

٤٤ ـ في كتاب التوحيد باسناده الى ابي بصير عن ابي عبد الله «عليه‌السلام» قال : قال أمير المؤمنين في خطبته : أنا باب حطّة (٣).

٤٥ ـ في روضة الكافي من خطبة الوسيلة ، قال فيها : ألا وإنّي فيكم أيّها الناس كهارون في آل فرعون وكباب حطّة في بني اسرائيل (٤).

٤٦ ـ في أصول الكافي : أحمد بن مهران عن عبد العظيم بن عبد الله عن محمّد بن الفضل عن أبي حمزة عن أبي جعفر «عليه‌السلام» قال : نزل جبرئيل بهذه الآية على محمّد «ص» هكذا : (فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا) آل محمّد حقّهم (قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ ، فَأَنْزَلْنا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا) آل محمّد حقّهم (رِجْزاً مِنَ السَّماءِ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ)(٥).

قوله تعالى : (وَإِذِ اسْتَسْقى مُوسى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُناسٍ مَشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللهِ

__________________

(١) نور الثقلين ج ١ ص ٦٩ حديث ٢٠٨ والعيون ص ١٨٦.

(٢) الخصال ص ٥٤٠.

(٣) كتاب التوحيد ص ١٦٥.

(٤) الروضة ص ٣٠ ح ٤.

(٥) أصول الكافي ج ١ ص ٤٢٣ ح ٥٨.

٣٧

وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ) (٦٠)

٤٧ ـ في اكمال الدين باسناده الى ابي الجارود زياد بن المنذر قال : قال ابو جعفر : اذا خرج القائم من مكّة ينادي مناديه : ألا لا يحمل أحد طعاما ولا شرابا ، وحمل معه حجر موسى بن عمران وهو قير بعير فلا ينزل منزلا إلّا انفجرت منه عيون ، فمن كان جائعا شبع ، ومن كان ظمآنا روى ، ورويت دوابّهم حتّى ينزلوا النجف من ظهر الكوفة (١).

وروى في إصول الكافي عن أبي سعيد الخراساني عن أبي عبد الله «ع» مثله (٢).

قوله تعالى : (وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللهَ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً) (٨٢)

٤٨ ـ قال الإمام العسكري «عليه‌السلام» : وقد قال الله عزوجل : (وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً) ، قال رسول الله «ص» : افضل والديكم واحقهما بشكركم محمّد وعلي. وقال علي بن ابي طالب : سمعت رسول الله «ص» يقول : أنا وعلي ابوا هذه الامة ، ولحقّنا اعظم من حق والديهم ، فانّا ننقذهم ـ إن أطاعونا ـ من النّار الى دار القرار ، ولنلحقهم من العبودية بخيار الاحرار ، وامّا قوله : وذي القربى ، وهم من قراباتك من ابيك وامّك ، قيل لك : اعرف حقّهم كما أخذ به العهد على بني اسرائيل ، واخذ عليكم معاشر أمّة محمّد بمعرفة قربات محمّد الذين هم الأئمّة بعده ، ومن يليهم بعد من خيار أهل دينهم.

٤٩ ـ قال الامام «عليه‌السلام» : قال رسول الله «ص» : من رأى حق قربات والدية أعطي في الجنة الف درجة بعد مابين الدرجتين حضر الفرس والاخرى من لؤلؤ ،

__________________

(١) اكمال الدين ص ٤٧ ح ١٧.

(٢) اصول الكافي ج ١ ص ٢٣١ ح ٣.

٣٨

والاخرى من زمرّد والاخرى من زبرجد واخرى من مسك واخرى من عنبر ، واخرى من كافور ، وتلك الدرجات من هذه الاصناف ، ومن رعى حق قربى محمّد وعليّ اعطي من فضل الدرجات وزيادة المثوبات على قدر زيادة فضل محمد وعليّ على ابوي نفسه (١).

قوله تعالى : (وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ لا تَسْفِكُونَ دِماءَكُمْ وَلا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ) (٨٤)

٥٠ ـ قال الامام العسكري «عليه‌السلام» : فاذكروا بني اسرائيل حين أخذنا ميثاقكم على اسلافكم وعلى كل من يصير اليه الخبر بذلك من اخلافكم الذين انت فيهم ، لا تسفكون دمائكم ، لا يسفك بعضكم دماء بعض ، ولا تخرجون أنفسكم من دياركم ، لا يخرج بعضكم بعضا من ديارهم ، ثم اقررتم بذلك الميثاق كما اقرّ به اسلافكم ، والتزموه كما التزموه وانتم تشهدون بذلك على اسلافكم وانفسكم ، ثم انتم معاشر اليهود تقتلون انفسكم ، يقتل بعضكم بعضا ، وتخرجون فريقا منكم من ديارهم غصبا وقهرا ، (تَظاهَرُونَ عَلَيْهِمْ) تتظاهرون عليهم ، يظاهر بعضكم بعضا على اخراج من تخرجونه من ديارهم ، وقتل من تقتلون منهم بغير حق بالإثم والعدوان ، بالتعدّي وتتعاونون وتنظاهرون (يَأْتُوكُمْ) ، يعني هؤلاء الذين يخرجونكم أن يرموا إخراجهم وقتلهم ظلما أن يأتوكم أسارى ، قد أسّرهم أعدائكم وأعدائهم تفادوهم من الاعداء بأموالكم وهو محرّم عليكم ، لأنّه لو قال : الرأي إن المحّرم إنّما هو مفاداتهم ، ثم قال عزوجل : (أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتابِ) وهو الذي اوجب عليكم المفاداة ، (وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ) ، وهو الذي حرّم عليكم قتلهم وإخراجهم ، فقال : فاذا كان قد حرّم الكتاب قتل النفوس ، والاخراج من الديار كما فرض فداء الاسرى فما بالكم تطيعون

__________________

(١) البرهان ج ١ ص ١٢١ ح ١٣ وتفسير الامام : ١١٢.

٣٩

في بعض وتعصون في بعض ، لأنكم ببعض كافرون وببعض مؤمنون ، ثم قال عزوجل : فما جزاء من يفعل منكم يا معشر اليهود ، الّا خزي وذل في الحيوة الدنيا ، جزية تضرب عليهم ، وتذل بها يوم القيامة تردّون الى أشدّ العذاب ، الى جنس اشدّ العذاب ، يتفاوت ذلك على قدر تفاوت معاصيهم ، (وَمَا اللهُ بِغافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ) ، يعمل هؤلاء اليهود ، ثم وصفهم ، فقال عزوجل : (أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَياةَ الدُّنْيا بِالْآخِرَةِ) ، رضوا بالدنيا وحطامها بدلا من نعيم الجنان المستحق بطاعات الله ، فلا يخفّف عنهم العذاب ولا ينصرهم أحد يرفع عنهم العذاب ، فقال رسول الله «ص» : لمّا نزلت هذه الآية في اليهود : هؤلاء اليهود نقضوا عهد الله وكذّبوا رسل الله ، وقتلوا أولياء الله ، افلا أنبئكم بمن يضاهيهم من يهود هذه الامة ، قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : قوم من أمّتي ينتحلون انهم من أهل ملّتي يقتلون افاضل ذريّتي ، وأطائب أمتي ، ويبدّلون شريعتي وسنّتي ويقتلون ولدي الحسن والحسين ، كما قتل اسلاف اليهود زكريّا ويحيى ، ألا وإنّ الله يلعنهم كما لعنهم ، ويبعث على بقايا ذراريهم قبل القيامة هاديا مهديا من ولد الحسين المظلوم يجرّ فيهم بسيوف اوليائه الى نار جهنم. ألا ولعن الله قتلة الحسين ومحبّيهم وناصريهم والساكتين عن لعنهم من غير تقية تسكتهم ، ألا وصلّى الله على الباكين على الحسين بن علي رحمة وشفقة واللاعنين لأعدائهم الممتلين عليهم غيظا وحنقا ، ألا وإنّ الراضين بقتل الحسين شركاء قتلتهم ، ألا وإنّ قتلتهم وأعوانهم واشياعهم المقتدين بهم براء من دين الله ، والله يأمر ملائكته المقرّبين أن يتلقوا دموعهم المصبوبة بقتل الحسين الى الخزّان في الجنان فيمزجونها بماء الحيوان فتزيد في عذوبتها وطيبها الف ضعف ، وإنّ الملائكة يتلقون دموع الفرحين الضاحكين لقتل الحسين فيلقونها في الهاوية ، ويمزجونها بحميمها وصديدها وغسّاقها فيزيد في شدّة حرارتها وعظيم عذابها الف ضعفها ، يشدّ بها

٤٠