آيات الأنوار

آية الله الميرزا محمود اليوسفي الغروي

آيات الأنوار

المؤلف:

آية الله الميرزا محمود اليوسفي الغروي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مركز انتشارات دار النشر اسلام
المطبعة: مهدية قم المقدسة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٧١

يرحمكم الله أطعمونا ممّا رزقكم الله ، فقام علي «عليه‌السلام» وأعطاه الثلث الثّاني ، ثمّ جاء أسير ، فقال الأسير : رحمكم الله أطعمونا ممّا رزقكم الله ، فقام عليّ «عليه‌السلام» وأعطاه الثلث الباقي ، وما ذاقوها ، فأنزل الله هذه الآية (وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً ،) الى قوله : (وَكانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً ،) في أمير المؤمنين «عليه‌السلام» وهي جارية في كلّ مؤمن فعل ذلك بنشاط فيه (١).

أقول : وقد روى هذه القصّة الشيخ الصدوق مفصّلا ، وقد رواه الخاص والعام ومعلوم عندهم بأنّ هذه الآيات نزلت في عليّ وأهل بيته «عليهم‌السلام» ، وقد ذكر صاحب البرهان عن الشيخ المفيد ومحمد بن خالد البرقي ومحمد بن العباس هذه القصّة.

قوله تعالى : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلاً) (٢٣)

٧٣٣ ـ محمد بن يعقوب عن علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن فضيل عن أبي الحسن الماضي «عليه‌السلام» قال : قلت : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلاً ،) قال : بولاية عليّ تنزيلا ، قلت : هذا تنزيل ، قال : لا تأويل ، وقال : قلت : (إِنَّ هذِهِ تَذْكِرَةٌ ،) قال : الولاية ، قلت : (يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ ،) قال : في ولايتنا (٢).

قوله تعالى : (وَما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ إِنَّ اللهَ كانَ عَلِيماً حَكِيماً) (٣٠)

٧٣٤ ـ سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن السيّاري قال : حدّثنا غير واحد من أصحابنا عن أبي الحسن الثالث قال : إنّ الله تبارك وتعالى جعل قلوب

__________________

(١) البرهان ص ١١٦٣ وتفسير القمي ج ٢ ص ٣٩٨.

(٢) اصول الكافي ١ / ٤٣٥ في حديث ٩١.

٣٨١

الأئمّة مواردا لإرادته ، فاذا شاء شيئا شاؤه ، وهو قوله : (وَما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ)(١).

قوله تعالى : (يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً) (٣١)

٧٣٥ ـ محمد بن يعقوب عن علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن فضيل عن أبي الحسن الماضي «عليه‌السلام» قال : قلت : (يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ ،) قال : في ولايتنا ، (وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً ،) ألا ترى إنّ الله يقول : (وَما ظَلَمُونا وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ،) قال : إنّ الله عزوجل امنع من أن يظلم ، وأن ينسب نفسه الى الظلم ، ولكن الله خلّطنا بنفسه فجعل ظلمنا ظلمه ، وولايتنا ولايته ، ثمّ أنزل الله بذلك قرآنا على نبيّه ، (وَما ظَلَمْناهُمْ وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ،) قلت : هذا تنزيل ، قال : نعم (٢).

سورة المرسلات

قوله تعالى : (انْطَلِقُوا إِلى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ (٣٠) لا ظَلِيلٍ وَلا يُغْنِي مِنَ اللهَبِ) (٣١)

٧٣٦ ـ الشيخ أبو جعفر «ره» روى عن أحمد بن يونس عن احمد بن يسار عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : اذا لاذ النّاس من العطش ، قيل لهم : إنطلقوا الى ما كنتم به تكذّبون ، يعني أمير المؤمنين «عليه‌السلام» ، قال : فاذا أتوه قال لهم : (انْطَلِقُوا إِلى

__________________

(١) بصائر الدرجات ص ٥٣٧ ح ٤٧.

(٢) اصول الكافي ١ / ٤٣٥ ح ٩١.

٣٨٢

ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ لا ظَلِيلٍ وَلا يُغْنِي مِنَ اللهَبِ ،) يعني من اللهب والعطش (١).

سورة النّبأ

قوله تعالى : (عَمَّ يَتَساءَلُونَ (١) عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (٢) الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ) (٣)

٧٣٧ ـ محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن ابن أبي عمير وغيره عن محمد بن فضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر «عليه‌السلام» قال : قلت له : جعلت فداك ، إنّ الشّيعة يسألونك عن تفسير هذه الآية ، (عَمَّ يَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ ،) قال : ذلك إليّ ، إن شئت أخبرتهم وإن شئت لم أخبرهم ، ثمّ قال : لكنّي اخبرك بتفسيرها ، قلت : عمّ يتسائلون ، قال : فقال : هي في أمير المؤمنين «عليه‌السلام» كان أمير المؤمنين يقول : مالله عزوجل آية هي اكبر منّي ، ولا لله من نبأ أعظم منّي (٢).

٧٣٨ ـ في رواية أصبغ بن نباته : إنّ عليّا قال : والله أنا النّبأ العظيم الّذي هم فيه مختلفون ، كلّا سيعلمون ثمّ كلّا سيعلمون ، حيث اقف بين الجنّة والنّار ، وأقول : هذا لي وهذا لك (٣).

قوله تعالى : (يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَقالَ صَواباً) (٣٨)

٧٣٩ ـ محمد بن يعقوب عن علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن

__________________

(١) البرهان ص ١١٦٧.

(٢) اصول الكافي ج ١ ص ٢٠٧ ح ٣.

(٣) البرهان ج ٢ ص ١١٦٩ مناقب شهر آشوب ج ٣ ص ٨٠ ، وقد مرّ في تفسير الآية (٢٤) من سورة ق ، ان أمير المؤمنين قسيم الجنّة والنّار.

٣٨٣

محبوب عن محمد بن فضيل عن أبي الحسن الماضي «عليه‌السلام» قال : قلت : (يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا ...) الآية ، قال : نحن والله المؤذون لهم يوم القيامة ، والقائلون صوابا ، قلت : ما تقولون اذا تكلمتم ، قال : نحمد ربّنا ، ونصلّي على نبيّنا ، ونشفع لشيعتنا فلا يردّ ربّنا (١).

قوله تعالى : (يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ ما قَدَّمَتْ يَداهُ وَيَقُولُ الْكافِرُ يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً) (٤٠)

٧٤٠ ـ محمد بن العباس قال : حدّثنا الحسن بن احمد عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمن عن يونس بن يعقوب عن خلف بن حماد عن هارون بن خارجة عن أبي بصير وعن سعد السمان عن أبي بصير عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : قوله تعالى : (يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ ما قَدَّمَتْ يَداهُ وَيَقُولُ الْكافِرُ يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً ،) يعني علويّا يوالي أبا تراب (٢).

سورة النّازعات

قوله تعالى : (يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ) (٦)

٧٤١ ـ محمد بن العباس قال : حدّثنا جعفر بن محمد بن المالك عن القاسم بن اسماعيل عن علي بن خالد العاقولي عن عبد الكريم بن عمرو الخثعمي عن سليمان بن خالد قال : قال أبو عبد الله «عليه‌السلام» : (يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ ، تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ ،) قال : الراجفة الحسين بن عليّ ، والرادفة عليّ بن أبي طالب «عليه‌السلام»

__________________

(١) اصول الكافي : ١ ص ٤٣٥ في حديث ٩١.

(٢) البرهان ص ١١٧٠.

٣٨٤

وأوّل من ينفض عن رأسه التراب الحسين بن علي في خمسة وسبعين ألفا ، وهو قوله عزوجل : (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهادُ ، يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ)(١).

قوله تعالى : (تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خاسِرَةٌ (١٧) فَإِنَّما هِيَ زَجْرَةٌ واحِدَةٌ) (١٨)

٧٤٢ ـ سعد بن عبد الله عن محمد بن عيسى بن عبيد عن القسم بن يحيى عن جدّه الحسن بن راشد قال : حدّثني محمد بن عبد الله بن الحسين قال : دخلت مع أبي على أبي عبد الله فجرى بينهما حديث ، فقال أبي لأبي عبد الله «عليه‌السلام» : ما تقول في الكرّة ، قال : أقول فيها ما قال الله عزوجل ، وذلك أنّ تفسيرها صار الى رسول الله قبل أن يأتي هذا الحرف بخمس وعشرين ليلة ، قول الله عزوجل : (تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خاسِرَةٌ ،) اذا رجعوا الى الدّنيا ولم يقضوا دخولهم ، فقال له أبي : يقول الله عزوجل : (فَإِنَّما هِيَ زَجْرَةٌ واحِدَةٌ فَإِذا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ ،) أيّ شيىء أراد بهذا ، فقال : اذا إنتقم منهم وماتت الأبدان بقيت الأرواح ساهرة لا تنام ولا تموت (٢).

سورة عبس

قوله تعالى : (فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ (١٣) مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ (١٤) بِأَيْدِي سَفَرَةٍ) (١٥)

٧٤٣ ـ محمد بن العباس عن الحسين بن احمد المالكي عن محمد بن عيسى عن يونس عن خلف بن حماد عن أبي أيوب الحذاء عن أبي عبد الله «عليه‌السلام»

__________________

(١) البرهان ص ١١٧١.

(٢) البرهان ص ١١٧١ والبحار ٥٣ / ٤٤ ح ١٧.

٣٨٥

في قوله : (بِأَيْدِي سَفَرَةٍ ، كِرامٍ بَرَرَةٍ ،) قال : هم الأئمّة (عليهم‌السلام) (١).

قوله تعالى : (وَفاكِهَةً وَأَبًّا (٣١) مَتاعاً لَكُمْ وَلِأَنْعامِكُمْ) (٣٢)

٧٤٤ ـ قال المفيد في ارشاده روي إنّ ابا بكر سئل عن قول الله تعالى : (وَفاكِهَةً وَأَبًّا ، مَتاعاً لَكُمْ وَلِأَنْعامِكُمْ ،) لم يعرف معنى الإبّ من القرآن ، وقال : أيّ سمآء تظلّني ام أيّ أرض تقلّني ، أم كيف أصنع لئن قلت في كتاب الله بما لا أعلم ، امّا الفاكهة فنعرفها ، وامّا الأبّ فالله اعلم به ، فبلغ أمير المؤمنين ما قاله في ذلك ، فقال : يا سبحان الله ، أما علم إنّ الإبّ هو الكلاء والمرعى ، وإنّ قوله : (وَفاكِهَةً وَأَبًّا ،) إعتداد من الله تعالى بانعامه على خلقه بما غذاهم به وخلقه لهم ولأنعامهم ممّا تحيى به أنفسهم وتقوم به اجسادهم (٢).

قوله تعالى : (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ (٣٨) ضاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ (٣٩) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْها غَبَرَةٌ (٤٠) تَرْهَقُها قَتَرَةٌ) (٤١)

٧٤٥ ـ قال علي بن ابراهيم : (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ ،) هم الّذين تولّوا أمير المؤمنين وتبرّاو من أعدائه ، (وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْها غَبَرَةٌ تَرْهَقُها قَتَرَةٌ ،) هم أعداء آل الرّسول (٣).

سورة التّكوير

قوله تعالى : (وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ) (٧)

__________________

(١) البرهان ص ١١٧٣.

(٢) البرهان ص ١١٧٣ وارشاد الشيخ المفيد ص ١٠٧ / طباعة الحيدريّة.

(٣) البرهان ص ١١٧٤ وتفسير القمي ٢ / ٤٠٦.

٣٨٦

٧٤٦ ـ ابن شهرآشوب «ره» عن سفيان الثوري عن الأعمش عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله تعالى : (وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ) ، قال : ما من مؤمن يوم القيامة اذا قطع الصراط إلّا زوّجه الله على باب الجنّة أربعة نسوة من نساء الدّنيا ، وسبعين ألف حوريّة من حوراء الجنّة ، إلّا عليّ بن أبي طالب «عليه‌السلام» فإنّه زوج البتول فاطمة في الدّنيا وهو زوجها في الجنّة ، ليست له زوجة في الجنّة غيرها من نساء الدّنيا ، لكن له في الجنان سبعون ألف حوراء ، لكلّ حوراء سبعون ألف خادم (١).

قوله تعالى : (وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ) (٨)

٧٤٧ ـ محمد بن يعقوب عن محمد بن الحسين وغيره عن سهل عن محمد بن عيسى ومحمد بن يحيى ومحمد بن الحسين جميعا عن محمد بن سنان عن اسماعيل بن جابر وعبد الكريم بن عمرو عن عبد الحميد بن أبي الديلم عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» في حديث قال : فقال : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ،) ثمّ قال : (وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ ،) يقول : أسئلكم عن المودّة الّتي انزلت عليكم فصلها مودّة القربى بأيّ ذنب قتلتموهم (٢).

قوله تعالى : (فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (١٥) الْجَوارِ الْكُنَّسِ) (١٦)

٧٤٨ ـ محمد بن يعقوب «ره» عن عدة من أصحابنا عن سعد بن عبد الله عن احمد بن الحسن عن عمر بن يزيد عن الحسن بن ربيع الهمداني ، قال : حدّثنا محمد بن اسحق عن السيد بن ثعلبة عن امّ هاني قالت : لقيت أبا جعفر محمّد بن عليّ «عليهما‌السلام» فسألته عن هذه الآية : (فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ ، الْجَوارِ الْكُنَّسِ ،) قال :

__________________

(١) البرهان ص ١١٧٤ والمناقب ٣ / ٣٢٤ ـ ٣٢٥ فصل منزلة فاطمة عند الله.

(٢) البرهان ص ١١٧٥ والكافي ج ٢ ص ٥٧ باب الاشارة والنص على أمير المؤمنين ج ٣ / طبعة طهران ـ ترجمة المصطفوي وطبعة الاخوندي ج ١ ص ٢٩٥.

٣٨٧

الخنّس إمام يخنس في زمانه عند إنقطاع من علمه عند النّاس ، سنة ستين ومائتين ثمّ يبدو كالشهاب الواقد في ظلمة اللّيل ، فان أدركت ذلك قرّت عينك (١).

قوله تعالى : (وَما صاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ) (٢٢)

٧٤٩ ـ علي بن ابراهيم قال : حدّثنا جعفر بن احمد قال : حدّثنا عبد الله بن موسى عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه عن أبي بصير عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» في قوله تعالى : (ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ ،) قال : يعني جبرئيل ، قلت : (مُطاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ ،) قال : يعني رسول الله هو المطاع عند ربّه ، الأمين يوم القيامة ، قلت : قوله تعالى : (وَما صاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ ،) يعني رسول الله ، ما هو بمجنون في نصبه أمير المؤمنين علما للنّاس (٢).

سورة الإنفطار

قوله تعالى : (إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ (١٣) وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ) (١٤)

٧٥٠ ـ محمد بن العباس قال : حدّثنا جعفر بن محمد بن مالك عن محمد بن الحسين عن محمد بن علي عن محمد بن فضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر «ع» في قوله عزوجل : (إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ ، وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ ،) قال : الأبرار نحن هم ، والفجّار هم عدوّنا (٣).

__________________

(١) اصول الكافي ج ١ ص ٣٤١ ح ٢٣.

(٢) البرهان ص ١١٧٦ وتفسير القمي ج ٢ ص ٤٠٨.

(٣) البرهان ص ١١٧٧.

٣٨٨

سورة المطفّفين

قوله تعالى : (وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ) (١)

٧٥١ ـ قال شرف الدين روى احمد بن ابراهيم عن عباد عن عبد الله بن بكير يرفعه الى أبي عبد الله «عليه‌السلام» في قوله عزوجل : (وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ ،) يعني الناقصين لخمسك يا محمّد ، الّذين اذا اكتالوا على النّاس يستوفون ، أي اذا صاروا الى حقوقهم من الغنائم يستوفون ، واذا كالوهم او وزنوهم يخسرون ، أي اذا سألوهم خمس آل محمّد نقصوهم ، وقوله عزوجل : (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ ،) بوصيّك يا محمّد ، وقوله تعالى : (إِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا قالَ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ ،) قال : يعني تكذيبه بالقآئم «عليه‌السلام» اذا يقول له : لسنا نعرفك ، ولست من ولد فاطمة كما قال المشركون لمحمّد «ص» (١).

قوله تعالى : (كَلَّا إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ) (٧)

٧٥٢ ـ محمد بن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد عن

__________________

(١) البرهان ص ١١٧٨.

٣٨٩

محمد بن خالد عن أبي نهشل قال : حدّثني محمد بن اسماعيل عن أبي حمزة الثمالي ، قال : سمعت أبا جعفر «عليه‌السلام» يقول : إنّ الله عزوجل خلقنا من عليّين ، وخلق قلوب شيعتنا مما خلقنا منه ، وخلق أبدانهم من دون ذلك ، وقلوبهم تهوى إلينا ، لأنّها خلقت ممّا خلقنا منه ، ثمّ تلى هذه الآية : (كَلَّا إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ ، وَما أَدْراكَ ما عِلِّيُّونَ ، كِتابٌ مَرْقُومٌ ، يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ ،) وخلق عدوّنا من سجّين ، وخلق قلوب شيعتهم ممّا خلقهم منه ، وأبدانهم من دون ذلك ، فقلوبهم تهوى اليهم ، لأنّها خلقت ممّا خلقوا منه ، ثمّ تلى هذه الآية : (كَلَّا إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ ، وَما أَدْراكَ ما سِجِّينٌ ، كِتابٌ مَرْقُومٌ)(١).

قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ (٢٩) وَإِذا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغامَزُونَ) (٣٠)

٧٥٣ ـ محمد بن العباس «ره» قال : حدّثنا محمد بن محمد الواسطي باسناده إلى أبي مجاهد في قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ ،) قال : إنّ نفرا من قريش كانوا يقعدون بقناء الكعبة ، فيتغامزون بأصحاب رسول الله ويسخرون منهم ، فمرّبهم يوما عليّ «عليه‌السلام» في نفر من أصحاب رسول الله «ص» فضحكوا منهم ، وتغامزوا عليهم ، وقالوا : هذا أخو محمّد ، فأنزل الله : (إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ ،) فإذا كان يوم القيامة أدخل عليّ ومن كان معه في الجنّة ، فأشرقوا على هؤلاء الكفّار ونظروا إليهم فيسخروا ويضحكوا عليهم ، وذلك قوله : (فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ) (٢).

__________________

(١) البرهان ص ١١٧٨ وأصول الكافي ج ١ ص ٣٩٠ ح ٤.

(٢) البرهان ص ١١٨٠.

٣٩٠

سورة الإنشقاق

قوله تعالى : (لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ) (١٩)

٧٥٤ ـ محمد بن يعقوب «ره» عن محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن ابن محبوب عن جميل بن صالح عن زرارة عن أبي جعفر «عليه‌السلام» في قوله تعالى : (لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ ،) قال : يا زرارة او لم تركب هذه الأمّة بعد نبيّها طبقا عن طبق في أمر فلان وفلان وفلان (١).

٧٥٥ ـ قال علي بن ابراهيم ، لتركبنّ سنّة وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر «عليه‌السلام» ، (لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ ،) يقول : حالا بعد حال ، قال رسول الله «ص» : لتركبنّ سنّة من كان قبلكم ، حذو النعل بالنّعل والقذة بالقذّة ولا تخطئون طريقتهم شبرا بشبر ، وذراعا بذراع ، ولا باعا يباع ، حتّى أن لو كان من قبلكم دخل جحر ضبّ لدخلتموه ، قال : قالوا : اليهود والنصارى من تعني يا رسول الله ، قال : فمن أعني لينقض عرى الإسلام عروة عروة فيكون أوّل ما تنقضون من دينكم الامانة ، وآخره الصلاة (٢).

أقول : هذا المعنى موجود في أحاديث السنّة أيضا.

سورة البروج

قوله تعالى : (وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ) (٣)

__________________

(١) اصول الكافي ج ١ ص ٤١٥ ح ١٧.

(٢) تفسير القمي ج ٢ ص ٤١٣.

٣٩١

٧٥٦ ـ محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن سلمة بن خطّاب عن عليّ بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» في قوله : (وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ ،) قال : النبيّ وأمير المؤمنين (١).

٧٥٧ ـ أقول : وروى المفيد عن ابن عباس في قوله : والسّماء ذات البروج ، عن رسول الله «ص» انّه قال في خبر : والّذي بعثني بالنبوّة وجعلني خير البريّة ، إنّ وصيّي لأفضل الأوصياء ، وأنّه لحجّة الله على عباده ، وخليفته على خلقه ، ومن ولده الأئمّة الهداة بعدي ، بهم يحبس الله العذاب عن أهل الارض وبهم يمسك السماء أن تقع على الأرض ، إلّا بإذنه ، وبهم يمسك الجبال ان تميد بهم ، وبهم يسقى خلقه الغيث ، وبهم يخرج النّبات ، واولياء الله حقّا ، وخلفائه صدقا ، عدّتهم عدّة الشهور ، وهي اثنا عشر شهرا ، وعدّتهم عدّة نقباء موسى بن عمران ، ثمّ تلى هذه الآية : (وَالسَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ ،) ثمّ قال : أتقدر يا بن عباس ان الله يقسم بالسّماء ذات البروج ، ويعني به السّماء وبروجها ، قلت : يا رسول الله «ص» فما ذاك ، قال : وأمّا السّماء فانا وامّا البروج فالأئمة بعدي ، اوّلهم عليّ وآخرهم مهدي (٢).

قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ ذلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ) (١١)

٧٥٨ ـ محمد بن العباس عن الحسين بن احمد عن محمد بن عيسى عن يونس عن مقاتل عن عبد الله بن بكير عن صباح الأزرق ، قال سمعت أبا عبد الله «عليه‌السلام» يقول في قول الله عزوجل : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا

__________________

(١) اصول الكافي ١ / ٤٢٥ ح ٦٩.

(٢) البرهان ص ١١٨٢ والاختصاص : ٢٢٣ ـ ٢٢٤.

٣٩٢

الصَّالِحاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ ،) هو أمير المؤمنين «عليه‌السلام» (١).

سورة الطّلاق

قوله تعالى : (فَما لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلا ناصِرٍ) (١٠) ، وقوله : (إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً ... (١٥) وَأَكِيدُ كَيْداً) (١٦)

٧٥٩ ـ علي بن ابراهيم قال : حدّثنا جعفر بن احمد عن عبد الله بن موسى عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير في قوله : (فَما لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلا ناصِرٍ ،) قال :

ماله قوّة يقوي بها على خالقه ، ولا ناصر من الله ينصره إن أراد به سوءا ، قلت : (إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً وَأَكِيدُ كَيْداً ،) قال : كادوا رسول الله «ص» وكادوا عليّا وكادوا فاطمة ، فقال الله : يا محمّد ، (إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً وَأَكِيدُ كَيْداً ،) فمهّل الكافرين يا محمّد أمهلهم رويدا لوقت بعث القآئم «عليه‌السلام» فينتقم من الجبابرة والطواغيت من قريش وبني اميّة وسائر النّاس (٢).

سورة الأعلى

قوله تعالى : (وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى) (١٥)

٧٦٠ ـ محمد بن يعقوب عن علي بن محمد عن احمد بن الحسين عن علي بن الريّان عن عبيد الله بن عبد الله الدهقان قال : دخلت على أبي الحسن الرضا «ع»

__________________

(١) البرهان ص ١١٨٣.

(٢) البرهان ص ١١٨٤ وتفسير القمي ج ٢ ص ٤١٦.

٣٩٣

فقال لي : فما معنى قوله : (وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى ،) قلت : كلّما ذكر اسم ربّه قام فصلّى ، فقال لي : لقد كلّف الله هذا شططا ، فقلت : جعلت فداك فكيف هو ، فقال : كلّما ذكر اسم ربّه صلّى على محمّد (١).

قوله تعالى : (إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى (١٨) صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى) (١٩)

٧٦١ ـ محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن عبد الله بن ادريس عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر قال : قلت لأبي عبد الله «عليه‌السلام» : (بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا ،) قال : ولايتهم ، (الْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقى ،) قال : ولاية أمير المؤمنين ، (إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى)(٢).

سورة الغاشية

قوله تعالى : (هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَةِ (١) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ (٢) عامِلَةٌ ناصِبَةٌ (٣) تَصْلى ناراً حامِيَةً) (٤)

٧٦٢ ـ محمد بن يعقوب عن علي بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عمرو بن أبي المقدام قال : سمعت أبا عبد الله يقول : كلّ ناصب وإن تعبّد وأجتهد منسوبا الى هذه الآية : (عامِلَةٌ ناصِبَةٌ تَصْلى ناراً حامِيَةً ،) وكلّ ناصب مجتهد فعمله هباء (٣).

__________________

(١) أصول الكافي ج ٢ ص ٤٩٤ ح ٨.

(٢) أصول الكافي ج ١ ص ٤١٨ ح ٣٠.

(٣) البرهان ص ١١٨٦ والروضة ص ٢١٣ في حديث ٢٥٩.

٣٩٤

قوله تعالى : (إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ (٢٥) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ) (٢٦)

٧٦٣ ـ محمد بن العباس قال : حدّثنا الحسين بن احمد عن محمد بن عيسى عن يونس بن يعقوب عن جميل بن دراج قال : قلت لأبي الحسن «عليه‌السلام» : احدّثهم بحديث جابر ، قال : لا تحدّث به السفلة ، فيذيعوه ، أما تقرء القرآن : (إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ ،) قلت : بلى ، قال : إذا كان يوم القيامة وجمع الله الأولين والآخرين ولّانا الله حساب شيعتنا ، فما كان بينهم وبين الله حكمنا على الله فيه ، فأجاز حكومتنا ، وما كان بينهم وبين النّاس ، إستوهبناه منهم ، فوهبوه لنا ، وما كان بيننا وبينهم فنحن أحق من عفى وصفح (١).

سورة الفجر

قوله تعالى : (وَالْفَجْرِ (١) وَلَيالٍ عَشْرٍ (٢) وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (٣) وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ) (٤)

٧٦٤ ـ محمد بن العباس عن الحسين بن احمد بن محمد بن عيسى عن يونس بن يعقوب عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : الشفع هو رسول الله «ص» وعليّ ، والوتر هو الله الواحد القهّار عزوجل (٢).

٧٦٥ ـ شرف الدين في تأويل الآيات روى بالاسناد مرفوعا عن عمرو بن شمر عن جابر بن يزيد الجعفي عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : قوله عزوجل : (وَالْفَجْرِ ،) هو القآئم «عليه‌السلام» ، (وَلَيالٍ عَشْرٍ ،) الأئمّة من الحسن الى الحسن ، (وَالشَّفْعِ ،) أمير المؤمنين وفاطمة «عليهما‌السلام» ، (وَالْوَتْرِ ،) هو الله وحده لا شريك له ،

__________________

(١) البرهان ص ١١٨٨.

(٢) البرهان ص ١١٨٨.

٣٩٥

(وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ ،) هي دولة حبتر ، فهي تسري الى دولة القآئم «عليه‌السلام» (١).

قوله تعالى : (فَيَوْمَئِذٍ لا يُعَذِّبُ عَذابَهُ أَحَدٌ (٢٥) وَلا يُوثِقُ وَثاقَهُ أَحَدٌ) (٢٦)

٧٦٦ ـ شرف الدين في تأويل الآيات قال : روى عمر بن أذينة عن معروف بن خربوز قال : قال لي أبو جعفر «عليه‌السلام» : يا بن خربوز ، أتدري ما تأويل هذه الآية : (فَيَوْمَئِذٍ لا يُعَذِّبُ عَذابَهُ أَحَدٌ ، وَلا يُوثِقُ وَثاقَهُ أَحَدٌ ،) قلت : لا ، قال : قال (عليه‌السلام) : هو الثّاني (٢).

قوله تعالى : (يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (٢٧) ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً) (٢٨)

٧٦٧ ـ قال علي بن ابراهيم : حدّثنا جعفر بن أحمد ، قال : حدّثنا عبد الله بن موسى عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» في قوله : (يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً ،) يعني الحسين بن عليّ «عليهما‌السلام» (٣).

سورة البلد

قوله تعالى : (لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ (١) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ (٢) وَوالِدٍ وَما وَلَدَ) (٣)

٧٦٨ ـ محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن

__________________

(١) نفس المصدر السابق.

(٢) البرهان ص ١١٩٠.

(٣) البرهان ص ١١٩٠ وتفسير القمي ٢ / ٤٢٢.

٣٩٦

احمد بن محمد بن عبد الله رفعه في قوله تعالى : (لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ ، وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ ، وَوالِدٍ وَما وَلَدَ) ، قال : أمير المؤمنين وما ولد من الأئمّة (عليهم‌السلام) (١).

٧٦٩ ـ الشيخ المفيد في الاختصاص عن ابراهيم بن محمد الثقفي قال : حدّثني اسماعيل بن بشّار قال : حدّثني علي بن جعفر الحضرمي عن سليم بن قيس الشامي أنّه سمع عليّا قال : إنّي وأوصيائي من ولدي أئمّة مهتدون كلّنا محدّثون ، قلت : يا أمير المؤمنين ، من هم ، قال : الحسن والحسين ثمّ إبني علي بن الحسين ، قال : وعلي يومئذ رضيع ، ثمّ ثمانية من بعده واحدا بعد واحد ، وهم الّذين أقسم الله بهم ، فقال : (وَوالِدٍ وَما وَلَدَ ،) أمّا الوالد ، فرسول الله ، وما ولد ، يعني هؤلاء الأوصياء ، فقلت : يا أمير المؤمنين ، أيجتمع إمامان ، فقال : لا ، وإلّا واحدهما مصمت لا ينطق حتّى يهلك الأوّل ، قال سليمان : سئلت محمد بن أبي بكر ، فقلت أكان علي محدّثا ، فقال : نعم ، ويحدّث الملائكة الأئمّة ، فقال : أو ما تقرء : (وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ ،) ولا محدّث ، ... فقلت : وأمير المؤمنين محدّث ، فقال : نعم ، وفاطمة كانت محدّثة ولم تكن نبيّة (٢).

قوله تعالى : (أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (٨) وَلِساناً وَشَفَتَيْنِ (٩) وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ) (١٠)

٧٧٠ ـ علي بن ابراهيم قال : أخبرنا احمد بن إدريس قال : أخبرنا احمد عن الحسين بن سعيد عن اسماعيل بن عباد عن الحسين بن أبي يعقوب عن بعض أصحابه عن أبي جعفر «عليه‌السلام» ... في قوله : (أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ ،) يعني رسول الله ، (وَلِساناً ،) يعني أمير المؤمنين ، (وَشَفَتَيْنِ ،) يعني الحسن والحسين ، (وَهَدَيْناهُ

__________________

(١) اصول الكافي ج ١ ص ٤١٤ ح ١١.

(٢) البرهان ص ١١٩٢ والاختصاص / ٣٢٩.

٣٩٧

النَّجْدَيْنِ ،) الى ولايتهما (١).

قوله تعالى : (فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (١١) وَما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ (١٢) فَكُّ رَقَبَةٍ) (١٣)

٧٧١ ـ محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن جمهور عن يونس قال : أخبرني من رفعه الى أبي عبد الله «عليه‌السلام» ، في قوله : (فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ ، وَما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ ، فَكُّ رَقَبَةٍ ،) يعني بقوله : رقبة ولاية أمير المؤمنين ، فإنّ ذلك فكّ رقبة (٢).

٧٧٢ ـ محمد بن يعقوب «ره» عن علي بن محمد عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان عن أبيه عن أبان بن تغلب عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : قلت له : جعلت فداك ، (فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ ،) فقال : من اكرمه الله بولايتنا فقد جاز العقبة ، ونحن تلك العقبة ، الّتي من اقتحمها نجى ، قال : فسكتّ ، فقال : هل أفيدك حرفا خيرا من الدنّيا وما فيها ، قلت : بلى جعلت فداك ، قال : قوله : (فَكُّ رَقَبَةٍ ،) ثمّ قال : النّاس كلّهم عبيد النّار غيرك وأصحابك ، فإنّ الله فكّ رقابهم من النّار بولايتنا أهل البيت (٣).

قوله تعالى : (وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِنا هُمْ أَصْحابُ الْمَشْأَمَةِ (١٩) عَلَيْهِمْ نارٌ مُؤْصَدَةٌ) (٢٠)

٧٧٣ ـ علي بن ابراهيم قال : قوله : (أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ،) قال : قال : اصحاب أمير المؤمنين ، (وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِنا ،) قال : قال : الّذين خالفوا أمير المؤمنين والأئمّة ، (هُمْ أَصْحابُ الْمَشْأَمَةِ ،) وقال : أصحاب المشئمة أعداء آل محمّد عليهم نار مؤصدة

__________________

(١) البرهان ص ١١٩٢ وتفسير القمي ٢ / ٤٢٣.

(٢) اصول الكافي ج ١ ص ٤٢٢ ح ٤٩.

(٣) اصول الكافي ج ١ ص ٤٣٠ ح ٨٨.

٣٩٨

أي مطبقة (١).

سورة الشّمس

قوله تعالى : (وَالشَّمْسِ وَضُحاها (١) وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها) (٢)

٧٧٤ ـ محمد بن يعقوب عن جماعة عن سهل عن محمد عن أبيه عن أبى محمد عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : سألته عن قول الله عزوجل : (وَالشَّمْسِ وَضُحاها ،) قال : الشّمس رسول الله «ص» به أوضح الله عزوجل للنّاس دينهم ، قال : قلت : (وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها ،) قال : ذلك أمير المؤمنين «عليه‌السلام» تلى رسول الله ونفثه بالعلم ثفثا ، قال : قلت : (وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشاها ،) قال : ذلك أئمّة الجور الّذين استبدّوا بالأمر دون آل الرّسول ، وجلسوا مجلسا كان آل الرّسول اولى به منهم ، فغشوا دين الله بالجور والظلم ، فحكى الله فعلهم ، فقال : («وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشاها ،) قال : فقلت : (وَالنَّهارِ إِذا جَلَّاها ،) قال : ذاك الإمام من ذريّة فاطمة يسئل عن دين الله ، فيجلّيه لمن يشاء ، فحكى الله عزوجل قوله : (وَالنَّهارِ إِذا جَلَّاها)(٢).

سورة اللّيل

قوله تعالى : (وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى (١) وَالنَّهارِ إِذا تَجَلَّى) (٢)

٧٧٥ ـ قال علي بن ابراهيم : أخبرنا احمد بن ادريس قال : حدّثنا محمد بن

__________________

(١) البرهان ص ١١٩٣ وتفسير القمي ج ٢ ص ٤٢٣.

(٢) روضة الكافي ص ٥٠ ح ١٢.

٣٩٩

عبد الجبّار عن ابن أبي عمير عن حماد بن عثمان عن محمد بن مسلم قال : سألت أبا جعفر «عليه‌السلام» عن قول الله : (وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى ،) قال : الليل في هذا الموضع الثاني يغشى أمير المؤمنين في دولته الّتي جرت له عليه ، وأمير المؤمنين يصبر في دولتهم ، حتّى تنقضي ، قال : (وَالنَّهارِ إِذا تَجَلَّى ،) قال : النّهار هو القآئم منّا أهل البيت إذا قام غلبت دولته الدولة الباطلة ، والقرآن ضرب فيه الأمثال للنّاس وخاطب نبيّه ونحن ، فليس يعلمه غيرنا (١).

قوله تعالى : (فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظَّى (١٤) لا يَصْلاها إِلَّا الْأَشْقَى) (١٥)

٧٧٦ ـ قال علي بن ابراهيم : حدّثنا محمد بن جعفر قال : حدّثنا يحيى بن زكريّا عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» في قوله : (فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظَّى ، لا يَصْلاها إِلَّا الْأَشْقَى ، الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى ،) قال : في جهنّم واد فيه نار لا يصليها إلّا الأشقى ، فلان الّذي كذّب رسول الله «ص» في عليّ وتولّى عن ولايته ، ثمّ قال : النيران بعضها دون بعض ، فما كان من نار هذه الوادي فللنصّاب (٢).

٧٧٧ ـ محمد بن يعقوب عن علي بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن مهران بن محمد عن سعد بن طريف عن أبي جعفر «عليه‌السلام» في قول الله عزوجل : (فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى ،) فإنّ الله يؤتى بالواحدة عشرة الى مأة ألف فما زاد ، (فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى ،) قال : لا يريد شيىء من الخير إلّا يسّره الله له ، (وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنى ،) بأن يؤتي بالواحدة عشرة الى مأة ألف فما زاد فسنيسّره للعسرى ، لا يريد شيئا من الشرّ إلّا يسّره له ، (وَما يُغْنِي عَنْهُ مالُهُ إِذا

__________________

(١) البرهان ص ١١٩٦ وتفسير القمي ج ٢ ص ٤٢٥.

(٢) البرهان ص ١١٩٦ وتفسير القمي ج ٢ ص ٤٢٦.

٤٠٠